
إسرائيل تستنفر دول العالم للتعاطف مع أسراها "المجوّعين" وإدانة حماس
جدعون ساعر
، اليوم الأحد، إلى نظرائه حول العالم، مطالباً بخروجهم في نداء عاجل مشترك لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في ضوء ما وصفه بـ"المشاهد الصعبة" التي ظهر فيها الأسيران أفيتار دافيد وروم برسلافسكي، معتبراً أنه ينبغي على وزراء خارجية الدول "التعبير عن موقف مبدئي وأخلاقي علني، وتفعيل كل جهد مؤثر لإنهاء معاناة المختطفين".
وبموازاة ذلك، يدفع ساعر نحو عقد جلسة خاصّة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة قضية الأسرى الإسرائيليين وأوضاع احتجازهم، وفقاً لما كشفته صحيفة معاريف، اليوم، باعتبار أنه "ليس بإمكان العالم أن يظلّ صامتاً إزاء المشاهد القاسية الناتجة من التعذيب السادي المتعمّد للمختطفين، والذي يشمل تجويعاً من جانب حماس والجهاد الإسلامي"، على حدِ زعم ساعر، الذي تجاهل أن حكومته هي من تفرض الحصار المطبق وتمنع دخول المساعدات الإنسانية.
.
@nytimes
@bbc
@cnn
@Daily_Express
- This is what your front page should've looked like!
pic.twitter.com/yaGahFrhkL
— Israel Foreign Ministry (@IsraelMFA)
August 3, 2025
واستجاب عدد من وزراء خارجية الدول حول العالم لدعوة ساعر، إذ كتب وزير الخارجية الصربي، ماركو غوريتس، أنّ "على حماس إطلاق سراح كل الأسرى حالاً. فلتطلقوا سراح ألون أهيل (الذي حمل جنسية مزدوجة صربية وإسرائيلية) حالاً"، واعتبر في منشور له على منصة "إكس" أن "أفيتار دافيد، وروم برسلافسكي، اللذين اختطفا قبل 666 يوماً، مجوّعان ومعذبان، وهما شهادة على الوحشية غير المعقولة لآسريهم. ونحافتهم هي جريمة فظيعة".
أمّا وزارة خارجية الباراغواي فقالت في بيان إن حكومتها "تدين بشدّة المشاهد المروعة للمختطفين الإسرائيليين التي بثتها حركة حماس الإرهابية"، على حد وصفها، مشيرةً إلى أنها "تستنكر استخدام المختطفين في إطار حملة دعائية"، مطالبةً بـ"إطلاق سراحهم حالاً".
بدورها أدانت حكومة بنما "بشدة" ما وصفته بـ"استخدام التعذيب ونشر فيديوهات لأشخاص اختطفتهم حماس"، باعتبار أن "هذه أفعال تمثل انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي، وحقوق الإنسان"، ورأت أن "استغلال المعاناة الإنسانية لأغراض الدعاية والضغط السياسي أمر غير مقبول"، داعيةً المجتمع الدولي إلى "العمل الفوري من أجل انهاء الصراع وضمان الكرامة والحياة سواء للفلسطينيين أو الإسرائيليين".
أخبار
التحديثات الحية
كتائب القسام تنشر فيديو لأسير إسرائيلي تظهر عليه علامات المجاعة
أمّا وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، فنشرت تغريدة على صفحتها بمنصة "إكس" قالت فيها إنّ "صور المختطفين الإسرائيليين مروّعة وتكشف عن بربرية
حماس
. ينبغي تحرير كل المختطفين فوراً ومن دون قيد أو شرط. على حماس أن تُسلّم سلاحها وتنهي حكمها في غزة. وبالتوازي يجب السماح بإدخال المساعدات على نطاق واسع للمحتاجين".
الإسرائيليون يتهمون الإعلام الغربي بـ"النفاق"
وفي السياق نفسه، عبّر الإسرائيليون عن غضبهم من وسائل الإعلام الأجنبية، وخاصّة من صحيفة "نيويورك تايمز"، متهمين الصحيفة بـ"تجاهل معاناة الأسيرَين الإسرائيليَين المحتجزَين منذ ما يقرب العامين في ظروف لا إنسانية"؛ إذ "حجّمت الخبر"، فيما زعم آخرون أن "وسائل إعلام أجنبية تجاهلت تغطية الفيديو كلياً"، وفقاً لما نقله عنهم موقع "واينت" اليوم.
إعلام وحريات
التحديثات الحية
صورة الطفل محمد المطوق في "نيويورك تايمز" تُفجّر حملة إسرائيلية ضدها
وادعى متصفحون كثر أنه "لو كان الفيديو عن جندي فلسطيني تحتجزه إسرائيل لكان سيظهر على العناوين الأولى"، متجاهلين حقيقة استشهاد عشرات الأسرى الفلسطينيين تحت التعذيب وبسبب جريمة الإهمال الطبي المتعمد وظروف الاحتجاز غير الآدمية في سجون الاحتلال. فيما نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تغريدة على صفحتها بمنصة "إكس" أرفقتها بصورة لغلاف "نيويورك بوست" قالت فيه الأخيرة "حماس تجبر أسيراً إسرائيلياً على حفر قبره... تجويع الإنسانية"، ووضعت الخارجية الإسرائيلية "تاغ" لكل من "نيويورك تايمز" و"سي أن أن" و"ديلي إكسبرس"، مرفقاً بعبارة: "هكذا ينبغي أن تبدو أغلفتكم".
من جهة ثانية، قال كوبي أهيل، والد الجندي الأسير ألون أهيل، "إنّنا لا ننام في الأيام الأخيرة. الأمر صعب جداً، لقد كان الأمر بمثابة فلاش باك لما عايشناه في يناير/ كانون الثاني الماضي، عند إطلاق سراح عدد من الأسرى الجائعين"، ووصف فيديو الأسيرين بأنه "لكمة في الوجه". وتابع متوجهاً إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وللمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بالقول: "لدي طلب، قوموا بكل شيء من أجل التوصل لصفقة تنقذ ألون وبقية المختطفين. كل ما أرغب فيه هو رؤية ألون واحتضانه".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
ما يسبق: الصفقة الجزئية أو الشاملة أم التصعيد؟
بعدما بدت الصفقة الجزئية بشأن غزّة في متناول اليد، وتضاءلت فجوات الخلاف حول خرائط الانسحاب ومفاتيح الأسرى والمساعدات الإنسانية والضمانات، فجّر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بعد لقائه مع الوزير الأقرب إلى بنيامين نتنياهو رون ديرمر، الموقف بشكل مفاجئ، زاعماً أن حركة "حماس أفشلت المفاوضات"، ولوّح بوجود "خيارات أخرى". ثمّ بدأ ترويج فكرة التحوّل من صفقة جزئية إلى صفقة شاملة، تحت طائلة التهديد: فإمّا أن توافق "حماس" على الشروط المطروحة، أو يُشدَّد الحصار الخانق على المناطق التي لم تُحتلّ بعد، وربّما احتلالها، رغم معارضة الجيش الإسرائيلي الذي يدرك أن أيَّ اجتياح جديد سيستغرق وقتاً كبيراً حتى يحقّق الأهداف الموضوعة، وأنه بحاجة إلى تعزيزٍ كبير في القوات العاملة في القطاع، في وقت صار فيه جيش الاحتلال منهكاً، وتقييمه أن الحرب استنفدت أغراضها، والاجتياح سيعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين إلى خطر شديد، وسيكبّد القوات المحتلّة خسائرَ كبيرةً، وقد يفضي، في النهاية، إلى الوقوع في مستنقع حرب استنزاف طويلة، واحتلال القطاع، وفرض حكم عسكري مباشر عليه، ما سيفاقم العزلة والغضب على دولة الاحتلال، ويزيد احتمالات فرض عقوباتٍ جدّية عليها. هناك مخرج فلسطيني جماعي لم يُؤخذ به، يتحقّق من خلال تقديم القيادة الرسمية مخرجاً لـ"حماس"، يسمح بمشاركتها في النظام السياسي حتى نضع أيدينا على سرّ التحول الكبير الذي حصل خلال الأسبوعَين الأخيرَين، نرى أن العالم هاله وانشغل بحقيقة ما يجري في القطاع من حرب إبادة وتجويع ممنهج أدّى إلى موت مئات المدنيين من الجوع، وتهديد حياة مئات آلاف في حرب باتت تستخدم الجوع أداة ضغط لتحقيق ما فشلت فيه الحرب العسكرية والإبادة والتهجير. ولم تكن خطط بناء "المدينة اللاإنسانية" في جنوب القطاع، أو "المناطق اللاإنسانية والآمنة" الأخرى، سوى تعبير عن نيةٍ دفينةٍ لفرض التهجير القسري أحدَ أهداف الحرب، وهو هدف لا يعتبر طرحه (شأنه شأن الضمّ) مجرّد مناورات تكتيكية تستهدف تغيير موقف "حماس"، وموقف بقية فصائل المقاومة. ومثلما أنكرت إسرائيل نكبة 1948 فإنها تنكر اليوم نكبة التجويع والمجاعة التي حوّلت مراكز توزيع المساعدات، التي أنشأتها "منظمة غزّة اللاإنسانية" مصائد موت. إذ أُجبر آلاف المدنيين على التزاحم والحصول على الطعام خلال ثماني دقائق فقط، بتوزيعه بين أربعة مراكز توزيع، ما أدّى حتى كتابة هذه السطور إلى استشهاد أكثر من 1300 شخص، وإصابة نحو سبعة آلاف آخرين. رغم أن المؤشّرات كانت تدلّ على رغبة نتنياهو في إتمام الصفقة، وخشيته منها، في الوقت نفسه، خصوصاً لإرضاء دونالد ترامب الذي كان يدفع من أجل إبرام الصفقة، وكسب نقاط انتخابية بعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وتصوير أنها وجّهت ضربات قاصمة لإيران، وهذا ظهر لاحقاً على حقيقته، بدليل أن إسرائيل تلقّت هي الأخرى ضرباتٍ قوية غير مسبوقة، وأن النظام الإيراني صامد على مواقفه السابقة، والمطالب منه نفسها لا تزال مطروحةً، ولأن المعارضة الإسرائيلية الداخلية لاستمرار الحرب تتزايد، بما في ذلك رفض الحريديم للتجنيد، وتنامي ظاهرة رفض الخدمة العسكرية، وخسائر الجيش البشرية، واستمرار وتزايد حالات الانتحار بين جنود شاركوا في الحرب، وانحياز المؤسّسة العسكرية لخيار الصفقة الجزئية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الحسابات السياسية المعقّدة بعد حرب التجويع أدّت إلى أن أصبحت صورة إسرائيل في العالم في الحضيض، حتى لدى أقرب الحلفاء، مع ازدياد استخدام مصطلحات "الإبادة الجماعية" و"الفصل العنصري" و"المجاعة" في وصف أفعالها. هذا المشهد، إضافة إلى "تسونامي" الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الذي شمل دولاً كبرى: فرنسا وكندا وبريطانيا، شكّل صدمةً سياسيةً لحكومة اليمين المتطرّف في إسرائيل، وجعل نتنياهو يتراجع عن عزمه على اللجوء لانتخابات مبكّرة خشية من خسارتها، ما جعله بحاجة إلى استمرار حكومته أطول ممّا كان يعتقد بعد "الانتصار" على إيران، وأخذ يراهن على تصعيد الحرب، لأن الصفقة الجزئية يمكن أن تقود إلى وقف الحرب في ظلّ وجود "حماس"، وهذا يعتبر هزيمةً ستقوده إلى خسارة مؤكّدة في الانتخابات، ومحاسبة عسيرة من لجنة التحقيق التي ستحقّق في الإخفاق التاريخي في "7 أكتوبر" (2023)، والإخفاق الأكبر منه في عدم استكمال تحقيق الأهداف ووقف الحرب، رغم مرور نحو 22 شهراً على اندلاعها، لذا يسعى إلى صفقة جزئية بشروطه أو تصعيد الحرب بعد محاولة كسر حدّة الانتقادات الدولية من خلال السماح بقدر من المساعدات الإنسانية. هناك رهان إسرائيلي مصادق عليه أميركياً على انهيار المقاومة واستسلامها، بفعل الضغوط الشعبية والسياسية، أو إمكانية تحرير الأسرى بالقوة من وجهة نظر نتنياهو وحكومته، بات العالم كأنّه "يكافئ حماس" والفلسطينيين بالاعتراف بدولة فلسطينية، رغم كلّ الشروط الظالمة المفروضة على الفلسطينيين، بما فيها الدعوة إلى سحب السلاح وإبعاد "حماس" من الحكم، والتي تضمّنها إعلان نيويورك، فيما لا تُفرض أيّ شروط على إسرائيل، الدولة التي تنتهك القانون الدولي، وارتكبت كلّ أنواع الجرائم، وتضم وزراء يطرحون أفكاراً عن إبادة وتهجير وضمّ أرض الغير. ومن جهة واشنطن، شهد الموقف الأميركي تحوّلاً، كما نقل عن مسؤول مصري، قال إن واشنطن أقلّ انخراطاً في الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، ولهجة المسؤولين الأميركيين تغيّرت، وأصبحوا يركّزون في المطالبة باستسلام "حماس"، ويرفضون المفاوضات التي تؤدّي إلى وقف مؤقّت لإطلاق النار، مع الترويج لصفقة شاملة لا تتضمّن انسحاباً إسرائيلياً، ولا تضمن وضع أيّ حدّ للإبادة والضمّ والتهجير، بل تتضمن شروطاً تعجيزية، مثل إعطاء "حماس" مهلةً حتى تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين فوراً، ومن دون مقابل، ونزع سلاح "حماس" وإخراجها من المشهد السياسي، وتسليم الحكم للولايات المتحدة من دون السلطة الفلسطينية أو لجنة الإسناد المجتمعي. وهو مقترح لا يفتح طريق المفاوضات، بل يُعدُّ وصفةً للاستسلام، لا للتسوية، وهو مقترح فرصه في النجاح إذا لم يُعدَّل بشكل ملموس ليست كبيرةً، بل سيُواجَه بمعارضة حتى من الدول العربية وتركيا وكندا وأوروبا، الذين يدعمون عودة السلطة بعد تجديدها إلى قطاع غزّة، حتى يمكن تطبيق ما تعهّدوا به من إقامة الدولة الفلسطينية. وقد جاء هذا التحوّل أيضاً على خلفية تراجع شعبية ترامب وحزبه نتيجة حرب غزّة، وأسباب أخرى، وتورّطه في فضيحة إبستين التي تُستخدم للضغط عليه، لتقليص أيّ تأثير محتمل له على الموقف الإسرائيلي. هل التصعيد العسكري هو السيناريو الوحيد؟... لا، فالعديد من العوامل التي دفعت نحو الصفقة الجزئية ما زالت قائمةً، أهمها أن الفجوة بين الموقفين صغيرة، بدليل الحديث عن منح واشنطن وإسرائيل مهلةً لـ"حماس"، ولو قصيرة، فالتصعيد العسكري لا يملك عصاً سحريةً، سواء إذا أخذ شكل الحصار الأشدّ أو احتلال مواقع جديدة أو احتلال ما تبقّى من أرض غير محتلة. وهناك سباق حقيقي بين ثلاثة مسارات: صفقة جزئية تبقى مطروحةً رغم ابتعادها حالياً من طاولة المفاوضات، وصفقة شاملة تبدو بعيدة المنال إذا لم تُعدَّل، وقد تستخدم تكتيكاً للضغط على "حماس" لدفعها إلى تقديم تنازلات جديدة، لأن الفجوة بين الموقفَين في ما يتعلّق بالصفقة الشاملة شاسعة جدّاً، وهناك أيضاً رهان إسرائيلي مصادق عليه أميركياً على انهيار المقاومة واستسلامها، بفعل الضغوط الشعبية والسياسية الفلسطينية والعربية، أو إمكانية تحرير الأسرى بالقوة من دون تفاوض. تبدو خيارات "حماس" محدودةً، فقد وافقت عملياً على اقتراح ويتكوف، وبقيت مسائل يمكن الاتفاق عليها، لكنّها فوجئت بانهيار المفاوضات حين اقترب الاتفاق من الاكتمال. وإن وافقت أخيراً على الشروط الإسرائيلية الأميركية الجديدة، فستبدو وكأنها استسلمت وأعلنت هزيمتها، وإن رفضت، فستُحمّل مسؤولية التصعيد المقبل. لن تستسلم "حماس"، لأن الاستسلام لا يضمن وقف الحرب التي لا تستهدفها فقط، بل تستهدف تصفية القضية الفلسطينية هناك مخرج فلسطيني جماعي لم يُؤخذ به، يتحقّق من خلال تقديم القيادة الرسمية مخرجاً لـ"حماس"، يسمح بمشاركتها في النظام السياسي، وفي المقابل تبدي حركة حماس المزيد من المرونة فتصبح هناك قيادة فلسطينية واحدة ومؤسّسة واحدة، تستند أولاً إلى الشرعية الفلسطينية، وثانياً إلى الشرعية العربية والدولية. قدّمت "حماس" تنازلات كبيرة، منها الموافقة على الصفقة الجزئية رغم أنها ترجّح استئناف الحرب بعد انتهاء هدنة الـ60 يوماً، والاقتراب من الموافقة على خرائط تُبقي وجود القوات المحتلّة على أكثر من 20% من مساحة القطاع، والخلاف المتبقّي كان على عشرات أو مئات الأمتار، وعلى إطلاق سراح 200 أسير مقابل عشرة إسرائيليين، رغم أنها أفرجت سابقاً عن 500 مقابل العدد نفسه، كما قبلت بتسليم الحُكم للجنة الإسناد المجتمعي فور بدء هدنة الـ60 يوماً، واكتفت بالضمانات الأميركية لهذه الهدنة، من دون إصرار على ضمانات تمنع استئناف الحرب، ولا تستطع أن تقدّم أكثر، لأنها لن تستسلم، خصوصاً أن الاستسلام لا يضمن وقف الحرب التي لا تستهدف "حماس" فقط، وإنما تستهدف تصفية القضية الفلسطينية بكلّ مكوّناتها، بما فيها التهجير والضمّ، والاستسلام ليس من المضمون أن يوقف الحرب، ويمكن أن يفتح شهية دولة الاحتلال لمواصلة تطبيق أهدافها المُعلَنة وغير المُعلَنة. وقف الإبادة يجب أن يكون الأولوية القصوى لأنه يفتح الطريق لوقف التهجير والضمّ ويحفظ وجود المقاومة، فمن دون وجود الشعب في أرضه لا توجد مقاومة، ويعيد المسألة الفلسطينية إلى مسارها الصحيح: إنهاء الاحتلال وتجسيد الحرية والاستقلال. ويتطلّب ذلك البناء على الحراك الدولي الداعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم الشروط الظالمة التي يتضمّنها، والعمل لتشكيل قيادة وطنية موحّدة، وبرنامج سياسي واحد، وسلاح واحد يقوم بواجبه في الدفاع عن الوطن والمواطن، ويخدم ويلتزم بالاستراتيجية الوطنية، وبقرارات المؤسّسات الوطنية الشرعية الموحّدة.


القدس العربي
منذ 10 ساعات
- القدس العربي
نواب ديمقراطيون يطالبون إدارة ترامب بالاعتراف بدولة فلسطين
'القدس العربي': دعا 13 نائبا ديمقراطيا في مجلس النواب الأمريكي، اليوم الإثنين، الرئيس دونالد ترامب إلى الاعتراف رسميا بدولة فلسطين. وجّه النواب دعوتهم في رسالة مشتركة إلى البيت الأبيض، طالبوا فيها جميع الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، باتخاذ هذه الخطوة دعما لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وقال النواب في رسالتهم: 'لقد سلطت هذه المرحلة المأساوية الضوء على الضرورة الملحة للاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير'. واليوم الإثنين، قال النائب الديمقراطي رو خانا في منشور على صفحته في موقع 'إكس': 'حزبنا يتوق إلى قيادة أخلاقية. دعونا نعارض تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل التي تُستخدم في قتل المدنيين خلال مجاعة جماعية، ونعترف بدولة فلسطينية. دعونا ندافع عن حقوق المهاجرين، ولا نتخلى عن الأطفال. لقد حان الوقت للوقوف إلى جانب كرامة الإنسان'. Our party hungers for moral leadership. Let us oppose military aid used to kill civilians to Israel during a mass starvation & recognize a Palestinian state. Let us stand up for the rights of immigrants. Let us not abandon trans kids. It is time to stand for human dignity. — Ro Khanna (@RoKhanna) August 4, 2025 وتأتي هذه الخطوة في سياق تصاعد الجهود الدولية للاعتراف بدولة فلسطين، في ظل الحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رغم الدعوات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وكانت 15 دولة غربية من بينها فرنسا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والبرتغال، قد أطلقت الأربعاء الماضي نداء جماعيا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في غزة، وفق بيان نشرته الخارجية الفرنسية. كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني الأسبوع الماضي أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر/ أيلول المقبل 'إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة لإنهاء الوضع الإنساني المروع' في غزة. وسبق أن صرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 24 يوليو/ تموز الماضي، بأن بلاده تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل. يُذكر أن إسبانيا والنرويج وإيرلندا كانت قد أعلنت اعترافها بفلسطين في 28 مايو/ أيار 2024، تبعتها سلوفينيا في 5 يونيو/ حزيران من العام نفسه، ليرتفع عدد الدول التي تعترف بفلسطين إلى 149 من أصل 193 دولة عضوًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.


القدس العربي
منذ 11 ساعات
- القدس العربي
لإعلام وحكومة غبيين: كانت صورة واحدة من غزة كفيلة بإحداث تسونامي سياسي لإسرائيل
يورام دوري بعد متابعة وثيقة لمواقف أعضاء حكومة إسرائيل وإحاطات 'مصدر سياسي كبير'، وجدت نفسي أتوجه إلى قاموس عبري – عبري كي أفحص معنى كلمة واحدة طرأت على بالي: غباء. التعريف الذي عثرت عليه هو انعدام الحكمة، الهبل. واستنتجت بأنه تعريف أقل وصفاً لأداء حكومة إسرائيل. اعتقدت الحكومة على مدى أشهر طويلة بأنه كلما كان القتال في غزة 'أقوى' (أي أن نحتل البيت إياه في خان يونس للمرة الرابعة) ستتزايد روافع الضغط على حماس لنزع سلاحها وإعادة المخطوفين. عملياً، تبين أنه كلما احتدمت الحرب ابتعد المخطوفون عن عودتهم واقتربوا إلى موتهم، فيما نجحت حماس في المس بقواتنا. عندما انكشف 'هبل' هذه الاستراتيجية اختُرع نهج جديد، تعطي قتالاً حقيقياً للهبل السابق. نهج يروج له كل يوم مبعوثو الحكومة والناطقون غير الرسميين بلسانها – مراسلون في قنوات التلفزيون: إذا ضممنا أرضاً في القطاع، فسيتحسن وضعنا بأن 'لا يهم العرب غير الأرض وليس حياة الإنسان'. هذا استنتاج غريب للفكر المسيحاني – اليميني عن قيادة حماس. في هذه الرؤيا، الأرض أهم من الحياة، وعليه فمسموح بل ومرغوب فيه التضحية بحياة مدنيين وجنود إسرائيليين لكسب ميليمتر آخر من الأرض. حملة فرض السيادة على غزة – التي لم تكن قط لإسرائيل – مشروع مسيحاني لم يؤد إلا إلى مزيد من اعتراف دول العالم بدولة فلسطينية مستقلة النتيجة: حملة فرض السيادة على غزة – التي لم تكن قط لإسرائيل – مشروع مسيحاني لم يؤد إلا إلى مزيد من اعتراف دول العالم بدولة فلسطينية مستقلة. لا في إطار مفاوضات ولا في توافق، بل في قرار من طرف واحد يعرض أمننا للخطر. ومن هنا إلى قضية الجوع في غزة. ثمة خطابات عالية لوزراء دعوا، أمام كل كاميرا وكل ميكروفون، 'لتسوية غزة بالأرض' و'تجويع سكانها'، أقوال قاسية تتناقض تماماً والأخلاق اليهودية والإسرائيلية. هذه الأقوال وضعت إسرائيل أمام تسونامي سياسي. وكل محاولات الدفاع عن النفس انهارت عندما وصلت المشاهد القاسية للصراع على ذرة دقيق إلى كل بيت في العالم. وثمة من اعتقد بأن إخفاء المشاهد القاسية عن شاشات التلفزيون في البلاد سيؤثر على المشاهد في بريطانيا أو في فرنسا. كل من يتبنى شعار أن المشكلة هي في الإعلام الرسمي (الهسبرا) لا يفهم بأن صورة قاسية واحدة تؤثر أكثر من ألف كلمة، ولو كانت بإنجليزية فاخرة من ديرمر أو نتنياهو. كما أن استخدام السلاح المطلق الذي يؤثر على مواطني إسرائيل اليهود – صراخات في الأستوديوهات عن أن هذا 'لاسامية' لا يحقق هدفه. وفي النهاية، الإعلانات عن الترحيل (حتى 'الطوعي') لمليوني فلسطيني في غزة لأجل استيطان القطاع بالمستوطنين تؤدي إلى تفاقم عزلتنا السياسية وظواهر عنف ضد سياح إسرائيليين في العالم. صعب علي بعض الشيء أن أفهم من أين ولد الهبل الحكومي، كون رئيس الوزراء نتنياهو برأيي بعيداً عن أن يكون أهبل. فالرجل ذكي ومجرب. أين فهمه؟ مهما يكن من أمر، حكومته غبية. معاريف 4/8/2025