logo
«خط وهمي» يفصل بين الحياة والموت... اعترافات جندي إسرائيلي بقتل مدنيين في غزة

«خط وهمي» يفصل بين الحياة والموت... اعترافات جندي إسرائيلي بقتل مدنيين في غزة

الشرق الأوسطمنذ 4 ساعات
في مقابلةٍ نادرة، صرّح جندي احتياط إسرائيلي، خدم لثلاث جولات في غزة، بأن وحدته كانت تُؤمر غالباً بإطلاق النار على أي شخص يدخل مناطق يُعرّفها الجنود بأنها مناطق محظورة، بغضّ النظر عما إذا كان يُشكّل تهديداً أم لا، وهي ممارسة يقول إنها تُسفر عن مقتل مدنيين أينما سقطوا، مضيفاً أن هناك اعتقاداً سائداً بين الجنود بأن جميع سكان غزة إرهابيون.
وقال الجندي، لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية: «نحن في منطقة نوجد فيها، والأوامر هي: كل من يدخلها يجب أن يُقتل». وأضاف: «إذا كانوا في الداخل، فهم خطِرون ويجب قتلهم، بغضّ النظر عن هويتهم».
وتابع الجندي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن القوات قتلت مدنيين تعسفياً. ووصف قواعد الاشتباك بأنها غير واضحة، حيث تتغير أوامر إطلاق النار باستمرار تبعاً للقائد.
ونُقل الجندي الاحتياطي في الفرقة 252 بالجيش الإسرائيلي مرتين إلى ممر نتساريم؛ وهو شريط ضيق من الأرض يخترق وسط غزة في بداية الحرب، ويمتد من البحر إلى الحدود الإسرائيلية. وصُمم هذا الممر لتقسيم المنطقة والسماح للقوات الإسرائيلية بفرض سيطرة أكبر من داخل القطاع.
الجندي في غزة تحدّث لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية وطلب عدم الكشف عن هويته
وقال الجندي إنه عندما كانت وحدته متمركزة على أطراف منطقة مدنية، كان الجنود ينامون في منزلٍ يعود للنازحين الفلسطينيين، ورسموا حوله حدوداً غير مرئية تُعرِّف المنطقة المحظورة على سكان غزة. وتابع: «في أحد المنازل التي كنا فيها، كانت لدينا منطقة واسعة. كانت هذه المنطقة الأقرب إلى حي المواطنين، وكان الناس بداخلها. وهناك خط وهمي يخبروننا بأن جميع سكان غزة يعرفونه، وأنهم يعلمون أنه لا يُسمَح لهم بعبوره، لكن كيف يمكنهم أن يعرفوا؟». وتابع: «لقد كان الأمر أشبه بكل مَن يأتي إلى هذه المنطقة، وربما يكون الأمر أشبه بمراهق يركب دراجته».
ووصف الجندي اعتقاداً سائداً بين الجنود بأن جميع سكان غزة إرهابيون، حتى مع كونهم مدنيين عُزّلاً. وقال إن هذا التصور لم يُشكك فيه القادة، بل كانوا يؤيدونه في كثير من الأحيان. وقال الجندي: «لا يُحدّثونك حقاً عن المدنيين الذين قد يأتون إلى منزلك. كما حدث معي في طريق نتساريم، يقولون إنْ جاء أحدهم إلى هنا يعني أنه يعلم أنه ينبغي ألا يكون هناك، وإن جاء رغم ذلك، فهذا يعني أنه إرهابي». وأردف: «هذا ما يقولونه لك، لكنني لا أعتقد أنه صحيح. إنهم مجرد فقراء، مدنيون لا يملكون خيارات كثيرة».
فلسطينيون يتجهون لتسلم مساعدات إنسانية سيجري إيصالها عبر معبر نتساريم مروراً بنقطة إنتاج مؤقتة للطاقة الشمسية بشارع الرشيد غرب مدينة غزة 3 يوليو (إ.ب.أ)
وقال إن قواعد الاشتباك تتغير باستمرار، تاركةً المدنيين تحت رحمة تقدير القادة. وقال: «قد يُطلق عليهم النار، وقد يجري أَسْرهم. الأمر يعتمد حقاً على اليوم، ومزاج القائد».
وتذكّر الجندي، في حواره مع الشبكة البريطانية، حادثة عبور رجل الحدود وإطلاق النار عليه. عندما اقترب رجلٌ آخر من الجثة لاحقاً، أُطلق عليه النار هو الآخر. ولاحقاً، قرر الجنود القبض على مَن يقترب من الجثة. وبعد ساعات، تغيّر الأمر مجدداً، فأُطلق النار على كل من يتخطى «الخط الوهمي» فور رؤيته.
وفي وقتٍ سابق، كانت وحدة الجندي متمركزة بالقرب من منطقة الشجاعية بمدينة غزة. ووصف فلسطينيين يجمعون الخردة المعدنية والألواح الشمسية من مبنى داخل ما يُسمى المنطقة المحظورة، وقال: «بالتأكيد، لا يوجد إرهابيون هناك. لكل قائد أن يختار بنفسه ما يفعله. لذا، فالأمر أشبه بعالمٍ من الخيال. لذا، قد يقرر بعض القادة ارتكاب جرائم حرب وأمور سيئة دون أن يواجهوا عواقب ذلك».
وأردف الجندي أن عدداً من رفاقه كانوا يعتقدون أنه لا يوجد أبرياء في غزة، مستشهداً بالهجوم الذي قادته «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز 250 آخرين رهائن. ومنذ ذلك الحين، جرى تحرير أو إنقاذ عشرات الرهائن على يد القوات الإسرائيلية، بينما لا يزال نحو 50 منهم في الأَسْر، بمن فيهم 30 تقريباً تعتقد إسرائيل أنهم ماتوا.
وأدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى تدمير واسع النطاق في القطاع الفلسطيني، ومقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لمسؤولين صحيين في القطاع المكتظ بالسكان.
فلسطينيون يتجمعون جنوب مدينة غزة في انتظار تسلم المساعدات الإنسانية المتوقع دخولها عبر معبر نتساريم في 28 يونيو (د.ب.أ)
وتذكَّر أن الجنود كانوا يناقشون عمليات القتل علناً، وأردف: «كانوا يقولون: (أجل، لكن هؤلاء الناس لم يفعلوا شيئاً لمنع أحداث السابع من أكتوبر، وربما استمتعوا بوقتهم عندما حدث هذا لنا، لذا فهم يستحقون الموت)». وأضاف: «لا يرحمهم الناس». وذكر الجندي: «أعتقد أن كثيرين منهم شعروا حقاً بأنهم يفعلون شيئاً جيداً. أعتقد أن جوهر الأمر هو أنهم في نظرهم ليسوا أبرياء».
وفي إسرائيل، من النادر أن ينتقد الجنود الجيش علناً، وقال الجندي إنه لا يريد الكشف عن هويته، خوفاً من أن يُوصَم بالخيانة أو أن يُنبذ من قِبل مجتمعه. ومع ذلك، يقول الجندي إنه شعر بأنه يريد التعبير عن رأيه، إذ قال: «أشعر بأنني شاركتُ في أمرٍ سيئ، وأحتاج إلى مُقابلته بشيءٍ جيد أفعله، بالتحدث علناً؛ لأنني منزعجٌ جداً مما شاركتُ فيه وما زلتُ أشارك فيه، بصفتي جندياً ومواطناً في هذا البلد». وأضاف: «أعتقد أن الحرب أمرٌ سيئ للغاية يحدث لنا وللفلسطينيين، وأعتقد أنه يجب أن تنتهي».
وتابع: «أعتقد أنه من الصعب جداً على المجتمع الإسرائيلي انتقاد نفسه وجيشه. كثيرون من الناس لا يفهمون ما يوافقون عليه. يعتقدون أن الحرب يجب أن تحدث، وأننا بحاجة إلى إعادة الرهائن، لكنهم لا يفهمون العواقب».
واستطرد: «أعتقد أن كثيرين من الناس لو عرفوا بالضبط ما يحدث، لما كان الأمر مُريحاً لهم، ولما وافقوا عليه. آملُ أن يُغير الحديث عن ذلك طريقةَ سير الأمور».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحـوثيون: غرق الناقلة "ماجيك سيز" بعد استهدافها في البحر الأحمر
الحـوثيون: غرق الناقلة "ماجيك سيز" بعد استهدافها في البحر الأحمر

مباشر

timeمنذ 23 دقائق

  • مباشر

الحـوثيون: غرق الناقلة "ماجيك سيز" بعد استهدافها في البحر الأحمر

مباشر: أعلنت جماعة الحوثي، اليوم الاثنين، غرق الناقلة ماجيك سيز التي تم استهدافها في البحر الأحمر. وأوضحت جماعة الحوثي، بوقت سابق من اليوم، استهداف سفينة الشحن "ماجيك سيز" في البحر الأحمر، باستخدام زورقين مفخخين مسيرين، وخمسة صواريخ باليستية ومجنحة، إلى جانب ثلاث طائرات مسيرة. وقال المتحدث باسم الجماعة، إن السفينة تعرضت لهجوم متزامن بهذه الوسائط، مشيرًا إلى أنها "باتت معرضة للغرق" نتيجة الأضرار التي لحقت بها. ويأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد الهجمات الحوثية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل أو بالولايات المتحدة، ضمن موقف الجماعة "لنصرةً لغزة"، منذ اندلاع الحرب الأخيرة. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا

ضغوطات ترمب في العراق.. هل تغير الخارطة السياسية؟
ضغوطات ترمب في العراق.. هل تغير الخارطة السياسية؟

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

ضغوطات ترمب في العراق.. هل تغير الخارطة السياسية؟

بعدما وضعت الحرب أوزارها بين إيران وإسرائيل، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مجدداً ليمارس أقصى درجات الضغوطات الاقتصادية على طهران، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك. وبحسب ما نشرته صحيفة «Oil Price» الأمريكية، فإن ترمب يسعى إلى ضربة ثلاثية في العراق تتمثل بإنهاء النفوذ الإيراني من خلال إجبار طهران على التفاوض معه دون قيد أو شرط، وتقليل النفوذ الروسي والصيني وسحب العراق إلى المحيط الغربي والأمريكي. ولعل أبرز ما تضغط باتجاهه الولايات المتحدة في العراق هو سحب السلاح المنفلت لدى الجماعات المسلحة، وحل ودمج الحشد الشعبي ضمن المؤسسات العسكرية الرسمية على الرغم من أن قادة هذه الجماعات أرسلوا رسالة أثناء الحرب الإيرانية الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة عبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأنهم لن يقوموا بأي استهداف للمصالح الأمريكية في العراق أو المنطقة، وسيلتزمون بما تقرره الحكومة بالنأي بالنفس عن هذا الصراع. لكن يبدو أن هذه الرسالة لم تلق أي اعتبار لدى الولايات المتحدة، وهذا كان واضحاً من خلال إشكاليات صرف رواتب منتسبي الحشد الشهر الماضي، وكيف واجهوا صعوبة في استلام رواتبهم من المصارف أو المنافذ المالية الرسمية لخشية هذه المصارف وعلى رأسها البنك المركزي العراقي من أن تطالهم عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية. هذه الضغوطات تؤكد أن الولايات المتحدة مصممة على إنهاء نفوذ كل هذه الجماعات المسلحة سواءً عبر نفوذ السلاح أو حتى النفوذ السياسي، ولا نستبعد أن نرى عقوبات أمريكية على قادة هذه الفصائل ممن لديهم تمثيل سياسي داخل مجلس النواب أو الحكومة العراقية. إنهاء نفوذ تلك الجماعات وحل الحشد الشعبي، بما فيه ما يسمى بـ«الحشد العشائري»، سيغير بالتأكيد الخارطة السياسية في العراق وبشكل كبير جداً، خصوصاً إذا ما علمنا أن الكثير من قادة هذه الفصائل ممن يمتلكون ألوية ضمن «الحشد الشعبي» أو قادة الحشود العشائرية يمارسون طريقة الضغط والتهديد على منتسبيهم بالطرد وحرمانهم من رواتبهم في حال أنهم لم يجلبوا ما لا يقل عن 15 بطاقة انتخابية للتصويت لقائد الحشد العشائري الذي ينتمون إليه. هذا إضافة إلى الضخ الكبير للمال السياسي في المناطق التي لا يوجد فيها نفوذ مسلح لبعض قادة الحشد الشعبي بالقيام بشراء البطاقات الانتخابية، إذ وصل سعر البطاقة الانتخابية إلى ما لا يقل عن 200 دولار، ما جعل الجميع يتساءل: من أين لهم كل هذه الأموال التي يدفعونها من أجل أن يكون لديهم تمثيل نيابي داخل مجلس النواب؟ ختاماً، الأحداث تتسارع في العراق، وقد نكون أمام مشهد سياسي تضعف أو تنتهي هيمنة الجماعات والفصائل المسلحة فيه. أخبار ذات صلة

نيران تلتهم سنترال رمسيس.. حريق هائل يشل وسط القاهرة
نيران تلتهم سنترال رمسيس.. حريق هائل يشل وسط القاهرة

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

نيران تلتهم سنترال رمسيس.. حريق هائل يشل وسط القاهرة

اندلع حريق ضخم في مبنى سنترال رمسيس، أحد أبرز المباني التجارية في قلب العاصمة المصرية القاهرة، مما تسبب في حالة من الذعر بين المارة والعاملين في المنطقة الحيوية، إذ تصاعدت ألسنة اللهب والدخان الكثيف من المبنى، ما أدى إلى توقف الحركة المرورية في محيط ميدان رمسيس، وهو أحد أكثر الميادين ازدحامًا في العاصمة. وتلقت غرفة عمليات الحماية المدنية بمديرية أمن القاهرة بلاغًا عاجلاً يفيد بنشوب الحريق في الطابق الثالث من المبنى، الذي يضم مكاتب تجارية وخدمية، وعلى الفور، هرعت أكثر من 10 سيارات إطفاء إلى موقع الحادثة، مدعومة بفرق إنقاذ متخصصة، وتمكنت من السيطرة على الحريق بعد ساعات من الجهود المكثفة. ووفقًا لمصادر رسمية، لم يتم الإبلاغ عن إصابات أو خسائر في الأرواح، لكن الأضرار المادية كانت كبيرة، إذ التهمت النيران عددًا من المكاتب والمعدات، وكشفت التحقيقات الأولية أن الحريق نجم عن ماس كهربائي في أحد الكابلات الرئيسية بالمبنى، مما أدى إلى اشتعال النيران بسرعة نظرًا لوجود مواد قابلة للاشتعال، وأفادت مصادر مطلعة أن نظام الإطفاء الداخلي في المبنى لم يكن فعالاً بالشكل الكافي، مما زاد من صعوبة السيطرة على الحريق في بدايته. وفرضت الأجهزة الأمنية طوقًا أمنيًا حول الموقع، ومنعت المارة من الاقتراب لتسهيل عمل قوات الحماية المدنية وحماية المدنيين، كما تم إخلاء المباني المجاورة كإجراء احترازي لتجنب أي مخاطر محتملة. وشهدت المنطقة ازدحامًا مروريًا كبيرًا، وتم تحويل حركة السير إلى طرق بديلة. وبدأت النيابة العامة تحقيقاتها العاجلة للوقوف على أسباب الحادثة، إذ انتقل فريق من خبراء الأدلة الجنائية لمعاينة الموقع وتقييم الأضرار. كما تم التحفظ على كاميرات المراقبة لتفريغ تسجيلاتها، واستدعاء عدد من العاملين والشهود للاستماع إلى أقوالهم. وتُعد منطقة رمسيس من أكثر المناطق حيوية في القاهرة، إذ تضم العديد من المباني التجارية والمكاتب الحكومية، وسبق أن شهدت المنطقة حوادث مماثلة، منها حريق مبنى تجاري في شارع الجمهورية في يوليو 2025، وحريق آخر في سنترال رمسيس عام 2015. وأشار شهود عيان، عبر منشورات على منصة إكس، إلى أن الحريق تسبب في حالة من الفوضى، حيث هرع العاملون في المبنى للخروج وسط تصاعد الدخان الكثيف. كما أعرب عدد من المواطنين عن قلقهم من تكرار مثل هذه الحوادث في مناطق مزدحمة مثل رمسيس، مطالبين بتشديد الرقابة على الأنظمة الكهربائية في المباني القديمة. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store