logo
المفاوضات الشّاقة بين الولايات المتّحدة وإيران

المفاوضات الشّاقة بين الولايات المتّحدة وإيران

العربيةمنذ 6 ساعات

يبدو أن المفاوضات الأميركية – الإيرانية التي تتم بوساطة عمانية، دخلت في مرحلة دقيقة للغاية، وخصوصاً في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، وهو الأمر الذي تعتبره طهران حقاً مشروعاً لها كفلته القوانين الدولية للأغراض السلمية، فيما تشترط واشنطن وقف "التخصيب" أو تجميده كي يتمكن الطرفان من الوصول إلى اتفاق ممكن التنفيذ.
السبت، 31 أيار (مايو) الماضي، وصل وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة قصيرة جداً، إلا أنها تكتسب أهمية خاصة، كونه حمل "مقترحاً أميركياً" يتعلق بالمفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران، بخصوص "البرنامج النووي الإيراني"، وهي المفاوضات التي لم يحدد موعد جولتها السادسة حتى الآن، وسط تصاعد "التوتر الكلامي" العلني بين مسؤولي البلدين.
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال عبر حسابه بمنصة X: "سندرس المقترح، ونرد بما يتناسب مع مبادئنا ومصالحنا الوطنية"، خصوصاً أن زيارة وزير الخارجية العماني تأتي بعد أيامٍ قليلة جداً من لقاء جمع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وسلطان عمان هيثم بن طارق، في مسقط، حيث حل بزشكيان ضيفاً رسمياً على السلطان مدة يومين.
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في خطاب بثه التلفزيون الرسمي، خلال الشهر الجاري، أكد أن بلاده لن ترضخ لضغوط الولايات المتحدة لتفكيك برنامجها النووي، إلا أنه في الوقت ذاته شدد على أن إيران لا تسعى للحصول على السلاح النووي.
من جهته، مرشد الثورة علي خامنئي تحدث يوم الأربعاء 4 حزيران (يونيو) الجاري، عن "المقترح الأميركي"، معتبراً أن التخلي عن "تخصيب اليورانيوم" أمرٌ "يتعارض تماماً مع مصالح البلاد".
في اليوم ذاته، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإيرانييين بـ"المماطلة" في المفاوضات الجارية، حيث كتب في منشور على منصته "تروث سوشيل" إنّ "إيران تماطل في اتخاذ قرار بشأن هذه القضية (تخصيب اليورانيوم) المهمّة للغاية، وسنحتاج إلى إجابة حاسمة خلال فترة قصيرة جدا".
هذه المراوحة في المفاوضات التي قد تدفع إلى جمودها أو فشلها، جعلت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرب عن استعداده لـ"المساعدة في حل" الخلاف بين إيران والولايات المتحدة، بحسب ما أفاد الكرملين الخميس.
بالعودة إلى المقترح الأميركي الذي حمله الوزير العماني إلى نظيره الإيراني، 31 أيار (مايو )، والذي لم يكشف رسمياً عن فحواه بعد؛ فإن موقع "أكسيوس" نقل عن مسؤول أميركي قوله إنه "يسعى إلى كسر الجمود حول نقطة الخلاف وهي مطالبة إيران بمواصلة التخصيب محلياً".
موقع "أكسيوس" أبانَ أن رسالة ستيف ويتكوف إلى إيران، اقترحت فيها الولايات المتحدة "إنشاء تحالف إقليمي تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة، لتخصيب اليورانيوم للبرامج النووية المدنية"، إلا أن واشنطن "تريد أن تكون المنشأة المشتركة لتخصيب اليورانيوم خارج إيران".
هذه المقترحات تأتي بالتزامن مع مقترح يدعمها ينص على "اعتراف الولايات المتحدة بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، مقابل تعلیق إيران تخصيبه بالكامل".
من جهتها، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن "الوثيقة الأميركية المقدمة لإيران، تتضمن سلسلة نقاط مختصرة، وليست مسودة اتفاق كامل".
صحيفة "طهران تايمز"، في عددها الصادر 1 حزيران (يونيو) الحالي، أشارت إلى وجود "مطلب واحد غير قابلٍ للتفاوض: رفعٌ فعالٌ وقابلٌ للتحقق ولا رجعة فيه للعقوبات"، معتبرة أنه "دون ذلك لا يمكن التوصل إلى اتفاق حقيقي".
جولة المفاوضات السادسة في حال انعقادها، ستكون أكثر صعوبة، إلا أنها في الوقت ذاته ستحدد المسار المستقبلي للاتفاق بين إيران والولايات المتحدة، وإذا ما كان باستطاعة الجانبين الوصول إلى حلول وسط عملية، تدعمها دول الخليج العربي، تبني الثقة وتؤسس للسلام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دعمهم
دعمهم

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

دعمهم

استنكرت إيران «النزعة العنصرية» في إدارة دونالد ترمب، الذي منع مواطني 12 دولة، بينها إيران، من السفر إلى الولايات المتحدة. لا جدال في ذلك؛ أي في النزعة العنصرية. لكن السؤال: لماذا يريد الإيرانيون السفر إلى بلاد محور الشر و«الشيطان الأكبر»؟ أليس غريباً أن يعبّر الإيرانيون عن رغبتهم في الهجرة إلى ديار «الشيطان الأكبر»، بهذا الإلحاح، وأن يستنكروا بهذه الشدة عدم تلبية رغبتهم؟ أليس فاضحاً أن يكون مدى هذه الرغبة عميقاً ومهماً إلى هذه الدرجة، في بلد يقاتل أميركا في حروب بلا نهاية، مباشرة أو بالواسطة؟ مضحك أن يكون العداء مع أميركا نوعاً من طلب القرب. وما دامت كل المسألة تهدف إلى إقناع أميركا بالتفاوض، فلماذا كل هذه الحروب وهذه الجبهات، وخصوصاً هذه الخسائر؟ الفرق بين عنصرية ترمب وعنصرية سواه، أنها معلنة وصاخبة وبلا أي ضابط. لكن البيان الإيراني تجاوز كل السوابق الماضية، كاشفاً في خضم التلاطم والمبادرات، أن هناك دائماً في أهداف الصراع جزءاً من المصالحة. وهذا الجزء يمنح «الشيطان الأكبر» الفرصة لوزن الخيارات ما دامت قائمة. كيف ستكون العلاقة بين الثورة الإسلامية و«الشيطان الأكبر» إذا نجحت مفاوضات التخصيب؟ وأي أبواب ستدق على هذه الخريطة الكثيرة المتغيرات، والتي أهمها وضع إيران الاستراتيجي والسياسي، ومستقبل الانفتاح والتوتر في المنطقة برمتها؟ هناك أربعة ملايين مهاجر إيراني أكثرهم في أميركا الشمالية. وقد وصل عدد كبير من هؤلاء إلى اليابان التي ليست بلاد هجرة. وليس من مصلحة طهران فتح أبواب الهجرة أمام مواطنيها الحالمين بذلك.

حول ثقافة مصر وحدودها
حول ثقافة مصر وحدودها

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

حول ثقافة مصر وحدودها

يبدي البعض قلقاً، لا معنى له، حول التقارب الإيراني المصري مؤخراً، وأقول لا معنى وأعني بذلك الميدان الثقافي والتاريخي والديني من هذا التقارب، ولا شأن لنا بالسياسة، على الأقل الآن. وزير التراث الثقافي والسياحة الإيراني رضا صالحي أميري قال لوكالة «إرنا» الإيرانية إن هناك محادثات ثنائية أجريت لاستئناف العلاقات مع مصر، مؤكداً على أن «استراتيجية الحكومة تهدف لإعادة فتح الطريق إلى مصر». وأعلن أميري استعداد بلاده لتسهيل الرحلات الجوية والبرية بين البلدين، وتنظيم رحلات سياحية تاريخية ودينية مشتركة. الواقع أن الحلم الإيراني بفتح الطريق لمصر، حسب عبارة الوزير الإيراني، حلم قديم، قديم جدّاً، من أيام الدولة الفاطمية الإسماعيلية، التي لم تفلح في فرض الاتجاه الشيعي، دينياً، على مصر، وإن كان لمصر القديمة هوى شيعي «سياسي» في فجر التاريخ الإسلامي، أيام فتنة عثمان وعلي، لكن هذا مجرد ذكرى تاريخية عتيقة مثل ذكرى الفراعنة. التشيع في مصر مبحث خاض فيها علماء من خلفيات متنوعة، منهم المؤرخ المصري محمد كامل حسين ومن ذلك كتابه «التشيع في الشعر المصري في عصر الأيوبيين والمماليك». أثبت فيه عمق الهوية المصرية، خصوصاً المالكية والشافعية، ونقل عن ابن الأثير أن جماعة من الشيعة في مصر ثاروا سنة 584 ﻫـ بالقاهرة ونادوا ليلاً بشعار الشيعة: يا آل علي، يا آل علي، وسلكوا الدروب ينادون الناس، ظنّاً منهم أن أهل البلد يلبون دعوتهم ويخرجون معهم لإعادة الدولة العلوية، وإخراج من كان محبوساً في القصر من أسرة الفاطميين، لكن لم يلتفت أحدٌ من المصريين إليهم ولا أعارهم سمعه، فلما رأوا ذلك تفرقوا ثم أُخذوا، وكُتب بذلك إلى صلاح الدين. عزة هاشم تنقل في بحثها المعنون بـ«الشيعة في مصر... خرائط التواجد وموقف الدولة» عن عالم الاجتماع المصري الشهير سعد الدين إبراهيم في كتابه «الملل والنحل والأعراق» أنه وعلى الرغم من الجذور الفاطمية للمصريين، وحبهم الشديد لـ«آل البيت»، فإن المذهب الشيعي لم يجد أرضاً يقف عليها، لأسباب عدّدها إبراهيم، ومنها: الثقل الديني والشعبي للأزهر الشريف (السنّي)، عدم وجود جذور عائلية شيعية في مصر أو مساجد خاصة، أو حتى وافدين جدد منحدرين من أصول شيعية. العقيدة الشعبية للمصريين، رغم حبهم الشديد لـ«أهل البيت»، فإنهم لا يقبلون بعض الممارسات الشيعية الغريبة عليهم. المصريون يُجلّون الصحابة ويضعونهم في مكانة عالية من التقدير... فأي صحابي في الثقافة المصرية يُسبق اسمه بسيدنا. أخيراً، فإن المشكلة ليست في التشيع المذهبي الصرف، فهذه تدخل ضمن أعراف التاريخ واختيارات البشر، المشكلة هي في التمذهب السياسي، كما تصنع «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وبعض «الإخوان» و«القاعدة» مع المذهبية السياسية الإيرانية.

"ترامب": بدائل فشل الاتفاق مع إيران "خطيرة للغاية".. ولقاء حاسم يُعقد قريبًا
"ترامب": بدائل فشل الاتفاق مع إيران "خطيرة للغاية".. ولقاء حاسم يُعقد قريبًا

صحيفة سبق

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة سبق

"ترامب": بدائل فشل الاتفاق مع إيران "خطيرة للغاية".. ولقاء حاسم يُعقد قريبًا

حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خطورة فشل التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مؤكدًا أن البدائل المطروحة في حال الفشل "خطيرة للغاية". وفي تصريحات أدلى بها يوم الإثنين، أوضح ترامب أن إيران تسعى لتخصيب اليورانيوم وتقدّم مطالب "غير قابلة للتنفيذ"، على حد وصفه، مشيرًا إلى أنه يواصل العمل المكثف مع طهران رغم صعوبة فريقها المفاوض. وقال: "لم نتوصل إلى اتفاق حتى الآن، وهناك اجتماع بشأن إيران يوم الخميس المقبل"، كاشفًا عن اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا خلاله ملف إيران وقضايا أخرى، مضيفًا: "سارت المكالمة على ما يرام، في محاولة لتجنّب الموت والدمار". في السياق ذاته، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عن قلقه العميق من التراكم السريع لليورانيوم عالي التخصيب في إيران، محذرًا من أن الوكالة "لن تتمكن من تأكيد سلمية البرنامج النووي الإيراني ما لم تتعاون طهران بشكل كامل". وقال غروسي في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا: "إيران هي الدولة غير النووية الوحيدة التي تنتج هذا النوع من المواد"، داعيًا إلى تعاون عاجل وكامل لتجنب تداعيات محتملة على انتشار الأسلحة النووية. وأشار إلى أن الوكالة لا يمكنها تجاهل مخزون يزيد على 400 كيلوغرام من المواد عالية التخصيب، ما يثير قلقًا كبيرًا لدى المجتمع الدولي. وبحسب ما نقلته سكاي نيوز عربية، فإن الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة تعتزم تقديم مشروع قرار إلى مجلس محافظي الوكالة يتهم إيران بانتهاك التزاماتها القانونية، مع احتمال رفع الملف إلى مجلس الأمن الدولي خلال الصيف إذا استمر رفض طهران التعاون. من جانبها، حذّرت الوفود الإيرانية من عواقب تصعيد الضغوط، مؤكدة أن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، لكنها ترفض المساس بحقوقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store