
هل تصمد جاهز أمام كيتا
وقبل «أوبر»، واجهت «أبل» الأمريكية تحديات مماثلة جعلت حصتها تتراجع تدريجيًا أمام منافسين صينيين مثل هواوي وشاومي، رغم استثمارات ضخمة وبنية توزيع متطورة. لكن المتغير الأهم في المشهد هو أن الشركات الصينية، التي كانت تاريخيًا تقاتل داخل حدودها لحماية أسواقها، بدأت الآن تخوض معارك توسعية خارجية، وتنافس شركات محلية في أسواقها الوطنية، في مشهد يعد سابقة في تاريخ الشركات الصينية. المثال الأحدث والأقرب هو دخول تطبيق كيتا الصيني إلى السوق السعودية في سبتمبر 2024، حيث استحوذ خلال أشهر قليلة فقط على 40% من إجمالي عدد طلبات التوصيل في المملكة بحسب تحليلات المهتمين في مواقع التواصل الاجتماعي، في مواجهة مباشرة مع شركة جاهز السعودية، التي كانت تسيطر على 32% من الطلبات، أي نحو 91 مليون طلب من أصل 290 مليون طلب نفذتها المنصات خلال عام 2024. كيتا، المدعومة من شركة Meituan الصينية، تبنت أسلوب توسع سريع قائم على تخفيضات حادة، شحن مجاني، ودعم مالي يتجاوز مليار ريال سعودي، مع توظيف خوارزميات ذكية لتحليل السلوك الاستهلاكي، وتقنيات التنبؤ بالطلب وخدمة العملاء. الرئيس التنفيذي لجاهزصرح قبل عدة أشهر تصريحًا فيه ثقة بأنه لا يخشى منافسة وأنه مستعد لكل التحديات، ولكن التحدي الحقيقي هل سيصمد طويلًا؟ بخاصة أن التجارب التي خرجت فيها الشركات الصينية من نطاقها الجغرافي ونافست شركات محلية تثبت أنه سيكون حدثًا استثنائيًا لو صمدت جاهزًا في وجه شركة صينية وسأكون شخصيًا فخورًا به.
ففي الهند، استطاعت شركة شاومي الصينية التفوق على سامسونغ واحتلال المرتبة الأولى في سوق الهواتف الذكية. وفي أمريكا وأوروبا، تقدمت شركة مثل Temu بسرعة مذهلة لتنافس أمازون، بل وتصدرت تطبيقات التسوق من حيث عدد التنزيلات. أما TikTok، التطبيق الأشهر عالميًا، فقد تمكن من تحدي هيمنة تطبيقات أمريكية مثل YouTube وInstagram، بل وتفوق عليها بنسب الاستخدام والتفاعل في عدة دول. وحتى في قطاع السيارات، تشهد الأسواق الخليجية وأمريكا اللاتينية توسعًا ملحوظًا لشركات صينية مثل BYD وMG، التي بدأت تأخذ حصصًا سوقية من علامات راسخة مثل هيونداي وتويوتا، بخاصة في مجال السيارات الكهربائية.
هذا التحول في مسار الشركات الصينية من المحلية داخل السوق الصينية إلى المنافسة خارج أسواقها، التي نشاهدها الآن داخل السوق السعودية يعكس مرحلة جديدة من النضج الاقتصادي والتقني الصيني، مدعومة بتسهيلات حكومية قوية، ونموذج أعمال يعتمد على الابتكار والاستهداف الذكي. ما تواجهه جاهز اليوم في السعودية من منافسة كيتا ليس معركة استثنائية، بل جزء من نمط توسعي واسع تمارسه الشركات الصينية للتمدد في العالم.
أتمنى من شركة جاهز أن تسعى للأندماج مع شركة كيتا لتوحيد أهدافها في السوق السعودية. إذا كان هذا الخيار غير متاح فإني مؤمن بأن المنافسة لن تكون لصالحها وستواجه تحديات كبيرة لو استطاعات اجتيازها فستكون حققت نجاحًا استثنائيًا، حاولت عديد من الشركات في دول مختلفة أن تحققه، ولكن كان مصيرها الفشل. نافذة: التحول في مسار الشركات الصينية للمنافسة خارج أسواقها، التي نشاهدها داخل السوق السعودية يعكس مرحلة من النضج الاقتصادي والتقني، مدعومة بتسهيلات حكومية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد السعودية
منذ 3 دقائق
- البلاد السعودية
حساب المواطن يستعد لصرف دفعة أغسطس
البلاد (الرياض) يواصل برنامج حساب المواطن جهوده في دعم المواطنين المستحقين؛ حيث أعلن عبر حسابه الرسمي أن أربعة أيام تفصل عن موعد إيداع الدفعة الثالثة والتسعين للمستفيدين، الذين اكتملت طلباتهم. يأتي هذا الإعلان بالتزامن مع ما كشفه البرنامج مؤخرًا عن صدور نتائج الأهلية للدورة الثالثة والتسعين (شهر أغسطس 2025)، داعيًا إلى التحقق، من الأهلية من خلال الدخول على تطبيق البرنامج، أو عبر البوابة الإلكترونية على الرابط التالي: وكان البرنامج قد كشف في الشهر الماضي عن تفاصيل دفعة شهر يوليو، التي شملت أكثر من تسعة ملايين وثمانمئة ألف مستفيد وتابع؛ استوفوا معايير الاستحقاق. وبحسب ما أوضحه مدير عام التواصل في برنامج حساب المواطن، عبدالله الهاجري، فقد بلغت قيمة الدعم المخصص لتلك الدفعة ثلاثة مليارات ريال. وأشار الهاجري إلى أن سبعين بالمئة من المستفيدين حصلوا على الدعم في تلك الدفعة، حيث بلغ متوسط دعم الأسرة الواحدة نحو ألف وأربعمئة وأربعة وسبعين ريالًا. كما أظهرت الإحصاءات أن عدد أرباب الأسر المستفيدين تجاوز مليوني رب أسرة، ما يمثل النسبة الأكبر من إجمالي المستفيدين، في حين بلغ عدد التابعين أكثر من سبعة ملايين وأربعمئة ألف مستفيد.


حضرموت نت
منذ 3 دقائق
- حضرموت نت
مصر تؤكد تكبدها خسائر مالية فادحة جراء الاستهدافات الحوثية في البحر الأحمر
أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن بلاده تكبّدت خسائر فادحة تجاوزت 8.5 مليار دولار نتيجة التوترات الأمنية المتصاعدة في البحر الأحمر، وتراجع حركة الملاحة عبر قناة السويس، في ظل الهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية على السفن التجارية. وجاءت تصريحات عبدالعاطي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليوناني جورجيوس جيرابيتريتيس، عُقد اليوم الأربعاء في العاصمة اليونانية أثينا، حيث شدد على أن مصر تُعد من أكثر الدول تضررًا من الأزمة، وأن الوضع الحالي يهدد حرية الملاحة والأمن الإقليمي. وقال الوزير المصري؛ إن الحكومة تحملت تداعيات اقتصادية جسيمة بسبب انخفاض عائدات قناة السويس، مجددًا رفض القاهرة الكامل لأي محاولات لعسكرة البحر الأحمر، ومؤكدًا على ضرورة تحييده عن الصراعات والتوترات الجيوسياسية. وتأتي هذه التصريحات وسط تزايد التحذيرات الدولية من تفاقم التوترات في البحر الأحمر، نتيجة استمرار هجمات الحوثيين وتزايد التحركات العسكرية في المنطقة، ما يهدد الاستقرار الإقليمي وسلامة طرق التجارة العالمية.


حضرموت نت
منذ 33 دقائق
- حضرموت نت
الريال اليمني بين مطرقة المواطن المضارب وسندان التاجر (المتريث والجشع)
عندما تنفّس الريال اليمني شيئًا من الصعداء، بعد هبوطٍ مفاجئ في أسعار صرف العملات الأجنبية، وُجدت الأسواق في حالة من الذهول والترقّب، لكن ما كان يُفترض أن يكون بارقة أمل، تحوّل إلى اختبار حقيقي لضمير السوق ووعي المجتمع.. فهل حقًا انخفض الدولار أم ارتفع الجشع؟ وهل بدأ التعافي النقدي أم استعدّت الأيادي لنهشه من جديد؟!.. في هذا التقرير، نغوص في تفاصيل الانخفاض، ونكشف كيف أربك التجار والمستوردين، ونتلمّس الطريق نحو الحل: وعي نقدي يُمارس لا يُقال، ومسؤولية وطنية تبدأ من الجيب وتنتهي عند الضمير. في لحظة غير متوقعة ولم يحسب لها المواطن أو حتى الحكومة حساب، انخفضت أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني بشكل ملحوظ، مثيرةً تساؤلات وذهولاً في الشارع اليمني. وبين من هلّل للهبوط، ومن سارع لتصريف ما لديه من عملات صعبة، يقف الاقتصاد الوطني في مفترق طريق: (إما أن يكون المواطن جزءًا من الحل، أو يكون أحد أبرز أسباب الانتكاسة). إن مثل هذه التقلبات الحادة في سوق الصرف لا تُعدّ مؤشرًا على تعافٍ اقتصادي حقيقي بقدر ما تعكس هشاشة السوق وتقلّب العوامل النفسية والمضاربية، لكن الأخطر من ذلك، هو ردّة فعل المواطن نفسه تجاه هذه الظواهر، حين يتحول إلى متعامل انتهازي، يلهث وراء الربح اللحظي، ويضاعف من تقلب السوق. الوعي النقدي في دول العالم، تقف المجتمعات الواعية أمام أزمات العملة كجبهة وطنية واحدة، أما في اليمن، فإن تكرار حالة الهلع من الصرف صعودًا أو هبوطًا، وتحويل كل نزول مفاجئ إلى سباق لتصريف العملة الأجنبية أو إعادة شرائها لاحقًا، يُسهم في خلق بيئة مالية مضطربة لا تستقر على حال. الوعي النقدي ليس مجرد معرفة بسعر الصرف، بل هو سلوك اقتصادي رشيد، يدرك أن المضاربة لا تنفع أحدًا، وأن السوق الذي نعبث به جميعًا سيتحوّل في النهاية إلى عبء على الجميع. لقد أثبتت التجربة، أن جزءًا كبيرًا من تدهور العملة المحلية سببه المواطن العادي، حين يتعامل مع سوق الصرف كمنصة للمقامرة، لا كوسيلة لشراء حاجة مشروعة، فنزول سعر الصرف لا يعني أنك خسرت، بل قد يكون فرصة للوطن ليستقر فلا تُفشِلها بخوفك أو طمعك. إن تحويل الريال اليمني إلى دولار أو ريال سعودي بدافع 'التحوّط' أو 'الربح المستقبلي'، يُنتج طلبًا وهميًا، يُشعل السوق من جديد، ويعيد المضاربة إلى الواجهة، فتعود الأسعار للارتفاع، وتُدفن الفرصة التي كانت تلوح في الأفق. مسؤولية الجميع لقد أكد البنك المركزي مرارًا، أن ضبط السوق لا ينجح بالقوانين وحدها، بل يتطلب تعاون المجتمع، وتحلّيه بالوعي النقدي والانضباط السلوكي، فحين تُحجم عن شراء العملة الأجنبية دون حاجة، فأنت تساعد في تثبيت السعر، وحين تمتنع عن المضاربة، فأنت ترفع شأن الريال لا سعر الدولار. نزول وسط هشاشة سوق ورقابة حكومية سجل الريال اليمني تحسّنًا نسبيًا أمام الدولار، حيث هبط سعر الصرف إلى نحو 1,800 ريال للدولار بعد أن كان قد تجاوز 2,800 ريال، لكن هذا النزول، وإن بدا واعدًا، لا يُعد انعكاسًا حقيقيًا لانخفاض دائم أو تحسن اقتصادي مؤسّس؛ فالعملة ظلت عرضة لتقلبات حتى كتابة التقرير هذا. ردة فعل التجار… بين التريث والجشع في مواجهة الانخفاض المفاجئ في سعر صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني، لم تكن ردة فعل التجار موحّدة أو تلقائية، بل اتخذت طابعًا مركبًا ومعقدًا يكشف كثيرًا عن المزاج العام في السوق ودرجة الثقة في استقرار الاقتصاد الوطني، فبين من استقبل النزول بالتريث في اتخاذ قرار التسعير، وبين من اختار أن يمضي في الجشع رغم المؤشرات الإيجابية؛ تعددت ردود الفعل، وتقلّبت معها نبضات السوق بين الشلل المؤقت والاحتقان الخفي. التاجر المتريث فئة واسعة من التجار آثرت التريث المحسوب، متوقعة استمرار النزول بشكل تدريجي، ما دفعها إلى تجميد البيع مؤقتًا، وتأخير التسعيرات الجديدة، بانتظار صورة أوضح للمشهد المالي، هذه الفئة تمارس ما يمكن وصفه بـ'التحفظ الوقائي'، وهو سلوك أقرب للحياد، لكنه لا يخلو من أثر سلبي على حركة السوق والتوفر العام للسلع. التاجر الجشع أما الفئة الثالثة، فقد وجدت في النزول المفاجئ فرصة للربح السريع، فتمسّكت بالأسعار القديمة دون أي تعديل، بل واستغلت تردد السوق وغياب الرقابة لتوسيع هامش الربح. إنها فئة لا تؤمن بالاستقرار، ولا ترى في العملة الوطنية إلا فرصة مؤقتة للاستغلال، فحتى في زمن التحسن، تمارس الجشع بذات الشراسة التي اعتادت عليها في أوقات الانهيار. وما بين هؤلاء وأولئك، يبقى المواطن العادي هو الخاسر الأكبر. إذ لم يجد في نزول الصرف متنفسًا حقيقيًا من الغلاء، بل وجد نفسه محاصرًا بين سعر صرف منخفض، وسلع لا تنخفض أسعارها، وسوق ترفض أن تستجيب إلا لمصالحها الخاصة. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.