logo
أرقام توضح رفض الحريديم لأوامر التجنيد بالجيش الإسرائيلي

أرقام توضح رفض الحريديم لأوامر التجنيد بالجيش الإسرائيلي

الجزيرةمنذ 3 أيام

كشف مسؤول عسكري إسرائيلي الأربعاء أنه من أصل 24 ألف أمر استدعاء للتجنيد وُجهت ليهود الحريديم خلال 2024، لم يستجب سوى 1212 شخصا، ما يعادل 5% فقط.
جاء ذلك في إفادة قدمها رئيس قسم تخطيط الأفراد في الجيش الإسرائيلي العميد شاي طيب، أمام لجنة فرعية تابعة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست.
وأوضح طيب أن الجيش أصدر 24 ألف استدعاء من أصل 80 ألفا يخطط لاستدعائهم، بواقع 3 آلاف في الثلث الأول من العام استجاب لها 692، و7 آلاف في الثلث الثاني حضر منهم 450، و14 ألفا في الثلث الثالث لم يحضر منهم سوى نحو 70 حتى الآن.
وأضاف "من أصل 24 ألف استدعاء، استجاب فقط 1212 شخصا (5.05%).
وأشار إلى أن التوزيع العمري للمستدعين للخدمة العسكرية يشمل 50% تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عامًا، و40% بين 20 و23 عاما، و10% فوق 23 عاما.
وبيّن المسؤول العسكري أن الجيش كثف ملاحقة المتخلفين عن الخدمة، خاصة عبر مطار بن غوريون ، حيث نُفذت 411 عملية اعتقال، منها 61 بموجب أوامر رسمية، ومنع 43 شخصا من مغادرة البلاد.
وقال العميد طيب "نحتاج إلى طاقة بشرية كبيرة نظرا للوضع الأمني، ونتجه لتشديد العقوبات والتعامل بصرامة مع التغيب. العقوبات الفردية الحالية غير كافية".
ويواصل الحريديم احتجاجاتهم ضد الخدمة في الجيش عقب قرار المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية) الصادر في 25 يونيو/حزيران 2024، بإلزامهم بالتجنيد ومنع تقديم المساعدات المالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
الانشغال بالتوراة
ويعلو صوت كبار الحاخامات بالدعوة إلى رفض التجنيد، بل وتمزيق أوامر الاستدعاء.
ويشكل الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة. ويرفضون الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، مؤكدين أن الاندماج في المجتمع العلماني يشكل تهديدًا لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
وعلى مدى عقود، تمكن أفراد الطائفة من تفادي التجنيد عند بلوغهم سن 18 عاما، عبر الحصول على تأجيلات متكررة بحجة الدراسة في المعاهد الدينية، حتى بلوغهم سن الإعفاء من الخدمة، والتي تبلغ حاليا 26 عاما.
وتتهم المعارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، بالسعي لإقرار قانون يعفي الحريديم من التجنيد، استجابة لمطالب حزبي شاس ويهدوت هتوراه المشاركين في الائتلاف الحكومي، بهدف الحفاظ على استقرار حكومته ومنع انهيارها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صحف عالمية: الانقسامات تنخر إسرائيل وعنف المستوطنين مستمر بالضفة
صحف عالمية: الانقسامات تنخر إسرائيل وعنف المستوطنين مستمر بالضفة

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

صحف عالمية: الانقسامات تنخر إسرائيل وعنف المستوطنين مستمر بالضفة

تناولت صحف عالمية تصاعد الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي بالتوازي مع استمرار عنف المستوطنين في الضفة الغربية ، وسط انتقادات داخلية وخارجية لحكومة بنيامين نتنياهو ، وتحذيرات من تداعيات إستراتيجية واقتصادية على خلفية الحرب المتواصلة على قطاع غزة. ففي مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست"، رُصد تصدع غير مسبوق في المجتمع الإسرائيلي، الذي بات منقسما إلى معسكرين متنافرين، مع انهيار ما تبقى من جسور التواصل بينهما. ورأى المقال أن كل طرف يرى نفسه صاحب الحق الأخلاقي المطلق، ويعتبر الآخر تهديدا وجوديا لكيان الدولة. وحمّل المقال السياسيين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم قادة الحكومة، المسؤولية المباشرة عن تغذية هذا الانقسام الحاد، من خلال خطابهم التحريضي وزرعهم للشك والكراهية بين مكونات المجتمع. في المقابل، سلطت صحيفة "غارديان" البريطانية الضوء على استمرار انتهاكات المستوطنين في الضفة الغربية، رغم العقوبات الأوروبية المفروضة على بعضهم، بما في ذلك العقوبات البريطانية. وأشارت الصحيفة إلى أن مستوطنين متطرفين، بينهم اثنان مُدرجان على لائحة العقوبات، قاموا بترهيب نحو 150 فلسطينيا قرب رام الله. ترهيب مستمر وأضاف التقرير أن الترهيب استمر على مدى 5 أيام، ورافقه تهجير قسري للمدنيين تحت حماية من قوات الشرطة والجيش الإسرائيلي، ما أثار تساؤلات بشأن جدوى العقوبات الدولية في كبح العنف الاستيطاني المتصاعد. إعلان من جهتها، نشرت "فايننشال تايمز" مقالا لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك ، انتقد فيه بشدة سياسات نتنياهو، متهمًا إياه بجرّ إسرائيل نحو كارثة إستراتيجية بسبب حربه على غزة، التي وصفها بأنها "لأهداف شخصية وليست وطنية". وكتب باراك أن نتنياهو يستخدم الحرب كدرع سياسية لحماية نفسه من الملاحقات، لكنه حذّر من أن احتلال غزة سيكون بمثابة فخ إستراتيجي قد يُلحق ضررا بالغا بإسرائيل، خصوصًا أن القضاء على حركة حماس -بحسب تعبيره- "أمر غير ممكن واقعيا". أما صحيفة "واشنطن بوست"، فقد تطرقت إلى التلويح الغربي المتزايد بفرض مقاطعة تجارية على إسرائيل بسبب استمرار حربها في غزة، محذرة من تأثيرات محتملة على الاقتصاد الإسرائيلي. وذكر الكاتب آرون ويينر أن التهديد بالمقاطعة يأتي من أقرب شركاء إسرائيل التجاريين. وأوضح الكاتب أن الدول الملوّحة بالمقاطعة تستحوذ على 31% من صادرات إسرائيل البالغة 60 مليار دولار، إضافة إلى 37% من وارداتها، وهو ما يجعل التهديدات الحالية مثار قلق كبير في الدوائر الاقتصادية الإسرائيلية، وفق ما جاء في التقرير. ملاحقة دولية وفي سياق قانوني مرتبط بالحرب على غزة، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن منظمة "هند رجب" الحقوقية رفعت دعوى قضائية ضد جندي إسرائيلي في البيرو، متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب في غزة، تتعلق بتدمير منازل ومنشآت مدنية. وأشارت الصحيفة إلى أن الدعوى تستند إلى صور ومقاطع فيديو نشرها الجندي عبر حساباته، ويُظهر فيها احتفاءه بتدمير ممتلكات مدنية، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية. وأضافت أن المؤسسة تعتزم توسيع حملتها ضد جنود آخرين من الوحدة نفسها. ولم يتضح، بحسب الصحيفة، ما إذا كان الجندي لا يزال في البيرو، لكن وجوده هناك قد يُعقّد محاولات تل أبيب للتدخل لصالحه، بالنظر إلى البعد القانوني والاختصاص القضائي الدولي في مثل هذه القضايا. وفي تصريحات لصحيفة "واشنطن تايمز"، نفى مايكل أنتون، مدير التخطيط السياسي في الخارجية الأميركية، وجود أي خلافات داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السياسة تجاه سوريا، واعتبر ما يُتداول حول انقسامات في البيت الأبيض محاولات لتقويض الإستراتيجية الرسمية. وأكد أنتون أن كبار المسؤولين العاملين على الملف السوري ينسجمون تماما مع توجهات الرئيس ترامب، نافيًا ما تردد عن وجود تباين في الآراء داخل الإدارة الأميركية آنذاك حيال الملف السوري.

الحرب على غزة تهدد العلاقات التجارية بين إسرائيل وأوروبا
الحرب على غزة تهدد العلاقات التجارية بين إسرائيل وأوروبا

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

الحرب على غزة تهدد العلاقات التجارية بين إسرائيل وأوروبا

القدس المحتلة – تتصاعد التوترات التجارية بين إسرائيل وأ وروبا بشكل غير مسبوق، في ظل استمرار الحرب على غزة وتفاقم تداعياتها الإنسانية، إذ تبحث كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي في خطوات قد تؤدي إلى تجميد أو إلغاء اتفاقيات تجارية قائمة مع إسرائيل، في تطور ينذر بعواقب اقتصادية وخسائر محتملة تقدَّر بعشرات المليارات من الدولارات. وفي تطور لافت، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية تعليق المفاوضات بشأن اتفاقيةِ تجارة حرة جديدة مع إسرائيل، مشيرة صراحة إلى حكومة بنيامين نتنياهو ، في موقف يعكس أبعادا سياسية واضحة تتجاوز الجوانب الاقتصادية. ويأتي القرار البريطاني في توقيت حساس، إذ كانت الاتفاقية تمثل لإسرائيل فرصة لتعزيز علاقاتها التجارية مع واحدة من أبرز القوى العالمية، لاسيما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وعلى صعيد أوروبي أوسع، أعلنت مفوضَة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن التكتل سيناقش مستقبل اتفاقية التجارة مع إسرائيل. ورغم أن هذا التوجه أثار قلقا في الأوساط السياسية والاقتصادية داخل إسرائيل، فإن أي تعديل جوهري في الاتفاق القائم مع الاتحاد الأوروبي يستلزم إجماع الدول الأعضاء الـ27، علما أن 17 دولة فقط أبدت حتى الآن تأييدها لإعادة النظر في الاتفاق، مما يقلل من احتمالات التغيير الفوري، لكنه يعكس تحولًا تدريجيًا في المواقف الأوروبية تجاه إسرائيل. ضغوط دولية وتحذيرات داخلية تأتي هذه التطورات على وقع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، خصوصا بعد تعثر مفاوضات صفقة تبادل الأسرى نتيجة تشدد موقف حكومة نتنياهو. وفي الداخل الإسرائيلي، تتصاعد الأصوات المطالبة بمراجعة شاملة للمسار العسكري والسياسي في غزة، وسط تحذيرات من تراجع الدعم الدولي وتآكل فاعلية العمليات العسكرية. وتعد بريطانيا من الشركاء التجاريين المهمين لإسرائيل، فقد بلغت صادرات إسرائيل إلى بريطانيا (باستثناء الماس) في عام 2024 نحو 1.28 مليار دولار، مقارنة بـ1.8 مليار دولار في عام 2023، بحسب صحيفة "غلوبس" الاقتصادية، وتشكل الكيميائيات والأدوية نحو ثلث هذه الصادرات، وهي قطاعات حيوية للاقتصاد الإسرائيلي. في المقابل، تستورد إسرائيل من بريطانيا ما قيمته نحو 2.5 مليار دولار، بما يعني أن المملكة المتحدة تحقق فائضًا تجاريًا يبلغ 1.3 مليار دولار لصالحها. أما على مستوى الاتحاد الأوروبي ، فهو الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل بعد الولايات المتحدة. ففي عام 2024، بلغت صادرات إسرائيل إلى الاتحاد نحو 15.9 مليار يورو، مقابل واردات أوروبية بنحو 26.7 مليار يورو، تتصدرها المواد الكيميائية والآلات. ثمن باهظ محتمل يحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار الحرب في غزة قد يترتب عليه ثمن اقتصادي باهظ لإسرائيل. ويرى محللون أن اتفاقية التجارة مع بريطانيا، التي كانت تعد إنجازًا إستراتيجيًا، قد تتحول إلى رمز لفشل سياسي واقتصادي، لا سيما مع الحديث المتزايد عن مقاطعة محتملة تهدد نحو 13.5% من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي. وفي الداخل الإسرائيلي، تتزايد الدعوات إلى صياغة مقترحات سياسية جديدة لإنهاء الحرب وتفادي تداعيات خطيرة على الاقتصاد والمكانة الدولية. مقاطعة آخذة في الاتساع يقول كبير المحللين الاقتصاديين في صحيفة "كلكليست" الإسرائيلية أدريان بايلوت إن هذه التطورات لا تقتصر على البعد السياسي، بل تنذر بـ"ثمن اقتصادي يتجاوز 76 مليار دولار"، مع خطر تآكل ما يصل إلى 13.5% من الناتج المحلي الإجمالي. ويضيف أن اتفاقية التجارة الحرة مع بريطانيا، التي كانت مرشحة لأن تصبح نموذجًا يحتذى به، تواجه الآن خطر التجميد أو الإلغاء، مؤكدا أن التصعيد العسكري في غزة، إلى جانب ما تسميه بعض الدول الأوروبية "انتهاك القانون الإنساني الدولي"، دفع شركاء غربيين إلى إعادة تقييم علاقاتهم مع إسرائيل، خصوصا على الصعيد الاقتصادي. ويرى بايلوت أن الاتفاقيات التجارية التي كانت ركائز أساسية للاقتصاد الإسرائيلي، تحولت إلى أوراق ضغط بيد الأوروبيين، في خضم أزمة تتسع يوما بعد يوم، ويشير إلى أن استمرار الحكومة الإسرائيلية على نهجها الحالي، مع تصاعد العزلة الدولية، يضع البلاد أمام تحد خطير قد يمس ليس فقط بالمؤسسات، بل بالمجتمع الإسرائيلي بأكمله. ويحذر من أن إسرائيل باتت على مفترق طرق سياسي واقتصادي، مشددا على أن غياب المراجعة السياسية للمسار الحالي قد يؤدي إلى تراجع طويل الأمد في مكانتها الدولية. فقدان ثقة المستثمرين من جهته، يرى إيتان أفرئيل، رئيس تحرير صحيفة "ذَ ماركر"، أن الاستمرار في السياسات الحالية تجاه غزة قد يؤدي إلى فقدان الأصول الإسرائيلية المالية لقيمتها السوقية، ويضيف أن الاتهامات المتزايدة لإسرائيل بـ"ارتكاب انتهاكات أخلاقية وسياسية" تقوض ثقة المستثمرين، لافتًا إلى أن صندوق الثروة السيادي النرويجي بدأ بالفعل بيع استثماراته في شركات إسرائيلية. ويشير إلى أن النقاش الأخلاقي والاقتصادي حول الحرب في غزة يكاد يغيب في الداخل الإسرائيلي، بينما بدأت تداعياته بالظهور خارجيًا، مع تحركات نرويجية وأيرلندية ويابانية لتقليص الاستثمارات، في وقت يدرس فيه الاتحاد الأوروبي إلغاء اتفاقية التجارة، وتعلّق فيه بريطانيا تحديث الاتفاق وتستدعي السفير الإسرائيلي. ويخلص أفرئيل إلى أن هذه التحركات تشير إلى عزلة اقتصادية متنامية، وأن الأسواق قد تبدأ في تسعير هذه العزلة من خلال خصومات على الأسهم الإسرائيلية وعوائد مرتفعة على السندات ، وهو ما سينعكس سلبًا على الاقتصاد. ويحذر من أن السيناريو الجنوب أفريقي إبان نظام الفصل العنصري قد لا يكون بعيدا، إذا استمرت السياسات الحالية، مشيرا إلى احتمال انخفاضات حادة في قيمة العملة، وخصومات تفوق 30%، ورسالة واضحة للمستثمرين بأن الاستثمار في دولة متهمة بجرائم حرب قد يتحول إلى مخاطرة كبرى.

معاريف: عقوبات أوروبا وموقف ترامب يقلبان الساعة الرملية لحرب غزة
معاريف: عقوبات أوروبا وموقف ترامب يقلبان الساعة الرملية لحرب غزة

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

معاريف: عقوبات أوروبا وموقف ترامب يقلبان الساعة الرملية لحرب غزة

رأت المراسلة لصحيفة معاريف الإسرائيلية آنا براسكي أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بدأت تدخل مرحلة العدّ التنازلي، مشيرة إلى أن الغرب بدأ يتحرك بشكل منسق للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، في وقت يوشك فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الانضمام لهذا المسار، بعد أن بدأ صبره بالنفاد، وهو ما سيُجبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عاجلا أم آجلا على إصدار أمر بوقف إطلاق النار في غزة. العد التنازلي لوقف الحرب وقالت براسكي في مستهل مقال موسع إن نتنياهو "يبذل كل ما بوسعه لرسم صورة مختلفة للواقع"، رغم أن الوقائع تتجه نحو نهاية للحرب، وليس كما يخطط لها. وكشفت المراسلة أنها شاركت مطلع هذا الأسبوع مع عدد من الصحفيين المتخصصين في الشؤون الدبلوماسية في "محادثة مطوّلة مع دبلوماسي غربي رفيع"، وُصفت بأنها سرية وغير مخصصة للنشر في معظمها. وكان الهدف من المحادثة إيصال رسالة واضحة إلى الإعلام الإسرائيلي بشأن الجو السائد في الغرب، لكن "ليس هذا فحسب، بل إعدادهم نفسيا لخطوة دبلوماسية منسقة مقبلة". وحسب براسكي، فإن هذه الجلسة كانت بمثابة الطلقة الافتتاحية في "حملة ضغط دبلوماسية هائلة على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة"، مشيرة إلى أن الدبلوماسي "جاء غاضبا باسم بلاده والدول الغربية الأخرى"، ورغم أنه تحدث بلهجة دبلوماسية محسوبة، فإن رسالته كانت حاسمة "العد التنازلي لإنهاء الحرب قد بدأ". وقالت إن الرسالة كانت أن "توقيت الحرب في غزة بدأ يدق بصوت عالٍ في أوروبا، والمراحل المقبلة ستكون من التهديد بعقوبات جماعية، وصولا إلى تمرير قرار في مجلس الأمن الدولي يفرض على إسرائيل وقف الحرب، دون أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده". نتنياهو لا يزال يكابر وللرد على هذا الضغط، عقد نتنياهو مساء الأربعاء الماضي مؤتمرا صحفيا هو الأول له منذ أكثر من 6 أشهر، وقالت براسكي إن دافعه لعقد هذا المؤتمر لم يكن الوضع الميداني، بل "الاحتياج السياسي الداخلي لتهدئة قاعدته الغاضبة، بسبب قرار استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة". ورغم ذلك، فإن نتنياهو -حسب الكاتبة- كرر رسائله القديمة ذاتها، وتحدث كما لو أن لا شيء قد تغيّر منذ اندلاع الحرب. وقال في المؤتمر "هناك من يقول لنا في العالم أو هنا في إسرائيل كفى، أنهِ الحرب. لديّ أخبار لكم. أنا مستعد لإنهاء الحرب بشروط واضحة تضمن أمن إسرائيل: إعادة جميع الأسرى إلى ديارهم، تخلي حماس عن أسلحتها وتنحيها عن الحكم، ويتم نفي ما تبقى من قيادتها خارج قطاع غزة، الذي سيتم تجريده بالكامل من السلاح، وتنفيذ خطة الرئيس الأميركي التي تقول شيئا بسيطا: سكان غزة الذين يريدون المغادرة يمكنهم المغادرة". وعلّقت المراسلة السياسية على هذه التصريحات بقولها "ربما يدرك أصحاب النظر الحاد أن قائمة الشروط التي يطرحها نتنياهو لإنهاء الحرب تتوسع أكثر فأكثر"، مشيرة إلى أن القائمة باتت تشمل، إضافة إلى القضاء على حماس، تنفيذ ما يُعرف بخطة "الهجرة الطوعية" لسكان غزة. وتتابع الكاتبة أن "تحقيق هذه الشروط كلها، حتى في أفضل الظروف، ليس قصة أسابيع، وربما ليس حتى قصة شهور"، ما يعني أن رغبة نتنياهو الحقيقية هي إطالة أمد الحرب شهورا عديدة دون وجود أي أفق سياسي. وتلفت براسكي إلى أن ما يقوله نتنياهو من "رسائل النصر الكامل" لا يتطابق مع الواقع المتغير في الغرب، مضيفة أن "رئيس الوزراء يعرف ذلك جيدا، لكنه يصر على إظهار العكس أمام الرأي العام الإسرائيلي". وترى أنه على مستوى الفكرة المجردة، فإن نتنياهو على حق، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتم بها إظهار الموقف المتشدد دون إظهار أدنى مستوى من الضعف أو الاستعداد لتقديم تنازلات أمام العدو. وقالت براسكي "إذا لاحظت قيادة حماس تنازلات في لهجة نتنياهو، فإنهم سيرفعون مستوى مطالبهم"، على حد زعمها. ولكنها في المقابل تحذّر من أن "التهديدات الأوروبية بالعقوبات، وتبريد العلاقات، وتجميد الاتفاقات الاقتصادية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية ليست خطابا سياسيا فارغا، بل هي المحطة الأولى على الطريق لفرض نهاية للحرب على إسرائيل، إن لم تبادر الحكومة الإسرائيلية بخطتها الخاصة لإنهاء القتال". وترى المراسلة أن نتنياهو في خطابه يظهر أنه غير مستعد للتنازل، وأنه يقاتل حتى "النصر الكامل"، لكنه في الوقت ذاته يدرك أن استمرار هذا النهج سيصطدم قريبا بسقف الواقع الدولي. وفي تحليلها لمآلات المفاوضات، تشير براسكي إلى أن "الاتفاق مع حماس كان قاب قوسين أو أدنى"، ولكن ترى أن اغتيال محمد السنوار الذي لا تزال إسرائيل متشككة من نجاحه "قلب الحسابات رأسا على عقب". وفيما ترى براسكي أن محمد السنوار كان "من الرافضين للاتفاق، وكان يُنظر إليه كالعقبة الأكبر في مسار صفقة محتملة"، فإنها تعتقد أن قتله أدى إلى ما أسمته بالفوضى في قيادة حماس، وجعل من تبقوا "يخشون الموافقة على أي اتفاق لم يقرّه شقيقه قبل مقتله"، على حد زعمها. وتحاول التدليل على استنتاجها بالقول "في الشرق الأوسط، الاتفاقات تُبرم عادة مع أكثر القادة تطرفا.. الذين لديهم من المكانة والسلطة ما يكفي لفرض ما لا يقبله الرأي العام.. هكذا كان رئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استُشهد في اشتباك مع القوات الإسرائيلية، وكذلك شقيقه محمد". تدخل ترامب المحتمل وتذهب مراسلة معاريف من هذه المعطيات إلى مقاربة محتملة، وتقول إن "نهاية الحرب لن تحدث غدا صباحا، لأن الرئيس ترامب لا يزال في مكان مختلف عن القادة الأوروبيين"، لكنها تضيف معطى مستجدا، وهو أن الموقف الأميركي بدأ يتغير هو الآخر، إذ "بدأ الغضب الأوروبي والعربي من الوضع الإنساني المروع في غزة بالتسرّب إلى البيت الأبيض". وتشير إلى أن ترامب، الذي تزعم أنه يحتقر القادة الأوروبيين في العادة، لا يمكنه تجاهلهم تماما هذه المرة، خصوصا إذا كانت هذه القضية تهدد مشاريعه الكبرى، كالحصول على "جائزة نوبل للسلام"، أو إنجاز صفقات اقتصادية ضخمة في المنطقة العربية والعالم. وحسب براسكي، فإن "ترامب لم يعد كما كان في البداية. فخطابه تغيّر ومحيطه تغيّر، وحتى إشاراته إلى الحرب في غزة باتت تنطوي على نفاد صبر واضح". ولفتت إلى اقتباسات عديدة لمسؤولين أميركيين كبار يقولون إن "كلا الجانبين متمسكان بمواقفهما، وبالتالي لم يتم التوصل لاتفاق"، وهو ما يعكس تململا أميركيا متزايدا. وتختم براسكي مقالها بتوقعات لمكالمة قريبة بين نتنياهو وترامب على خلفية الوضع الإنساني المزري في غزة، سيكون فحواها كما يلي: "بيبي، يا صديقي، منحتك الوقت لفتح أبواب الجحيم، منحتك الشرعية لتهجير سكان غزة، ومنحتك مظلات سياسية وعسكرية.. لكن لا يمكنني قضاء فترة ولايتي كلها على هذا الملف. دعنا ننتقل إلى المرحلة الأخيرة". وتخلص إلى أن تصور محدد لموقف نتنياهو في غزة، وتقول "الحل الأمثل ليس ما حلم به نتنياهو بالنصر المطلق، ولكن تحقيق أقصى قدر من الربح، والتفاوض مع ترامب كما يعرفه، وتحقيق إنجازات علنية وسرية". لكنها تضيف "من الصعب توقّع كيف ستنتهي هذه المرحلة، إن وقعت، ولكن ما يمكن توقعه بسهولة هو أن الملف الإيراني سيكون حاضرا بقوة على طاولة الصفقة الكبرى".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store