
خلاف سلام و'الثنائي' تحت السيطرة: تبريد سياسي؟
تترقّب الأوساط السياسة في لبنان ما يحمله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في زيارته التي بدأها إلى بيروت قادما من القاهرة، حيث تأتي بالتزامن مع ما يحكى عن عراقيل تواجه الجولة الجديدة من المفاوضات الأميركية – الإيرانية، وإصرار طهران على المضي بتخصيب اليورانيوم على أراضيها لأغراض سلمية، وارتفاع منسوب التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية إلى إيران. كما تأتي غداة التطورات الداخلية اللبنانية، لناحية إصرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد القوى الشرعية دون غيرها، وتنفيذ ما اتفق عليه بين الرئيسين اللبناني جوزيف عون والفلسطيني محمود عبّاس، لجهة نزع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، اعتباراً من 16 حزيران الحالي، وبعد أيام قليلة من الموقف الذي أطلقه الرئيس نواف سلام الذي تحدث فيه عن 'إنهاء تصدير الثورة الإيرانية'.
مصادر مطلعة أوضحت 'للأنباء'، أن زيارة عراقجي 'تأتي ضمن مناسبة توقيع كتابه في بيروت، لكنها تنطوي على أهداف سياسية لأهمية الدور المناط بعراقجي على رأس الدبلوماسية الإيرانية في هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات الإميركية الإيرانية وانعكاساتها على المنطة ولبنان سواء نجحت أو فشلت'، وكشفت المصادر أن الوزير الإيراني 'هو من طلب الزيارة ولم تكن منسّقة مسبقاً مع الدولة اللبنانية، ويعتزم عقد لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين للبحث في جميع الملفات التي تهمّ بلاده، ولبنان معني بها بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء بما يخص قرار الدولة بحصرية السلاح بيدها، بما فيه سلاح (حزب الله)'. ورأت المصادر أن 'إيران في موقف حرج لاسيما بعد الضربات الصاروخية الأوكرانية الأخيرة على روسيا، والتي تحمل بطياتها رسائل قاسية ليس لموسكو فقط بل أيضا لطهران، وبعد ما كشفت الصحف الأميركية عن تحضيرات سرية إسرائيلية واستعدادات جدية لتوجيه ضربة قاصمة للملف النووي الإيراني، إضافة الى النصائح التي وصلت لإيران من جهات دولية وإقليمية بعدم تفويت فرصة الاتفاق مع واشنطن'.
ترجمة التفاهمات
في سياق متصل بدأ العمل على وضع آلية تنفيذية لترجمة التفاهمات التي تم التوافق عليها بين الرئيسين عون وعباس، لجهة نزع السلاح الفلسطيني، وذلك في لقاءات يعقدها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، الذي وصل إلى بيروت مساء الأحد على رأس وفد.
الأحمد الذي يصرّ على إبقاء لقاءاته بعيدة عن الأضواء، يعمل على وضع حد للتوترات التي حصلت داخل فتح نتيجة تباين وجهات النظر حول ملف تسليم السلاح، ومحاولة توحيد الموقف الفلسطيني حول هذا الملف من خلال اجتماعات يعقدها مع قادة الفصائل غير المنضوية بإطار منظمة التحرير، والتفاهم مع السلطات اللبنانية على آليات تنفيذية لعملية التسليم، في ظل إصرار الحكومة اللبنانية على إطلاق هذه العملية كما هو متفق عليه في 16 حزيران الحالي في مخيمات بيروت.
وكانت قيادة فتح، أصدرت بياناً قبل أيام رداً على ما يحكى عن انقسام داخل الحركة، أكدت فيه التزامها الكامل بمضمون البيان الرئاسي الصادر عن القمة التي جمعت الرئيسين عباس وعون، مشددة على أن أي موقف أو بيان خارج هذا الإطار لا يمثل موقف فتح في لبنان، وهو مدان ومستنكر.
في سياق آخر لم يتضح بعد مصير زيارة مساعدة المبعوث الأميركي الى المنطقة، مورغان أورتاغوس بعد انتشار خبر إقالتها من منصبها، وما إذا كانت ستزور لبنان بعد عيد الأضحى المبارك كما سبق ان قالت مصادر قصر بعبدا دون تحديد موعد محدد للزيارة، كما لم يصدر عن البيت الأبيض أي تأكيد أو نفي لخبر إقالتها ولا عن مصير الملفات التي تتابعها ولمن سيتم إسنادها، بما في ذلك ملف المفاوضات مع إسرائيل واستكمال تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها. سيما وأن المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت، بدأت زيارة لإسرائيل حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإسرائيليين. وفق البيان الصادر عن مكتبها أن 'الزيارة تشكل جزءًا من المشاورات الدورية التي تجريها المنسقة حول الخطوات الرامية إلى تعزيز التقدم المحرز منذ دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني 2024 حيز التنفيذ، وتعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006). وتواصل المنسقة الخاصة دعوة جميع الأطراف إلى التقيد بالتزاماتها وتهيئة الظروف اللازمة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين على طول الخط الأزرق'.
خلاف تحت السيطرة
في ظل هذه الأجواء تصدّر ملف ترميم العلاقة المهتزة بين رئيس الحكومة نواف سلام من جهة، والثنائي امل – حزب الله من جهة ثانية واجهة الحدث المحلي، حيث انطلق عمليا مسار تبريد العلاقة هذه، اذ استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة رئيس الحكومة نوّاف سلام الذي قال بعد استمر اللقاء لساعة، تحدث بعده الرئيس سلام قائلاً: 'الموضوع لا 'تبريد ولا تسخين'، الموضوع هو ما التزمناه في البيان الوزاري حرفيا. أنا لم أخرج بكلمة عنه ولا أقل لا كلمة زيادة ولا كلمة ناقصة منه. وهذا ما اعلنته قبل أسبوع وإثنين وثلاثة وأربعة خمسة وأردده، والرئيس بري أكثر من متفهم لهذا الشيء وهو يعرف أنني لم أقل كلمة خارج ما نحن متفقون عليه في البيان الوزاري، وهذا ما صوت عليه النواب وكلنا ملتزمون به'.
كما أكد سلام إلتزامه بإعادة الإعمار وقال: 'لماذا ذهبت الى الجنوب هل للسياحة؟ أبدا بالعكس إنما لتأكيد التزامنا من جهة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل وثانيا التزامنا بالإعمار و نواصل الجهد إن كان مع البنك الدولي أو مع الدول المانحة من أجل حشد الدعم المطلوب لإعادة الإعمار ونحن مستمرون في هذا الشيء، وإن شاء الله قريبا ترون من الأموال القليلة التي استطعنا حشدها لليوم كيف سوف نحرك عملية إعادة الإعمار في الجنوب'.
وحول حجم الاموال المطلوبة لإعادة الاعمار وهل العملية مرتبطة بنزع السلاح؟ أجاب سلام: 'أولا نحن بحاجة لأكثر من 7 مليار، التقديرات الأولية للبنك الدولي تقدر الأضرار بـ 14 مليارا هل نحن قادرون على جمع 14 مليارا بشهر أو بسنة أكيد لا، ولكن نحن كان طموحنا خلال الاجتماع الذي حصل في واشنطن من شهر تقريبا أن نحصل على 250 مليون دولار من البنك الدولي وهذا حصلنا عليه، وعلى 75 مليونا من الفرنسيين ونحن نسعى الى اللقاء لكي نقدر على جمع مليار دولار قريبا.'
أضاف 'عملية السلاح مسألة موجودة في البيان الوزاري والذي يذكر بوضوح عن حصر السلاح واعتقد كلنا ملتزمون بها ، كما نحن جميعا ملتزمون بإتفاق الطائف الذي يقول ببسط سلطة الدولة على كامل اراضيها بقواها الذاتية'.
وحول العلاقة مع 'حزب الله' وامكانية حصول لقاء مع كتلة 'الوفاء للمقاومة' وتصريح النائب محمد رعد؟ أجاب سلام: 'أنا ايضا 'تارك للود مع الحاج محمد رعد وسنقابل الود بالود'. وأهلا وسهلا بالحاج محمد والحزب، في الوقت الذي يريدونه سواء في المنزل او في السرايا وفي الوقت الذي يختارونه'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 14 دقائق
- النهار
ترامب يحذر باتصال مع بوتين من عدم وجود آفاق لـ"سلام فوري" في أوكرانيا
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء ملفي أوكرانيا وإيران، في محادثة هاتفية وصفها الكرملين بـ"الإيجابية" و"البنّاءة". وأفاد ترامب بعدم وجود آفاق "سلام فوري" في أوكرانيا التي غزتها روسيا عام 2022، بعد المكالمة التي قال إنها استمرت ساعة و15 دقيقة مع الرئيس الروسي. وحذّر من أن بوتين تعهّد "بقوّة" الرد على هجوم كييف المفاجئ على القاذفات الروسية الأحد. وفي ما يتعلق بإيران، قال ترامب إن بوتين عرض "المشاركة" في المباحثات بشأن برنامج طهران النووي، فيما اتّهم الرئيس الأميركي طهران بـ"المماطلة" في الرد على عرض الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق. جاء الاتصال بعد ثلاثة أيام على هجوم أوكراني بالمسيّرات استهدف قواعد جوية عسكرية روسية وأعلنت كييف بأنها دمّرت خلاله عدة قاذفات روسية ذات قدرات نووية بقيمة مليارات الدولارات. وأفاد ترامب بأنه وبوتين "بحثا الهجوم الأوكراني على الطائرات الروسية التي كانت متوقفة إضافة إلى عدة هجمات أخرى نفّذها الطرفان". وأضاف: "كانت محادثة جيدة، لكنها لم تكن محادثة تؤدي إلى سلام فوري. قال الرئيس بوتين، وبقوة شديدة، بأنه سيتعيّن عليه الرد على الهجوم الأخير على القواعد الجوية". ولم يوضح ترامب إن كان حذّر بوتين من أي رد من هذا القبيل على أوكرانيا التي دعمتها واشنطن بمليارات الدولارات في معركتها ضد روسيا. وأوضح الكرملين من جانبه بأن ترامب أبلغ نظيره الروسي بأنه لم يكن على علم مسبق بالهجوم. وقال المستشار الديبلوماسي لبوتين يوري أوشاكوف: "نوقشت أيضا مسألة الضربات على المطارات العسكرية. وأكد دونالد ترامب أنّ الجانب الأميركي لم يكن على علم مسبق بها". وأثار الرئيس الجمهوري مرارا قلق كييف وحلفائها الغربيين عندما بدا بأنه يقف إلى جانب بوتين في ما بتعلق بحرب أوكرانيا فيما دخل في سجال علني مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضوي. لكن ترامب أبدى امتعاضا متزايدا لاحقا من بوتين مع مواصلة روسيا تعطيل جهوده للإيفاء بتعهّد أعلنه أثناء حملته الانتخابية بإنهاء الحرب سريعا. لكن المحادثة بين ترامب وبوتين كشفت بأن واشنطن وموسكو لربما تتطلعان للتعاون في قضية أخرى هي إيران. وأعرب ترامب عن اعتقاده بأن الطرفين "متفقين" على أنه لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي وبأن الوقت نفد لترد طهران على مقترح أميركي بشأن التوصل إلى اتفاق. وقال ترامب إن "الرئيس بوتين اقترح بأن يشارك في المحادثات مع إيران ولربما بإمكانه المساعدة في وضع نهاية سريعة للمسألة". وأضاف: "إيران تماطل برأيي في قرارها بشأن هذه المسألة المهمة للغاية وسنحتاج إلى رد حاسم خلال فترة زمنية قصيرة جدا". وقال بوتين لنظيره الإيراني مسعود بزشكيان إن موسكو مستعدة للمساعدة في تحقيق تقدّم في المحادثات النووية، بحسب ما أفاد الكرملين الثلاثاء. لكن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي قال في وقت سابق اليوم إن مقترح واشنطن مناقض للمصلحة الوطنية الإيرانية، في ظل الخلافات بشأن إن كان بإمكان طهران مواصلة تخصيب اليورانيوم. وفي وقت سابق اليوم، اتهم بوتين أوكرانيا بالوقوف خلف هجمات "إرهابية" طالت جسورا في مناطق روسية محاذية للحدود خلال نهاية الأسبوع، وأسفرت عن انحراف قطار عن سكته ومقتل سبعة أشخاص، معتبرا أن هدفها تقويض مباحثات السلام بين البلدين. وقال بوتين: "كل الجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين، بمن فيهم أطفال ونساء، عشية جولة أخرى من مباحثات السلام التي اقترحنا إجراءها في مدينة اسطنبول، كانت موجهة بطبيعة الحال نحو تقويض مسار التفاوض. الضربة كانت هجوما متعمدا على المدنيين". وهذه هي التصريحات الأولى لبوتين حول التفجيرات التي وقعت ليل السبت الأحد في منطقتي كورسك وبريانسك الروسيتين المتاخمتين لأوكرانيا. وتسببت الهجمات بخروج قطار ركاب وقطار شحن وقطار مراقبة عن السكة، مما أسفر عن مقتل سبعة وإصابة 113 شخصا بينهم أطفال، وفقا للمحققين. وقال الرئيس الروسي: "من الواضح أن هذه أعمال إرهابية". وأضاف: "من يجري مفاوضات مع اولئك الذين يراهنون على الإرهاب؟" في إشارة إلى المفاوضات الدبلوماسية الصعبة الجارية بين كييف وموسكو لإيجاد حل للنزاع المسلح الذي أثاره الهجوم الروسي الكبير على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. واتهم مرة أخرى "نظام كييف" بأنه "غير شرعي" وأنه يتحول "تدريجيا إلى منظمة إرهابية". كما جدد بوتين الموقف الروسي الذي يرى أن وقفا غير مشروط لإطلاق النار تطالب به كييف وحلفاؤها الأوروبيون وواشنطن، سيسمح لأوكرانيا بإعادة تسليح جيشها وتجميع قواته والتحضير لهجمات تخريبية ضد موسكو. وقال بوتين: "لماذا نكافئهم بمنحهم استراحة من القتال، سيتم استغلالها من أجل تزويد النظام (الأوكراني) بأسلحة غربية، ومواصلة التعبئة القسرية والتحضير لأفعال إرهابية مختلفة". وتؤكد هذه التصريحات الهوة التي تفصل بين المواقف الرسمية لطرفي النزاع، وتجعل من الصعب التوصل الى اتفاق بين كييف وموسكو لإنهاء الأعمال العدائية في الحرب المتواصلة منذ مطلع 2022.


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
البيت الأبيض بعد انتقادات إيلون ماسك لقانون الموازنة: لن نتشاور معه في كل قرار سياسي
البيت الأبيض بعد انتقادات إيلون ماسك لقانون الموازنة: لن نتشاور معه في كل قرار سياسي Lebanon 24


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
رئيس كوريا الجنوبية الجديد يمد يده للشمال
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تعهّد رئيس كوريا الجنوبية الجديد لي جاي ميونغ باستئناف "الحوار" مع بيونغ يانغ وتحسين العلاقات مع جارته المسلحة نوويا. كما وعد بإخراج البلاد من فوضى أزمة الأحكام العرفية وإنعاش الاقتصاد، الذي يعاني من تباطؤ النمو وتهديدات الحماية التجارية العالمية. واتّسم خطاب لي جاي ميونغ (61 عاما) أثناء تنصيبه بنبرة تصالحية طاغية. وقال "سنداوي جراح الانقسام والحرب ونرسي مستقبلا يسوده السلام والازدهار". وأضاف "مهما كان الثمن، فالسلام أفضل من الحرب"، متعهدا بـ"ردع الاستفزازات النووية والعسكرية الكورية الشمالية وفي الوقت نفسه فتح قنوات اتصال" مع الشمال. وأعلنت لجنة الانتخابات في كوريا الجنوبية رسميا انتخاب لي جاي ميونغ رئيسا جديدا للجمهورية بعد فوزه في الانتخابات المبكرة التي أُجريت في ختام فوضى سياسية استمرت 6 أشهر ونجمت من محاولة الرئيس السابق يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في البلاد. وحقّق لي فوزا ساحقا على المحافظ كيم مون سو من حزب الرئيس السابق يون سوك يول. وحصل لي على 49.4% من الأصوات، متقدما بفارق كبير على كيم الذي حاز 41.2% من الأصوات وسارع للإقرار بهزيمته. وبسبب شغور منصب الرئيس جراء عزل الرئيس السابق، فإنّ تنصيب لي جاي ميونغ تمّ فورا من دون الحاجة لانتظار المرحلة الانتقالية المعتادة بين الرئيس المنتهية ولايته والرئيس المنتخب. والرئيس الجديد ذو ميول يسارية، وقد سعى في السابق إلى الابتعاد عن الولايات المتحدة التي سارعت من جهتها إلى تهنئته على فوزه، مؤكّدة أن العلاقة بين البلدين راسخة. وتحدّث لي جاي ميونغ مع قائد الجيش الكوري الجنوبي وتولّى رسميا القيادة العملياتية للقوات المسلحة للبلاد. وحث الرئيس الجديد القوات المسلحة على الحفاظ على "الاستعداد" تحسبا لأيّ استفزازات قد تصدر من بيونغ يانغ. تحديات الاقتصاد ويواجه لي جاي ميونغ ما قد تكون أصعب مجموعة من التحديات التي يواجهها رئيس لكوريا الجنوبية منذ قرابة ثلاثة عقود، والتي تشمل العمل على تعافي البلاد من محاولة فرض الأحكام العرفية والتعامل مع تحركات الحماية التجارية التي لا يمكن التنبؤ بها من جانب الولايات المتحدة، وهي شريك تجاري وحليف أمني رئيسي لسول. وفي خطاب تنصيبه، حذّر الرئيس الجديد من أن "تصاعد الحمائية وإعادة هيكلة سلاسل التوريد" يُشكّلان تهديدا وجوديا لرابع أكبر اقتصاد في آسيا. ويعتمد اقتصاد كوريا الجنوبية بشدة على التصدير الذي تضرّر بشدّة من فوضى التجارة العالمية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وشدد لي جاي ميونغ على أنه سيتعامل مع التحديات الاقتصادية العاجلة التي تواجه البلاد من اليوم الأول من توليه منصبه، مع التركيز على مخاوف تكاليف المعيشة التي تؤثر على الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض، والصعاب التي تواجه أصحاب الأعمال الصغيرة. ويواجه الرئيس الكوري الجديد أيضا موعدا نهائيا حدده البيت الأبيض للتفاوض على الرسوم الجمركية على الواردات، وهي مفاوضات تقول واشنطن إن سببها هو اختلال كبير في الميزان التجاري بين البلدين. وهنأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الرئيس الجديد لي جاي ميونغ على فوزه في الانتخابات، وقال إن البلدين "يتقاسمان التزاما قويا بالتحالف القائم على معاهدة الدفاع المشترك والقيم المشتركة والعلاقات الاقتصادية العميقة". وقال مسؤول في البيت الأبيض إن انتخاب لي كان "حرا ونزيها"، لكن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق وتعارض تدخلات الصين ونفوذها على ديمقراطيات في أنحاء العالم. وعبر لي جاي ميونغ عن خطط أكثر تصالحا بالنسبة للعلاقات مع الصين وكوريا الشمالية، مشددا بشكل خاص على أهمية بكين باعتبارها شريكا تجاريا رئيسيا، مع الإشارة إلى تردده في اتخاذ موقف حازم إزاء التوتر الأمني في مضيق تايوان. ومع ذلك، تعهد الرئيس الكوري الجديد بمواصلة التعاون مع اليابان، كما قال إن التحالف مع الولايات المتحدة هو العمود الفقري للدبلوماسية العالمية لكوريا الجنوبية.