
الإدمان على "الشبع الآني"!
الإدمان على "الشبع الآني"!
صاغ عالم في مجال الأحياء الدقيقة يدعى مايكل جاكوبسون ويعمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مصطلح "الوجبات السريعة" في عام 1972 أثناء وصفه للمنتجات ذات السعرات الحرارية العالية والتي تعاني من انخفاض القيمة الغذائية مثل الوجبات الخفيفة السكرية والمشروبات الغازية.
المصطلح وُضع ليشمل الأطعمة التي تعاني من نقص في العناصر الغذائية الأساسية ولكنها غنية بالسكر والملح والدهون غير الصحية. استخدم العالم هذا المصطلح لتوجيه النقد للمنتجات التي تساهم في أمراض السمنة والسكري والقلب.
هذا العالم صاغ أيضا مصطلح "السعرات الحرارية الفارغة" ويُقصد به نقص العناصر الغذائية في منتج يحتوي على كمية كبيرة من السكر، كما هو شأن المشروبات الغازية.
وكشفت حملات مايكل جاكوبسون ضد "الوجبات السريعة" الإعلانات الدعائية الخادعة وخصوصا تلك الموجهة إلى الأطفال، واسهمت في ظهور ملصقات تحذيرية على المشروبات السكرية والوجبات الخفيفة المالحة.
ويمكن القول إن مايكل جاكوبسون له الفضل في ترسيخ استعمال مصطلح "الوجبات السريعة" وذلك لأن هذا التوصيف ظهر قبله في عدة مناسبات. على سبيل المثال، ورد على لسان الممثلة الممثلة بيريل والاس في صحيفة "سان فرانسيسكو إكزامينر"، عام 1940، كما وصفت متخصصة التغذية مارجوري جيل بصحيفة "سياتل تايمز" رقائق البطاطس والحلوى في عام 1950 بأنها "وجبات سريعة".
بحلول عام 2000 راج مصطلح " الوجبات السريعة" في خطاب الأطباء وخبراء التغذية الصحية ما دفع سلاسل مطاعم الوجبات السريعة إلى تقديم السلطات وتقليل الصوديوم.
بالمقابل، انتقد "الليبرتاريون" وهم أولئك الين يعتنقون فلسفة تدعو إلى تقديس الحرية الفردية وتقليص سلطة الحكومة، الجدل الدار حول "الأطعمة السريعة"، ووصفوه بـ"المريب".
النهج العلمي الذي سار عليه العالم مايكل جاكوبسون في مجال نقده لـ"الوجبات السريعة" أسهم في جعله أداة فعالة لتغيير منهجي. علاوة على ذلك كشف أن المنتجات غذائية المدفوعة بالأرباح الهائلة للشركات القائمة عليها، يلحق الضرر بالصحة العامة.
ويعدد الخبراء الأضرار الناجمة من الإفراط في تناول "الوجبات السريعة"، مشيرين على أن ارتفاع السعرات الحرارية بها تؤدي إلى زيادة سريعة في الوزن، كما تتراكم السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون، ما يسبب السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي وتصلب الشرايين.
ويجري التحذير أيضا من أن محتوى الدهون المتحولة في الوجبات السريعة، والمعروف أنه يرفع مستوى الكوليسترول "الضار" ويخفض مستوى "الجيد"، قد يسبب مشاكل في الجهاز القلبي الوعائي والغدد الصماء وأمراض الكبد.
مثل هذه الوجبات تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي بسبب بطء هضم الأطعمة الدهنية عالية السعرات الحرارية. في الغالب يتم تناول "الوجبات السريعة" أثناء الحركة، ما يُسهم في سوء امتصاص الطعام.
علاوة على ذلك، تحتوي الوجبات السريعة على نسبة منخفضة من العناصر الغذائية الضرورية للشعور بالشبع وتجديد الطاقة. تحتوي شطيرة الهامبرغر العادية مثلا على 9.5 غرام فقط من البروتين، في حين قد تصل الكمية اليومية التي يُوصى بها إلى 100 غرام. مع كثرة استهلاك منتجات مطاعم "الوجبات السريعة"، يفتقر الشخص إلى الألياف والفيتامينات.
خطر آخر يكمن وراء الوجبات السريعة ويتمثل في أن هذه الأطعمة تنشط نظام المكافأة في الدماغ، ما يُحفز إفراز " الدوبامين"، هرمون السعادة. مع مرور الوقت، يبدأ الجسم في طلب المزيد من هذه الأطعمة لتحقيق نفس المستوى من الارتياح، ما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول هذا النوع من الوجبات.
ومع كل هذه الأخطار، تزدهر مطاعم "الوجبات السريعة" ويزداد الطلب على منتجاتها في جميع أنجاء العالم، والسبب في ذلك يرجع إلى عوامل مثل رخصها وسهولة الوصول إليها في خضم الحياة لعصرية السريعة، علاوة على "الإدمان" والشعور بالراحة والرضى عند تناولها. هذه العوامل يبدو أنها تجعل المستهلكين يتجاهلون الاضرار الصحية طويلة المدى مكتفين بالشبع الأني، ما يعني عمليا الدوران في حلقة مفرغة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العالم24
منذ 2 أيام
- العالم24
ابتكار طبي رائد يعيد الحركة الطبيعية لمبتوري الأطراف
تمكّن فريق من العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة من ابتكار نظام متطور للركبة الاصطناعية، يُعيد للأشخاص الذين تعرضوا لبتر فوق الركبة القدرة على الحركة الطبيعية والتحكم الدقيق بأطرافهم، وذلك بفضل مزيج من الجراحة المتقدمة والتكنولوجيا العصبية الحديثة. وبيّن الباحثون أن النظام الجديد ساعد مستخدميه على المشي بسرعة أكبر، وصعود الدرج، وتجاوز العقبات بكفاءة تفوق ما تتيحه الأطراف الاصطناعية التقليدية بمراحل. ويرتكز الابتكار على ربط الركبة الاصطناعية مباشرة بعضلات وعظام الطرف المتبقي، مما يمنح ثباتاً ميكانيكياً أكبر، ويتيح تحكماً حركياً دقيقاً، بالإضافة إلى إحساس أقوى بأن الطرف الاصطناعي جزء طبيعي من الجسم. وقد كشفت التجارب السريرية، التي شملت مجموعتين—إحداهما استخدمت النظام الجديد، والأخرى استعانت بأطراف اصطناعية تقليدية—أن المجموعة الأولى حققت أداءً أفضل في المهام الدقيقة، مثل ثني الركبة بزوايا محددة وتخطي الحواجز، مع تحكم واستجابة أكثر فاعلية. ويُطبّق هذا النظام حالياً بشكل روتيني على مبتوري الأطراف أسفل الركبة في مستشفى 'بريغهام آند وومنز' بالولايات المتحدة، فيما يأمل الباحثون أن يتم تعميمه قريباً على حالات البتر فوق الركبة بعد الانتهاء من التجارب السريرية النهائية.


هبة بريس
منذ 3 أيام
- هبة بريس
العصير السحري.. كوبان فقط لتحسين صحة القلب وخفض ضغط الدم
هبة بريس – متابعة كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة إكسيتر البريطانية أن تناول كوبين فقط من عصير الشمندر يومياً يمكن أن يساهم في خفض ضغط الدم المرتفع، وهو أحد أبرز عوامل الخطر المؤدية إلى أمراض القلب والسكتات الدماغية. وشملت الدراسة مشاركين في السبعينيات من العمر تناولوا جرعتين من عصير الشمندر المركز يومياً لمدة أسبوعين، حيث لوحظ تراجع مستويات ضغط الدم لديهم من معدلات مرتفعة إلى مستويات صحية. في المقابل، لم يشهد المشاركون الأصغر سناً (تحت سن الثلاثين) انخفاضاً في ضغط الدم، لكنهم أظهروا تحسناً في تركيبة البكتيريا المفيدة في الفم، مما يعد مؤشراً إيجابياً لصحة القلب والجهاز المناعي. النترات… السر وراء الفوائد عزا الباحثون هذه النتائج إلى غنى الشمندر بالنترات، التي تتحول في الجسم إلى أكسيد النيتريك، وهو مركب يساعد على ارتخاء الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم. وأوضحت البروفيسورة آني فانهاتالو، المشرفة على الدراسة، أن كبار السن ينتجون كميات أقل من أكسيد النيتريك مع التقدم في العمر، ما يجعل الخضروات الغنية بالنترات مثل الشمندر، السبانخ، الجرجير، الكرفس، والكرنب، ضرورية للحفاظ على صحة القلب. تحسين البكتيريا وتقليل الكوليسترول أظهرت تحاليل عينات الدم واللعاب انخفاضاً في مستويات البكتيريا الضارة المرتبطة بزيادة خطر الوفاة لدى كبار السن، مقابل ارتفاع بكتيريا نافعة تدعم إنتاج النتريت وتعزز صحة القلب. كما ساعدت النترات في تحقيق توازن البكتيريا داخل الجهاز الهضمي، مما يساهم في خفض الكوليسترول الضار (LDL)، المسبب الرئيسي لتصلب الشرايين والنوبات القلبية. نتائج واعدة لشيخوخة صحية استمرت الدراسة ستة أسابيع تضمنت فترات لتناول عصير الشمندر وأخرى لمكملات وهمية، إلى جانب قياسات ضغط الدم واختبارات مرونة الشرايين. وعلق الدكتور لي بينيستون من مجلس البحوث في علوم التكنولوجيا الحيوية قائلاً: 'هذه النتائج تفتح آفاقاً لفهم العلاقة بين النظام الغذائي وصحة القلب مع التقدم في العمر'. إحصائيات مقلقة وأمل جديد بحسب مؤسسة القلب البريطانية، يُنقل نحو 270 شخصاً يومياً إلى المستشفيات بسبب النوبات القلبية، وتسجل 175 ألف وفاة سنوياً نتيجة أمراض القلب والدورة الدموية، أي بمعدل 480 وفاة يومياً. وأظهرت دراسة موازية أن ارتفاع مستويات النتريت في الفم قد يعزز تدفق الدم إلى الدماغ، ما قد يساهم في الوقاية من الخرف وإبطاء تطور مرض الزهايمر.


بلبريس
منذ 6 أيام
- بلبريس
منتج غذائي يتسبب بتورمات صباحية عند تناوله ليلا
كشفت أخصائية الغدد الصماء، زهرة بافلوفا، أن تناول جبن الكوراك في الليل، يمكن أن يؤدي إلى تورمات في الصباح. وقالت الطبيبة عبر قناتها على تطبيق تيليغرام إن 'الكثير من الناس يلاحظون أنه بسبب جبن الكوراك الذي تناولوه في اليوم السابق، يشعرون بتورم ملحوظ في الصباح'، مشيرة إلى أن هذه التورمات 'عادة ما تصيب الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا خاليا من الكربوهيدرات أو الملح'. وأشارت إلى أن هذا يرجع إلى حقيقة أن المنتج يحتوي على الكثير من الصوديوم الذي يحتجز المياه في الجسم. وأوصت بالتوقف عن تناول منتجات الجبن وخاصة كعك الجبن المقلي قبل الذهاب إلى الفراش. وفي الوقت نفسه، أشارت إلى أن الطبق يمكن طهيه بالبخار واستبدال السكر بالستيفيا، مما يعود بفائدة أكبر على الجسم.