
شفق نيوز ترصد "مؤشراً خطيراً" في تعداد العراق لم ينتبه له الكثيرون
شفق نيوز/ أثارت نتائج التعداد العام للسكان في العراق، "مؤشراً خطيراً" بحسب لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية وخبراء في الزراعة والاقتصاد، الذين دعوا إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية وانتهاج سياسات حكومية متوازنة ووقفة جادة تستند إلى أسس علمية صحيحة لمعالجتها.
وأعلنت وزارة التخطيط العراقية، اليوم الاثنين، عن النتائج الأساسية للتعداد العام للسكان، والتي أظهرت أن عدد سكان البلاد يبلغ 46 مليوناً و118 ألف نسمة، فيما توزع السكان حسب البيئة بواقع 70.17% في الحضر و29.83% في الريف في العراق، و84.57% في الحضر و15.43% في الريف بإقليم كوردستان.
الريف نحو 30%
وتقول عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، ابتسام الهلالي، إن "وجود 30% فقط لأراضي الريف، هو مؤشر خطير في وقت تعتبر الزراعة نفطاً دائماً ومورداً أساسياً لدعم الاقتصاد، إذ تعتمد دول كبرى على الزراعة وتقدم له الدعم للجانبين الإنتاجي والحيواني".
وتضيف الهلالي لوكالة شفق نيوز: "أما في العراق، فقد تعرضت الزراعة منذ سنوات لإهمال كبير أدى إلى هجرة سكان الريف إلى المدينة لغرض العمل ما تسبب بهجرة الأراضي الزراعية، إضافة إلى تجريف الأراضي الزراعية والبساتين، ما دمر البنية الزراعية بشكل كبير".
وتؤكد الهلالي، على أهمية "الدعم المتواصل للزراعة في سبيل عودة الفلاح لأرضه، لأنه ينبغي أن يكون توزيع السكان 50% قرى و50% مدن، للمحافظة على التوازن، وكذلك إصدار القوانين لدعم الزراعة، ومؤخراً كان هناك توجه كبير لدعم المزارعين من خلال منظومات الري والسماد والبذور، كما هناك قانونيْن مهمين تم التصويت عليهما".
وعن هذين القانونيْن، توضح الهلالي، أن "القانون الأول هو تمليك 10 دوانم بدون بدل، كأن يكون للفلاح عقداً على 20 دونم، فإنه يتم تمليكه 10 دوانم منها، وبقية الأرض يقدم على شرائها بسعر رمزي، ومن ثم يضم جميع الأرض الـ20 دونم له، أما القانون الثاني فهو قانون المتفرغين الزراعيين رقم 24 لعام 2014، وهذا تم التصويت عليه العام الماضي، وفي هذا القانون تم اعطاء للمتفرغ الزراعي 50 دونماً وحصة مائية وقرض في سبيل عودة الفلاح للزراعة ويتمسك بأرضه".
أسباب هجرة الريف
من جهته، يرى الخبير الزراعي، خطاب الضامن، أن "زيادة نسبة المناطق الحضرية على حساب المناطق الريفية هي نتيجة طبيعية للممارسات التي شهدتها البلاد خلال العقدين الماضيين، فمنذ عام 2003 جرت عمليات تجاوز واسعة النطاق على الأراضي الزراعية والبساتين وتم تحويلها إلى مناطق سكنية نتيجة لارتفاع أسعار الأراضي المخصصة للسكن والعقارات وعجز الدولة عن توفير قطع أراضي أو بناء مجمعات سكنية عمودية تلبي حاجة السكان من المساكن، لذلك صار تحويل الأراضي من الاستخدام الزراعي إلى الاستخدام العقاري أو السكني".
ويضيف الضامن، للوكالة، أن "السبب الثاني هو تدهور قطاع الزراعة، فهو يعاني من منافسة المحاصيل الأجنبية منذ فترة طويلة، إلى جانب ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتعرض الفلاحين إلى خسائر كبيرة في بعض المواسم، وبالتالي هجر الكثير منهم الزراعة ولجأوا إلى الوظائف الحكومية وخاصة في مجال العمل بالقوات المسلحة".
ويتابع: "كما أن توسع القطاع الحكومي في التعيينات واستيعاب الموظفين في دوائر الدولة، استقطب نسباً كبيرة من السكان في أطراف بغداد على سبيل المثال إلى داخل المدينة، وكذلك الحال ينطبق على باقي المحافظات، حيث يتوفر في مراكز المحافظات عادة، فرص العمل سواء في القطاع العام أو الخاص، لذلك صار التوجه نحو المدن في سبيل الحصول على فرص العمل وتحسين ظروفهم".
ويحذر الخبير الزراعي، من أن "استمرار عملية تحويل الأراضي الزراعية إلى أغراض سكنية وعدم معالجة تحديات القطاع الزراعي، سوف يزيد من نسبة السكان الحضريين على حساب السكان الريفيين، وسوف يؤدي إلى المزيد من الإهمال في القطاع الزراعي، ما يؤكد الحاجة إلى وضع معالجات ووقفة جادة تستند إلى أسس علمية صحيحة لمعالجتها".
ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى هجرة الريف، يوضح الباحث الاقتصادي، أحمد عيد، أن "هجرة الريف هو مؤشر خطير على التوسع الحضري الذي تشهده البلاد، وتعود هذه الهجرة لعدة أسباب أبرزها الهجرة الداخلية الناجمة عن الجفاف الذي تشهده القرى والأرياف، فضلاً عن الإهمال الحكومي المزمن والفساد المستشري في مؤسسات الدولة، وعدم وجود الحلول الكاملة والناجعة تجاه هذا الموضوع، فكل هذه العوامل أدت إلى تراجع الخدمات الأساسية في المناطق الريفية وانهيار القطاعات الزراعية والصناعية التي كانت تشكل مصدر رزق رئيسي لسكان الأرياف".
تحوّل يحمل مخاطر كبيرة
ويبين عيد لوكالة شفق نيوز، أن "هذا التحوّل الديمغرافي يحمل مخاطر كبيرة أبرزها الضغط المتزايد على البنية التحتية للمدن وارتفاع معدلات البطالة وعسكرة المجتمع بلجوء أغلب الفلاحين إلى الوظائف العسكرية، بالإضافة إلى زيادة العشوائيات وتفاقم أزمة السكن بالمدن، بالمقابل تعاني المناطق الريفية من انخفاض الإنتاج الزراعي وانتشار الفقر وغياب الاستثمارات التنموية فيها".
ويؤكد، أن "في حال استمرار هذه الظاهرة دون وجود سياسات حكومية متوازنة وجادة، فقد نشهد المزيد من النزوح الجماعي نحو المدن، وتآكل الرقعة الزراعية، وارتفاع معدلات الفقر بشكل أسوأ مما هي عليه الآن، ما يستدعي وضع استراتيجية وطنية للجفاف وتقضي على الفساد وتعيد الاستقرار، وتوفر فرص التنمية المستدامة ووسائل العيش الكريم في القرى والأرياف، لضمان توزيع سكاني متوازن، وتحقيق التنمية المستدامة في جميع أنحاء البلاد".
وكان تقرير سابق لوكالة شفق نيوز، أشار إلى أنه على الرغم من أهمية القطاع الزراعي في العراق لتنمية اقتصاد البلاد والحفاظ على الأمن الغذائي واعتباره مصدراً معيشياً للكثير من المواطنين، لكنه يواجه الكثير من التحديات وخصوصاً في السنوات الأخيرة، أبرزها التطرف المناخي وأزمة المياه وتكلفة الإنتاج.
ويوضح التقرير نقلاً عن مختصين، أن المساحات الخضراء في العراق تقلصت من نحو 50 إلى 17 بالمائة نتيجة التغيرات المناخية وتقصير المواطنين والجهات المسؤولة في توفير المساحات الخضراء.
حيث أدى تزايد النشاط العمراني على حساب المساحات الخضراء في العراق إلى اختفاء أراضٍ زراعية وتحويلها إلى سكنية وتجارية، ما انعكس سلباً على البيئة وازداد من تلوث الهواء والتغير المناخي.
وتؤكد وزارة الزراعة العراقية، أن البلاد بحاجة إلى زراعة أكثر من 15 مليار شجرة لتأمين غطاء نباتي يقضي على التصحر، فيما يرى مختصون أن إعادة إحياء وتأهيل الغابات وزراعة المساحات بهذه الأعداد من الأشجار خلال السنوات المقبلة يمكن أن يُعيد جزءاً من الهواء النقي إلى الأجواء العراقية، بعد تلوّثها بالنفايات الضارة من العوادم والمصانع وغيرها.
ويضرب التغير المناخي العراق بقوة خلال الأعوام القليلة الماضية وبصورة غير معهودة، حيث يعد خامس الدول الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية العالمية وفق وزارة البيئة العراقية والأمم المتحدة.
ويفقد العراق سنوياً 100 ألف دونم (الدونم 1000م مربع)، جراء التصحر، كما أن أزمة المياه تسببت بانخفاض الأراضي الزراعية إلى 50 في المائة، وفق تصريحات رسمية.
ووفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة، فقد باتت مساحات الغابات في العراق لا تشكل سوى 8250 كيلومتراً مربعاً، أي ما نسبته 2% من إجمالي مساحة البلاد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 36 دقائق
- شفق نيوز
صحيفة إسرائيلية تكشف عن لقاءات مع وفود عراقية لغرض التطبيع
شفق نيوز/ كشف الوزير الإسرائيلي السابق أيوب قرا، عن لقاءات عقدت مع وفود عراقية لم يحدد هويتها، جرت في دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار تحركات ترعاها إسرائيل والولايات المتحدة، من اجل الدفع بالعراق نحو التطبيع مع تل أبيب، والتخلص من نفوذ إيران، ومكافحة "الارهاب"، مشيرا، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إلى أن النقاشات تتناول ايضا وضع الكورد والدروز في سوريا والاتفاقات الإبراهيمية. وأشار التقرير الإسرائيلي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن الوزير السابق قرا، الذي وصفه بأنه شخصية اسرائيلية من أقلية الدروز، ولا يشغل حاليا منصبا سياسيا رسميا، بحث خلال وجوده في أبو ظبي، قضية تطبيع العلاقات الاسرائيلية مع العراق، والوضع في سوريا، وقضايا تخص الدروز في اسرائيل وسوريا، وذلك في مقابلة أجراها هذا الاسبوع. وتابع التقرير، أنه برغم عدم توليه أي منصب رسمي، إلا أن قرا التقى ايضا أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، الذي يعتبر من اقوى الشخصيات في العالم المسيحي، وطلب منه المساعدة في تهدئة التوترات بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس السوري احمد الشرع، وذلك من اجل منع وقوع ابادة جماعية تستهدف المسيحيين والدروز والعلويين في سوريا. وأشار إلى أن، قرا التقى في ابوظبي وفدا من العراق يأمل بتعزيز التعاون مع إسرائيل، ونقل التقرير عن قرا دعوته الى عدم التعجب من الذي سيقوله حيث انه "برغم التذمر من اشخاص في اليمين (الاسرائيلي)، إلا اننا ننجح في إيجاد تواصل مع معظم الدول العربية، بما في ذلك دول لا تربطنا بها علاقات رسمية، مثل ليبيا، سوريا، لبنان، والعراق"، مضيفا "اننا نجلس مع اشخاص على اعلى المستويات لتعزيز التعاون مع إسرائيل". وعندما سئل قرا عما إذا كان هو وفد فعلي من العراق، رد قائلا "نعم، هم يريدون علاقات مع اسرائيل. لا يريدون ايران على أرضهم ويضغطون علي لدفع الحكومة الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي لطرد ايران من العراق". وردا على سؤال عن السبب الممكن لان تساعد اسرائيل العراق، قال قرا إن "حرب السيوف الحديدية (حرب غزة) أفادتنا، بعد 75 عاما من الكراهية من الدول العربية ومحاولاتهم إلحاق الضرر بنا وإنكار شرعيتنا، اليوم نحن مرغوبين في كثير من المناطق وينظر الينا كدولة شرعية". واضاف قرا، أن "التطور الأكبر حاليا هو التغيير في العراق، الكورد والسنة والشيعة يريدون علاقة وثيقة مع اسرائيل، بعضهم يطلبها علنا، وليس فقط عبر قنوات سرية، هذا أمر مذهل، ومهم، ويشير الى تغير كبير في علاقة اسرائيل مع من اعتبروا اعدائها في الماضي". وعندما سئل قرا عن كيفية مساعدة مساعدة اسرائيل للعراق، أوضح الوزير السابق الذي ينتمي الى حزب الليكود، أن "اسرائيل تمتلك تقنيات دفاع متطورة أثبتت نفسها وتباع للدول الصديقة، وبامكان هذه التقنيات ان تساعد العراق وغيره من الدول التي تريد، مثلنا، ان تتخلص من النفوذ الإيراني في الشرق الاوسط". ونقل التقرير عن قرا قوله، إن "الوفد العراقي طلب أيضا دعما إسرائيليا في التأثير على الولايات المتحدة، من خلال تحرك إسرائيل ضد ايران للحد من تهديدها لإسرائيل والعراق". وردا على سؤال عن طبيعة مصلحة اسرائيل في العراق وهي تقاتل إيران مباشرة، قال قرا كما نقل عنه التقرير، انه "عندما تنجح اسرائيل في محاربة ايران، فانها تضعف قبضة ايران على العراق ايضا"، مضيفا ان "العراقيين يريدون الانضمام الى مجموعة الدول المتحررة من النفوذ الإيراني، مثل لبنان وسوريا". وأشار إلى أن "مصلحة اسرائيل هي بقاء الارهاب بعيدا عن حدودها، وهذا ينعكس على كامل الشرق الاوسط". وبحسب التقرير فان الوفد العراقي الى جانب وفود اخرى من دروز سوريا، واقليات في لبنان، ودول لم يسمها، يحصلون على استقبال ملكي من الممثل الإسرائيلي غير الرسمي في الامارات، وذلك في إطار مبادرة "جسر الى السلام الاقتصادي"، وهي مبادرة أسست بالتعاون مع أمريكيين وأوروبيين لمواصلة الدفع باتجاه الاتفاقات الإبراهيمية، وخلق ديناميكية من التعاون الاقتصادي التي تساهم في "قيادة العلاقات، ومحو الكراهية، والتخفيف من التطرف". واوضح التقرير انه، بالرغم من أن رئاسة المشروع اسرائيلية، الا ان مقر المبادرة الرئيسي هو في الإمارات، وله فروع أخرى في الولايات المتحدة ورومانيا، والهدف المعلن من المبادرة استقطاب شركات وتقنيات متطورة الى الشرق الاوسط للتأثير في العمليات الجيوسياسية من خلال الاقتصاد، في حين ان الهدف غير المعلن والأكثر اهمية، هو تعزيز عمليات سياسية هدفها الحد من العنف في المنطقة. كما نقل التقرير عن قرا قوله، بشأن سوريا "اسمع كلاما عن جعل جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح وتتمتع بحكم ذاتي، مثل منطقة الكورد، واذا كان هذا صحيحا، فهو خبر جيد، ربما تم التوصل الى اتفاق قبل وصول ترامب، وربما يكون هذا هو الثمن للسماح لمن كان يرتدي زي القاعدة وداعش بقيادة تلك المنطقة"، مضيفا انه "اذا كان هذا هو الحل الوسط، فسأقبله، لانه يعني عدم وجود إرهابيين على حدود إسرائيل". وردا على سؤال حول كيفية مساعدة الدروز القريبين من الحدود، نقل التقرير عن قرا قوله انه "يجب شق طريق من الجولان الى مدينة السويداء وجبل الدروز في جنوب سوريا، ويجب ايجاد حل للسنة لان هناك منطقة سنية كبيرة تتواجد على الطريق، الا انه بمجرد معالجة ذلك، سيساعد الطريق كثيرا الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن العاملة في المنطقة". واضاف أن "السويداء يمكن ان تصبح منطقة مزدهرة تتمتع حكم ذاتي، والسكان هناك لا يطلبون الجنسية الاسرائيلية، وانما يريدون التجارة مع اسرائيل والتعاون امنيا واقتصاديا، مثل الامارات ومصر والاردن". وعما اذا كانت هذه الفكرة يمكن ايضا تطبيقها مع الكورد في شمال سوريا، قال الوزير الاسرائيلي السابق انه "يجب تطبيق نفس النموذج هناك، ففي النهاية، تتقاطع المصالح، ويحصل الدروز على دفاع جوي ضد اي تهديد، واذا نجح هذا وجلب الاستقرار، فلن يحتاج الجنود الاسرائيليون للتواجد في تلك المناطق".


شفق نيوز
منذ 3 ساعات
- شفق نيوز
حصري.. مخاوف إيرانية من "شلل نووي دائم": المفاوضات تراوح مكانها
شفق نيوز/ ترى أوساط إيرانية، أن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تفقد حماستها بعد الجولة الثالثة من المباحثات، وهذا يعود إلى مطالبة واشنطن بقضايا تعرف مسبقاً أنها مرفوضة عند طهران، وبينما أشار مختصون في الشؤون السياسية الأمريكية، بأن التوقيت هو ما سوف يحسم المفاوضات، توقعوا تقديم الطرفين تنازلات للوصول في النهاية لاتفاق بينهما دون اللجوء إلى الخيار العسكري. واختتمت الجولة الخامسة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني بالسفارة العمانية في روما، يوم أمس الجمعة، في حالة من التفاؤل الحذر، فيما أعلن وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، تحقيق تقدم وإن لم يكن حاسماً. في حين وصف نظيره الإيراني عباس عراقجي الجولة بالأكثر مهنية، مؤكداً فهماً أوضح من الجانب الأمريكي للموقف الإيراني، ومن المتوقع أن تعلن عُمان لاحقاً موعد الجولة السادسة. فقدان للحماس وفي هذا السياق، يقول المتخصص في الشؤون الإيرانية، من طهران، سعيد شارودي، إن "الفريق المفاوض الإيراني بدأ يفقد الحماس الذي كان موجوداً في الجولة الأولى والثانية وحتى في الثالثة لكن بعدها فُقد هذا الحماس، وهذا يعود إلى أن موقف أمريكا كان على عكس ما كانت تدعيه في السابق، بأنها مستعدة للوصول إلى اتفاق يضمن حقوق إيران ويرفع عنها العقوبات". ويضيف شارودي لوكالة شفق نيوز، أن "أمريكا على ما يبدو، تريد اتفاقاً من طرف واحد، يسفر عن إيقاف الأنشطة النووية الإيرانية مع الإبقاء على العقوبات عليها، وهذا ظهر جلياً باستمرار واشنطن بفرض عقوبات جديدة على أشخاص وكيانات إيرانية أو مرتبطة بإيران تزامناً مع استمرار المفاوضات، كما أنها تطالب بقضايا تعرف مسبقاً أن طهران لا يمكنها الموافقة عليها، وفي مقدمتها تصفير تخصيب اليورانيوم". ويوضح أن "إيران ترى أن تصفير التخصيب قد يؤدي إلى شلل نهائي في الأنشطة النووية وإلى تفكيك البرنامج، لأنه في حال عدم وجود يورانيوم لتشغيل المنشآت النووية سيؤدي في المستقبل إلى شلل قد يكون تاماً لهذه المنشآت". ونتيجة لما سبق، يلفت شارودي، إلى أن "الأمور بدأت تتضح لإيران بأن أمريكا ليست بصدد حل الخلاف حول الملف النووي، بل هي تحاول تدمير هذا البرنامج من خلال إعطاء وعوداً بأنها سوف ترفع العقوبات وستنفتح على إيران وستعاود الشركات الأمريكية والأوروبية للعمل داخلها، لكن الأهداف المخبئة هي شيء آخر". التوقيت هو الحاسم من جهته، يوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة إكستر البريطانية، هيثم الهيتي، أن التوقيت سوف يحسم كل الأمور، وعلى الرغم من عدم وجود تحديد دقيق للتاريخ، لكن يمكن إعطاء تخمين أو جدول زمني ربما موجود داخل الإدارة الأمريكية، وهو مختلف عن الجدول الزمني لدى الإيرانيين. وعن الجدول الزمني الأمريكي، يشرح الهيتي، للوكالة، أن "التوقيت الأمريكي يتمثل بضرورة إنهاء هذه المفاوضات بأسرع وقت، لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يريد مرور عامين على إدارته دون حسم للقضايا". كما يوضح أن "هذا يعود إلى وجود انتخابات مجلس شيوخ وكونغرس بعد عامين، وفي حال عدم التوصل لاتفاق فهذا قد يغير من قوة ترامب داخل الكونغرس الأمريكي، وبالتالي يعوق قدرته على اتخاذ قرارات أمنية أو عسكرية، لذلك لن يقبل ترامب مرور عام على إدارته دون الوصول إلى نتائج، وبعد العام قد يتخذ قرارات حاسمة لكي لا يمر عليه الزمن". وعن الجانب الإيراني، يشير الهيتي، إلى أن "الإيرانيين يلعبون على هذه المسألة، فهم يريدون المراوغة أكثر وأكثر حتى تمر مدة أكبر ويعطون وعوداً ثم يرجون بها حتى يستطيعون تمرير العامين، لحين مجيء الديمقراطيين إلى الكونغرس والشيوخ، وبالتالي تضعف قدرة ترامب بالضغط على الإيرانيين". تنازلات كبرى بدوره، يؤكد المختص في الشؤون السياسية الأمريكية، عقيل عباس، أن "ترامب تحدث عن سقف للتفاوض يقدر بشهرين، وفي تصوري ربما المتبقي جلستين وبعدها ينبغي أن تحسم القضية". ويعزو عباس ذلك خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "ترامب والأوروبيين يريدون تجنب أسلوب المفاوضات السابقة التي استغرقت وقتاً طويلاً بحدود العام ونصف العام ورغم ذلك لم تُحقق نتيجة، لذلك ترامب يرغب بحصر الوقت وأوروبا مع هذا الحصر أيضاً". ووفقاً لعباس، فإن ترامب يريد حسم هذا الملف سريعاً، وبعدها يجرب الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه في سياق إدارته، ومن المتوقع الوصول إلى اتفاق، والمتبقي هو تخريجة هذا الاتفاق. ويرجح عباس في ختام حديثه، أن "الاتفاق سيتضمن تنازلات إيرانية كبرى بخصوص التخصيب، في المقابل ستقدم أمريكا تنازلات لصالح إيران ذات طابع اقتصادي وقد يكون رفعاً شاملاً للعقوبات عنها، لذلك ننتظر ونرى، لكن الأهم هو سيتم الابتعاد عن الخيارات العسكرية والحرب، وهذا أمر إيجابي".


شفق نيوز
منذ 5 ساعات
- شفق نيوز
"إكس".. عطل مفاجئ يصدم آلاف المستخدمين
شفق نيوز/ شهدت منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، عطلاً تقنياً واسعاً يوم السبت، ما تسبب في توقف الخدمة لدى عشرات الآلاف من المستخدمين حول العالم. وبحسب موقع "داون ديتيكتور" المتخصص في تتبع الأعطال الرقمية، بدأت تقارير العطل بالتزايد بشكل ملحوظ منذ صباح السبت، حيث أبلغ أكثر من 25 ألف مستخدم في الولايات المتحدة وحدها عن مشاكل في تحميل المنشورات أو التفاعل معها، وتكرار ظهور رسالة: "حدث خطأ ما.. حاول إعادة التحميل". الانقطاع يأتي في وقت حساس بالنسبة للمنصة التي اشترها ماسك مقابل 44 مليار دولار في أواخر 2022، ثم أجرى تغييرات جذرية تضمنت تسريح نحو 80% من الموظفين، ما أثار تساؤلات حول البنية التقنية والدعم الفني للمنصة. يُشار إلى أن هذا هو الانقطاع الكبير الثاني للمنصة منذ بداية العام، حيث سبق أن تعرضت "إكس" في مارس الماضي لأعطال استمرت نحو نصف ساعة، مما تسبب بشلل مؤقت في التفاعل بين المستخدمين حول العالم.