logo
سياسيون وأكاديميون: الأردن سيبقى الحصن المنيع في وجه الأطماع والتحديات

سياسيون وأكاديميون: الأردن سيبقى الحصن المنيع في وجه الأطماع والتحديات

رؤيا نيوزمنذ يوم واحد
قال سياسيون وأكاديميون، إن الأردن، بقيادته الهاشمية الراسخة، وشعبه الوفي، وجيشه الباسل، سيظل الحصن المنيع والسد الصلب أمام الأطماع والتحديات وأمام كل من يحاول المساس بأمنه واستقراره، مؤكدين أن تصريحات نتنياهو حول ما يسمى 'إسرائيل الكبرى' ليست سوى أوهام وخرافات سياسية ستتحطم على صخرة الصمود الأردني والفلسطيني، كما تحطمت المؤامرات السابقة على مر التاريخ.
وأكدوا أن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن العقلية الاستيطانية المتطرفة لن تجلب سوى المزيد من الصراع والخسائر لإسرائيل، مشددين على أن الأردن سيبقى صامدًا، عصيًا على الانكسار، وحارسًا أمينًا لأمنه القومي وللقضية الفلسطينية.
وقال النائب الدكتور فواز حمد الله، إن دائرة الرفض الدولي للاحتلال تتسع يوماً بعد يوم، ليس فقط من الدول العربية، بل من المجتمع الدولي، بفعل 'عنجهية' نتنياهو ، التي تتجلى في العدوان على غزة وسياساته تجاه المنطقة، لافتًا أن سردية 'إسرائيل الكبرى' ليست سوى أحلام يروجها للهروب من أزماته الداخلية، وأن سياسات حكومته المتطرفة ستكون وبالاً على الاحتلال نفسه.
وأوضح، أن التشدد الإسرائيلي فشل في كسر إرادة المقاومة، وأن ما حققته حكومة الاحتلال لا يتعدى قتل المدنيين وتجويعهم في محاولة لتهجيرهم، وهو ما يعد جريمة إنسانية موثقة، كاشفًا عن خلافات داخل إسرائيل وصلت إلى المؤسسة العسكرية، حيث رفض رئيس الأركان خطة احتلال غزة بالكامل، مما يعكس ارتباكًا استراتيجيًا.
وأكد حمد الله، أن تصريحات نتنياهو تجاه الأردن ودول الطوق لن تنال من عزيمة الأردنيين، إذ أن الأردن أكثر قوة ووعيًا، وأكثر قدرة على حماية منجزاته وسيادته، مشددًا على أن السلام لن يتحقق إلا باعتراف الاحتلال بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الدكتور جمال الشلبي، إن تصريحات نتنياهو تعكس تخبطًا سياسيًا وعسكريًا، خاصة مع استمرار الحرب على غزة دون تحقيق أهدافها، وأن تصريحات نتنياهو مرفوضة، وأن 'إسرائيل الكبرى' ليست سوى شعارًا يراد به بث الرعب، لكنه لن يغير حقيقة أن العرب، وفي مقدمتهم الأردنيون، قادرون على المواجهة إذا اتحدوا.
ودعا الشلبي إلى بناء وحدة وطنية متينة، ودعم الجيش والأجهزة الأمنية، وتعزيز التعاون العربي لإحباط أي مخطط يهدد الأمن الوطني الأردني، محذرًا من أن تصريحات نتنياهو 'بالون اختبار' لجس النبض.
أما الإعلامي وأستاذ الإدارة التربوية في الجامعة الأردنية الدكتور مصطفى عيروط، فاعتبر أن هذه التصريحات المرفوضة تأتي في سياق محاولة نتنياهو صرف الأنظار عن أزماته الداخلية وفشله، واسترضاء قاعدته اليمينية المتطرفة.
وأكد أن الأردن، بقيادته وشعبه وجيشه، يمتلك القدرة على حماية حدوده وردع أي اعتداء، وأن أي محاولة للمساس بسيادته أو الاقتراب من أراضيه ومصر تمثل 'خطا أحمر' لن يسمح بتجاوزه.
وأشار عيروط إلى أن تاريخ الأردن زاخر بالمواقف البطولية، من معركة الكرامة الخالدة إلى الدفاع عن القدس والمقدسات، مؤكدًا أن الشعب الأردني سيقف صفًا واحدًا خلف جلالة الملك عبدالله الثاني، وأن الجميع سيكونون على أهبة الاستعداد لحمل السلاح دفاعًا عن الوطن.
بدوره، أكد أستاذ علم الآثار والتراث والسياحة في الجامعة الهاشمية، الدكتور محمد وهيب، أن تصريحات نتنياهو وحكومته اليمينية تكشف استمرار نهج التصعيد وخلق بؤر التوتر، لجر الشرق الأوسط نحو الفوضى.
وقال، إن نتنياهو، المدفوع بدعم اليمين المتطرف، يمارس سياسة عدوانية تتجلى في حرب إبادة ضد غزة، وتهجير قسري في الضفة، واعتداءات متكررة على لبنان وسوريا، متذرعًا بحجج واهية لا يقبلها عقل ولا قانون دولي.
وأشار وهيب إلى أن الموقف الأردني ثابت: لا أمن ولا استقرار إلا بحل الدولتين، لافتًا إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني لم يدخر جهدًا لحشد الدعم الدولي من أجل سلام عادل وشامل، يقوم على إنهاء الاحتلال ونبذ العنف والتطرف.
وأضاف، أن الأحداث الماضية أثبتت أن الأردن كان وما يزال سدًا منيعًا، عصيًا على الانكسار، ملتفًا حول قيادته الهاشمية، متمسكًا بنهجه الوسطي المستمد من تعاليم الإسلام السمحة.
وأصدرت جامعة جدارا اليوم، بيانًا استنكرت خلاله تصريحات نتنياهو، والمتعلقة بما يسمى 'رؤية إسرائيل الكبرى'.
وقال رئيس جامعة جدارا الأستاذ الدكتور حابس الزبون في البيان 'لقد تجاوز بنيامين نتنياهو في تصريحاته الأخيرة كل حدود الإنتهازية السياسية، حين تطاول بلسان الغطرسة على سيادة الأردن، والتلميح بأطماعه في أرضه الطاهرة، في مشهد يفضح العقلية الاستعمارية التي ما زالت تتوهم أن التوسع والاحتلال سبيل إلى البقاء'.
وأضاف 'إن هذا الهذيان السياسي، الذي يتستر برداء 'المهمة التاريخية المزعومة'، ليس إلا مقامرة يائسة ستتحطم على أسوار الكرامة الأردنية، كما تحطمت من قبل جحافل العدوان في معركة الكرامة الخالدة، حين أذاق أبطال الجيش العربي الأردني العدو مرّ الهزيمة، وأثبتوا للعالم أجمع أن هذه الأرض حرة عصية على الانكسار، وأن حدودها مرسومة بدماء الشهداء الزكية'.
وبين، أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ليس دولة عابرة في تاريخ المنطقة، بل هو قلعة صلبة في وجه العواصف، وسيف مشرع لحماية المقدسات، وصوت الحق في زمن الضجيج، ونحن في جامعة جدارا، قيادة وأساتذة وطلبة وموظفيها جميعاً، نعلنها بصوت لا يلين 'الأردن خط أحمر، وأمنه وسيادته ليست موضوع نقاش أو مساومة، ومن تسول له نفسه المساس بترابه سيجد نفسه في مواجهة أمة بأكملها، لا تعرف التراجع ولا تقبل الضيم'.
وقال رئيس هيئة المديرين في الجامعة الدكتور شكري المراشدة، أنه وفي هذه اللحظة المفصلية من تاريخ أمتنا، يقف الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، شامخًا كجبل عالٍ لا تهزه الرياح، وحصنًا منيعًا في وجه كل من يحاول النيل من سيادته أو المساس بثوابته الوطنية.
وختم المراشدة حديثه، بأن الأردن سيبقى قلعةً حصينةً في وجه الطامعين، ومنارةً للعدل والسلام، وميدانًا للحق والكرامة، ما دام فينا قلب ينبض بحب الوطن، ولسان يلهج بالدعاء لقائد المسيرة، وذراع تحمل راية المجد عالية خفّاقة في سماء العز والفخار.
وأدانت جمعية الرواد للفنون التشكيلية في بيان لها اليوم، بأشد العبارات تصريحات نتنياهو حول ما يُسمى بـ'إسرائيل الكبرى'، والتي تُعد عدوانًا سافرًا على سيادة الأردن، وخرقًا فاضحًا للقانون الدولي، ومحاولة يائسة لإحياء أطماع استعمارية بائدة.
وجاء في البيان 'إن الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الأبي، دولة ذات سيادة راسخة، وكل شبرٍ من ترابه محميٌّ بإرادة لا تلين'، وأن هذه التصريحات تكشف عن طبيعة الاحتلال التوسعية، غير أن الأردن سيبقى سدًّا منيعًا في وجه كل من يحاول النيل من أمنه أو من عدالة القضية الفلسطينية.
واستنكرت مؤسسة محافظتي للعمل التطوعي والتدريب في محافظة إربد اليوم بأشد العبارات تصريحات نتنياهو المتعلقة بما يسمى 'رؤية إسرائيل الكبرى'، والتي تمثل تصعيدًا استفزازيًا خطيرًا وتهديدًا مباشرًا لسيادة الدول، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وانسجامًا مع نهج تحريضي يدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وجاء في البيان 'إذ تتبنى المؤسسة الموقف الثابت الذي عبّرت عنه وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، في رفض هذه التصريحات التحريضية، فإنها تؤكد أن هذه الأوهام العبثية لن تنال من الأردن ولا من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بل تعكس مأزق الحكومة الإسرائيلية وعزلتها الدولية، في ظل استمرار عدوانها على غزة والضفة الغربية'.
وأضاف 'لقد علمنا التاريخ أن الأردن لا يفرط بسيادته، وأنه في مواجهة التهديدات يقف صفًا واحدًا خلف قيادته الهاشمية، كما فعل جيشنا العربي الباسل في معركة الكرامة الخالدة حين انتصر على قوات الاحتلال دفاعًا عن الأرض والكرامة، مثبتًا أن الأردن، صغير المساحة، كبير الإرادة والعزم، قادر على حماية حدوده وحقوقه الوطنية'.
واستنكر رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى محمد سليمان بني ياسين تصريحات نتنياهو المتطرفة والمسيئة للأردن ومواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.
وقال، إن جرش مدينة التاريخ والحضارة ترفض ما وصفه بـ'الأوهام الباطلة' التي يسوقها نتنياهو للعالم باسم إسرائيل الكبرى، مؤكداً أن هذه الادعاءات لن تنال من عزيمة الأردنيين ووحدتهم الوطنية.
وأضاف، أن أبناء جرش يقفون صفًا واحدًا خلف جلالة الملك عبدالله الثاني، وولي عهده سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، مشددًا على أن سيادة الأردن وأمنه ووحدته الوطنية خط أحمر لن يُسمح لأي طرف بالمساس به.
وأكد، أن الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي سيبقى عصيًا شامخًا لا تهزه التهديدات ولا ترهبه المؤامرات متمسكًا بالولاء والانتماء للوطن وقيادته الهاشمية الحكيمة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دوام المعلمين في المدارس الحكومية يبدأ اليوم والطلبة في 24 آب
دوام المعلمين في المدارس الحكومية يبدأ اليوم والطلبة في 24 آب

رؤيا نيوز

timeمنذ 11 دقائق

  • رؤيا نيوز

دوام المعلمين في المدارس الحكومية يبدأ اليوم والطلبة في 24 آب

يبدأ دوام الهيئات التدريسية للفصل الأول من العام الدراسي 2025/2026 اليوم الأحد، فيما يبدأ دوام الطلبة الأحد 24 آب، وفق التقويم المدرسي. وسيتم تسليم الكتب المدرسية للطلبة وتسجيل الطلبة المنقولين يومي الأربعاء والخميس 20 و21 آب 2025، إذ تنظم المدارس فرقا طلابية وكشفية تطوعية للمساعدة في تسليم الكتب وإرشاد الطلبة الجدد. ويبدأ دوام الطلبة في الفصل الدراسي الأول يوم الأحد 24 آب 2025، ويتخلل الفصل عطلة رسمية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف يوم الخميس 4 أيلول 2025، وفق ما يرد في بلاغ رئاسة الوزراء. أما الاختبارات التحصيلية النهائية للفصل الدراسي الأول لطلبة مرحلة التعليم الأساسي وطلبة المرحلة الثانوية للصفين الحادي عشر والثاني عشر، فستُعقد ابتداء من الخميس 18 كانون الأول 2025 وحتى الخميس 8 كانون الثاني 2026. ويصادف عيد الميلاد المجيد يوم الخميس 25 كانون الأول 2025، فيما تحل عطلة رأس السنة الميلادية يوم الخميس 1 كانون الثاني 2026، على أن تبدأ عطلة الشتاء يوم الأحد 11 كانون الثاني 2026 وتنتهي يوم الخميس 22 كانون الثاني 2026. * دوام المدارس الخاصة ويبدأ دوام الهيئات التدريسية في المدارس الخاصة الأحد 24 آب الحالي، فيما يتم تسليم الكتب المدرسية للطلبة وتسجيل المنقولين يومي الأربعاء والخميس 27 و28 من الشهر ذاته، مع تنظيم فرق طلابية وكشفية تطوعية للمساعدة. ويؤدي الطلبة امتحانات الإكمال قبل بداية العام الدراسي الجديد بسبعة أيام على الأقل. ويبدأ دوام الطلبة للمدارس الخاصة يوم الأحد 31 آب، مع عطلة رسمية لذكرى المولد النبوي الشريف يوم الخميس 4 أيلول، مع مراعاة بلاغ رئاسة الوزراء. وتُعقد الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول من الخميس 11 كانون الأول وحتى الأربعاء 31 كانون الأول، يليها عطلة الشتاء من الأحد 4 وحتى السبت 31 كانون الثاني 2026.

‏المواجهة قادمة والأردن دولة راسخة لا تغامر
‏المواجهة قادمة والأردن دولة راسخة لا تغامر

رؤيا نيوز

timeمنذ 8 ساعات

  • رؤيا نيوز

‏المواجهة قادمة والأردن دولة راسخة لا تغامر

‏لدي قناعة أن لحظة المواجهة بين بلدنا والكيان المحتل قادمة، وربما تكون أسرع مما نتصور، كما لدي قناعة أن الدولة الأردنية تدرك ذلك، وتسخّر إمكانياتها للتعامل مع أي أحداث أو مستجدات بمزيج من الحكمة والقوه والحزم، لا أقصد بالمواجهة الحرب، هذه الآن استبعدها، ما أتوقعه : قبل نهاية هذا العام كرة الأزمة السياسية بين البلدين ستتدحرج، ملف الضفة الغربية والأغوار سيكون رأس الحربة، تداعيات الأحزمة الأمنية التي بدأت تل أبيب بتفاصيلها في لبنان ثم سوريا (على حدودنا) ستشكل صاعقاً قابلاً للاشتعال، معركة الصراع على القدس والمقدسات ربما تكون أخطر بالون اختبار، نحن أمام صراع إرادات واستحقاقات، ومحاولات لفرض وقائع جديدة. ‏كتبت قبل نحو عام ونصف ( 2‏/12‏/2023 ) في هذه الزاوية عن «فاتورة مواقفنا على جبهتي واشنطن وتل أبيب»، تساءلت : هل سيدفع الأردن فاتورة مواقفه وخطابه السياسي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة؟ الإجابة نعم، فلكل موقف ثمنه السياسي، والأردن وضع نفسه في خندق غزة، واختار التصعيد لأعلى سقف مقارنة مع غيره من البلدان العربية والإسلامية. ‏تساءلت آنذاك، أيضاً: هل ما فعلنا كان موزونا على مسطرة الأرباح والخسائر، وهل نحن جاهزون لدفع الكلفة المتوقعة، وكيف؟ لم يكن لدي حينئذ إجابات واضحة، لكن لا يمكن للدولة، في تقديري، أن تسير على سكة تحولات أو مراجعات عميقة على هذا المستوى الاستراتيجي إلا إذا توفر لديها ما يلزم من معلومات وقناعات لبناء مواقف وقرارات، تصب في مصلحة البلد وتحميه من أي أخطار قادمة. ‏الآن اتضحت الصورة، من المفارقات أن رسالة الملك الحسين رحمه الله إلى نتنياهو قبل نحو 28 عاما (آذار 1997 ) والتي عبّر فيها عن خيبة أمله إزاء السياسات التي ينتجها نتنياهو للانقلاب على معاهدات السلام، تزامنت مع صدور كتاب (مكان بين الأمم: إسرائيل والعالم) الذي قدم فيه نتنياهو رؤيته حول عملية السلام والقدس والدولة الفلسطينية والضفة الغربية وغور الأردن واللاجئين.. الخ، في الرسالة والكتاب تبدو صورة المواجهة بين عمان وتل أبيب (نتنياهو تحديداً) واضحة تماما، ربما تأخرت لأسباب لا مجال لسردها هنا، لكن ما حدث في 7 أكتوبر وما بعده غيّر الكثير من المعادلات القائمة، المنطقة الآن في مرحلة إعادة تشكيل وترتيب، ترامب ?ونتنياهو ? وقعا وثيقة سرية أشبه ما تكون بوعد بلفور جديد. ‏لدى الأردن، أقصد إدارات الدولة، ما يلزم من لواقط ومجسّات لفهم المرحلة وتقدير حجم المواجهة، وكيفية استدراكها أو الرد عليها، أو التعامل معها، الدولة الأردنية تتحرك سياسياً وتفكر بمنطق الدولة، لا بمنطق التنظيمات ولا بردود الأفعال ولا بعقلية المغامرة، ولا بناء على رغبات الجمهور، وهي ليست ذراعاً لأحد، ولا تضع في اعتبارها إلا المصالح العليا للأردنيين. ‏قلت: المصالح العليا للأردنيين، هنا، يبدو أن ترسيم الحدود والتقاطعات بين المصالح والثوابت الأردنية وبين ملف القضية الفلسطينية سيتم في إطار اللاءات الملكية الثلاثة، هذا يعني، أولاً، حماية القضية الفلسطينية من محاولات التصفية ودعم صمود الفلسطينيين على ارضهم، كما يعني، أيضاً، نزع أية ذريعة تفكر بها إسرائيل لتمرير حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، الهدف الأساسي للأردن هو تثبيت مبدأ الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، بدون اي التباسات. ‏تبقى نقطة أخيرة، الدبلوماسية الأردنية تتحرك، عربياً ودولياً، لوقف الحرب ومنع تل أبيب من تنفيذ رغباتها ومخططاتها، لدى الأردن قنوات سياسية مفتوحة مع كافة الأطراف، ولديه، أيضاً، أوراق قوة يستثمر فيها، المعاهدة والاتفاقيات مع إسرائيل يمكن وضعها على الطاولة في أية لحظة، الجهوزية والاستعدادات، أمنياً وعسكرياً، تجري على قدم وساق، يبقى أن نثق جميعاً بالدولة ونلتف حولها، ونحافظ على تماسكنا ووحدتنا وعناصر قوتنا، ولا نسمح لأحد أن يدقّ بيننا أسافين الخلاف والانقسام.

هل ستحتل إسرائيل الأردن؟
هل ستحتل إسرائيل الأردن؟

رؤيا نيوز

timeمنذ 8 ساعات

  • رؤيا نيوز

هل ستحتل إسرائيل الأردن؟

منذ أن اطلق رئيس الحكومة الإسرائيلية تصريحاته حول إسرائيل الكبرى التي تشمل الأردن، والردود اللغوية تنهمر، وكأن إسرائيل يهمها الكلام. إسرائيل تهتم فقط بالإجراءات والاستعدادات في وجه أي مخطط، ولا يهمها كل هذا التهديد العاطفي الذي يتميز به الإنسان العربي عموما، مع أن حق التعبير عن الغضب مكفول ومطلوب، لكنه غير كاف وليس منتجا. هذا المشروع ليس جديدا وله عدة نسخ، بعضها قائم على التمدد الجغرافي أي الاحتلال، أو تمدد النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي والأمني في مناطق إسرائيل الكبرى، دون احتلال جغرافي، أو حتى إيصال بعض أهل المنطقة مثلما شهدنا في بعض مناطق جنوب سورية، إلى مرحلة خروج الجماهير للمطالبة بحماية إسرائيل، باعتبارها أم المظلومين في المنطقة. السؤال الأهم الذي تردد في الأردن كان يتعلق بالتمدد الجغرافي الإسرائيلي واحتلال الأردن أو أجزاء من الأردن، وهذا السؤال بحاجة إلى إجابة تفصيلية، دون مبالغة أو إثارة أو تضليل للرأي العام في الأردن؟ بداية يقال إن إسرائيل تغرق في غزة منذ عامين، ولا تستعيد عشرين أسيرا، ولا توقف مقاومتها وهي غير قادرة على التعامل مع تداعيات حرب غزة، وغير مؤهلة عسكريا وسياسيا واقتصاديا وبشريا لاحتلال دول ثانية، أصلا، مثلما أنها تواجه ذات الأزمة داخل الضفة الغربية، وفلسطين 1948، وتشتبك مع سبعة ملايين فلسطيني لا تعرف ماذا تفعل بهم، وليس لديها الإمكانات المالية ولا البشرية لإدارة شعوب ثانية واحتلال أراض ثانية، والدخول في حروب ثانية مع شعوب لديها ثأر شخصي مع الاحتلال. إسرائيل ربما تلجأ إلى سيناريو بديل، أي خلخلة الدول المستقرة بوسائل مختلفة، وفي الحالة الأردنية، فإن محاولة الخلخلة تكمن في عدة احتمالات، أولها تفجير الحدود الغربية للأردن مع فلسطين، إذا استطاعت فرض مخطط التهجير من الضفة لإغراق الأردن سكانيا واقتصاديا وأمنيا، أو تفجير الحدود الشمالية مع جنوب سورية، من خلال إنشاء دويلات تابعة لها في جنوب سورية، أو مد الفوضى في تلك المناطق إلى الأردن لنكون أمام ساحات مفتوحة ومتشابكة، تفتح علينا أبواب الهجرات والحرب واللجوء والسلاح والتفجيرات والاستثارات والانقسامات. سيناريو الخلخلة عبر التصورات السابقة يقوم على مبدأ واحد إحداث الفوضى قبل الاحتلال، أو إحداث الفوضى عبر فئات محلية بديلة في الأردن، أو بسبب أي عوامل اقتصادية، أو أزمات أمنية قد تتم صناعتها، أو صناعة انقسامات داخلية، أو فتن، وتوظيف كل المحرمات. هذا يعني أن مشروع إسرائيل الكبرى ليس بهذه البساطة، فلن ينام الاحتلال ونصحو على دباباته على نهر الأردن، بل سيسبق ذلك تمهيدا وتوطئة، بما يوجب على الكل في الأردن تقدير الأخطار جيدا، وعدم الاستدراج نحو أزمات الإقليم، ولو تحت عناوين متعددة، وعدم جر الداخل الأردني نحو الأفخاخ، وهي أفخاخ يعرفها الناس، والمراهنة على وعيهم تبقى مرتفعة. في الوقت نفسه لا بد من إبقاء المساحات الحيوية المتاحة بدرجات متفاوتة لكل القوى الأردنية المناوئة للاحتلال، لأن هذه قوى تحشيد نحتاجها في هذه الفترة، خصوصا إذا صبت لصالح الأردن من حيث النتيجة وتحت مظلة حسابات يتوجب مراعاتها، في وجه مشروع يريد ابتلاع الأردن. بلا شك لا يمكن تقديم الأردن بصورة البلد الضعيف، فله مؤسساته وشعبه، وهناك من سيدافع عنه، أي أن افتراض سهولة تحقيق مخطط إسرائيل الكبرى، افتراض وهمي إلى حد كبير، لكن قد تحاول إسرائيل تنفيذه، ولو بشكل جزئي أيضا من خلال رغبتها بالسطو على أراض محددة مثلما جرى في لبنان، وسورية، وهذا يعني أن المخطط يبقى واردا، مع صعوبة تنفيذه. يقال كل الكلام السابق بهدف واحد، أي تحديد الخطر ومصادره، دون مبالغة وإخافة الناس، ودون تهوين عاطفي لا يقرأ الإخطار جيدا. ذاق الاحتلال الويل داخل مناطق هشة وأكثر ضعفا مثل غزة، فتجرأ على الأبرياء، وفي حالة الأردن لن يكون الأمر بهذه السهولة، حتى لو حاول نتنياهو بث الرسائل للداخل الإسرائيلي المتطرف، والظهور بصورة الشجاع الذي يريد أن يحتل كل المنطقة، فيما هو عالق في غزة حتى الآن. يريد إسرائيل الكبرى، ونحن نريد فلسطين الكبرى من النهر إلى بحرها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store