logo
صراع النبوءات في الشرق الأوسط

صراع النبوءات في الشرق الأوسط

الجزيرةمنذ 6 أيام
لم تعد المواجهات مجرد صراعات تقليدية على السلطة أو الأرض، بل تحوّلت إلى معارك تؤدلجها نبوءات آخر الزمان، وتُغذّيها سرديات لاهوتية تجعل من الدم طقسًا مقدسًا، ومن القتل واجبًا إلهيًّا. وفي هذا السياق، تبرز الحاجة الماسة لفهم هذه الرؤى وتأثيراتها على السياسات والتحالفات، لتفكيك الأزمة وتأمل مآلاتها، ما بين فرص للسلام أو الانزلاق نحو هاوية مدمّرة.
في واحدة من أبرز تمثّلات هذه النبوءات، وقف رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو عند حائط البراق، يضع أوراقه في شقوقه "المقدسة"، ويتوعّد إيران وغزة ولبنان والضفة بعدوان متسلسل. ذلك المشهد الذي يحمل دلالات دينية عميقة، يتحول إلى شرعنة سياسية للعنف، بينما يُمنع الفلسطيني من رفع يديه بالدعاء على أبواب المسجد الأقصى! المفارقة صارخة: يُمنح الاحتلال شرعية دولية لتحريضه، بينما تجرَّم المقاومة، ويُختزل دفاعها المشروع في تهمة "الإرهاب".
في قلب هذا المشهد المتفجّر، تتجلى "الصهيونية المسيحية" كإحدى أخطر المنظومات المؤثرة في صياغة السياسات الأميركية تجاه المنطقة. فتيارات اليمين الإنجيلي -التي تضم شخصيات نافذة كالسفير هاكابي ووزير الخارجية السابق بومبيو- تؤمن بأن قيام إسرائيل ومعاركها ضد "فارس" (إيران) هي مقدمات ضرورية لنهاية الزمان وعودة المسيح. وقد أُلهم قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس بهذا التصوّر اللاهوتي، لا بحسابات إستراتيجية بحتة. فالأرض هنا ليست وطنًا لشعب، بل مسرحًا لنبوءة، يُعيد فيها ترامب تمثيل دور كورش الفارسي، المنقذ الذي يستجيب لإرادة الرب في النصوص اليهودية.
وعلى الجانب الآخر، في إيران ترتبط المواجهة، وتُؤطّر الحروب في سياق نبوءات دينية. التصعيد، في هذه القراءة، ليس خيارًا سياسيًّا فحسب، بل هو إرهاصات نهاية، وهو شرارة "الفرج"، ما يجعل التضحية مقبولة ما دامت تصبّ في مثل هذا السيناريو. وهكذا، يتم تجريد الصراع من مسؤولياته الواقعية، وتُلبَس الكارثة قداسة ترفعها فوق النقد والمحاسبة.
هناك رؤية أخرى، تنظر إلى الحرب من زاوية مغايرة، لا تضعها في إطار النبوءات، بل في منطق الفعل المشروع لنصرة المظلوم والدفاع عن الأرض. وتُحذّر من تسطيح المعركة إلى صراع نهايات، وتدعو إلى أن تُدار بالحكمة، وتُضبط بالبصيرة، وتُوزَن بميزان العدل الرباني. الإيمان بوعد الآخرة -كما في قوله تعالى: {فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا}- لا يُحوَّل إلى مشروع سياسي متعجّل، بل يُفهم ضمن سنن التاريخ التي تشترط العمل والصبر ووحدة الأمة.
وفي خضم هذا التصادم الغيبي، تحتدم المعركة على القدس تحديدًا؛ إذ يجتمع التيار المسيحي الإنجيلي المتطرف مع جماعات يهودية متطرفة– كأمناء جبل الهيكل– على هدف واحد: هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث مكانه. هذه الرؤية تُحوّل الإيمان إلى تهديد مباشر، والعقيدة إلى مشروع استيطاني مدمر. فهي لا تقف عند انتظار القيامة، بل تسعى إلى صناعتها عبر إشعال حرب كونية باسم الرب.
والمفارقة أن هذه الرؤية المتطرفة لا تواجَه فقط من خارج المنظومة الدينية اليهودية، بل من داخلها. فتيارات كـ"ناطوري كارتا" والحريديم الأرثوذكس يعارضون قيام دولة (إسرائيل)، ويعتبرونه تمردًا على المشيئة الإلهية. بل ويستحضرون ما يعرف بـ"لعنة العقد الثامن"، المستندة إلى التاريخ اليهودي، الذي يفيد بأن أية مملكة يهودية لم تصمد لأكثر من 80 عامًا. ومع دخول (إسرائيل) عامها الـ77، تُعاد هذه "اللعنة" إلى واجهة الخطاب الديني التحذيري، في إشارة إلى اقتراب انهيار الكيان من الداخل.
كما تُسجَّل مفارقة إضافية في وجود تيارات دينية يهودية تدعو إلى قيام (إسرائيل)، ولكن من باب مختلف؛ إذ ترى أن هذا القيام هو علامة على غضب الرب على الأغيار (غير اليهود)، وأن هذا الغضب الإلهي يجب أن يتجلى بوضوح في انتصار اليهود عليهم. في هذه القراءة، لا يُنظر إلى قيام (إسرائيل) كنعمة، بل كأداة لعقاب العالم، وتحقيق عدالة إلهية تُعلي من شأن بني (إسرائيل).
وفي المقابل، تتجلى خطورة الرؤية الإنجيلية التي ترى في الدمار العربي والإسلامي "ثمنًا مبررًا" لتحقيق الخلاص. فوفقًا لتأويلات "سفر الرؤيا"، يُباد ثلثا البشرية في معركة "هرمجدون"، قبل أن يظهر المسيح ويُقيم "مملكة السلام الألفي". بهذه المنظومة اللاهوتية، يصبح سفك الدم الفلسطيني والعربي مقدمة لخلاص لا يخص إلا المؤمنين بنسختهم من الرب، وتتحول السياسة الأميركية إلى أداة تنفيذيّة لهذه الخرافة.
وسط هذا كله، تُخاض حرب ثقافية شرسة لا تقل ضراوة عن المعارك العسكرية! فهي حرب على الوعي، وعلى تأويل النص، وعلى تكييف الدين لصالح مشاريع استعمارية مقنّعة بالقداسة! إنها لحظة انهيار أخلاقي، حين يُشرعَن الدمار باسم الخلاص، ويُجرَّد الإنسان من حقه في الحياة لأن وجوده لا يتماشى مع "نبوءة" ما.
لكن في ظل هذا السواد، يبرز الأمل في يقظة الشعوب، ووحدة الصف الإسلامي -بل والمسيحي المستنير- على أرضية إنسانية تُقدّم الإنسان على النبوءة، والعدل على الانتقام، والسلام على الفوضى المؤدلجة. إن بناء مشروع حضاري جامع يُعيد للأمة مركزها ليس ترفًا فكريًّا، بل ضرورة وجودية في مواجهة طوفان الأساطير الدموية. فصراع النبوءات، إذا تُرك بلا وعي ناقد، قد يحوّل الشرق الأوسط إلى مسرح دائم ليوم القيامة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو وعطلة الكنيست.. ماذا في جعبة الحاوي؟
نتنياهو وعطلة الكنيست.. ماذا في جعبة الحاوي؟

الجزيرة

timeمنذ 24 دقائق

  • الجزيرة

نتنياهو وعطلة الكنيست.. ماذا في جعبة الحاوي؟

مع دخول الكنيست (برلمان إسرائيل) عطلته بعد انتهاء الدورة الصيفية في 28 يوليو/تموز وحتى 19 أكتوبر/تشرين الأول، يجد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه أمام فرص وتهديدات في آن واحد. فقد ربط مراقبون بين هذه العطلة ونية نتنياهو -المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية- استغلال الفراغ البرلماني لإدارة ملفات شديدة السخونة، أبرزها إمكانية التوصل إلى صفقة مع حركة حماس بشأن الأسرى في غزة، وأزمة قانون التجنيد التي تهدد بانهيار الحكومة بعد انسحاب الأحزاب الحريدية من الائتلاف. وفي الأفق أيضا، يلوح خيار الدعوة لانتخابات مبكرة بعد العطلة، في محاولة لتسويق ما يعتبره "إنجازات" في غزة ولبنان وسوريا وإيران، وكسب مزيد من الوقت للتعامل مع الأزمات الداخلية والخارجية. العطلة والصفقة ويرى محللون أن عطلة الكنيست تمنح نتنياهو هامش مناورة أكبر، خاصة في ملف المفاوضات بشأن وقف الحرب على غزة بشكل مؤقت للتمكن من إطلاق عدد من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية. وعلقت المحللة السياسية في صحيفة معاريف أنا براسكي عطلة الكنيست القادمة في مقال بالقول إنها بالنسبة لنتنياهو ليست مجرد استراحة، بل هي إحدى أثمن الفترات الممنوحة له: ويُتوقع منه كسب الوقت والهدوء لبدء مناورة سياسية جديدة لم تكن متاحة له الأيام العادية، إنها "استراحة تُمكّنه من القيام بخطوات حساسة بعيدًا عن أنظار الجمهور". وتأتي العطلة في ظل تحذيرات الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش من التوصل لاتفاق مع حماس -حتى لو كان جزئيًا- والتي عبرت عنه الوزيرة ستروك من الصهيونية الدينية بـ"ضرورة حسم المعركة في غزة، حتى لو على حساب (الأسرى) المحتجزين في غزة". ورغم الأزمة التي تمر به المفاوضات فإن نتنياهو كان قد صرح -عدة مرات- بعد انتهاء الحرب مع إيران -لأول مرة- برغبته في وقف الحرب في غزة. وتعود براسكي للقول إن مساعي نتنياهو لإنجاز صفقة للإفراج عن عدد من الأسرى وحديثه عن وقف الحرب تتطلب وقتًا وعملًا دقيقًا، من أجل تأهيل وعي الجمهور، خصوصا تلك الشرائح التي لم تسمع من نتنياهو إلا حديثه عن "النصر الكامل" لما يقارب العامين، وكانت معه تمامًا. وأضافت أنه "في الوضع الأمثل، يرغب نتنياهو حقًا في كسب المزيد من الوقت والتوصل إلى اتفاق مؤقت آخر يُبقيه في منصبه ليس لإنهاء الحرب تمامًا، بل لإعادة نصف الرهائن أحياء" فهو يهدف لذلك دون خسارة الائتلاف، ودون خلاف مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، ودون فقدان السلطة. وفي السياق نفسه، نقلت قناة "كان" عن وزراء في الكابينت أن خيارات العودة إلى الحرب ضعيفة بسبب حالة الإنهاك التي يعاني منها الجيش في غزة. ومن جهته، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي وليد حباس أن عطلة الكنيست تمثل بالعادة هدوءا تشريعيا ولكنها عمليا تمثل لنتنياهو فراغا دستوريا مؤقتا يمكنه من التحرك دون رقابة مباشرة من الكنيست، ويعفيه من جلسات استجواب أو الموافقة على قوانين، أو مساءلة المعارضة كما يعطيه مناورات واسعة للعمل خلف الكواليس. وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أنه في حال الوصول لاتفاق مع حركة حماس يمكن لنتنياهو تمريره بدون الرضوخ لتهديدات شركائه من اليمين المتطرف مثل سموتريتش وبن غفير. ومن جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقرباوي أنه لا نية لدى نتنياهو لإنهاء الحرب، وأن كل ما يريده من هذه المفاوضات هو التمكن من إطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى الأحياء، وليس هناك أي ضمانات حقيقية لالتزام إسرائيل بباقي بنود الصفقة التي يتم الحديث عنها. وأضاف للجزيرة نت أنه باستثناء الضغط الميداني الذي يواجهه جيش الاحتلال في قطاع غزة من قبل المقاومة الفلسطينية، فإن نتنياهو يجد نفسه متحررا من كافة الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية، لذلك فهو ماض في هذه الحرب ما دامت تحقق له أهدافه. قانون التجنيد وتماسك الائتلاف وفي موضوع آخر، تزداد الأمور تعقيدا بالنسبة لحكومة نتنياهو بعد انسحاب حزبيْ شاس ويهدوت هتوراه -الأسبوع الماضي- بسبب قانون إعفاء الحريديم من التجنيد، حيث يصر رئيس لجنة الخارجية والأمن يولي أدلشتاين على تمرير قانون "المساواة في تحمل العبء بالخدمة العسكرية" للحريديم وغيرهم. ورغم نجاح نتنياهو باستبدال أدلشتاين المسؤول المباشر عن مشروع قانون إعفاء الحريديم بعضو الكنيست من الليكود بوعز بسموت في انتخابات علنية جرت داخل الكتلة البرلمانية للحزب الأربعاء الماضي، إلا أن الأحزاب الحريدية اعتبرت أن هذا الإجراء ليس كافيا. ونقلت المراسلة السياسية للقناة 12 دفنا ليئيل أن الحريديم لن يقبلوا إلا بقانون يعفيهم من التجنيد وينظم وضع طلاب التوراة، مشيرة إلى أنه كقاعدة عامة، لا يجوز للجنتي الخارجية والأمن و"القانونية" الموافقة على قانون يعفي من التجنيد الإجباري. ومن غير المتوقع أيضا أن يحظى القانون الجديد (للإعفاء من التجنيد والتهرب من الخدمة العسكرية) -إذا تم إقراره في ظل رئيس لجنة جديد- بموافقة المستشارة القانونية غالي بهاراف ميارا ولن تقبل بنقل معالجة القانون إلى لجنة أخرى. إعلان ونقلت صحيفة هآرتس عن وزير في الحكومة بأن خطوة نتنياهو لاستبدال أدلشتاين تهدف إلى كسب بضعة أسابيع أخرى من الهدوء بالدورة القادمة، وقال إن "الهدف الوحيد هو منح الحريديم الأمل". ويشير حباس إلى أن عطلة الكنيست ستساعد نتنياهو في إقناع شركائه الحريديم والوصول معهم لتوافقات تساعده في إطالة عمر ائتلافه "فنتنياهو يحاول إيصال رسالة لهم بأنه يفعل كل ما بوسعه من خلال استبدال أدلشتاين لدفع قانون التهرب من التجنيد للأمام، بهدف إعادتهم إلى الحكومة في الدورة الشتوية، وكذلك لكسب دعمهم للميزانية القادمة، بهدف إطالة عمر الحكومة". انتخابات مبكرة وفيما يتعلق بإجراء انتخابات مبكرة، فإن الحديث يزداد عن احتمال إعلانها من قبل نتنياهو بعد عطلة الكنيست، إما للتهرب من استحقاقات صفقة غزة وضغوط الحريديم، أو لاستثمار ما يعتبره إنجازات عسكرية في غزة ولبنان وسوريا وإيران، كما ظهر في خطاباته الأخيرة. ويشير استطلاع للرأي أجرته القناة 12 إلى أن 54% من المستطلعين يعتقدون أن الانتخابات قادمة خلال 2025، في حين اعتبر 61% أن الحرب في غزة لم تحقق أهدافها بعد. وهنا يظهر السؤال الكبير: هل سيغامر نتنياهو بحل الائتلاف طوعاً للقفز من سفينته قبل أن تغرق؟ أم سينجح في شراء الوقت عبر تسويق "الانتصارات" وتأجيل الأزمات حتى الدورة الشتوية للكنيست؟ وبالنسبة لكثير من المراقبين، تبدو الانتخابات بمثابة "طوق نجاة" لنتنياهو، فهي تمنحه فرصة لإعادة ترتيب أوراقه وشراء وقت إضافي بدلاً من مواجهة ضغوط إنهاء الحرب أو المضي قدماً في صفقة الأسرى. وتقول سيما كيدمون المحللة السياسية في صحيفة يديعوت أحرونوت -في مقال لها- إن نتنياهو سيبذل كل ما بوسعه لتأجيل الصفقة أو تسويقها كإنجاز على طريق "النصر الكامل". وفي حال فشل، فسيختار الذهاب إلى الانتخابات قبل أن يفرض عليه خصومه ذلك. وفي المقابل نشر الصحفي في القناة 12 عميت سيغال أن نتنياهو غير مهتم بإجراء انتخابات قريبا، بل يُفضّل إجراءها في أقرب وقت ممكن من موعدها الأصلي ليس في نوفمبر/تشرين الثاني 2026 بل قبل شهرين، وذلك لسببين: تقصير مدة الحملة الانتخابية، وعدم إجرائها قريبًا من الذكرى الثالثة ليوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ولتحقيق ذلك، فإن ما سيخدم نتنياهو هو تمرير قانون التجنيد، ومن ثم توفير أكبر قدر ممكن من الوقت قبل تنفيذه، وهي خطوة غير شعبية بحسب سيغال. ومن جهته، يشير المختص بالشأن الإسرائيلي إلى أن خيار الانتخابات المبكرة هو سيناريو وارد بعد انتهاء عطلة الكنيست، وهناك العديد من العوامل تدفع باتجاه هذا الخيار منها الحرب في غزة، والتي لن يستطيع نتنياهو الحصول فيها على صورة النصر الحاسم الذي يحلم فيه، لذا سيسعى لاستغلال حالة الغموض التي تسيطر على الأجواء العاملة، من أجل الوصول لإنجازات جزئية على مستوى التطبيع، أو تغير في مكانة الضفة الغربية على مستوى ضم أراضيها أو فرض السيادة. ويضيف حباس بأن قانون إعفاء الحريديم من التجنيد قد ينسف الائتلاف ويدفع لانتخابات مبكرة، إضافة لوجود أزمة ثقة بين مكونات ائتلاف نتنياهو بين الحريديم من جهة والصهيونية الدينية والليكود. وفي المقابل، فإن نتنياهو غير واثق من صلابة قاعدته الانتخابية، ولكنه يراهن على ضعف المعارضة وانقسامها كما يراهن على الذاكرة الانتقائية للناخب الإسرائيلي بسبب سيطرة نتنياهو الواسعة على وسائل الإعلام. وأشار حباس إلى أن بعض شركاء نتنياهو في الائتلاف ممكن أن يسبقونه بالدفع لانتخابات مبكرة إذا شعروا أن نتنياهو يسوق إنجازات وهمية على حسابهم، وقد بات ملف غزة أداة مزدوجة لنتنياهو فهو يبرر فشل المفاوضات أو الذهاب لانتخابات مبكرة. محاولة جديدة للمناورة في المحصلة، يبدو أن الخيارات المتاحة أمام نتنياهو تضيق، فالحفاظ على الائتلاف مع الحريديم واليمين المتطرف يبدو محفوفاً بالخلافات، وقد يطيح إبرام صفقة مع حماس بالائتلاف، بينما تشكل الانتخابات المبكرة مغامرة كبيرة إذا لم ينجح نتنياهو في إقناع الناخبين بأن إنجازاته كافية لتجديد الثقة به. وبحسب المختص بالشأن الإسرائيلي فإن نتنياهو سيحاول كعادته، المناورة، وقد فعلها مرات عديدة في الماضي. وهذه المرة، الوضع أشبه بحقل ألغام دبلوماسي أمني سياسي، لا مجال فيه للمناورة. فمن جهة الرئيس الأميركي فإنه ليس لاعبًا ثانويًا بل إنه يسعى لنيل جائزة نوبل للسلام، ويرى أن غزة ليست سوى خطوة على طريق "صفقة إقليمية عملاقة". وأضاف عبد الهادي بأنه معروف عن نتنياهو تفضيله لمفاوضات "حافة الهاوية" ويسعى عبر ممارسة أقصى الضغوط للحصول على مكتسبات أمام حماس التي وصلت لقناعات راسخة -وفقًا لتجارب المفاوضات السابقة- بأنه لا يمكنها الموافقة على صفقات جزئية مع جيش الاحتلال ستتحول مع الوقت لوقائع على الأرض ضد مصالح الشعب الفلسطيني وتطلعاته.

شبكات انقسام بالمنصات الأردنية حول عبلي.. حرية تعبير أم تهديد للأمن؟
شبكات انقسام بالمنصات الأردنية حول عبلي.. حرية تعبير أم تهديد للأمن؟

الجزيرة

timeمنذ 36 دقائق

  • الجزيرة

شبكات انقسام بالمنصات الأردنية حول عبلي.. حرية تعبير أم تهديد للأمن؟

أشعل المؤثر الأردني أيمن عبلي منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، ليس بمحتواه الكوميدي المعتاد، بل بموقف سياسي جريء حول الوضع في غزة تسبب في اعتقاله وإثارة جدل واسع حول حدود الحرية. اقرأ المزيد

ألمانيا وبريطانيا تطالبان بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة
ألمانيا وبريطانيا تطالبان بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ألمانيا وبريطانيا تطالبان بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة

طالب المستشار الألماني فريدريش ميرتس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد باتخاذ جميع الخطوات الممكنة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة. وأعرب ميرتس -في مكالمة هاتفية- مع نتنياهو عن بالغ قلقه إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة؛ ووصفها بالكارثية. ودعا المستشار الألماني إلى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين بسرعة وأمان وبالكمية المطلوبة. من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ، إن قرار إسرائيل وقف العمليات العسكرية لمدة 10 ساعات يوميا في أنحاء من غزة، والسماح بفتح مسارات جديدة للمساعدات، لا يكفيان لتخفيف معاناة الفلسطينيين في القطاع. وأضاف لامي -في بيان- أن إعلان إسرائيل ضروري، ولكن طال انتظاره، داعيا إلى تسريع وصول المساعدات عاجلا خلال الساعات والأيام المقبلة. كما شدد الوزير البريطاني على الحاجة إلى وقف إطلاق نار ينهي الحرب ويطلق سراح المحتجزين، ويدخل المساعدات إلى غزة برا دون عوائق. وتأتي تصريحات ميرتس ولامي بعد يومين من إصدار بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانا مشتركا دعت فيه إلى إنهاء الحرب ووضع حد للكارثة الإنسانية بغزة. وفي الإطار، قالت صحيفة فايننشال تايمز إن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر سيستدعي الأسبوع المقبل حكومته من العطلة الصيفية لمناقشة الوضع في غزة. وتزايدت في الأيام القليلة الماضية الإدانات الأوروبية لسياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل على أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر مما أدى إلى تفشي المجاعة بين السكان المحاصرين ووفاة العشرات منهم في غضون أيام قليلة. ولاحتواء الغضب الدولي المتصاعد، أعلنت تل أبيب مساء أمس، عن البدء في إنزال مساعدات جوا فوق غزة وإدخال أخرى برا وفتح ما سمتها ممرات إنسانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store