logo
الهلال الأحمر المصري يرسل قوافل "زاد العزة" محمّلة بالخبز الطازج إلى غزة

الهلال الأحمر المصري يرسل قوافل "زاد العزة" محمّلة بالخبز الطازج إلى غزة

مصرسمنذ 4 أيام
في إطار مواصلة الدعم الإنساني المقدم من مصر إلى الشعب الفلسطيني، دفع الهلال الأحمر المصري بقوافل جديدة ضمن مبادرة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، محمّلة بالخبز الطازج المُعد خصيصًا في المطبخ الإنساني بمدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء.
ويأتي ذلك ضمن مبادرة «لقمة هنية من مصر إلى غزة»، والتي أطلقها الهلال الأحمر المصري لتوفير الاحتياجات الغذائية الأساسية للمتضررين داخل قطاع غزة في ظل النقص الحاد في الغذاء.وزير الاقتصاد الفلسطيني: الأضرار في غزة وحدها تتجاوز 53 مليار دولارa href="/5198542" title="عاجل- بيان دولي مشترك من مؤتمر حل الدولتين: إدانة " طوفان="" الأقصى"="" ودعوة="" لنزع="" «سلاح="" حماس»="" وتسليم="" غزة="" للسلطة"=""عاجل- بيان دولي مشترك من مؤتمر حل الدولتين: إدانة "طوفان الأقصى" ودعوة لنزع «سلاح حماس» وتسليم غزة للسلطةمخبز آلي لإنتاج عشرات الآلاف من الأرغفةيقوم المتطوعون داخل مركز الإمداد الغذائي التابع للهلال الأحمر المصري بإعداد الخبز الطازج بشكل يومي داخل المخبز الآلي الذي يعمل بأقصى طاقته، بهدف إمداد سكان غزة بعشرات الآلاف من الأرغفة، في خطوة حيوية لتعزيز الأمن الغذائي في القطاع.جهود إنسانية شاملة منذ بدء الأزمةويعد المطبخ الإنساني من أهم ركائز المساعدات المصرية المقدمة إلى غزة، حيث يقوم بإعداد وجبات ساخنة وجافة إلى جانب الخبز والدقيق والسلال الغذائية المتكاملة. وقد بدأ تشغيل هذا المركز في مارس 2024، ليواصل منذ ذلك الحين تقديم الدعم الغذائي بشكل منتظم.وخلال شهر رمضان الماضي فقط، قدم المطبخ الإنساني ما يقرب من 2 مليون رغيف خبز، إلى جانب أكثر من نصف مليون وجبة ساخنة، وما يقارب 700 ألف وجبة جافة.رسالة تضامن مصرية مستمرةتعكس هذه الجهود التزام مصر المستمر بدعم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي تمر بها المنطقة، مع استمرار التنسيق مع الجهات المعنية لضمان تدفق المساعدات بشكل منتظم وسريع عبر معبر رفح.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«سيمبلكس» تخطط لإجراء جولة تمويلية لجمع 5 إلى 10 ملايين دولار مطلع 2026
«سيمبلكس» تخطط لإجراء جولة تمويلية لجمع 5 إلى 10 ملايين دولار مطلع 2026

المصري اليوم

timeمنذ 8 دقائق

  • المصري اليوم

«سيمبلكس» تخطط لإجراء جولة تمويلية لجمع 5 إلى 10 ملايين دولار مطلع 2026

قال أحمد شعبان، رئيس مجلس إدارة «سيمبلكس» المتخصصة فى مجال تصنيع ماكينات التحكم الرقمى (CNC)، إن الشركة تخطط لإجراء جولة تمويلية جديدة تهدف إلى جمع ما بين 5 إلى 10 ملايين دولار. وتوقع بدء المحادثات مع صندوقين أو ثلاثة صناديق استثمارية سواء أجنبية أو مصرية، بداية من يناير المقبل، مضيفًا أن الشركة تفضل الانتظار حتى افتتاح مصانعها الجديدة فى مصر والسعودية وزيادة القدرة الإنتاجية، إذ إن قيمة الشركة تتضاعف باستمرار، ما سيمكنها من الحصول على تقييم أعلى فى هذه الجولات التمويلية. وأشار إلى أن شركته تستعد لافتتاح مصنعها بالمملكة العربية السعودية خلال شهر أغسطس الجارى، باستثمارات تصل لنحو 13 مليون دولار، إذ يقام على مساحة 20 ألف متر مربع بالرياض. وكانت «سيمبلكس» قد وقعت مذكرة تفاهم مع المركز الوطنى للتنمية الصناعية السعودى لافتتاح المصنع، خلال شهر يناير 2025. ولفت إلى أنه بالتوازى مع افتتاح المصنع بالسعودية، فإن الشركة تستهدف بدء التشغيل التجريبى لمصنعها الجديد بمصر خلال أغسطس الجارى، على مساحة 10 آلاف متر، باستثمارات 10 ملايين دولار. وتأسست سيمبلكس Simplex CNC كشركة ناشئة متخصصة فى تصنيع ماكينات التحكم الرقمى (CNC)، والتى تستخدم على نطاق واسع فى عمليات التصنيع والصناعات التحويلية، وتتميز الشركة بتقديم حلول تكنولوجية متقدمة تلبى احتياجات العملاء فى مختلف القطاعات الصناعية.

بسمة وهبة تكشف خطة "أورورا" لتهجير غزة
بسمة وهبة تكشف خطة "أورورا" لتهجير غزة

مصرس

timeمنذ 26 دقائق

  • مصرس

بسمة وهبة تكشف خطة "أورورا" لتهجير غزة

قالت الإعلامية بسمة وهبة إن هناك خطة أمريكية تُعرف باسم "أورورا"، تُديرها شركة بوسطن كونسلتنج جروب، تهدف إلى تهجير جماعي لسكان قطاع غزة وتجويعهم لتسهيل تحويل المنطقة إلى "ريفييرا إسرائيلية"، مشيرة إلى أن هذه الخطة تُنفذ بإشراف ضابط سابق وتمويلات ضخمة. وأضافت في مقطع فيديو عبر حسابها على إنستغرام أن التكلفة المبدئية لدعم الفلسطينيين قُدرت بخمسة مليارات دولار، لكن تم تقليصها إلى النصف من خلال سياسة التجويع الممنهج لتقليل تكاليف إعادة إعمار القطاع.وأوضحت وهبة أن هذه الخطة تُعد جزءًا من مؤامرة أوسع تستهدف زعزعة استقرار مصر، مؤكدة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يقف بحزم ضد هذا المخطط، مما يفسر الهجمات الممنهجة على مصر وسفاراتها.وتابعت أن الوضع الإنساني المأساوي في غزة، حيث يضطر الصحفيون لبيع أدواتهم مثل الكاميرات لشراء الطعام، يعكس خطورة هذه السياسة التي تمنع دخول المساعدات عبر المعابر.وأشارت إلى فيديو حصري أرسله لها الصحفي الفلسطيني بشير أبو الشعر، الذي أعلن استبدال كاميرته بشوال دقيق لإنقاذ أطفاله من الجوع، مؤكدة أن هذا المشهد يكشف وحشية سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي.وأكدت أن هذا الفيديو، الذي يُظهر معاناة الصحفيين والشعب الفلسطيني، هو بمثابة قطع البازل التي تجمعت لتكشف الحقيقة الكاملة عن هذه الخطة.وأضافت وهبة أن الصحفي أبو الشعر وجه رسالة إلى العالم عبرها، طالبا إيصال صوت الفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة، مشيدًا بالدور المصري بقيادة الرئيس السيسي في دعم القضية الفلسطينية.وأكدت الإعلامية بسمة وهبة على أن مصر ستبقى صامدة في وجه هذه المؤامرة، داعية إلى الضغط الدولي لفتح معبر رفح وإدخال المساعدات لإنقاذ أهالي غزة من الكارثة الإنسانية.

«القعدة على حِجر أمريكا» من «الشاه» إلى «السادات»! (الحلقة الرابعة )
«القعدة على حِجر أمريكا» من «الشاه» إلى «السادات»! (الحلقة الرابعة )

مصرس

timeمنذ 26 دقائق

  • مصرس

«القعدة على حِجر أمريكا» من «الشاه» إلى «السادات»! (الحلقة الرابعة )

تغير السياسة جلدها من ظرف إلى ظرف ومن حاكم إلى حاكم. لا تبقى السياسة مزروعة- مثل تمثال «أبى الهول»- فى مكانها مئات السنين تؤمن بالقناعات نفسها وتصدر القرارات ذاتها.لو حدث ذلك فإن مسؤولى السياسة يصبحون من أهل الكهف يعيشون فى زمن غير زمانهم ويستخدمون عملة لم تعد صالحة للتداول.تغيير جلد السياسة حالة نشطة من اليقظة تمنع الدولة من الدخول فى مرحلة الغيبوبة وتدفعها إلى أن تكون جزءًا من إيقاع العصر.فى يوم 13 يونيو 2025 بدأت «حرب السماوات المفتوحة» بين تل أبيب وطهران بطائرات إسرائيلية وصواريخ إيرانية.لكن مصر خشيت أن تمتد عواصف النار إلى ما وراء الحدود الحمراء لتحرق دولًا ملاصقة وقريبة لا ذنب لها سوى أن الجغرافيا حكمت عليها بالجيرة.بمرونة نشطة هادئة ومناسبة تغيرت السياسة المصرية تجاه إيران بعد سنوات طوال من التوتر والتوجس والتعسف ماتت فيها مبادرات التقارب بالسكتة الدبلوماسية ودُفنت دون الصلاة عليها فى مقابر الصدقة.لكن عادة لم تكن المشكلة فى مصر وإنما فى إيران.نسفت التغيرات الحادة فى إيران جسور التفاهم مع مصر، ويتطوع التاريخ متحمسًا ليذكرنا بما نسينا أو تناسينا.ما إن أمم الدكتور «محمد مصدق» شركة النفط «الأنجلو- إيرانية» يوم 15 مارس 1951 حتى سجل «مصطفى النحاس» لنفسه السبق فى تأييده.ودون تردد أعلن زعيم الوفد أن مصر لن تسمح باستخدام بريطانيا قواعدها العسكرية ضد إيران، وستمنع مرور السفن الحربية المتجهة إلى إيران لمهاجمتها، ولو اضطرت إلى استخدام القوة.وفاجأ «مصطفى النحاس» الدنيا بتوقيع معاهدة تحالف بينه وبين «محمد مصدق» حتى يسير فى طريقه إلى النهاية، ورد الزعيم الإيرانى الثائر الجميل بقطع العلاقات مع إسرائيل.لكن ما إن سقط «محمد مصدق» يوم 19 أغسطس 1953 بمؤامرة من الاستخبارات المركزية الأمريكية حتى تغيرت السياسة المصرية تجاه إيران، وبدأت مرحلة العداء المتصاعد يومًا بعد يوم بين «جمال عبدالناصر» والشاه «محمد رضا بهلوى» العائد إلى عرشه وهو يحلم بأن يصبح إمبراطورًا.تصور أن تحقيق الحلم يبدأ بالسجود إلى الغرب والتبرك بأحلافه والتقرب إلى إسرائيل، ومواجهة النزعات القومية العربية، والسيطرة على دول الخليج والتهديد بابتلاعها، مثل سمكة قرش أو «فك مفترس».بسياسة «براجماتية» مثيرة للدهشة أيد «عبدالناصر»- الرافض للدولة الدينية- الإمام «آية الله الخومينى» ولم يتردد فى مساعدته.قطعًا لم يكن حبًا فيه وإنما نكاية فى «الشاه».كان «الخومينى» قد بعث برسالة إلى جميع حكام العالم العربى والعالم الإسلامى يطلب فيها مساعدة أسر الذين قُتلوا فى الانقلاب على «محمد مصدق»، لكن لا أحد استجاب إلا «عبدالناصر».غادر أحد رجال الحركة الناصرية فى لبنان مطار بيروت وهو يحمل فى جيوب خفية 150 ألف دولار كان عليه أن يوصلها إلى «الخومينى» فى مدينة «قم» المقدسة، ولكن فى مطار طهران كانت المخابرات الإيرانية «السافاك» فى انتظاره.سمعت هذه الواقعة من «فتحى الديب» الذى يسكن بالقرب منى فى حى «مصر الجديدة» بالقرب من حديقة «المريلاند» هو وزوجته وحدهما بلا أبناء فى شقة تواجه شقة «أحمد بن بيلا» أول رئيس جمهورية فى الجزائر بعد استقلالها.تخرج «فتحى الديب» فى الكلية الحربية عام 1952، وساهم فى بناء جهاز المخابرات العامة ليختص بالشؤون العربية، ووُضعت تحت مسؤوليته ملفات حركات التحرر فى الجزائر وليبيا والسودان واليمن وغيرها.فى عام 1960 عُين سفيرًا فى سويسرا، لتكون مهمته الحقيقية مساندة ثورات العالم الثالث مستفيدًا من وجوده فى دولة محايدة متوسطة فى أوروبا.هناك، وبالتحديد فى يوم الثانى من فبراير 1963، جاء إلى السفارة فى برن «محمد ناصر قاشقاى» وقدم نفسه إلى «فتحى الديب» على أنه رئيس قبائل «قاشقاى» التى تقيم فى الجبال الممتدة جنوب غرب إيران وتنتفض ضد الشاه.طالب «قاشقاى» بمال يلزم شراء السلاح إلى جانب تدريب رجاله على حرب عصابات فى مصر.لكن «عبدالناصر» رفض شراء القبائل خشية أن تتحول الثورة إلى استرزاق، خاصة أن المبالغ المطلوبة كانت بالملايين.فى ذلك اللقاء سمع «فتحى الديب» عن الإمام «الخومينى» الذى يحظى بقدرة فائقة على تحريك الشارع ضد الشاه بسهولة.وعرف أن خارج إيران تلعب الدور نفسه التنظيمات الطلابية الإيرانية التى يزيد عددها على 18 ألف طالب، وتشكل ما يسمى «الجبهة الوطنية الإيرانية»، ومقرها الرئيسى جنيف.فى يوم 13 إبريل 1963 جاء إلى السفارة المصرية «شريفيان رضوى» مندوبًا عن «محمود طلقان»، رئيس حركة الحرية الإيرانية المسجون، والمفوض منه بالاتصال بالسلطات المصرية.كانت مطالب الحركة تأهيل الشباب الإيرانى للحكم وتطوير الإذاعة الموجهة إلى إيران من القاهرة وتركيز إذاعة صوت العرب على قضاياهم، ولم يشأ «فتحى الديب» أن يذكر أنه هو مؤسسها.فى 16 أغسطس من العام نفسه تابعت المخابرات المصرية المؤتمر الثانى للجبهة الوطنية الإيرانية، ولم تمر سوى عدة أيام حتى وصل إلى برن «إبراهيم يازدى» أحد قادة التجمع الإيرانى فى الولايات المتحدة، الذى أصبح أول وزير خارجية للثورة بعد نجاحها.استقبله «فتحى الديب» لينقل عنه ما يريد إلى «عبدالناصر» الذى طلب أن يأتى إليه فى القاهرة حتى يطمئن إليه بنفسه.وبخط يده أجاب «إبراهيم يازدى» على أسئلة طرحها «عبدالناصر» ولخصها «فتحى الديب» فى عبارة واحدة: «سنسقط الشاه ونقيم نظامًا اشتراكيًا يتماشى مع الإسلام المستنير، وسنعارض الأحلاف العسكرية، وسنعيد الجزر الإماراتية التى استولى عليها الشاه».فى يوم 9 يناير 1964 ولمدة أسبوع شارك خمسة من قيادات الثورة فى اجتماع عُقد فى القاهرة التى دخلوها بجوازات سفر مصرية تأكيدًا للسرية.والمثير للدهشة أنهم وقعوا على إيصالات رسمية بتسلم تذاكر السفر و«البوكت مونى» (مصاريف الجيب) وبعضها لا يزيد على 500 فرنك سويسرى، وأكبرها لا يزيد على 20 ألف فرنك سويسرى.لكن الأهم أن «عبدالناصر» وافق على تدريب قيادات الثورة فكريًا وعسكريًا فى معسكرات خاصة جهزت فى أنشاص، وعين «محمد نسيم» مسؤولًا عن المتابعة وكلف «فتحى الديب» و«كمال الدين حسين» بالتعرف على موقف الإيرانيين بعد نجاح الثورة من النظام الدولى والمصالح الأجنبية فى إيران والقومية العربية والقضية الكردية وإسرائيل ومشاكل الحدود مع دول الخليج.تشكل فى القاهرة مكتب دائم للثورة الإيرانية من خمس قيادات، جاء ثلاث منهم من داخل إيران.لكن سرعان ما حدث خلاف حول أفضل وسيلة لتحقيق الثورة.تحمست القاهرة للوسائل السياسية والدعائية والتحريضية، لكن الطرف الآخر لم يقبل إلا بالتدريبات العسكرية فانصرف كلٌّ منهما فى طريقه.والحقيقة أن تصور القاهرة ثبت جدواه فى شرائط كاسيت بثها «الخومينى» بصوته وجاءت من منفاه فى فرنسا.لكن «الخومينى» لم يلتزم بما سبق أن تعهد به، وأكلت الثورة أبناءها وتحولت إيران إلى دولة دينية ودخلت فى نفق مظلم وسعت جاهدة لجر المنطقة معها.قبل سقوط الشاه توفى «عبدالناصر» وتولى «أنور السادات» الحكم.لم يكتف «السادات» بمد جسور الود بينه وبين «الشاه» وإنما أفصح عن إعجابه به واعتبره أكثر حكام عصره ذكاء.كان «أحمد بهاء الدين» فى إيران عندما وجد من يرتب له لقاء مع الشاه، وعندما عاد إلى القاهرة راح يروى للسادات فى استراحة «القناطر» قصة الرحلة والمقابلة كاملة، انهال «السادات» عليه بأسئلة تنطوى إجاباتها على ثناء على الشاه مثل:ألم تلاحظ ذكاءه الخارق؟ألم تجد ثقافته واسعة؟ألم تتعرف على فكره الاستراتيجى شديد التفوق؟كان «السادات» يسأل بروح من الإعجاب الهائل عن شخص لم يكن يعرفه، فهو لم يره إلا فى مؤتمر عُقد فى الرباط أيام «عبدالناصر» وتشاجرا وتبادلا الإهانات فى جلسة واحدة وانتهى الأمر.أجاب «أحمد بهاء الدين»:نعم هو ذكى وكفء بلاشك، ولكن السؤال فى أى شىء يستخدم ذكاءه؟«إن طهران عاصمة البترول» أفقر من الأحياء الشعبية فى القاهرة، ومجاريها مازالت مفتوحة، والحفاة يمشون على أرضها المغطاة بالثلوج فى الشتاء بملابس مهلهلة.لم تتغير صورة طهران كثيرًا عندما زرتها بعد «أحمد بهاء الدين» بأكثر من عشرين سنة رغم سقوط نظام «كافر» وصعود نظام «طاهر».لكن ذلك لم يمنع «السادات» من أن يعترف بأن «الشاه» كان مثله الأعلى بين كل زعماء العالم الثالث.وكان تبريره:- إن زعماء عدم الانحياز- بمن فيهم «عبدالناصر»- ملأوا الدنيا ضجيجًا منذ سنوات، ثم «راحوا فين؟»، بينما بقى الشاه فى هذه المرحلة على مقعده بكل سلطانه وهيلمانه والدنيا تسعى إليه.والسبب؟- السبب بسيط، كل هؤلاء تصوروا أن فى العالم قوتين، روسيا وأمريكا، لكن الحقيقة أن هناك دولة عظمى واحدة هى أمريكا، أما روسيا فتأتى بعدها بعشر أو عشرين درجة، والشاه أدرك هذه الحقيقة، و«قعد على حِجر أمريكا ومسك فى هدومها».والحقيقة أن إعجاب «السادات» امتد إلى الحياة المترفة، وربما نعرف أنهما كانا يلبسان ثيابهما من نفس بيت الأزياء.يقع بيت الأزياء «بيجان»- وهو يحمل اسم صاحبه الإيرانى- فى «رودوه دريف» فى «بيفرلى هيلز»، أغلى شارع موضة فى العالم، ويواجه «فور سيزونز» ملتقى نجوم هوليوود.إنه الشارع نفسه الذى صور فيه «ريتشارد جير» و«جوليا روبرتس» مشاهد من فيلم «بريتى وومن» أو «امرأة جميلة»، وأخرجه عام 1990 «جارى مارشال».وفى كل عام تنشر مجلة «تايم» الأمريكية قائمة تسمى «قائمة بيجان العالمية للرجال الأكثر أناقة»، وكثيرًا ما وُضع «السادات» فى القائمة بعد الممثل الفرنسى «إيف مونتان»، ومن جانبها منحته مجلة «شترن» الألمانية لقب «أشيك حاكم عربى».لكن الأهم أن «السادات» مشى مثل الشاه على خط مستقيم يبدأ من القاهرة وينتهى فى واشنطن.على أن «القعدة» على حِجر «أمريكا» سرعان ما ثبت أنها ليست مريحة، وبعد التغيرات التى حدثت فى المنطقة، وبعد التخلى عن الشاه أعمت السحب الكثيفة السوداء «السادات» عن الرؤية.سقط الشاه بثورة غافلت الحماية الأمريكية الضامنة.أما «السادات» فقد انتهت صلاحيته بعد توقيعه معاهدة الصلح مع إسرائيل، نفد الوقود من الصاروخ الذى يركبه تهورًا فسقط قبل أن يموت اغتيالًا.لكن الأهم انه أصبح عبئًا على الجميع يجب التخلص منه، لتعود المياه إلى مجاريها بين مصر ومحيطها العربى.وتسلم «مبارك» السلطة بعد رحلة خاطفة إلى الولايات المتحدة لم نعرف ما جرى فيها.وحامت شبهات حول معرفته بحادث المنصة.سافرت إلى أسيوط أنا والمصور «صلاح أحمد» لتغطية الحوادث الإرهابية التى وقعت هناك بعد ساعات من اغتيال «السادات»، فاجأنى محافظها «محمد عثمان إسماعيل» بتوجيه اتهام إلى «مبارك».كان دليله على الاتهام عدم نظرة «مبارك» إلى السماء- وهو الطيار الحربى الذى وصل إلى قيادة القوات الجوية- أثناء قيام الطائرات بمناورات، وركز بصره على الشاحنة العسكرية التى توقفت وقفز منها الجناة.وأبدى دهشته من وضع «الكاب» أمامه، متصورًا أنها رسالة إلى القتلة بوجوده فى هذه النقطة، كما أن أحدهم طلب منه الابتعاد فهو ليس مطلوبًا، وكان من الطبيعى تصفية رموز النظام إذا ما تيسر ذلك.لكنى أعدت الاتهام إلى المحافظ قائلًا:- لو شئت إلقاء اللوم على أحد فليكن أنت، ألست من أسس الجماعات المتشددة فى الجامعات بمساندة مالية وسياسية من عثمان أحمد عثمان، وكنتما من المقربين الناصحين للسادات؟على أن ما يستحق التوقف عنده أن الجماعات المتشددة وجدت فى نجاح الثورة الإسلامية فى إيران مساحة كبيرة من التفاؤل شجعتها على اللعب فيها على أمل تكرارها فى مصر.ومن جانبه، سارع الحرس الثورى الإيرانى فى إرسال شحنات من كتب «على شريعتى»، ملهم الثورة على حد وصف «الخومينى».ولم تكن لتدخل كلية فى جامعة مصرية إلا وتجد مؤلفاته- مثل «طريق معرفة الإسلام» و«الإسلام والإنسان» و«ماذا علينا أن نفعل» و«بناء الذات الثورية»- مفروشة أمام طلابها بقروش قليلة.لكن قبل اغتيال «السادات» قُطعت العلاقات بين طهران والقاهرة بعد استضافة الشاه وتشييع جثمانه فى جنازة عسكرية ومنح أسرته جوازات سفر مصرية.المقصود أن «مبارك» تسلم الحكم وبيننا وبين إيران مسافة من الشك لا تقل عن المسافة بين القاهرة وطهران، التى تزيد على 2471 كيلومترًا.والمؤكد أن الأنفاس هدأت قليلًا بتولى «محمد خاتمى» الرئاسة، وهى الفترة التى زرت فيها إيران.فى هذه الفترة أيضًا التقى «مبارك» و«خاتمى».كان أول لقاء على مستوى الرؤوس بين البلدين بعد 24 سنة من القطيعة فى قمة مجتمع المعلومات فى جنيف.كان ذلك فى شتاء عام 2003.وفى ربيع عام 2007 التقيا فى القاهرة.ولكن ظلت الملفات الأمنية مفخخة مهددة بالانفجار بمجرد فتحها.وذات يوم كنا فى رحلة عودة إلى القاهرة بعد زيارة خمس ساعات إلى دمشق عندما سمعنا «مبارك» يتحدث بسخرية عن «الثورة» التى تصر إيران على تصديرها قائلًا:«ثورة إيه، دى بقت عورة».وأشهد أن الجملة سبق أن سمعتها من «محمد نجيب» وأنا أسجل مذكراته، التى نُشرت تحت عنوان «كنترئيسًا لمصر».وعاد «مبارك» إلى جديته مضيفًا:- حافظ الأسد يتوسط بيننا وبين إيران لعودة العلاقات، أنا قلت له ابعد عن إيران وإلا ستتحكم فى سوريا وتحكمها، ولن تستطع أن تقف ضد أطماعها، لقد تغير النظام هناك ولكن لم يتغير الشعور بالجشع، وطبعًا لن يسمع الكلام.وما إن تولى «محمد مرسى» الرئاسة حتى سعى «محمد حسنين هيكل» إلى نقل جنونه بإيران إليه.وليلة أن كان على الرئيس الإخوانى السفر إلى طهران لتسليم قمة عدم الانحياز إليها، أمسك «هيكل» برأسه ساعة كاملة راح يشرح له فيها أهمية إيران وزين له فرصة الفوز بعودة العلاقات ليدعم اتجاه شيخ الأزهر الأسبق «محمود شلتوت» فى التقارب بين الشيعة والسنة.وما إن التقيت به حتى حكى لى ما جرى وهو يعبر بملامحه عن يأسه من «محمد مرسى»، ثم حرك يديه بشكل مسطح قائلًا: «أنا وجدته كده»، ثم حرك يديه بشكل عميق مضيفًا: «مش كده».وكدت أن أسأل:- اللى وجدته مسطح مش عميق رحت له ليه؟لكن شعرت بالحرج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store