logo
حركة رجال الكرامة.. أحد أكبر الفصائل المسلحة بالسويداء

حركة رجال الكرامة.. أحد أكبر الفصائل المسلحة بالسويداء

الجزيرةمنذ يوم واحد
فصيل محلي مسلح أسسه وحيد البلعوس عام 2012 في محافظة السويداء جنوب سوريا ، بهدف حماية شباب الطائفة الدرزية من الخدمة الإلزامية في جيش النظام السوري المخلوع، ومنعا لجرّهم إلى ساحات القتال خاصة بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011.
انطلقت الحركة تحت اسم "مشايخ الكرامة"، قبل أن تغير اسمها لاحقا لـ"رجال الكرامة"، وسرعان ما تطورت واحدة من أكبر القوى العسكرية المحلية في السويداء. تبنّت في البداية موقفا محايدا من الثورة السورية، لكنها انحازت لاحقا إلى صفوف المعارضة مع اتساع نفوذها وتعدد تشكيلاتها المنتشرة في المحافظة.
النشأة والتأسيس
جاء تأسيس الحركة تجسيدا لرد فعل شعبي داخل محافظة السويداء على محاولات النظام السوري جر أبناء الطائفة الدرزية إلى ساحات القتال ضمن صفوفه.
وقاد وحيد البلعوس -وهو أحد أكبر شيوخ الطائفة الدرزية في المنطقة- هذه المبادرة انطلاقا من رغبته في حماية الدروز من الخدمة العسكرية الإلزامية والحفاظ على "حياد الطائفة وعدم انخراطها في الثورة السورية ضد أي طرف".
وتبنت الحركة دوافع دينية وأخلاقية لعملها وذلك عبر شعارها "دم السوري على السوري حرام"، فتطورت تدريجيا إلى قوة محلية منظمة تضم مجموعات مسلحة هدفها الدفاع عن مناطق الدروز والتصدي لأي تهديد يطالهم، سواء من قوات النظام أو من الفصائل المسلحة الأخرى.
النهج الأيديولوجي
استندت حركة رجال الكرامة في مرجعيتها الأيديولوجية إلى تعاليم ومعتقدات الطائفة الدرزية وقيمها الروحية التي ترفض -حسب زعمهم- سفك الدم السوري، وتدعو إلى التعايش السلمي وحماية المجتمع المحلي.
واعتمدت الحركة في مرجعيتها الدينية بشكل أساسي على الشيخ ركان الأطرش (1940-2019)، إلى جانب تأثرها الكبير بأفكار مؤسسها الشيخ وحيد البلعوس، الذي ركز على الدفاع عن كرامة وأمن الدروز وحيادهم إزاء الصراع.
أبرز قادة الحركة
وحيد البلعوس: مؤسس الحركة وقائدها الأول، تمكن من جعل الحركة صوتا مستقلا للطائفة الدرزية، قبل اغتياله في تفجير استهدفه عام 2015.
رأفت البلعوس: تولى قيادة الحركة عام 2015 بعد اغتيال شقيقه، وعانت الحركة في ظل قيادته من ضمور واضح وتراجع كبير في نشاطها نظرا لوضعه الصحي، مما دفعه إلى التنحي عن المنصب عام 2017.
أبو حسن يحيى الحجار: استلم قيادة الحركة في 6 فبراير/شباط 2017، وأعاد تنظيم الحركة وضمِن استمرار نشاطها مع الحفاظ على مبادئها.
ليث البلعوس: هو نجل مؤسس الحركة وحيد البلعوس، برز اسمه أثناء الاحتجاجات الشعبية في السويداء في الفترة بين 2023 و2024.
محطات بارزة في مسار الحركة
كان عمل الحركة في مرحلتها التأسيسية أواخر 2012 مقتصرا على رفض تجنيد شباب الطائفة الدرزية ضمن قوات النظام، إذ قاد وحيد البلعوس هذا التوجه تحت شعار "دم السوري على السوري حرام"، دون الانخراط في مواجهة مباشرة مع السلطة.
غير أن تزايد التهديدات الأمنية وتفاقم انتهاكات المجموعات المحلية التابعة للنظام، دفع الحركة إلى تغيير نهجها والدخول في مواجهة علنية مع أجهزة النظام الأمنية، معتبرة أن تلك الأجهزة تمثل خطرا مباشرا على المجتمع المحلي، وتحوّل موقف الحركة تدريجيا من الحياد إلى المعارضة.
تبنت الحركة خطابا سياسيا أشد نقدا للنظام، خصوصا بعد اغتيال مؤسسها وحيد البلعوس في سبتمبر/أيلول 2015 إثر تفجير استهدف موكبه في مدينة السويداء، ووجهت الحركة أصابع الاتهام في اغتياله نحو جهات مرتبطة بالنظام.
شكلت حادثة الاغتيال نكسة كبيرة للحركة، وأحدثت صدمة لدى مؤيدي وحيد البلعوس داخل الطائفة الدرزية، حينها تولى شقيقه رأفت البلعوس القيادة خلفا له.
تخلى الشيخ رأفت البلعوس عن القيادة لأسباب صحية، وتسلم أبو حسن يحيى الحجار زمام الأمور داخل الحركة في فبراير/شباط 2017، فأعاد ترتيب صفوفها واستعاد جزءا من نشاطها.
في يوليو/تموز 2018 تحالفت الحركة مع "لواء الجبل"، و"نسور الزوبعة" (الجناح المسلح للحزب السوري القومي الاجتماعي) لصد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة السويداء.
وفي يوليو/تموز 2022، خاضت الحركة معارك ضد مجموعة راجي فلحوط التابعة لشعبة المخابرات العسكرية، وتمكنت من السيطرة على مقراتها بعد سلسلة عمليات اختطاف نفذتها المجموعة.
ومع تصاعد التوترات في الجنوب السوري، نفذت الحركة في السابع من ديسمبر/كانون الأول 2024 هجمات منسقة على الثكنات العسكرية المتبقية في المحافظة، بما في ذلك مطار خلخة العسكري، وتمكنت من طرد قوات النظام.
وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، ومع انهيار النظام فعليا، كان مقاتلو "رجال الكرامة" من أوائل من وصلوا إلى ساحة الأمويين وسط دمشق.
وفي يناير/كانون الثاني 2025، أصدرت الحركة بيانا مشتركا مع "لواء الجبل" أعلنتا فيه استعدادهما للاندماج ضمن جسم عسكري يكون نواة لجيش وطني جديد، والانفتاح على الحوار مع كافة الأطراف السورية بعد خلع نظام بشار الأسد.
وفي حادثة اقتحام مبنى محافظة السويداء في 21 مايو/أيار 2025، تولت حركة رجال الكرامة تأمين خروج المحافظ من المبنى بسلام، في حين أشرف فصيل "لواء الجبل" على التصدي للمهاجمين والاشتباك مع المجموعة المسلحة.
موقفها من أحداث يوليو/تموز 2025
في 13 يوليو/تموز، اندلعت اشتباكات عنيفة في محافظة السويداء بين مجموعات درزية مسلّحة وعشائر بدوية على خلفية حادثة سلب وقعت على طريق دمشق/السويداء، تطورت لاحقا إلى عمليات خطف متبادل، وفق لما صرح به قائد الأمن الداخلي في المحافظة العميد نزار الحريري.
دفعت هذه التطورات وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين إلى إرسال تعزيزات أمنية وعسكرية إلى ريف السويداء بهدف احتواء التوتر، إلا أن هذه القوات أصبحت لاحقا هدفا لهجمات شنتها فصائل محلية مسلحة، إضافة إلى ضربات جوية إسرائيلية.
في هذا السياق، أصدرت حركة "رجال الكرامة" بيانا دعت فيه إلى التهدئة و"تغليب لغة العقل"، مع التأكيد أن الدفاع عن النفس حق مشروع لا يمكن التنازل عنه، معلنة حالة النفير العام بين صفوف مقاتليها "لحماية الأرض والعرض والحفاظ على السلم الأهلي وردع أي تهديد لأمن السكان".
وفي تصريحات خاصة لموقع الجزيرة نت، أوضح الناطق الإعلامي باسم الحركة باسم أبو فخر، أن موقف الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري الرافض لدخول قوات الأمن إلى السويداء ومطالبته بـ"حماية دولية"، لا يمثل كل أبناء المحافظة، مؤكدا وجود تيار وطني واسع تُهمل الدولة تمثيله، على حد تعبيره.
كما أشار إلى أن "السويداء تعاقَب اقتصاديا وأمنيا منذ 7 أشهر بسبب هذا التوصيف غير الدقيق".
وكشف أبو فخر أن الحركة قدمت مبادرة رسمية للحكومة السورية، تقترح فيها تطويع آلاف من مقاتليها ضمن وزارتي الدفاع والداخلية لتعزيز الأمن المحلي، غير أن الحركة لم تتلق أي رد رسمي بشأن ذلك حسب قوله.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سياسة واشنطن في سوريا بين توازنات الحلفاء والمصالح
سياسة واشنطن في سوريا بين توازنات الحلفاء والمصالح

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

سياسة واشنطن في سوريا بين توازنات الحلفاء والمصالح

لم تُبدِ الحكومة الأميركية تغييرا واضحا في موقفها تجاه دمشق في أعقاب أحداث السويداء التي جرت أخيرا، فقد أكدت واشنطن على لسان مبعوثها الخاص إلى سوريا توم برّاك أمس الاثنين أن التعامل مع الحكومة السورية الحالية هو السبيل الوحيدة لتوحيد البلاد التي لا تزال تتخبط من وطأة سنوات الحرب، وتعاني من موجة جديدة من العنف الطائفي، على حد وصفه، وأنه ليس لدى واشنطن "خطة ب" أو خيار آخر في التعامل مع هذا الملف. لكن هذا الموقف المعلن يشوبه التباس بسبب ما يتضمنه من مواءمة معقدة بين التحول الكبير من سياسة عزل دمشق تحت حكم نظام بشار الأسد ، إلى سياسة الانخراط المباشر معها في ظل الحكومة السورية الجديدة بعد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 ، وبين علاقة واشنطن الوثيقة مع إسرائيل التي لا تبدي حكومتها الحالية التزاما باستقرار سوريا أو المنطقة عموما، ولم تُبدِ واشنطن حزما في وقف حملاتها الأكثر وحشية على غزة، ويضاف إلى ذلك علاقة واشنطن بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي لا تزال هي و الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا خارج مظلة الحكومة السورية. وتزداد صعوبة فهم هذا الموقف عند إدراك أنه لا يحظى بتأييد واسع لدى فئتين من الفاعلين التقليديين في السياسة الأميركية بالشرق الأوسط: المتطرفين في تأييد الخط الإسرائيلي في الحزبين الجمهوري و الديمقراطي ، وخصوم الإدارة الأميركية في الحزب الديمقراطي وخاصة التقدميين من معارضي الحكومة الإسرائيلية الحالية. وقد تكررت هذه الأيام في واشنطن انتقادات للمبعوث الأميركي برّاك، وصفت بأنها حملة تهجُّم على دعم الإدارة الأميركية لدمشق، شاركت فيها أطراف أميركية وعربية وحتى سورية من معارضي حكومة الشرع. متابعة حثيثة وتابعت الإدارة الأميركية تطور أحداث السويداء عن كثب منذ اللحظة الأولى، حين أشار برّاك إلى ضلوعه في محاولات الدفع باتجاه ما وصفه بالحل السلمي الذي يضمن الشمول والمشاركة للدروز والقبائل البدوية والحكومة السورية، لكنه أدخل مع هؤلاء الثلاثة في عبارته "القوات الإسرائيلية"، وذلك قبل يوم واحد من ضربها أهدافا في دمشق بما فيها مقر هيئة الأركان السورية في 16 يوليو/تموز، وما تلا ذلك من صراع أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 558 سوريا وتهجير المئات. وانطلاقا من مواءمة واشنطن المعقدة، فإنها لم تصدر إدانة مباشرة للضربات الإسرائيلية، واكتفت بوصف ما حدث بأنه "سوء فهم" بين الجانبين السوري والإسرائيلي، وذلك على لسان وزير الخارجية ماركو روبيو الذي ظهر في فيديو بجانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، مؤكدا استمرار التواصل مع الجانبين للتوصل إلى التهدئة والعودة إلى مسار بناء الدولة السورية الذي ربطه بتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. ومع تطور الصراع في السويداء بعد انسحاب قوات الحكومة السورية ودخول قوات العشائر، والانتهاكات التي طالت بعض المناطق في المدينة، أدان المبعوث الأميركي الانتهاكات ضد المدنيين، كما أشار إلى بيان الرئاسة السورية الذي وصفه بالقوي، داعيا إلى إنفاذ ما جاء فيه من إنهاء العنف وضمان المحاسبة وحماية جميع السوريين. وعلى مدى يومين، اجتمع المبعوث الأميركي مع الحكومة السورية وشيوخ العشائر بمشاركة الجانب الأردني وبالتواصل مع تركيا وإسرائيل، حيث تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ونشر قوات الأمن السورية في السويداء وإخراج المعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية، وتوّجت المحادثات بلقاء جمع براك بوزيري الخارجية السوري أسعد الشيباني والأردني أيمن الصفدي، حيث أكد الجانبان الأميركي والأردني أن الاستقرار في سوريا أساسي لاستقرار المنطقة. ورغم دعوة المبعوث الأميركي إلى عدم التسامح مع أحداث القتل والانتقام والمجازر التي وصفها بالمؤسفة، فإنه أكّد أن الحكومة السورية الحالية طابقت أفعالُها أقوالَها ولم ترتكب خطأ فيما جرى، وأنها تتسم بالقدرة والكفاءة والموثوقية، وأنها قدمت أفضل ما تستطيعه حكومة ناشئة تملك موارد محدودة للغاية لمواجهة قضايا متعددة آخذة بالظهور تباعا والسعي إلى توحيد مجتمع متنوع. عقدة العلاقة بإسرائيل لا يخلو هذا الموقف من علامات الاستفهام حول ملفات فرعية وجوهرية في آن معا، وعلى رأسها سؤال: إلى أي مدى قد تذهب واشنطن في كبح جماح حكومة نتنياهو إذا قررت مواصلة العدوان على سوريا؟ وهل ستكفي وساطات الإدارة الأميركية واتصالاتها مع دول الجوار لوقف القوات الإسرائيلية إذا افترضنا أنها قررت الاجتياح وصولا إلى السويداء؟ وترتبط الإجابة عن هذا السؤال بمدى التزام الحكومة الأميركية باستقرار سوريا في عهدها الجديد، ولا توجد حتى الآن مؤشرات على رغبة واشنطن في العودة إلى الوراء فيما يتعلق بالانزلاق نحو الفوضى، وما يتضمنه ذلك من إفساح المجال لإيران وروسيا بالتسلل من خلال الحدود السورية أو بالشراكة مع ما تبقى من فلول النظام السابق، وهذا هو الإطار العام الذي وضعه وصرّح به وزير الخارجية الأميركي لسياسة بلاده تجاه سوريا منذ لحظة تعيينه. لكن هناك نقطة ضعف يُخشى أن تكون كعبَ أخيَل في هذه الرؤية الأميركية، وهي العلاقة الأميركية الإسرائيلية التي تمثل عقدة مركزية، ليس في سوريا فقط بل في المنطقة برمّتها، فما زال البيت الأبيض حتى اليوم يصرّح بأن ترامب فوجئ بالقصف الإسرائيلي لسوريا، وقد صرّح براك أيضا بأن الولايات المتحدة لم يطلب رأيها في الضربات الإسرائيلية، وأنها لا تتحمل مسؤولية ما تراه إسرائيل دفاعا عن نفسها، وهذا يبرّئ العدوان الإسرائيلي عمليا ويمنحه أفضلية المبادرة في المستقبل بتوجيه الضربات المباغتة بحسب وجهة النظر الأميركية، وهي أفضلية لا يملكها الجانب السوري في الوقت الراهن. ويضاف إلى ذلك معطى جديد، ذكره براك في تصريحه الأخير، حين قال إن إسرائيل ترى أنها جزء من القرار في جنوب سوريا، وإن دخول القوات الحكومية إلى السويداء لم يكن ضمن هذه الرؤية، مؤكدا أن اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين السوري والإسرائيلي كان مقتصرا على السويداء، مما يدل على أن الإدارة الأميركية لم تستطع الضغط على إسرائيل باتجاه حسم مسألة سيادة الحكومة السورية على جنوب البلاد. وهذه التصريحات تجعل من الصعب هضم الانتقادات الأميركية للضربات الإسرائيلية التي وصفها براك بأنها عامل تشويش وبأنها جاءت في أسوأ الأوقات، وقوله إن إسرائيل تفضل أن تكون سوريا مجزّأة وألّا تكون دولة ذات حكم مركزي قوي، وحتى تصريحات أخرى من واشنطن مثل إدانة السيناتور جين شاهين للقصف الإسرائيلي على السويداء ودمشق، فمثل هذه الإدانات تجعل المسؤولين الأميركان أشبه بالمعلّقين الذين يطلقون تحليلات أو مقولات حكيمة على مسألة لا شأن لهم فيها، مثل قول براك إن الأقليات في سوريا باتت تدرك أن وحدتها تحت دولة مركزية أفضل لمستقبلها. الشراكة مع قسد ويتعلق السؤال الجوهري الثاني بمآل العلاقة الأميركية مع قسد، والتي بدأت قبل تعيين المبعوث الأميركي الحالي وحتى قبل فترة رئاسة ترامب الأولى، حينما تأسست على أساس الشراكة في قتال تنظيم إرهابي، في الإشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية. ورغم تصريح إدارة ترامب خلال زيارته للسعودية في مايو/أيار الماضي بأن ملف محاربة الإرهاب سيُدار بالشراكة مع الحكومة السورية الجديدة، فإن موقع قسد من هذه الشراكة لا يزال غير مُعرّف. وبعد تعثُّر الاتفاق الذي وقعه الرئيس السوري أحمد الشرع ، وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في مارس/آذار الماضي، تدخل المبعوث الأميركي لوضع خريطة طريق لتنفيذ الاتفاق، لكن المفاوضات لم تحقق تقدّما في هذا المسار حتى الآن، وهنا يبرز وجه تشابه آخر مع الملف الإسرائيلي وهو تقارب الموقف الأميركي المُعلن مع موقف الحكومة السورية رغم عدم تمكُّنِها أو تمكينِها من فرض رؤيتها، حيث اعتبر براك أن أمام قسد طريقا واحدا هو الطريق نحو دمشق، وحرص على تكرار الحديث عن أهمية وجود حكومة مركزية قوية في سوريا. وبالنظر إلى الإطار العام للسياسة الأميركية في سوريا الذي يميل نحو دعم الاستقرار فيها، يبدو أن إدارة ترامب تقترب أكثر من حسم مصير قسد والإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، خاصة بعد سعيها إلى إنهاء وجودها العسكري الذي بدأ بتقليص عدد الجنود الأميركيين إلى أقل من ألف جندي، وتصريحات ترامب الداعية إلى تولّي الحكومة السورية مسؤولية مراكز احتجاز عناصر تنظيم الدولة، لكن تخصيص تمويل لدعم مجموعات في سوريا أبرزها قسد ضمن ميزانية عام 2026 يشير إلى أن هذا الحسم قد يتأخر حتى السنة المقبلة على الأقل. ويضاف إلى الحسم المؤجّل لملف قسد، رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، الذي تبيّن أنه يواجه تحديات تقنية لم يحسمها قرار ترامب التنفيذي في 30 يونيو/حزيران الماضي بإنهاء العقوبات، وخاصة ما يتطلب منها تحركا في الكونغرس من قبيل إلغاء تشريعات قائمة أو وقف تجديد تشريعات أخرى.

براك لرويترز: لا بديل للنظام الحالي بسوريا وفظائع السويداء لم ترتكبها قواته
براك لرويترز: لا بديل للنظام الحالي بسوريا وفظائع السويداء لم ترتكبها قواته

الجزيرة

timeمنذ 13 ساعات

  • الجزيرة

براك لرويترز: لا بديل للنظام الحالي بسوريا وفظائع السويداء لم ترتكبها قواته

دعا المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك الرئيس السوري أحمد الشرع إلى "التكيف سريعا" ومراجعة سياساته على ضوء أحداث السويداء ، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن العنف الذي شهدته المحافظة ليس من فعل القوات النظامية، ومؤكدا أنه لا بديل للحكومة الحالية في البلاد. وقال براك -في مقابلة مع وكالة رويترز في بيروت- إنه ما لم ينجز الشرع تغييرا سريعا فإنه "قد يفقد الزخم الذي دفع به إلى السلطة". وأضاف أنه نصح الرئيس السوري خلال محادثاته الخاصة معه بتخفيف التوجهات الإسلامية وطلب مساعدة أمنية إقليمية، وفق تعبيره. ورأى المبعوث الأميركي أن على الحكومة السورية أن تفكر في "المسارعة للتحلي بالشمولية" فيما يتعلق بدمج الأقليات في هياكل السلطة. وقال "لا نملي شكل النظام السياسي السوري باستثناء تأكيد ضرورة الاستقرار والوحدة والعدالة والشمول". أحداث السويداء ونفى براك مسؤولية الحكومة السورية عن العنف في السويداء، قائلا "القوات السورية لم تدخل إلى المدينة. هذه الفظائع لا تحدث بفعل قوات النظام السوري. إنها ليست حتى في المدينة لأنها اتفقت مع إسرائيل على أنها لن تدخلها". وقد دارت اشتباكات دامية منذ الأحد الماضي بين عشائر بدوية ومجموعات درزية في السويداء تطورت إلى عمليات انتقامية، في حين عرقلت غارات جوية -شنتها إسرائيل على محافظات سورية بزعم "حماية الدروز"- جهود القوات الحكومية لاحتواء الأزمة. واتهمت الحكومة السورية خصوما في 4 دول -لم تسمها- بنشر خطاب طائفي مزيف لتأجيج الوضع في البلاد. وقال المبعوث الأميركي إن المخاطر في سوريا مرتفعة للغاية في غياب خطة لنقل السلطة أو بديل واقعي للحكومة الحالية. وتابع قائلا "مع هذا النظام السوري لا توجد خطة ب. إذا فشل هذا النظام السوري فهناك من يحاول دفعه إلى الفشل". وتساءل قائلا "لأية غاية؟ ليس هناك من يخلفه". وسئل براك إن كان يعتقد أن سوريا قد تواجه مصيرا يشبه ما حدث في ليبيا وأفغانستان، فقال "نعم أو حتى أسوأ". إسرائيل تؤجج "الارتباك" وفيما يتعلق بإسرائيل، رأى المبعوث الأميركي أن غاراتها الأخيرة أججت "الارتباك" في سوريا. وقال إن رسالته لإسرائيل هي فتح حوار لتخفيف مخاوفها من القيادة الجديدة في سوريا، وأضاف أن "بإمكان واشنطن لعب دور الوسيط النزيه للمساعدة في معالجة أي مخاوف إسرائيلية من النظام السوري". وتحتل إسرائيل منذ 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد ، واحتلت المنطقة العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974، كما احتلت جبل الشيخ الإستراتيجي، الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى نحو 35 كيلومترا، وشنت هجمات جوية على مواقع عسكرية عديدة في أنحاء البلاد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store