logo
ماسك يثني على ترمب: نجح في حلّ الصراعات الخطيرة

ماسك يثني على ترمب: نجح في حلّ الصراعات الخطيرة

عكاظمنذ 3 أيام
بعد نحو 24 ساعة من تصاعد «الحرب الكلامية» بينهما، نوه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، اليوم (الأربعاء)، بالرئيس دونالد ترمب، مؤكداً أنه يستحق الثناء لحلّ الصراعات الخطيرة حول العالم.
وكتب ماسك في منشور على منصة X، مُشاركاً صورةً لمنشور لترمب، الذي أعلن فيه أن إسرائيل وافقت على وقف العدوان على غزة لمدة 60 يوماً، وقال ماسك مشيراً بحديثه لترمب «يُنسب الفضل لمن يستحقه. لقد نجح دونالد ترمب في حلّ العديد من الصراعات الخطيرة حول العالم».
وكان ترمب حذر، (الثلاثاء)، بأن الملياردير إيلون ماسك قد يخسر أكثر بكثير من دعم الحكومة للسيارات الكهربائية الذي سيُلغى إذا أصبح مشروع قانون الإعفاءات الضريبية وتخفيضات الإنفاق الضخم مفعلاً. وقال للصحفيين أثناء مغادرته البيت الأبيض في رحلة إلى فلوريدا: «قد نضطر إلى فرض ضريبة على إيلون».
ويمتلك ماسك شركة سيارات كهربائية وشركة فضاء، ولديه عقود حكومية فيدرالية مربحة، قد تضرر بسبب الضريبة التي تحدث عنها ترمب في تصريحاته.
وتأتي تصريحات ماسك بعد أن اشتعلت الخلافات بينهما مجدداً هذا الأسبوع، إذ تبادل الحليفان السياسيان السابقان تهديدات علنية حادة بالانتقام.
وحسب صحيفة «غارديان»، يُنهي هذا الخلاف، الذي تمحور حول معارضة ماسك لمشروع قانون الضرائب الذي يحمل توقيع ترمب أثناء إقراره في الكونغرس، فترة من التقارب بين اثنين من أقوى رجال العالم.
ونشر ماسك في السابق تغريدات صعّد خلالها على مشروع قانون الإنفاق الشامل لترمب على منصته الاجتماعية «إكس»، واصفاً التشريع بأنه «مجنون» ومتعهداً بتشكيل حزب سياسي جديد إذا أُقرّ القانون.
ورداً على ذلك، لوح ترمب بأنه قد «ينظر» في ترحيل الملياردير المولود في جنوب أفريقيا، وهدد بخفض الدعم الحكومي لشركات ماسك أو يطلق مخالب ما يُسمى «إدارة كفاءة الحكومة» (دوج) على ماسك، الذي كان رئيسها السابق.
وقال ترمب، «دوج هو الوحش الذي كان يديره ماسك، وقد تدور الدائرة ويعود لالتهام إيلون نفسه، ألن يكون ذلك فظيعًا؟».
وكانت محاولة ماسك لعرقلة مشروع قانون الضرائب عاملاً رئيسياً في خلافه مع الرئيس الشهر الماضي، ويأتي هجوم الرئيس التنفيذي لشركة تسلا المتجدد في وقت حساس يسعى فيه ترمب إلى تمرير التشريع في الكونغرس.
ورفض ترمب انتقادات ماسك لمشروع القانون، زاعماً أن معارضته تنبع من أنه سينهي الإعفاء الضريبي للمستهلكين الذين يشترون السيارات الكهربائية.
وقال الرئيس الأمريكي الثلاثاء: «إيلون منزعج للغاية من إلغاء تفويض السيارات الكهربائية، ولكن لا يريد الجميع سيارة كهربائية، أنا نفسي لا أريد سيارة كهربائية». وعندما سأل أحد المراسلين ما إذا كان ترمب يفكر في ترحيل ماسك، أجاب بأنه لا يعرف ولكنه «سينظر في الأمر».
ورد ماسك على مقطع فيديو للبيان على X قائلاً: «من المغري جدّاً تصعيد هذا الأمر، لكنني سأمتنع عن ذلك في الوقت الحالي».
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بلومبرغ: "أوبك+" يتجه لإعادة 550 ألف برميل نفط جديدة إلى السوق
بلومبرغ: "أوبك+" يتجه لإعادة 550 ألف برميل نفط جديدة إلى السوق

الشرق للأعمال

timeمنذ 9 دقائق

  • الشرق للأعمال

بلومبرغ: "أوبك+" يتجه لإعادة 550 ألف برميل نفط جديدة إلى السوق

اتفق تحالف أوبك+ بشكل مبدئي على تسريع وتيرة الزيادة في إمداداته الشهر المقبل، ليعيد 550 ألف برميل يومياً من النفط إلى السوق اعتباراً من أغسطس، بحسب ما قاله مندوبون، في الوقت الذي يسعى فيه التكتل بقيادة السعودية لاستعادة الحصة السوقية. يُتوقع أن يوافق ثمانية أعضاء رئيسيين في التحالف على زيادة أكبر من المتوقع، بواقع 550 ألف برميل يومياً، خلال اجتماع افتراضي يعقد اليوم السبت، بحسب مندوبين. أعلن التكتل في السابق عن زيادات بواقع 411 ألف برميل يومياً لكل من شهور مايو ويونيو ويوليو، وهو ما يزيد بواقع ثلاثة أمثال عن المستوى المخطط في الأصل. وتوقع تجار في السابق أن يزيد الإنتاج بنفس المعدل في أغسطس. سوق النفط أكثر قوة في المدى القريب تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية حازمة اتخذتها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاؤها لتسريع انتعاش الإنتاج المقيد، على الرغم من خطر فائض المعروض العالمي الذي قد يزيد من الضغط على أسعار النفط. منذ أبريل، تحول التكتل عن سنوات من ضبط الإنتاج إلى إعادة ضخ الإمدادات، مما فاجأ تجار النفط الخام وأثار تساؤلات حول استراتيجية المجموعة طويلة المدى. يعزز أوبك+ الإنتاج في سوق يُتوقع على نطاق واسع أن تشهد فائضاً في المعروض في وقت لاحق من العام. وتأتي هذه الزيادات المتسارعة بالتزامن مع ارتفاع الإمدادات في أماكن أخرى وتوقعات تتسم بعدم اليقين بشأن الطلب، حيث تهدد الحرب التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترمب بزعزعة الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، تبدو السوق أكثر قوة على المدى القريب، وقال بعض المندوبين إن المجموعة تُسرّع إنعاش إنتاجها جزئياً للاستفادة من الطلب الأقوى خلال فصل الصيف في النصف الشمالي من العالم. تلبية الطلب على الوقود في الأشهر التي تلت التحول الاستراتيجي، قدّم المندوبون مجموعة من التفسيرات لهذا التحول: من تلبية ذروة الطلب على الوقود في الصيف، إلى معاقبة أعضاء المجموعة الذين يُفرطون في الإنتاج، واستعادة أحجام المبيعات التي فُقدت لصالح المنافسين مثل منتجي النفط الصخري الأمريكيين. ويقول المسؤولون إن الرياض حريصة بشكل خاص على إعادة تشغيل المزيد من الطاقة الإنتاجية المتوقفة في أسرع وقت ممكن. ستسمح الزيادة الأكبر في أغسطس لأوبك+ باستكمال إعادة 2.2 مليون برميل يومياً من الإنتاج المتوقف سابقاً بحلول سبتمبر، مع زيادة أخرى تُقارب المستوى نفسه. وقد يناقش التحالف خطط سبتمبر في اجتماعه الافتراضي يوم السبت، وفقاً لأحد المندوبين. ومع ذلك، من المرجح أن يكون تأثير الزيادة الأكبر في الإنتاج أقل- إذ كان إنتاج المجموعة أدنى من الأرقام المعلنة في الأشهر السابقة، حيث يسعى وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان لكي يقوم بعض الأعضاء بتعويض الزيادة السابقة في الإمدادات، والتنازل عن حصتهم من الزيادات. تواصل كازاخستان -الأشد مخالفة لحصص الإنتاج- ضخ مئات الآلاف من البراميل فوق حصتها. ترحيب محتمل من ترمب توقع تجار النفط الخام على نطاق واسع أن يُقر أوبك+ زيادة أخرى قدرها 411 ألف برميل يومياً لشهر أغسطس، بما يتماشى مع الأشهر الثلاثة السابقة. كما ركزت المناقشات الأولية للمندوبين هذا الأسبوع على هذا المستوى، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ" يوم الخميس. قد تلقى الإمدادات الإضافية ترحيباً من الرئيس ترمب، الذي كرر الدعوة إلى خفض أسعار النفط لدعم الاقتصاد الأميركي، ويحتاج إلى درء التضخم مع دفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، تهدد الزيادة أيضاً بتضخم فائض العرض الناشئ. تراكمت مخزونات النفط العالمية بوتيرة تبلغ حوالي مليون برميل يومياً في الأشهر الأخيرة، مع تباطؤ الاستهلاك في الصين وارتفاع الإنتاج في الأميركتين، من الولايات المتحدة إلى غيانا وكندا والبرازيل. موقف السعودية وروسيا تتجه الأسواق نحو تسجيل فائض كبير في وقت لاحق من هذا العام، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية التي مقرها في باريس. وتتوقع شركات في وول ستريت، مثل "جيه بي مورغان تشيس" و"غولدمان ساكس"، أن تنخفض الأسعار إلى نحو 60 دولاراً للبرميل أو أقل في الربع الأخير. من خلال السعي لزيادة المعروض بوتيرة أسرع، يتعين على السعودية الموازنة بين فوائد ارتفاع أحجام المبيعات وتأثير انخفاض أسعار النفط. وتواجه المملكة بالفعل عجزاً كبيراً في الميزانية، وقد اضطرت إلى خفض الإنفاق على بعض المشاريع الرئيسية التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. تواجه روسيا، الشريكة في قيادة أوبك+، تدهوراً في التوقعات الاقتصادية، وأزمة مصرفية محتملة، مع استمرار الرئيس فلاديمير بوتين في شن حرب مكلفة ضد جارته أوكرانيا. كما أن انخفاض الأسعار يتسبب في معاناة في صناعة النفط الصخري الأميركية. ففي استطلاع حديث، قال تنفيذيون في قطاع النفط الصخري الأميركي إنهم يتوقعون حفر عدد أقل بكثير من الآبار هذا العام مقارنةً بالمخطط له في بداية عام 2025، مشيرين إلى انخفاض أسعار النفط وعدم اليقين بشأن رسوم ترمب الجمركية.

حرب غزة.. مصادر لـ"الشرق": مفاوضات بالدوحة على آلية تنفيذ اتفاق وقف النار
حرب غزة.. مصادر لـ"الشرق": مفاوضات بالدوحة على آلية تنفيذ اتفاق وقف النار

الشرق السعودية

timeمنذ 22 دقائق

  • الشرق السعودية

حرب غزة.. مصادر لـ"الشرق": مفاوضات بالدوحة على آلية تنفيذ اتفاق وقف النار

توقع مصدران فلسطينيان مقربان من "حماس"، لـ"الشرق"، إطلاق جولة مفاوضات غير مباشرة بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل في الدوحة لمناقشة آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المنتظر في غزة وفق المقترح الجديد المعدل. وأوضح المصدران المطلعان على سير مفاوضات الهدنة أن الاتصالات مع الوسطاء "تتواصل من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وموعد لبدء المفاوضات وإعلان دخول الهدنة وتنفيذ الاتفاق". وأكد أن الوسطاء "يبذلون جهوداً لضمان وصول وفدي المفاوضات (حماس وإسرائيل) إلى الدوحة مساء السبت أو الأحد لبدء المفاوضات". تنفيذ بنود الاتفاق بين حماس وإسرائيل وأشار أحد المصدرين، في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، إلى أنه "بناء على التفاهمات عبر الوسطاء، من المفترض أن تبدأ مفاوضات غير مباشرة فور موافقة الطرفين على المقترح" وتوقع أن "تكون المفاوضات معقدة حول آليات تنفيذ بنود المقترح". وأوضح أن المقترح ينص على "تبادل الأسرى والمحتجزين، حيث سيتم الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين أحياء وعدد من الجثث على دفعتين في الأسبوعين الأول والخامس. وذكر مصدر آخر أن حماس "تلقت تطمينات من الوسطاء والجانب الأميركي للأخذ بملاحظاتها والعمل على تحسين الشروط ليكون المقترح مقبولاً فلسطينياً"، لافتاً إلى أن الحركة قدمت ردها بـ"الموافقة على المقترح للبناء عليه". طلبات حماس وكانت "حماس" أرفقت في ردها مجموعة من "الاستيضاحات"، هي عبارة عن مطالب، أبرزها "تحسين آلية المساعدات بضمان إدخال كميات كافية، مستندة إلى اتفاق الهدنة في يناير الماضي، بإدخال ما يتراوح بين 400 إلى 600 شاحنة يومياً عبر منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها دولياً وليس عبر مؤسسة غزة الانسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تسببت بقتل الجيش الإسرائيلي لمئات الفلسطينيين". وشددت الحركة على ضرورة أن تشمل المساعدات المواد الغذائية والدوائية والإغاثية والوقود، وإدخال معدات ثقيلة للدفاع المدني ووزارة الأشغال لإزالة الركام وانتشال الجثث، ومواد ترميم للمستشفيات والمخابز ومحطات المياه والكهرباء والاتصالات، وخياماً مجهزة وبيوتاً متنقلة. ومن بين مطالب حماس التي أرفقتها في ردها، بحسب المصدرين، "ضمان آليات ومواعيد وتحديد المناطق التي سينسحب منها الجيش الإسرائيلي على أن يؤدي الانسحاب التدريجي إلى انسحاب كامل من كافة مناطق القطاع، بما في ذلك محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وهو شريط حدودي بين قطاع غزة ومصر بطول 13 كيلومتراً في رفح، والعودة إلى حدود ما قبل الحرب. وتضمنت مطالب الحركة كذلك التأكيد على ضمان عدم العودة إلى العمليات القتالية "بأي شكل من الأشكال طالما استمرت المفاوضات" ودعم المفاوضات غير المباشرة بحيث تؤدي إلى "وقف دائم وشامل" لإطلاق النار. لجنة الإسناد المجتمعي في غزة ورجح المصدران أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاتفاق يوم الإثنين، "ليكون نافذاً ببدء سريان هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً، وبدء تبادل الأسرى والرهائن، "وفق آلية غياب الطيران الإسرائيلي بمختلف أنواعه، القتالي والاستطلاعي، لفترة يتم تحديدها خلال المفاوضات"، وإدخال المساعدات. وقدمت حماس ضمانات للوسطاء بـ"وقف كافة الأعمال القتالية وتنفيذ الاتفاق بدقة طالما التزمت به إسرائيل"، وأنها ستسلم مهامها إلى "لجنة الإسناد المجتمعي" لإدارة قطاع غزة، وستعمل على إنجاحها في "خدمة شعبنا وعودة الحياة وتقديم الخدمات وضبط الأمن". وكانت حماس أعلنت، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، أنها "جاهزة للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار (المقترح)"، وأبدت فصائل فلسطينية، في بيانات منفصلة، خاصة حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، "الحرص على تنفيذ الاتفاق".

بعد حرب إيران.. كيف تُقيّم موسكو ما تبقى من نفوذها في الشرق الأوسط؟
بعد حرب إيران.. كيف تُقيّم موسكو ما تبقى من نفوذها في الشرق الأوسط؟

الشرق السعودية

timeمنذ 35 دقائق

  • الشرق السعودية

بعد حرب إيران.. كيف تُقيّم موسكو ما تبقى من نفوذها في الشرق الأوسط؟

لم تقتصر آثار الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران على البلدين فقط بل تعدتها إلى المنطقة والعالم بأجمعه، وفي موسكو الحليف المقرب لطهران أثارت الحرب والضربة الأميركية للمنشآت النووية، تساؤلات بشأن العلاقة بين البلدين. وعلى عكس الولايات المتحدة التي لم تتوانَ عن دعم حليفتها إسرائيل والمشاركة في شن هجمات عسكرية، اتخذت روسيا ما يشبه موقف المتفرج بينما كان حلفاؤها في إيران يتلقون الضربة تلو الأخرى. لكن، هناك من يرى أن الكرملين في موقف لا يحسد عليه، إذ فقد الكثير من نفوذه في الشرق الأوسط منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بينما لا يزال غارقاً في مستنقع الحرب الأوكرانية، ومع ذلك ثمّة من يحمّل طهران المسؤولية لأنها عزفت عن بناء تحالف دفاعي مع موسكو. واتفق خبراء روس تحدثوا لـ"الشرق"، على أن رفض طهران القبول بعرض سابق لإقامة منظومة شاملة للدفاع الجوي قدمته موسكو، أدى إلى إضعاف القدرات الإيرانية وكشف أجوائها أمام الطائرات الإسرائيلية والأميركية التي اغتالت قادة عسكريين كبار، وعلماء ذرة، وقصفت منشآت نووية في عدة مناطق. ومع ذلك هناك من يعتقد أن انهيار نظام الأسد في سوريا كان له تأثير أكبر على موسكو، من تداعيات الحرب الإسرائيلية على إيران، في وقت أبدت بعض الجهات الإيرانية عتباً كبيراً على موسكو، بسبب اقتصار موقفها خلال الحرب على إدانة الهجوم الذي بدأته إسرائيل، من دون أن تكون هناك خطوات عملية لدعم إيران. "خيبة روسيّة" في 19 يونيو الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران لا تتضمن تعاوناً عسكرياً"، لافتاً إلى أن طهران لم تبدِ اهتماماً بعرض بلاده أنظمة دفاع جوي. وفي حديث لـ"الشرق"، قال الخبير العسكري الروسي والمستشار السابق لوكالة "تاس" للأنباء، فيكتور ليتوفكين إن بلاده عرضت على طهران، إلى جانب "منظومة دفاع متكاملة الأركان تتألف من عدة خطوط وصعبة الاختراق، القيام أيضاً بإعداد كوادر متخصصة من الإيرانيين وتزويد طهران بالأسلحة والمعدات المختلفة، لكنها رفضت هذا العرض". من جهته، عزا مدير مركز الدراسات الإيرانية في موسكو رجب صفاروف، رفض إيران إلى رغبة قيادتها في فتح "صفحة جديدة من العلاقة مع الغرب، وعدم الرغبة بالتورط مباشرة في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، لأن من شأن أي اتفاقية للدفاع المشترك أن تلزم الأطراف الموقعة بالتصدي لأي عدوان تتعرض له أي منهما". وكان مجلس النواب الروسي (الدوما)، أقر في أبريل الماضي، معاهدة شراكة استراتيجية مدتها 20 عاماً بين روسيا وإيران، تشمل عدة مجالات، من بينها التعاون الدفاعي ومواجهة التهديدات العسكرية والأمنية و"مكافحة الإرهاب"، إضافة إلى التعاون في قطاعات الطاقة، والمالية، والنقل، والصناعة، والزراعة، والثقافة، والعلوم والتكنولوجيا. ورأى صفاروف أن إيران أرادت استثمار هذا العرض الروسي من أجل" التلويح به" أمام واشنطن بشكل خاص والغرب بشكل عام، لكي تعكس "رغبتها في تحسين صورتها في عيون العواصم الغربية". واعتبر أن طهران "أخطأت من خلال رفضها للعرض الروسي، بينما تقوم حالياً بعملية مراجعة شاملة للعلاقة مع الدول الأخرى بما في ذلك مع روسيا"، ولم يستبعد أن تعمد إلى تطوير علاقاتها بشكل أعمق في المجالات العسكرية مع روسيا وخاصة في مجال الدفاع الجوي. في المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي الإيراني حسين رويران أن بلاده "دولة أيديولوجية وإسلامية، ومن الطبيعي ألا تلتقي بالكامل مع روسيا والصين، هذا أولاً، وثانياً، لا يزال شعار (لا شرقية ولا غربية) مرفوعٌ على بوابة وزارة الخارجية في طهران، بمعنى أن لا يرتهن الموقف الإيراني لأي طرف، لا في الشرق ولا في الغرب"، موضحاً أن التعاون موجود مع روسيا والكثير من الدول، ومن الطبيعي أن نلجأ إلى هذه الدول، في ظل الحصار الأميركي علينا، لكن من دون أن نرتهن لأي طرف". ورغم تحميل إيران مسؤولية رفضها إقامة نظام دفاع جوي، وتوقيع معاهدة دفاع مشترك، إلا أن صفاروف، مقتنع بأن الموقف الروسي المُعلن بإدانة "العدوان الإسرائيلي والذي أيد بقوة الموقف الإيراني في مجلس الأمن الدولي سيساهم في تعميق العلاقات الروسية - الإيرانية"، مشيراً إلى أن موسكو انطلقت في موقفها الداعم لإيران من "حقيقة أن العدوان الإسرائيلي يُشكل انتهاكاً فظاً للقانون الدولي". واعتبر أن "الدعم المعنوي القوي من قبل روسيا شكّل دعامة لإيران في التصدي للعدوان الإسرائيلي والرد على هذا العدوان". هل أخفقت إسرائيل؟ رأى صفاروف أن إسرائيل "فشلت في تحقيق الأهداف التي وضعتها لحربها على إيران"، والتي تتمثل في "القضاء على البرنامج النووي الإيراني، وتدمير قدراتها الصاروخية، وأخيراً تغيير النظام السياسي" في طهران، ويتفق معه في ذلك رويران. فيما قال صفاروف إن "إيران لم تستخدم أكثر من 5% من مخزون القدرات الصاروخية في الرد على العدوان الإسرائيلي". بدوره، أكد الكاتب الإيراني حسين رويران أن بلاده "حققت نصراً عسكرياً من دون روسيا والصين". وقال: "النظام أصبح أكثر تحصيناً بسبب الدعم الجماهيري، والبرنامج الصاروخي ضرب إسرائيل في العمق، أما البرنامج النووي، فهم أنفسهم (إسرائيل وأميركا) يُشككون في ما إذا تمكّنوا من تدميره.. وبالتالي، عندما لا يحققون أهدافهم من الحرب، فهل يكونوا الطرف المنتصر؟ طبعاً لا". من جانبه، شدّد صفاروف على أن الاستقرار السياسي في طهران "يُشكل أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا التي تريد أن ترى إيران دولة مستقرة لأنها دولة لديها معها اتصال عبر بحر قزوين، وهناك مصالح مشتركة متعددة بينهما". وتابع: "وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه في خضم الحرب مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الهجوم الإسرائيلي على إيران بأنه عدوان غير مبرر، مؤكداً دعم طهران في ممارسة حقوقها باستثمار الطاقة النووية السلمية". معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وفي حديثه لـ"الشرق"، توقّع رجب صفاروف أن تنسحب طهران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT). وكان الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، أعلن المصادقة على قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية. ويأتي ذلك بعدما أقر مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، مشروع القانون، الأربعاء، على اعتبار أن تقرير المدير العام للوكالة، والذي انتقد فيه أنشطة إيران النووية، "مهد الطريق للهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآت إيران النووية". وعن استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي مع الولايات المتحدة، رأى رويران، أن الولايات المتحدة "غدرت بطاولة الحوار، ومن الصعب أن تعود إيران إليها"، وبالتالي تطالب الأخيرة بطاولة حوار أخرى حول البرنامج النووي تشارك فيها بعض القوى الدولية، الموقِعة على الاتفاق النووي مثل روسيا وبعض الدول الأوروبية"، مؤكداً أن بلاده مصرة على حل موضوع البرنامج النووي عبر الحوار، لكن من خلال مفاوضات متعددة الأطراف. وأشار صفاروف إلى أن غالبية الدوائر الإيرانية السياسية والعسكرية باتت على قناعة بأن السلاح النووي "هو السبيل الوحيد لحماية سيادة إيران وأراضيها في مواجهة قانون الغاب، الذي تسوقه إسرائيل وواشنطن في مجال العلاقات الدولية". "عتاب إيراني" وفي تعليقه على وجود عتاب إيراني على روسيا خلال الحرب الأخيرة، قال رويران: "قد يكون هناك عتاب في الإعلام، باعتبار أن إسرائيل حصلت على أكبر دعم ممكن، ليست فقط من الولايات المتحدة، بل حتى من دول الترويكا الأوروبية، والتي دعمت العدوان (على إيران)، في حين لم نرَ من روسيا شيئاً يُذكر في المقابل تجاه إيران". لكنه في الوقت نفسه رأى في حديثه لـ"الشرق"، أن "الدعم الروسي قد لا يكون ظاهرياً"، مشيراً إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين قال إن علاقات بلاده مع إيران "ليست استعراضية، وأن هناك أشياء كثيرة تُنجز بعيداً عن الإعلام". وأعرب رويران عن اعتقاده بأن إرسال إيران وزير دفاعها عزيز نصير زاده إلى روسيا والصين "الهدف منه سد ثغرتين، الأولى، مطالبة روسيا بتعجيل تزويدها بمنظومة (S-400) للدفاع الجوي، والثانية، مطالبة الصين بتزويدها بمقاتلات (J-35) من الجيل الخامس، لتعزيز القوة الجوية الإيرانية"، مؤكداً أن تلبية هذين المطلبين الإيرانيين سترفع مستوى التعاون مع الجهتين. وعن تحميل إيران مسؤولية رفض توقيع اتفاقية تعاون دفاعي مع روسيا، قال رويران: "صحيح أن معاهدة اتفاقية التعاون الاستراتيجي لا تشمل جانباً عسكرياً، لكن إيران سبق وأن اشترت منظومة (S-400) من روسيا، وطالبت بتسليمها قبل الموعد. وهذا لا يعني أن تأتي روسيا وتدافع عن إيران". ومع ذلك استبعد أن تكون روسيا قد ماطلت في التسليم عمداً. وأشار الكاتب والمحلل السياسي الإيراني إلى وجود تعاون سياسي واقتصادي ومالي رغم عدم وجود اتفاقية دفاع مشترك، إلا أن "إيران ساعدت روسيا في حربها ضد أوكرانيا وزودتها بطائرات مسيّرة، ولذلك فإن التوقع (أن تساعد روسيا إيران) في محله، وعندما تطالب إيران موسكو وبكين بالسلاح الهدف هو أن تدافع عن نفسها، وليس أن تدافع عنها الدول الأخرى". الدور الروسي في الشرق الأوسط الخبير العسكري الروسي فيكتور ليتوفكين، رأى في حديث لـ"الشرق"، أن موقف بلاده من الحرب بين إسرائيل وإيران لن يؤدي إلى إضعاف دورها في منطقة الشرق الأوسط"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "دول المنطقة باتت تفهم بشكل أعمق الدور الذي تلعبه واشنطن وتل أبيب في إثارة التوترات وإشعال الحروب". وأعرب ليتوفكين عن اعتقاده بوجوب أن تُحدد دول المنطقة، بما في ذلك إيران "موقفها مما إذا كانت بحاجة إلى الدور الروسي في ضمان الاستقرار أم لا"، لكنه أضاف في الوقت نفسه أن "العلاقات الروسية الإسرائيلية لن تتأثر بالموقف الأخير، الذي أدان الحرب ضد إيران"، موضحاً أن إسرائيل تقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا وأن روسيا على علم بذلك، إلا أن "موسكو وتل أبيب تعلمان أنهما بحاجة إلى بعضمهما البعض، وعلى هذا الأساس تقوم علاقتهما". ويتفق مع هذا التحليل مسؤول ملف الشرق الاوسط بالمجلس الروسي للعلاقات الدولية، إيفان بوتشاروف، الذي استبعد أن تتأثر العلاقات الروسية الإسرائيلية سلباً، مشيراً إلى أن تل أبيب "كانت تتوقع ردة الفعل الروسية (التقليدية) المنددة بالممارسات الإسرائيلية. كما أن موسكو لم تقدم مساعدة عسكرية لإيران". وفي حديث لـ"الشرق"، أعرب بوتشاروف عن قناعته بأن الموقف الروسي حيال الأحداث الأخيرة المتعلقة بإيران لن يؤثر على علاقات موسكو مع دول المنطق. وتابع: "روسيا لم تكن ملزمة بتقديم مساعدة عسكرية لطهران وفقاً للمعاهدة الاستراتيجية التي وقعها البلدان في بداية العام الجاري، رغم أن البعض كان يتوقع تقديم مثل هذه المساعدة". واستبعد بوتشاروف أن تؤدي حرب الـ12 يوماً الأخيرة إلى تطوير العلاقات العسكرية بين روسيا وإيران، وذلك، بحسب رأيه، لأسباب عديدة أبرزها أن البلدين مهتمين حالياً بتعبئة قدراتهما العسكرية، إذ تركز روسيا اهتمامها على النزاع مع أوكرانيا، بينما إيران مشغولة بالعمل على ضمان أمنها، وإعادة ترتيب اهتماماتها الإقليمية وتركيز الجهود لتطوير قدراتها العسكرية الذاتية". "تأثير انهيار نظام الأسد أكبر من الحرب على إيران" وفي رده على سؤال بشأن حقيقة تراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، قال بوتشاروف إن علاقة بلاده بالمنطقة "تتسم بطابع شامل"، موضحاً أن "التطورات التي شهدتها سوريا في الآونة الاخيرة تركت تأثيراً على وضع روسيا في المنطقة بشكل أكبر من الحرب الإيرانية- الإسرائيلية". وأشار الخبير الروسي إلى أن "روسيا تواجدت سياسياً وعسكرياً في سوريا لسنوات عديدة، حاولت خلالها الحفاظ على التوازن في علاقاتها مع الأطراف المعنية بالأزمة السورية، وهي تعمل حالياً على تنظيم العلاقة مع القيادة الجديدة في دمشق بشكل يحفظ المصالح الروسية في المنطقة". وأضاف: "لدى موسكو استراتيجية تتمثل في العمل على تحويل الخصوم إلى أصدقاء، بغض النظر عن الخلافات السياسية، عن طريق تغيير الخطاب السياسي وتفعيل المعاول الديبلوماسية للتواصل مع النظام الجديد في دمشق، حتى وإن كان لا يحمل الود لروسيا. وذلك ينطبق على أي بلد آخر". واستشهد بوتشاروف بالعلاقات مع مصر خلال عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وتابع: "أقامت موسكو آنذاك علاقات براغماتية بناءة مع حكومة مرسي على الرغم من الخلافات مع حركة الإخوان المسلمين، المحظورة على الأراضي الروسية، وكذلك كان الحال مع حركة طالبان، التي تولت مهام السلطة في كابول، وسارعت روسيا إلى إقامة علاقات متوازنة معها". وذكّر بوتشاروف أن روسيا عملت قبل أيام من سقوط نظام الأسد على تغيير سياستها في سوريا، مشيراً إلى "توقف القوات الجوية الروسية عن قصف الأهداف التابعة لهيئة تحرير الشام، والبدء بإقامة حوار مع السلطات الجديدة في دمشق في محاولة للحفاظ على القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وفتح المجال أمام إقامة تعاون متعدد الجوانب مع دمشق". ولفت إلى عزم القيادة الروسية على دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة في القمة الروسية العربية المرتقبة في روسيا خلال أكتوبر المقبل، والعمل على بناء علاقات بناءة مع سوريا في ظل القيادة الجديدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store