اجتماع باريس: دمج المسارين اللبناني والسوري!
يعكس حضور مسؤولة ملف الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر إلى جانب قادة الجيش الفرنسي، ووفد عسكري أميركي من قيادة المنطقة الوسطى (سنتكوم)، والموفد الرئاسي الأميركي توم براك، تقاطعاً واضحاً بين المقاربة السياسية والدبلوماسية من جهة، والرؤية الأمنية والعسكرية من جهة أخرى، وهو ما يوحي بأن النقاش لم يكن بروتوكولياً، بل موجّهاً نحو صياغة رؤية مشتركة لمراحل حساسة مقبلة.
١-لبنانياً، يمكن قراءة الاجتماع في سياق التحضير لمواكبة خطة الجيش اللبناني لسحب سلاح حزب الله، والتي تشكّل محوراً أساسياً في أجندة واشنطن وباريس خلال الأشهر المقبلة. ففرنسا، التي ترتبط تاريخياً بدور راعٍ وداعم للاستقرار في لبنان، تدرك أن أي مسار لتطبيق القرارات الدولية وضبط السلاح خارج الدولة يحتاج إلى شبكة دعم دولية، سياسياً وأمنياً، فيما ترى واشنطن أن حصر السلاح بات قراراً لا رجعة فيه، وأن تنفيذه يتطلّب تنسيقاً متعدد المستويات، يشمل الجيش اللبناني، قوات 'اليونيفيل'، والمظلة السياسية لمجلس الأمن.
٢-سورياً، يأتي الاجتماع في وقت يشهد فيه الإقليم إعادة خلط أوراق، سواء على صعيد الانفتاح العربي على دمشق، أو إعادة تموضع القوى الدولية في ضوء الصراع الأوكراني وتداعياته على الشرق الأوسط. ويؤشر حضور 'سنتكوم' إلى الطاولة مع الفرنسيين إلى أن الملفين اللبناني والسوري يُنظر إليهما ضمن منظومة أمنية واحدة، حيث الحدود المشتركة، وحيث تأثير أي تغيير ميداني في سوريا على توازن القوى في لبنان.
عملياً، يُعتبَر هذا الاجتماع خطوة في مسار وضع خريطة طريق مشتركة، تحدّد أدوار كل طرف في المرحلة المقبلة. ففرنسا تسعى للحفاظ على نفوذها الدبلوماسي والإنساني في لبنان، فيما الولايات المتحدة تمسك بالمفاتيح الأمنية والعسكرية. ويهدف التنسيق بين الجانبين إلى تجنّب أي فراغ أمني قد ينشأ إذا تقلّص دور قوات حفظ السلام أو تبدّلت مهامها، وفي الوقت نفسه، دفع الأطراف اللبنانية إلى تنفيذ التزاماتها، مع ضمان عدم انفجار الساحة الداخلية.
بالمحصلة، الاجتماع الباريسي ليس محطة عابرة، بل جزء من هندسة سياسية – أمنية يجري إعدادها للمنطقة، تضع لبنان وسوريا على خط واحد من الترتيبات، في لحظة دولية حساسة تتداخل فيها التحديات الإقليمية مع الحسابات الكبرى للقوى العظمى.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 27 دقائق
- ليبانون 24
تقريرٌ جديد عن "سلاح حزب الله".. سؤال محوري يُطرح
نشرت صحيفة "arabnews" تقريراً جديداً طرحت فيه سؤالاً أساسياً وهو: "لماذا لا يمكن تأجيل نزع سلاح حزب الله في لبنان ؟". ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّ "لبنان يقفُ عند مفترق طرق حاسم"، مشيراً إلى أنَّ "الخيار حتمي وقاطع، وهو استعادة احتكار الدولة لاستخدام القوة، أو مشاهدة تآكل الدولة البطيء الذي لا رجعة فيه"، وأضاف: "تكمنُ في قلب هذه الأزمة ترسانة حزب الله الذي شكل قوة عسكرية موازية تعمل خارج نطاق سلطة الحكومة، وتخضع لهيكل قيادة خارجي، وتتمتع بنفوذ كافٍ لنقض القرارات الوطنية متى شاء".. وأضاف: "لعقود، بُرِّر سلاح حزب الله تحت شعار المقاومة ، الذي وُضِعَ في البداية كدرعٍ ضروريٍّ ضد العدوان الإسرائيلي ، إلا أن هذا السرد قد اندثر منذ زمنٍ بعيد. ما بدأ كموقفٍ دفاعيٍّ تحوّل إلى جهازٍ سياسيٍّ وعسكريٍّ يحتجز الدولة اللبنانية رهينة، ويُقوّض المؤسسات الديمقراطية ، ويُشكّل ذراعاً لاستراتيجيةٍ إقليميةٍ لقوةٍ أجنبية. اليوم، لم يعد سلاح حزب الله يحمي لبنان، بل يحمي قدرة الحزب على إملاء مستقبل البلاد". وتابع: "أساس أي دولة ذات سيادة هو احتكارها استخدام القوة. في لبنان، يُنتهك هذا المبدأ. يحتفظ حزب الله بترسانة دائمة، وهيكل قيادة مستقل عن الجيش الوطني، وقدرة على شن الحرب أو السلام من دون استشارة الدولة، وهذا النظام الأمني المزدوج يُقوّض فكرة السيادة ذاتها". واعتبر التقرير أنَّ "عواقب هذا الخلل العسكري ليست نظرية"، مشيراً إلى أنَّ "كل تصعيد إقليمي يُنذر بجرّ لبنان إلى المواجهة، سواءً من خلال تبادلات عسكرية مع إسرائيل أو عمليات سرية على الأراضي اللبنانية"، وأضاف: "هذا الخطر الدائم يجعل البلاد ورقة تفاوض في صراعات جيوسياسية لا تستطيع السيطرة عليها ولا ينبغي لها أن تتحملها". وذكر التقرير أن "المنطقة نفسها تتجه نحو نموذج مختلف"، وأضاف: "العواصم العربية تنخرط في الدبلوماسية وتعطي الأولوية للتعافي الاقتصادي على المواجهة الأيديولوجية. ومع ذلك، لا يزال لبنان عالقاً في موقف متشدد يعزله عن هذه الفرص". وأكمل: "بدلاً من الاستفادة من الشراكات الاقتصادية والاستثمارات الأجنبية والاندماج في نظام إقليمي مستقر، يبقى لبنان هشاً وتحت عزلة إقتصادية ناهيك عن أنه يواجه قيوداً دبلوماسية بالإضافة إلى الشلل السياسي". ورأى التقرير أنَّ "سلاح حزب الله لا يُمثل مشكلة أمنية داخلية فحسب، بل يُمثل عائقًا هيكليًا أمام إعادة اندماج لبنان في الشرق الأوسط المتغير"، وأضاف: "كثيراً ما يجادل مؤيدو تسليح حزب الله بأن هذه الأسلحة تُشكّل رادعاً للعدوان الإسرائيلي. عملياً، لم تمنع الصراع، بل أدّت إليه. كل جولة تصعيد تُدمّر البنية التحتية اللبنانية، وتُشرّد المدنيين، وتُعمّق الأزمة الاقتصادية. إن تدمير جنوب لبنان في المواجهات السابقة، واستمرار خطر تجدد الحرب، دليلٌ على أن هذا الرادع، في أحسن الأحوال، ليس سوى درع مؤقت ذي ثمن باهظ". وتابع: "علاوة على ذلك، تحوّل التوازن العسكري بشكل يُضعف القيمة الاستراتيجية لحزب الله. لقد تطورت قدرات إسرائيل التكنولوجية والاستخباراتية، مما جعل ترسانة حزب الله أقلّ ردعاً وأكثر عبئاً.. وعليه، فإن الأسلحة ليست لحماية لبنان من التهديدات الخارجية، بل للحفاظ على نفوذ حزب الله في ميزان القوى الداخلي". وأكمل: "خارج ساحة المعركة، يُشوّه وجود فصيل مسلح خارج سيطرة الدولة العملية الديمقراطية في لبنان. لا يمكن لأي حكومة أن تعمل بحرية عندما يدعم طرف سياسي واحد مطالبه بالتهديد الضمني - أو الصريح - باستخدام القوة. قرارات مجلس الوزراء والمناقشات البرلمانية والمبادرات السياسية، كلها تُعقد في ظلّ نفوذ حزب الله العسكري". وأردف: "هذا الخلل يجعل الإصلاح الحقيقي شبه مستحيل. على القادة السياسيين، حتى المعارضين منهم لنفوذ حزب الله، أن يحسبوا مواقفهم ليس فقط بناءً على المصلحة العامة، بل أيضاً على خطر إثارة رد فعل مسلح. والنتيجة نظامٌ تتسم فيه المساءلة بالانتقائية، والحوكمة بالشلل، والفساد يزدهر في غياب ضوابط وتوازنات حقيقية". وذكر التقرير أنه "بسبب الشلل السياسي، تفاقم الانهيار الاقتصادي المطول في لبنان، والذي اتسم بانخفاض قيمة العملة، وإفلاس البنوك، والهجرة الجماعية، وقال: "لقد أوضح المانحون الدوليون أن المساعدات والاستثمارات تعتمد على الاستقرار السياسي، والشفافية، ووجود دولة فاعلة. مع هذا، لا يمكن تحقيق أيٍّ من هذه الأمور في ظل وجود جماعة مسلحة تعمل خارج إطار قيادة الجيش اللبناني". وأكمل: "كلما طال تأجيل قضية نزع السلاح، غرق لبنان في دوامة التبعية والانقسام. ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية، ستتقلص قدرة الدولة على فرض وجودها، مما يزيد من صعوبة نزع السلاح في نهاية المطاف. وعملياً، يُواجه البلد خطر الوصول إلى مرحلة يصبح فيها الوضع الراهن المسلح متجذراً لدرجة لا يمكن تفكيكه إلا من خلال الأزمة، لا بالإجماع". أمام ذلك، رأى التقرير أنَّ "نزع سلاح حزب الله لن يكون سهلاً"، متحدثاً عن ضرورة إقرار "استراتيجية وطنية منسقة تجمع بين التوافق السياسي والدبلوماسية الإقليمية والدعم الدولي"، وقال: "يجب على الدولة اللبنانية أن تُعيد تأكيد وجودها باعتبارها السلطة الشرعية الوحيدة على السلاح داخل حدودها. هذا ليس مجرد إجراء أمني، بل هو شرط أساسي للنهضة الوطنية". وتابع: "تتطلب هذه العملية شجاعةً من الطبقة السياسية اللبنانية، ووحدةً بين مؤسساتها المتصدعة، ورسالةً واضحةً للجهات الفاعلة المحلية والدولية مفادها إنه يجب أن ينتهي عصر السيادة المنقسمة. كذلك، يجب على الشركاء الإقليميين إدراك أن لبناناً مستقراً وموحداً يخدم مصالح الشرق الأوسط بأكمله. من دون دعمهم - السياسي والمالي والدبلوماسي - ستواجه الدولة اللبنانية صعوبةً في التحرر من دائرة التبعية والإكراه". وختم: "في النهاية، لا يقتصر الجدل حول سلاح حزب الله على نزع السلاح فحسب، بل يتعلق أيضاً بما إذا كان لبنان يختار أن يكون دولة حقيقية أم أداة جيوسياسية.. الخيار مُلِحّ، والتأخير لن يؤدي إلا إلى زيادة التكلفة وتفاقم العواقب. نزع السلاح ليس منّةً للقوى الأجنبية، ولا عملاً عدائياً تجاه طائفةٍ واحدة. إنه عملٌ لحفظ الذات، وهو السبيل الوحيد لاستعادة سيادة لبنان، وتأمين مستقبله، واحترام حق شعبه في العيش في دولةٍ تُمارس فيها السلطة بيد قادةٍ مُنتخبين، لا بقوة السلاح".

القناة الثالثة والعشرون
منذ 31 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
تسلل عناصر سورية للبنان.. والجيش يرد ويستنفر!
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... أفادت مراسلة "الجديد"، بأن الأجهزة الأمنية اللبنانية أحبطت محاولة تسلل لأقل من عشرة عناصر سوريين عبر السلسلة الشرقية من مرتفعات كفرزبد وقوسايا. وتصدّ لهم الجيش اللبناني لحظة تخطيهم السواتر الترابية، وأجبرهم على التراجع، وسط انتشار واسع للجيش على طول الحدود وتشديد على ضبطها بالكامل. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
5 أسئلة ستطرح على براك غداً
ساعات من الترقب اللبناني لطروحات الموفد الأميركي توم برّاك ونائبة مسؤول الشؤون الأميركية الخاصة بالشرق الأوسط مورغان أورتاغوس/ فصباح الإثنين سيتلقف لبنان الموقف الدولي بعد قرار حصرية السلاح في مجلس الوزراء ومعه الطروحات الاميركية والتفاصيل التنفيدية لعدد من النقاط العالقة وحتى اللحظات الأخيرة قد تبقى الأمور ضبابية حول الورقة الاميركية - الملبننة رغم المساعي التي يضغط فيها لبنان لمقابلة أي خطوة منه بخطوة اسرائيلية وفي معلومات الجديد فإن شكوكا ترسم حول المدة الزمنية التي يحتاجها ملف تسليم السلاح والتي قد تمتد لمدة أطول من نهاية العام الحالي للوصول الى خواتيمه رغم كل العمل الجدي لحصر السلاح ورغم كل الجهود التي يقوم بها لبنان تتساءل مصادر سياسية عن النقاط التي التزمت بها اسرائيل ؟ كيف يمكن ترجمة الفقرة الأخيرة على أرض الواقع بين الاطراف الثلاثة "لبنان سوريا واسرائيل" هذه التساؤلات حول الالتزام الثلاثي ستطرح يوم الاثنين على توم باراك ومعها مسألة الانسحاب الاسرائيلي والتشديد على ضرورة دعم الجيش اللبناني لاستكمال مهامه ؟ كذلك سيعاد طرح ملف اعادة الاعمار؟ وسط تأكيد أن منطق القوة لن يستعمل في الداخل اللبناني بين الأطراف لأن أي تصعيد داخلي قد يؤدي الى تصعيد آخر انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News