
قس أميركي بعد لقائه الشرع: السلام بين سورية وإسرائيل ممكن جداً
اعتبر القس جوني مور، المقرّب من الرئيس الأميركي
دونالد ترامب
الصورة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968
، أن السلام بين سورية وإسرائيل "ممكن جداً"، وذلك بعدما أجرى مع حاخام أميركي مؤيد لإسرائيل محادثات هذا الأسبوع مع الرئيس السوري
أحمد الشرع
في القصر الرئاسي، بالعاصمة دمشق.
وذكرت وكالة رويترز، اليوم الأربعاء، أنّ الرجلين التقيا مع الشرع في وقت متأخر من يوم الاثنين خلال زيارة إلى سورية، قالا إنها لم تكن تهدف إلى مناقشة العلاقات المحتملة مع إسرائيل، غير أنّ الموضوع طُرح خلال اللقاء. وأضاف مور: "أعتقد أن السلام ممكن جداً، لكن الأولوية القصوى لسورية يجب أن تكون التركيز على الوضع الداخلي"، مشيراً إلى أنّ الرئيس السوري تحدّث عن "القضايا التي تثير قلقه، وأيضاً عن إمكانية أن يكون المستقبل إيجابياً جداً". ووفق الوكالة، فإنّ المسؤول الإعلامي في الرئاسة السورية لم يرد على طلب للتعليق، غير أنّ الإدارة السورية الجديدة أوضحت منذ البداية أنها تسعى إلى التهدئة مع إسرائيل، وأنها لا تشكّل تهديداً لدول الجوار.
ويروّج القس جوني مور، الذي كان مستشاراً للبيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى (2016-2020)، والحاخام أبراهام كوبر من مركز سيمون فيزنتال اليهودي المعني بحقوق الإنسان، منذ سنوات للحوار بين الأديان في الدول العربية. ويعتقد بعض المراقبين أنّ زيارات كوبر إلى دول، مثل البحرين والإمارات، التي لم تكن لديها علاقات مع إسرائيل في ذلك الوقت، هي التي مهّدت الطريق بشكل غير مباشر لاتفاقيات أبراهام عام 2020 ل
تطبيع العلاقات
بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وهي عملية تعثرت بسبب حالة الغضب في المنطقة جراء حرب الإبادة على قطاع غزة، حيث قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 54 ألف فلسطيني.
وعُين مور، الأسبوع الماضي، الرئيس التنفيذي الجديد لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي بدأت توزيع المساعدات في القطاع عن طريق شركات أمنية ولوجستية أميركية خاصة، وتعرّضت لانتقادات من الأمم المتحدة. وذكر مور وكوبر أنهما يعتقدان أنّ الشرع "قادر بشكل فريد على وضع أجندة صنع السلام". وأضاف كوبر: "من الواضح أنّ هناك فرصة سانحة الآن لتحقيق وضع أكثر إيجابية، غير أنّ هذا لا يقلل من حجم المهمة التي تنتظرنا".
أخبار
التحديثات الحية
ترامب يدعو الشرع في أول لقاء بينهما إلى التطبيع مع إسرائيل
وقال مور، الذي دعم علناً اقتراح ترامب بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على غزة، إنه لم يتطرق خلال اجتماعه مع الشرع إلى الحديث عن مؤسسة غزة الإنسانية وعملها. واقترح مور وكوبر على الشرع إقامة مشروعات إنسانية مشتركة "لهدم الصور النمطية وتكوين جيش غير رسمي من سفراء النيات الحسنة". وذكر كوبر أنهما التقيا أيضاً برجال دين مسيحيين سوريين، وأنهما، بحسب زعمه، تجوّلا بحريّة في شوارع دمشق وهو يرتدي القلنسوة اليهودية دون أن تحدث أي مشكلات.
وقال ترامب بعد لقائه الرئيس السوري في السعودية الشهر الماضي إنّ الأخير وافق على طلب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن الأمر سيستغرق وقتاً. وكانت "رويترز" قد ذكرت في وقت سابق، أنّ الجانبين السوري والإسرائيلي أجريا في الأسابيع الماضية محادثات غير مباشرة، ثم مباشرة، بهدف تهدئة التوتر بينهما. وأعلن الشرع في السابع من شهر مايو/ أيار الماضي، خلال زيارته إلى فرنسا، أنّ هناك مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء، لـ"تهدئة الأوضاع وعدم خروجها عن السيطرة"، واصفاً تصرفات إسرائيل في سورية بـ"العشوائية"، ودعاها للتوقف عن التدخل في الشأن السوري.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
هل إسرائيل قادرة على شن هجوم ضد إيران وتحمل تبعاته؟
لندن-«القدس العربي»: يجري الحديث عن احتمال هجوم إسرائيلي على إيران لتدمير المنشآت النووية، ويتزامن هذا في ظل غياب تواجد عسكري أمريكي وأوروبي مكثف في منطقة الشرق الأوسط عكس السنة الماضية، مما يطرح تساؤلات حول جدوى هجوم إسرائيل وهل هي قادرة على تحمل تبعاته العسكرية والسياسية. وتفيد مختلف المعطيات المتداولة حتى الآن إلى تصاعد خطر وقوع هجوم إسرائيلي على المنشآت الإيرانية. ولعل أبرز هذه المعطيات هو تصريح مسؤول إيراني كبير، الخميس من الأسبوع الجاري، لوكالة رويترز، بأن دولة صديقة لطهران أخبرتها باحتمال هجوم عسكري على المنشآت المذكورة. في الوقت ذاته، تنقل كبريات وسائل الإعلام الأمريكية مثل نيويورك تايمز وسي إن إن، أخباراً تفيد باختلاف بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والكيان الإسرائيلي حول جدوى هذا الهجوم على إيران في هذا التوقيت، لاسيما في ظل استمرار المباحثات بين واشنطن وطهران حول الملف الإيراني، وهناك جولة مرتقبة يوم الأحد المقبل في سلطنة عمان. وكانت واشنطن قد سربت خلال أكتوبر الماضي وثائق حول الاستعداد الإسرائيلي لضرب إيران، ما فسره الخبراء بأن واشنطن تعارض هذا الهجوم خوفاً من تبعاته على الشرق الأوسط. ويبقى التساؤل الجوهري هو: هل إسرائيل قادرة على تنفيذ الهجوم العسكري منفردة وتحمل تبعات الرد الإيراني؟ يأتي التساؤل من أن إسرائيل ورغم تفوقها العسكري، تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الغربي، وعلى رأسه الأمريكي، في مواجهة أي رد استراتيجي واسع النطاق من طهران. وكانت القوى الغربية التي كانت متمركزة في الشرق الأوسط هي التي واجهت بشكل رئيسي الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل ليلة 13 أبريل/نيسان وفجر 14 أبريل 2024. وكانت إيران قد ضربت وقتها إسرائيل بـ 300 صاروخ وأكثر من 150 طائرة مسيرة، وتولت حاملات الطائرات والمدمرات الأمريكية والفرقاطات الفرنسية والألمانية والبريطانية وكذلك المقاتلات، اعتراض معظم هذه الصواريخ والمسيرات، علاوة على استعمال البنتاغون وقتها أنظمة دفاع جوي متطورة مثل ثاذ وأيجيس، لاعتراض الصواريخ الأمريكية. وبالمقارنة، فإن الوجود العسكري الغربي في الشرق الأوسط وشرق المتوسط خلال عام 2024 كان الأعلى من نوعه منذ الحرب على العراق عام 2003. فقد شهدت المنطقة حينها تمركز عدد كبير من السفن الحربية، من بينها حاملتا طائرات أمريكيتان وأكثر من ست مدمرات وغواصات، وذلك في إطار الاستعداد لاعتراض أي هجوم صاروخي محتمل من إيران. أما الآن، فقد تقلص هذا التواجد بشكل ملحوظ لاسيما بعد الاتفاق الأمريكي-اليمني الشهر الماضي، إذ لم يتبقَ، وفق خريطة التمركز التي نشرها المعهد البحري الأمريكي الإثنين من الأسبوع الجاري، سوى حاملة الطائرات كارل فينسن المتمركزة في بحر العرب، ترافقها مجموعة قتالية تضم الطراد يو إس إس برينستون، ومدمرتين هما: يو إس إس ستيريت، ويو إس إس ويليام بي. لورانس. في المقابل، لا توجد حالياً أي سفن حربية أمريكية أو أوروبية كبيرة في البحر الأحمر أو شرق المتوسط. وانطلاقًا من هذا التراجع في التمركز الحربي البحري، فإن أي تصعيد محتمل -مثل شن إسرائيل لهجوم ورد إيراني واسع النطاق- سيضع منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية أمام تحدٍ كبير. فهذه المنظومة مصمّمة أساسًا للتعامل مع الصواريخ قصيرة إلى متوسطة المدى، وقد لا تكون كافية وحدها في مواجهة وابل من الصواريخ بعيدة المدى أو المتطورة. بالتالي، من غير المرجّح أن يتكرر سيناريو ليلة 13 أبريل/ نيسان 2024، عندما لعب التمركز الكثيف للسفن الحربية الغربية في البحر الأحمر وبحر العرب وشرق المتوسط دورًا حاسمًا في اعتراض الغالبية العظمى من الصواريخ الإيرانية، هذه المرة قد تجد إسرائيل نفسها تقريبًا وحيدة. ومع ذلك، إسرائيل قادرة على شن هجوم بمفردها، لكن الهجوم لا يضمن نتائج حاسمة، فقد تكون المنشآت النووية الإيرانية محصّنة بعمق وموزعة جغرافيًا، كما أن الرد الإيراني سيكون مكثفًا. وبالتالي، حتى في ظل الدعم الغربي، فإن أي هجوم سيكون مقامرة استراتيجية، محفوفة بتداعيات إقليمية قد تشمل حربًا شاملة تمتد إلى الخليج وشرق المتوسط. وعمومًا، ما جرى ليلة 13 وفجر 14 أبريل 2025 من الدور الحاسم للردع والدفاع المشترك في تقليل الأضرار ومنع التصعيد مع إيران، يطرح الآن الشكوك حول قدرة إسرائيل على تكرار مثل هذا السيناريو بمفردها في حال غاب الغطاء الغربي في أي مواجهة قادمة.


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
أمريكا تنصح مواطنيها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتوخي الحذر الشديد
'القدس العربي': أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة تنصح مواطنيها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتوخي 'أقصى درجات الحذر'، في ظل التصاعد المتسارع للتوترات الإقليمية. وجاء ذلك في وقت حذّر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من احتمال اندلاع 'نزاع هائل' في المنطقة، وذلك بعد يوم واحد من تأكيد مسؤولين أمريكيين نية واشنطن تقليص بعثتها الدبلوماسية في العراق بسبب مخاوف أمنية متزايدة. وعلى الرغم من تلويحه سابقاً بخيار العمل العسكري ضد إيران في حال فشل المفاوضات، جدد ترامب تأكيده أنه يفضّل التوصل إلى حل دبلوماسي بشأن الملف النووي الإيراني. وقال: 'أرغب في تفادي النزاع'، مضيفاً أن على الإيرانيين 'إبداء مرونة أكبر'، وتابع: 'عليهم أن يعطونا أموراً هم غير مستعدين لإعطائها الآن'. في المقابل، أعلنت إيران الخميس عزمها بناء منشأة نووية جديدة وزيادة وتيرة إنتاجها من اليورانيوم المخصب، وذلك رداً على قرار صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين أنشطتها النووية. ويأتي هذا التصعيد قبل جولة جديدة من المفاوضات مع واشنطن، وفي ظل تقارير عن هجوم إسرائيلي وشيك على منشآت إيرانية. وتتباين مواقف طهران وواشنطن بشكل واضح حول مسألة تخصيب اليورانيوم؛ إذ تطالب الولايات المتحدة بوقف تلك الأنشطة، فيما تعتبر إيران أن التخصيب 'حق سيادي غير قابل للتفاوض'.


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
معضلة الولايات المتحدة
هل الصراع الذي يحتدم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والثري الصناعي، إيلون ماسك، حقيقي ويعكس عمق الخلاف بينهما؟ أم أنه ملهاة يريدان منها أن تلفت الأنظار إلى كل منهما بعيداً عما يشكل نقاط ضعف أساسية في مسيرتيهما؟ لكي نسعى للإجابة عن هذا السؤال، لا بد أن نستذكر بعض الحقائق المهمة، وأولها أن الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الماضية قد شهدت كثيراً من القرارات الأميركية المضادة لبعض الأطراف العربية والدولية. ومن هذه القرارات فرض عقوبات على أربعة من قضاة محكمة الجنايات الدولية، التي سارعت أوروبا إلى دحضها والترحيب بالمحكمة واستقلاليتها. والأمر الثاني، أن ترامب قد أعلن مزيداً من العقوبات على بعض المؤسسات والشخصيات الإيرانية، بسبب الإحباط الذي يشعر به حيال عدم انصياع إيران لمطلبه بوقف تخصيب اليورانيوم وقفاً كاملاً، وهو أمر ترفضه إيران، بدءاً من المرشد الإيراني علي خامنئي، وانتهاءً بأي ناطق إعلامي في طهران. وسبق إعلان هذه العقوبات أن تسربت أخبار تفيد بأن وزارة الخارجية الأميركية التي يديرها الطامح إلى الرئاسة ونصير إسرائيل القوي، ماركو أنتونيو روبيو، قد عزل اثنين من الموظفين الموالين لرئيس وزراء إسرائيل، تعبيراً عن غضب الرئيس ترامب على نتنياهو الذي يضرب عرض الحائط بكل المطالب الأميركية. هنالك أمر غير متجانس في كل هذه الأخبار. هل تأتي الأخبار عن خلافات بين الإدارتين الأميركية والإسرائيلية جزءاً من تناقض المصالح بينهما؟ أم أنها جزء من لعبة سياسية يستبقون فيها قرارات تصب في مصلحة إسرائيل أساساً؟ إن الشواهد على الأقل تقول إن من الممكن أن تتناقض الأهداف والأسس التي تبني كل إدارة منهما قراراتها عليها. ولكن هل تكفي هذه لكي تحدث بينهما شرخاً أو برزخاً من الشقاق والخلاف؟ لا أعتقد ذلك. ولكن هل يجب أن تكون الحركة الصهيونية في العالم راضية عن إدارة الرئيس ترامب وسلوكها؟ أعتقد أن العمق الصهيوني صاحب المصالح الاستراتيجية والمتحكم في مفاتيحها قد يرى بعض التهديد في استمرار الرئيس دونالد ترامب ومدرسته التي يمثلها في المجتمع الأميركي. إن معظم الذين يقفون وراء ترامب ويؤيدونه ويدعمون توجهاته هم من الطبقة الوسطى من العمال البيض الفنيين ومن أصحاب المؤسسات الصغيرة والموظفين وغيرهم. وقد تمتع هؤلاء، وبالأخص البيض، بوظائف تدرّ عليهم دخلاً يكفي لتعليم أولادهم في الجامعات وشراء منزل في الضواحي، والخروج، ولو مرة في الأسبوع، لتناول وجبة خارج المنزل، ودفع أقساط السيارة والمنزل والتأمين والكهرباء والمياه والغاز. اقتصاد دولي التحديثات الحية ترامب: التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين يشمل المعادن النادرة ولكن تجمد الأجور في زمن كانت فيه معدلات الارتفاع في الأسعار معقولة أدى إلى تراجع القوة الشرائية لدخل هؤلاء، وصاروا يرون في المهاجرين الجدد أناساً يَغْنون ويشترون بيوتاً وسيارات فارهة، ويرسلون أبناءهم إلى أحسن الجامعات الخاصة، فكان لا بد من أن يثور السؤال: إلى أين نحن ذاهبون، نحن البيض الذين حاربنا من أجل بناء الاقتصاد وازدهاره؟ والغريب أن هذا التوجه لدى البيض وجد فيه كثير من أبناء الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين ملاذاً لتعزيز هويتهم الأميركية مثل أبناء المهاجرين من كوبا وغيرها، ومن دول آسيوية مثل الهند ومن دول أفريقية، ولكن بأعداد أقل. ولهؤلاء المهاجرين أصحاب "السلوك السوي" ومن غير المجرمين ومن غير المافيا ومهربي المخدرات والمنتسبين إلى العصابات الإجرامية رغبة في فرز أنفسهم خارج تعريف "المهاجرين المخالفين للقانون"، ولذلك، نراهم يؤيدون ترامب ويقفون خلفه. هذه الظاهرة موجودة في دول كثيرة، ولكنها كانت تشكل على الدوام قضية أميركية داخلية. وفي الوقت الذي يتقاتل فيه المحافظون (لا يريدون الهجرة أو مع التشدد فيها) مع الأحرار أو الليبراليين (الحزب الديمقراطي) الذين يتعاطفون مع المهاجرين الجدد، فإن ديناميكيات المجتمع تجعل كثيراً من المهاجرين، وبخاصة من الجيلين الثاني والثالث، يتحولون من التعاطف مع أفكار الديمقراطيين إلى أفكار الجمهوريين. وقد بدا أن البعض من الطبقة المتوسطة قد ظنوا أن فرصهم في الحكم بدأت تتضاءل عندما زاد عدد أصحاب اللون "البني وظلاله". وفاز الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما بالرئاسة مرتين متتاليتين، وليست مرة واحدة. ولكنهم وجدوا في ترامب ضالتهم وبَطَلهم، وعندما اصطدم أسلوب ترامب بأسلوب المحافظين من الحزب الجمهوري، بدا وكأن ترامب قد دخل انتخابات عام 2016 رئيساً لحزب ثالث، إلا أن الجمهوريين سرعان ما تداركوا الأمر، ووقفوا معه وفازوا به في انتخابات الرئاسة ذلك العام. والآن خرج علينا الملياردير إيلون ماسك يوم الجمعة الماضي، أو يوم عيد الأضحى المبارك، الموافق للسادس من شهر يونيو/ حزيران ليقول لنا إن 80% من الطبقة المتوسطة تريد حزباً جديداً، وإنه، أي إيلون ماسك، المولود في جنوب أفريقيا أيام كانت موصومة بالأبارتهايد (التمييز العنصري) يريد إنشاء هذا الحزب. فالرجل إذن لم يتخل عن فكرة البلوتوكراسي Plutocracy أو حكم الأثرياء، ولكنه يريد استخدام الطبقة المتوسطة كما فعل دونالد ترامب نفسه. فهل سينجح إيلون ماسك في مسعاه؟ إنه أغنى بكثير من دونالد ترامب. موقف التحديثات الحية تعثرات ترامب... من سلم الطائرة إلى الإخفاقات الاقتصادية ولذلك هدّد الرئيس ترامب يوم الجمعة الماضي أيضاً بمقاطعة الحكومة الفيدرالية لكل شركات ماسك، من تسلا إلى شركات الفضاء، إلى شركات التواصل الإلكتروني والذكاء الاصطناعي. والسبب أن ماسك، بما له من مال وفير، قادر على أن يبني له تنظيماً داعماً لسياساته على حساب الحزب الجمهوري في انتخابات منتصف الفترة القادمة، التي ستجري في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني العام القادم 2026. وإن خسر ترامب الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، فإن قدرته على تمرير أي قانون ستتضاءل وتتراجع فرص الحزب الجمهوري في تحقيق نتائج انتخابية. وتشير الدلائل الاقتصادية التي نراها حتى الآن إلى أن المخاوف من تراجع الاقتصاد الأميركي وزيادة المديونية والعجز التجاري أصبحت أكثر واقعية من قبل. إذن، فصراع الأثرياء مع الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة يحصل كثيراً، ويحضرني في هذا الإطار مثالان قويان: الأول حصل بين الرئيس الأميركي أندرو جاكسون، الذي دخل في معركة حامية الوطيس في النصف الأول من القرن التاسع عشر ضد مدير البنك الأميركي، والمحامي نيكولاس بيدل. والثاني حصل في التسعينيات من القرن العشرين، حين رشح الثري الأميركي من ولاية تكساس (Ross Perot) نفسه، بوصفه رئيس حزب ثالث، وحصل على نسبة أكبر من المتوقع من التصويت الشعبي. نيكولاس بيدل كان يريد تجديد رخصة البنك الأميركي (US Bank) المرخص في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، الذي تحكم في إصدار الدولار، وتحكم بأسعار الفوائد. لكن المرشح للمرة الثانية للرئاسة الجمهورية، أندرو جاكسون، لم يكن يحب البنوك، وعارض فكرة التجديد لرخصة البنك. وتحولت المعركة الانتخابية عام 1836 إلى معركة حامية بين جاكسون وبيدل. ولما فاز جاكسون بالرئاسة، عمل "فيتو" ضد تجديد الترخيص للبنك. أما روس بيرو، الذي رشح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 1992، فلم يسعَ لتأسيس تنظيم حزبي يدعمه، ولكن نزل مرشحاً ثالثاً ضد المرشح الديمقراطي الجديد والحصان الأسود للانتخابات، وهو بيل كلينتون، والرئيس الجمهوري المعاد ترشيحه، جورج بوش الأب، الذي خسر الانتخابات لصالح كلينتون. من الذي سيقف وراء ماسك لو سعى لإنشاء حزب يكون هو فيه صانع الرؤساء، لأنه لا يستطيع بموجب الدستور الأميركي أن يرشح نفسه للرئاسة بسبب ولادته خارج الولايات المتحدة؟ هل يستطيع أن يجمع القوى حوله لتعديل الدستور الذي تنص الفقرة الـ (5) من القسم الأول من المادة الثانية فيه على شروط من يستطيع أن يرشح نفسه للرئاسة، وهي أن يكون من نال المواطنة بحكم مولده في الولايات المتحدة، وأن يكون قد أتمّ عامه الخامس والثلاثين، وأن يكون قد أمضى مدة إقامة لا تقلّ عن 14 سنة داخل الولايات المتحدة؟ بالطبع، فإن الشرطين الأخيرين ينطبقان على إيلون ماسك. أما شرط الولادة والجنسية، فلا ينطبق عليه، إلا إذا عُدِّل في الدستور. ولكن الأمر ليس سهلاً على الإطلاق. ويستقرأ من تاريخ من سعوا للخروج عن نظام الحزبين أنهم فشلوا في هذا المسعى، وقد يكون هذا مصير إيلون ماسك، ولكن تأثير ماسك في فرص فوز الحزب الجمهوري لا يمكن الاستهانة به إذا فشلت سياسات الإدارة الحالية في تحقيق الإنجازات التي وعدت بها، والتي لا تبدو أنها قد تتحقق بشكل مقنع حتى الآن. وإذا نجح ماسك في اكتساب التأييد الصهيوني له، فإن الأمور قد تنفلت خلال فترة العام ونصف العام القادمة، وسيكون الرئيس ترامب بطة عرجاء (Lame duck)، إشارة إلى أنه لن يخدم بصفة رئيس سوى ما تبقى من فترته الحالية، التي سيكون خلال نصفها الثاني مشلول الإدارة حيال الكونغرس الأميركي. تذكرنا الولايات المتحدة بالفترة التي مرت فيها قبيل الحرب الأهلية التي بدأت عام 1861 وانتهت عام 1863، والتي كان الدافع الأساسي وراءها المصالح الاقتصادية المتضاربة بين الصناعيين، من ناحية، والمزارعين من ناحية أخرى. الصناعيون يريدون فرض الجمارك، والزراعيون يريدون فتح الأسواق، وها هي المعركة تجدد نفسها بعد أكثر من 160 سنة، ولكنها بين الصناعيين، من ناحية، وتجار الخدمات الإلكترونية والتكنولوجية المتطورة، من ناحية أخرى.