
بدايته اتفاق ونهايته أخلاق
العلاقات الإنسانية هي نسيج الحياة الاجتماعية، تبدأ باتفاق صريح أو ضمني، وعادةً ما تُبنى العلاقات على التفاهم والنوايا الطيبة عند بدايتها، وكما قيل «النوايا مطايا»، سواء كانت هذه العلاقة زواجاً أو شراكة عمل أو حتى صداقة عابرة، فجميع هذه العلاقات تنطلق من لحظة توافق على اتفاق معين وتُختبر قيمها عند نهايتها، حيث يظهر معدن الأخلاق، ما يعني وجود الانسجام والتوافق والمصلحة المشتركة، كأن يتفق الطرفان على الزواج لبناء أسرة مستقرة، أو على شراكة لتحقيق مشروع مشترك، أو حتى على صداقة قائمة على الاحترام والتفاهم، ويعد هذا الاتفاق حجر الأساس في بداية كل علاقة.
وحتى تستمر هذه العلاقة لابد من مواجهة الاختلافات واحترام وجهات النظر والتحديات التي قد تكشف قوة وهشاشة هذه العلاقة، فهي الامتحان الحقيقي لاستمرارها من عدمها، وهنا يظهر الفرق بين علاقة تنتهي باحترام متبادل واعتراف بالفضل وحسن الختام، وبين علاقة تنتهي بالفجور في الخصومة والتجريح وكسر الكرامة، فكم من علاقة انتهت وتركت في النفس راحة ورضى، لأن أصحابها اختاروا الأخلاق والجلوس على الطاولة لإنهاء الخلاف دون تعنت، وبين علاقة شُوهت ذكراها بسبب سوء التصرف من أحد طرفيها أو كليهما.
فالخلاف بين الزوجين ليس ضرورياً على الرجل أن يطبق القانون بحذافيره، وإنما يسعى لتطبيق مروءته على زوجته وأنها كانت يوماً ما أُماً لأبنائه، والعكس كذلك على الزوجة ألا تنسى الفضل والعشرة والستر الذي كان بينهما دون نشر للغسيل، فالدين المعاملة، وكما قال نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام: «ما من شيء أثقل في الميزان من حُسن الخُلق». والتوجيه الرباني عندما قال في قرآنه الكريم: «ادفع بالتي هي أحسن».
وليس عيباً أن ننسحب من علاقة لا تناسبنا أو مكان لا نحصل فيه على التقدير أو العطاء المناسب، وإنما العيب الاستمرار في علاقة وكأنها حرب يرغب أحد طرفيها في إذلال الطرف الآخر بحق أو بغير حق، لذلك دعونا نرتقِ بمبادئنا وأخلاقنا عند حدوث الخصام، والبعد عن الغضب غير المبرر والشعور بالانتقام، وعلينا إنهاء العلاقات أياً كان نوعها بصورة جميلة حتى تستمر الحياة بصورتها الجميلة، فكل علاقة تبدأ بالاتفاق لابد أن نسعى لإنهائها بالأخلاق.
Dr. Khaledali123. X.com@
*أكاديمي وباحث
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
«نقل عجمان» تنظم مبادرة للحجاج بالتعاون مع الهلال الأحمر
نظّمت هيئة النقل – عجمان استقبالاً خاصاً للحجاج العابرين من دولة الإمارات إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج، في المحطة الرئيسية، بالتنسيق مع شركة 'بلاد الشام' لنقل الركاب بالحافلات، استعداداً لانطلاقهم براً إلى الأراضي المقدسة. وجاء تنظيم الاستقبال بالتعاون مع 'الهلال الأحمر الإماراتي'، حيث وزّعت المصاحف والتمر والمظلات على الحجاج، بمشاركة متطوعي الهلال الأحمر وموظفي الهيئة وأسرهم، الذين أسهموا في تقديم الدعم اللوجستي والميداني، وتنظيم إجراءات الانطلاق في أجواء يسودها الحس الإنساني والتكافل المجتمعي. وأكد عمر محمد لوتاه، المدير العام للهيئة تواصل دعم المبادرات الوطنية والإنسانية ضمن عام المجتمع، عبر توفير التسهيلات لضمان رحلة آمنة ومريحة للحجاج العابرين من دولة الامارات إلى بيت الله الحرام. وهذا التعاون يجسد قيم التضامن والشراكة المجتمعية التي تتميز بها دولة الإمارات. واختتمت الهيئة بتأكيد التزامها بتقديم خدمات متنوعة تخدم مختلف شرائح المجتمع، وتعكس الصورة الحضارية والإنسانية لإمارة عجمان في شتى المناسبات.


الإمارات اليوم
منذ 11 ساعات
- الإمارات اليوم
زراعات «جرش» الصيفية في أسوأ حالاتها
شهدت مساحة الزراعات الصيفية، العام الجاري، في محافظة «جرش» الأردنية، تراجعاً بنسبة تتجاوز 60%، وفق ما يؤكد مزارعون، بسبب تراجع كميات المياه في العيون والينابيع، وقيام بعض المواطنين المجاورين للعيون والينابيع بسحب المياه إلى منازلهم لتعويض النقص في مياه الشرب، واستثمارها في تحسين ظروفهم الاقتصادية من خلال بيع المياه بوساطة الصهاريج، فضلاً عن تأثير تداعيات التغيرات المناخية وانخفاض هطول الأمطار وتأخرها، ما تسبب كذلك في تراجع كميات المياه الجوفية وضعف التزويد في مشاريع الحصاد المائي. وتعتمد مئات العائلات ومشاريع تمكين المرأة على الزراعات الصيفية، في تغطية جزء من مستلزماتها وتغطية احتياجاتها، لاسيما أن مناخ محافظة جرش مناسب للعديد من الزراعات، منها الخضراوات والورقيات، فضلاً عن توفر حيازات من الأراضي وبمساحات مناسبة لهذه الزراعات، وهي تعتمد على المياه الجوفية في الزراعة ومياه العيون والينابيع الموزعة في مناطق مختلفة في جرش، إلا أن ضعف هطول الأمطار والتغيرات المناخية تسببا في تراجع هذه الكميات من المياه وتراجع الزراعات الصيفية المروية. عن «الغد» الأردنية


البيان
منذ 15 ساعات
- البيان
«البلديات والنقل» بأبوظبي: غرامات تصل لمليون درهم للحد من التكدس السكاني
إضافة إلى التخلص من المظاهر السلبية التي تترتب على التكدس السكاني، وتخل بإجراءات الأمان والسلامة والأعراف السائدة والذوق العام، وتتعارض مع مبادئ الآداب العامة في الدولة. والاستئجار في مباني عقارية معتمدة مسجلة بنظام «توثيق»، وتسجيل جميع المركبات في المنطقة المخصصة لها ضمن نظام «مواقف». ومن أجل الارتقاء بواقع الحياة المعيشية وتحقيق رفاهية جميع سكان الإمارة، كما شددت الدائرة على أهمية الإبلاغ عن ظاهرة التكدس السكاني من خلال منصة «تم»، وذلك من منطلق الواجب والمسؤولية المجتمعية، وأهابت الدائرة المالك والمتسمر والمستأجر مراعاة أبرز المعايير واشتراطات التأجير والإشغال.