logo
توماس فريدمان: الإشارات التحذيرية التي رأيتها للتو في إسرائيل

توماس فريدمان: الإشارات التحذيرية التي رأيتها للتو في إسرائيل

الغدمنذ 2 أيام

ترجمة: علاء الدين أبو زينة
اضافة اعلان
توماس فريدمان* - (نيويورك تايمز) 27/5/2025قضيت للتوّ أسبوعًا في إسرائيل. وفي حين لم يبد الأمر وكأن الكثير قد تغيّر -ما تزال الحرب الطاحنة في غزة مستمرة- فإنني شعرت بشيء جديد يتشكل هناك لأول مرة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023. سيكون من المبكر أن نسميه حركة ذات قاعدة عريضة مناهضة للحرب، وهو شيء لا يمكن أن يحدث إلا عند عودة جميع الرهائن الإسرائيليين. لكنني رأيت علامات تحذيرية تنذر بالخطر، وتدل على أن عددًا متزايدًا من الإسرائيليين، من اليسار إلى الوسط -وحتى بعض أوساط اليمين- أصبحوا يَخلصون إلى استنتاج أن استمرار هذه الحرب يشكل كارثة على إسرائيل: أخلاقيًا، ودبلوماسيًا، واستراتيجيًا.من الوسط السياسي، كتب رئيس الوزراء الأسبق، إيهود أولمرت، مقالًا في صحيفة "هآرتس" لم يدخر فيه أي نقد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه. كتب أولمرت: "إن حكومة إسرائيل تخوض الآن حربًا بلا هدف، بلا تخطيط واضح، ومن دون أدنى فرصة للنجاح". وأضاف: "إن ما نقوم به الآن في غزة هو حرب إبادة: قتل عشوائي، غير محدود، قاسٍ، وإجرامي ضد المدنيين". وخلُص إلى القول: "نعم، إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب".ومن اليمين، لديك أناس مثل عمِيت هالِفي، عضو حزب الليكود اليميني نفسه الذي ينتمي إليه نتنياهو، وهو مؤيد متعصب للحرب لكنه يرى أن تنفيذها كان فاشلًا. وقام ائتلاف نتنياهو بتعليق عضويته في "لجنة الشؤون الخارجية والدفاع" في الكنيست بعد أن صوّت ضد اقتراح لتمديد صلاحية الحكومة لإصدار أوامر استدعاء طارئة لجنود الاحتياط. وفي مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أجريت بعد فصله، قال هالِفي: "هذه الحرب خديعة. لقد كذبوا علينا بشأن إنجازاتها". وأضاف أن إسرائيل "تخوض حربًا منذ 20 شهرًا بخطط فاشلة" وأنها "لا تحرز النجاح في تدمير حماس".ومن اليسار لديك يائير غولان، زعيم تحالف اليسار الإسرائيلي المعروف باسم "الديمقراطيون"، الذي صرّح في مقابلة مع إذاعة إسرائيل بأن "إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولة منبوذة، مثلما كانت جنوب أفريقيا، إذا لم نعد للتصرف كدولة عاقلة. إن الدولة العاقلة لا تحارب المدنيين، لا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع لنفسها هدفًا يتمثل في طرد السكان".وبعد أن أثارت مسألة "الهواية" غضبًا عامًا، أوضح غولان، وهو نفسه واحد من أبطال حرب غزة، أنه لم يكن يلوم الجيش، وإنما يلوم السياسيين الذين يواصلون الحرب لأسباب لم تعد تتعلق باحتياجات إسرائيل الأمنية.في حين أنه ربما كان عليه أن يختار كلمات أخرى حتى لا يمنح اليمينيين الإسرائيليين ذريعة سهلة لتشويهه ونزع الثقة عنه، فإن الحقيقة هي ما يلي: لم يُسمح فعليًا لأي صحفي أجنبي مستقل بأن يغطّي غزة ميدانيًا من دون مرافقة من الجيش الإسرائيلي. وعندما تنتهي هذه الحرب وتمتلئ غزة بالصحفيين والمصورين الدوليين الذين يتجولون بحرية، سيتم نقل حجم الموت والدمار وتصويره بالكامل -وسوف يكون ذلك وقتًا بالغ السوء لإسرائيل ويهود العالم.وإذن، كان غولان محقًا عندما حذر أمته -بصراحة- ونصحها بضرورة التوقف الآن، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واستعادة الرهائن، وإدخال قوة دولية وعربية إلى غزة، والتعامل ما تبقى من "حماس" لاحقًا. إنك عندما تكون في حفرة، تتوقف عن الحفر.ولكن، للأسف، يصرّ نتنياهو على الاستمرار في الحفر، مدعيًا أنه قادر على قصف "حماس" ودفعها إلى تسليم العشرين رهينة إسرائيلية أو نحو ذلك الذين تحتفظ بهم والذين ما يزالون على قيد الحياة -ولأن أعضاء ائتلافه الديني-القومي قد أخبروه بشكل أساسي بأنه إذا أوقف الحرب، فإنهم سيسقطونه. وهكذا، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف المزيد والمزيد من الأهداف الثانوية، والنتيجة هي أن المدنيين الغزيّين يُقتلون على أساس يومي.وقد شرح عاموس هرئيل، محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، السبب: "العديد من جولات القصف الجوية هي في الواقع محاولات لاغتيال قادة 'حماس'، في أغلب الأحيان عندما يكونون مع عائلاتهم. لم يعُد هؤلاء المسؤولون يقيمون في منازل خاصة أو في شقق، وهم يقيمون عادة في مخيمات الخيام المكتظة مع آلاف المدنيين. وحتى بينما يعلن الجيش أنه يتخذ خطوات احترازية متعددة، فإن هذه الهجمات تؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى".ليس ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في غزة فقط -بل إنه في الحقيقة ليس سببًا أساسيًا- هو ما يدفع عددًا متزايدًا من الإسرائيليين إلى معارضة الحرب. إن السبب ببساطة هو أن الحرب أنهكت المجتمع الإسرائيلي بأسره. والعلامات تتراوح، كما يلاحظ هرئيل، من "ارتفاع عدد حالات الانتحار (التي لا يعلن عنها الجيش) إلى تفكك الأسر وانهيار الأعمال التجارية. والحكومة تتجاهل هذه التطورات عن عمد وتنثر الوعود بالنصر".ولا يقتصر الأمر فقط على أصوات السياسيين الراشدين الذين يخبرونك بأن إسرائيل طالت بها الحرب. ثمة أيضًا أفعال الأطفال الأبرياء بعمر أربع سنوات. خلال رحلتي، سمعت قصة من المذيعة الإسرائيلية الشهيرة لوسي أحريش، أول مقدمة أخبار عربية مسلمة تظهر على شاشة التلفزيون الإسرائيلي العبري الرئيسي. كنا قد وصلنا أنا وهي لإجراء حوار مشترك في تل أبيب بعيون نصف مغلقة، لأننا استيقظنا حوالي الساعة الثالثة صباحًا على صوت صفارات الإنذار التي تطلب منا الاحتماء من هجوم صاروخي من الحوثيين. ثمة شيء مميز وموتّر للأعصاب بشكل خاص في صوت صفارة الإنذار من الغارات الجوية هذه، لكنَّك يجب أن تكون راشدًا لتمييزه.لماذا أقول ذلك؟ لأن إسرائيل تُحيي كل عام ذكرى الجنود والمدنيين الذين سقطوا في حروبها بدقيقتي صمت على صوت صفارة إنذار. أينما كانوا، يتوقف الإسرائيليون، يركنون سياراتهم على جانب الطريق ويقفون في صمت احترامًا لتلك الصفارة التي تصدر صوتًا مستمرًا وليس متذبذبًا كما في صفارات الإنذار من الغارات الجوية. هذا العام، كما روت لي أحريش، تم إطلاق الصفارة الوطنية في الوقت المحدد، وقالت: "ابني آدم، البالغ من العمر 4 سنوات، وكان يلعب على الأرض، أخذ يتملكه الذعر على الفور وراح يجمع ألعابه ليتوجه إلى الغرفة الآمنة في منزلنا".وواصلت أحريش: "قلت له: 'لا، ليس عليك أن تفعل. هذه صفارة مختلفة. مع هذه الصفارة نقف احترامًا للأبطال الخارقين الذين حمونا ولم يعودوا بيننا'".عندما يترتب على الأطفال في سن الرابعة أن يتعلموا التمييز بين أنواع الصفارات -تلك التي تقف لها احترامًا وتلك التي تُهرع عند سماعها مع ألعابِك إلى غرفة بلا نوافذ- فإن أمد الحرب يكون قد طال بك بالتأكيد.إذا كان العديد من الإسرائيليين يشعرون بأن قادتهم أوقعوا بهم، فإن كثيرًا من الغزيين يشعرون بالشيء نفسه بوضوح. من الصعب بطبيعة الحال إجراء استطلاعات رأي في غزة، ولكن يبدو أن حركة معارضة للحرب قد شرعت في التشكل هناك أيضًا -على الرغم من أنك يمكن أن تُقتل على يد 'حماس' بسبب الاحتجاج. لكن استطلاعًا للرأي شمل سكان مختلف أنحاء قطاع غزة، أجراه "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية" المستقل الذي يتخذ من رام الله مقرًا له، وجد أن 48 في المائة من الغزيين المستطلعة آراؤهم يؤيدون التظاهرات المناهضة لـ"حماس" التي اندلعت في مناطق عدة في الأسابيع الأخيرة.في الحقيقة، تأكد أن القادة الإسرائيليين لن يكونوا وحدهم من سيواجه لحظة الحساب عندما تسكت بنادق غزة أخيرًا. سوف يعيش قادة "حماس" موصومين بالعار. لقد هاجموا التجمعات الحدودية الإسرائيلية في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وعندما ردت إسرائيل، كما كان متوقعًا، قدَّموا فعليًا سكان غزة كقربان بشري جماعي لكسب تعاطف العالم مع قضيتهم -بينما اختبأ قادة "حماس" في الأنفاق أو في الخارج. وما تزال "حماس" تعمل، لكن غزة أصبحت غير صالحة للحياة. ومع ذلك، ما يزال قادة "حماس" يصرون على أنهم لن يسلموا جميع الرهائن الأحياء المتبقين ما لم توافق إسرائيل على مغادرة غزة والعودة إلى وقف إطلاق نار مفتوح النهاية.حقًا؟ هل يجب على إسرائيل أن تغادر غزة بالكامل وتقبل بوقف لإطلاق النار؟ يا لها من فكرة عظيمة. إذا حققت "حماس" ذلك "النصر"، فسوف يعني ذلك أنها خاضت هذه الحرب بالكامل -وخسرت عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين، ولم يبقَ تقريبًا أي مبنى قائم في غزة- فقط لتعود إلى الوضع الذي كانت عليه في 6 تشرين الأول (أكتوبر) 2023: وقف لإطلاق النار وإسرائيل خارج غزة.لهذا وحده، سيذكر التاريخ قادة "حماس" كمخادعين حمقى. لقد ظنوا أنهم يطلقون نهاية العالم على إسرائيل، فإذا بهم يطلقونها على شعبهم، ويتيحون أيضًا لنتنياهو تدمير حليفهم "حزب الله" في لبنان، وسورية، مما أضعف قبضة إيران على هذين البلدين، وعلى العراق أيضًا، وأسهم في طرد روسيا من سورية. كانت هذه هزيمة ساحقة لـ"شبكة المقاومة" التي تقودها إيران.ولكن إليكم خلاصة القول: نتيجةً لعمليات نتنياهو العسكرية، أصبحت كلٌّ من لبنان وسورية والعراق والسلطة الفلسطينية في رام الله -ناهيك عن السعودية- أكثر حرية الآن للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل بدرجة لم تكن ممكنة من قبل حين كانت شبكة الميليشيات الإقليمية التابعة لإيران قوية كثيرًا.نعم، لقد جعل نتنياهو ذلك ممكنًا! لكنه أيضًا لا يفوّت فرصة لتفويت فرصة لتحقيق السلام. إن نتنياهو يرفض اليوم بعناد أن يجني ثمار ما زرعه نتنياهو نفسه. إنه يرفض القيام بالشيء الوحيد الذي يمكن أن يفتح الباب أمام تحوّلات سياسية في المنطقة كلها: أن يفتح طريقًا، مَهما كان طويلاً، نحو حل دولتين مع سلطة فلسطينية تم إصلاحها.لا عجب أن دونالد ترامب لا يريد إضاعة الوقت مع نتنياهو -إنه لا يستطيع أن يجني المال منه، ونتنياهو لا يسمح لترامب بأن يصنع أي تاريخ معه أيضًا.كلما جادلتُ الإسرائيليين أكثر بأن نتنياهو يرتكب خطأً تاريخيًا -حين يبادل السلام مع السعودية بسلام مع المتطرفين اليمينيين الذين يُبقونه في الحكم- سألوني أكثر: "هل تعتقد أن ترامب يمكن أن ينقذنا؟"، هذا السؤال هو العلامة النهائية على أن ديمقراطيتك في ورطة.كان عليّ أن أشرح أن ترامب يذهب إلى الدول التي تُعطيه أشياء -نقودًا، وطائرات 747، وعملة ترامب الرقمية، ومبيعات لـ"ميمات ميلانيا الرسمية"، وصفقات أسلحة، وصفقات فنادق، وملاعب غولف، ومراكز بيانات للذكاء الاصطناعي- وليس إلى الدول التي تطلب منه أشياء، مثل إسرائيل.إنصافًا لترامب، ربما لا تكون لديه حتى أدنى فكرة عن مدى التغيُّر الذي طال إسرائيل من الداخل. وحتى العديد من اليهود الأميركيين لا يدركون كم أصبح مجتمع الحريديم والمستوطنين الدينيين القوميين كبيرًا وقويًا، وكم ينظر هذا المجتمع إلى غزة كحرب دينية.قال أفروم بورغ، الرئيس السابق للكنيست، مشيرًا إلى اليمين الديني القومي الاستيطاني في إسرائيل: "إن بيبي هو في الحقيقة بيدقهم، وليس اللاعب الحقيقي". وأضاف: "أنتَ تخبرهم بأن إسرائيل يمكن أن تحظى بسلام مع السعودية، فيكتفون بهز أكتافهم ويقولون إنهم ينتظرون قدوم المسيح. تقول لهم إن هناك إمكانية لصنع السلام مع سورية، فيقولون لك إن الشعب اليهودي يمتلك سورية مسبقًا -إنها جزء من إسرائيل الكبرى. تحدّثهم عن القانون الدولي، فيحدثونك بالشريعة التوراتية. تذكر لهم 'حماس'، فيقولون لك عماليق" (وهو عدو توراتي لبني إسرائيل).ويخلُص بورغ، الذي يُدرّس العلاقة بين الدين والدولة، إلى أن الانقسام الحقيقي في إسرائيل اليوم ليس بين المحافظين والتقدميين: "إنه بين القبيلة اليهودية والقبيلة الديمقراطية. والقبيلة اليهودية هي التي تنتصر الآن. إذا كانت الصهيونية في بدايتها قد مثلت انتصار القومية العلمانية على اليهودية الدينية، فإن ما يحدث اليوم هو عودة انبعاث اليهودية الدينية القومية لتنتصر على الديمقراطية".وهكذا، بعد أسبوع، عدت طائرًا إلى بلدي من "خارج برودواي" -إسرائيل- لأكتشف أن المسرحية نفسها، وإنما بأبعاد أكبر، تُعرض في مسارح برودواي، في أميركا. من المخيف والمقلق أن ترى كيف يستخدم ترامب ونتنياهو كتاب قواعد اللعب نفسه لتقويض ديمقراطياتهما. وسؤالي الوحيد هو: من منهما هو الذي ستقوده نزعاته الاستبدادية إلى أزمة دستورية شاملة أولًا؟كلٌّ من الزعيمين يقف متهمًا بمحاولة تقويض محاكم بلاده و"الدولة العميقة" -أي كل المؤسسات التي تحمي سيادة القانون. في حالة ترامب، تتمثل قضيته فعليًا في إثراء نفسه شخصيًا وتحويل الثروة داخل البلاد من الفقراء إلى الأثرياء. والقضية في حالة نتنياهو هي الإفلات من تهم الفساد العديدة التي تلاحقه، وتحويل السلطة والمال من المركز الإسرائيلي المعتدل الديمقراطي إلى أيدي المستوطنين والحريديم. وسوف تبقي هذه المجموعة تحالف نتنياهو في السلطة طالما ظل يعفي الحريديم من القتال في غزة ويسمح للمستوطنين بمواصلة زحفهم نحو ضم الضفة الغربية اليوم وغزة غدًا.عندما انتُخب نتنياهو في تشرين الثاني (نوفمبر) 2022 وشرع في تشكيل ائتلافه اليهودي التفوقي المتطرف، كتبتُ عمودًا في صباح اليوم التالي بعنوان: "إسرائيل التي عرفناها ولّت". آمل أنني كنت متسرعًا -لكنني آمل أكثر ألا أضطر قريبًا إلى كتابة العمود نفسه عن أميركا.سوف يكون لدى العام 2026 الكثير ليقوله عما إذا كان يمكن احتواء طائفتي نتنياهو وترامب. في ذلك العام، سيُضطر نتنياهو إلى إجراء انتخابات وطنية، وسيتعين على ترامب خوض الانتخابات النصفية. وستكون أمام أولئك الملتزمين بالديمقراطية والكرامة في كلا البلدين مهمة واحدة من الآن وحتى ذلك الوقت: التنظيم، ثم التنظيم، ثم التنظيم من أجل الفوز بالسلطة.لا شيء آخر يهم. كل شيء يتوقف على ذلك.*توماس إل. فريدمان Thomas L. Friedman: كاتب عمود الشؤون الخارجية. انضم إلى صحيفة "نيويورك تايمز" في العام 1981 وفاز بثلاث جوائز بوليتزر. وهو مؤلف سبعة كتب، منها "من بيروت إلى القدس" From Beirut to Jerusalem، الذي فاز بجائزة الكتاب الوطني.*نشر هذا المقال تحت عنوان: The Flashing Signals That I Just Saw in Israel

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تهجير ناعم!...
تهجير ناعم!...

الغد

timeمنذ 27 دقائق

  • الغد

تهجير ناعم!...

اضافة اعلان يبدو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في خطتها لـ"الإطباق" على الضفة الغربية المُحتلة مرة واحدة، فما تقوم به هذه الدولة الإرهابية من عمليات تهجير "ناعم" أو "مُمنهج"، لأصحاب الأرض الحقيقيين في الضفة الغربية، إلا دليل واضح لا لُبس فيه، على أن الصهاينة مُستمرون في مُخططاتهم لإفرغ الأرض من سكانها، غير آبهين لمُجتمع دولي أو عربي أو قانون أو مواثيق ومُعاهدات.قرار دولة الاحتلال الأخير، المُتضمن إقامة 22 مُستعمرة جديدة في الضفة الغربية، وبعده منع الوفد العربي الإسلامي من زيارة رام الله لقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، فضلا عما تقوم به من اقتحامات، الآونة الأخيرة، لمُدن نابلس وطوباس وقلقيلية وطولكرم وبيت لحم والخليل والبيرة، دليل آخر على أن الكيان المسخ يُجهز الأرضية والعالم لاعتماد أو تقبل سيناريو التهجير، خصوصا أن ما يُعرف بمناطق (أ، ب) أصبحت تحصيل حاصل بالنسبة للاحتلال.ما جاء آنفا، يُعتبر أيضا ردا على الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي قال: إن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس "مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي"، وكذلك على المُشاركين في مؤتمر دولي، برئاسة السعودية وفرنسا، يُعقد خلال شهر حزيران الحالي بمقر الأُمم المُتحدة في نيويورك، من المُفترض أن يُمهد لاعتراف مزيد من الدول بدولة فلسطينية.فالكيان الغاصب ما يزال يُمارس "بلطجته"، تارة عن طريق تهديدات، وتارة ثانية من خلال تنفيذ إجراءات على أرض الواقع، لفرض سيادته على الضفة الغربية.. فعمليات التهجير "المُمنهجة"، حتى وإن كانت تسير ببطئ، ووجود نحو 900 حاجز حديدي مُنتشرة في كُل المُدن الفلسطينية، والتضييق الاقتصادي على السكان لشل الحركة، والذبح والاعتقالات، حتى قوافل الحجاج لم تسلم من بطش الإرهاب.كُل ذلك يؤكد أن الصهاينة ماضون في مُخططهم بشأن الاستيلاء على الأرض، وجعل إقامة دولة فلسطينية من المُستحيلات، وقبل ذلك "شرعنة" التمدد الاستيطاني، وقد وصل الأمر بوزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حد الاستهزاء بالمُجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول العربية، إذ وصف قرار "إقامة بناء 22 مُستوطنة جديدة بالضفة، بأنها خطوة تاريخية لمسيرة الاستيطان. وهي رسالة واضحة للرئيس ماكرون وحلفائه: هم سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، ونحن سنبني الدولة اليهودية الإسرائيلية هُنا على الأرض".الغريب بعد كُل تلك الإجراءات والقرارات والتنفيذ على أرض الواقع، ما يزال هُناك ثُلة يتحدثون عن "حل الدولتين"، على الرغم من أن سياسيين ودبلوماسيين يؤكدون أنها "أصبحت من الماضي".والأكثر غرابة، عدم وجود تحرك عربي جاد يضغط بكُل ما أوتي من قوة على المُجتمع الدولي، وبشكل حقيقي، من أجل ردع الاحتلال، وتقديم الدعم المُناسب، ماديًا ومعنويًا، للفلسطينيين لتثبيتهم على أرضهم، ومن جهة ثانية بعث رسائل جدية بقطع العلاقات مع الكيان الغاصب أو على الأقل تعليقها، لعل وعسى أن تعود دولة الاحتلال عن "غيها".ففي حال نجح الكيان الغاصب بمُخططه الاستيطاني، فإن الكثير من الدول العربية وسكانها، سيندمون وقت لا ينفع الندم، وقد تحدث أمور لا تُحمد عُقباها، جميع العرب فيها خاسرون.. وما يدعو للخوف والرعب أكثر، أن الأُمة العربية تعيش أضعف حالاتها، ناهيك عن أن هُناك دولا عربية "مُتخاذلة"، ومُجتمعا دوليا جُله "مُتواطئ"، الذي يُتقن فن الاستنكار والإدانات، التي أصلًا يضرب بها الاحتلال عرض الحائط.

لماذا ترفض حماس ورقة ويتكوف؟
لماذا ترفض حماس ورقة ويتكوف؟

الغد

timeمنذ 27 دقائق

  • الغد

لماذا ترفض حماس ورقة ويتكوف؟

اضافة اعلان سارع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، إلى اعتبار ما اقترحته حركة حماس من تعديلات على عرض الهدنة الذي قدمه، رفضا لهذا العرض. وهو ما يعني بالنسبة لويتكوف، إطلاق العنان لحكومة نتنياهو لمواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة.بهذه النتيجة يكون نتنياهو قد تخلص من عبء الضغط الأميركي عليه للقبول بوقف إطلاق النار، والقى بالمسؤولية على حركة حماس التي لم تستجب للمبادرة الأميركية، كما يصور الأمر في وسائل الإعلام.قيادة حماس ومن خبرتها في التفاوض خلال العامين الماضيين، كانت تدرك دون أدنى شك، أن موقفها هذا سيفضي إلى رد فعل سلبي من المبعوث الأميركي، وأن نتنياهو سيتخذه ذريعة للمضي قدما في المذبحة، وإعادة ترسيم مستقبل القطاع وفق المصالح الأمنية لإسرائيل.إسرائيل عمليا لم توافق على وقف دائم أو انسحاب من أرض محتلة على الجبهات الثلاث التي تقاتل فيها. على الجبهة اللبنانية ورغم قرار وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل هجماتها الجوية يوميا، ضد عناصر ومواقع محصنة لحزب الله. كما تواصل احتلالها لخمس نقاط حدودية.مع سورية، ورغم ما تسرب عن لقاءات مباشرة واتصالات مع القيادة السورية الجديدة، ووساطات عربية وخليجية، فإن القوات الإسرائيلية ما تزال ترابط في مناطق واسعة من الأراضي السورية، وتستمر في عمليات الاستهداف الجوي لمواقع عسكرية سورية.في غزة يحدث الأمر ذاته منذ بداية الحرب. ومن الواضح أن إسرائيل لن تتخلى أبدا عن حضورها العسكري والأمني هناك، بعد أن تمكنت، بصعوبة بالغة. من تدمير بنية حماس العسكرية وتصفية قادتها في الميدان.غزة بالمعنى العسكري لم تعد أرض معركة كما كانت قبل أشهر. إسرائيل عمليا أعادت احتلال القطاع، وتقطيع أوصاله، وفرض نظام مساعدات لا إنساني ولا أخلاقي، دون أن يردعها أحد.معنى هذا أن وقف إطلاق النار لم يعد هو التعريف المناسب للواقع حاليا، ولا المفتاح لمفاوضات التهدئة من جانب حركة حماس.المطلبان الوحيدان في مثل هذا الوضع الكارثي؛ وقف المذبحة الإسرائيلية بحق سكان قطاع غزة، ولو باتفاقيات زمنية مؤقتة، والسماح بتدفق المساعدات، لتجنب مجاعة مروعة في القطاع. سوى ذلك، ينبغي تركه لمفاوضات خلال فترة التهدئة، ولجهود الوسطاء لتحويل التهدئة من مؤقتة إلى دائمة، واستثمار نوايا إدارة ترامب المعلنة لوقف العدوان على غزة بشكل نهائي.مشكلة حركة حماس، أنها ما تزال تفاوض باعتبارها جزءا من مستقبل القطاع، وتفترض أن تحصيل وقف دائم للحرب، سيمنحها فرصة إعادة بناء سلطتها في غزة، في ظل غياب توافق دولي على بديل ناجز لحكم القطاع.الإنجاز الممكن في هذه المرحلة، هو صفقة تبادل ينسب فضلها لحركة حماس، ينال بموجبها ما يزيد على 1500 معتقل فلسطيني الحرية من سجون الاحتلال. والأمر الأخر السماح بدخول المساعدات لإنقاذ أهل غزة من مذلة الاحتلال ومساعداته. هذا ما تسمح فيه موازين القوى حاليا.ورقة ويتكوف توفر، لحماس هذين المطلبين، فلماذا ترفضها، وتعطي حكومة المتطرفين مخرجا للإفلات من الضغوط الأميركية والأوروبية المتزايدة؟!

الأردن؛ وطن لا وظيفة
الأردن؛ وطن لا وظيفة

الغد

timeمنذ 27 دقائق

  • الغد

الأردن؛ وطن لا وظيفة

اضافة اعلان تتردد في خضم النقاشات السياسية مقولة مفادها أن «الأردن وُجد ليؤدي دوراً وظيفياً في حماية إسرائيل» وهذا قول يفتقر إلى الإنصاف التاريخي ويشكل إهانةً بالغة للأردنيين الذين بنوا وطنهم من شُح وفي عناءٍ شديد، لقد حاصرته هذه الرواية الظالمة منذ مطلع عشرينات القرن الماضي، وتسللت إلى آذان النخب، وصارت تُستنتج بلا تمحيص، وكأنها حقيقة مطلقة، وبرغم إجحاف هذه الرواية، إلا أنها ما تزال حاضرة في تحليلات كثيرة بقصدين، فهي إما أن توضع في سياق تحليل سياسي يفتقر إلى المعرفة والدراية والموضوعية، أو أنها تُقال بغاية التشكيك خدمةً لأجندات معينة لكل منها غايته، وللأسف لاذ الجميع بالصمت حيال ما يقال.لا بد أن الوقت قد حان للوقوف عند هذه المقولة وتفنيدها ، التاريخ يقول بأن الأردن منذ نشأته وحتى الآن، لم يوجد لحماية أحد بل ليكون وطناً لأبنائه، وهذا ما تؤكده لحظة التأسيس عام 1921، إذ إن الأردن كان منطقة فراغ إداري وسياسي بعد إنهيار الدولة العثمانية، حيث جاء إنشاء الإمارة استجابة لطموحات السكان المحليين ورغبتهم في إنشاء كيان سياسي يعبر عنهم، تماماً بعكس رغبة المشروع الصهيوني الذي كان ينظر إلى شرق الأردن بوصفه جزءاً من أرض اسرائيل الكبرى، كما عبر عن ذلك بوضوح، كل من حاييم وايزمان وفلاديمير جابوتنسكي.فالتأسيس الأردني لم يكن وليد قرار فوقي بل ثمرة حراك شعبي مبكر تمثل في سلسلة من المؤتمرات الوطنية، أبرزها مؤتمر ام قيس في أيلول 1920 الذي رفض الانتداب البريطاني ودعا إلى إقامة حكومة عربية مستقلة، ووجه دعوة للأمير عبدالله بن الحسين لتولي زمام القيادة، وتتابعت لاحقاً المؤتمرات في السلط وعمان وجرش، ومعان، هذه المؤتمرات أكدت بوضوح أن الشعب الأردني لم يكن خاملاً، بل امتلك وعياً مبكراً بأهمية الضغط على بريطانيا للاعتراف بكيان وطني يعبر عن إرادته.أما الإدعاء «أن الأردن يحمي إسرائيل «فهي رواية تدوس عمداً على كل تضحيات الشعب الأردني منذ حرب العام 1948، فالجيش العربي الأردني هو الوحيد الذي تمكن من الحفاظ على أرض عربية، بما في ذلك الحفاظ على القدس الشرقية، وللأسف رغم ذلك اتُهم الجيش وقيادته بالخيانة، رغم انه نفس الجيش الذي مرغ أنف جيش الاحتلال بالتراب في العام 1968 في معركة الكرامة، وأتاح للمقاومة الفلسطينية أن تقاتل على أرضه، وهو نفسه الذي دفع الضفة الغربية ثمناً باهضاً للارتجال العربي، في هزيمة حزيران 1967 وفيما بعد شارك بقدر استطاعته بحرب رمضان في العام 1973، والسؤال هل يمكن أن تحدث كل تلك المواجهات والحروب والخسائر والنكسات، إذا كان هدف الأردن هو تأمين حدود إسرائيل؟ فهذا التعامي المقصود عن الحقائق لا يمكن أن يكون بريئاً.لكن ما أصل الرواية ؟ أغلب الظن أنها تشكلت في سياق الهزيمة العربية الكبرى في حرب العام 1948، عندما هزمت العصابات الصهيونية الجيوش العربية مجتمعة، وكما هي عادة العرب، فقد سلكوا أقصر الطرق بأن ألقوا باللائمة على الأردن، واتهموه بأنه عقد تفاهمات مع العدو وامتنع عن دعم الجبهات الأخرى، طبعاً بدون اي دليل موثوق، رغم أن عدد وعدة الجيش الأردني بالكاد تكفيه للدفاع عن مواقعه، لكن للأسف تم أدلجة هذه المقولة وأعاد الإعلام العربي صياغتها بل ووسع نطاقها، وأسقط كل بطولات الجيش العربي الأردني ونسبوها إلى أنفسهم زوراً وبهتاناً وصنعوا منها بطولات شعبوية، ومردّ كل ذلك فشل الدول العربية في تحمل مسؤولية الفشل الجماعي ومناقشة تبعاته والتعامل معها بإنصاف.أما حجة «الحدود الساكنة» مع دولة الاحتلال، فهي لا تصمد أمام الواقع، فخلال أقل من قرن تعرضت هذه الجبهة للعديد من الحروب، في العام 1948، وسكنت بهدنة جماعية، ثم اشتعلت في العام 1967، وخاضت فيما بعد من خلال فصائل المقاومة الفلسطينية بجبهة مفتوحة مع العدو، وفي العام 1968، وفي حرب 1973، وهدأت الجبهات مع توجه الدول العربية لعقد اتفاقيات سلام مع دولة الاحتلال ابتداء من مصر في العام 1979، وبعد ذلك مؤتمر مدريد ووادي عربة، فلماذا إذاً تحسب السكينة على الأردن وحده؟كل هذه الوقائع تشير إلى حقيقة واحدة أن الأردن شكل تحدياً بنيوياً للمشروع الصهيوني، لا خادماً له، وقيام الأردن كان بمثابة حجر عثرة وحاجزاً سياسياً وجغرافياً في وجهه، بالتالي فإن الوقت قد حان للوقوف في وجه تلك المقولات التي تعتبر بمثابة إهانة للشعب الأردني وإهانة لكل تضحياته، فالأردن لم يكن يوماً وظيفةً لحماية اسرائيل، بل وطناً تشكل بفعل إرادة سياسية وشعبية، ودفع ثمناً غالياً من دماء أبنائه وأرضه، واتهامه بالخيانة خيانة بحد ذاته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store