
فيصل بن فرحان: تعاون سعودي روسي متصاعد.. وتفاهم راسخ ضمن تحالف "أوبك+"
جاء ذلك خلال زيارة رسمية أجراها الوزير السعودي إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث التقى نظيره الروسي سيرجي لافروف، في لقاء تناول سبل تعزيز الشراكة في المجالات الاقتصادية والثقافية، إلى جانب مناقشة التطورات الإقليمية والدولية، وفقا لوكالة أنباء "بلومبرج"، اليوم الجمعة.
وأوضح الأمير فيصل بن فرحان، أن الزيارة تعكس حرصًا مشتركًا على تنمية العلاقات الثنائية، مشيرًا إلى التقدم الحاصل في تسهيل إجراءات السفر والتبادل التجاري، ووجود مؤشرات إيجابية مثل ارتفاع عدد السياح بين البلدين، معرباً عن أمله في التوصل قريباً إلى اتفاقية إعفاء من التأشيرات لتعزيز التبادل الشعبي والاقتصادي.
من جانبه، أشار لافروف، إلى أن عدد السياح السعوديين الذين زاروا روسيا تضاعف ست مرات خلال العام الماضي، بينما استقبلت المملكة 36 ألف سائح روسي في الفترة نفسها.
وفيما يتعلق بتحالف "أوبك+"، شدد وزير الخارجية السعودي، على أن التعاون بين الرياض وموسكو داخل التحالف يعكس التزامًا بسياسات إنتاج نفطية متوازنة تدعم استقرار الأسواق العالمية، وهو ما أكده أيضاً لافروف الذي أبدى استعداد بلاده لمواصلة هذا التنسيق الحيوي مع السعودية.
كما بحث الجانبان تعزيز التعاون التجاري، خاصة مع قرب انعقاد لجنة التعاون الاقتصادي بين البلدين في النصف الثاني من العام الجاري، إلى جانب مشاركة المملكة كـ"ضيف شرف" في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي 2026.
وشملت المباحثات ملفات إقليمية، منها دعم إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، والملف النووي الإيراني، إلى جانب جهود الوساطة السعودية لتهدئة النزاع بين روسيا وأوكرانيا، حيث أكد بن فرحان استمرار المملكة في دعم الحلول السلمية وتهيئة الأرضية للتفاوض.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 16 دقائق
- الاقتصادية
"حصاد مر" لموسم الحبحب في السعودية على وقع اضطرابات بيئية وموجات برد متقطعة
لم تمض ساعة منذ أعلن "نايف السبيعي" صاحب أحد محال بيع الخضار والفواكه شرق الرياض عن وصول دفعة جديدة من الحبحب، خاضعة للمعيار الشعبي الشهير "على السكين" حتى نفدت الكمية، سارع متابعو متجره على "سناب تشات" لشرائها، في موسم كان أغلب إنتاج الحبحب فيه ذا جودة منحفضة، أو كما قال لنا بعض المستهلكين "لا حَمَار ولا حلا". ولم يكن البطيخ أو ما يطلق عليه السعوديون "الحبحب" بدعا بين فواكه الصيف، إذ أثرت اضطرابات بيئية وموجات برد متقطعة في إنتاج السعودية من البطيخ والشمام والتين والحمضيات. السبيعي قال إن الإقبال الكبير جاء لإن الحبحب الجيد أصبح نادرا هذا الموسم، تصلنا 3 سيارات يوميا، لكننا لا نبيع بضمان التذوق أو ما يعرف بـ "شرط السكين" إلا مرة أو مرتين في الأسبوع. وقال لـ"الاقتصادية" رئيس اللجنة الوطنية للبيئة والمياه والزراعة عبدالعزيز التويجري إن الاضطرابات البيئية وموجات البرد والحر المتقطعة أدت إلى تراجع في جودة الفاكهة، خاصة، التين، والحمضيات، والبطيخ. وأضاف: كثير من المحاصيل ليست بأفضل حالاتها هذا الموسم، خاصة أن الأعوام الماضية كانت ربيعية ماطرة، أدت لانتشار الحشرات التي أضرت بجودة الثمار، ولا سيما البطيخ الذي يعد الأقل جودة خلال المواسم الماضية. العام الماضي أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية، إن نسبة الاكتفاء الذاتي من محصول البطيخ تجاوزت 99%، حيث تنتج السعودية سنويا 605 آلاف طن من مساحة تقدر بأكثر من 24 ألف هكتار في مختلف المناطق. حبحب بلا سكر الخبير الاقتصادي والاستشاري الدولي للبرنامج الإنمائي في الأمم المتحدة باسم حشاد قال لـ "الاقتصادية": هذا التراجع لا يتعلق بالسعودية والخليج حصرا بل هو أشبه بأزمة عامة، لكن دول الخليج شهدت في 2025 تراجعا ملحوظا في الإنتاج الزراعي، مع انخفاض في جودة عدد من المحاصيل، أبرزها البطيخ التي سجلت انخفاضا في محتوى السكر (مقياس Brix) من 12 إلى أقل من 10، ما أثّر في الطعم، وبالتالي على القيمة السوقية. وأضاف: بلغ حجم السوق الزراعية السعودية نحو 18.1 مليار دولار، مع توقع نمو سنوي يبلغ 7.2% حتى 2030 إلا أن تحديات المياه والمناخ انعكست على جودة المنتجات حيث تعتمد الزراعة السعودية بنسبة تفوق 80% على المياه الجوفية غير المتجددة، ما يؤدي إلى تملّح التربة وتدهور نوعية الإنتاج. ويرى حشاد أن ارتفاع الحرارة وتذبذب الأمطار أسهما في تفشي أمراض نباتية، مثل العفن والفوزاريوم في البطيخ، في حين أن الجودة تأثرت بتغيرات مناخية أدت لتسويق الثمار قبل النضج الكامل. واقترح الخبير الأممي تبنّي تقنيات الري الذكي والزراعة المحمية، لتقليل استهلاك المياه ورفع جودة المحصول، وتطوير أصناف مقاومة للأمراض وتعزيز الإرشاد الزراعي، إضافة إلى زيادة الاستثمار في الزراعة المائية والعمودية. إلى ساجر.. "الاقتصادية" ذهبت إلى "ساجر" في قلب نجد، أشهر مواطن زراعة الحبحب والشمام في السعودية، التي طالما ارتبط اسمها بمواسم الحبحب الحلو ذو الجودة اللافتة على مستوى الخليج، لكن صيف 2025 جاء ليكسر القاعدة، المزارعون يتحدثون عن نكهة غائبة، ومحصول دون التوقعات، وأشجار تذبل قبل أوانها، وفيما غابت الحلاوة، حضر الارتباك والتساؤلات. في حقول ساجر بعد أعوام من الإنتاج الجيد والوفير، تضاربت التفسيرات، فالبعض يرجع السبب إلى آفات استعصت على المكافحة، وآخرون يتحدثون عن بذور مشكوك في جودتها، فيما يرجح البعض منهم أن الطقس البارد ليلا أفسد دورة النمو، لكن شهادات المزارعين اتفقت أن ما حدث هذا الموسم استثنائي، تراجعت جودة الثمار، وخسر بعض المزارعين مئات الآلاف من الريالات. تبدأ زراعة الحبحب في منتصف شهر مارس ليبلغ ذروته في شهر أبريل، ويباع طوال موسم الصيف ويمتاز إنتاج المنطقة الوسطى في السعودية بالجودة العالية حيث يوزع في جميع أنحاء البلاد لقدرته على تحمل الشحن والتصدير. "الاقتصادية" استعرضت روايات من الأزمة في ساجر، ورصدت تداعيات حصاد "مر" رغم كثرة عدد المزارع التي زرعت الحبحب هذا الموسم. المزارع "غشام الحبيل" وصف موسم 2025 بـ "المحبط"، مشيرا إلى أن المحصول تعرض لهجمة حشرة "الدباس"، ولم يحقق استخدام المبيدات 6 إلى 7 مرات في بعض المزارع النتائج المرجوة. وقال: "هذه الحشرة قاومت المبيدات، وهذا يحدث لنا للمرة الأولى". الحبيل يرى أيضا أن البذور المستوردة هذا العام قد تكون جزءا من المشكلة، إذ لاحظ تغير طعم الثمار بين بداية ومنتصف الموسم، رغم استخدام نفس الأساليب الزراعية، مشيرا إلى أن بعض الحبات في الشجرة الواحدة تأتي جيدة، بينما تأتى أخرى بلا طعم، وأضاف "هذا الموسم أضر بسمعة حبحب ساجر، خاصة مع غياب التفسير العلمي الدقيق لما حصل". المزارع "مخلد رجاء" رجح أن أحد الأسباب الرئيسية لتلف المحصول قد يكون حالة الطقس، والبرودة غير المعتادة خلال الليل في بداية فصل الصيف، وقال: "الحبحب يحتاج الحرارة، وهذا الموسم لم يصادف الأجواء الحارة المعتادة، كثير من الأشجار ماتت فجأة، وما بقي من الثمار فقد طعم الحلاوة الذي يميز الحبحب". رجاء أشار إلى أن الخسائر وصلت لأرقام مؤلمة، حيث خسر بعض المزارعين بين 300 و600 ألف ريال، وقال: " تنتج بعض الأشجار 5 حبات، لكن بالكاد تجد 2 جيدة'. أما المزارع مطلق العتيبي فصادف وضع أسوأ، وهو تلف الإنتاج، حيث احترقت الأوراق في مزرعته، ولم يحصل على إنتاج يذكر. ورجح أن يكون السبب "فطريا"، خاصة مع ظهور أعراض مشابهة لدى مزارعين آخرين، ويضيف: "أوقفنا الري، وخسرنا المزرعة كاملة، ولم نجد تشخيصا دقيقا". ويشير العتيبي إلى أن أسعار بعض سيارات الحبحب وصلت في السوق إلى 3000 ريال، لكن كثيرا من الثمار كانت بلا طعم، إذ أن عدد المزارع المتضررة كبير، وقال: "شخصيا أعرف 10 مزارعين تضرر إنتاجهم". متعب السبيق مدير مؤسسة سدال المتعهد الرسمي لتشغيل سوق الحبحب الموسمي أوضح أن المشكلة ليست محصورة في ساجر فقط، بل ظهرت أعراضها في مزارع بمناطق مثل الجوف ووادي الدواسر. السبيق قال: 'المرجح أن المرض فطري، وبدأ يظهر على شكل بقع بعد قطف الثمار، لكن ليس لدينا تحاليل دقيقة حتى الآن". وقلل من فرضية انخفاض جودة البذور، موضحا أن الشمام المحلي تعرض لضرر مشابه، ما يعني أن السبب 'يتجاوز جودة البذور'، لكنه لا يستبعد أن تكون أحد الأسباب المعززة للمشكلة. وأشار السبيق إلى أن الطقس هذا العام شهد برودة غير معتادة، خصوصا في فترة عيد الأضحى، إضافة إلى ظهور حشرات مثل "الدباس" ساعدت على تفاقم الأوضاع، وأضاف: "الجو المعتدل والأمطار في غير موعدها المثالي وفرت بيئة للفطريات، ولا يوجد مختبرات ميدانية تتابع وتفسر". وانتقد السبيق غياب الدعم الفني والمراكز التحليلية الميدانية، معتبرا وجود هذه المراكز في ساجر ضرورة عاجلة، تساعد المزارعين على التشخيص المبكر للأمراض، وتنسق مع وزارة البيئة والمياه والزراعة لإيجاد حلول سريعة، وقال: "نحن نزرع ونجني ونخسر". وقدر عدد السيارات التي تدخل السوق يوميا خلال ذروة الموسم بين 300 و400 سيارة، وهذا أقل من متوسط المواسم الجيدة. وأضاف: أسعار السيارة الصغيرة "الداتسون" المحملة بالحبحب تراوحت بين 1900 و3000 ريال حسب جودة الإنتاج وتوافر المعروض، وما بقي من الموسم لا يتجاوز 20 يوما. الوصول إلى سوق العزيزية ومع وصول الإنتاج من مختلف مناطق السعودية إلى سوق العزيزية للخضار جنوب مدينة الرياض، وصلت "الاقتصادية" هناك في جولة ميدانية، صادق خلالها عدد من بائعي الحبحب على تدني جودة المحصول هذا العام، مشيرين إلى أسباب عدة تتعلق بالممارسات الزراعية وتأخر موسم الحصاد بسبب الأجواء المتقلبة وتغيرات المناخ، ما أثر في رضا المستهلكين وزاد من التحديات التي تواجه الباعة. فالح السواط، أحد بائعي البطيخ داخل السوق، أرجع انخفاض الجودة إلى كثرة البذور وضعف الاهتمام من قبل المزارعين، حيث أصبح الاعتماد الكبير على العمالة الوافدة، حسب وصفه، من أبرز العوامل التي أضرت بالمحصول، وتوقع أن استبدال التربة واستخدام الأسمدة المناسبة قد يحسن من جودة الإنتاج. وأشار السواط إلى أن تأخر موسم البطيخ هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة كان له أثر سلبي أيضا، لكنه لفت أن بطيخ منطقة الجوف -شمال السعودية- تفوق بشكل واضح على بطيخ ساجر هذا العام، في تحول لافت عن السنوات الماضية. وتفاوتت الأسعار في السوق الذي تعد أكبر أسواق الخضار والفاكهة في العاصمة، لكنها تراوحت بين 12 و20 ريالا لأسعار الجملة. من جانبه، قال حزام النفيعي، وهو بائع بطيخ منذ 17 عاما، إن تراجع الجودة في العامين الماضيين تسبب له بخسارة زبائنه، وقال: على المستوى الشخصي كنت أشتري في كل مرة سيارة تحمل كميات قليلة، لكني استغرق 3 أيام لبيعها. ووافق على كلام آخرين أن بطيخ الجوف يعد حاليا الأفضل في السوق، مع تأثر المواسم في ساجر وحرض والمناطق المجاورة في وسط السعودية. وأضاف النفيعي: أعتقد أن السبب الأبرز لذلك هو رحيل أصحاب المزارع الأصليين، والاعتماد الكامل على العمالة قليلة الخبرة. ورغم وفرة الإنتاج وتعدد المناطق، يوشك الحصاد المر لموسم حبحب غير عادي على نهايته، تاركا خلفه مزارعين منهكين بلا إجابة، وباعة عاجزين عن قول "على السكين".


الشرق السعودية
منذ 29 دقائق
- الشرق السعودية
بعد حرب إيران.. كيف تُقيّم موسكو ما تبقى من نفوذها في الشرق الأوسط؟
لم تقتصر آثار الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران على البلدين فقط بل تعدتها إلى المنطقة والعالم بأجمعه، وفي موسكو الحليف المقرب لطهران أثارت الحرب والضربة الأميركية للمنشآت النووية، تساؤلات بشأن العلاقة بين البلدين. وعلى عكس الولايات المتحدة التي لم تتوانَ عن دعم حليفتها إسرائيل والمشاركة في شن هجمات عسكرية، اتخذت روسيا ما يشبه موقف المتفرج بينما كان حلفاؤها في إيران يتلقون الضربة تلو الأخرى. لكن، هناك من يرى أن الكرملين في موقف لا يحسد عليه، إذ فقد الكثير من نفوذه في الشرق الأوسط منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بينما لا يزال غارقاً في مستنقع الحرب الأوكرانية، ومع ذلك ثمّة من يحمّل طهران المسؤولية لأنها عزفت عن بناء تحالف دفاعي مع موسكو. واتفق خبراء روس تحدثوا لـ"الشرق"، على أن رفض طهران القبول بعرض سابق لإقامة منظومة شاملة للدفاع الجوي قدمته موسكو، أدى إلى إضعاف القدرات الإيرانية وكشف أجوائها أمام الطائرات الإسرائيلية والأميركية التي اغتالت قادة عسكريين كبار، وعلماء ذرة، وقصفت منشآت نووية في عدة مناطق. ومع ذلك هناك من يعتقد أن انهيار نظام الأسد في سوريا كان له تأثير أكبر على موسكو، من تداعيات الحرب الإسرائيلية على إيران، في وقت أبدت بعض الجهات الإيرانية عتباً كبيراً على موسكو، بسبب اقتصار موقفها خلال الحرب على إدانة الهجوم الذي بدأته إسرائيل، من دون أن تكون هناك خطوات عملية لدعم إيران. "خيبة روسيّة" في 19 يونيو الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران لا تتضمن تعاوناً عسكرياً"، لافتاً إلى أن طهران لم تبدِ اهتماماً بعرض بلاده أنظمة دفاع جوي. وفي حديث لـ"الشرق"، قال الخبير العسكري الروسي والمستشار السابق لوكالة "تاس" للأنباء، فيكتور ليتوفكين إن بلاده عرضت على طهران، إلى جانب "منظومة دفاع متكاملة الأركان تتألف من عدة خطوط وصعبة الاختراق، القيام أيضاً بإعداد كوادر متخصصة من الإيرانيين وتزويد طهران بالأسلحة والمعدات المختلفة، لكنها رفضت هذا العرض". من جهته، عزا مدير مركز الدراسات الإيرانية في موسكو رجب صفاروف، رفض إيران إلى رغبة قيادتها في فتح "صفحة جديدة من العلاقة مع الغرب، وعدم الرغبة بالتورط مباشرة في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، لأن من شأن أي اتفاقية للدفاع المشترك أن تلزم الأطراف الموقعة بالتصدي لأي عدوان تتعرض له أي منهما". وكان مجلس النواب الروسي (الدوما)، أقر في أبريل الماضي، معاهدة شراكة استراتيجية مدتها 20 عاماً بين روسيا وإيران، تشمل عدة مجالات، من بينها التعاون الدفاعي ومواجهة التهديدات العسكرية والأمنية و"مكافحة الإرهاب"، إضافة إلى التعاون في قطاعات الطاقة، والمالية، والنقل، والصناعة، والزراعة، والثقافة، والعلوم والتكنولوجيا. ورأى صفاروف أن إيران أرادت استثمار هذا العرض الروسي من أجل" التلويح به" أمام واشنطن بشكل خاص والغرب بشكل عام، لكي تعكس "رغبتها في تحسين صورتها في عيون العواصم الغربية". واعتبر أن طهران "أخطأت من خلال رفضها للعرض الروسي، بينما تقوم حالياً بعملية مراجعة شاملة للعلاقة مع الدول الأخرى بما في ذلك مع روسيا"، ولم يستبعد أن تعمد إلى تطوير علاقاتها بشكل أعمق في المجالات العسكرية مع روسيا وخاصة في مجال الدفاع الجوي. في المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي الإيراني حسين رويران أن بلاده "دولة أيديولوجية وإسلامية، ومن الطبيعي ألا تلتقي بالكامل مع روسيا والصين، هذا أولاً، وثانياً، لا يزال شعار (لا شرقية ولا غربية) مرفوعٌ على بوابة وزارة الخارجية في طهران، بمعنى أن لا يرتهن الموقف الإيراني لأي طرف، لا في الشرق ولا في الغرب"، موضحاً أن التعاون موجود مع روسيا والكثير من الدول، ومن الطبيعي أن نلجأ إلى هذه الدول، في ظل الحصار الأميركي علينا، لكن من دون أن نرتهن لأي طرف". ورغم تحميل إيران مسؤولية رفضها إقامة نظام دفاع جوي، وتوقيع معاهدة دفاع مشترك، إلا أن صفاروف، مقتنع بأن الموقف الروسي المُعلن بإدانة "العدوان الإسرائيلي والذي أيد بقوة الموقف الإيراني في مجلس الأمن الدولي سيساهم في تعميق العلاقات الروسية - الإيرانية"، مشيراً إلى أن موسكو انطلقت في موقفها الداعم لإيران من "حقيقة أن العدوان الإسرائيلي يُشكل انتهاكاً فظاً للقانون الدولي". واعتبر أن "الدعم المعنوي القوي من قبل روسيا شكّل دعامة لإيران في التصدي للعدوان الإسرائيلي والرد على هذا العدوان". هل أخفقت إسرائيل؟ رأى صفاروف أن إسرائيل "فشلت في تحقيق الأهداف التي وضعتها لحربها على إيران"، والتي تتمثل في "القضاء على البرنامج النووي الإيراني، وتدمير قدراتها الصاروخية، وأخيراً تغيير النظام السياسي" في طهران، ويتفق معه في ذلك رويران. فيما قال صفاروف إن "إيران لم تستخدم أكثر من 5% من مخزون القدرات الصاروخية في الرد على العدوان الإسرائيلي". بدوره، أكد الكاتب الإيراني حسين رويران أن بلاده "حققت نصراً عسكرياً من دون روسيا والصين". وقال: "النظام أصبح أكثر تحصيناً بسبب الدعم الجماهيري، والبرنامج الصاروخي ضرب إسرائيل في العمق، أما البرنامج النووي، فهم أنفسهم (إسرائيل وأميركا) يُشككون في ما إذا تمكّنوا من تدميره.. وبالتالي، عندما لا يحققون أهدافهم من الحرب، فهل يكونوا الطرف المنتصر؟ طبعاً لا". من جانبه، شدّد صفاروف على أن الاستقرار السياسي في طهران "يُشكل أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا التي تريد أن ترى إيران دولة مستقرة لأنها دولة لديها معها اتصال عبر بحر قزوين، وهناك مصالح مشتركة متعددة بينهما". وتابع: "وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه في خضم الحرب مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الهجوم الإسرائيلي على إيران بأنه عدوان غير مبرر، مؤكداً دعم طهران في ممارسة حقوقها باستثمار الطاقة النووية السلمية". معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وفي حديثه لـ"الشرق"، توقّع رجب صفاروف أن تنسحب طهران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT). وكان الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، أعلن المصادقة على قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية. ويأتي ذلك بعدما أقر مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، مشروع القانون، الأربعاء، على اعتبار أن تقرير المدير العام للوكالة، والذي انتقد فيه أنشطة إيران النووية، "مهد الطريق للهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآت إيران النووية". وعن استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي مع الولايات المتحدة، رأى رويران، أن الولايات المتحدة "غدرت بطاولة الحوار، ومن الصعب أن تعود إيران إليها"، وبالتالي تطالب الأخيرة بطاولة حوار أخرى حول البرنامج النووي تشارك فيها بعض القوى الدولية، الموقِعة على الاتفاق النووي مثل روسيا وبعض الدول الأوروبية"، مؤكداً أن بلاده مصرة على حل موضوع البرنامج النووي عبر الحوار، لكن من خلال مفاوضات متعددة الأطراف. وأشار صفاروف إلى أن غالبية الدوائر الإيرانية السياسية والعسكرية باتت على قناعة بأن السلاح النووي "هو السبيل الوحيد لحماية سيادة إيران وأراضيها في مواجهة قانون الغاب، الذي تسوقه إسرائيل وواشنطن في مجال العلاقات الدولية". "عتاب إيراني" وفي تعليقه على وجود عتاب إيراني على روسيا خلال الحرب الأخيرة، قال رويران: "قد يكون هناك عتاب في الإعلام، باعتبار أن إسرائيل حصلت على أكبر دعم ممكن، ليست فقط من الولايات المتحدة، بل حتى من دول الترويكا الأوروبية، والتي دعمت العدوان (على إيران)، في حين لم نرَ من روسيا شيئاً يُذكر في المقابل تجاه إيران". لكنه في الوقت نفسه رأى في حديثه لـ"الشرق"، أن "الدعم الروسي قد لا يكون ظاهرياً"، مشيراً إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين قال إن علاقات بلاده مع إيران "ليست استعراضية، وأن هناك أشياء كثيرة تُنجز بعيداً عن الإعلام". وأعرب رويران عن اعتقاده بأن إرسال إيران وزير دفاعها عزيز نصير زاده إلى روسيا والصين "الهدف منه سد ثغرتين، الأولى، مطالبة روسيا بتعجيل تزويدها بمنظومة (S-400) للدفاع الجوي، والثانية، مطالبة الصين بتزويدها بمقاتلات (J-35) من الجيل الخامس، لتعزيز القوة الجوية الإيرانية"، مؤكداً أن تلبية هذين المطلبين الإيرانيين سترفع مستوى التعاون مع الجهتين. وعن تحميل إيران مسؤولية رفض توقيع اتفاقية تعاون دفاعي مع روسيا، قال رويران: "صحيح أن معاهدة اتفاقية التعاون الاستراتيجي لا تشمل جانباً عسكرياً، لكن إيران سبق وأن اشترت منظومة (S-400) من روسيا، وطالبت بتسليمها قبل الموعد. وهذا لا يعني أن تأتي روسيا وتدافع عن إيران". ومع ذلك استبعد أن تكون روسيا قد ماطلت في التسليم عمداً. وأشار الكاتب والمحلل السياسي الإيراني إلى وجود تعاون سياسي واقتصادي ومالي رغم عدم وجود اتفاقية دفاع مشترك، إلا أن "إيران ساعدت روسيا في حربها ضد أوكرانيا وزودتها بطائرات مسيّرة، ولذلك فإن التوقع (أن تساعد روسيا إيران) في محله، وعندما تطالب إيران موسكو وبكين بالسلاح الهدف هو أن تدافع عن نفسها، وليس أن تدافع عنها الدول الأخرى". الدور الروسي في الشرق الأوسط الخبير العسكري الروسي فيكتور ليتوفكين، رأى في حديث لـ"الشرق"، أن موقف بلاده من الحرب بين إسرائيل وإيران لن يؤدي إلى إضعاف دورها في منطقة الشرق الأوسط"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "دول المنطقة باتت تفهم بشكل أعمق الدور الذي تلعبه واشنطن وتل أبيب في إثارة التوترات وإشعال الحروب". وأعرب ليتوفكين عن اعتقاده بوجوب أن تُحدد دول المنطقة، بما في ذلك إيران "موقفها مما إذا كانت بحاجة إلى الدور الروسي في ضمان الاستقرار أم لا"، لكنه أضاف في الوقت نفسه أن "العلاقات الروسية الإسرائيلية لن تتأثر بالموقف الأخير، الذي أدان الحرب ضد إيران"، موضحاً أن إسرائيل تقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا وأن روسيا على علم بذلك، إلا أن "موسكو وتل أبيب تعلمان أنهما بحاجة إلى بعضمهما البعض، وعلى هذا الأساس تقوم علاقتهما". ويتفق مع هذا التحليل مسؤول ملف الشرق الاوسط بالمجلس الروسي للعلاقات الدولية، إيفان بوتشاروف، الذي استبعد أن تتأثر العلاقات الروسية الإسرائيلية سلباً، مشيراً إلى أن تل أبيب "كانت تتوقع ردة الفعل الروسية (التقليدية) المنددة بالممارسات الإسرائيلية. كما أن موسكو لم تقدم مساعدة عسكرية لإيران". وفي حديث لـ"الشرق"، أعرب بوتشاروف عن قناعته بأن الموقف الروسي حيال الأحداث الأخيرة المتعلقة بإيران لن يؤثر على علاقات موسكو مع دول المنطق. وتابع: "روسيا لم تكن ملزمة بتقديم مساعدة عسكرية لطهران وفقاً للمعاهدة الاستراتيجية التي وقعها البلدان في بداية العام الجاري، رغم أن البعض كان يتوقع تقديم مثل هذه المساعدة". واستبعد بوتشاروف أن تؤدي حرب الـ12 يوماً الأخيرة إلى تطوير العلاقات العسكرية بين روسيا وإيران، وذلك، بحسب رأيه، لأسباب عديدة أبرزها أن البلدين مهتمين حالياً بتعبئة قدراتهما العسكرية، إذ تركز روسيا اهتمامها على النزاع مع أوكرانيا، بينما إيران مشغولة بالعمل على ضمان أمنها، وإعادة ترتيب اهتماماتها الإقليمية وتركيز الجهود لتطوير قدراتها العسكرية الذاتية". "تأثير انهيار نظام الأسد أكبر من الحرب على إيران" وفي رده على سؤال بشأن حقيقة تراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، قال بوتشاروف إن علاقة بلاده بالمنطقة "تتسم بطابع شامل"، موضحاً أن "التطورات التي شهدتها سوريا في الآونة الاخيرة تركت تأثيراً على وضع روسيا في المنطقة بشكل أكبر من الحرب الإيرانية- الإسرائيلية". وأشار الخبير الروسي إلى أن "روسيا تواجدت سياسياً وعسكرياً في سوريا لسنوات عديدة، حاولت خلالها الحفاظ على التوازن في علاقاتها مع الأطراف المعنية بالأزمة السورية، وهي تعمل حالياً على تنظيم العلاقة مع القيادة الجديدة في دمشق بشكل يحفظ المصالح الروسية في المنطقة". وأضاف: "لدى موسكو استراتيجية تتمثل في العمل على تحويل الخصوم إلى أصدقاء، بغض النظر عن الخلافات السياسية، عن طريق تغيير الخطاب السياسي وتفعيل المعاول الديبلوماسية للتواصل مع النظام الجديد في دمشق، حتى وإن كان لا يحمل الود لروسيا. وذلك ينطبق على أي بلد آخر". واستشهد بوتشاروف بالعلاقات مع مصر خلال عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وتابع: "أقامت موسكو آنذاك علاقات براغماتية بناءة مع حكومة مرسي على الرغم من الخلافات مع حركة الإخوان المسلمين، المحظورة على الأراضي الروسية، وكذلك كان الحال مع حركة طالبان، التي تولت مهام السلطة في كابول، وسارعت روسيا إلى إقامة علاقات متوازنة معها". وذكّر بوتشاروف أن روسيا عملت قبل أيام من سقوط نظام الأسد على تغيير سياستها في سوريا، مشيراً إلى "توقف القوات الجوية الروسية عن قصف الأهداف التابعة لهيئة تحرير الشام، والبدء بإقامة حوار مع السلطات الجديدة في دمشق في محاولة للحفاظ على القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وفتح المجال أمام إقامة تعاون متعدد الجوانب مع دمشق". ولفت إلى عزم القيادة الروسية على دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة في القمة الروسية العربية المرتقبة في روسيا خلال أكتوبر المقبل، والعمل على بناء علاقات بناءة مع سوريا في ظل القيادة الجديدة.


مباشر
منذ 32 دقائق
- مباشر
ترامب: بوتين قلق من العقوبات الأمريكية الوشيكة ولا تقدم بجهود إنهاء حرب أوكرانيا
مباشر: قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "يشعر بالقلق" من العقوبات الأمريكية المرتقبة، مؤكدًا أنه يدرك بأنها "قد تكون وشيكة". وجاءت تصريحات ترامب عقب مكالمة هاتفية "محبطة" جمعته ببوتين يوم الخميس الماضي، والتي وصفها بأنها لم تُحرز أي تقدم يُذكر تجاه إنهاء الحرب في أوكرانيا، وفقا لقناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم السبت. وأضاف ترامب، خلال حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، أنه ناقش خلال مكالمة أخرى مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إمكانية إرسال أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" إلى كييف، في ظل تصاعد الهجمات الروسية. وكانت روسيا قد شنّت، في وقت سابق من يوم الجمعة، أكبر هجوم بطائرات مسيّرة على العاصمة الأوكرانية كييف منذ بداية الحرب، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن 23 آخرين، إلى جانب أضرار لحقت بعدة مبانٍ. وأوضح ترامب أنه تناول في اتصاله مع بوتين قضايا متعددة، منها الوضع في أوكرانيا، وتطورات الملف الإيراني، ومستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط. وقال الرئيس الأمريكي: "كان لديّ اتصال طويل جداً.. تحدثنا عن أمور كثيرة، منها إيران والحرب في أوكرانيا. ولست سعيدًا بما دار في الاتصال"، مضيفًا: "لم أُحقق أي تقدم معه على الإطلاق فيما يتعلق بالحرب". حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي