
بشارة بحبح... قناة الاتصال بين حماس وإدارة ترامب
قبل بضعة أشهر، وفي الوقت الذي كانت فيه حملات الانتخابات الرئاسية الأميركية في مراحلها الأخيرة، اعتقد بعض الأميركيين من أصل عربي في الولايات المتحدة، للمرّة الأولى، أن في وسعهم ترجيح كفّة مرشحين للرئاسة، خصوصاً في الولايات المتأرجحة التي تحسم السباق، فقرّروا محاولة التأثير على السياسيين الأميركيين والضغط لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزّة. من بين هؤلاء، رجل الأعمال الأميركي من أصل فلسطيني بشارة بحبح الذي اختار التصويت لدونالد ترامب، وأسس منظمة "عرب أميركيون من أجل ترامب" ردّاً بشكل خاص على الدعم الذي قدّمه الرئيس الديمقراطي السابق
جو بايدن
، للعدوان على غزّة. عاد بحبح، وظهر اسمه أخيراً في ما يتداوله الإعلام الأميركي والإسرائيلي خصوصاً، عن التواصل بين إدارة ترامب وحركة حماس، لا سيما مع
إفراج الحركة عن الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر
، الذي كان محتجزاً لديها في القطاع. دور بحبح قناةَ اتصال بين "حماس" والمبعوث الأميركي
ستيف ويتكوف
الصورة
المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف
المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف مستثمر ومطور عقاري، وُلد عام 1957 في نيويورك، بدأ العمل محامياً في العقارات، تنقّل بين الشركات العقارية حتى أسس مجموعة ويتكوف العقارية عام 1997، وارتبط من خلال عمله بالعقار مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ودعمه في انتخابات 2016 و2024. وبعد فوز ترامب اختاره ليكون مبعوثاً شخصياً له في الشرق الأوسط
، هو الذي تربطه معرفة به حتى أن بعضهم يصفهما بالصديقين، أعاد أيضاً الحديث عن موقفه من ترامب، بعدما صوّت له في 2024 على اقتناع بأن الرئيس السابق، والمرشّح الجمهوري للمرّة الثالثة إلى الرئاسة، بإمكانه التفكير خارج الصندوق لوقف الحرب. ورغم أن "خارج الصندوق" ثبُت أنه مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يعني تحويل غزّة إلى ريفييرا الشرق الأوسط وطرد الفلسطينيين منها، ما خذل ناخبين عرب كثيرين صوّتوا له ضد كامالا هاريس، إلا أن بحبح لا يزال على تواصل مع إدارة ترامب، رغم تغيير اسم رابطته من "عرب أميركيون من أجل ترامب"، إلى "عرب أميركيون من أجل السلام".
حذّر بحبح إدارة بايدن من استمرار دعمها للعدوان، وتواصل أولاً خلال الحملة مع مسعد بولس
بشارة بحبح يتوسّط بين ويتكوف و"حماس"
وبحسب ما يرشح من معلومات عن بحبح، فإنه تنقل مرّات عدة بين دعم الديمقراطيين ودعم الجمهوريين في الانتخابات الأميركية. وكان بشارة بحبح قد صوّت لترامب في 2016، اعتراضاً على سياسة باراك أوباما في الشرق الأوسط، لكنه مع نقل الرئيس الجمهوري في ولايته الأولى، السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، ومحاولته فرض حلول غير عادلة على الفلسطينيين، عاد بحبح وصوّت لجو بايدن في 2020، وهو الرئيس الذي قدّم دعماً لامحدوداً لإسرائيل في عدوانها الجاري على قطاع غزّة، وحرب التجويع والإبادة التي تواصل شنّها في القطاع.
أسّس المقدسي بشارة بحبح حملة أطلق عليها اسم رابطة "عرب أميركيون من أجل ترامب"، معتمداً على تصريحات ترامب "الغامضة" آنذاك، بأنه "سيوقف الحرب في الشرق الأوسط، والحرب بين روسيا وأوكرانيا". لاحقاً، بدأت قيادات عربية أخرى في الولايات المتحدة، مثل بيل بزي وأمير غالب وألينا حبة وآخرين، وبالتأكيد نسيب ترامب مسعد بولس، في تأييد ترامب علناً، زاعمين أنه سيوقف الحرب في غزة. وكان بحبح هو الفلسطيني الوحيد "المعروف" في هذه الدائرة. وبحسب تقرير في صحيفة ذا تليغراف البريطانية، نشر في 21 مايو/أيار الحالي، يبدو أن بشارة بحبح كان مفصلياً في التأثير بالناخبين في مدينة ديربورن بولاية ميشيغين، التي تقطنها غالبية عربية، للتصويت لترامب، حيث التقى هناك في حملة الأخير، للمرّة الأولى، بمسعد بولس، والد زوج ابنة ترامب، تيفاني. وبحسب الصحيفة، فإن الرجلين، بحبح وبولس، عملا على محاولة التأثير على رأي ترامب، لوقف الحرب، بمواجهة الضغوط الإسرائيلية. وبحسب "ذا تلغراف" أيضاً، فإن رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى ترامب، أعرب فيها في يوليو/ تموز 2024، عن تضامنه مع المرشح الجمهوري إثر محاولة اغتياله خلال تجمع انتخابي في 13 يوليو من العام ذاته، كانت "من بنات أفكار بحبح".
رصد
التحديثات الحية
واشنطن بوست: أميركا أبلغت إسرائيل بأنها ستتخلى عنها إذا لم تنه الحرب
خسرت هاريس وفاز ترامب، وبالفعل توقفت حرب غزّة بضعة أسابيع قبل أن يعيد ترامب تسليح إسرائيل بكافة أنواع الأسلحة والقنابل. في غضون ذلك، حصلت معظم الشخصيات العربية التي أيّدت ترامب على مكافآت تأييدها العلني له، حيث تمّ إيكال مهمات رسمية لها من سفراء ومسؤولين ومبعوثين في دول شرق أوسطية وأوروبية وأفريقية، وخفتت أصوات هؤلاء حول غزّة منذ ذلك الحين، بل اختفت، وكأن الدعم لوقف الحرب كان ضرورياً للوصول إلى المنصب.
لم ينل بشارة بحبح منصباً رسمياً، لكنه لم يختف من المشهد. مع تصاعد دعوات ترامب لتهجير الغزّيين إثر عودته للبيت الأبيض رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني 2025، أعلن بحبح تغيير اسم رابطته إلى "عرب أميركيون من أجل السلام" منتقداً خطط ترامب بشأن القطاع، ولكنه أكد، في الوقت نفسه، أنه غير نادم على دعم الأخير، لأنه "وعد بإنهاء الحرب وتمكّن من التوصل إلى اتفاق لوقف النار (أعلن عنه في 15 يناير الماضي قبل أن تعود إسرائيل للعدوان في 18 مارس/آذار الماضي). ظهر بحبح على عدد من القنوات الإخبارية، من بينها شبكة سي أن أن الأميركية، وانتقد خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين. في أحد لقاءاته قال: "أحاول الحفاظ على قنوات التواصل، ولكن في الوقت ذاته أرفض بشدة دعوات تهجير الفلسطينيين".
هذا الحفاظ على قنوات الاتصال، يبدو أنه أثمر، إذ أفادت تقارير أخيراً بأن بحبح كان قناة الاتصال بين حركة حماس وإدارة ترامب، ما أدّى إلى الإفراج عن عيدان ألكسندر. وذكر موقع أكسيوس، في 13 مايو/ أيار الحالي، بحسب مراسله باراك رافيد، أن القناة الخلفية التي أدّت للإفراج عن ألكسندر بدأت برسالة من مسؤول في "حماس" لبحبح، بحسب مسؤولين إسرائيليين اثنين، ومسؤول فلسطيني وآخر أميركي، حيث كانت "حماس" تحاول إيجاد طريق لإقناع ترامب بممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل، وكانت إدارة ترامب مصممة على الإفراج عن آخر أميركي محتجز في القطاع، ما أدى إلى أن يصبح بحبح الوسيط غير المتوقع. وكتب "أكسيوس" أن مسؤولاً في "حماس" خارج غزّة، تحدّث مع بحبح في أواخر إبريل/نيسان الماضي، على أمل إبرام حوار مع ويتكوف. وبحسب "أكسيوس"، فقد احتاج ذلك وقتاً ليتحول إلى أي شيء ملموس، وقد تمّ تبادل حوالي 20 رسالة بين الطرفين على شكل اتصالات ورسائل نصيّة إلى بحبح خلال فترة أسبوعين (قبل تاريخ 13 مايو)، كما أن بحبح تحدث مع كبير المفاوضين في "حماس" خليل الحية، بحسب مصدر مطلع، وقد عرفت إسرائيل لاحقاً بالمحادثات السرّية، ليس عبر البيت الأبيض، ولكن من مصادرها الاستخبارية. وقد أكد بحبح نفسه، للقناة 12 الإسرائيلية، في مقابلة سابقة، أن كل شيء لم يكن مدبّراً، وأنه كان من الممكن ألا يرد عليه ويتكوف.
تحدّث مسؤول من "حماس" مع بحبح للتواصل مع إدارة ترامب
سهى عرفات؟
وإن كان يمكن فهم الخلفية التي جعلت بحبح وويتكوف على معرفة أحدهما بالآخر، أو حتى أن تربط بينهما صداقة، فإن جذور معرفة بحبح بقيادات حركة حماس غير معروفة بشكل مؤكد. وتبرز في هذا السياق رواية صحيفة تايمز أوف إسرائيل والتي تفيد بأن من عرّف المقدسي بحبح بقيادات في حركة المقاومة الإسلامية، كانت سهى عرفات، أرملة الراحل ياسر عرفات، وقد أكّد مصدر قيادي بارز في الحركة هذه الرواية ل"العربي الجديد". وكتبت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها عن بحبح نشرته أخيراً أن "سهى عرفات زوّدت بحبح برقم هاتف القيادي في حماس غازي حمد مطلع هذا العام، ما أتاح له فتح خط اتصال مع المسؤول المقيم خارج غزة". وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنه في شهر إبريل/ نيسان الماضي، تواصل حمد مع بحبح طالباً منه المساعدة في الاتصال بالمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من أجل مناقشة جهود التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
مقدسي ينتقم من بايدن
ولد بشارة بحبح عام 1958 في القدس القديمة، وسافر للدراسة عبر منحة دراسية في سبعينيات القرن الماضي، في جامعة برينغهام يونغ بولاية يوتا بأميركا، قبل أن يلتحق بجامعة هارفارد لدراسة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، وفي الثمانينيات أكمل شهادة الدكتوراه في قضايا الأمن القومي، وتولى إدارة معهد الشرق الأوسط بالجامعة. وإلى جانب هارفارد درّس في عدد من الجامعات الأميركية من بينها بنسلفانيا وجورج واشنطن وبريغهام يونغ.
في إحدى مقابلاته مع منصة "أثير" الإلكترونية، قال خلال حملة الرئاسة الثالثة لترامب، إن الشخص الوحيد في العالم الذي يخاف منه بنيامين نتنياهو هو ترامب، لأن الأخير "يفعل ما يقوله" ولا يمكن التنبؤ بأفعاله، ورأى أنه لا يمكن الانتظار طويلاً لوقف الحرب، واعتبر أن الدول العربية لن تستطيع اليوم التطبيع إلا بوقف النار في غزة وقيام مسار مؤمَّن لقيام دولة فلسطينية. وقال: "غضبي على بايدن كان لدرجة أنني قرّرت أن أقف ضد بايدن مع ترامب". واعتبر أن ترامب في 2024 "مختلف"، وهو "فتح لنا أبوابه بصفتنا عربا ومسلمين واستمع إلى مطالبنا". وأضاف: "أنا شرحت له أنه يعنيني السلام في الشرق الأوسط على أساس حلّ الدولتين".
في مقابلة مع مجلة نيويوركر، في 4 أغسطس/ آب 2024، شرح بحبح أيضاً سبب عدم رغبته في التصويت للديمقراطيين، منتقداً بايدن لأنه "قال لدى وصوله إلى البيت الأبيض إنه صهيوني، وبرأيي، فإن الرئيس يجب أن يكون رئيس الولايات المتحدة، وليس صهيونياً". وأكد أن المؤثرين العرب الديمقراطيين داخل الحزب، حذّروا بايدن مع بداية العدوان على غزة، من أن "الانتخابات قادمة"، و"إذا واصلت هذا المسار،
سنعاقبك
". ولفت إلى أن ترامب خلال ولايته الأولى "لم يُطلق أي حرب". وبرأي بحبح، فإن إدارة أوباما هي من بدأت بمحاولة فرض حظر على دخول مواطنين من دول عدة إلى البلاد، حيث كان طُلب إعداد ملف للتضييق على مجيء مواطنين من دول تعيش اضطرابات سياسية وقد تبين أن معظمها دول مسلمة، وفق قوله. وتلك مناسبة لإعرابه عن معارضته قرار ترامب في ولايته الأولى حظر دخول مواطنين من بلدان مسلمة إلى الولايات المتحدة، كيف لا، وهو المتزوج من مسلمة، على حد تعبير بحبح نفسه في حواره على منصة "أثير".
زوايا
المذبحة والمفاوضات وحماس

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
لماذا يضخّم ترامب أرقام الدعم الخليجي وتكاليف القبة الذهبية؟
بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ، بعد عودته من الخليج، في تضخيم الأرقام المتعلقة بما حصل عليه من أموال واستثمارات، كما ضخم أرقام تكاليف مشروع الدرع الصاروخي (القبة الذهبية) الذي اقترحه، ما أثار انتقادات اقتصاديين وصحف أميركية، ودفع نواب حزبه (الجمهوري) للتخوف من عقبات تواجه قانون إنفاق كبير يتضمن العديد من وعود حملته الانتخابية، ستُضاف إليه التكاليف الباهظة للقبة. وسأل مراسلو الشبكات الأميركية يوم 20 مايو/أيار الجاري: "لماذا مشروع القبة الذهبية بينما النقاد يقولون إن تكلفته ستكون باهظة؟" رد ترامب قائلًا: "بإمكاننا تحمّل ذلك، كما تعلمون، حصلنا على 5.1 تريليونات دولار في الأيام الأربعة الماضية من الشرق الأوسط (دول الخليج)". وقد وصف الصحافي الاستقصائي آرون روبار، ذلك عبر حسابه على منصة "إكس"، وموقع "ببليك نوتس"، بتاريخ 20 مايو/أيار، بأنه "أكاذيب"، مستغربًا تكرار الرئيس الأميركي الكذب في كل تصريحاته الاقتصادية، وذكر أرقام غير صحيحة لما حصل عليه من الخليج وتكاليف القبة الذهبية. وقالت صحيفة "بيزنس ستاندرد" يوم أمس، إن ترامب يواصل مزاعمه بشأن حجم استثمارات دول الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، وأنه منذ انتهاء زيارته للخليج، رفع الرقم من 2 تريليون دولار إلى 7 تريليونات دولار، وفقًا لتصريحاته وبيانات البيت الأبيض. كما زعم ترامب أن التكلفة الإجمالية للقبة الذهبية 175 مليار دولار، لكن مراجعة أجراها "مكتب الميزانية في الكونغرس" قدّرت أن تكلفة العناصر العسكرية الفضائية وحدها قد تصل إلى 542 مليار دولار لنشرها وتشغيلها على مدى العشرين عامًا القادمة. وقد خصص الكونغرس 25 مليار دولار للقبة الذهبية في ميزانية الدفاع للعام المقبل. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في التاريخ نفسه، أن المشروع لن يكون سهلًا أو رخيصًا، حيث سيتكلف مليارات الدولارات، ويشمل أنظمة جوية وبرية وبحرية وفضائية، وسيستغرق 20 عامًا. وأكدت أن القبة الذهبية ليست برنامجًا منفردًا، بل ستتكون من 100 برنامج أو أكثر تُدمج معًا لتشكّل درعًا شاملًا من الساحل إلى الساحل، ومن الحدود إلى الحدود ضد الهجمات الجوية، وتتضمن أنظمة لكشف صواريخ الأعداء وتتبعها وتدميرها قبل أن تضرب، وكل هذا مُكلف جدًّا. وتضع شركات المقاولات العسكرية وشركات الصواريخ الأميركية، بما في ذلك شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك، استراتيجياتها للفوز بمنافسات عقود بناء النظام. وأنفقت الحكومة الأميركية ما يقرب من 300 مليار دولار على أنظمة الدفاع الصاروخي على مدى العقود الأربعة الماضية، وفقاً لـ"نيويورك تايمز". اقتصاد دولي التحديثات الحية رئيس جهاز قطر: نريد مضاعفة الاستثمارات في الولايات المتحدة كيف زيّف أرقام الخليج؟ وأشارت صحيفة "بيزنس ستاندرد"، إلى أن ترامب ذكر للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية يوم 15 مايو/أيار، وقبل أن تنتهي جولته في الخليج: "لقد حصلنا للتو على 4 تريليونات دولار". لكن بيانًا للبيت الأبيض في اليوم نفسه قال إن الزيارة الرسمية الأولى لترامب "أسفرت عن إبرام صفقات رائعة بقيمة تزيد عن تريليوني دولار". ولكن عاد ترامب ليقول في تصريحاته أمام قيادة مركز كينيدي بتاريخ 19 مايو/أيار: "لقد جلبنا حوالي 5.1 تريليونات دولار"، بل ورفع المبلغ إلى 7 تريليونات، قبل اجتماع في مبنى الكابيتول الأميركي مع أعضاء مجلس النواب الجمهوريين، حيث قال إنهم (دول الخليج) ينفقون (أعطونا) 5.1 تريليونات دولار، وربما يصل المبلغ إلى 7 تريليونات دولار بحلول الوقت الذي نتوقف فيه. وقدّم البيت الأبيض تفصيلًا لقيمة الـ 2 تريليون دولار في بيانه الصادر يوم 16 مايو/أيار ، وشمل ذلك استثمارات بقيمة 600 مليار دولار من المملكة العربية السعودية ضمن التزام مدّته أربع سنوات، وتبادل اقتصادي بقيمة 1.2 تريليون دولار مع قطر، إلى جانب صفقات تجارية ودفاعية بقيمة 243.5 مليار دولار. أما صفقات الإمارات، فقُدّرت بـ 200 مليار دولار مع الولايات المتحدة، ليصل إجمالي ما تعهّد به البيت الأبيض مبدئيًّا إلى 2.24 تريليون دولار، شريطة الوفاء بجميع هذه الالتزامات. وليس من المؤكد أن تتحقق كل الالتزامات الاستثمارية أو الوظائف الموعودة، وبالتالي فإن الحصيلة النهائية قد لا تكون بقدر ما جرى الوعد به، بحسب ما نقلته "بيزنس ستاندرد". صفقات الخليج والقبة الذهبية وفي مؤتمره الصحافي، قال ترامب: "حصلنا على 5.1 تريليونات دولار من الشرق الأوسط (دول الخليج)، وتكلفة بناء القبة الذهبية لا تمثّل إلا جزءًا صغيرًا من تلك العوائد"، ما أثار تساؤلات عن علاقة جولته الخليجية بالقبة الذهبية، وهل يقصد أنه سيبنيها بأموال الخليج. في السياق، قالت المحللة الاقتصادية في قناة "أي أس تي في" الإسبانية إيتي كنور إيفانز، يوم أمس، إن ترامب يبالغ في تكاليف القبة الذهبية، في حين يكافح الجمهوريون في الكونغرس لإقرار مشروع قانون إنفاق كبير يتضمن العديد من وعود حملته الانتخابية، واعتبرت أن تقديم البيت الأبيض مبادرة أخرى مكلفة يزيد الضغوط على الجمهوريين في الكونغرس لتمرير صفقات كهذه تتطلب مبالغ ضخمة. وذكرت صحيفة "ذا نيو ريبابليك"، أن قادة قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية (نوراد) وصفوا النظام الحالي بأنه مناسب، ما يعني أن الولايات المتحدة ليست في حاجة لتكاليف مشروع ترامب، لكن الرئيس ردّ عليهم بقوله إنّ الوضع الحالي لقدرات الدفاع الصاروخي الأميركية ليس نظامًا، قائلًا: "لدينا بعض المجالات للصواريخ والدفاع الصاروخي، ولكن لا يوجد نظام". وعندما سأل أحد المراسلين دونالد ترامب عما إذا كان القادة العسكريون يريدون بالفعل تحديث النظام الصاروخي بمشروع القبة الذهبية، لم يتمكّن من الردّ أو تفسير ذلك، وحين سأله مرة أخرى إذا كان الجيش قد طلب بالفعل نظام الدفاع الصاروخي الفضائي، أجاب ترامب بأنه هو من اقترح ذلك، وأن القادة العسكريين "أحبّوا الفكرة". وتوقّع المحللون تكاليف أعلى بكثير للمشروع، تتجاوز 500 مليار دولار، وحذّروا من تحديات تكنولوجية هائلة، بحسب تقارير أميركية. وفي السياق نفسه، تقول صحيفة "بيزنس ستاندرد" إن سبب تزييف ترامب للأرقام، يرجع لاستراتيجية يتبعها، فهو الذي صاغ مصطلح "المبالغة الصادقة" في كتابه "فن إبرام الصفقات"، لذا زاد بشكل مطرد خلال الأيام القليلة الماضية حجم الأموال التي يقول إن دولًا في الشرق الأوسط تعهّدت بها.


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
تراجع مؤشر الأسهم الأميركية "ستاندرد أند بورز 500" بعد تمرير الضرائب
انخفض مؤشر الأسهم الأميركية "ستاندرد أند بورز 500"، اليوم الخميس، بعدما مرر مجلس النواب بصعوبة قانون ضرائب تقدم به الرئيس دونالد ترامب بصعوبة في مجلس النواب. فقد تراجع المؤشر 0.1% عند الساعة 9:44 صباحاً بتوقيت نيويورك، بينما لم يشهد مؤشر الأسهم ناسداك 100، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا ، تغيراً يُذكر. وفي الوقت نفسه، استمرت عوائد سندات الخزانة الأميركية في الارتفاع، مع اقتراب عائد السندات لأجل 30 عاماً من أعلى مستوى له منذ الأزمة المالية. وقال كبير استراتيجيي السوق في شركة "جونز ترايدينغ" (JonesTrading)، مايكل أوروك: "عندما يمكنك شراء أصول خالية من المخاطر بسعر أرخص، يجب على الأصول عالية المخاطر أن تعكس المزيد من المخاطر مستقبلاً". وفي وقت سابق من صباح اليوم، تقدم المشرعون بمشروع قانون ترامب المسمى "مشروع القانون الجميل الكبير"، وإرساله إلى مجلس الشيوخ. وتهدف هذه الحزمة التي تقدر بتريليونات الدولارات إلى تجنب زيادة الضرائب في نهاية العام، لكنها تزيد من عبء الدين القومي. وقد ازدادت المخاوف بشأن العجز المتزايد بعد أن قامت وكالة موديز بتخفيض التصنيف الائتماني للحكومة الأميركية. وأضاف أوروك: "لسنا الوحيدين الذين نلاحظ ارتفاع العوائد، وربما هذا يعكس قلقاً عالمياً من الدين والاقتراض والإنفاق. المستثمرون، إن صح التعبير، يعبّرون عن رغبتهم في رؤية المزيد من الانضباط المالي من الحكومة". وبعيداً عن قانون الضرائب، يراقب المستثمرون أيضاً مجموعة من البيانات الاقتصادية. فقد انخفضت طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها في أربعة أسابيع، مما يعزز الأدلة على أن سوق العمل لا يزال قوياً رغم حالة عدم اليقين الاقتصادي المتزايدة. كما من المقرر أن تصدر شركة "ستاندرد أند بورز غلوبال" (S&P Global) تقريرها التمهيدي لشهر مايو/أيار عن نشاط التصنيع والخدمات، بالإضافة إلى بيانات مبيعات المنازل القائمة. من جانبه، أشار كريستوفر والر، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، إلى أن البنك المركزي قد يخفض أسعار الفائدة في النصف الثاني من العام إذا استقرت تعرفات ترامب على الشركاء التجاريين عند حوالي 10%. وفي السياق ذاته، قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة "جيه بي مورغان تشايس" (JPMorgan Chase & Co)، في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ إنه لا يمكنه استبعاد دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود تضخمي (Stagflation)، بسبب المخاطر الجيوسياسية والعجز والضغوط السعرية. اقتصاد دولي التحديثات الحية ترامب يضغط لإقناع جمهوريين معارضين بمشروع إنفاق يفاقم عجز الموازنة وقال ديمون في حديثه من قمة الصين العالمية التابعة للمصرف في شنغهاي: "لا أعتقد أننا في وضع مثالي... والاحتياطي الفيدرالي محق في التريث قبل اتخاذ قرارات بشأن السياسة النقدية". من ناحية الأسهم، واصلت شركة "ألفابت" (Alphabet Inc) مكاسبها بعد مؤتمر تطوير "غوغل" (Google)، حيث أعلنت عن إطلاق "وضع الذكاء الاصطناعي" في محرك البحث لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة. وقفز سهم "نايكي" (Nike Inc) بعد إعلان الشركة عن عودتها للبيع على متجر أمازون الإلكتروني. واستمرت إعلانات أرباح الشركات، حيث قفز سهم شركة "أدفانسد أوتو بارتس" (Advanced Auto Parts Inc) بعدما سجلت انخفاضاً في المبيعات المماثلة جاء أقل من المتوقع. كما ارتفع سهم شركة البرمجيات "سنوفلايك" (Snowflake Inc) بعدما تجاوزت نتائجها التوقعات الرئيسية. وفي مذكرة نُشرت بعد إغلاق السوق يوم الأربعاء، قال مايكل ويلسون من "مورغان ستانلي" (Morgan Stanley) إنه يتوقع نصفاً ثانياً أفضل من العام ونتائج أقوى في 2026 لأسواق الأسهم الأميركية. وكتب ويلسون: "مع دخول عام 2025، كنا نعتقد أن النصف الأول سيكون أكثر تحدياً، بسبب توقع تسلسل السياسات بطريقة أكثر تحفظاً قبل النصف الثاني من عام 2025/2026 الأكثر تفاؤلاً. ورغم أننا تفاجأنا بحجم وسرعة الضغوط الاقتصادية في النصف الأول نتيجة الرسوم، فإن تسلسل وجهة نظرنا حول السياسات لا يزال قائماً".


BBC عربية
منذ 11 ساعات
- BBC عربية
ترامب يتهم جنوب أفريقيا بـ"إبادة البيض".. كيف رد رئيسها رامافوزا؟
شهد البيت الأبيض لقاء حادا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، حيث وجه ترامب اتهامات قوية لحكومة جنوب أفريقيا بشأن اضطهاد الأقلية البيضاء ومصادرة الأراضي. وادعى ترامب وجود "إبادة جماعية" للمزارعين البيض. من جانبه، نفى رامافوزا هذه الاتهامات مؤكدًا أن جنوب أفريقيا دولة ديمقراطية تحترم حقوق جميع مواطنيها، وأن الجرائم في البلاد ليست موجهة ضد مجموعة عرقية معينة. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.