
أزمة أمريكية بتراجع الشعبية وثقة الطلاب والمهاجرين
لم تعد الولايات المتحدة بالنسبة لكثيرين حول العالم وجهة الطموح والأمل كما كانت لعقود. بل تحوّلت إلى بلد في هذا العام تتصاعد فيه الدعوات للترحيل وتُثقل فيه قوانين الهجرة المشهد العام، مما يدفع كثيرين لإعادة النظر في فكرة الهجرة إليها، أو حتى زيارتها.
وتشير البيانات إلى أن الحملة الصارمة التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بشأن الهجرة، غيّرت صورة الولايات المتحدة على المستوى العالمي، لتبدو لكثير من المراقبين والعائلات والطلاب مكانًا غير مرحب به.
هل يعود «الحلم الأمريكي»؟
وتواجه أمريكا اليوم تحديًا وجوديًا في صورتها العالمية. فبينما يصرّ ترمب على أن سياساته تحمي البلاد من «تهديدات خارجية»، يرى مراقبون أن الضرر الأكبر يتمثل في زعزعة الثقة بكونها أرضًا للفرص والتعددية.
وقالت فانتا أو، مديرة رابطة «نافسا» التي تمثل المعلمين الدوليين:
«عندما تختار العائلات مستقبل أطفالها، فإنها تبحث عن الأمان والاستقرار. وقد زعزعت هذه الإجراءات تلك الثقة بشكل جوهري». تآكل الصورة الإيجابية
وأظهرت استطلاعات مركز بيو للأبحاث، التي أُجريت بين يناير وأبريل، تدهور النظرة إلى الولايات المتحدة في 15 من أصل 24 دولة. هذا التراجع ارتبط مباشرة بسياسات الهجرة، والتوترات العرقية، وحملات الطرد.
وترى مؤسسات أكاديمية أن هذه الصورة المشوهة لا تؤثر فقط على التعليم الدولي، بل على مكانة أمريكا الاقتصادية والثقافية كقوة ناعمة.
طرد جماعي ورسائل سلبية
وترمب الذي جعل من الهجرة إحدى ركائز سياساته، أطلق خلال حملته وولايته السابقة إجراءات مشددة استهدفت ليس فقط المهاجرين غير الشرعيين، بل طالت أيضًا المقيمين الشرعيين، والزوار المؤقتين، والطلاب الدوليين.
لذل وصف إدوين فان ريست، المدير التنفيذي لمنصة Studyportals التعليمية، الوضع قائلاً:
«الرسالة القادمة من واشنطن باتت واضحة: أنتم غير مرحب بكم في الولايات المتحدة»، مشيرًا إلى أن الاهتمام بالدراسة في أمريكا بلغ أدنى مستوياته منذ جائحة كوفيد-19، في مقابل ارتفاع الطلب على دول بديلة مثل بريطانيا وأستراليا.
التاريخ بعكس الاتجاه
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة بُنيت تاريخيًا كمجتمع مهاجرين، فإن الممارسات الحالية تُعيد إنتاج فصول من تاريخها المظلم، مثل قانون استبعاد الصينيين عام 1882، ومعسكرات اعتقال اليابانيين الأمريكيين في الحرب العالمية الثانية.
وفي مفارقة لافتة، فإن ترمب نفسه حفيد مهاجر ألماني، وتزوج امرأتين مهاجرتين. ومع ذلك، تقود سياساته اليوم موجة جديدة من التشدد في الهجرة، تصفها بعض المجموعات الحقوقية بأنها تتنافى مع المبادئ المؤسسة لأمريكا.
تراجع اقتصادي واجتماعي
وبحسب مكتب الإحصاء الأمريكي، أسهمت الهجرة بنسبة 84 % من نمو السكان عام 2024، ومع ذلك لا تزال تُصوّر في خطابات ترمب على أنها «غزو». ويتوقع محللون من مؤسسة بروكينغز أن تؤدي هذه السياسات إلى استنزاف الكفاءات، وتقليص الجاذبية الأمريكية عالميًا.
وفي قطاع التعليم تحديدًا، أفادت منصة Studyportals أن مشاهدات برامج الشهادات الأمريكية انخفضت بمقدار النصف خلال الشهور الأولى من 2025. ويهدد هذا التراجع الجامعات الأمريكية التي تعتمد على الطلاب الدوليين كمصدر رئيسي للدخل والتنوع.
تراجع صورة أمريكا بسبب سياسات ترمب في الهجرة
1. تحول النظرة العالمية لأمريكا:
لم تعد الولايات المتحدة في 2025 تُرى كأرض الفرص، بل كبلد يتبنى سياسات طرد جماعية وتشديد على المهاجرين والطلاب والزوار.
2.تدهور في مؤشرات الثقة الدولية: استطلاع مركز بيو أظهر تراجع النظرة الإيجابية لأمريكا في 15 من أصل 24 دولة خلال أقل من عام، بسبب خطاب وسياسات معادية للمهاجرين.
3. تأثير مباشر على التعليم والسياحة: القطاعات التي اعتمدت تاريخيًا على الانفتاح الأمريكي (التعليم، السياحة، التجارة) بدأت تتأثر بانكماش الحضور الأجنبي وتآكل الثقة.4. المهاجرون النظاميون أيضًا مستهدفون: سياسات ترمب لم تقتصر على غير الشرعيين، بل شملت المقيمين الشرعيين والطلاب، مما زاد القلق العام من عدم الاستقرار.
Page 2
الاثنين 02 يونيو 2025 08:19 مساءً
Page 3

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 44 دقائق
- Independent عربية
ترمب يغادر قمة مجموعة السبع "بسبب الأحداث في الشرق الأوسط"
سيغادر الرئيس الأميركي دونالد ترمب قمة مجموعة السبع قبل يوم مما كان مقرراً بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران، وفق ما أعلن البيت الأبيض، بعدما دعا الرئيس الأميركي سكان طهران إلى إخلائها. وكتبت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على "إكس"، "بسبب الأحداث في الشرق الأوسط سيغادر الرئيس ترمب الليلة بعد العشاء مع قادة الدول". وأعرب ترمب أمس الإثنين عن ثقته في أن إيران ستوقع في نهاية المطاف اتفاقاً في شأن برنامجها النووي، محذراً أن الولايات المتحدة "ستفعل شيئاً ما" بمجرد مغادرته قمة مجموعة السبع في كندا. وقال ترمب للصحافيين أثناء لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في القمة "أعتقد أنه من الغباء من جانب إيران عدم التوقيع"، مضيفاً "إيران موجودة في الواقع إلى طاولة المفاوضات، تريد التوصل إلى اتفاق، وبمجرد مغادرتي هنا سنفعل شيئاً ما". ورفض الرئيس الأميركي تقديم تفاصيل أخرى ويتوقع أن يغادر كندا اليوم الثلاثاء. ورفض ترمب التعليق على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعرض دعماً عسكرياً لإسرائيل لتدمير البرنامج النووي الإيراني. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لكنه قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي، مشيداً في الوقت نفسه بالضربات، وتباهى باستخدام إسرائيل أسلحة أميركية. وحض الرئيس الأميركي طهران مجدداً على التفاوض "قبل فوات الأوان" خلال قمة مجموعة السبع. وقال إن الإيرانيين "يريدون التحدث"، معتبراً أن طهران "ليست بصدد الفوز في هذه الحرب"، وأن الأمور على العكس من ذلك "تسير على ما يرام بالنسبة إلى إسرائيل". من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس الإثنين إن الولايات المتحدة قادرة على وقف الهجمات الإسرائيلية "باتصال هاتفي واحد". وأورد عراقجي في منشور على منصة "إكس"، "إذا كان الرئيس ترمب صادقاً في شأن الدبلوماسية ومهتماً بوقف هذه الحرب، فإن الخطوات التالية ستكون حاسمة. يجب على إسرائيل وقف عدوانها، وفي غياب الوقف الكامل للعدوان العسكري ضدنا، ستستمر ردودنا". وأضاف أن "إسكات شخص مثل (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يتطلب اتصالاً هاتفياً واحداً من واشنطن. وقد يمهد ذلك الطريق للعودة إلى الدبلوماسية".


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
ماكرون يدعو إلى وقف الضربات ضد المدنيين في إيران وإسرائيل
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى وقف الضربات ضد المدنيين في إيران وإسرائيل، في رابع أيام التصعيد بين البلدين العدوين. وقال ماكرون في قمة زعماء مجموعة السبع في جبال روكي الكندية: «إذا كان بإمكان الولايات المتحدة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإنه أمر جيد جيداً»، وذلك بعيد إعلان البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب سيغادر الاجتماع مبكراً بسبب تصاعد الأزمة في الشرق الأوسط. وأكد الرئيس الفرنسي، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قدم عرضاً بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وقال: «هناك بالفعل عرض للقاء والتواصل. تم تقديم عرض خصيصاً للتوصل إلى وقف إطلاق نار ومن ثم بدء مناقشات أوسع نطاقا". وأضاف: «علينا أن نرى الآن ما إذا كان الطرفان سيوافقان على هذا العرض».


الشرق للأعمال
منذ 3 ساعات
- الشرق للأعمال
الذهب يرتفع مع دعوة ترمب لإخلاء طهران وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة
ارتفع الذهب في بداية تداولات آسيا، بعد أن دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الإخلاء الفوري للعاصمة الإيرانية طهران، ما عزّز الطلب على الملاذات الآمنة في ظل متابعة المستثمرين لتطورات التصعيد بين إسرائيل وإيران. صعد المعدن الثمين بنسبة وصلت إلى 0.4% ليتجاوز 3,400 دولار للأونصة، بعد تراجعه بنسبة 1.4% يوم الإثنين، وهو أكبر انخفاض يومي خلال شهر. وكان ترمب قد أطلق دعوته لإخلاء العاصمة الإيرانية في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ساعات من حثّه القيادة الإيرانية على توقيع اتفاق لتقييد برنامجها النووي. الذهب يواصل سلسلة المكاسب ارتفع الذهب بنسبة تقترب من 4% خلال الأسبوع الماضي، بعدما بدأت إسرائيل حملتها العسكرية ضد برنامج إيران النووي، ما أثار مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق، وأضاف زخماً إضافياً على موجة ارتفاع مدفوعة بتهديد أجندة ترمب الجمركية العدوانية للنمو الاقتصادي العالمي. وتظل الأسعار حالياً أقل بنحو 100 دولار فقط من الرقم القياسي المسجّل في أبريل، وهي تتجه لتحقيق مكاسب للشهر السادس على التوالي، ما سيكون أفضل سلسلة مكاسب منذ أكثر من عقدين. وسجل سعر الذهب الفوري ارتفاعاً بنسبة 0.3% ليبلغ 3,395.46 دولاراً للأونصة عند الساعة 7:37 صباحاً بتوقيت سنغافورة. وبقي مؤشر بلومبرغ لقياس أداء الدولار الأميركي مستقراً. كما ارتفعت الفضة، في حين لم يطرأ تغير يُذكر على البلاتين، وتراجع البلاديوم.