
أمثال منتهية الصلاحية (يوم الحكومة بسنة)
قلّ ما يمر على إنسان، يوم، أو حدث، أو موقف، إلا ويحضر المثل، للاستشهاد به، أو ليسلّي المُبتلى نفسه، وفي ذلك تأصيل للموروث الحِكَمِي، النابع من عمق الوجدان البشري، الممهور بختوم الشقاء والمعاناة، والنابت من رحم الألم، ومحطات طول الانتظار، وسرادق الفرح والترح، فلكل مشكلة، أو منظر، أو وجع ما يناسبه من حصيلة تجارب الشعوب، والأمم.
ويمكننا تقييم ثقافة وسلوكيات مجتمع ما، من أمثاله، فالمجتمع المسالم على سبيل المثال، يتبنى المثل (اللي ما يبلع الريق ما له رفيق)، والعدواني يأخذ بمثل (أصغر منك كُلْهُ)، واللصوصي (إذا عشقت اعشق قمر وإذا سرقت اسرق جمل)، والبراغماتي (لأجل عين تكرم مدينة)، والاستهلاكي (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)، والمَتملّق (إذا لك عند الكلب حاجة قُل له يا سيدي)، والمماطل (اعطني اليوم الصوف وبكرة خذ مني خروف).
وربما ترسّخ بعض الأمثال الشعبية قناعات مؤذية لأصحابها، بحكم ما يمنحه البعض للمثل المنقول، والحكمة المتوارثة من قداسة، ويراها وصايا تحرم مخالفتها، دون وعي بأنها مورّطة في اعتداء، وزور وتجاوز وفجور، وانتهاك لحق الغير، وأحياناً، موجبة للقصاص والعقاب، منها المثل (ابعد حدّك يقربوه الرجال)، و(اللي يحطّ اصبعه على خشمك، حط اصبعك في عينه)، و(اللي تعرف ديته اقتله).
ومن أعمق الأمثال تلك التي تعتمد الرمزية والتوريّة، ومنها (حثل ما يحفظ العذوق مخروق)، و(الما ما يروب والقحمة ما تتوب)، و(في السوق الله الله، وفي البيت يعلم الله)، و(ما شمّها إلا عمّها)، و(سيل وادي قوب ليته يسدّ اخبايره)، و(خلّ بعض الخلايق دمعة ما تبلّ حفافها)، و(ثوب العاريّه ما يدفّي)، و(من تزيّا بزِيّ ما هو لجده وأبيه، أتى عليه زمان يتمنى الموت فيه).
وما يلفت الانتباه، أن بعض الأمثال تنتهي صلاحيتها، بحكم تغيّر الحال، ومن خلال التطوّر المبهج في بلادنا، خصوصاً اعتماد الرقميّة، وتسهيل المراجعات ومتابعة المعاملات، انتهى أثر ووقع المثل (يوم الحكومة بسنة)، فالذي سكّ أو صاغ المثل، لو كان بيننا اليوم، سيشعر بالحرج، فالزمن الذي قال فيه مَثَلُهُ، كان ينشف فيه ريق المواطنين، حين مراجعتهم للأجهزة البيروقراطية (أسيرة الروتين) والتي كان من شعاراتها (راجعنا بكرة)، و(معاملتك ما لقيناها)، و(رح وانحن بنتصل عليك) قبل إنشاء هيئة مكافحة الفساد، واليوم ربما ينجز معاملته حفيده طالب الابتدائي بالدخول على تطبيق (أبشر) أو (توكلنا) أو غيرها؛ ويُنهيها في دقائق معدودة، طبعاً ليست كل المعاملات، لكن على الأقل الخدميّة.
ومن الأمثال الاجتماعية (ضيف العِشا ما له عَشا) بحكم أن مجتمعات الإنتاج، قبل نصف قرن، تأكل الميسور بعد المغرب، وتنام بعد صلاة العِشاء، وهي مجتمعات (قوت لا يموت)، فالضيف في الليل مكروه، قبل عصر المطاعم (التيك أوي) ومحانذ ومنديات الخراف والتيوس، ومولات الكل شيء، ولذا لم يعد الضيف مكروهاً، وعشاه والم ولو بعد منتصف الليل.
وهناك أمثال تنتهك حقوق شرائح مجتمعيّة، منها شريحة النساء؛ فالمثل الذي يقول (شاور المرأة وخالفها)، بل وينسبه البعض للمصطفى عليه الصلاة والسلام (شاوروهن وخالفوهن)، لكي يمارس الشوفينية على النساء، وهذا لم يعد صالحاً، ولا ينطبق على عصرنا، الذي تفوّقت فيه كثير من النساء على بعض الرجال؛ أو (الإناث على الذكور)؛ ولا أقصد التمييز، بل لأن الرجولة أسمى وأعلى من الذكورة، و(اللي ما تتأدب بالمَعْرَق تتأدب بالمَطْرَق)، أي اللي ما هي مؤدبة بالنسب، تتأدب بالضرب، والمطرق عصاة من أغصان اللوز والرمان، ومثلهما (الحرمة اشبعها واقبعها واصفعها وعلى الهول ادفعها) كلها غدت بالية، ومحتها منجزات أخواتنا وزوجاتنا وبناتنا التي ترفع الرأس، وتستحق الحُبّ لا الضرب، ناهيك عن أن تشريعات الدولة السعودية، قوّمت المعوّج، وعدّلت المائل، وحفظت لكل مواطن ومواطنة ما له من حقوق، وحالت بالمؤسسات المعنيّة دون أي اعتداء أو تطاول.
ولعلّ الأمثال التي تضم مكونات إنسانية مختلفة ومتعددة، تخلّد؛ فالمثل الذي نحفظه جميعاً (يا غريب خلّك أديب) صالح لكل زمان ومكان، والأدب ليس محموداً من الغريب فقط، بل حتى من القريب، فهو من حُسن الأخلاق، ومن الحياء الذي لا يأتي إلا بخير، ومَثَل (من له سوق وعقبة رجله على كل رقبة) وإن انتهى منطوقه، إلا أن مفهومه واقعي، فالدول التي تملك طرق تجارة آمنة، ولديها أسواق، تتحكم في سياسات دول واقتصادياتها، وتخفض وترفع أسعار السلع؛ ولا أحد يجرؤ يفتح فمه، إلا للتثاؤب.
ولا ريب أن لاختلاط أفراد المجتمعات وتواصلهم مع غيرهم له (دور) في نقل الأمثال من بيئة إلى أخرى، فالذين انتقلوا لبيئة مكة من الأجداد والآباء نقلوا أمثالاً تنسجم مع معطيات بيئتهم الأولى منها (مين شايفك يا اللي في الظلام تغمز)، و(يدّ ما تقدر تدوسها بُوسها)، و(لا تقرصيني يا نحلة وما ابغي لك عسل)، و(شعرة من إنس وشعرة من جِنّ وطلع له دِقن)، و(دقّه بدقّه ولو زدنا زاد السقا).
يروي أحد معارفي؛ أن أباه كان يعتمد سياسة الإنفاق بلا حدود، ودائماً يردد المثل (انفق ما في الجيب، يأتيك ما في الغيب) قال؛ ومات أبي واعتمدتُ ذات السياسة، وفي أحد الأيام، ما وعيت إلا وجيب الشرطة في حوشي؛ وسلمني طلب مراجعة للحقوق، بسب شكوى من غرماء يطالبوني بسداد ديون، فقلت في نفسي؛ رحمك الله يا أبي، جاني ما في الغيب.
بالطبع لم تأتِ الأمثال والحِكم من فراغ، ويختلف الناس في وصف المثل، بالشعبي، والعامي، نسبة للعامة؛ ولا يمكن إلغاء مثل أو حكمة، ولو انتهت صلاحيتهما، فالأمثال تفرض نفسها، دون مراعاة للحلال والحرام والعيب، فبعض الأمثال توظّف فيها (العورة) أكرمكم الله، وكان كبار السن عندما يوردونها يقولون قبلها (حاشى السامعين وملائكة ربّ العالمين)، وتظل الأمثال مرآة شعوب، فيها ملخّص عن عقليات ووعي حكماء، ونتاج مختبرات تجارب نابضة بكل ما هو أصيل.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
أبراج تقدم كل شيء للشريك
كثير من الأفراد أصحاب بعض مواليد الأبراج الفلكية يحرصون على إعطاء الأولوية لسعادة شركاء حياتهم على حساب سعادتهم الشخصية؛ حيث يبذلون قصارى جهدهم للشعور بالرضا، وغالباً ما يندرج هؤلاء الأفراد تحت أبراج محددة، والتي تميل بطبيعتها إلى وضع سعادة شريك حياتها في المقام الأول وتقديم كل شيء من أجل الشريك. هؤلاء الأفراد يتعلقون بالشريك بشكل مبالغ فيه، لدرجة أنهم يقدمون كل ما لديهم من أجل إسعاد الشريك من إخلاص واهتمام وحنان، وهذا يعود إلى طبيعة أبراجهم الرومانسية والمعطاءة في العلاقات العاطفية. في هذا المقال نرصد لكِ أبراجاً تقدم كل شيء للشريك؛ لتكتشفي إذا كان برج شريكك من بينها. برج الأسد يمتلك برج الأسد شخصية شجاعة وقيادية. تأتي علاقته مع الشريك في مقدمة أولوياته وإهتماماته. يُعتبر واحداً من أكثر علامات الأبراج إخلاصاً واهتماماً بالشريك؛ حيث يمتلك قدراً كبيراً من الإيجابية والتفاؤل، ويبعث الشعور بالراحة والطمأنينة، ولن يتردد في فعل أي شيء من أجل شريكه. يميل إلى الإخلاص والوضوح، ولن يتردد في بذل التنازلات والتضحيات من أجله. لناحية رجل الأسد إن لم يلتصق الأسد بالشريكة، وإن لم تكن هي سعيدة بكونه ظلها، وتقوم وبشكل دائم بمنحه كل الاهتمام الذي يحتاج إليه فهو لن يشعر بالسعادة في العلاقة. ما يجعل الأمر يمكن احتماله مع الأسد هو أنه في حال حصل على ما يريده من حب وإعجاب وتعبير دائم عن الإعجاب، فسيغدق الحب الذي لا حدود له عليها، وطبعاً سيكون هناك الكثير من الهدايا، مولود الأسد معروف بكرمه وسخائه العاطفي والمادي خاصة للشريك، وهذا ما يجعله في صدارة الأبراج التي تقدم كل شيء للشريك. تابعي تجربتي مع التوافق بين الأبراج في العلاقات العاطفية برج الميزان يتميز برج الميزان بطبيعته المتناغمة والمتوازنة، أصحاب هذا البرج دبلوماسيون، ويسعون دائماً إلى الحفاظ على تحقيق التوازن في جميع جوانب حياتهم، وهذا يشمل علاقاتهم؛ حيث يميلون إلى إعطاء الأولوية لسعادة شريك حياتهم بقدر ما يمنحون السعادة لأنفسهم إن لم يكن أكثر. يريد برج الميزان الأفضل للجميع بما في ذلك شريكه. هو مخلص جداً، خاصةً في علاقة طويلة الأمد. بمجرد أن يجد الشريك المناسب يُصبح مخلصاً وملتزماً تماماً، وعلى استعداد لفعل كل ما في وسعه لرؤيته سعيداً. بالنسبة إليه تُعتبر الخيانة نوعاً من الإساءة إلى الذات، لا إلى الآخرين. كذلك فإنه يقاوم كل أنواع المغريات لكي يحافظ على مبدئه هذا. وحين يكون مولود الميزان في علاقة جدية فإنّ الأمر حلم تحقق، وبالتالي هو لا ينوي بأي شكل من الأشكال التخلي عن هذا الحلم. رجل الميزان يلتصق بالشريكة بشكل كبير، وغالباً ما لا تنزعج الشريكة، وذلك لأن الميزان لا يختار امرأة تحتاج لمساحتها الخاصة؛ لتكون شريكته، بل يرتبط بمن تشبهه والتي تحتاج بدورها للالتصاق بالشريك. يُعرف برج السرطان باهتمامه وحبه ل شريك حياته ، كما أنه عاطفي من الدرجة الأولى، ويجعل سعادة الشريك من أولويات حياته التى يسعى لتحقيقها، كما يسعى للتواصل معه وتحسين علاقته به طوال الوقت. إن حسه المرهف وقلبه الطيب يجعله يقدم كل شيء من أجل إسعاد شريكه عاطفياً ومادياً ومعنوياً، فعندما يحب لا يبالي بأي شيء إلا سعادة شريكه، فالسرطان مع أو من دون علاقة لا يحب الخروج والاختلاط الاجتماعي بل يفضل البقاء في المنزل، ولكنه حين يرتبط بعلاقة فإنّ الرغبة بعدم الخروج من المنزل أو التواجد مع أي شخص آخر باستثناء الشريكة يتضاعف. السرطان لا يريد أن يمضي لحظة واحدة بعيداً عن الشريكة، فأجمل جزء في العلاقة بالنسبة إليه هو واقع أنه يمكنه إمضاء كل وقته معها. وطبعاً كما هو معروف السرطان يميل إلى التعلق بمن يحب أكثر مما يجب، وبالتالي سعادته تكمن في الالتصاق بالشريكة ليلاً نهاراً. اكتشفي برج الثور يتميز أفراد برج الثور بطبيعتهم العملية، فهم موجودون دائماً لتوفير الاستقرار والراحة لشريك حياتهم، ويحرصون دائماً للتعبير عن حبهم بالأفعال وليس بالأقوال، كما يعطون الأولوية لسعادة شركاء حياتهم. ويتسم أفراد برج الثور بإخلاصهم لشركاء حياتهم، كما يجدون سعادتهم في رؤية شركائهم سعيدين، ويبذلون الكثير من الجهد لضمان استمرار شعورهم بالسعادة. إلى جانب ذلك يتميز برج الثور بطبيعة مختلفة عن باقي الأبراج، ويتسم بالإخلاص والوفاء الشديد. هو الأكثر وفاءً على الإطلاق، وسوف يمنحك نفسه بالكامل. ليس عليك أن تخشى أيّ أمر وأنت جانبه. يسعى دائماً إلى أن يعيش حياة مستقرة، يسودها الانسجام. يقلّب أفكاره بشكل جيد قبل أن يخوض أي خلاف. يتمتع برؤية حكيمة وعقلانية، ويُجيد إدارة الكثير من الأمور. يحب إبقاء كل شيء حقيقياً.


مجلة هي
منذ 9 ساعات
- مجلة هي
بيت السدو... رحلة أصيلة إلى قلب التراث الكويتي
في قلب مدينة الكويت النابض بالحياة، وعلى مقربة من قصر السيف، يقف بيت السدو كأحد أبرز معالم التراث الثقافي في البلاد. هذا البيت العريق لا يقدّم مجرد عرض بصري للحرف اليدوية، بل يُعدّ تجربة ثقافية متكاملة تأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن إلى عمق حياة البدو وفنونهم الأصيلة، وعلى رأسها حرفة السدو. أجواء المكان وروح التراث منذ اللحظة الأولى لدخول بيت السدو، يستشعر الزائر روح الماضي تنبعث من جدران المبنى القديمة، وزخارفه المعمارية التقليدية، ورائحة الصوف الطبيعي الذي يملأ الأرجاء. المكان أشبه بواحة ثقافية وسط المدينة، حيث تندمج الطمأنينة بعبق التاريخ وتفاصيل الحياة البدوية التي عاشت في الصحراء وشكلت أساس الحكاية الكويتية. تجارب وقطع بألوان لا مثيل لها تشاهدون تفاصيلها في بيت السدو السدو... لغة الزمن الجميل السدو هو أحد أقدم الفنون الحرفية التي توارثتها النساء البدويات في الجزيرة العربية، ويقوم على نسج الصوف أو شعر الماعز أو الإبل باستخدام أنوال أرضية بسيطة. تُستخدم هذه الحرفة في صنع الخيام والسجاد والمفارش والأحزمة الزخرفية، وتمتاز بأنماطها الهندسية الدقيقة وألوانها الترابية التي تعكس بيئة الصحراء. كل قطعة سدو تحمل في طياتها رموزاً ومعاني تتجاوز الزينة، إذ تمثل عناصر من الطبيعة مثل الجبال والنجوم والرمال، إلى جانب كونها تعبيرًا بصريًا عن المشاعر والأفكار. الفن هنا ليس مجرد زخرفة، بل طريقة للتواصل والاحتفاظ بالهوية. تجربة تفاعلية غامرة ضمن جهود جمعية السدو لتقديم التراث بأساليب مبتكرة، تم مؤخرًا إطلاق تجربة تفاعلية غامرة في فناء البيت الداخلي، تجمع بين حرفة السدو والتكنولوجيا الحديثة. الغرفة الموقتة المجهزة بشاشات LCD تحيط بالزائر من كل جانب، وتعرض عروضًا مرئية تدمج بين نقوش السدو التقليدية والعناصر التكنولوجية بطريقة ساحرة. الأصوات والصور والإضاءة تُنسج معًا لتخلق تجربة فنية بصرية تحاكي جمال السدو بطريقة عصرية تخطف الأنفاس. ورش العمل والتجارب الحسية بيت السدو لا يكتفي بعرض القطع الفنية خلف الزجاج، بل يمنح الزائر فرصة التفاعل المباشر مع الحرفة من خلال ورش عمل حيّة. يمكن للزوار من مختلف الأعمار تجربة النسيج باستخدام الأنوال التقليدية، واكتشاف مراحل صناعة السدو خطوة بخطوة، بداية من غسل الصوف وغزله وحتى النسج النهائي. هذه التجربة العملية تعزز الارتباط بالحرفة، وتحوّل الزائر من متفرّج إلى مشارك في صناعة التراث، وهو ما يمنح للمكان طابعًا تعليميًا وتفاعليًا نادرًا لا توفره المتاحف التقليدية. ناسجة قرن غزال تستخدم خلال حياكة قطع السدو بيت السدو كجسر بين الماضي والمستقبل أهمية بيت السدو لا تكمن فقط في الحفاظ على حرفة قديمة، بل في تقديم نموذج حيّ لكيفية ربط الأجيال الحديثة بتراثها. من خلال الفعاليات، المعارض، والبرامج التربوية، يلعب البيت دورًا محوريًا في تعزيز الهوية الوطنية، وتكريس أهمية الفن الشعبي في تشكيل الوعي الثقافي. كما أن تكريمه لمدينة الكويت باعتبارها "مدينة عالمية للحرف اليدوية في فن السدو" من قبل مجلس الحرف العالمي، يعكس مكانة هذا الفن دوليًا، ويبرز دور بيت السدو كمركز إشعاع ثقافي في المنطقة. تجربة تراثية استثنائية زيارة بيت السدو ليست مجرد نشاط ثقافي، بل هي تجربة متكاملة تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان وتاريخه. إنه المكان الذي تنطق فيه الخيوط، وتحكي فيه الألوان قصصًا عن الصبر، والصحراء، والهوية. لكل من يبحث عن العمق، والانتماء، وجمال التفاصيل، فإن بيت السدو هو المحطة التي لا تُفوّت. تجارب وقطع بألوان لا مثيل لها تشاهدون تفاصيلها في بيت السدو


مجلة هي
منذ 9 ساعات
- مجلة هي
وجهات عالمية لصيف 2025 للاستمتاع بتجارب استجمام لا مثيل لها
الصيف هو الفصل الذي يلائم الانطلاق في رحلات ممتعة وأنشطة ترفيهية متنوعة، كما تشهد أيام الصيف تلك الرغبة التي لا تقاوم لزيارة أماكن متألقة مع دفء الطقس، والاستمتاع بالليالي الطويلة في مقاهي وجلسات حيوية. وهناك وجهات عديدة حول العالم يمكن أن تضيف إلى العطلة الصيفية لمسة خاصة وتجربة لا تُنسى، حيث نستعرض اليوم مجموعة من أجمل الوجهات المثالية لعطلات صيف 2025، تقدم كل واحدة منها طابعًا مميزًا وتجربة متفردة لذكريات لا تُنسى. فيينا، النمسا أجواء فيينا الساحرة في الصيف بواسطة صُنّفت فيينا كواحدة من أكثر المدن ملاءمة للعيش في العالم لمدة 11 عامًا متتالية، حيث تُعد فيينا من المدن الأوروبية التي تتألق بأناقتها وعمقها الثقافي، وفي فصل الصيف تتحول إلى مسرح مفتوح للفنون والموسيقى والنشاطات الخارجية، وتتبدل أجواء فيينا لتصبح لوحة مرئية تزخر بالألوان والأنشطة الممتعة تحت أشعة الشمس، حيث تتسع الخيارات لتشمل التنزه على ضفاف نهر الدانوب وقضاء أوقات هادئة في الحدائق والاستمتاع بحمامات السباحة في الهواء الطلق. وتتألق معالمها المعمارية ذات الطابع الإمبراطوري تحت أشعة الشمس الذهبية، من قصر شونبرون إلى مجمع هوفبورغ، مما يمنح الزائر فرصة مثالية لالتقاط الصور أو التنزه في أجواء غارقة بالجمال الكلاسيكي، وتحمل أشهر الصيف في فيينا برنامجاً زاخراً بالفعاليات الثقافية والفنية التي تُقام في مواقع ذات طابع تاريخي مميز، حيث تستضيف المدينة مهرجانات تُعد من الأبرز على مستوى القارة الأوروبية في مجال الرقص والموسيقى. كما تقدم فيينا مجموعة من الخيارات لمحبي الأنشطة المائية مثل التوجه إلى نهر الدانوب القديم لممارسة التجديف أو التزلج المائي، أو الاسترخاء في النوادي النهرية الأنيقة أو قضاء ساعات من المرح في فيينا سيتي بيتش كلوب، ولعشاق السباحة تتوفر عدة حمامات سباحة في الهواء الطلق تمنح الزائر فرصة الترفيه في مواقع مميزة مثل المسبح القريب من قصر شونبرون، وحمام شافبيرج الذي يشتهر بمنزلقه المائي الطويل. وتنطلق فعاليات موسم صيف 2025 يوم 13 يونيو من خلال الحفل الليلي الذي يُقام في حدائق قصر شونبرون الباروكية، ويستمر المشهد الفني بالتألق مع مهرجان جزيرة الدانوب في نسخته الثانية والأربعين الذي يقام من 20 إلى 22 يونيو. وتنعكس أجواء الصيف الزاخرة بالمهرجانات على تجربة الإقامة وتناول الطعام في فيينا، حيث تنتشر أكشاك تقدم مأكولات محلية في مواقع الفعاليات بينما يمكن لعشاق المذاق الرفيع الاستمتاع بتجارب تناول طعام راقية. صقلية، إيطاليا صقلية وجهة خلابة للصيف بواسطة Efrem Efre في صيف صقلية تتجسد الروح الإيطالية على الساحل حيث تتراءى المدن التي تكتسي بألوان الشمس وتطل على بحر أزرق صاف، بينما تمتد خلفها طبقات من التاريخ والمذاقات التي تعكس طابع البحر الأبيض المتوسط، وفي تاورمينا وتشيفالو تبدو الحياة وكأنها احتفال دائم حيث تمتلئ الشواطئ بالمصطافين وتغمر المقاهي أصوات الحديث الحيوي ورنين فناجين القهوة، أما طبيعة الجزيرة فتتنوع بين فوهات إيتنا النشطة ومنحدرات سكالا دي توركي البيضاء مما يمنح محبي المغامرة مساحات واسعة للاستكشاف. وتمتد التجربة لتشمل جوانب عميقة من التقاليد إذ يمكن حضور مهرجانات تتزين بالمواكب والعروض النارية، كما أن الأسواق المحلية تعج بالخضراوات الطازجة والطماطم المجففة وأقراص الأجبان، وفي أوقات الظهيرة الحارة يمكن تذوق الجرانيتا المنعشة أو الجلوس في مطعم يطل على البحر لتناول طبق من معكرونة المأكولات البحرية. زنجبار، تنزانيا زنجبار وجهة خلابة للصيف بواسطة MCK تُعد زنجبار خياراً مثالياً للهروب إلى جزيرة استوائية تجمع بين الشواطئ الناعمة والمياه الفيروزية وتعدد الثقافات، وتقع هذه الجزيرة قبالة سواحل تنزانيا وتُعرف بتأثرها بعناصر إفريقية وعربية وأوروبية تندمج في طابعها المعماري والحضاري، خاصة في أشهر الصيف التي تبرز فيها هذه السمات بأوضح صورها. ويُعرف شاطئا نونغوي وكيندوا برمالهما البيضاء الصافية ومياههما الشفافة مما يجعلهما مناسبين للسباحة والغطس والإبحار، كما تظهر الشعاب المرجانية الواسعة في أوقات الجَزر في مشهد نادر وخلاب. ويمكن أيضاً التوجه إلى قلب زنجبار حيث تكشف مدينة ستون تاون المُدرجة على لائحة التراث العالمي، عن أزقتها الضيقة وأبوابها المنحوتة وأسواق التوابل التي تعبق بروائح القرنفل والفانيليا والقرفة، كما تُعد زيارة مزارع التوابل تجربة تعليمية وحسية فريدة في حين يوفر ركوب القوارب الشراعية عند الغروب لحظات هادئة على الشواطئ المُحاطة بأشجار النخيل. أرمينيا أرمينيا من أجمل وجهات سياحية للصيف بواسطة Leyla Helvaci تطل أرمينيا خلال الصيف بجمال جبالها الشاهقة وروحها المفعمة بالتقاليد وثقافتها التي تتجدد مع كل فصل دافئ، حيث تتحول الأراضي المرتفعة إلى وديان خضراء تتفتح فيها الأزهار البرية، مما يوفر بيئة مثالية لمحبي المشي في الطبيعة والتصوير، وتنتشر الأديرة القديمة بين القمم الصخرية والوديان العميقة، مما يجعل الطريق إليها تجربة فريدو لا تقل إثارة عن زيارة المواقع التاريخية. كما تتألق بحيرة سيفان كأحد المعالم البارزة في الصيف، حيث تُستغل شواطئها للسباحة أو التجديف أو الاسترخاء تحت السماء المفتوحة، وفي يريفان تتنفس المدينة بأنغام الموسيقى والعروض المفتوحة بينما تزداد حيوية المقاهي على درجات مجمع كاسكيد، وتتحول ساحة الجمهورية إلى مركز ينبض بالأضواء ونوافير الرقص عند المساء، ويمكن أيضاً تجربة خبز "لافاش" الطازج المخبوز في التنور. بودروم، تركيا بودروم من الوجهات السياحية الرائعة لفصل الصيف بواسطة Elif karakoca تُعد بودروم واحدة من أبرز مدن الساحل الإيجي في تركيا حيث تنبض حيويتها بشكل خاص خلال أشهر الصيف، عندما تتلألأ مياهها الفيروزية وتزدهر الحياة على شواطئها الهادئة وفي أزقتها البيضاء التي تنحدر نحو البحر، وتشتهر المدينة بتوازنها الفريد بين الفخامة والهوية المحلية، حيث يمكن مشاهدة قلعة بودروم التاريخية تتألق بفخامة فوق الميناء، وتمنح الزائر إطلالات واسعة على البحر وتفاصيل معمارية تحكي قصصاً عن الحقبة البيزنطية. وبينما تتوزع اليخوت الفاخرة والقوارب التقليدية على أرصفة الميناء، تعج الأرصفة والممرات المجاورة بمطاعم المأكولات البحرية والمتاجر الحرفية والمقاهي التي تنبض بالحركة ليلاً ونهاراً، كما يمكن في الصيف تخصيص الوقت لزيارة الشواطئ حيث تتنوع الأنشطة بين السباحة والاسترخاء والرياضات المائية أو الانطلاق في رحلة بحرية لاستكشاف الخلجان المجاورة، ويمتد سحر بودروم أيضاً إلى المناطق الداخلية حيث تزين بساتين الزيتون وأزهار الجهنمية القرى الصغيرة وأزقتها العتيقة. جزر البهاما جزر الباهاما وجهة خلابة لفصل الصيف بواسطة Mikhail Nilov في قلب الكاريبي تمتد جزر البهاما على شكل أرخبيل يضم أكثر من 700 جزيرة، وكل منها تحمل طابعاً فريداً يعكس سحر المناطق الاستوائية، ورغم أن الجزر تستقبل الزوار على مدار العام إلا أن فصل الصيف يمنحها طابعاً خاصاً بفضل أجوائه الدافئة وأيامه الطويلة التي تشجع على التمهل والاستمتاع بكل تفصيل، وفي العاصمة ناسو وجزيرة بارادايس تتوفر جميع عناصر الرفاهية من المنتجعات الفخمة إلى الأنشطة الترفيهية المتنوعة، مثل اللقاء مع الدلافين والسباحة في المياه الصافية. ويمكن أيضاً الاتجاه نحو أماكن أكثر هدوءاً مثل جزيرة هاربور بشواطئها ذات الرمال الوردية، أو جزر الإكسوما التي تشتهر بالسباحة في مياهها الزرقاء، ويُعد الغوص في الشعاب المرجانية واستكشاف الكهوف البحرية والحفر الزرقاء من أبرز الأنشطة الصيفية، حيث تتيح هذه المواقع الطبيعية تجربة مائية فريدة من نوعها، كما يُنصح بإستئجار قارب صغير لاستكشاف الجزر القريبة أو التوجه إلى الأسواق المحلية والتعرف على الثقافة المحلية التي تتسم بالحيوية، وتبرُز من خلال الموسيقى والرقص وكرم الضيافة. ماديرا، البرتغال ماديرا البرتغال من أروع وجهات السياحة في الصيف بواسطة Tetyana Kovyrina تقع جزيرة ماديرا في المحيط الأطلسي وتُعرف بأنها وجهة طبيعية تتمتع بمناخ معتدل على مدار العام، إلا أن أشهر الصيف تكشف عن وجهها الأكثر إشراقاً، وتتميز هذه الجزيرة البرتغالية بجغرافيتها الفريدة التي تجمع بين المنحدرات الصخرية الحادة والتربة البركانية الخصبة التي تدعم نمو الحدائق المدرّجة وحقول العنب. وفي فونشال العاصمة تنبض الأسواق بالنكهات الاستوائية بينما تزدهر الحدائق بألوان الزهور الغريبة، ويمتد جمال ماديرا إلى ممرات المشي الشهيرة المعروفة بـ ليفاداس وهي قنوات مائية تاريخية تحولت إلى مسارات ممتدة عبر التلال والوديان، حيث تمرّ بالغابات الضبابية وتفتح نوافذ طبيعية على مناظر خلابة، ولمزيد من المغامرة يمكن التحليق بالمظلات من القمم الجبلية صباحاً، والسباحة في المسابح البركانية خلال فترة الظهيرة، قبل اختتام اليوم بعشاء بحري على شرفة تطل على غروب الشمس في المحيط الأطلسي. اسكتلندا اسكتلندا من أجمل الوجهات السياحية في الصيف بواسطة Pixabay في فصل الصيف تقدم اسكتلندا تجربة سفر لا تُشبه سواها حيث تمتد ساعات النهار حتى وقت متأخر، مما يمنح فرصة أوسع لاكتشاف طبيعتها الشاسعة وتاريخها المتجذر، وتتوهج المرتفعات باللون الأخضر وتظهر الممرات الجبلية المكسوة بالضباب والبحيرات المتلألئة، والقلاع القديمة التي تبدو وكأنها خرجت من صفحات الأساطير. ويمكن استكشاف جزيرة سكاي بما تتميز به من منحدرات وعجائب طبيعية مثل الشلالات، أو التوجه إلى متنزه كايرنغورمز الوطني حيث تمتد الغابات والبحيرات الهادئة ومسارات المشي التي تعبر مشاهد برية ساحرة. كما يمكن ركوب قارب في بحيرة نِس أو السير في طريق ويست هايلاند واي، وهي تجربة ممتعة تتيح التفاعل مع الطبيعة في كل خطوة، ولكن جمال اسكتلندا لا يقتصر على المناطق الريفية، إذ تشهد مدن مثل إدنبرة وغلاسكو حالة من التألق الصيفي حيث تُقام الحفلات الموسيقية والمهرجانات في الهواء الطلق، وتزدهر الحياة الثقافية على نحو لافت. ويتحول شهر أغسطس إلى مناسبة استثنائية عندما تحتضن إدنبرة مهرجان "فرينج" أحد أكبر مهرجانات الفنون في العالم، حيث تتحول المدينة إلى مسرح مفتوح تتوزع فيه العروض على الزوايا والشوارع، أما المقاهي والمطاعم فتنتقل إلى الأرصفة الحجرية بينما تكتسي القلاع بإضاءة المساء التي تضفي عليها سحراً إضافياً.