
ترامب: نهاية الحرب الأوكرانية قريبة لكن الأرض غير مضمونة
ترامب: بوتين قد يوافق على قوات حفظ السلام في أوكرانيا
كييف وواشنطن يتفاوضان حول اتفاق اقتصادي لإنهاء الحرب
زيلينسكي: مستعد للتنحي إذا جلب السلام لأوكرانيا
أمريكا تهدد بـ'فيتو' ضد أي تعديل على قرار الحرب
ترامب بين صفقة السلام وصفقة المعادن: هل اقتربت نهاية الحرب الأوكرانية؟
في مشهد معقد تتشابك فيه خيوط السياسة والاقتصاد والمصالح الدولية، جاءت تصريحات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب،حول الحرب الأوكرانية لتثير تساؤلات جديدة حول مستقبل الصراع الدامي. ففي لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في البيت الأبيض، أطلق ترامب سلسلة من التصريحات التي حملت بين طياتها رسائل مبطنة حول رؤية واشنطن للحل في أوكرانيا.
لعبة التوازن بين الحرب والسلام
أحد أبرز تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قوله إن الحرب الروسية الأوكرانية قد تنتهي خلال أسابيع، لكنه استدرك قائلاً: 'ليس من المؤكد أن تستعيد أوكرانيا أراضيها، لكني آمل ذلك'. هذه العبارة تفتح الباب أمام سيناريوهات عديدة، منها قبول واشنطن بحل وسط لا يتضمن استعادة كييف لكل أراضيها المحتلة، وهو ما قد يثير استياء القيادة الأوكرانية وحلفائها الأوروبيين.
ترامب يتوقع نهاية قريبة للحرب الأوكرانية مع صفقة معادن محتملة، بينما زيلينسكي يبدي استعداده للتنحي لتحقيق السلام وسط تهديد أمريكي بالفيتو.
وفي خطوة تعكس مرونة في الطرح الأمريكي، أعلن ترامب أنه لا يرى مشكلة في إرسال قوات أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يقبل بوجود تلك القوات. هذا التصريح يثير علامات استفهام حول طبيعة التنسيق بين واشنطن وموسكو خلف الكواليس، وهل هناك بالفعل صفقة غير معلنة تلوح في الأفق.
صفقة المعادن: بين السياسة والاقتصاد
ومن اللافت أيضًا حديث ترامب عن صفقة معادن 'قريبة جدًا' مع أوكرانيا، خاصة في ظل الإنفاق الأمريكي الضخم الذي بلغ نحو 350 مليار دولار على الحرب. تصريحاته حول 'استعادة أموالنا' تعكس نهجًا براغماتيًا يسعى لتحقيق مكاسب اقتصادية مقابل الدعم العسكري والسياسي لكييف.
صفقة المعادن ليست مجرد تفصيل اقتصادي، بل تحمل في طياتها أبعادًا استراتيجية. فالمعادن الأوكرانية، خاصة النادرة منها، تمثل موردًا ثمينًا قد يعزز الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة في مجالات التكنولوجيا والدفاع. فهل يمكن أن تكون هذه الصفقة جزءًا من الحوافز المقدمة لكييف للقبول بحل سياسي وسط؟
تهديدات الفيتو والموقف الأمريكي المتذبذب
وفي سياق موازٍ، جاء تصريح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية ليؤكد استعداد واشنطن لاستخدام حق النقض 'الفيتو' في مجلس الأمن ضد أي تعديل على مشروع القرار الأمريكي بشأن أوكرانيا. اللافت أن التهديد لم يقتصر على التعديلات الروسية، بل شمل أيضًا أي تعديل أوروبي قد لا يتماشى مع الرؤية الأمريكية.
هذا الموقف يعكس ترددًا أمريكيًا بين دعم أوكرانيا بشكل كامل والحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة مع موسكو. الانتقادات الموجهة للقرار الأمريكي بسبب تجاهله الإشارة إلى سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها تثير التساؤلات حول مدى التزام واشنطن فعليًا بمبادئها المعلنة.
زيلينسكي: بين السخرية واليأس
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من جهته، بدا محاصرًا بين الضغوط الداخلية والخارجية. ففي تعليقاته عبر الفيديو إلى قادة مجموعة السبع، شدد على أهمية مشاركة أوروبا وأوكرانيا في أي عملية سلام محتملة. لكنه في لحظة مكاشفة لافتة، أعلن استعداده للتنحي عن منصبه إذا كان ذلك سيجلب السلام لأوكرانيا.
تصريحه هذا، الذي جاء ممزوجًا بشيء من السخرية عندما قال إنه قد يرحل مقابل انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، يعكس حالة الإحباط التي يعيشها زيلينسكي. كما يظهر رغبته في دفع واشنطن، وتحديدًا ترامب، إلى لعب دور أكثر فاعلية يتجاوز الوساطة التقليدية.
ترامب وبوتين: علاقات غامضة وتنسيق محتمل؟
إعلان ترامب عن نيته زيارة روسيا، مع الإشارة إلى أنه ينتظر 'الوقت المناسب'، يثير تكهنات حول مستوى التواصل بينه وبين بوتين. هل هناك محادثات سرية تُجرى خلف الكواليس لترتيب تسوية كبرى تشمل ملفات أخرى بجانب أوكرانيا؟
خبراء السياسة الدولية يرون أن مثل هذه الزيارة، إذا تمت، قد تحمل في طياتها بداية مرحلة جديدة في العلاقات الأمريكية الروسية، وربما تكون مقدمة لاتفاقية تنهي الحرب الأوكرانية ضمن صفقة أوسع.
ماذا بعد؟
في ظل هذه التصريحات المتشابكة، يبقى السؤال الأبرز: هل نحن بالفعل على مشارف نهاية الحرب الأوكرانية، أم أن ما يحدث مجرد جولة جديدة من المناورات السياسية؟
الأيام المقبلة قد تكشف المزيد من تفاصيل هذه اللعبة المعقدة، لكن المؤكد أن أوكرانيا ستبقى في قلب صراع المصالح بين الشرق والغرب، بينما يسعى الجميع لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والاقتصادية.
في النهاية، ربما تكون كلمات ترامب التي مزجت بين الأمل والغموض هي العنوان الأصدق لهذه المرحلة: 'ليس من المؤكد أن تستعيد أوكرانيا أراضيها، لكني آمل ذلك'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار ليبيا
منذ 17 دقائق
- أخبار ليبيا
ارتفاع تاريخي يشعل الأسواق العالمية.. بيتكوين تتجاوز 111 ألف دولار
سجلت العملة الرقمية 'بيتكوين' رقماً قياسياً تاريخياً مساء الخميس، بعدما تجاوزت حاجز 111,980 دولاراً على منصة 'بينانس'، لتواصل موجة ارتفاعات غير مسبوقة بدأت في نوفمبر 2024، مدفوعةً بجملة من العوامل السياسية والاقتصادية. وجاء هذا الارتفاع بعد اختراق البيتكوين لحاجز 110 آلاف دولار في الليلة السابقة، لترتفع بنسبة 4.69% خلال مساء الخميس فقط، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق، ومحدثة بذلك رقمها القياسي للمرة الأربعين خلال أقل من عام. ويعزو خبراء الأسواق المالية هذه القفزة اللافتة إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أفضت إلى فوز الرئيس دونالد ترامب، إذ سجلت البيتكوين في يوم 6 نوفمبر قفزة بنسبة 10.1% متجاوزةً 75 ألف دولار، مقارنةً بأعلى مستوى سابق بلغ 73,778 دولاراً في مارس 2024. وفي تصريحات لصحيفة 'فاينانشيال تايمز'، وصف ريتشارد تان، الرئيس التنفيذي لبورصة 'بينانس'، المرحلة الحالية بـ'العصر الذهبي للعملات المشفرة'، مشيراً إلى أن البيتكوين ارتفعت بنحو 50% خلال أسبوعين فقط بعد الانتخابات، رغم التراجعات المؤقتة التي شهدتها في مارس. وفي تحول سياسي بارز، وقّع ترامب في 7 مارس أمراً تنفيذياً بإنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين والأصول الرقمية، يشمل العملات المصادرة في القضايا الجنائية. وتشير تصريحات مسؤولين إلى أن الحكومة الأمريكية تحتفظ حالياً بنحو 200 ألف بيتكوين تُقدّر قيمتها بحوالي 17 مليار دولار. ويرى محللون أن من أبرز عوامل الدعم الإضافية للبيتكوين نموذجها الانكماشي القائم على آلية 'التنصيف'، التي تحد من المعروض الجديد كل أربع سنوات، ما يرفع قيمتها بمرور الوقت. كما ساهمت التوترات الجيوسياسية في دفع المستثمرين نحو الأصول الرقمية كملاذ آمن في وجه تقلبات الأسواق التقليدية. ومع استمرار الزخم، يحذر خبراء من احتمالات حدوث تصحيحات سعرية في أي وقت، مشيرين إلى حساسية السوق للتطورات السياسية والاقتصادية، إلا أنهم يعتبرون هذه التراجعات فرصاً للشراء ما دامت الأسس العامة للصعود قائمة. The post ارتفاع تاريخي يشعل الأسواق العالمية.. بيتكوين تتجاوز 111 ألف دولار appeared first on عين ليبيا | آخر أخبار ليبيا. يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع عين ليبيا


عين ليبيا
منذ 36 دقائق
- عين ليبيا
الخارجية الأمريكية: رفع العقوبات عن سوريا بات وشيكاً بتعليمات مباشرة من ترامب
أكدت وزارة الخارجية الأميركية العمل المكثف على رفع العقوبات المفروضة على سوريا في أقرب وقت، مشيرة إلى أن العملية ستسير بسرعة بعد تعليمات الرئيس دونالد ترامب، الذي اتخذ موقفًا واضحًا بهذا الشأن. وقالت المتحدثة باسم الخارجية تامي بروس إن رفع العقوبات يتطلب وقتًا معينًا، لكن وزارتي الخارجية والخزانة تعملان على تسريع الإجراءات، وأضافت أن فريقًا خاصًا بدأ متابعة القضية. يأتي ذلك بعد إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مؤخراً رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضت خلال عهد الرئيس السابق بشار الأسد. في المقابل، حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من احتمال اندلاع حرب أهلية مدمرة في سوريا خلال أسابيع إذا لم ترفع العقوبات، داعيًا إلى دعم القيادة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع. من جهة أخرى، أعلنت متحدثة باسم صندوق النقد الدولي أن الصندوق أجرى مناقشات مفيدة مع الفريق الاقتصادي السوري، ويستعد لدعم جهود إعادة بناء اقتصاد البلاد المتضرر من الحرب. وتأمل السلطات السورية الجديدة في جذب الاستثمارات في مختلف القطاعات، معتمدة على رفع العقوبات كخطوة أساسية لتعزيز التعافي الاقتصادي بعد 14 عامًا من النزاع. تُقدّر الأمم المتحدة أن سوريا بحاجة إلى نحو 400 مليار دولار لإعادة الإعمار، مع تدمير واسع للبنية التحتية وخدمات أساسية جراء الحرب المستمرة.


أخبار ليبيا
منذ ساعة واحدة
- أخبار ليبيا
النفط يهبط تحت ضغط الدولار وتوقعات أوبك.. والذهب يتألق بأفضل أسبوع منذ أبريل!
شهدت أسعار النفط تراجعاً في التعاملات المبكرة من يوم الجمعة، متأثرة بصعود الدولار الأميركي وتكهنات بشأن إمكانية قيام تحالف 'أوبك+' بزيادة إضافية في إنتاج الخام خلال الفترة المقبلة. وهبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 37 سنتاً إلى 64.07 دولاراً للبرميل، بينما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بـ39 سنتاً إلى 60.81 دولار، بحسب بيانات 'رويترز'. وعلى مدار الأسبوع، انخفض خام برنت بنسبة 2%، بينما خسر الخام الأميركي نحو 2.7%. جاء تراجع النفط مدفوعاً بصعود الدولار، الذي استفاد من موافقة مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق، ضمن أجندة الرئيس دونالد ترامب، ما عزز جاذبية العملة الأميركية وأدى إلى زيادة تكلفة النفط على المشترين من خارج الولايات المتحدة. كما ضغطت على السوق تقارير إعلامية، منها ما أوردته 'بلومبرغ'، تشير إلى أن تحالف أوبك+ يدرس خيار زيادة الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يومياً اعتباراً من يوليو المقبل، دون التوصل حتى الآن إلى اتفاق نهائي. وسبق أن أفادت 'رويترز' بأن التحالف يعتزم تسريع وتيرة زيادة الإنتاج خلال الأشهر المقبلة. وتزامن ذلك مع بيانات أظهرت ارتفاعاً حاداً في مخزونات الخام الأميركية، وسط زيادة الطلب على تخزين النفط لمستويات تذكر بفترة جائحة كوفيد-19. الذهب يلمع وسط ضبابية اقتصادية في المقابل، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% إلى 3299.79 دولاراً للأونصة، متجهاً لتسجيل أفضل أداء أسبوعي منذ أوائل أبريل مع مكاسب تقترب من 3% منذ بداية الأسبوع. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب إلى 3299.60 دولار. وتراجع الدولار بأكثر من 1% خلال الأسبوع، ما عزز جاذبية الذهب المسعر بالدولار لحائزي العملات الأخرى، وسط قلق متزايد بشأن الاستدامة المالية في الولايات المتحدة، خصوصاً مع إقرار مشروع قانون مالي واسع النطاق يضيف تريليونات الدولارات إلى الدين العام. وفي تطور موازٍ، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية في حال شنّ الاحتلال الإسرائيلي هجمات على منشآت إيران النووية، على خلفية تقارير تفيد بتحضيرات إسرائيلية لضربات محتملة. وبين المعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة عند 33.07 دولاراً، وارتفع البلاتين 0.1% إلى 1082.47 دولار، فيما تراجع البلاديوم 0.3% إلى 1012.00 دولاراً. The post النفط يهبط تحت ضغط الدولار وتوقعات أوبك.. والذهب يتألق بأفضل أسبوع منذ أبريل! appeared first on عين ليبيا | آخر أخبار ليبيا. يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع عين ليبيا