
العالم أمام اختبار تاريخي
بات العالم أمام اختبار تاريخي لوقف حرب الإبادة والتهجير والضم في الضفة الغربية، وما يجري في قطاع غزة من جرائم الاحتلال وانتهاك لحقوق الإنسان في ظل المجازر المستمرة بحق أهلنا في قطاع غزة، وما تشهده الأراضي الفلسطينية من إبادة جماعية ممنهجة وصمت دولي مطبق، حيث نشهد تراجعا خطيرا للدور الدبلوماسي على المستوى الدولي وعدم تمكن الدبلوماسية من تحيد الاحتلال، وإجباره عن وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ومنع مواصلة سفك الدماء الفلسطينية.
لابد ومن المفترض أن تكون الدبلوماسية الدولية هي بمثابة خط الدفاع الأول عن حقوق الإنسان وتمنع ارتكاب المجاعة وتعمل على مناصرة الشعوب المظلومة، ولكن لحتى الآن عجزت عن تحقيق أي من هذه الأهداف بل سعى الاحتلال إلى توسيع روايته وتزوير الحقيقة عبر نشر الأكاذيب ودعوات الانتصار المزعوم ومبررات حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قواته بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.
سفك دماء الأبرياء، وكرامة الشعب، وحقوقه التاريخية، يجب أن تكون أولوية أي تحرك عربي من أجل حشد الجهود الدولية الفاعلة، وإعادة قضية غزة على طاولات القرار العالمية بشكلٍ ملزم، لا سيما في ظل الغياب شبه التام للدور الأميركي، الذي لم يتجاوز حدود بيانات الإدانة الشكلية، بينما يواصل الاحتلال ارتكاب جرائمه على مرأى ومسمع من العالم.
لا يمكن للعالم ان يقف متفرجا أمام ما يجري في قطاع غزة وخاصة حرب التجويع المتعمد، والآن بات الجميع في اختبار تاريخي، يحتاج إلى جرأة في الطرح، وصدق النوايا والقدرة على إجراء التغير والابتعاد عن دعم الاحتلال وتزويده بالسلاح والمعلومات الأمنية التي تساعده في ارتكاب جرائمه
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 31 دقائق
- الجزيرة
الأضاحي المعلبة في غزة.. مبادرات إنسانية لكسر الحصار الغذائي بالعيد
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يعيش القطاع ظروفا إنسانية وأمنية بالغة القسوة، في ظل حصار خانق وتدمير للبنى التحتية، مما جعل إيصال الأضاحي الحية أو اللحوم الطازجة إلى داخل القطاع أمرا شبه مستحيل، سواء من الداخل الفلسطيني أو من الدول الإسلامية المجاورة. وفي مواجهة هذا الواقع الصعب برزت مبادرة إنسانية تهدف إلى إرسال أضاحٍ مذبوحة معلبة إلى القطاع كحل بديل يضمن استمرار دعم الأسر المتضررة باللحم، ويحقق بعدا غذائيا طويل الأمد بديلا عن العجز القائم في توزيع اللحوم الطازجة خلال موسم الأضاحي. من الذبح إلى التعليب تخضع عملية إنتاج الأضاحي المعلبة إلى سلسلة من الإجراءات الصحية والشرعية الدقيقة، تبدأ العملية بذبح الأضاحي وفق أحكام الشريعة الإسلامية، ثم تقطّع اللحوم وتفصل عن العظام، قبل أن تطهى عند درجة حرارة تبلغ 76 درجة مئوية. وفي المرحلة التالية تفرم اللحوم وتخلط مع التوابل والإضافات المخصصة، ثم تعبأ في عبوات معدنية خاصة بسعة 340 غراما، قبل أن تخضع لعملية تعقيم حراري عند 121 درجة مئوية لمدة 3 ساعات ونصف بهدف القضاء على البكتيريا وضمان صلاحية طويلة للمنتج، وتختم بعدها بختم يوضح مدة الصلاحية لتكون جاهزة للتخزين والشحن. هل تجوز الأضحية المعلبة شرعا؟ وردا على استفسارات بشأن مدى مشروعية استخدام اللحوم المعلبة أو المجمدة كأضحية أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى رسمية تؤكد جواز تعليب أو تجميد لحوم الأضاحي، مستندا إلى القاعدة الفقهية التي تقول إن للوسائل حكم المقاصد، ولا مانع شرعيا من استخدام وسيلة تحقق الغاية الأصلية ما دامت تمت وفق الشروط المقررة في الذبح والتوزيع. وأوضحت الفتوى أن تعليب اللحوم أو تجميدها يتيح إدارتها بشكل صحي وآمن ويوفر فرصة لتوزيعها على نطاق أوسع وعلى مدى زمني أطول، بما يحقق المصلحة العامة ويوسع دائرة المستفيدين. منظمات إنسانية تتبنى المشروع وتنشط العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية في مشروع تعليب الأضاحي وإرسالها إلى غزة، مثل الهلال الأحمر القطري ومؤسسة عيد الخيرية وقطر الخيرية وجمعية البركة و"هيومن أبيل" وهيئة الإغاثة الإنسانية وعدد من المنظمات الأخرى. الهلال الأحمر القطري: في إطار حملته "أضحيتك قربى وعون" المخصصة لعام 2025 أعلن الهلال الأحمر القطري تخصيص جزء من الحملة لدعم غزة بالأضاحي المعلبة.وأوضح الأمين العام للهلال فيصل محمد العمادي أن الخطة تتضمن ذبح أبقار (تُجزئ كل منها عن 7 أضاحٍ) بقيمة 3360 ريالا قطريا للبقرة، وذلك خلال أيام عيد الأضحى الأربعة. وبعد الذبح تُعبأ اللحوم وتعقّم وتخزّن إلى حين فتح المعابر، لتوزع لاحقا على الأسر المتضررة في غزة، كوسيلة لضمان سلامة الأغذية واستمرارية الدعم الغذائي. جمعية البركة الجزائرية: أما في الجزائر فقد أعلنت جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني -التي تنشط في أكثر من 43 دولة- أنها تبنت هذا العام خطتين متوازيتين.ووفق ما صرح به مديرها العام أحمد إبراهيمي، فإن الخطة الأولى تشمل ذبح الأضاحي داخل بعض الدول، بما فيها قطاع غزة ذاته، رغم صعوبة الأوضاع الأمنية. وتشمل الخطة الثانية ذبح الأضاحي في دول مثل الهند وجنوب أفريقيا، حيث تذبح وفق الشريعة وتعلب ثم ترسل إلى الدول المحتاجة، مثل غزة ولبنان والضفة الغربية والقدس، على أن يتم إيصالها فور تيسر فتح المعابر أو إعلان هدنة مؤقتة. منظمة "هيومن أبيل" الإسلامية: من جهتها، أوضحت منظمة هيومن أبيل الإسلامية أنها شرعت منذ عام 2024 في تنفيذ مشروع تعليب لحوم الأضاحي.وقد نُفذت عمليات الذبح في الهند وفق أحكام الشريعة، ثم نُقلت اللحوم إلى دبي حيث خضعت لتعليب احترافي. وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 تمكنت المنظمة من إيصال هذه الأضاحي إلى قطاع غزة، لتوزع على الأسر الفقيرة، وتكسر دوامة الجوع التي يعانيها السكان، خاصة مع استمرار الحرب. تحديات لوجستية وسط الحرب رغم التعقيدات الأمنية فإن بعض الجمعيات نجحت في إيصال اللحوم المعلبة إلى القطاع عبر معبري رفح وكرم أبو سالم اللذين يعتبران المعبرين الرئيسيين لغزة. وتشرف على التوزيع داخل القطاع منظمات محلية مثل الهلال الأحمر الفلسطيني، لضمان الوصول الآمن والعادل للحصص الغذائية. وساهمت سعة المعابر في نقل كميات كبيرة نسبيا من اللحوم، سواء الطازجة أو المعلبة، إذ يتم تسليم الشحنات مباشرة إلى المنظمات المحلية التي تتولى إدارتها وتوزيعها على النازحين والأسر المنكوبة. وفي ظل الانقطاع شبه الكامل لإمدادات الغذاء في غزة تمثل الأضاحي المعلبة بديلا عمليا وإنسانيا يراعي الواقع الأمني والصحي في القطاع، ويسهم في تحقيق التكافل في واحدة من أشد لحظات الحصار والمعاناة. وتؤكد المنظمات الخيرية أن هذه المشاريع لا تعوض فقط النقص اللحوم في مواسم الأعياد، بل تجسد رسالة تضامن دولية مع الشعب الفلسطيني، خصوصا في غزة، وتساهم في الحفاظ على الحد الأدنى من الأمن الغذائي.


الجزيرة
منذ 31 دقائق
- الجزيرة
ما دلالات إطلاق تركيا برنامجا للغواصات النووية؟
أنقرة- أعلنت أنقرة، الأربعاء الماضي، إطلاق أول برنامج وطني لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، تحت اسم "نوكدن"، في مسعى لتعزيز قدراتها الدفاعية وتوسيع نطاق نفوذها البحري بعيد المدى. وجاء الإعلان خلال "ندوة الأنظمة البحرية الـ12" التي استضافتها إسطنبول، حيث كشف الأميرال تيمور يلماز، قائد أسطول الغواصات في القوات البحرية التركية، عن تفاصيل المشروع واصفا إياه بأنه "نقلة نوعية" في تحديث الأسطول البحري التركي. ويُنظر إلى البرنامج على أنه بوابة دخول تركيا نادي الدول المشغّلة للغواصات النووية، في توقيت تتسارع فيه التوترات الإقليمية في شرق المتوسط و البحر الأحمر. أهداف المشروع أكد الأميرال يلماز، أن تطوير غواصات تعمل بالطاقة النووية لم يعد خيارا، بل بات ضرورة إستراتيجية لحماية المصالح العليا لتركيا في محيطها البحري المتوسع. وأوضح أنه يستهدف تعزيز قدرة الردع وتوسيع نطاق العمليات البحرية، إضافة إلى دعم التشكيلات القتالية البحرية التي تقودها حاملات الطائرات الوطنية، وفي مقدمتها السفينة "أناضول". وعدّد -في كلمته- الأسباب التي دفعت إلى اعتماد هذه الخطوة، مشيرا إلى أن حماية مناطق السيادة البحرية، لا سيما في شرق المتوسط، وتعزيز الردع البعيد المدى، وتأمين مرافقة الغواصات لحاملات الطائرات ضمن مهام الانتشار البحري، تشكل أعمدة هذا التوجه الجديد. ويرى مراقبون أن الإعلان الرسمي عن مشروع "نوكدن" ليس سوى تتويج لخطة إستراتيجية طويلة المدى صاغتها المؤسسة العسكرية التركية، بهدف نقل الأسطول البحري من مرحلة الاعتماد على الغواصات التقليدية إلى دخول نادي الدول المالكة لتقنية الدفع النووي، والذي يقتصر اليوم على قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والهند. بحسب المعلومات الرسمية، لا يزال برنامج الغواصات النووية في مرحلته التمهيدية، حيث باشرت الفرق الفنية والعسكرية إجراء دراسات جدوى وهندسة أولية لتحديد نوع المفاعل النووي الذي سيُستخدم في الغواصات. ووفقا لتصريحات الأميرال يلماز، تجرى التقييمات حاليا لاختيار التكنولوجيا الأنسب من حيث الكفاءة والحجم والملاءمة التشغيلية. وتشير تحليلات فنية -نُشرت في دوريات عسكرية متخصصة- إلى اهتمام خاص بخيار المفاعلات الملحية المنصهرة "إم أس أر"، التي تتميز بصغر الحجم وكفاءة الأداء في البيئات البحرية، مقارنة بالمفاعلات التقليدية. ورغم الإعلان الرسمي عن البرنامج، لم تحدد حتى الآن مواعيد زمنية دقيقة لبناء أول غواصة نووية أو موعد دخولها الخدمة، كما لم يكشف عن العدد المستهدف من الغواصات. مشروع مكمّل ويرجح خبراء في قطاع الصناعات الدفاعية أن تستغرق مراحل التطوير أكثر من عقد، استنادا إلى تجارب سابقة، مثل برنامج "ميلدن" التركي للغواصات التقليدية الذي أُطلق عام 2019، ومن المتوقع أن تبدأ أولى غواصاته العمل فعليا بحلول عام 2031. وبناء على ذلك، يقدّر أن الغواصات النووية قد تبدأ دخول الخدمة الفعلية في النصف الثاني من ثلاثينيات هذا القرن، ما لم تتسارع وتيرة التطوير أو التمويل بصورة استثنائية. وفي الوقت ذاته، أوضح المسؤولون الأتراك أن مشروع "نوكدن" لا يعد بديلا لبرنامج الغواصات التقليدية الجاري تنفيذه حاليا تحت اسم "ميلدن"، بل يُنظر إليه كخط تكنولوجي موازٍ ومكمل في مسار تحديث الأسطول البحري. ويتوقع أن تمنح تكنولوجيا الدفع النووي الغواصات التركية القادمة قدرة بقاء شبه غير محدودة تحت الماء، ما يعفيها من الحاجة المتكررة للصعود لشحن البطاريات كما في الغواصات التقليدية، ويوفر لها إمكانية تنفيذ عمليات طويلة الأمد في مياه بعيدة عن الشواطئ التركية بسرية وفعالية عالية. لا يُنظر إلى برنامج "نوكدن" على أنه مجرد مشروع عسكري بحت، بل يُعد -بحسب الأميرال يلماز- مبادرة وطنية شاملة ذات طابع تنموي، تستهدف دمج القدرات الصناعية والبحثية والأكاديمية في إطار مشروع إستراتيجي واحد. ويشارك فيه عدد كبير من مؤسسات القطاع الدفاعي إلى جانب جامعات مرموقة ومراكز أبحاث وطنية، ضمن خطة تهدف إلى توطين المعرفة التقنية وتطوير بنية تحتية علمية متقدمة قادرة على دعم الصناعة البحرية النووية. وتشمل مجالات التطوير الأساسية: تصميم وبناء الهيكل الغاطس. أنظمة الدفع ونقل الطاقة. المفاعلات النووية الصغيرة. منصات الاتصالات الفضائية. أنظمة القتال تحت السطح. تطوير منصات مأهولة وغير مأهولة للعمليات الطويلة في الأعماق. نقطة تحوّل ترى الباحثة في شؤون الأمن والدفاع، مروة كاراكوتش، أن مشروع "نوكدن" يشكل نقطة تحوّل إستراتيجية في العقيدة البحرية لتركيا، إذ ينقلها من مفهوم الدفاع الساحلي التقليدي إلى تبني عقيدة "الأسطول ذي المياه الزرقاء" القادر على العمل في أعالي البحار وفرض النفوذ بعيدا عن الشواطئ الوطنية. وفي حديثها للجزيرة نت، توضح كاراكوتش أن هذا التحول لا يعبّر فقط عن تطور تقني في بنية القوات البحرية، بل يعكس تغييرا عميقا في رؤية أنقرة لمكانتها الجيوسياسية، وطبيعة الدور الذي تسعى للعبه على الساحة الدولية. وترى الباحثة، أن الغواصات النووية تمنح تركيا ميزة إستراتيجية تتمثل في القدرة على الانتشار البحري طويل الأمد من دون الحاجة إلى قواعد دعم قريبة، وهو ما يعزز من حضور أنقرة العسكري في مسارح بحرية إستراتيجية مثل البحر الأحمر والمحيط الهندي، ويمنحها قدرة أكبر على حماية مصالحها التجارية والأمنية. من جانبه، يرى المحلل السياسي جنك سراج أوغلو، أن إعلان تركيا عن إطلاق هذا البرنامج يحمل رسائل جيوسياسية متعددة، تتجاوز نطاق التحديث العسكري إلى إعادة تشكيل موازين القوى البحرية الإقليمية والدولية، خاصة في هذا التوقيت الحساس. ويوضح للجزيرة نت، أن الرسالة الأولى موجهة للغرب وتتمثل في رغبة تركيا بالتحرر النسبي من المظلة الغربية التقليدية، وبناء قوة بحرية إستراتيجية مستقلة. أما الرسالة الثانية، فيراها الباحث مرتبطة مباشرة بالتنافس في شرق البحر الأبيض المتوسط ، حيث يشير إلى أن "الإعلان التركي يأتي في وقت تحتدم فيه النزاعات حول مصادر الطاقة البحرية، وهو ما يمنح المشروع بعدا ردعيا واضحا تجاه خصوم إقليميين، مثل اليونان وقبرص". ويخلص إلى أنه إذا نجحت أنقرة في تنفيذ هذا المشروع، فإنها تضع نفسها فعليا على عتبة نادي النخبة في مجال الغواصات النووية، وهو ما سيغير قواعد اللعبة في المنطقة البحرية.


الجزيرة
منذ 31 دقائق
- الجزيرة
"نيران صديقة".. قصة جيب أميركي صغير يدفع ثمن حرب ترامب التجارية مع كندا
لم يكن يدُر في خلد سكان مدينة بوينت روبرتس الأميركية -التي تقع على الحدود بين الولايات المتحدة وكندا-، أنهم سيدفعون ثمن الحرب التجارية التي شنها الرئيس دونالد ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض بأيام، الأمر الذي يمكن وصفه بـ"النيران الصديقة". ويعتمد سكان هذه المدينة الأميركية -التي تبلغ مساحتها نحو 12.65 كيلومترا مربعا ويصل عدد سكانها إلى 1275 تقريبا-، على السياح والزوار القادمين من الجارة الشمالية بسبب قرب المسافة بين كندا والولايات المتحدة، إذ تعد هذه المنطقة جيبا جغرافيا فريدا ونادرا كونها تقع في الركن الشمالي الغربي من ولاية واشنطن، ويعود أصله إلى ترسيم الحدود الذي تم بين الولايات المتحدة وكندا عام 1846. وتحيط المياه ببوينت روبرتس، من 3 جهات لكن الجهة الوحيدة التي تربطها باليابسة هي صوب كندا ولذلك يُضطر سكانها عبور الحدود إلى كندا والدخول في العمق نحو 40.2 كيلومترا قبل الدخول إلى الولايات المتحدة. ونتيجة لوضعها الجغرافي الفريد واعتمادها على جارتها الشمالية (كندا)، أصبحت بوينت روبرتس من أكبر الخاسرين في الحرب التجارية الدائرة بين كندا والولايات المتحدة. كندا.. شريان الحياة الاقتصادي للمدينة ويعتمد اقتصاد هذه المدينة أساسا على الزوار والمقيمين الكنديين الذين يُشكلون نحو 90% من سوق المدينة، حتى باتت العملة الكندية هي الأكثر استخداما في المدينة بديلا من الدولار الأميركي أو لا تقل أهمية عنه على الأقل. وتعتبر الصناعة الرائدة الحالية في البلدة هي البيع بالتجزئة، وتساهم السياحة بالنصيب الأكبر من هذه الصناعة نظرا لوجود عدد كبير من العقارات المخصصة لقضاء العطلات التي يمتلكها كنديون. ويقيم العديد من أصحاب العقارات الكنديين في منطقة فانكوفر الكبرى وينظر سكان بوينت روبرتس إلى سكان مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية كـ"إخوة" بحسب تقرير لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، وليس مجرد جيران كون عدد كبير منهم يحمل الجنسيتين الأميركية والكندية. ووصلت الحرب التجارية بين كندا والولايات المتحدة إلى مستوى غير مسبوق في العصر الحديث وذلك بسبب التهديدات المتكررة من الرئيس ترامب بفرض تعريفات جمركية كبيرة على مجموعة واسعة من السلع التي تعبر الحدود، هذا الوضع كان "مدمرا للغاية" لأعمال بوينت روبرتس. جاء هذا التأثير بعد سنوات قليلة من محاولات التعافي التجاري من تأثير إغلاق حدود "كوفيد-19" الذي استمر 20 شهرا، وأدى إلى فقدان نصف الأعمال في البلدة. شكاوى أصحاب الأعمال يقول أصحاب الأعمال لصحيفة "كاسكاديا ديلي نيوز" المحلية في ولاية واشنطن، إنهم يشعرون بصدمة كبيرة بسبب الحرب التجارية التي تسببت في انخفاض عدد الزوار القادمين إلى المدينة إلى نحو 25% بعدما كانت تصل نسبة الإشغال إلى 90% خاصة في فصل الصيف. وتركت هذه التغييرات المفاجئة في العلاقات التجارية والقواعد الجمركية أصحاب الأعمال في حالة من عدم اليقين، إذ يشعر السكان بأنهم "عالقون في المنتصف" في هذا الموقف، بينما يصف بعضهم الوضع بأنه "غبي تماما" و"غير منتج وغير ضروري" -حسبما نقل موقع "غلوبال نيوز" الكندي-. ويعاني سوبر ماركت "إنترناشيونال ماركيتبليس" -الوحيد في البلدة- بشدة بسبب التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة السبب الذي دفع صاحبها إلى رفع الأسعار على الزبائن من أجل تعويض الخسائر الناجمة عن هذه الإجراءات إلا أنه هذه الحيلة باءت بالفشل بسبب رفض المتعاملين معها هذه الزيادة. محاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه تقول "ذا غارديان" إن المحاولات من أجل إنقاذ بوينت روبرتس من الخسائر التي منيت بها بسبب التعريفات الجمركية تتوالى، إذ أقدم بعض العملاء الكنديين الذين يزورون المدينة بشكل متكرر على زيارة خفيةً خوفا من الغضب الشعبي. إعلان كما قام بعض الأميركيين من أهالي بوينت روبرتس بتعليق ملصقات تحمل عبارة "بوينت روبرتس تدعم كندا" بهدف إظهار الدعم للكنديين وتشجيعهم على عبور الحدود للمساعدة في تعزيز الاقتصاد المحلي. كما عرضت بعض المحال، مثل "سالتواتر كافيه"، دعمها كندا من خلال اللافتات والزينة، بما في ذلك لوحة مكتوب عليها "سكان بوينت روبرتس يدعمون كندا" -بحسب "أسوشيتد برس"-. ولم تتوقف الجهود المبذولة لتغير الوضع على الجوانب الشعبية بل وصلت للرسمية إذ كتب رئيس الغرفة التجارية السابق برايان كالدر إلى رئيس حكومة مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية ديفيد إيبي، مناشدا إعفاء بوينت روبرتس من الإجراءات الكندية "الانتقامية" بالنظر إلى ظروفها الجغرافية الفريدة. وعلى الجانب الآخر يتواصل مسؤولو مقاطعة واتكوم بوفد ولاية واشنطن في العاصمة الأميركية لمعالجة هذا الوضع. قصة الحرب التجارية بين كندا وأميركا بعد أقل من شهر من وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أعلن بدء حربه التجارية على العديد من الدول، أبرزهم الصين وكندا والمكسيك. وفي الأول من فبراير/شباط من العام الجاري عندما وقّع ترامب أوامر فرض رسوم جمركية شبه شاملة على البضائع القادمة من كندا والمكسيك إلى الولايات المتحدة. ودعت الأوامر إلى فرض رسوم بنسبة 25% على جميع الواردات من المكسيك وجميع الواردات من كندا باستثناء النفط والطاقة، التي ستُفرض عليها رسوم بنسبة 10%. وردا على ذلك، قال رئيس الوزراء الكندي حينها جاستن ترودو، إن كندا سترد بفرض رسوم بنسبة 25% على بضائع أميركية بقيمة 30 مليار دولار كندي (20.6 مليار دولار أميركي)، والتي ستتوسع إلى 155 مليار دولار كندي (106 مليارات دولار أميركي) بعد ثلاثة أسابيع. ودخلت الرسوم الأميركية حيز التنفيذ في 4 مارس/آذار 2025؛ وبدأت الرسوم الانتقامية الكندية في نفس الوقت، بينما قالت المكسيك إنها ستنتظر الرد. وفي 6 مارس/آذار الماضي، أجّل ترامب الرسوم على البضائع المتوافقة مع اتفاقية الولايات المتحدة -المكسيك- كندا التي تشكل نحو 50% من الواردات من المكسيك و38% من الواردات من كندا.