logo
فارس الحباشنة : الطفلة «زينب أبو حليب»، ضحية خرساء

فارس الحباشنة : الطفلة «زينب أبو حليب»، ضحية خرساء

أخبارنامنذ 2 أيام
أخبارنا :
فارقت الطفلة «زينب أبو حليب» الحياة في حضن أمها، نتيجة سوء التغذية والتجويع الإسرائيلي، والبالغ عمرها شهورًا قليلة. جسد الطفلة أبو حليب اختفى، ولا تكاد أن تشبه الأطفال، وُلدت دون أن تنمو، وبذراعيها الهزيلتين تمسك عنق أمها، وتلتف كما لو أنها تحاول أن تبقى على قيد الحياة بدفء، بعدما عجز الحليب والطعام والدواء عن الوصول إلى أطفال ونساء وعجائز غزة. صورة الطفلة «زينب أبو حليب» التقطتها كاميرات وسائل إعلام أجنبية في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وفي ثوانٍ عبرت الصورة قارات العالم، وحدود السياسة، وأزاحت الإنكار الإسرائيلي والأمريكي، لتفضح حقيقة ما يجري في غزة من تجويع وإبادة.
إنها صورة برسم الاتهام إلى الإنسانية والعالم بأسره.
ليست «زينب أبو حليب» حالة استثنائية. الأرقام الصادرة عن منظمات دولية ترسم مشهدًا إنسانيًا قاتمًا ومؤلمًا في غزة.
وجزء كبير من سكان غزة يموتون من الجوع، وإنها أكبر مجاعة في تاريخ البشرية، وإنها مجاعة من صنع الإنسان، ومُذيلة بتوقيع نتنياهو وترامب، وجنرالات وحاخامات أورشليم وأتباعهم. يُفترض أن تكون الطفلة «أبو حليب» وُلدت لتنمو وتكبر وتترعرع في كنف أسرتها ووالديها والمجتمع، ويُفترض ألا تموت من نقص الحليب وسوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية.
تقول الأمم المتحدة إن ثلثي سكان غزة لم يتناولوا طعامًا ليومين متتاليين. وفي مستشفيات غزة الخارجة عن الخدمة الطبية، يموت الأطفال من الجوع وسوء التغذية، وأطفال أعمارهم شهور، وأوزانهم لا تتجاوز خمسة كيلوغرامات. عشرات الأطفال ماتوا، وآلاف مهددون بالموت الحتمي من الجوع وسوء التغذية.
صورة المعاناة والمأساة من غزة لا يقوى الصحفيون على نقلها، وحتى الصحفيين فإنهم محاصرون بالجوع، وعاجزون عن التنقل، ونقل ورصد الصور الواقعية والحية لمأساة ونكبة وإبادة غزة. الإدارة الأمريكية تتطابق في موقفها مع الرواية الإسرائيلية وتنفي المجاعة. وأول أمس، وزير إسرائيلي قال: إن إسرائيل تسعى إلى طرد سكان غزة. وقارن حرب غزة بالحرب العالمية الثانية، وأن الإنجليز لم يقوموا بإطعام النازيين.
والإدانة والاستنكار لا يكفيان، ولا يغيران شيئًا من واقع المأساة والحصار المطبق على أرواح الغزيين. إسرائيل ترمي من سياسة حصار وإقفال غزة، والفوضى في توزيع المساعدات، إلى السيطرة على المعابر والممرات الحدودية، والسيطرة أيضًا على أرواح وأنفاس المواطنين في غزة، ولتكون غزة بيد إسرائيل وحدها. في غزة، حرب إبادة، ولا حياة ولا دواء ولا كهرباء ولا ماء، وإنها حرب على كل شيء، وكل شيء شحيح ونادر ومفقود، وحتى ضوء الشمس والأوكسجين. صور الأقمار الاصطناعية تقول: إن غزة أصبحت مدينة مدمّرة، وعُمرانها تساوى مع سطح الأرض، وإنها مدينة قاتمة ومظلمة، وبلا حياة.
العالم مفصوم، وضمير الإنسانية معدوم، في المحافل الدولية يتحدثون عن حقوق الإنسان والعدالة والديمقراطية، وبينما في غزة يُقتل الأطفال ويُحرَمون من زجاجة حليب، والتهمة: أنه غزّاوي وفلسطيني. «زينب أبو حليب» ماتت، وهي لا تعرف شيئًا عن الصراع والحرب والحصار والإبادة. ولا تعرف اسم وزير الحرب الإسرائيلي، ولا قادة الجيش، ولا حاخامات أورشليم، ولا اسم رئيس أمريكا، ولا تعرف من يحمل المسؤولية في مجاعة وإبادة وحصار غزة، من المقاومة أو حركة حماس، أمام مجتمع دولي عاجز ومتواطئ.
الصورة فضيحة، واختبار فاصل لمفهوم الإنسانية. وإنها لحظة مراجعة وتحدٍّ للذات. وهل أن العالم سوف يبقى واقفًا أمام موت أطفال غزة، ويستمر التنديد والاستنكار وبالغ القلق والشجب؟ في يدي أمريكا، الراعي المنحاز وغير المحايد في مفاوضات وقف «إطلاق النار» في غزة، حوّلوا أطفال غزة إلى مجرد ورقة ضغط سياسية يستخدمها المفاوض الإسرائيلي في ماراثون المفاوضات الخرافي، وحتى موت آخر طفل فلسطيني في غزة. صورة الطفلة «زينب أبو حليب» كافية للإدانة، وتتحدى كل إنكارات ترامب ونتنياهو لمجازر وإبادة وتجويع غزة.
والصورة واضحة، أوضح من كل التصريحات والبيانات والمؤتمرات الصحفية، وإنها دليل كافٍ، ولا يحتاج إلى تعليق. ومن لم يهتز ضميره من موت أطفال أبرياء، فليس في قلبه ذرة كرامة وحياء. ــ الدستور
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تراجع طفيف للجوع عالمياً في 2024.. وأفريقيا تواصل مواجهة الأزمة الأشد
تراجع طفيف للجوع عالمياً في 2024.. وأفريقيا تواصل مواجهة الأزمة الأشد

خبرني

timeمنذ 7 ساعات

  • خبرني

تراجع طفيف للجوع عالمياً في 2024.. وأفريقيا تواصل مواجهة الأزمة الأشد

خبرني - أعلنت الأمم المتحدة الإثنين أن الجوع في العالم تراجع بشكل طفيف في العام 2024 ويطال ما بين 638 و720 مليون شخص. وأرجعت المنظمة التراجع إلى التقدم المحرز في أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا. لكنها أشارت إلى أن الجوع يزداد في أفريقيا. عانى نحو 8.2% من سكان العالم من الجوع في العام 2024، بانخفاض قدره 0.3% عن العام 2023، ولكن ثمة "فروقات كبيرة" في العالم، بحسب تقرير مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، واليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية. وفي حين تراجع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع بشكل ملحوظ في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، فإنه يتفاقم في غرب آسيا وأفريقيا، حتى أنه يتجاوز 20% في القارة السمراء. ولا تعكس هذه الأرقام التي صدرت بمناسبة انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالنظم الغذائية في إثيوبيا، إطلاقاً الاهداف التي وضعتها الأمم المتحدة في عالم خالٍ من الجوع بحلول العام 2030. وتفيد التقديرات الحالية بأن عدد الذين يعانون من نقص التغذية بحلول نهاية العقد سيبلغ نحو 512 مليون شخص، 60% منهم في أفريقيا. ومن الدول الخمس التي تضم أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي عندما يُعرّض عدم قدرة الشخص على تناول غذاء كافٍ حياته لخطر داهم، تقع أربع (نيجيريا والسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية وإثيوبيا) في أفريقيا. كما أشار التقرير إلى الوضع في قطاع غزة المدمر جراء الحرب، حيث يعاني جميع السكان من انعدام أمن غذائي حاد. وقال ألفارو لاريو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، لوكالة فرانس برس "في غزة، نرى الناس يموتون جوعاً". وأضاف "يجب توفير الوصول بشكل عاجل لنقل المساعدات الإنسانية الحيوية (...) إن عدم امكان الوصول مستمر منذ عدة أشهر". في العام 2024، اضطر نحو 2,3 مليار شخص إلى تفويت وجبة طعام من حين لآخر، وبالتالي يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل متوسط أو حاد، وهو رقم مستقر مقارنة بالعام 2023. ولكن هذا العدد يزيد بمقدار 335 مليون شخص بالمقارنة بالعام 2019، أي قبيل أزمة كوفيد. أدت الجائحة والحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية.

فارس الحباشنة : الطفلة «زينب أبو حليب»، ضحية خرساء
فارس الحباشنة : الطفلة «زينب أبو حليب»، ضحية خرساء

أخبارنا

timeمنذ 2 أيام

  • أخبارنا

فارس الحباشنة : الطفلة «زينب أبو حليب»، ضحية خرساء

أخبارنا : فارقت الطفلة «زينب أبو حليب» الحياة في حضن أمها، نتيجة سوء التغذية والتجويع الإسرائيلي، والبالغ عمرها شهورًا قليلة. جسد الطفلة أبو حليب اختفى، ولا تكاد أن تشبه الأطفال، وُلدت دون أن تنمو، وبذراعيها الهزيلتين تمسك عنق أمها، وتلتف كما لو أنها تحاول أن تبقى على قيد الحياة بدفء، بعدما عجز الحليب والطعام والدواء عن الوصول إلى أطفال ونساء وعجائز غزة. صورة الطفلة «زينب أبو حليب» التقطتها كاميرات وسائل إعلام أجنبية في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وفي ثوانٍ عبرت الصورة قارات العالم، وحدود السياسة، وأزاحت الإنكار الإسرائيلي والأمريكي، لتفضح حقيقة ما يجري في غزة من تجويع وإبادة. إنها صورة برسم الاتهام إلى الإنسانية والعالم بأسره. ليست «زينب أبو حليب» حالة استثنائية. الأرقام الصادرة عن منظمات دولية ترسم مشهدًا إنسانيًا قاتمًا ومؤلمًا في غزة. وجزء كبير من سكان غزة يموتون من الجوع، وإنها أكبر مجاعة في تاريخ البشرية، وإنها مجاعة من صنع الإنسان، ومُذيلة بتوقيع نتنياهو وترامب، وجنرالات وحاخامات أورشليم وأتباعهم. يُفترض أن تكون الطفلة «أبو حليب» وُلدت لتنمو وتكبر وتترعرع في كنف أسرتها ووالديها والمجتمع، ويُفترض ألا تموت من نقص الحليب وسوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية. تقول الأمم المتحدة إن ثلثي سكان غزة لم يتناولوا طعامًا ليومين متتاليين. وفي مستشفيات غزة الخارجة عن الخدمة الطبية، يموت الأطفال من الجوع وسوء التغذية، وأطفال أعمارهم شهور، وأوزانهم لا تتجاوز خمسة كيلوغرامات. عشرات الأطفال ماتوا، وآلاف مهددون بالموت الحتمي من الجوع وسوء التغذية. صورة المعاناة والمأساة من غزة لا يقوى الصحفيون على نقلها، وحتى الصحفيين فإنهم محاصرون بالجوع، وعاجزون عن التنقل، ونقل ورصد الصور الواقعية والحية لمأساة ونكبة وإبادة غزة. الإدارة الأمريكية تتطابق في موقفها مع الرواية الإسرائيلية وتنفي المجاعة. وأول أمس، وزير إسرائيلي قال: إن إسرائيل تسعى إلى طرد سكان غزة. وقارن حرب غزة بالحرب العالمية الثانية، وأن الإنجليز لم يقوموا بإطعام النازيين. والإدانة والاستنكار لا يكفيان، ولا يغيران شيئًا من واقع المأساة والحصار المطبق على أرواح الغزيين. إسرائيل ترمي من سياسة حصار وإقفال غزة، والفوضى في توزيع المساعدات، إلى السيطرة على المعابر والممرات الحدودية، والسيطرة أيضًا على أرواح وأنفاس المواطنين في غزة، ولتكون غزة بيد إسرائيل وحدها. في غزة، حرب إبادة، ولا حياة ولا دواء ولا كهرباء ولا ماء، وإنها حرب على كل شيء، وكل شيء شحيح ونادر ومفقود، وحتى ضوء الشمس والأوكسجين. صور الأقمار الاصطناعية تقول: إن غزة أصبحت مدينة مدمّرة، وعُمرانها تساوى مع سطح الأرض، وإنها مدينة قاتمة ومظلمة، وبلا حياة. العالم مفصوم، وضمير الإنسانية معدوم، في المحافل الدولية يتحدثون عن حقوق الإنسان والعدالة والديمقراطية، وبينما في غزة يُقتل الأطفال ويُحرَمون من زجاجة حليب، والتهمة: أنه غزّاوي وفلسطيني. «زينب أبو حليب» ماتت، وهي لا تعرف شيئًا عن الصراع والحرب والحصار والإبادة. ولا تعرف اسم وزير الحرب الإسرائيلي، ولا قادة الجيش، ولا حاخامات أورشليم، ولا اسم رئيس أمريكا، ولا تعرف من يحمل المسؤولية في مجاعة وإبادة وحصار غزة، من المقاومة أو حركة حماس، أمام مجتمع دولي عاجز ومتواطئ. الصورة فضيحة، واختبار فاصل لمفهوم الإنسانية. وإنها لحظة مراجعة وتحدٍّ للذات. وهل أن العالم سوف يبقى واقفًا أمام موت أطفال غزة، ويستمر التنديد والاستنكار وبالغ القلق والشجب؟ في يدي أمريكا، الراعي المنحاز وغير المحايد في مفاوضات وقف «إطلاق النار» في غزة، حوّلوا أطفال غزة إلى مجرد ورقة ضغط سياسية يستخدمها المفاوض الإسرائيلي في ماراثون المفاوضات الخرافي، وحتى موت آخر طفل فلسطيني في غزة. صورة الطفلة «زينب أبو حليب» كافية للإدانة، وتتحدى كل إنكارات ترامب ونتنياهو لمجازر وإبادة وتجويع غزة. والصورة واضحة، أوضح من كل التصريحات والبيانات والمؤتمرات الصحفية، وإنها دليل كافٍ، ولا يحتاج إلى تعليق. ومن لم يهتز ضميره من موت أطفال أبرياء، فليس في قلبه ذرة كرامة وحياء. ــ الدستور

الطفلة «زينب أبو حليب»، ضحية خرساء
الطفلة «زينب أبو حليب»، ضحية خرساء

الدستور

timeمنذ 2 أيام

  • الدستور

الطفلة «زينب أبو حليب»، ضحية خرساء

فارقت الطفلة «زينب أبو حليب» الحياة في حضن أمها، نتيجة سوء التغذية والتجويع الإسرائيلي، والبالغ عمرها شهورًا قليلة. جسد الطفلة أبو حليب اختفى، ولا تكاد أن تشبه الأطفال، وُلدت دون أن تنمو، وبذراعيها الهزيلتين تمسك عنق أمها، وتلتف كما لو أنها تحاول أن تبقى على قيد الحياة بدفء، بعدما عجز الحليب والطعام والدواء عن الوصول إلى أطفال ونساء وعجائز غزة. صورة الطفلة «زينب أبو حليب» التقطتها كاميرات وسائل إعلام أجنبية في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وفي ثوانٍ عبرت الصورة قارات العالم، وحدود السياسة، وأزاحت الإنكار الإسرائيلي والأمريكي، لتفضح حقيقة ما يجري في غزة من تجويع وإبادة.إنها صورة برسم الاتهام إلى الإنسانية والعالم بأسره.ليست «زينب أبو حليب» حالة استثنائية. الأرقام الصادرة عن منظمات دولية ترسم مشهدًا إنسانيًا قاتمًا ومؤلمًا في غزة.وجزء كبير من سكان غزة يموتون من الجوع، وإنها أكبر مجاعة في تاريخ البشرية، وإنها مجاعة من صنع الإنسان، ومُذيلة بتوقيع نتنياهو وترامب، وجنرالات وحاخامات أورشليم وأتباعهم. يُفترض أن تكون الطفلة «أبو حليب» وُلدت لتنمو وتكبر وتترعرع في كنف أسرتها ووالديها والمجتمع، ويُفترض ألا تموت من نقص الحليب وسوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية.تقول الأمم المتحدة إن ثلثي سكان غزة لم يتناولوا طعامًا ليومين متتاليين. وفي مستشفيات غزة الخارجة عن الخدمة الطبية، يموت الأطفال من الجوع وسوء التغذية، وأطفال أعمارهم شهور، وأوزانهم لا تتجاوز خمسة كيلوغرامات. عشرات الأطفال ماتوا، وآلاف مهددون بالموت الحتمي من الجوع وسوء التغذية.صورة المعاناة والمأساة من غزة لا يقوى الصحفيون على نقلها، وحتى الصحفيين فإنهم محاصرون بالجوع، وعاجزون عن التنقل، ونقل ورصد الصور الواقعية والحية لمأساة ونكبة وإبادة غزة. الإدارة الأمريكية تتطابق في موقفها مع الرواية الإسرائيلية وتنفي المجاعة. وأول أمس، وزير إسرائيلي قال: إن إسرائيل تسعى إلى طرد سكان غزة. وقارن حرب غزة بالحرب العالمية الثانية، وأن الإنجليز لم يقوموا بإطعام النازيين.والإدانة والاستنكار لا يكفيان، ولا يغيران شيئًا من واقع المأساة والحصار المطبق على أرواح الغزيين. إسرائيل ترمي من سياسة حصار وإقفال غزة، والفوضى في توزيع المساعدات، إلى السيطرة على المعابر والممرات الحدودية، والسيطرة أيضًا على أرواح وأنفاس المواطنين في غزة، ولتكون غزة بيد إسرائيل وحدها. في غزة، حرب إبادة، ولا حياة ولا دواء ولا كهرباء ولا ماء، وإنها حرب على كل شيء، وكل شيء شحيح ونادر ومفقود، وحتى ضوء الشمس والأوكسجين. صور الأقمار الاصطناعية تقول: إن غزة أصبحت مدينة مدمّرة، وعُمرانها تساوى مع سطح الأرض، وإنها مدينة قاتمة ومظلمة، وبلا حياة.العالم مفصوم، وضمير الإنسانية معدوم، في المحافل الدولية يتحدثون عن حقوق الإنسان والعدالة والديمقراطية، وبينما في غزة يُقتل الأطفال ويُحرَمون من زجاجة حليب، والتهمة: أنه غزّاوي وفلسطيني. «زينب أبو حليب» ماتت، وهي لا تعرف شيئًا عن الصراع والحرب والحصار والإبادة. ولا تعرف اسم وزير الحرب الإسرائيلي، ولا قادة الجيش، ولا حاخامات أورشليم، ولا اسم رئيس أمريكا، ولا تعرف من يحمل المسؤولية في مجاعة وإبادة وحصار غزة، من المقاومة أو حركة حماس، أمام مجتمع دولي عاجز ومتواطئ.الصورة فضيحة، واختبار فاصل لمفهوم الإنسانية. وإنها لحظة مراجعة وتحدٍّ للذات. وهل أن العالم سوف يبقى واقفًا أمام موت أطفال غزة، ويستمر التنديد والاستنكار وبالغ القلق والشجب؟ في يدي أمريكا، الراعي المنحاز وغير المحايد في مفاوضات وقف «إطلاق النار» في غزة، حوّلوا أطفال غزة إلى مجرد ورقة ضغط سياسية يستخدمها المفاوض الإسرائيلي في ماراثون المفاوضات الخرافي، وحتى موت آخر طفل فلسطيني في غزة. صورة الطفلة «زينب أبو حليب» كافية للإدانة، وتتحدى كل إنكارات ترامب ونتنياهو لمجازر وإبادة وتجويع غزة.والصورة واضحة، أوضح من كل التصريحات والبيانات والمؤتمرات الصحفية، وإنها دليل كافٍ، ولا يحتاج إلى تعليق. ومن لم يهتز ضميره من موت أطفال أبرياء، فليس في قلبه ذرة كرامة وحياء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store