
أوروبا تواجه عملية انفصال صعبة عن الغاز الروسي
في العام 2021، قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا ، كانت 45 بالمئة من واردات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي تأتي من روسيا، أكبر مزوّدي التكتّل على شكل منتجات غازية تنقل بالأنابيب أو غاز مسال يشحن في السفن، وفق إحصاءات الاتحاد الأوروبي.
وبعد الحرب الروسية ضد أوكرانيا في 2022، خفّض الاتحاد الأوروبي إلى حدّ كبير استهلاكه للغاز الروسي مع النضوب التدريجي للغاز المنقول بالأنابيب، تماشيا مع العقوبات الدولية المفروضة على موسكو.
غير أن الاتحاد الأوروبي ما زال يعتمد على الغاز المستورد من روسيا التي تبقى ثاني أكبر مزوّد له بعد النروج. والعام الماضي، كانت روسيا تقدّم 18 بالمئة من واردات الغاز بالأنابيب و20 بالمئة من إمدادات الغاز الطبيعي المسال الشائع الاستخدام في أوروبا والذي تشكّل روسيا ثاني أكبر مورّد له بعد الولايات المتحدة (45 بالمئة من واردات الاتحاد).
وفي نهاية أبريل، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "لا يخفى على أحد أنه لا بدّ لنا بعد من بذل جهود كبيرة"، مشدّدة على ضرورة وضع حدّ "للاتّكال على قوّة معادية لإمدادنا بالطاقة".
ومنذ أزمة الطاقة بعد التعافي من جائحة كوفيد-19 سنة 2021 وخصوصا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، ركّزت أوروبا كثيرا على الغاز الطبيعي المسال الذي تحمَّل شحناته في المرافئ ويعاد إلى حالة الغاز قبل ضخّه في الشبكة الأوروبية. وفي العام 2024، كان يشكّل 37 بالمئة من واردات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، في مقابل 63 بالمئة للغاز بالأنابيب، بحسب المركز البحثي المتخصّص في هذا الشأن "IEEFA".
نعم، لكن ليس في الحال. فسوق الغاز الطبيعي المسال التي تشهد منافسة عالمية محتدمة تخضع اليوم لضغوط كثيرة نظرا لقلّة العرض. ولا بدّ من الانتظار حتّى 2026 أو 2027 لتدخل مشاريع جديدة في الخدمة.
ومن المرتقب "أن تبدأ في غضون 2028 مرحلة فائض في العرض على الصعيد العالمي"، بحسب ما قال يان-إيريك فينريش المحلّل لدى "ريستاد إنرجي".
فما العمل إذن؟ قد ينوّع الاتحاد الأوروبي إمداداته بالطاقة من خلال استيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، على أمل تجنّب الزيادات الجمركية التي أقرّها الرئيس دونالد ترامب.
وأشار يان-إيريك فينريش في تصريحاته لوكالة فرانس برس إلى أن "أميركا الشمالية وقطر ستزيدان من طاقتهما إلى حدّ بعيد، لكن إفريقيا ستدخل أيضا على الخطّ بالنسبة إلى أوروبا، لا سيّما إذا تسنّى لموزمبيق تبديد بعض المخاوف في المجال الأمني".
وقد تلجأ أوروبا إلى بلدان أخرى أيضا، مثل النروج التي تعدّ أكبر مزوّد للغاز المسلّم إلى الاتحاد الأوروبي منذ الحرب في أوكرانيا (32 بالمئة سنة 2024). وفي أواخر أبريل، أكّدت أوساط وزير الطاقة الفرنسي مارك فيراتشي أن "النروج في وسعها زيادة قدرتها على إنتاج الغاز الطبيعي".
لمَ الأمر معقّد بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي؟
تثير مسألة الغاز الروسي انقساما في أوساط الدول السبع والعشرين للاتحاد، وعلى رأسها هنغاريا التي تجاهر بقربها من روسيا. كما تتّكل دول أخرى بالكامل على قطاع الغاز الطبيعي المسال. وفي العام 2024، وصلت 85 بالمئة من واردات الغاز الطبيعي المسال من روسيا إلى القارة الأوروبية عبر بلجيكا وفرنسا وإسبانيا، وفق الوكالة الدولية للطاقة.
وتبدو فكرة فرض حظر على الغاز الروسي، كما حال النفط الروسي، غير واردة، إذ إنها تتطلّب إجماعا من الدول الأعضاء السبع والعشرين. وقد يكون "أفضل خيار بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي" زيادة الرسوم الجمركية بشدّة على كلّ واردات الغاز الروسي (غاز الأنابيب والغاز الطبيعي المسال)، بحسب سيمون تاليابييترا الباحث المتخصّص في الشؤون الأوروبية في معهد بروغل.
وفي فبراير، حذّر المدير التنفيذي لشركة " توتال إنرجيز" باتريك بويانيه من أنه في حال طالت العقوبات حقل الغاز "يامال ال ان جي" في سيبيريا الذي تملك الشركة 20 بالمئة من حصصه، فإن "سعر الغاز الطبيعي المسال سيرتفع بسرعة". وحذر القادة الأوروبيين من "أزمة أسعار جديدة في أوروبا".
وبالنسبة إلى "ريستاد إنرجي"، تتمثل إحدى الصعوبات الرئيسية بمعرفة كيفية التعامل مع العقود القائمة مع الشركات الكبرى مثل " توتال" و"شيل"، وهي عقود طويلة الأمد يصعب فسخها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة العربية للأخبار التقنية
منذ ساعة واحدة
- البوابة العربية للأخبار التقنية
أوبرا تكشف عن متصفح 'Neon' الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة أوبرا Opera إطلاق متصفحها الجديد 'Neon'، الذي يُعيد تصميم تجربة تصفح الإنترنت من خلال إدماج وكلاء ذكاء اصطناعي فيه قادرين على تنفيذ المهام بدلًا من المستخدم أو بالتعاون معه بنحو ذكي وسلس. وقالت الشركة، في منشورات عبر منصتي إكس والمدونة الرسمية لها، إن متصفح Opera Neon يستطيع التفاعل سياقيًا مع محتوى صفحات الويب، والقيام بمهام مثل البحث، والتصميم، وحتى اتخاذ إجراءات نيابةً عن المستخدمين. وأشار هنريك ليكسو، مدير منتجات الذكاء الاصطناعي في أوبرا، إلى أن المتصفح الجديد يشكّل نقلة نوعية في طريقة استخدام الإنترنت، إذ يُمكن للذكاء الاصطناعي 'فهم طلبات المستخدم وتأويلها'، باستخدام وكلاء سحابيين ذكيين لتلبية تلك الطلبات. ويقدّم Neon أدوات ذكاء اصطناعي متطورة تشبه ما هو متاح في Copilot من مايكروسوفت، ووكيل Operator من OpenAI، مثل واجهة دردشة قادرة على الإجابة عن الأسئلة، وتقديم معلومات مستخلصة من الصفحة التي يتصفحها المستخدم حاليًا. ويتضمن المتصفح وكيلًا ذكيًا (كان يُعرف سابقًا باسم Browser Operator) يمكنه أتمتة مهام متكررة كالتسوق عبر الإنترنت، أو ملء النماذج تلقائيًا. ويعتمد المتصفح على ثلاث وظائف رئيسية مستندة إلى الذكاء الاصطناعي، وهي الدردشة والإجابة عن الاستفسارات، وتصفح الإنترنت اعتمادًا على الوكلاء الذكيين، وإنشاء الألعاب والتطبيقات والتقارير المخصصة. وأكدت أوبرا أن المستخدم يمكنه مثلًا مطالبة المتصفح بإنشاء لعبة قديمة، أو توليد تقرير مفصّل عن موضوع معين، أو حتى كتابة كود برمجي لتجسيد فكرة ما. وتُتيح الشركة الوصول إلى متصفح Neon حاليًا عبر نظام الدعوات فقط، إذ يمكن لأعضاء مجتمع أوبرا الانضمام إلى قائمة الانتظار لتجربة المتصفح الجديد، كما أكدت أن المتصفح سيكون قائمًا على نظام الاشتراكات، دون الكشف حتى الآن عن تفاصيل الأسعار أو الخطط المتاحة.


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
البيروفي ريناتو تابيا.. صمام الأمان الجديد لدفاع الوصل
أعلنت شركة كرة القدم بنادي الوصل التعاقد مع الدولي البيروفي ريناتو تابيا (29 عاماً) لمدة موسمين، وسيرتدي القميص رقم 13 في تشكيلة الإمبراطور في الموسم المقبل. وسيكون تابيا الذي يلعب في مركزي الارتكاز وقلب الدفاع صمام الأمان الجديد للخط الخلفي للوصل، حيث يمتلك خبرة واسعة في الملاعب الأوروبية وخاصة في الدوري الإسباني بعد أن لعب لـ5 مواسم متتالية في ناديي سلتا فيغو من 20 إلى 2024، وفي الموسم الماضي مع ليغانيس، كما خاض 6 مواسم في الدوري الهولندي. بدأ تابيا مسيرته في فريق «إس بي كريستال» البيروفي، ثم انتقل إلى إيثير غراندي بينتين البيروفي، قبل أن ينضم إلى نادي توينتي الهولندي في 2013، ولعب معه حتى 2015، ثم انتقل إلى فينورد في 2016 . وخاض اللاعب البيروفي ستة أشهر على سبيل الإعارة مع ويلييم الهولندي في 2019، ثم عاد إلى فينورد وانتقل إلى سيلتا فيغو في 2020، وارتبط اسم اللاعب مع الوصل منذ الموسم الماضي، قبل أن ينتقل إلى ليغانيس، وخاض تابيا 89 مباراة مع منتخب بلاده. وتعد صفقة تابيا الأولى للوصل استعداداً للموسم الجديد فيما ينتظر 6 لاعبين تحديد مصيرهم مع الفريق يتقدمهم نجم الفريق فابيو ليما والبرازيلي جواو بيدرو والمغربي سفيان بوفتيني والأرجنتيني جيرونيمو بوبليتي والكولومبي أليكسيس بيريز، والبرازيلي جوناتاس سانتوس، فيما أعلن كايو كانيدو رحيله رسمياً عن الوصل.


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
بيع لوحة «سيدة من الشرق» بـ 1.7 مليون دولار
بيعت لوحة «سيدة من الشرق» للفنان فلاديمير تريتشيكوف، مقابل أكثر من 1.7 مليون دولار، محققة رقماً قياسياً عالمياً جديداً للرسام الجنوب إفريقي المولود في روسيا، وذلك على ما أعلنت دار مزادات في جوهانسبرغ، أمس. وتشكل اللوحة التي تعود إلى العام 1955 وتظهر امرأة ترتدي فستاناً حريرياً أخضر وذهبياً، أحد أشهر أعمال تريتشيكوف، إذ طُبعت في مختلف أنحاء العالم على أقمشة وأغطية وأغراض عديدة، مثل: مفارش المائدة وحقائب اليد. وبيعت اللوحة عبر الهاتف في وقت متأخر من الثلاثاء لقاء 31,892,000 راند (1,776,017 دولاراً أمريكياً)، لشخص لم يتم الإعلان عن هويته، على ما أفادت دار «شتراوس أند كو» للمزادات. وأوضحت الدار في بيان، أنّ السعر النهائي، الذي يتضمن العمولة والضرائب، «يتجاوز بكثير» الرقم القياسي العالمي السابق لأحد أعمال تريتشيكوف، وهو 1.5 مليون دولار للوحة «فتاة صينية» (1952) التي بيعت في لندن عام 2013. وحقق تريتشيكوف الذي لُقّب بفضل أعماله التي تتسم بأسلوب خاص بـ«ملك الكيتش»، ثروته من نسخ أعماله وطبعها. ولد تريتشيكوف عام 1913 في ما يعرف حالياً بكازاخستان، والتي كانت آنذاك من روسيا. فر مع عائلته إلى الصين خلال الثورة الروسية عام 1917 ونشأ في شنغهاي، قبل أن ينتقل إلى سنغافورة ثم إلى جنوب أفريقيا.