
خضت وزوجي تجربة "مونجارو" وإليكم النتيجة
أماندا، المقيمة في العاصمة البريطانية لندن، قررت قبل نحو عام اللجوء إلى عقار "مونجارو" [ينتمي إلى عائلة من الأدوية تسمى "محفزات مستقبلات جي أل بي- 1" ويعمل عن طريق محاكاة عمل هرموناتنا الطبيعية المسؤولة عن التحكم في الشهية والشعور بالشبع]، بعدما وضعت قدميها على الميزان للمرة الأولى منذ أعوام لتكتشف أن جسدها يحمل 32 كيلوغراماً زائدة عما كانت عليه في عمر الثلاثينيات.
تقول: "زوجي وأنا نعشق الطعام اللذيذ، لذا كنا نتناول وجباتنا خارج المنزل مرتين في الأقل أسبوعياً. كانت كميات الطعام التي أتناولها كبيرة جداً، وأتناول كثيراً من الوجبات الخفيفة، كما أن سن اليأس بدأ يؤثر فيّي". وتتابع: "كنا نشتكي من وزننا لكننا لم نفعل شيئاً حيال ذلك، وعندما سمعت عن مونجارو، قررت أن أجربه".
وتوضح: "لم يكُن الأمر مجرد حقنة تجعل الوزن يذوب بطريقة سحرية. كان عليّ أن أتنازل عن أشياء معينة وأن أكون أكثر وعياً. لكن الدواء أعاد ضبط علاقتي بالطعام بصورة كاملة، فأصبحت أتناول الطعام بطريقة صحية أكثر. هكذا، صرت أتناول طعاماً صحياً أكثر، ولا أسرف في شرب الكحول، حتى إن نومي تحسن بصورة ملحوظة. أواظب الآن على استخدام جرعة ثابتة، الغرض منها الحفاظ على الوزن الذي حققته من دون أية زيادة أو نقصان، وأشعر بأنني في حال أفضل مما كنت عليه منذ أعوام طويلة".
ولكن تأثير "مونجارو" لم يكُن جسدياً فقط. فبعد فترة وجيزة من استخدامها الدواء، لجأ ديفيد*، زوج أماندا، إلى الحقن نفسها أيضاً. ولم يمضِ عام حتى شهدت علاقتهما الزوجية تحسناً لافتاً.
تقول أماندا: "قيامنا بالأمر معاً ساعد كثيراً... ديفيد عانى قليلاً أكثر مني بعض الآثار الجانبية البسيطة، وكان يقلق من أن نصبح مملّين، كما أصبحنا أقل ميلاً للسهر أو البقاء في المناسبات الاجتماعية لفترات طويلة".
وتضيف: "لكننا ما زلنا نلتقي أصدقاءنا، ونتناول الطعام في الخارج معاً تماماً كما اعتدنا. وصراحة، أشعر بأنني أصبحت أكثر هدوءاً ولطفاً مما كنت عليه. كلانا بات أكثر ثقة بنفسه، وصار كل منا يعبر عن التقدير للآخر ونتبادل الإطراءات، وهكذا تحسنت علاقتنا العاطفية بالتأكيد".
وبينما أسرّت أماندا لعدد محدود من صديقاتها المقربات باستخدامها "مونجارو"، كان ديفيد أكثر انفتاحاً وراحة فتحدث صراحة عن الأمر إلى أصدقائه الرجال.
"كانوا جميعاً إيجابيين جداً في شأن خسارة الوزن التي حققها ديفيد"، تقول أماندا. "ولكن بينما كانت غالبية صديقاتي إيجابيات وداعمات في البداية، أصبح الأمر أكثر تعقيداً مع مرور الوقت. مثلاً، أخذت إحدى صديقاتي تلاحقني بأسئلتها المتكررة عن مقاسي، وتشتري الملابس الجديدة نفسها التي أختارها، ثم تقول إنها لا تناسب قوامها ولا تمنحها مظهراً أنيقاً".
وتضيف: "أصبحت أتساءل إن كانت أكثر راحة عندما كنت أنا الصديقة السمينة. من كان يظن أن فقدان الوزن يمكن أن يثير كل هذه الضجة؟".
ولا تعد أماندا الوحيدة التي تشهد تغيراً في الديناميكيات العاطفية طويلة الأمد لعلاقاتها نتيجة التغير الجسدي الذي تمر به. فمع تقديرات تشير إلى أن 1.5 مليون شخص في المملكة المتحدة يستخدمون حالياً الجيل الجديد من أدوية GLP1، مثل "ويغوفي" و"أوزمبيك" و"مونجارو"، يقول متخصصون في الصحة النفسية إنهم بدأوا يلاحظون آثار هذه الأدوية خلال جلسات العلاج في عياداتهم.
تحدثت في هذا الشأن الدكتورة ليندا بابادوبولوس، العضو المعتمد لدى "الجمعية البريطانية لعلم النفس". وتقول إنه "قبل أعوام قليلة فقط، لم تكُن أدوية إنقاص الوزن مطروحة بالشكل الذي نعرفه اليوم، أما الآن فأرى أنها تؤثر أكثر فأكثر في العلاقات".
"مثلاً، إذا كان شقيقان متشابهين في الشكل دائماً، وفجأة فقد أحدهما الوزن، ربما ينشأ شعور بالمنافسة بينهما لم يكُن موجوداً سابقاً. أو، إذا كان صديقان يحاولان إنقاص وزنهما، وكان أحدهما يستخدم الدواء على النقيض من الآخر، قد تظهر اتهامات بـ'الغش' لتحقيق وزن أقل"، تضيف الدكتورة بابادوبولوس.
وتردف: "إنه مجال جديد بالكامل، وأعتقد بأننا سنشهد مزيداً من هذه الحالات في المستقبل لأن هذه الأدوية يبدو أنها ستنتشر بصورة واسعة جداً".
والسرية المحيطة باستخدام الجيل الجديد من أدوية "جي بي أل 1"، مدفوعة بالوصمة الاجتماعية المرتبطة بها والأفكار المعقدة لدى الناس تجاه الوزن، والقدرة على التحكم بالنفس أمام الطعام، والطريقة "الصحيحة" لفقدان الكيلوغرامات الزائدة، تشكل سبباً محتملاً آخر لظهور التوتر في العلاقات.
في المنتديات الإلكترونية مثل "مامزنت" و"ريديت"، هناك كثير من النقاشات التي يشارك فيها من يسمون أنفسهم "المستخدمين السريين للحقن"، ويقولون إن السبب الرئيس وراء إخفائهم لاستخدام هذه الأدوية هو الخوف من الأحكام التي قد يصدرها الأزواج أو الأصدقاء أو زملاء العمل.
وتتناول مواضيع عدة في المنتديات سبل إخفاء أدوية من قبيل "مونجارو" التي تتطلب استخدام قلم طبي للحقن يحتاج إلى التبريد. وكانت نصيحة أحد المستخدمين بناء "حصن من مكعبات الجبن" في الجزء الخلفي من الثلاجة لإخفائه، وآخر يضع القلم في ثلاجة مشروبات احتياطية ويحقن نفسه في الكراج، حتى إن إحداهن أخبرت زوجها الفضولي بأن القطة أصيبت بالسكري وتحتاج إلى دواء جديد.
بيثاني*، البالغة من العمر 40 سنة، واحدة من بين الأزواج الذين قرروا إخفاء استخدامهم "مونجارو" عن شريك حياتهم.
"أحتفظ ببعض أقنعة الوجه في الثلاجة، وأعرف جيداً أن زوجي لن يقترب منها، لذا أخفي قلم الحقن هناك". وتتابع: "أدرك أن ما أفعله ليس صائباً، لكن لو علم بالأمر، لما توقف عن التذمر في شأن شركات الأدوية الكبرى التي تبيع أدوية يضطر الناس إلى شرائها باستمرار بهدف تحقيق الأرباح فقط".
وتتابع بيثاني: "ولكن بالنسبة لي، سمحت لي هذه الحقن بالسيطرة على وزني الذي كثيراً ما عجزت عن التحكم به على رغم كل محاولاتي المضنية من الحمية الغذائية إلى التمارين الرياضية".
"صحيح أنني في البداية كنت متخوفة قليلاً من أن يكتشف زوجي سري، ويرى في سلوكي هذا خيانة لثقته بي، بيد أنني متأكدة تماماً الآن من أنه سيكون متفهماً ويتجاوز الأمر في النهاية. تجمعنا علاقة جيدة، وكلي ثقة بأنني اتخذت القرار الصائب الذي يخدم مصلحتي"، تضيف بيثاني.
وشرعت بيثاني في استخدام الدواء قبل عام، وحرصاً منها على عدم فقدان الوزن بسرعة كبيرة، بدأت بأدنى جرعة من "مونجارو" قبل أن تزيدها قليلاً، ثم لجأت إلى جرعة تثبيت الوزن. وخسرت نحو تسعة كيلوغرامات ونصف كيلوغرام في بضعة أشهر.
"لاحظ زوجي بالتأكيد أنني أتناول كمية أقل من الطعام وأفقد الوزن، ولكنه عزا ذلك إلى تغيرات صحية في أسلوب عيشي"، تقول بيثاني. "إنه سعيد بخسارتي للوزن ويروق له مظهري الجديد، وانعكس ذلك بصورة واضحة على علاقتنا الحميمة التي تحسنت كثيراً بفضل شعوري بثقة أكبر بنفسي."
"والدتي على علم بأنني أستخدم الدواء، وتعتقد بأن إخفائي الأمر عن زوجي مرفوض تماماً. ولكني شخصياً أرى أن ما يجهله لا يؤذيه"، تضيف بيثاني.
لا شك في أن استخدام أدوية محفزات مستقبلات "جي أل بي 1" لا يخلو من تداعيات معقدة تمتد إلى نواحٍ مختلفة من الحياة، على ما تقول الدكتورة روز أغدامي، اختصاصية نفسية معتمدة ومتخصصة في المرونة النفسية والتكيف مع الضغوط. وتضيف أنه "في المرحلة الأولى من استخدام هذه العقاقير، تنعكس النتائج إيجاباً على العلاقة بين الشريكين، إذ يشعران بتجدد مشاعر الانجذاب ويعودان للاهتمام ببعضهما بعضاً، ويستمتعان تالياً بحال من الانسجام والحميمية".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في بعض الحالات، كما توضح الدكتورة أغدامي، "يشعر الشريك الذي بدأ أخيراً باستخدام حقن إنقاص الوزن بدفعة من الحماسة تتغير معها نظرته إلى الحياة، فينفتح على تجارب جديدة، ويروح يستكشف هوايات وأنشطة لم يكُن سابقاً يعيرها أي اهتمام، كذلك يصبح أكثر تفاعلاً على الصعيد الاجتماعي. هكذا، يفتح هذا التغيير نوافذ على المتعة المشتركة بين الزوجين ويضفي نفساً جديداً على العلاقة. ولكن هذه التحولات لا تخلو من جانب مظلم. مع مرور الوقت، تظهر تأثيرات سلبية خفية تثقل كاهل العلاقة وتحدث خللاً في التوازن العاطفي بين الطرفين".
فالطعام، مثلاً، كما تشرح الدكتورة أغدامي، "يعد غالباً جزءاً مهماً من العلاقات، ويمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن الحب، إضافة إلى أنه مصدر للذكريات المشتركة والتجارب الخاصة. لذا فإن فقدان هذا الجانب قد يؤدي إلى الانزعاج والخلافات، ومشاعر الذنب".
"وقد يبدأ الشريك الذي أصبح أنحف في جذب اهتمام الآخرين، وربما يستمتع بذلك أيضاً، مما قد يثير مشاعر انعدام الأمان والغيرة داخل العلاقة. وقد تظهر الشكوك ومشكلات الثقة، مما يخلق مسافة عاطفية بين الزوجين يصعب عليهما التعايش معها أو تجاوزها"، تضيف الدكتورة أغدامي.
إذاً، كيف يمكن لمستخدمي هذه الأدوية أن يتعاملوا مع الواقع [الاجتماعي والعاطفي] الجديد الذي فرضته حقن محفزات مستقبلات "جي أل بي 1"؟
أماندا ميجور، مديرة قسم الجودة العلاجية في المنظمة البريطانية "ريليت" Relate، المتخصصة في دعم العلاقات الأسرية والعاطفية والتابعة لمؤسسة "فاميلي أكشن" Family Action، تقول إن لأي دواء أثراً يتجاوز الجسد ليطاول أيضاً صحتنا العاطفية والنفسية. ففي العلاقات الطويلة الأمد، نميل إلى التعود على أنماط وسلوكيات معينة، وأي تغير يطرأ على هذا الإيقاع المستقر لا بد من أن يترك تبعاته، ذلك أن العلاقات لا تنشأ من فراغ، ومظهرنا الخارجي ووزننا مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بنظرتنا إلى أنفسنا، ونظرة الآخرين إلينا أيضاً".
و"لكن ما نعرفه حق المعرفة أن أي تحول كبير في حياة الإنسان، سواء في المهنة أو فقدان الوزن مثلاً، لا يمر بسلام وهدوء إلا بوجود تواصل صريح ومفتوح بين الشريكين، يتبادلان فيه الحديث عن مشاعرهما وتجاربهما بصدق. وهنا يكمن السر"، تختم ميجور.
*استخدمت أسماء وهمية حفاظاً على الخصوصية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المرصد
منذ 16 دقائق
- المرصد
خبراء يكشفون عن تأثير جانبي غريب لإبر التخسيس "مونجارو" و"ويغوفي"
خبراء يكشفون عن تأثير جانبي غريب لإبر التخسيس "مونجارو" و"ويغوفي" صحيفة المرصد: كشف خبراء، عن تأثير جانبي غريب لحقن التخسيس "مونجارو" و"ويغوفي"، ويتمثل في تراجع الرغبة الجنسية. إنقاص الوزن وأفادت تقارير، بأن إبر التخسيس تقلل الرغبة الجنسية لدى بعض الأشخاص، مشيرة إلى أن هذه الحقن تعتمد في إنقاص الوزن على تقليد عمل هرمون طبيعي يُفرز في الأمعاء بعد الأكل يُعرف باسم GLP-1، وفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. الشعور بالشبع وأوضحت أن هذا الهرمون، بالإضافة إلى تحفيز البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين، يرسل إشارات إلى الدماغ للشعور بالشبع، ما يمنع الأشخاص من الإفراط في تناول الطعام. تناول الطعام وبحسب البروفيسورة رايتشل غولدمان، أخصائية علم النفس الإكلينيكي في جامعة نيويورك، فإن أدوية GLP-1 تستهدف "مركز المكافأة في الدماغ"، وهو ما يفسر تراجع الرغبة في تناول الطعام. الرغبة الجنسية وأوضحت غولدمان، أن أحد تأثيرات هذه الفئة من الأدوية، أنها تقلل من الرغبة الجنسية لمن يستعملها.


المرصد
منذ 23 دقائق
- المرصد
خبراء: إبر التخسيس "مونجارو" و"ويغوفي" تقلل الرغبة الجنسية
خبراء: إبر التخسيس "مونجارو" و"ويغوفي" تقلل الرغبة الجنسية صحيفة المرصد: كشف خبراء، عن تأثير جانبي غريب لحقن التخسيس "مونجارو" و"ويغوفي"، ويتمثل في تراجع الرغبة الجنسية. إنقاص الوزن وأفادت تقارير، بأن إبر التخسيس تقلل الرغبة الجنسية لدى بعض الأشخاص، مشيرة إلى أن هذه الحقن تعتمد في إنقاص الوزن على تقليد عمل هرمون طبيعي يُفرز في الأمعاء بعد الأكل يُعرف باسم GLP-1، وفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. الشعور بالشبع وأوضحت أن هذا الهرمون، بالإضافة إلى تحفيز البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين، يرسل إشارات إلى الدماغ للشعور بالشبع، ما يمنع الأشخاص من الإفراط في تناول الطعام. تناول الطعام وبحسب البروفيسورة رايتشل غولدمان، أخصائية علم النفس الإكلينيكي في جامعة نيويورك، فإن أدوية GLP-1 تستهدف "مركز المكافأة في الدماغ"، وهو ما يفسر تراجع الرغبة في تناول الطعام. الرغبة الجنسية وأوضحت غولدمان، أن أحد تأثيرات هذه الفئة من الأدوية، أنها تقلل من الرغبة الجنسية لمن يستعملها.


مجلة سيدتي
منذ 5 أيام
- مجلة سيدتي
رسائل لا نقولها ولكننا نحتاج أن نسمعها
في خضم عالم يضجّ بالأصوات، قد تكون الحقائق المسكوت عنها هي الأعمق أثراً والأكثر إلحاحاً. إنها رسائل لا يُفصح عنها في العادة ربما بدافع الخوف، أو الحرج، أو المجاملة، غير أن وقعها النفسي والعاطفي قد يكون بالغاً في التأثير، سواء على مستوى الذات أو العلاقات. هناك رسائل لا نقولها، لا لأننا لا نريد، بل لأن شيئاً ما يمنعنا. ومع ذلك، يظل وقع هذه الرسائل في النفس شديداً، وكأنها تنطق في صمت، وتصل دون أن تُرسل. الرسائل التي لا نقولها.. لماذا نحتاجها؟ لأنها تعبّر عن مشاعر عميقة يصعب علينا التعبير عنها بشكل مباشر. لأنها قد تُرمم جراحاً قديمة، أو تفتح باب فهمٍ بيننا وبين الآخرين. لأنها تذكّرنا أننا لسنا وحدنا في معاركنا الداخلية. لماذا نحْجم عن التعبير عنها؟ الخوف من الاصطدام: نخشى زعزعة الاستقرار العاطفي أو إثارة الخلافات. السعي إلى القبول: نقول ما يُرضي الآخرين، لا ما يعكس الحقيقة. ما رأيك متابعة مهارة التفكير قبل الكلام فن التواصل الواعي أشار جوشوا بيكر في مقالته على موقع Becoming Minimalist بعنوان "خطر قول ما يودّ الآخرون سماعه فقط" إلى أن تجنُّب الحقيقة يُفضي إلى جمود عاطفي، ويُقوّض النمو الشخصي. فيقول: "ثمّة خطر في أن تكون الشخص الذي لا يقول سوى ما يودّ الآخرون سماعه." رسائل لا تُقال، لكنها بالغة الأهمية لستَ على صواب دوماً ولا عيب في ذلك. لقد آلمني تصرّفك. بوسعك أن تحقق أكثر مما تتصوّر. لقد حان وقت التخلّي. أنتَ تستحق ما هو أفضل. إنها أكثر من مجرّد كلمات؛ فهي مفاتيح تحوّل النفس، تدفعنا إلى مراجعة الذات، وتحمّل المسؤولية، وإعادة النظر في مساراتنا الشخصية. أهمية الإصغاء إلى ما لا يُقال يرى ديفيد غروسّمان في مقالته "فن الإصغاء إلى ما لم يُقل" أن جوهر التواصل لا يكمن في الكلمات فحسب، بل في النبرات، وتعبيرات الوجه، و لغة الجسد ، وحتى في لحظات الصمت. ويوصي بطرح السؤال التالي: "ما هي الحقيقة التي لم تُنطق؟" سؤال قد يُفضي إلى كشف عمق العلاقات وإنارة زوايا خفية فيها. لماذا ينبغي علينا قول هذه الرسائل وسماعها؟ لأنها تزرع الثقة من خلال الصراحة. تُعزّز الذكاء العاطفي. تُمهّد الطريق أمام النضج والنمو الذاتي بمواجهة الإنكار والتجاهل. تعزز الثقة والصدق في العلاقات. تساعد في التحرر من الإنكار وتشجع على النمو والتغيير. قد تكون أصدق صور المحبة هي أن نمتلك الجرأة؛ لنُفصح عن الحقيقة، أو أن نُهيّئ أنفسنا لسماعها بصدر رحب. أبرز الرسائل التي نحتاج أن نسمعها: وفق موقعpsycology today هناك بعض الكلمات البسيطة مثل "أنا فخور بك"، "أنت مهم بالنسبة لي"، أو "أنا آسف" قد تكون ذات تأثير عميق، لكنها نادراً ما تُقال. يعود السبب في ذلك إلى الخوف من الضعف، أو افتراض أن الآخر يعرف ما نشعر به دون الحاجة للتعبير عنه. أنا أراك: أي أن وجودك لا يمر مرور الكرام، بل يُقدَّر ويُلاحظ. أنت لست وحدك: رسالة دعم نفسي تُشعر الآخر بالأمان والانتماء. أنا آسف: اعتراف بالخطأ يفتح باب الشفاء وإعادة بناء الثقة. أنا فخور بك: تعبير عن التقدير يعزز الثقة بالنفس ويشجع على الاستمرار. أحبك كما أنت: قبول غير مشروط يُشعر الآخر بأنه محبوب دون الحاجة للتغيير. أنت لست دائماً على حق، ولا بأس في ذلك. لقد تأذيت منك. أنت تملك إمكانيات أكبر مما تعتقد. ربما آن الأوان لتُغيّر الاتجاه. أنت تستحق الأفضل. لماذا لا نقولها؟ الخوف من الرفض أو الظهور بمظهر الضعيف. افتراض أن الآخر يعرف ما نشعر به. التربية أو الثقافة التي لا تشجع على التعبير العاطفي. الرسائل غير المنطوقة قد تكون أكثر ما نحتاجه؛ لنشعر بأننا مرئيون، محبوبون، ومقبولون. الكلمات البسيطة التي نكبتها قد تكون المفتاح لعلاقات أعمق وأكثر صدقاً. تلك الرسائل التي لا تُقال، ليست مجرد عبارات، بل احتياج إنساني عميق لطمأنينة، لفهم، وربما لعناق غير منطوق. لعلّ في صمتنا صراخاً لا يُسمع، وفي قلوبنا كلمات تائهة تبحث عن سبيلها للنور. فلنُحسن الإصغاء، ونكون أكثر شجاعة في التعبير. فربما كانت "أنا فخور بك" أو "أنت لست وحدك" الكلمات التي تنتشل أحدهم من ضياعه. فالكلمات التي نحتاج أن نسمعها ليست ضعفاً، بل قوة تُرممنا.