
بعدما روت النجمة لوبيتا نيونغو معاناتها منها: الأورام الليفية الرحمية.. تعرفي على أعراضها وأسبابها
هذا ما كشفت عنه لوبيتا نيونغو، نجمة فيلمي Black Panther وUS، في منشورٍ لها على صفحتها على إنستغرام منذ عدة أيام بخصوص معاناتها من الأورام الليفية الرحمية. وشاركت الممثلة البالغة من العمر 42 عامًا، تجربتها مع هذه الحالة الصحية المؤلمة بمناسبة شهر التوعية بالأورام الليفية.
الأورام الليفية الرحمية، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، "هي أورامٌ غير سرطانية تنمو داخل الرحم أو حوله". وتختلف هذه الأورام من حيث الحجم، وتتكون من عضلاتٍ وأنسجة ليفية.
أشارت نيونغو إلى أنه في حين قد لا تظهر أي أعراضٍ على بعض المُصابات بالأورام الليفية، تواجه أخريات "آثارًا جانبية مُنهكة" تشمل "نزيفًا حيضيًا غزيرًا وفقر دم، وآلامًا في الحوض، وكثرة التبول، ومضاعفات الحمل" بحسب ما نقل موقع Independent البريطاني. مضيفةً أن "ثماني من كل عشر نساء سوداوات" و"سبع من كل عشر نساء بيضاوات" يُصبن بالأورام الليفية في مرحلةٍ ما من حياتهن.
لوبيتا نيونغو تكشف عن إصابتها بالأورام الليفية الرحمية
ما أهمية هذا التصريح؟ وكيف يمكن أن يكون له تأثيرٌ على بعض النساء؟
ببساطة، لأنه صادر عن شخصية مشهورة ومعروفة حول العالم، شخصية لم تحمها الشهرة ولا أضواء السينما وفلاشات الكاميرات من الوقوع فريسة مشكلةٍ صحية تعاني منها شريحة واسعة من النساء حول العالم. وبحسب المصادر الطبية:
• بحلول سن 35؛ تُصاب حوالي 60% من النساء الأمريكيات من أصل أفريقي بالأورام الليفية، فيما تُصاب حوالي 40% من النساء البيض بها.
• بحلول سن الخمسين: تُصاب أكثر من 80% من النساء السود وحوالي 70% من النساء البيض بالأورام الليفية.
وعلى الرغم من شيوع هذه الحالة، قالت نيونغو إن المجتمع لا يتحدث عنها بما فيه الكفاية، أو عن الصحة الإنجابية للمرأة عمومًا. وكتبت على إنستغرام: "عندما نصل إلى سن البلوغ، يُعلّمنا المجتمع أن الدورة الشهرية تعني الألم، وأن الألم ببساطةٍ هو جزءٌ من كوني إمرأة". وأضافت: "بدأتُ أتحدثُ عن تجربتي على انفراد، وأدركتُ أن الكثيرات من النساء يمررنَ بهذه التجربة. نحن نكافح بمفردنا مع أمرٍ يؤثر على معظمنا؛ لذا لا مزيد من المعاناة في صمت!". مؤكدةً على أهمية "التوقف عن التعامل مع هذه المشكلة الجسيمة وكأنها سلسلةٌ من المصادفات المؤسفة" و"رفض تحييد آلام النساء".
ليست نيونغو وحدها من يدعم هذه الأفكار ويسعى لتحقيقها؛ بل نحن أيضًا في "هي" وكوسيلةٍ إعلامية هادفة إلى تثقيف النساء في مجتمعاتنا العربية حول صحتهنَ ورفاههنَ، نسعى لإيضاح الصورة الكاملة حول مشكلات النساء الصحية، ومنها بالتأكيد الأورام الليفية الرحمية. ونطرح معكِ عزيزتي، العديد من الأسئلة مثل: ما هي تلك الأورام؟ هل تُسبَب السرطان، وهل يمكننا الوقاية منها؟
وتجيبنا على هذه الأسئلة وغيرها الدكتورة الدكتورة منار جبار، أخصائية أمراض النساء والتوليد في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال في مقالة اليوم. فإذا كنتِ مهتمةً بمعرفة تفاصيل إضافية حول هذه المشكلة الشائعة، تابعي القراءة هنا..
ما هي الأورام الليفية الرحمية؟
الأورام الليفية الرحمية (Uterine Fibroids) هي أورامٌ حميدة تنمو في جدار الرحم، وتُعدَ من أكثر الأورام شيوعًا لدى النساء في سن الإنجاب. تختلف أحجامها من صغيرة (بحجم البذرة) إلى كبيرة (قد تصل إلى حجم البطيخ).
ما أسباب ظهور الأورام الليفية الرحمية؟
السبب الدقيق لهذه الأورام غير معروف، لكن هناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة:
1. الهرمونات: إذ يُحفَز زيادة هرمونس الإستروجين والبروجسترون نموها.
2. العوامل الوراثية: فوجود تاريخٍ عائلي لهذه الأورام يزيد احتمالية إصابة بعض نساء العائلة بها.
3. العِرق: الأورام الليفية الرحمية أكثر شيوعًا لدى النساء ذوات البشرة السمراء.
4. السمنة: يمكن لزيادة الوزن عند بعض النساء، رفع مستويات الإستروجين، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بتلك الأورام.
5. عدم الإنجاب: النساء اللاتي لم ينجبنَ بعد، هنَ أكثر عرضةً للإصابة بالأورام الليفية الرحمية.
6. بدء الطمث مبكرًا: يزيد من فترة التعرض لهرمونات الإستروجين.
ما هي أعراض الأورام الليفية الرحمية؟
كما ذكرنا في بداية المقالة؛ قد تكون الأورام الليفية الرحمية بدون أعراض لدى بعض النساء، ولكن إذا ظهرت الأعراض، فقد تشمل:
• حدوث نزيفٍ غزير أثناء الدورة الشهرية (غزارة الطمث).
• ألمٌ شديد في الحوض أو أسفل الظهر.
• الضغط على المثانة أو المستقيم (كثرة التبول أو الإمساك).
• تضخم البطن (في حالة الأورام الكبيرة).
• فقر الدم بسبب النزيف الشديد.
• صعوبة في الحمل أو الإجهاض المتكرر (في بعض الحالات).
الأورام الليفية الرحمية شائعةٌ بين نسبة كبيرة من النساء
هل من مضاعفات للأورام الليفية الرحمية؟
بالطبع؛ لا تخلو هذه المشكلة النسائية الشائعة للأسف من بعض المضاعفات في حال لم يتم علاجها، وتتمثل في:
1. فقر الدم الحاد نتيجة النزيف المزمن.
2. صعوبة الحمل أو العقم، في حال ضغط الورم على قنوات فالوب.
3. ولادة مُبكرة أو إجهاض، في حالة الحمل مع وجود أورامٍ ليفية.
4. تحوَل الورم إلى سرطان (لكنها حالةٌ نادرة جدًا، وأقل من 1%).
ما هي طرق علاج الأورام الليفية الرحمية المتوفرة حاليًا؟
غالبًا ما يلجأ الأطباء المختصون إلى نوعين من العلاجات في حالة الأورام الليفية؛ الأول دوائي، والثاني جراحي.
1. العلاج الدوائي: ويشمل
• مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم.
• حبوب منع الحمل: للسيطرة على النزيف.
• الهرمونات المُثبطة للإباضة: مثل اللولب الهرموني أو حقن GnRH لتقليص حجم الأورام.
2. العلاج الجراحي: من ضمنه
• استئصال الورم الليفي Myomectomy: لإزالة الورم مع الحفاظ على الرحم (للنساء الراغبات في الإنجاب).
• استئصال الرحم (Hysterectomy): ويُعدَ الحل النهائي لهذه الأورام المزعجة، لكنه يحول دون الحمل.
مع الإشارة إلى علاجاتٍ حديثة غير جراحية مثل:
• الانصمام الشرياني الرحمي (UAE) : حيث يتم قطع التغذية الدموية عن الورم.
• الموجات فوق الصوتية المُركزة (FUS): ويجري خلالها تفتيت الورم بالموجات.
• العلاج بالليزر أو البريد: تدمير الورم بالحرارة أو البرودة، حسب الحاجة.
نأتي للسؤال الأهم: هل بالإمكان الوقاية من الأورام الليفية الرحمية؟
للأسف؛ لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية، لكن بالإمكان تقليل المخاطر من خلال:
1. الحفاظ على وزنٍ صحي وتجنب السُمنة قدر الإمكان.
2. تناول الخضروات والفواكه (خاصةً ذات اللون الأخضر).
3. ممارسة الرياضة بانتظام.
4. تجنب الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والكافيين.
الدكتورة منار جبار أخصائية أمراض النساء والتوليد في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال
في الخلاصة؛ فإن الأورام الليفية الرحمية شائعةٌ بين نسبةٍ كبيرة من النساء، لكنها حميدة، وعلاجها يعتمد على الحجم والأعراض. فإذا كنتِ تعانين من أعراضٍ شديدة، استشيري طبيبكِ لتحديد أفضل خيارٍ علاجي لكِ.
وبكل الأحوال، وبما أنه قد يُصعب الوقاية تمامًا من الأورام الليفية هذه؛ من الأفضل دومًا اتباع الطرق الأنسب لنمط حياةٍ صحي يشمل الغذاء والنشاط البدني، لتقليل خطر إصابتكِ بهذه الأورام وغيرها من المشكلات الصحية الأخرى التي قد تُنغص عليكِ العيش وجودة الحياة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 5 ساعات
- العربية
الأهم للمرأة الحامل.. فيتامين (د) يُعزز القدرات الإدراكية لدى الأطفال
تبين أن الفيتامين الأهم للمرأة الحامل هو فيتامين "د"، وذلك لأن توافره أو نقصه يؤثر على الجنين ومن ثم على الطفل بعد الولادة، ما يعني أن تأثيره يظل مستمراً على الشخص طوال حياته ويُحدد مستواه العقلي والإدراكي. وبحسب تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" العلمي المتخصص، واطلعت عليه "العربية.نت"، فقد انتهت دراسة علمية حديثة إلى أن الأطفال الذين كانت مستويات فيتامين (د) لديهم أعلى أثناء الحمل حققوا نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة والانتباه ومهارات حل المشكلات في سن 7 إلى 12 عاماً مقارنةً بمن كانت مستوياته لديهم أقل. ويقول الباحثون إنه على الرغم من أن فيتامين (د) معروف منذ زمن طويل بدوره في الحفاظ على صحة العظام، إلا أن العلماء اكتشفوا منذ ذلك الحين أهميته في تنظيم وظائف المناعة، وتقليل الالتهابات، وحماية الجهاز العصبي. والآن، تشير أدلة متزايدة - بما في ذلك نتائج الدراسة الجديدة- إلى أنه قد يدعم أيضاً نمو الدماغ بدءاً من الرحم. وقالت الدكتورة ميليسا ميلو، الأستاذة المساعدة في علوم التغذية بجامعة "ديلاوير" الأميركية، وهي التي قادت فريق البحث في هذه الدراسة الجديدة: "وجدتُ أنا وفريقي أن الصلة بين مستويات فيتامين (د) قبل الولادة والإدراك في مرحلة الطفولة كانت أقوى لدى العائلات السوداء، التي تواجه أيضاً معدلات أعلى من نقص فيتامين (د)". وبحسب ميلو فإن هذا يشير إلى أن مكملات فيتامين (د) قد تكون استراتيجية واعدة ومنخفضة التكلفة لدعم نمو الدماغ مع تقليل الفوارق العرقية. وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن مستويات فيتامين (د) في المراحل المبكرة من الحمل قد تكون الأكثر أهمية للنمو الإدراكي لدى الأطفال، مما يُبرز أهمية التدخل المبكر من قِبَل مُقدمي الرعاية الصحية. وتضيف ميلو: "حللنا أكثر من 900 زوج من الأمهات والأطفال في جميع أنحاء الولايات المتحدة ممن شاركوا في دراسة وطنية واسعة النطاق تُسمى ECHO، وهي اختصار لعبارة "التأثيرات البيئية على نتائج صحة الطفل". وقمنا بقياس فيتامين (د) في دم الأمهات أثناء الحمل، وقيّمنا القدرات الإدراكية للأطفال باستخدام مجموعة اختبارات موحدة. كما أخذنا في الاعتبار عوامل مهمة أخرى تُؤثر على نمو الأطفال، مثل تعليم الأم، وظروف الحي، وعمر الطفل وجنسه". وتستند هذه الدراسة الجديدة إلى نتائج سابقة تُشير إلى أن ارتفاع مستويات فيتامين (د) أثناء الحمل يرتبط بارتفاع معدل الذكاء في مرحلة الطفولة المبكرة، وانخفاض المشاكل السلوكية في مرحلة الطفولة المتوسطة، بحسب ما جاء في موقع "ساينس أليرت". وتُشير هذه الدراسات مُجتمعةً إلى أن فيتامين (د) يلعب دوراً حاسماً في نمو الدماغ أثناء الحمل، مع فوائد دائمة تُؤثر على النتائج الإدراكية والسلوكية للأطفال. ويُعتبر نقص فيتامين (د) مشكلة عالمية شائعة، ففي الولايات المتحدة، يعاني حوالي 42% من البالغين من نقص فيتامين (د)، وهو مستوى أقل من 20 نانوغرام لكل مليلتر، وهو حدّ شائع الاستخدام لتشخيص النقص. ويعاني حوالي ثلث النساء الحوامل في الولايات المتحدة من نقص فيتامين (د)، وترتفع هذه النسبة بين النساء الحوامل ذوات البشرة السمراء، حيث وُجد أن 80% منهن يعانين من نقص فيتامين (د). ويُعزى هذا الاختلاف العرقي جزئياً إلى اختلاف لون الجلد، حيث تُقلل صبغة الميلانين من قدرته على إنتاج فيتامين (د) من أشعة الشمس. وعلى الرغم من إمكانية الحصول على فيتامين (د) من التعرض لأشعة الشمس ومن نظامنا الغذائي، إلا أن نقصه شائع لأن هذه المصادر لا تُلبي احتياجات الجميع، حيث لا يُعد ضوء الشمس مصدراً موثوقاً به دائماً، خاصةً للأشخاص ذوي البشرة الداكنة، أو من يعيشون في المناطق الشمالية، أو من يستخدمون واقيات الشمس أو الملابس الواقية منها بكثرة. وتحتوي مصادر الغذاء الطبيعية، مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض وبعض أنواع الفطر، على بعض فيتامين د، كما تُساعد المنتجات المُدعّمة مثل الحليب وحبوب الإفطار، ولكن لا يتناول الجميع ما يكفي من هذه الأطعمة للحفاظ على مستويات صحية من فيتامين (د).


عكاظ
منذ 5 ساعات
- عكاظ
فايروس شيكونغونيا يعاود الانتشار ويهدد ملايين البشر
أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا عاجلًا بشأن عودة تفشي فيروس شيكونغونيا ، وهو مرض فيروسي ينقله البعوض، محذّرة من إمكانية تحوّله إلى أزمة صحية عالمية جديدة إذا لم تُتخذ إجراءات وقائية عاجلة. وقالت المنظمة إن الفايروس الذي يسبب حمى وآلامًا حادة في المفاصل وقد يؤدي في بعض الحالات النادرة إلى الوفاة، ينتشر بسرعة في مناطق من أفريقيا وجزر المحيط الهندي، مع تسجيل إصابات في دول أوروبية مثل فرنسا، إضافة إلى حالات مشتبه بها في إيطاليا. ووفقًا للبيانات الأخيرة، فإن جزر ريونيون ومايوت وموريشيوس تشهد نسب إصابة مرتفعة، قد تصل في بعضها إلى ثلث عدد السكان. كما رُصد انتشار للفيروس في مدغشقر وكينيا والصومال وأجزاء من جنوب آسيا. وينتقل الفيروس عبر بعوضة Aedes albopictus المعروفة بـ«بعوضة النمر»، وهي حشرة عدوانية نشطة خلال النهار. ويُرجع الخبراء توسع رقعة هذه البعوضة إلى التغيرات المناخية، ما يفاقم من احتمالات تفشي المرض في مناطق جديدة. وتتمثل خطورة شيكونغونيا في صعوبة تشخيصه، إذ تتشابه أعراضه مع أمراض أخرى مثل حمى الضنك وفيروس زيكا، بينما تُعد نسبة الوفيات منخفضة (أقل من 1%)، إلا أن الأعراض المزعجة قد تستمر لأسابيع أو شهور، مسببة إنهاكًا شديدًا للمصابين. وحثّت منظمة الصحة العالمية الحكومات على تعزيز أنظمة الرصد الوبائي ومكافحة البعوض. بينما طالبت الأفراد بتجنب التعرّض للدغات البعوض والتخلص من المياه الراكدة واستخدام الطاردات خصوصًا خلال موسم الصيف. أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 8 ساعات
- صحيفة سبق
من تخفيف الألم إلى اتخاذ القرارات.. دراسة: دواء معروف قد يُغيّر طريقة تفكيرك دون أن تدري
في اكتشاف علمي مثير، تبين أن الباراسيتامول - ذلك المسكن الشهير الذي يعرفه الجميع تحت أسماء مثل "بانادول" و"تايلينول" - قد يكون له تأثير يتجاوز مجرد تخفيف الآلام الجسدية. ووفقاً لموقع "ساينس ألرت"، فقد كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ولاية أوهايو عن جانب غير متوقع لهذا الدواء. إذ لاحظ العلماء أن الباراسيتامول قد يغير من طريقة إدراكنا للمخاطر واتخاذ القرارات. وفي سلسلة من التجارب الدقيقة التي شملت أكثر من 500 طالب جامعي، ظهر أن الذين تناولوا جرعة قياسية من الدواء (1000 ملغ) أصبحوا أكثر استعدادا للمخاطرة مقارنة بمن تناولوا دواء وهميا. واعتمدت التجربة على لعبة محاكاة بالون افتراضي، حيث كان على المشاركين تحقيق أكبر ربح مالي وهمي من خلال الموازنة بين الاستمرار في تضخيم البالون (لزيادة الأرباح) وخطر انفجاره (وفقدان كل شيء). هل يجعل الباراسيتامول الناس أقل خوفا من المخاطر؟ وكانت النتائج لافتة. فقد أظهرت المجموعة التي تناولت الباراسيتامول ميلا أكبر للمخاطرة، حيث استمرت في تضخيم البالون إلى حدود أبعد، بينما كان أفراد المجموعة الضابطة أكثر حذرا وتحفظا. ويشرح البروفيسور بالدوين واي، عالم الأعصاب الذي قاد الدراسة، هذه الظاهرة بقوله: "يبدو أن الباراسيتامول يخفف من المشاعر السلبية المرتبطة بتقييم المخاطر، ما يجعل الناس أقل خوفا عند مواجهة المواقف المحفوفة بالمخاطر". هذه النتائج تفتح الباب أمام أسئلة مهمة حول التأثيرات النفسية الخفية للأدوية الشائعة. فإذا كان الباراسيتامول، الذي يدخل في تركيب أكثر من 600 نوع من الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية، يمكن أن يغير من سلوكياتنا في اتخاذ القرارات، فما هي الآثار الاجتماعية المترتبة على ذلك؟ خاصة وأن الدراسة تشير إلى أن التأثير قد يمتد إلى تقليل التعاطف مع الآخرين وتخفيض الحساسية للمشاعر المؤلمة. لكن الباحثين يحذرون من المبالغة في تفسير هذه النتائج. فالتجربة، رغم دقتها، لا تعكس بالضرورة سلوكيات الناس في الحياة الواقعية، والتأثير الملاحظ كان طفيفا نسبيا. كما أن الباراسيتامول يظل دواء آمنا وفعالا عند استخدامه حسب التوجيهات الطبية، وهو مدرج في قائمة الأدوية الأساسية لمنظمة الصحة العالمية.