logo
البناء: ترامب يترأس مجلس الأمن القوميّ لمناقشة قرار الحرب على إيران وتداعياته

البناء: ترامب يترأس مجلس الأمن القوميّ لمناقشة قرار الحرب على إيران وتداعياته

وكالة نيوزمنذ 3 ساعات

طهران أبلغت الوسطاء أن نقاش دعوة واشنطن للاستسلام النوويّ غير واردة
واشنطن بوست: مسؤولون أميركيّون أكدوا أن قدرة «إسرائيل» دون أميركا 12 يوماً
وطنية – كتبت صحيفة 'البناء': كل شيء في واشنطن، والبيت الأبيض خصوصاً، يقول إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مناخ قرار الانخراط في الحرب الإسرائيلية، بعدما لوّح باغتيال مرشد الجمهورية السيد علي الخامنئي من جهة، والحديث عن أن أجواء إيران تحت السيطرة من جهة ثانية، ثم دعوته عبر تغريدة إيران لاستسلام غير مشروط، ولذلك تركز الاهتمام بمتابعة دعوة ترامب أركان إدارته للاجتماع في مقرّ مجلس الأمن القومي برئاسته في البيت الأبيض، بحضور رئيس الأركان في الجيوش الأميركيّة، ومبعوثه للتفاوض مع إيران ستيف ويتكوف، وبعدما كانت معلنة نية ترامب التحدث بعد الاجتماع جرى إبلاغ الصحافيين بصرف النظر عن بيان للرئيس واحتمال توجيه رسالة مسجلة، وهي حالة يلجأ إليها الرؤساء في إعلان قرار الحرب.
الاستسلام غير المشروط الذي تحدّث عنه ترامب حمله الوسطاء للقيادة الإيرانية، ولو بصيغ ملطفة تتحدّث عن إنقاذ النظام والدولة وتوفير الخسائر البشرية والاقتصادية والعمرانية بالتضحية بالبرنامج النووي، وقد تبلّغ الوسطاء كما تؤكد مصادر دبلوماسية إقليمية رداً إيرانياً حاسماً أن إيران متمسّكة بحقوقها القانونيّة في الملف النووي ولن تتخلّى عن أيّ منها كما وردت في اتفاقيّتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران لم تبدأ الحرب بغض النظر عن مَن يشارك فيها، وهي تعلم أن أميركا صانع الحرب الأصيل، ورغم ذلك لم تعامل أميركا بعد كطرف في الحرب وتؤكد تمسكها بالتفاوض إذا توقفت الحرب، لكن إذا فرضت الحرب على إيران ووضع الاستسلام مقابلها فإن إيران سوف تقاتل حتى النهاية، ولديها الكثير ما تستطيعه ولم تستخدمه بعد، ولم تضعه على الطاولة، بما يتكفّل بجعل الذين اتخذوا قرار الحرب يندمون.
إذا دخلت أميركا إلى مسرح الحرب تدخل المنطقة مرحلة جديدة مختلفة كلياً عن حال الحرب الإسرائيلية الإيرانية، والصحف الأميركية التي قالت نقلاً عن مسؤولين أميركيين، كما نقلت واشنطن بوست، أن 'إسرائيل» لا تستطيع الصمود وحدها دون إمداد أميركي أكثر من اثني عشر يوماً، رغم أن أميركا تقدم المساندة عبر طائراتها وسفنها الحربية في التصدي للصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية، والصحف الأميركية أفردت مساحات للحديث عن تداعيات متوقعة للحرب منها إقفال مضيق هرمز ونشر الألغام البحريّة فيه، واستهداف القواعد الأميركيّة، خصوصاً في الخليج والعراق، بينما بقي السؤال عما إذا كانت إيران قد خبّأت مخزونها من اليورانيوم المخصب على درجة مرتفعة بما يكفي لإنتاج سلاح نوويّ ومعه كل مستلزمات ذلك، وقد تفاجئ العالم بالإعلان عن امتلاك هذا السلاح ووضعه في الخدمة؟
عشيّة وصول المبعوث الرئاسي الأميركي إلى سورية توماس برّاك إلى بيروت الخميس، حيث يفترض أن يتولّى الملف اللبناني بانتظار تسلّم السفير الأميركي المعين في بيروت ميشال عيسى لمهامه، ويحمل بحسب مصادر سياسية لـ»البناء» معادلة واضحة: إما تحييد لبنان عن المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية، وإما دفع ثمن حرب قد لا تبقي ولا تَذَر، بلا غطاء دوليّ ولا خطوط حمر، وتقول المصادر إن برّاك سيحذر لبنان الرسمي من مغبة انزلاق حزب الله إلى معركة عسكرية كبرى خدمة للمصالح الإيرانية وإن واشنطن لن تمارس ضغوطاً لفرملة أي رد إسرائيلي شامل في حال تورط حزب الله في الحرب الجارية كما أنه سيؤكد على ضرورة سير الحكومة في مسار نزع سلاح حزب الله وتثبيت حصرية القوة بيد الجيش اللبناني.
وتابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التطورات الراهنة في ضوء استمرار التصعيد الإسرائيلي – الإيراني واطلع على تقارير حول مسار هذا التصعيد والاتصالات الإقليمية والدولية الجارية لوضع حد له، وذلك في ضوء الاتصالات التي تلقاها من عدد من قادة الدول حول الجهود المبذولة في هذا الصدد. وظل الرئيس عون على اتصال بالقيادات الأمنية التي تتابع الموقف ميدانياً وفق ما اتفق عليه خلال الاجتماع الأمنيّ الذي عقد في قصر بعبدا يوم السبت الماضي.
كما تابع رئيس الجمهورية تنفيذ الإجراءات المتعلقة بتأمين عودة اللبنانيين الى بيروت الذين حالت هذه الأحداث دون ذلك على أثر إلغاء عدد من شركات الطيران رحلاتها الى مطار رفيق الحريري الدولي، أو إقفال المجالات الجوية لعدد من الدول المجاورة.
وفي دار الفتوى بحث مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان مع سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري في الشؤون اللبنانية والعربية. وفي بيان للمكتب الإعلامي في دار الفتوى، تم التأكيد خلال اللقاء على 'أهمية نأي لبنان بنفسه عما يحصل من حرب بين إيران والعدو الصهيوني، والتشديد على ضرورة المساعي والجهود الديبلوماسية العربية والدولية لاحتواء لغة الحرب والعودة الى لغة العقل، ومن استمرار خطورتها ومدى انعكاسها سياسياً واقتصادياً وبيئياً على المنطقة، وأن ينعم لبنان بالأمن والسلام والطمأنينة في ظل استمرار العدوان الصهيوني على بعض مناطقه والاختراقات المتكررة لمضمون القرار 1701. كما تمّ تأكيد ضرورة الاستمرار في الإصلاح الإداري والمالي وترميم البنية التحتية لإعادة عجلة التعافي إلى لبنان ومؤسساته بدعم عربي شقيق ومساندة من الدول الصديقة للبنان، لأنه في هذه المرحلة يحتاج الى المزيد من التنسيق مع أشقائه العرب والابتعاد عما يجري في دول الإقليم من صراعات دموية وتغيرات في التحالفات التي تنعكس سلباً على دول المنطقة».
الى ذلك يصل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، إلى بيروت اليوم في زيارة تستمر أياماً عدة، يجتمع خلالها مع كبار المسؤولين ويجتمع بعد الظهر مع رئيس الحكومة نواف سلام. وفي برنامج الزيارة محطة في مقر اليونيفيل في الناقورة وزيارة لثكنة الجيش اللبناني في صور. وتهدف الزيارة الأممية التي كانت مقررة قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية الى البحث في التجديد لليونيفيل، قبل نحو شهرين على موعد جلسة مجلس الأمن المفترض أن تجدد لقوات الطوارئ الدولية. وتوقعت مصادر مواكبة أن يطرأ تغيير على قواعد الاشتباك وتوسيع مهمات القوة الدولية.
وفي موازاة ذلك، استمرّ تحليق الطيران المسيّر وعلى علو منخفص في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت. هذا وسمع أمس دوي انفجارات في البقاع تبين أنها ناتجة عن صواريخ اعتراضيّة في أجواء المنطقة. هذا وأطلقت، طائرة مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي مناشير تحذيريّة فوق ميناءي صور والناقورة، وجّهت فيها تحذيرات مباشرة إلى صيادي الأسماك بعدم الاقتراب من الحدود البحرية، تحت طائلة التعرض للاستهداف.
وفي ملف القانون الانتخابي، وضع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في أجواء النقاش داخل اللجنة النيابية التي تتولى درس مشاريع قوانين الانتخاب ووجهات النظر حيالها ولا سيما العوائق التي يمكن ان تواجه تطبيق القانون المعمول به حالياً. وقال بو صعب: 'ثمة من يرى من الأفرقاء السياسيين ضرورة تطبيق دستور الطائف كما ورد لجهة استحداث مجلس للشيوخ إضافة الى مجلس النواب، وثمة من ينادي بالدائرة الفردية، او بالقانون الأرثوذكسي، فضلاً عن أفكار أخرى يتمّ طرحها. من هنا أهمية معالجة هذه المسائل قبل الوصول الى موعد الانتخابات النيابية وليس لدينا تصور واضح وقانوني، الأمر الذي يمكن أن يخلق إشكالات. وقد فهمت من فخامة الرئيس انه سيجري مشاورات مع الأفرقاء المعنيين لبلورة الصورة أكثر».
وشدد مطارنة الأبرشيّات المارونيّة في الخارج خلال لقائهم رئيس الجمهوريّة على ضرورة إلغاء المادّة 112 من قانون الانتخاب إلغاءً نهائيًّا، تجاوبًا مع تطلّعات اللبنانيّين في الانتشار، وتمسّكهم بحقّهم في المشاركة في الانتخابات النيابيّة المقبلة والإدلاء بأصواتهم في دوائر قيدهم في لبنان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحذير إلى إسرائيل من قصف منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران.. تفاصيل
تحذير إلى إسرائيل من قصف منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران.. تفاصيل

الدولة الاخبارية

timeمنذ 15 دقائق

  • الدولة الاخبارية

تحذير إلى إسرائيل من قصف منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران.. تفاصيل

الأربعاء، 18 يونيو 2025 03:18 مـ بتوقيت القاهرة أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مواقع في "كرج" ومنشآت لتخصيب اليورانيوم في العاصمة الإيرانية طهران. وأوضحت الوكالة – في بيان صادر عنها اليوم – أن قصف مثل هذه المواقع الحيوية، التي تُعد مركزية في تصنيع أجهزة الطرد المركزي، كما حدث في عام 2021 ثم مرة أخرى الآن، من شأنه أن يُشكل انتكاسة كبيرة لبرنامج إيران لتخصيب اليورانيوم. وأضافت الوكالة، في تقرير نُشر اليوم الأربعاء، أنها تلقت معلومات تفيد بتعرض منشأتين إيرانيتين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي للقصف، وهما "ورشة تيسا كرج" و"مركز طهران للأبحاث". وأشارت إلى أن هذين الموقعين كانا في السابق خاضعين لعمليات التحقق والمراقبة من قِبل الوكالة، ضمن إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، في إشارة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015. ووفقًا للبيان، فإن "الضربة في موقع طهران استهدفت مبنىً كان يُستخدم في تصنيع واختبار دوارات أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، في حين تم تدمير مبنيين في موقع كرج كانا مخصصين لتصنيع مكونات مختلفة لتلك الأجهزة".

العميد مرسال بالوكجي: إسرائيل متفوقة جويًا وحربها مع إيران لن تكون طويلة أوشاملة
العميد مرسال بالوكجي: إسرائيل متفوقة جويًا وحربها مع إيران لن تكون طويلة أوشاملة

الدستور

timeمنذ 23 دقائق

  • الدستور

العميد مرسال بالوكجي: إسرائيل متفوقة جويًا وحربها مع إيران لن تكون طويلة أوشاملة

أكد العميد مرسال بالوكجي، الخبير العسكري، أن التصعيد بين إيران وإسرائيل دخل مرحلة أكثر تعقيدًا، وأن إعلان المرشد الإيراني بأن "المعركة قد بدأت" جاء متأخرًا مقارنة بالتطورات الميدانية التي بدأت منذ الضربة الإسرائيلية الأولى. وأوضح مرسال، خلال مداخلة بقناة "إكسترا نيوز"، أن إيران كانت قد بدأت بردّ مكثف بإطلاق نحو 250 صاروخًا، إلا أن وتيرة الضربات انخفضت تدريجيًا إلى ما بين 30 و40 صاروخًا يوميًا، وهو ما منح منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية فرصة أكبر لاعتراضها وحماية العمق الإسرائيلي. وأضاف: "رغم أن بعض الصواريخ النوعية مثل صاروخ "فتاح" البالغ مداه 1400 كم، كانت تهدف لإحداث تأثير نوعي، فإن الميزان العسكري لا يزال يميل لصالح إسرائيل التي تسيطر جوًا، وتُدارك أي خسائر بأقل تكلفة بفضل الدعم العسكري الغربي، خصوصًا من الولايات المتحدة". الملف النووي في قلب المواجهة وقال الخبير العسكري إن جوهر الحرب يتمثل في منشآت التخصيب العميق، مثل موقع "فوردو"، والتي لا تستطيع إسرائيل تدميرها بمفردها، ما يفسّر،حسب قوله، تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب التي لوّح فيها بتدخل نوعي ضد إيران. واستطرد: "المؤشرات الأميركية، من تصريحات ترامب إلى التهديد باستهداف منشآت عسكرية ونووية، تمهّد لتدخل جوي استراتيجي باستخدام قاذفات مثل B-2 وB-52 لضرب أهداف عميقة داخل إيران". ورغم إمداد واشنطن لإسرائيل بجميع الأسلحة التكتيكية التي تحتاجها، أكد العميد بالوكجي أن "هناك أنظمة أسلحة استراتيجية لا تُسلّم لإسرائيل، مثل قاذفات القنابل الثقيلة، نظرًا لتكلفتها الهائلة وحساسيتها العالية"، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا تمتلك القدرة على استهداف مواقع شديدة التحصين مثل "فوردو"، ما يجعل التدخل الأمريكي المباشر أمرًا مرجحًا إذا لم تُستأنف المفاوضات النووية قريبًا. ورجّح العميد أن الحرب الحالية لن تكون طويلة أوشاملة، متوقعًا أن تستمر لأسابيع فقط قبل أن يعود الجميع إلى طاولة المفاوضات، موضحا أن الطرفين يرفعان السقف لتحسين شروط التفاوض"، متوقعًا أن تقبل إيران لاحقًا بالعودة للمفاوضات بشروط أمريكية تتعلق بتحديد نسبة التخصيب ومنع تصدير المعرفة النووية، دون السعي إلى إسقاط النظام كما تطالب إسرائيل.

إيران وإسرائيل .. حرب تكسير عظام
إيران وإسرائيل .. حرب تكسير عظام

بوابة الأهرام

timeمنذ 25 دقائق

  • بوابة الأهرام

إيران وإسرائيل .. حرب تكسير عظام

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية هذا الأسبوع، والعالم كله أصبح يراقب ويتابع ما يحدث، كلٌ حسب مصالحه ومدى تأثره بتلك الحرب، بل إن بعض الدول، رغم أهميتها وثقلها السياسي والاقتصادي والإقليمي والدولي، جلست في مقاعد المتفرجين، ونأت بنفسها عن الدخول في أي تفاصيل انتظارًا لما ستسفر عنه معركة تكسير العظام بين إيران وإسرائيل المدعومة من قبل أمريكا ومعظم الدول الأوروبية، بينما تقف إيران -وحيدة- على حافة الهاوية تسعى عسكريًا ودبلوماسيًا لإنقاذ الموقف، والخروج بأقل الخسائر الممكنة، بعد أن تمكنت إسرائيل من توجيه عدة ضربات استباقية قاصمة للمنشآت والقيادات العسكرية وعلماء الذرة وسط طهران، بل ووسط ذهول الشارع الإيراني. وأعتقد أن القيادة السياسية الإيرانية أصبحت في موقف صعب للغاية على كافة المستويات، فهي تحاول الآن كسب المزيد من الوقت وإعادة تنظيم الصفوف، خاصة العسكرية، لمواجهة الضربات الإسرائيلية المتتالية لها، سواء في وسط طهران أو في المدن الأخرى، خاصة أصفهان وتبريز، بالإضافة إلى المواقع النووية، وفي مقدمتها موقع "نطنز" القريب من أصفهان؛ ولذلك فهي تهاجم إسرائيل بإستراتيجية "النفس الطويل"، وهو ما يعني سعيها لإطالة أمد الحرب حتى تحقق عدة أهداف، أهمها ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل من خلال الضربات الصاروخية بتل أبيب وحيفا وبعض المدن الأخرى، وبالتالي استمرار الضغوط الشعبية والاقتصادية على حكومة نتنياهو، بالإضافة إلى إرسال رسائل إلى الداخل الإيراني تؤكد قدرتها على المواجهة والتصدي لإسرائيل، رغم الضربات الموجعة التي تلقتها على كافة الأصعدة. وفي السياق نفسه، تقوم الدبلوماسية الإيرانية بإرسال إشارات إيجابية للقوى الدولية والإقليمية برغبتها في وقف الحرب والعودة لطاولة المفاوضات، ولكن دون تقديم أي تنازلات أو طرح رؤية جديدة للتفاوض، وهو ما يرفضه الرئيس ترامب والذي يصر على عودة طهران للمفاوضات تحت بند "استسلام بلا شروط"، وهو ما ترفضه طهران – حتى الآن – بل وتؤكد أنها لن تركع لأحد ولن تتفاوض مع إسرائيل – كما قال المرشد الأعلى علي خامنئي – وهو ما يدفع الأمور نحو مسارات أكثر صعوبة في ظل الإصرار الأمريكي على تدمير "حلم إيران النووي" بكافة السبل، وهو ما يجعل خيار الدخول الأمريكي لساحة المعركة مطروحًا وبقوة بهدف تدمير المفاعل النووي الإيراني الموجود في منطقة "فوردو"، وهو قلب المواقع النووية الإيرانية، وأكثرها تحصينًا ويضم عددًا كبيرًا من أجهزة الطرد المركزي والتي جعلت نسبة تخصيب اليورانيوم تصل إلى ٦٠٪، ويقع على بعد ١٨٠ كم جنوب طهران، وعمق يتراوح بين ٦٠ و٩٠ مترًا تحت سطح الأرض. والمرجح -حتى الآن- أن يقوم الرئيس ترامب بممارسة المزيد من الضغوط على طهران حتى تستسلم وتستجيب لمطالبه -غير المنطقية- والتي يسعى لفرضها بقوة الأمر الواقع عن طريق تكثيف الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية، بل والتلويح بإمكانية اغتيال المرشد الأعلى. وربما لا يدرك الرئيس ترامب أن القيادة السياسية والدينية الإيرانية، والتي طالما تعنتت بعدائها المستمر لأمريكا وإسرائيل واكتسبت جانبًا كبيرًا من شعبيتها في الشارع الإيراني بسبب ذلك العداء، لن ترضخ لتلك الضغوط بسهولة، بل ستقاوم حتى اللحظات الأخيرة. وهو ما قد يدفع واشنطن، وتحت الضغوط الإسرائيلية وعدم تقدير ترامب لخطورة الأوضاع في الإقليم، للدخول مباشرة إلى ساحة المعركة ومهاجمة المواقع النووية الإيرانية، خاصة أن ترامب قال "الآن سيطرنا تمامًا على سماء إيران"، وهو ما يعني مشاركة واشنطن بشكل كامل في الحرب مع إسرائيل بدعم مباشر وغير مباشر، وهو خطوة تليها خطوات قد تشعل المنطقة بالكامل، وتندلع حرب إقليمية لا يعلم أحد متى تتوقف، وحجم الدمار الذي قد تسببه حرب مفتوحة جوًا -وهي قائمة بالفعل- وبحرًا وسيكون مجالها هو مضيق هرمز، وبالتالي سوف يشهد العالم انتكاسة كبيرة في إمدادات الطاقة؛ حيث يمر به ما يقرب من ٤٠ مليون برميل من النفط يوميًا.. ولا عزاء لمجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى. [email protected]

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store