
الشائعات المغرضة.. لماذا؟
تكريس حالة من السلبية لدى المجتمعات، وإضعاف عزيمتها، وتقويض جهودها، يأتي في مقدمة الغايات، التي تتمخض عن الشائعات المغرضة، ليس هذا فقط، بل، فقد الثقة بين المواطن وقيادته السياسية، في مربع قمة أولويات من يقوم على نشر الأكاذيب، من خلال شائعات تحمل افتراءات، عبر منابر متلونة ومتعددة، تعضدها دول، أو مؤسسات، أو جماعات، باتت أجندتها معلنة، خاصة في مرحلة النزاعات التي أضحت مسلحة، والتي أظهرت فلسفة غير حميدة، تكمن في أن الغاية تبرر الوسيلة.
عندما نتأمل مغزى الشائعات المغرضة، نجد أنها تستهدف الإضرار المباشر بالمقومات الاقتصادية للأوطان، وتلك الغاية الخبيثة، تؤكد على أن انهيار الشعوب، يأتي من بوابة العوز وشدة الفاقة، التي في سبيلها تخلو ساحة الوجدان، من قيم الولاء والانتماء، وتستبدل بخلق مذموم؛ حيث الفساد والإفساد، في ضوء شعارات النفعية القميئة، وحدود المصالح الخاصة، وتجنب الالتفاف حول غايات الوطن العليا.
الانهيار الاقتصادي، يكرس الانهزامية في نفوس الشعوب، ويجعلها بسرعة البرق تخرج عن السياق؛ لتذهب لملجأ الخلاص، مما تعيشه من تعاسة، وتنساق لدعوات مكذوبة، لا تجني من ورائها إلا ضياع مستقبلها وأجيالها؛ فتدخل في أنفاق تلو أخرى، ولا ترى عيونها نور الصلاح، والإصلاح، والتنمية، ولا تحقق نهضة باتت على الأبواب؛ ومن ثم تقع فريسة لذئاب، لا تستهدف سوى مقدراتها المادية، والقضاء على مواردها البشرية.
من يتأمل في طبيعة الشائعة، التي تحمل بين ثناياها أكذوبة ما، أو تتضمن نقصان لمغزى خبيث، أو فبركة لأحداث لا أساس لها من الصحة؛ فإنه يدرك أن الغرض منها العمل على تغيير الاتجاهات الإيجابية لدى المواطن؛ كي تستبدل بأخرى سلبية، تجعله يشكك في كل ما يحيط به، بل، تقوض جهوده، ومقدرته على العطاء، ومثابرته من أجل تحقيق أهدافه الخاصة المشروعة؛ حينئذ يحاول أن يخرج عن سياق الأنظمة، التي من المفترض أن تهيئ له المناخ الفعال؛ كي يستكمل مراحل الإعمار والتنمية في ربوع وطنه.
في إطار الشائعات المغرضة، نرصد أمراضًا اجتماعية، تتفاقم آثارها المدمرة يومًا تلو الأخر؛ فتزداد معدلات الجريمة، وتتنامى الأفكار المشوهة، وهنا اعتقد أن هذا يعد أحد نتاجات التلوث الفكري، الذي يصاب به الإنسان، جراء قبوله، أو تقبله، للشائعات المشوهة، وانسياقه وراء الأفكار غير السوية، والسماح لمن يبثون السموم بالذيوع والانتشار، رغم مقدرته من خلال مساهمته في الحد من تلك الشائعات، عبر شراكة فاعلة تكمن في التوعية، ونشر الحقائق من مصادرها الرسمية الموثوق فيها.
القضايا التي تتبناها الدولة، وتدافع عنها منذ فجر التاريخ، في ضوء الثوابت، والقيم، والمبادئ، التي توارثتها الأجيال، أضحت في مرمى الشائعات المغرضة، من قبل أصحاب الأجندات، والقلوب المريضة؛ فقد بدت النوايا غير السوية واضحة، في تعزيز الفهم الخطأ، أو المغلوط، بصورة ممنهجة، من قبل جماعات تعيش حياتها في ظلام دامس، وسط مستنقع أفكار محرفة، ومشوهة.
ما تمت الإشارة إليه آنفًا، ما هو إلا إطلالة، توضح مبررات نشر الشائعات المغرضة؛ فهناك المزيد من المآرب الأخرى، التي تقف وراء هذا الأمر، يصعب حصرها، وتناولها، في هذا المقام الضيق؛ لكن نؤكد بأن حالة الإرباك سواءً أكانت على المستوى الفردي فيما يخص فكره، أم على مستوى الرأي العام؛ فإننا نعي تمامًا أن الاهتمام من قبل المغرضين، يكمن في خلق المناخ السلبي، الذي يفسد العلاقات المجتمعية في المقام الأول، ويضعف اللحمة، والتماسك، والتكافل، والتضافر، والاصطفاف، خلف الدولة.
أوصي نفسي وإياكم؛ بتحري المصادر التي نكاشف من خلالها المعلومات، أو نستقي منها الأخبار، وتعالوا بنا نجتهد؛ كي ننشر الحقائق، التي تظهر جهود الدولة، ومؤسساتها الوطنية، وقيادتها السياسية، ودعونا نغرس في أذهان ووجدان شبابنا الواعد، أهمية العطاء اللامحدود لوطن يسكن القلوب، وأن نخلق المناخ الداعم للتنمية، بكل صورها، وأن نطالع ما لدينا من مقومات، وقدرات، نستطيع أن نصل بهما للريادة؛ فلدينا تاريخ مجيد، وجغرافيا متفردة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 3 ساعات
- مصرس
لبنان: نكثف جهودنا الدبلوماسية لإلزام إسرائيل بوقف هجماتها
قال رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، اليوم، إن بلاده تكثف جهودها، عبر القنوات الدبلوماسية "لإلزام إسرائيل بوقف هجماتها واعتداءاتها المتواصلة"، و"استكمال انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية". وأضاف سلام، في مؤتمر حول إعادة بناء لبنان في بيروت، أن "هناك 5 نقاط لا تزال تحتلها (إسرائيل) بشكل غير قانوني، في انتهاك صريح لالتزاماتها وللقانون الدولي".واعتبر سلام أن "استعادة السيادة الكاملة لوطننا أمر بالغ الأهمية، فهي تضمن أن يعيش كل لبناني بأمان، في ظل سلطة واحدة، وبثقة كاملة بالدولة. كما أنّها ضرورية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي، وتشجيع المستثمرين والزوار على العودة إلى لبنان"، وفقاً لقناة "الشرق" الإخبارية.واعتبر سلام أن لبنان يواجه تحديات عميقة على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفق بيان من المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة.وتابع: أدت سنوات من الفساد، والمحسوبيات، والطائفية، وسوء الإدارة الفادح، إلى إنهاك المجتمع اللبناني وإضعاف بنيته. وأدى شبه الانهيار الكامل في القطاعين المالي والمصرفي في لبنان إلى نتائج كارثية، سببها الحوكمة المالية السيئة، والسياسات النقدية الخاطئة، وقبل كل شيء، ثقافة الإفلات من العقاب.وعن الحرب الأخيرة، قال رئيس الوزراء اللبناني: "ما زاد في تعقيد الأزمة الإنسانية والاقتصادية في لبنان، أن الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل قد أدت إلى تهجير مجتمعات بأكملها، وتدمير سُبل العيش، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنى التحتية الحيوية".ووفق البيان، تشير التقديرات الأخيرة، بما في ذلك تلك الصادرة عن البنك الدولي، إلى أن تكاليف إعادة الإعمار قد تتجاوز 14 مليار دولار، "ما يُضيف مزيداً من الأعباء على كاهل دولة هشّة أساساً"، بحسب سلام.وعن حكومته قال سلام:" تتمثّل المهمة الأساسية لحكومتي في استعادة سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وإطلاق الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والقضائية الضرورية".


اليوم السابع
منذ 7 ساعات
- اليوم السابع
اليقظة الوطنية بالجمهورية الجديدة
في ظل ما يشهده العالم من تحولات متسارعة وأزمات متشابكة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، تتجلي الحاجة الملحة إلى إعادة الاعتبار لقيم التماسك الوطني، بوصفها الضامن الأول لاستقرار المجتمعات وقدرتها على مواجهة التحديات، ويمثل ترسيخ الهوية الوطنية الجامعة مدخلًا أساسيًا لصياغة وعي جمعي مشترك، يؤسس لوحدة الشعور والمصير، ويمنح المجتمع قوة الدفع اللازمة لاستعادة موقعه الفاعل في حركة التاريخ فالهوية الوطنية هي منظومة من القيم المشتركة، والذاكرة الحضارية، والانتماء الواعي، حيث يشعر كل فرد بأنه جزء لا يتجزأ من الكيان الوطني، ملتزم بمصالحه ومعتز بكرامته ومسؤول عن حاضره ومستقبله، فهي نسيج من الالتزام الحر والكرامة الإنسانية والمشاركة الواعية، وتكتمل في ظل بيئة تنصف التنوع وتكرس الولاء للوطن كجامع أعلى يتجاوز الانقسامات والهويات الجزئية. وتُعد اليقظة الوطنية شكلاً راقياً من الوعي المسؤول، الذي يكسب المواطن القدرة على إدراك ما يتهدد وطنه من أخطار، سواء كانت داخلية تتخفى في عباءة النقد أو خارجية تستهدف تفكيك الاستقرار، وهي وعي ناقد لا ينخدع بالشعارات ولا ينزلق خلف الانفعالات، ولكن يفرق بذكاء بين الإصلاح الجاد الذي يسعى إلى البناء، وبين الهدم الممنهج المتخفي تحت شعارات التغيير، وفي ظل عالم مضطرب تتصاعد فيه صراعات الهويات وتشن فيه حروب ناعمة تعتمد على التضليل الإعلامي وتزييف الوعي عبر المنصات الرقمية، تصبح اليقظة الوطنية ضرورة وجودية، وخط الدفاع الأول في مواجهة محاولات الفوضى والانقسام والتفكيك المجتمعي، والسياج الذي يحمي الوعي الجمعي ويصون وحدة الدولة وسيادتها في زمن بات فيه الاستهداف ناعمًا وأكثر خطورة وتأثيرًا. وبذلك تمثل اليقظة الوطنية مرحلة متقدمة من الوعي الاستراتيجي حيث تتجاوز ظاهر الأحداث إلى تحليل عميق للسياقات والمآلات، وتفكيك الرسائل والأفكار التي تبث في الفضاء العام وربط واعٍ بين الوقائع والمتغيرات المحلية والدولية وهي وعي يتأصل في بيئة تعليمية تنمي التفكير النقدي وإعلام مهني مسؤول وثقافة مجتمعية تحفز التساؤل والفهم ويتأكد هذا الوعي عبر خطاب رسمي ومدني يعمق الانتماء ويرفع منسوب الوعي الجمعي ويمنح المواطن دورًا فاعلًا في حماية الثوابت الوطنية. وعندما ترتقي اليقظة الوطنية من إدراك فردي إلى وعي جمعي تتحول إلى قوة اجتماعية فاعلة تعبر عن ذاتها في الحفاظ على الوحدة الوطنية، والالتفاف الناضج حول الثوابت والمصالح العليا للدولة فهي تحصن المجتمع من محاولات التشويه التي تستهدف اختراق الهوية والثوابت والسيادة، فاليقظة هنا حالة دائمة من الوعي والبصيرة، تترجم إلى مواقف مسؤولة تذود عن السيادة، وتصون كيان الدولة من عوامل الانقسام إنها السياج الأخلاقي والمعرفي الذي يحمي النسيج الوطني، ويضمن تماسك الصف واستمرار المسار الوطني في مواجهة كل ما يهدد كيان الدولة واستقرارها. وتعيش الدولة المصرية في السنوات الأخيرة لحظة استنهاض حضاري حقيقي، ويأتي ذلك ضمن مشروع تنموي شامل يستهدف تحديث البنية التحتية من خلال مشروعات استراتيجية كبري غير مسبوقة، وتعزيز الأمن القومي بمفهومه الشامل، الذي يربط بين قوة الدولة وهيبة مؤسساتها وتماسك مجتمعها، وقدرته على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، ويكتمل هذا البناء المادي والاقتصادي بمواكبة ثقافية وتربوية تعيد تشكيل الوعي الجمعي، وترسخ لدى المواطن شعورًا عميقًا بالشراكة في بناء الحاضر وصياغة المستقبل. فالمواطن المصري لم يعد مجرد متلق لنتائج التنمية، ولكن عنصرًا فاعلًا ينظر إليه بوصفه رأس مال الدولة ومصدر قوتها المتجددة، وهنا تبرز الحاجة إلى تجديد الخطابات التربوية والإعلامية والدينية، بما يرسخ قيم الانتماء والمواطنة المسؤولة والإيجابية في التعاطي مع التحديات، وثقافة العمل المشترك والقدرة على التفكير النقدي والتحليلي، ويستهدف بناء الإنسان المندمج بوعي في مشروع وطن يسير بثقة نحو المستقبل. وتُعد الشائعات والمعلومات المضللة إحدى أخطر أدوات الحرب المعنوية التي تواجهها المجتمعات المعاصرة، لما لها من قدرة على زعزعة الثقة بين المواطن ومؤسسات دولته، وبث روح الإحباط وتشويش الرؤية العامة تجاه المسارات التنموية والقرارات الوطنية، وتزداد خطورة هذه الظاهرة حين تستهدف دولًا ذات ثقل حضاري وموقع جيوسياسي محوري كالدولة المصرية، التي تشكل بحضورها التاريخي والثقافي نقطة توازن واستقرار في محيطها العربي والإفريقي. وتستدعي مواجهة الشائعات مقاربة استراتيجية تقوم على صناعة وعي مجتمعي إيجابي، يمتلك أدوات التفكير النقدي، ويحسن التمييز بين المعلومة والافتراء، وبين النقد البناء والدعاية الهدامة، ويتحقق ذلك من خلال ترسيخ ثقافة التثبت من الأخبار وتحري مصادرها وفهم السياقات التي تصدر عنها، وربط الوقائع بمعطيات الواقع ومن ثم تقع المسؤولية الكبرى على عاتق المؤسسات التربوية والإعلامية والدينية، التي يجب أن تتكامل أدوارها في غرس قيم العقلانية والتمحيص والانفتاح النقدي، منذ بداية المراحل المبكرة في حياة الفرد، حيث أصبح بناء المواطن القادر على الفهم والتحليل ضرورة وطنية لحماية وعي الأمة من التزييف، وصون وحدتها من الاختراق وضمان تماسكها في وجه كل ما يستهدف بنيتها الداخلية ومشروعها الحضاري. ولذلك فإن ترسيخ ثقافة الحكم الرشيد يبدأ من الإنسان ذاته، من بناء وعيه وتأهيله معرفيًا، وتمكينه من أدوات التحليل المنطقي، والنظر المتزن في الأدلة والوقائع، بعيدًا عن الاندفاعات العاطفية أو الأحكام المسبقة فالحكم الرشيد هو ثقافة مجتمعية شاملة، حيث يعد المواطن الواعي المستقر داخليًا والمتسلح بالمعرفة والقدرة على التفكير النقدي هو حجر الأساس في أي مشروع نهضوي حقيقي والضامن لوحدة الوطن والحارس لهويته والركيزة الصلبة في عقد اجتماعي جديد يؤسس لمجتمع العدالة والمواطنة والمشاركة الواعية. ولابد لهذه المبادئ أن تترجم إلى سياسات عملية ومؤسسات فاعلة ومناهج تعليمية متطورة فالإصلاح يبدأ من إعادة النظر في مناهج التعليم، بما يضمن أن تكون حاضنة للقيم التربوية والهوية الوطنية، ومُحفزة على التفكير الحر والمسؤول، والإعلام بدوره يحتاج إلى إعادة تموضع أخلاقي ومهني، يقدم الحقيقة وينتج الوعي ويفرق بين الإثارة والتحليل، أما المؤسسات الدينية، فمطلوب منها خطاب عقلاني معاصر، ينصت للواقع ويتفاعل معه ويرتقي بمكانة الوطن في ضمير المواطن. ونؤكد أن اللحظة التاريخية التي تعيشها الدولة المصرية اليوم هي لحظة وعي وطني فارقة تعاد فيها صياغة العلاقة بين المواطن والدولة على أسس جديدة من الشفافية، والمساءلة، والتشاركية الفاعلة، إنها لحظة تأسيس حقيقي للجمهورية الجديدة، التي لا تقتصر على تحديث البنية التحتية أو إطلاق المشاريع القومية، بل تمتد إلى بناء الإنسان المصري المتكامل، وترسيخ منظومة قيم تؤمن بالكرامة، والانتماء، والعدالة، والمواطنة الواعية، وتغدو الهوية الوطنية الواعية، والتماسك المجتمعي، والوعي الإيجابي أدوات بقاء، وآليات نهوض، وجسور عبور إلى مستقبل أكثر استقرارًا وإنصافًا وكرامة، وفي قلب هذا المشروع الوطني الشامل، يظل المواطن المصري هو الفاعل الأصيل حين يُدرك أن وعيه هو السلاح الأمضى، وأن هويته هي النور الذي يهديه، وأن وطنه هو الأمان الذي لا يقدر بثمن.

وكالة نيوز
منذ 15 ساعات
- وكالة نيوز
الشرق: عون في الأردن.. ولودريان وتوماس باراك الى بيروت
وطنية – كتبت صحيفة 'الشرق': وضعت نهاية الاجازة الرسمية في عيد الاضحى مساء امس حدا للاجازة السياسية التي امتدت على مدى اربعة ايام، غابت بفعلها التحركات والمواقف، باستثناء ارتدادات غارات اسرائيل على الضاحية الجنوبية، واستمرار الاشكالات بين قوات اليونيفيل والاهالي في بعض قرى الجنوب. وعشية وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في الساعات المقبلة، حيث سيناقش مع المسؤولين اللبنانيين الملفات المحلية كلها من اتفاق وقف النار مرورا بمصير اليونيفيل وصولا الى الاقتصاد، ووسط ترقب لما سيحمله الموفد الاميركي توماس باراك الى بيروت في ما يتصل بموضوع سلاح حزب الله، بقيت الحركة الداخلية في شبه جمود متأثرة بالعطلة. الى الاردن وسط هذه الاجواء، اعلنت رئاسة الجمهورية ان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يغادر اليوم الثلاثاء بيروت إلى عمان في زيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. وستكون الزيارة مناسبة للتشاور في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى عرض التطورات الإقليمية الراهنة، ويرافق رئيس الجمهورية وفد رسمي. اليونيفيل في الوضع الجنوبي، أوضح الناطق باسم قوات اليونيفيل في لبنان أندريا تيننتي أنّ البقاء سيساعد في حل أي نزاع بين لبنان وإسرائيل. وقال في حديث تلفزيوني 'ندعم الجيش اللبناني في عملية انتشاره جنوبي لبنان ودعمنا للجيش اللبناني 'حجر الأساس' في عملية انتشاره، مشيرًا الى أنّ وجود قوات إسرائيلية جنوبي لبنان يعرقل انتشار الجيش اللبناني والمجتمع الدولي من تنفيذ مهامه تجاه لبنان. وأضاف 'حريصون على ضمان الأمن والاستقرار جنوبي لبنان ونريد تسليم مختلف مهامنا إلى الجيش اللبناني على أرض الواقع.' ولفت الى أنّ لم تحصل محادثات بشأن إنقاص التمويل الدولي لمهمة اليونيفيل في لبنان مؤكدًا أنّ التمويل أمر متروك لمجلس الأمن الدولي وقال: 'أعدادنا لم تتغير جنوبي لبنان حتى الآن.' وأشار تيننتي الى أنّ ' 48 دولة تدعم مهمتنا في لبنان منذ عام 2006 ووجودنا يخلق 'نوعا من الأمل' في منطقة جنوب لبنان'. انهاء الدعم؟ ليس بعيدا، ذكرت صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل' نقلا عن مصادر أميركية أن الولايات المتحدة تدرس إنهاء دعمها لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان 'اليونيفيل'. وكتبت 'الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بعد بشأن الدعم المستقبلي لقوات 'اليونيفيل'، لكنها تريد إصلاحات كبرى، وهو ما قد يعني إنهاء الدعم'. وأشارت الصحيفة إلى أن تفويض قوات 'اليونيفيل' يتم تمديده مرة واحدة في السنة من خلال قرار من مجلس الأمن الدولي، ويمكن للولايات المتحدة استخدام حق النقض ضد القرار المقبل، والذي من المقرر أن يصدر في آب. ووفقا لصحيفة 'جيروزاليم بوست' فإن الولايات المتحدة قررت بالفعل التصويت ضد تمديد تفويض قوات 'اليونيفيل'. وأضافت: 'اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة وقف عمليات قوات اليونيفيل في جنوب لبنان'. نفي في المقابل، أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن التقارير التي تتحدث عن أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على أن عمليات قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان 'اليونيفيل' ستنتهي بأنها 'غير صحيحة'. وأشارت هذه التقارير إلى أن الإدارة الأميركية ليست مهتمة بالتجديد لمهمة اليونيفيل في آب المقبل. وقال المتحدث باسم الخارجية الذي فضل عدم الكشف عن إسمه أن 'هناك محادثات جارية بشأن التجديد لقوات اليونيفيل ولكن هذه التقارير غير صحيحة'. هيكل – بلاسخارت وسط هذه الاجواء، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين هانيس بلاسخارت وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. حصر السلاح في السياسة، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي ان 'للذهاب باتجاه البناء والاعمار يجب على محور الممانعة الوفاء بالالتزامات التي تعهّد بها ووقع عليها من دون قيود أو شروط لكي لا نعود دولة فاشلة ومارقة'، مؤكداً أنّ 'الحلّ الدبلوماسي وحده ينقذ لبنان ويُنهضه من محنته'. أضاف 'بالطبع هناك مسؤولية كبيرة على حزب الله الذي يعيش حالياً حالة إنكار تام، إنما المسؤولية الأكبر تقع اليوم على عاتق الدولة التي يجب ان تحسم أمرها لجهة حصر السلاح بيدها وحدها، كما يجب عليها وضع جدول زمني واضح لجمع السلاح غير الشرعي داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها'. وتوجّه الى رئيس الجمهورية 'فخامة الرئيس، من المهمّ جداً أن نعطي إنطباعاً جيداً للرأي العام الداخلي والخارجي بأننا سائرون باتجاه الدولة الحقيقية صاحبة القرار والسيادة على كامل أراضيها، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نحصّن فيها ساحتنا الداخلية ونحصل على الدعم الخارجي المنشود'. واهمون: من جانبه، أكد عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب حسن فضل الله، أن 'ما يعنينا هو قيام الدولة من خلال مؤسساتها بكلّ الخطوات المُمكنة من أجل حِماية مواطنيها، وما صدر من مواقف عن الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش عبر عن الموقف الرسمي للدولة، وهي مواقف تؤكد أن هذا العُدوان هو اعتداء على كلّ لبنان وأنه موضوع برسم الولايات المتّحدة والجهات الراعيّة للإتّفاق. وبعض القوى السياسية وبعضُ الإعلام الداخلي الذين وقفوا ضد موقف الدولة، كانوا في موقع الانقلاب عليها، فحين أتت الدولة وأخذت موقف في وجه العدوّ قام هؤلاء بأخذ مواقف ضدّ الدولة، لأن هؤلاء يراهنون على العدوان الإسرائيلي كيّ يحققوا مكاسب في الداخل، ولم يتعلموا من تجارب الماضي وهم واهمون وهم مخطئون وسيحصدون نتائج هذه الأوهام'.