
صعقة إسرائيلية مزدوجة جواسيس ودرونز وذكاء اصطناعي
في هجومٍ مباغت حمل بصمات دقة استخباراتية وعسكرية، نفّذت إسرائيل الأسبوع الماضي واحدة من أعقد عملياتها ضد إيران، لتضرب عمق البنية النووية والعسكرية لطهران، وتُربك قياداتها قبل أن تبدأ حتى في الرد.
واستنادًا إلى شهادات عشرة مسؤولين عسكريين واستخباراتيين حاليين وسابقين -تحدث بعضهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم- يتضح أن العملية لم تكن وليدة لحظة، بل ثمرة سنوات من التخطيط، شارك فيها جهاز الموساد، الجيش الإسرائيلي، وتقنيات ذكاء اصطناعي متطورة.
جواسيس على الأرض ودرونز عبر الحدوده
وفي سابقة لافتة، هرّب عملاء الموساد طائرات مسيرة صغيرة ومسلحة إلى داخل الأراضي الإيرانية، وركّزوها قرب مواقع صواريخ أرض-جو، هذه الطائرات لم تُطلق عشوائيًا، بل كانت مبرمجة لضرب أهداف دقيقة، ما أدى إلى تعطيل شبكة الدفاع الجوي الإيرانية في ساعات الليل الأولى للهجوم.
وبحسب تقارير أمنية، فقد تسلل العملاء عبر مركبات محلية ونقلوا الأسلحة إلى نقاط إستراتيجية، في وقت كانت فيه إيران تفترض -خطأ- أن انشغالها بالمفاوضات النووية مع واشنطن سيمنع أي هجوم إسرائيلي وشيك.
الذكاء الاصطناعي.. صانع القرار الخفي
ولأول مرة، ظهر تأثير الذكاء الاصطناعي في قلب القرار العسكري الإسرائيلي، استخدم محللون عسكريون أنظمة متطورة لتحليل كمٍ هائل من البيانات وتحديد الأهداف، جُمعت المعلومات من مصادر بشرية وتقنية، وفُرزت الأهداف إلى فئات: قيادات، منشآت، بنى تحتية، ومركبات.
واستُهدفت شخصيات رفيعة، مثل الجنرال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، والجنرال محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، إلى جانب ما لا يقل عن ثمانية ضباط من الحرس الثوري، بينهم مسؤول برنامج الصواريخ الباليستية. المركبات.. أهداف متنقلة
والهجوم لم يقتصر على المنشآت الثابتة، فقد استُهدفت مركبات تُستخدم في نقل وتشغيل الصواريخ والطائرات المُسيّرة، وعلى غرار تكتيك أوكراني ضد روسيا، استخدمت إسرائيل طائرات مسيرة منخفضة التكلفة.وقائد الشرطة الإيرانية، الجنرال أحمد رضا رادان، أقر في مقابلة تليفزيونية بمحاولة «خونة» تهريب طائرات مسيرة لتنفيذ هجمات على الدفاع الجوي.
والعملية الحالية تأتي في سياق سلسلة ممتدة من الضربات الإسرائيلية ضد المشروع النووي الإيراني، من «ستوكسنت» -الفيروس الذي دمّر أجهزة الطرد المركزي- إلى سرقة الأرشيف النووي في 2018، ثم اغتيال إسماعيل هنية في طهران عام 2024.
توقيت الهجوم
وجاء الهجوم في ذروة استعدادات لجولة مفاوضات نووية في سلطنة عمان، وبعد تنسيق مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، وفقًا لمصادر إسرائيلية، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبينما تتمسك طهران بسلمية برنامجها النووي، وتُصر على أنها لا تطور سلاحًا نوويًا، تشير معدلات تخصيب اليورانيوم القريبة من مستوى إنتاج السلاح، وتكرار الدعوات الإيرانية لتدمير إسرائيل، إلى تصعيد يخشى أن يتحول إلى مواجهة إقليمية مفتوحة.
وشنت إسرائيل حملة جوية متواصلة على إيران استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية، وألحقت أضرارًا كبيرة بموقع نطنز، بما في ذلك قاعات التخصيب تحت الأرض، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأدى القصف إلى مقتل أكثر من 224 شخصًا في إيران، بينما ردت طهران بأكثر من 370 صاروخًا ومئات الطائرات المسيّرة، ما أسفر عن مقتل 24 إسرائيليًا.
الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، دعا سكان طهران إلى الإخلاء، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تبحث عن «نهاية حقيقية» للصراع، وليست مهتمة بوقف إطلاق النار، ملمحًا إلى دعم مباشر لإسرائيل، قد يشمل تزويدها بذخائر خارقة للتحصينات.
موقف ترمب
وفي ظل التصعيد، تزايدت حالة الذعر داخل طهران مع إغلاق الأسواق وازدحام الطرق ومحطات الوقود، بينما واصل الجيش الإسرائيلي توجيه ضرباته إلى مواقع الحرس الثوري.
وأثار موقف ترمب انقسامًا بين مؤيديه، إذ يرى بعضهم أن التدخل العسكري يناقض وعوده الانتخابية بعدم التورط في حروب خارجية، بينما يدعوه آخرون إلى توجيه ضربة قاصمة لإيران.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
ترمب يعقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي الأميركي بشأن إيران
وقال مسؤول في البيت الأبيض مشترطا عدم كشف هويته إن الاجتماع في "غرفة العمليات" استمر ساعة و20 دقيقة، من دون الخوض في أي تفاصيل. يأتي الاجتماع إثر تشديد ترامب لهجته ضد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، ما زاد من التكهنات بشأن تدخل عسكري أميركي محتمل في المواجهة المتواصلة منذ خمسة أيام. وقال مسؤولون أميركيون إن ترامب يبقي كل الخيارات مطروحة، مع تأكيده أن واشنطن لم تنخرط إلى الآن في الحملة. ومن بين الخيارات التي يدرسها ترامب، يعد الأكثر احتمالا استخدام قنابل خارقة للتحصينات ضد منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المقامة في عمق الجبال، والتي لا تستطيع القنابل التي تمتلكها إسرائيل من الوصول إليها. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن ترامب يدرس أيضا السماح لطائرات الإمداد الأميركية بتزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود لكي تتمكن من أداء مهام بعيدة المدى. وقال مسؤولون أميركيون إن الأولوية بالنسبة لترامب تكمن في وضع حد للبرنامج النووي الذي تقول الدول الغربية إن إيران تستغله من أجل حيازة سلاح نووي، ما تنفيه طهران. لكن منشورا لترامب الثلاثاء أوحى بأن خيار اغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ليس مستبعدا بالكامل، بعد أيام قليلة على إفادة مسؤول أميركي وكالة فرانس برس بأن الرئيس الأميركي عارض خطة إسرائيلية لاغتياله. وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشال "نعرف بالتحديد أين يختبئ المدعو +المرشد الأعلى+. هو هدف سهل، لكنه في مأمن هناك. لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي".


المدينة
منذ ساعة واحدة
- المدينة
وكالة الطاقة الذرية أدلة تؤكد إصابة مفاعل نطنز النووي
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية،أمس، امتلاكها أدلة جديدة تؤكد تعرض الجزء السفلي من مفاعل نطنز النووي في إيران لأضرار مباشرة.وأوضحت الوكالة أنها رصدت «عوامل إضافية تشير إلى تأثيرات مباشرة على غرف تخصيب اليورانيوم تحت الأرض» في منشأة نطنز.وشددت على أن الضربات الإسرائيلية كانت لها «تأثيرات مباشرة» على قاعات أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض في منشأة نطنز.أما بالنسبة لمنشأتي أصفهان وفوردو النوويتين في إيران، فقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه «لا يوجد تغيير ليتم إعلانه» بشأنهما.وهذه هي المرة الأولى التي تجري فيها الوكالة التابعة للأمم المتحدة تقييما للأضرار الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية في الأجزاء منشأة نطنز، التي تقع تحت الأرض، وهي المنشأة الرئيسية لبرنامج إيران النووي.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
ترمب يختتم اجتماعا لمجلس الأمن القومي وسط ترقب لقراره بشأن إيران
عقد دونالد ترمب اجتماعاً لمجلس الأمن القومي الثلاثاء لمناقشة المواجهة بين إيران وإسرائيل، في وقت يدرس الرئيس الأميركي احتمال الانضمام إلى إسرائيل في ضرباتها ضد طهران. وقال مسؤول في البيت الأبيض مشترطاً عدم كشف هويته إن الاجتماع في "غرفة العمليات" استمر ساعة و20 دقيقة، من دون الخوض في أي تفاصيل. يأتي الاجتماع إثر تشديد ترمب لهجته ضد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، ما زاد من التكهنات بشأن تدخل عسكري أميركي محتمل في المواجهة المتواصلة منذ خمسة أيام. وقال مسؤولون أميركيون إن ترمب يبقي كل الخيارات مطروحة، مع تأكيده أن واشنطن لم تنخرط إلى الآن في الحملة. ومن بين الخيارات التي يدرسها ترمب، يعد الأكثر احتمالاً استخدام قنابل خارقة للتحصينات ضد منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المقامة في عمق الجبال، والتي لا تستطيع القنابل التي تمتلكها إسرائيل من الوصول إليها. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن ترمب يدرس أيضاً السماح لطائرات الإمداد الأميركية بتزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود لكي تتمكن من أداء مهام بعيدة المدى. في إيران، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن قوات الأمن ألقت القبض على "فريق إرهابي" على صلة بإسرائيل الثلاثاء وبحوزته متفجرات في بلدة جنوب غربي العاصمة طهران. تابعوا آخر التطورات في هذه التغطية المباشرة: