
تصريحات أمير الكويت تُعيد الجدل حول مستقبل البرلمان
بعد ما يقارب عامًا من تعليق بعض مواد الدستور، لا يزال مستقبل الحياة البرلمانية في الكويت محل جدل واسع، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لأمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، التي أكد فيها أن البرلمان سيعود 'بثوب جديد' في الوقت المناسب، دون تقديم تفاصيل واضحة حول طبيعة هذه العودة أو توقيتها.
إجراءات إصلاحية وتأثيراتها
أكدت القيادة السياسية أن تعليق بعض مواد الدستور كان إجراءً مؤقتًا لمعالجة اختلالات في الممارسة الديمقراطية، إذ تسعى الحكومة لتنفيذ إصلاحات إدارية واقتصادية تهدف إلى تعزيز الاستقرار وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة. ومنذ تعليق البرلمان، عملت الحكومة على تعديل قوانين الاستثمار والضرائب، وتحسين كفاءة العمل الإداري، وتحديث آليات الرقابة المالية ضمن رؤية 'كويت 3035″، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
تصريحات الأمير وتداعياتها
في خطابه الأخير بمناسبة العشر الأواخر من رمضان 2025، شدد أمير الكويت على أن تعليق بعض مواد الدستور كان ضرورة لمواجهة ما وصفه بـ'مرض عضال' أصاب الممارسة الديمقراطية، مؤكدًا أن العودة للحياة البرلمانية ستحدث في الوقت المناسب. كما حذّر الأمير من 'الأصوات الشاذة' التي تحاول إثارة الفتنة، داعيًا إلى الوحدة الوطنية.
وكان القرار الذي أُعلن عنه في 10 مايو 2024 قد شمل تعليق مواد دستورية أساسية، مما منح السلطة التنفيذية صلاحيات واسعة لإدارة شؤون الدولة دون رقابة برلمانية، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية.
خيارات المرحلة المقبلة
مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لتعليق بعض مواد الدستور، تزداد التكهنات حول مستقبل الديمقراطية في الكويت، وسط عدة سيناريوهات محتملة، من بينها:
إعادة العمل بالدستور تدريجيًا مع تعديلات لضمان استقرار العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
إجراء انتخابات نيابية وفق قوانين جديدة تنظم العملية السياسية بشكل مختلف عن السابق.
تمديد فترة تعليق بعض مواد الدستور إذا رأت القيادة السياسية أن البلاد لا تزال بحاجة لمزيد من الوقت قبل عودة البرلمان.
إصلاحات لتعزيز الاستقرار
يرى الباحث السياسي الكويتي عايد المناع أن الكويت قد تشهد عودة الحياة النيابية بعد انتهاء الفترة المحددة للإصلاحات، مشيرًا إلى أن الأمير شدد على التزامه بالنهج الديمقراطي. وأوضح المناع أن من بين أبرز الملفات المطروحة ملف الجنسية الكويتية، الذي شهد تجاوزات سابقة، حيث قامت الحكومة بسحب وإسقاط الجنسية عن عدد من الأفراد بسبب حصولهم عليها بطرق غير قانونية.
في ظل هذه التطورات، تبقى عودة الحياة البرلمانية في الكويت مرهونة بنتائج الإصلاحات الجارية، ومدى نجاحها في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، ما يجعل المرحلة القادمة محط أنظار الداخل والخارج، في انتظار رؤية واضحة لمستقبل الديمقراطية في البلاد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 2 أيام
- الرأي
21 مايو الذكرى العاشرة لرحيل المرحوم جاسم الخرافي
أبدأ وأنهي كلمتي بوصفه ليناً بالشدة، قوياً بالرخاء، حريصاً وقت الحاجة. هذا هو جاسم الخرافي الذي عرفه الجميع. سأترك سرد خصاله كما رآها بعض محبيه بمختصر وبترتيب أبجدي: • فقدنا حكيماً مخلصاً ترك ميراثاً كبيراً من محبة الناس واحترامهم وتقديرهم لعطائه وجهوده الوطنية المخلصة التي ستظل خالدة في تاريخ الكويت. - صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح • أعطى من وقته وراحته كي يحافظ على الفعل الحضاري للشخصية الكويتية. - أحمد الجار الله • عطاءاته ستظل محفورة وخالدة في أذهان ووجدان الشعب الكويتي. - الدكتور الشيخ أحمد الناصر • لم أعرفه كما عرفه غيري، ولكنني عرفت فيه ابتسامته الدائمة وحبه لوطنه. - إقبال الأحمد • نعم.... رحلت ومازلت في قلوبنا... فهذه والدتي الرؤوم هي امتداد لمدرستك العظيمة. - أنور جاسم الخرافي • رحمة الله عليك يا من كانت الوطنية مذهبك والوسطية دينك والاعتدال رأيك. - جاسم مرزوق بودي • لقد ضرب أبو عبدالمحسن أروع الأمثلة في قيم وفنون التعامل مع الناس بمختلف المشارب. - جمال الكندري • إنه تاريخ إنسان مسور بتاريخ بلد... عاصر الكبار وعلم الشباب بنى ومنح أعطى وبذل. - الدكتور جمال حسين • ظل طوال حياته شامخاً بتواضعه وكبيراً ببساطته وقريباً من الناس بابتسامته التلقائية. - الشيخ حمد جابر العلي • يجسد الحكمة والرزانة وعشق الكويت صمام أمان ينتقد برقي، ويوجه برفق، ويحذر بحكمة. - خليفة مساعد الخرافي • ذكراه العطرة كبيرة في قلوبنا وفعله الخير عظيم في نفوسنا وأياديه البيضاء في دعم العمل الاجتماعي والإنساني. - رحاب بورسلي • كان فعلاً رجلاً فذاً سبق عصره، ورسمت له الأقدار أن يكون في أتون معارك الوطن. - الدكتور عبدالرحمن عبدالله العوضي • الإنسان الرائع يوزع الحب في كل مكان تلك هي طبيعته. - طلال السعيد • جبلاً من التفاؤل والصلابة والصدق... أراه جبلاً قوياً محباً لوطنه. - عبدالله غازي المضف • العم جاسم ترك إرثاً كبيراً من العطاء سيظل راسخاً في أذهان أبناء الكويت. - عبدالعزيز المرزوق • جاسم الإنسان في تعامله السياسي الراقي حتى مع خصومه السياسيين يراعي معهم الأصول، والثوابت. - الدكتور عبدالمحسن الجار الله الخرافي • إن الخرافي لم يكن يُكنُّ ضغينة ولم يحرك لؤماً. - عدنان عبدالصمد • رحيله لا يعني غيابه، فما غاب أبداً من ترك عملاً صالحاً وابناً باراً يدعو له ويواصل مسيرته الإنسانية قبل السياسية. - فهد عبدالرحمن المعجل • لم يكن الخرافي رجل سياسة ناجحاً فحسب بل إنساناً ذا حس وطني وقومي. - فيصل الشايع • لم تعرف أطباعك الكراهية، ولم تحمل نفسك الطاهرة الضغينة لأحد حتى مع خصومك. - لؤي جاسم الخرافي • الفقيد أرسى قواعد العلاقات متميزة بين الدول العربية والإسلامية من أجل تعزيز التعاون. - الشيخ مبارك الدعيج • أبا عبدالمحسن الغالي وداعاً يقول القلب من غير ارتجاف صنعت المجد مجتهداً مجداً ورب الكون كان لك المكافي - الدكتور مانع سعيد العتيبة • ركن أساسي من أركان الدولة، أثر فيها وتأثرت به، حيث كان من أكثر الأشخاص حضوراً. - مشاري جاسم العنجري • أن تجمع بين حسم الرجل الكبير وحنان الأب العطوف، وبين قدرتك على الحزم والضبط والربط، وبين تلك الابتسامة الصادقة التي لم تكن تفارق محياك. - مرزوق الغانم • كان له حضور في كل موقف أو منعطف يلم بالوطن، شارك حين رأى المشاركة واجبة، وانسحب من المشهد السياسي حين أدرك تحول الأمور. - الدكتورة موضي عبدالعزيز الحمود • إن وفاة رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي خسارة للبنان، كما للكويت والأمة العربية. - رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري • يا غائباً بعد أن عمت فضائله... بين الأنام وفيها النور والوهج - الدكتور يعقوب يوسف الغنيم • اختلف ولم يخاصم. ولم يتجاوز يوماً من اختلافه. - يوسف عبدالحميد الجاسم


الوطن الخليجية
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- الوطن الخليجية
تصريحات أمير الكويت تُعيد الجدل حول مستقبل البرلمان
بعد ما يقارب عامًا من تعليق بعض مواد الدستور، لا يزال مستقبل الحياة البرلمانية في الكويت محل جدل واسع، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لأمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، التي أكد فيها أن البرلمان سيعود 'بثوب جديد' في الوقت المناسب، دون تقديم تفاصيل واضحة حول طبيعة هذه العودة أو توقيتها. إجراءات إصلاحية وتأثيراتها أكدت القيادة السياسية أن تعليق بعض مواد الدستور كان إجراءً مؤقتًا لمعالجة اختلالات في الممارسة الديمقراطية، إذ تسعى الحكومة لتنفيذ إصلاحات إدارية واقتصادية تهدف إلى تعزيز الاستقرار وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة. ومنذ تعليق البرلمان، عملت الحكومة على تعديل قوانين الاستثمار والضرائب، وتحسين كفاءة العمل الإداري، وتحديث آليات الرقابة المالية ضمن رؤية 'كويت 3035″، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. تصريحات الأمير وتداعياتها في خطابه الأخير بمناسبة العشر الأواخر من رمضان 2025، شدد أمير الكويت على أن تعليق بعض مواد الدستور كان ضرورة لمواجهة ما وصفه بـ'مرض عضال' أصاب الممارسة الديمقراطية، مؤكدًا أن العودة للحياة البرلمانية ستحدث في الوقت المناسب. كما حذّر الأمير من 'الأصوات الشاذة' التي تحاول إثارة الفتنة، داعيًا إلى الوحدة الوطنية. وكان القرار الذي أُعلن عنه في 10 مايو 2024 قد شمل تعليق مواد دستورية أساسية، مما منح السلطة التنفيذية صلاحيات واسعة لإدارة شؤون الدولة دون رقابة برلمانية، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية. خيارات المرحلة المقبلة مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لتعليق بعض مواد الدستور، تزداد التكهنات حول مستقبل الديمقراطية في الكويت، وسط عدة سيناريوهات محتملة، من بينها: إعادة العمل بالدستور تدريجيًا مع تعديلات لضمان استقرار العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. إجراء انتخابات نيابية وفق قوانين جديدة تنظم العملية السياسية بشكل مختلف عن السابق. تمديد فترة تعليق بعض مواد الدستور إذا رأت القيادة السياسية أن البلاد لا تزال بحاجة لمزيد من الوقت قبل عودة البرلمان. إصلاحات لتعزيز الاستقرار يرى الباحث السياسي الكويتي عايد المناع أن الكويت قد تشهد عودة الحياة النيابية بعد انتهاء الفترة المحددة للإصلاحات، مشيرًا إلى أن الأمير شدد على التزامه بالنهج الديمقراطي. وأوضح المناع أن من بين أبرز الملفات المطروحة ملف الجنسية الكويتية، الذي شهد تجاوزات سابقة، حيث قامت الحكومة بسحب وإسقاط الجنسية عن عدد من الأفراد بسبب حصولهم عليها بطرق غير قانونية. في ظل هذه التطورات، تبقى عودة الحياة البرلمانية في الكويت مرهونة بنتائج الإصلاحات الجارية، ومدى نجاحها في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، ما يجعل المرحلة القادمة محط أنظار الداخل والخارج، في انتظار رؤية واضحة لمستقبل الديمقراطية في البلاد.


الجريدة
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- الجريدة
الاقتصاد السياسي أسلوب البيت الأبيض
مازالت الولايات المتحدة ومنذ مئة عام تحافظ على المركز الأول ضمن قائمة صندوق النقد الدولي للاقتصاد العالمي، حيث بلغت حصتها للعام الحالي ثلث الإنتاج العالمي بقيمة تجاوزت 30 تريليون دولار من 115 تريليوناً، إلا أن الإدارة الأميركية الحالية من أجل تعزيز صدارتها أو لأنها تتخوف من منافسة جمهورية الصين على موقع الصدارة، تلجأ إلى استخدام مفهوم الاقتصاد السياسي مع الجميع. في ظل العولمة واحتمالية تعدد الأقطاب الاقتصادية أخذت الإدارة الحالية للبيت الأبيض على عاتقها تفعيل دور الاقتصاد السياسي للسيطرة على الأسواق العالمية مما يتطلب فهماً أفضل لدور السياسات القائمة على عدم المساواة الاقتصادية، وتأثير التكنولوجيا على سوق العمل، ودور المؤسسات المالية العالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في تشكيل السياسات الاقتصادية للدول. هذا المفهوم يقودنا إلى أن العالم مازال يقع تحت تأثير القطب الواحد وأن الدولار الأميركي هو الذي يتحكم بالاقتصاد العالمي رغم كل المحاولات التي تقوم بها بعض الدول للتخلص من الهيمنة الاقتصادية الأميركية، لذلك لا غرابة فيما يفعله الرئيس ترامب وإدارته من ابتزاز على المكشوف. تصريح وزير تجارة البيت الأبيض تجاه دولة الكويت هذه المرة لم يكن الأول ولن يكون الأخير، فالرئيس ترامب يقوم بذات الأفعال مع العديد من الدول الصديقة، إلا أن مطالبته هذه المرة دولة الكويت بدفع ثمن تحريرها رغم مرور أكثر من 35 سنة بمبلغ 100 مليار دولار المغالط للحقيقة، تدعونا جميعاً للتوقف عند تلك التصريحات. الإدارة الأميركية الحالية تتعامل مع العالم، باستثناء الكيان الصهيوني، بأسلوب «الفتوة» بمعنى أن على الدول التي تتعامل مع الولايات المتحدة الأميركية الدفع مقابل الحصول على دعمها دون أن تدرك عواقب ذلك على الشعوب الصديقة، ودون أن تعي أن السياسة التي تتبعها قد تصبح أداة هدم سيكون ارتدادها عكسيا على مفهوم استدامة اقتصادات العالم، والاقتصاد الأميركي بالتحديد. نرجع إلى تصريح وزير التجارة الأميركي ومطالبته دول الكويت بدفع 100 مليار دولار للولايات المتحدة ثمن مشاركتها في التحرير، وهل هذا المطلب جاد أو أنه نوع من المناورات الاقتصادية والابتزاز السياسي الذي تسعى به البيت الأبيض بإدخال هذا المبلغ للخزينة الأميركية؟ وللإجابة على هذا المطالبة، هناك مجموعة من الحقائق والاتفاقيات التي يستطيع الجانب الكويتي تفنيدها، أما عن بقية التفاصيل الخاصة بعلاقة دولة الكويت مع الولايات المتحدة فهي أكبر من أن يهزها تصريح من أي مسؤول أميركي مهما كانت وظيفيته، فكما ذكرت فإن الرئيس ترامب رجل براغماتي يتعامل وفق الظروف، ولأنه يدرك أن الجبهة الداخلية للكويت متماسكة فهو يعي أن لغة الابتزاز ستفضي للا شيء. في الختام، كلنا ثقة بربان سفينتنا سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الصباح حفظه الله، الذي يملك رصيداً وخبرة طويلة في مجال الدبلوماسية لقيادة الكويت وشعبها إلى بر الأمان والاستقرار. ودمتم سالمين