
مهندس خطة العبور.. ماذا نعرف عن سعد الشاذلي وجهوده خلال حرب العاشر من رمضان؟
الإثنين، 10 مارس 2025 05:55 مـ بتوقيت القاهرة
تحل اليوم ذكرى حرب العاشر من رمضان "حرب أكتوبر عام 1973"، التي ردت كرامة المصريين وأرض سيناء من أيدي العدو الإسرائيلي.
وتحمل ذكرى النصر المجيد معها نفحات من سيرة أبطال سطروا أسماءهم بحروف من نور في سجلات التاريخ المصري، ومن هؤلاء الأبطال قائد خطط وأدار معركة التحرير، وهو الفريق سعد الدين الشاذلي، صاحب "خطة المآذن العالية" التي وضعها لمهاجمة القوات الإسرائيلية واقتحام قناة السويس عبر تدمير خط برليف الدفاعي، ليكبد العدو أكبر هزيمة في تاريخه القصير.
ورحل الفريق الشاذلي وبقيت ذكرى انتصار شارك في تحقيقه بحنكة عسكرية منقطعة النظير.
ويسرد أهم المحطات بمسيرة الفريق سعد الدين الشاذلي ومشاركته بقيادة الجيش المصري في حرب أكتوبر، وذلك نقلا عن كتابي مذكرات حرب أكتوبر، وعبور قناة السويس، وكتاب السياسة والحرب بين مصر وإسرائيل.
- نشأة القائد
ولد الشاذلي بمركز بسيون محافظة الغربية لأسرة متوسطة من ملاك الأراضي، وسماه والده على اسم الزعيم الشعبي سعد زغلول، وتلقى الشاذلي دراسته بمدارس المحافظة حتى التحق بالكلية الحربية عام 1939، وكان أصغر زملاءه في ذلك الحين، وأظهر تفوقه في مجال العسكرية لالتحاقه المبكر بقوات الحرس الملكي، إذ تعتبر من قوات النخبة في الجيوش نظرا لأهمية دورها.
- خبرات عسكرية مبكرة
دخل الشاذلي مجال العسكرية في وقت مشحون بالحروب حول العالم، حيث بدأ مسيرته بالمشاركة في الحرب العالمية الثانية التي دارت بعض أحداثها المحورية علي أراضي الشمال المصري في معارك الجيشين الألماني والبريطاني، ولم تكد ينتهي الحرب العالمية حتى أصبح الشاذلي على موعد مع حرب فلسطين التي خاضها تطوعا، إذ لم تكن المشاركة إلزامية على ضباط الحرس الملكي ليقاتل خلال تلك الحرب في معركتي دير سليم وميت سليم ضد عصابات الهاجاناه الصهيونية.
- مؤسس سلاح المظلات
يعتبر الشاذلي هو مؤسس سلاح المظلات المصري الذي سطر ملاحم بطولية في حرب أكتوبر في وقت لاحق، وتلقى الشاذلي دورة تدريبية بالولايات المتحدة الأمريكية في سلاح المظلات عام 1953، وعاد منها ليؤسس أول سلاح مظلات مصري والذي قام بقيادته حتى عام 1959، وتجدر الإشارة إلى كون أسلوب استعراض قوات المظلات وسائر القوات الخاصة بالدول العربية المميز بأسلوب الخطوات السريعة كان من اقتراحات الشاذلي التي صارت عرفا في الجيوش العربية.
- قائد أول فرقة عربية مقاتلة
تسلم الشاذلي قيادة الفرقة العربية التي تضم جنود مصريين وسوريين في بعثة تابعة للأمم المتحدة لدولة الكونغو عام 1960 تزامنا مع نيل الكونغو لاستقلالها، وشهدت فترة الشاذلي وقوع انقلاب على الرئيس لومومبا الصديق للجمهورية العربية المتحدة، وتصرف الشاذلي حينها بطريقة دبلوماسية ليسحب القوات العربية مع إنقاذ أسرة الرئيس الحليف للجمهورية العربية بأمان ودون إراقة للدماء.
- دخل الأراضي الفلسطينية بحرب 1967
ولمع نجم القائد سعد الدين الشاذلي جراء مناورة مميزة خاضها في حرب 1967، وذلك حين علم بتعرض القوات الجوية المصرية لضربة شاملة وسيطرة قوات العدو الإسرائيلي على معظم أراضي سيناء، وقرر الشاذلي تجنبا لوقوع خسائر بجيشه بفعل ضربات الطيران أن يتسلل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بصحراء النقب، ليقيم يومين مع قواته حتى أعد خطة انسحاب آمن عبر خلالها كامل سيناء خلال الليل متلافيا أن ترصده قوات العدو لينجح بإعادة قواته لبر القناة الغربي بأمان.
- قائد عمليات الاستنزاف
أدت براعة الشاذلي في حرب 1967 لتكليفه بقيادة القوات الخاصة وتجمع الصاعقة والمظلات بقيادة واحدة وتحملت الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف العبء الأكبر من المعارك، إذ شن رجال الصاعقة دوريات متسللة نحو أرض سيناء المحتلة لنصب الأكمنة للعدو وتفجير مركباته وأسر جنوده، ووقعت عمليات خاصة شهيرة خلال حرب الاستنزاف منها، رأس العش، والسبت الحزين، وغيرها من عمليات هزت الروح المعنوية لقوات الاحتلال.
- رادع هجمات القرصنة الإسرائيلية بالبحر الأحمر
قرر جنود الاحتلال عمل هجمات انتقامية نتيجة لنجاح عمليات الصاعقة المصرية، وقد كرر جنود الاحتلال الإغارة بالمظليين على محافظة البحر الأحمر وقتل المدنيين على الطرق السريعة، وكان جواب الجيش المصري تعيين الشاذلي قائدا لتلك المنطقة ليقرر حظر التجوال الليلي على الطرق السريعة، وتكثيف القوات المصرية بعدة نقاط قوية، وكانت النتيجة توقف غارات المظليين الإسرائيليين.
خاض الجيش الإسرائيلي -فترة قيادة الشاذلي لمنطقة البحر الأحمر- مغامرة لاحتلال جزيرة شدوان المصرية مستغلين صغر حجم الحامية المتواجدة، ولكن الشاذلي أبدى سرعة في التجاوب حين أرسل قوات استعانت بقوارب صيد صغيرة لتقتحم الجزيرة وتطهرها من المظليين الإسرائيليين، وتسببت العملية بصفعة إعلامية للجيش الإسرائيلي الذي كان قد أعلن السيطرة على الجزيرة قبل يوم من انسحابه عنها.
- الشاذلي وخطة المآذن
تولى سعد الدين الشاذلي رئاسة أركان الجيش المصري في مايو 1971 إبان رئاسة الرئيس محمد أنور السادات، وحينها بدأ الشاذلي بوضع خطة جديدة لحرب استرداد سيناء من جيش الاحتلال، وجاءت خطة الشاذلي مختلفة عن الخطط السابقة لها، والتي كانت تعتمد الهجوم الشامل بإمكانيات عالية، وفي المقابل قامت خطة الشاذلي باستخدام الإمكانيات المحدودة المتاحة لتحقيق سيطرة مبدئية على الجزء الحيوي من سيناء، واسترداد بقية الأرض بحرب استنزاف طويلة.
واعتمدت خطة المآذن العالية على عبور القوات والسيطرة على الساحل الشرقي من قناة السويس تحت غطاء من أسلحة الدفاع الجوي التي تحرم الجيش الإسرائيلي من استخدام الطيران الحربي ضد القوات المصرية، كما منعت العدو من القيام بعمليات التطويق المفضلة لديه، حيث كانت القوات المصرية محمية بالسواحل البحرية من الشمال والجنوب.
عمل الشاذلي لشهور لإقناع القيادة السياسية بخطته ثم استمر لعامين في تأهيل القوات المصرية لتطبيق الخطة بشكل عملي، وأدخل الشاذلي حينها تعديلات على نظام الكليات الحربية ونظام التدريب للمجندين ليجهز أكبر عدد من القوات المتاحة للهجوم.
نفذ الجيش المصري تحت قيادة الشاذلي الهجوم في ظهيرة الـ6 من أكتوبر الموافق للعاشر من رمضان بمعركة افتتحتها القوات الجوية ونيران المدفعية المصرية، تلاها عبور المشاة المصريين وصيادي الدبابات عبر قوارب مطاطية لتسلق الساتر الترابي وتمهيد الطريق أمام قوات المهندسين والدبابات المصرية للعبور واحتلال القناة.
ظل الشاذلي يوجه القوات حتى يوم 17 من أكتوبر حين تم تعيين المشير عبدالغني الجمسي في رئاسة أركان الجيش المصري.
عمل الفريق الشاذلي بعد تقاعده من الخدمة العسكرية سفيرا مصريا بالعاصمة البريطانية لندن، ثم سفيرا بدولة البرتغال، ونشر عدة مؤلفات تسرد وقائع حرب 73، ووافته المنية في القاهرة يوم 10 فبراير 2011 ليودعه عدد كبير من المصريين في جنازة كبيرة تزامنت مع أحداث ثورة 25 يناير.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة نيوز
منذ 8 ساعات
- وكالة نيوز
المستشار الألماني يتهم روسيا بتهديد أمن أوروبا.. إليكم التفاصيل
العالم – خاص بالعالم فبعد موافقة الاتحاد الاوربي على فرض اربع حزم من العقوبات الجديدة على روسيا اتهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس روسيا بتهديد امن اوروبا وذلك أثناء زيارة قام بها إلى ليتوانيا للاحتفال بتأسيس أول وحدة عسكرية دائمة ألمانية في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس:'هناك تهديد لنا جميعا من روسيا… نحمي أنفسنا من هذا التهديد، لهذا السبب نحن هنا اليوم الوضع الأمني في الدول التي تشكل الخاصرة الشرقية للناتو ما زال متوترا للغاية'. سياسات روسيا العدوانية لا تهدد أمن أوكرانيا وسلامة أراضيها فحسب، بل تهدد أمننا المشترك في أوروبا أيضا. جاءت هذه التصريحات بالتزامن مع تصويت البرلمان الاوروبي لصالح فرض رسوم جمركية كبيرة على الأسمدة ومنتجات زراعية محددة من روسيا وحليفتها روسيا البيضاء، قرار اعتبرته روسيا بانه سيعود بالضرر على اوروبا نفسها. تعلقيا على هذا القرار قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف انه في نهاية المطاف، سيجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام سماد أعلى سعرا وأقل جودة مؤكدا ان الأسواق في مجالات أخرى ستعوض هذه الرسوم الجمركية، لكن الأوروبيين سيستمرون على عادتهم في إلحاق الأذية بمصالحهم. تاتي هذه التطورات في حين تستمر المعارك الطاحنة شرق اوكرانيا حيث اعلن الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي عن معارك عنيفة تدور حول مدينة بوكروفسك المتنازع عليها. وقال زيلينسكي إن الوحدات الأوكرانية لا تزال تعمل على الأراضي الروسية في منطقتي كورسك وبيلغورود للدفاع عن مدينتي سومي وخاركيف شمال شرق أوكرانيا رافضا اداعاءات موسكو بأن المنطقة باتت تحت سيطرة الجيش الروسي. في حين اكدت مصادر روسية في وقت سابق سيطرة القوات الروسية على أراضي منطقتي بيلغورود وكورسك بالكامل مؤكدة فشل الهجمات المضادة الأوكرانية لاستعادة المنطقتين.


تحيا مصر
منذ 9 ساعات
- تحيا مصر
ناجى الشهابي: "مستقبل مصر" مشروع أمن قومي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز القرار الوطني
صرح ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، بأن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرحلة الأولى من مدينة "مستقبل مصر الصناعية"، وانطلاق موسم حصاد القمح من مشروع "مستقبل مصر" للإنتاج الزراعي بمنطقة الضبعة، يمثلان إنجازًا جديدًا على طريق بناء دولة قوية تحقق أمنها الغذائي وتنمية مواردها. ناجى الشهابي: "مستقبل مصر" مشروع أمن قومي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز القرار الوطني وأكد الشهابي أن مشروع "مستقبل مصر" الزراعي يُعد أحد أهم مشروعات الأمن القومي في هذه المرحلة، لأنه يستهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من القمح، وهو ما يُسهم بشكل مباشر في توفير العملة الأجنبية التي كانت تُخصص لاستيراده من الخارج، ويصب في صالح تعزيز وتقوية العملة الوطنية، فضلًا عن أنه يدعم تحرير القرار الوطني من أي ضغوط خارجية مرتبطة بتوفير احتياجات الشعب الغذائية. رئيس حزب الجيل: المشروع يوفر العملة الصعبة، يقوي الجنيه المصري، ويفتح آفاقًا واسعة للتنمية الزراعية والصناعية وأضاف رئيس حزب الجيل أن مدينة "مستقبل مصر الصناعية" تدخل ضمن خطة الدولة الطموحة لإنشاء مدن صناعية في مناطق مختلفة من الجمهورية، إلى جانب مدن العاشر من رمضان، والسخنة، وبرج العرب، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لافتًا إلى أن المدينة الجديدة تضم مصانع وصوامع، منها ما بدأ العمل فعليًا، ومنها ما يزال تحت الإنشاء، في إطار رؤية الدولة لخلق بيئة صناعية متكاملة توفر آلاف فرص العمل وتدفع عجلة الإنتاج الوطني. واختتم الشهابي تصريحه مؤكدًا أن هذه المشروعات الكبرى تعكس إرادة سياسية واضحة لبناء مستقبل أفضل، وتحقيق التنمية المستدامة، وتأمين احتياجات الشعب المصري من الغذاء والصناعة. وفي نفس السياق، أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أن مشروعًا بحجم "مستقبل مصر"، الذي يمتد على مساحات شاسعة تقدر بما بين 600 و800 ألف فدان، يمكن أن يُدر دخلًا سنويًا يصل إلى 30 مليار جنيه، إذا تم استغلاله بكفاءة. أهمية التخطيط الدقيق عند إدخال أراضٍ جديدة ضمن منظومة الزراعة الوطنية وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن كل فدان يمكن أن يوفر فرصة عمل واحدة على الأقل، ما يعني أن المشروع قادر على تأمين مصدر دخل لما يقرب من 600 ألف أسرة، بحد أدنى شهري يبلغ حوالي 7 آلاف جنيه. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أهمية التنسيق بين مختلف الوزارات المعنية، مثل الكهرباء والري والعمل، لضمان تنفيذ خطوات تجهيز الأراضي بشكل تكاملي، وعدم الاكتفاء بجهود جهاز "مستقبل مصر" وحده، وذلك لضمان تحقيق نتائج ملموسة ومستدامة. وعلى هامش الفعاليات، قام الرئيس السيسي بجولة تفقدية لمدينة "مستقبل مصر الصناعية" الواقعة على محور الضبعة، والتي تُعد جزءًا من الرؤية الشاملة لتعزيز قطاعي الزراعة والصناعة، عبر ربط الإنتاج الزراعي بمراكز تصنيع وتوزيع متطورة.


المشهد العربي
منذ 11 ساعات
- المشهد العربي
المستشار الألماني من ليتوانيا: روسيا تهديد لنا جميعا
حذّر المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الخميس من أن روسيا تهدد أمن أوروبا، وذلك أثناء زيارة قام بها إلى ليتوانيا للاحتفال بتأسيس أول وحدة عسكرية دائمة ألمانية في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية، تهدف إلى تعزيز خاصرة حلف شمال الأطلسي (ناتو) الشرقية في مواجهة روسيا. وجاء قرار تأسيس أول كتيبة مدرعة تضم 5000 عنصر في ليتوانيا على مدى السنوات المقبلة ردا على الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022. وقال أثناء مؤتمر صحافي في فيلنيوس "هناك تهديد لنا جميعا من روسيا... نحمي أنفسنا من هذا التهديد، لهذا السبب نحن هنا اليوم".