
آلاف الشاحنات عالقة خارج غزة وإسرائيل تواصل حرب التجويع على الفلسطينيين
وكالة المخا الإخبارية
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، الجمعة، أن الأمم المتحدة لديها قرابة 6 آلاف شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية عالقة خارج غزة تنتظر الحصول على الموافقة لدخول القطاع يعيش سكانه "جوعاً جماعياً".
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني في منشور عبر منصة "إكس" "الأونروا لديها 6 آلاف شاحنة محمّلة بالمساعدات عالقة خارج غزة وتنتظر الضوء الأخضر للدخول"، مشددا على ضرورة إيصال المساعدات عبر الطرق البرية بدلاً من إسقاطها جواً.
وأوضح أن "إسقاط المساعدات جوا يكلّف على الأقل مئة مرة أكثر من تكلفة الشاحنات"، مشيراً إلى أن الشاحنات "تنقل مساعدات بحجم يعادل ضعفي الكمية التي تنقلها الطائرات".
وأضاف "إذا توفرت الإرادة السياسية للسماح بإسقاط المساعدات جوا، رغم أنها مكلفة للغاية وغير كافية وغير فعالة، فمن المفترض أن تكون هناك إرادة سياسية مماثلة لفتح المعابر البرية"، من دون أن يذكر إسرائيل التي تسيطر على مداخل غزة.
ودخل إلى القطاع في الأيام الأخيرة ما بين 100 و200 شاحنة يومياً، بحسب "كوغات" (مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية)، في حين ترى الأمم المتحدة أن الحاجة الفعلية هي 500 شاحنة يومياً على الأقل.
ومنذ 19 مايو/أيار، وصلت 260 شاحنة فقط إلى وجهتها من أصل 2010 شاحنات أُرسلت إلى غزة، بينما اعتُرضت 1753 شاحنة، "إما من قبل مدنيين يعانون من الجوع أو من قبل مجموعات مسلحة"، وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع.
ويتكوف في قطاع غزة
زار المبعوث الأمريكي الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، مركز توزيع مساعدات تابعاً لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في جنوب قطاع غزة.
ويبدو أن الزيارة تعكس شعوراً متزايداً في البيت الأبيض بضرورة أن تبذل الولايات المتحدة المزيد من الجهود لمعالجة أزمة نقص المساعدات والغذاء في غزة.
ونُشرت لقطات فيديو - لم يتسنَّ التحقق من صحتها - هذا الصباح على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر موكب سيارات داخل ما يبدو أنه موقع توزيع تابع لمؤسسة غزة الإنسانية في منطقة رفح جنوب غزة.
ترامب يصف الوضع في غزة بالمروّع
ولا تزال طريقة التوزيع العسكرية التي تتبعها مؤسسة غزة الإنسانية تثير غضباً دولياً، مع ورود تقارير شبه يومية عن إطلاق نار مميت من قبل القوات الإسرائيلية بالقرب من مواقعها، وفي الغالب تنفي إسرائيل ذلك وتقول إن قواتها تطلق "طلقات تحذيرية" على من تصفهم بـ"مجموعات مشتبه بهم".
وقال هاكابي على موقع إكس إنه شارك في زيارة مع ويتكوف إلى غزة لــ"معرفة الحقيقة حول مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة"، مشيراً إلى أنهما تحدثا إلى أفراد من الجيش الإسرائيلي وسكان من غزة، وقال إن مؤسسة غزة "تقدم أكثر من مليون وجبة يومياً، وهو إنجازٌ مذهل".
وفي وقت سابق، وصف عزّت الرشق، رئيس المكتب الإعلامي لحركة حماس، زيارة ويتكوف إلى غزة بأنها "عرض دعائي لاحتواء الغضب المتزايد من الشراكة الأمريكية-الإسرائيلية في تجويع شعبنا في القطاع"، مجدِداً انتقاد الحركة لمؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير نُشر الجمعة إن القوات الإسرائيلية أقامت نظاماً "عسكرياً معيباً" لتوزيع المساعدات في غزة، مما حوّل العملية إلى "حمام دم" و"مصيدة للموت".
وجاء في التقرير إن "عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب".
وأضافت المنظمة "الوضع الإنساني الكارثي (في غزة) هو نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل التجويع سلاح حرب - وهو جريمة حرب - فضلاً عن عرقلتها المتعمدة والمستمرة لدخول المساعدات الإنسانية وتأمين الخدمات الأساسية".
في تعليق تلقته وكالة فرانس برس، رفض الجيش الإسرائيلي هذه الاتهامات مؤكداً أن حماس "منظمة إرهابية وحشية تجوّع المدنيين وتعرّضهم للخطر لابقاء سيطرتها على قطاع غزة". وأضاف أن حماس "تبذل قصارى جهدها لمنع نجاح توزيع الغذاء في غزة".
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن "ما لا يقل عن 859 فلسطينياً قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء بالقرب من هذه المراكز التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية بين 27 مايو/أيار و31 يوليو/تموز، معظمهم قتلهم الجيش الإسرائيلي وفقاً للأمم المتحدة".
في حصيلة محدثة، أعلن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الجمعة أن 1373 فلسطينيا قُتلوا، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم المساعدات في قطاع غزة منذ 27 مايو/أيار، "أثناء البحث عن طعام".
وتقول منظمات إغاثة دولية إن "جوعاً جماعياً" ينتشر الآن بين سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة مع نفاد المخزونات بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات للقطاع في مارس/آذار، قبل أن تفتح المجال لدخولها وفق قيود جديدة في مايو/أيار، ثم نهاية الشهر الماضي.
زيارة "تفتقر لأي مضمون"
وأثارت زيارة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى غزة انتقادات واسعة من الفلسطينيين في القطاع، الذين يتهمون واشنطن بمحاولة التنصّل من الكارثة الإنسانية المستمرة.
ورصد مراسل بي بي سي رشدي أبو عوف آراء عدد من سكان غزة، إذ يقول بعضهم إن الزيارة تفتقر إلى أي مضمون حقيقي وتخدم محاولات صرف الانتباه عن الغضب المتزايد إزاء الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية والحصار المستمر على القطاع.
إذ يقول لؤي محمود ، أحد سكان غزة: "لن يرى ستيف ويتكوف الجوع، بل سيرى فقط الرواية التي تريد إسرائيل أن يراها".
ويضيف: "هذه الزيارة مجرد خدعة إعلامية فارغة، وليست مهمة إنسانية. لن يقدم أي حلول، بل مجرد حجج واهية تهدف إلى تلميع صورة إدارة متواطئة في معاناتنا".
يتفاعل المشيعون خلال جنازة الفلسطينيين الذين قُتلوا بنيران إسرائيلية أثناء محاولتهم الحصول على المساعدة يوم الخميس، والذين قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية ليلية على الخيام، وفقًا للمسعفين، في مستشفى ناصر في
ويعتقد محمود، مثل كثيرين في غزة، أن الجهود الدبلوماسية الأمريكية لم تفعل الكثير لتخفيف الأزمة، ويلقي باللوم على البيت الأبيض في تمكين إسرائيل من الاستمرار فيما تقوم به دون أي مساءلة حقيقية.
ويقول عامر خيرت وهو أب لطفلين من مدينة غزة، إن "ما تحتاجه غزة ليس مبعوثاً جديداً مع فريق صحفي. نحن بحاجة إلى رفع الحصار، ووقف القصف، ووقف الدعم الأمريكي المطلق لهذه الحرب".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر الفلسطينيون عن آراء مماثلة، إذ كتب عبد الرحمن زوغرة على فيسبوك: "إذن، هل جاء ويتكوف لزيارة مواقع المساعدات لتبرير سياستهم الفاشلة؟، تعالَ وانظر بنفسك يا سيدي، هذه مشاهد واقعية. نعم، نتفق معك، لا نريد أن تسيطر حماس على المساعدات، ولكننا أيضا لا نريد أن نموت في انتظارها".
ووجه أحد النازحين من غزة، أبو أسامة أبو رحمة ، نداءً مباشراً إلى المبعوث الأمريكي، وكتب على فيسبوك: "تجوّل في الأحياء المدمرة. انظر إلى الحوامل، وكبار السن، والمرضى، والأطفال بلا طعام، ولا دواء، ولا حليب. انظر إلى الأسواق، التي يسيطر عليها الآن الاستغلاليون وتجار الأزمات، مستغلين العائلات اليائسة".
حماس: مستعدون للتفاوض إذا توفرت المواد الغذائية
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن إسرائيل قدمت مقترحاً جديداً إلى الوسطاء وسط تعثّر مفاوضات وقف إطلاق النار.
من جانبها، قالت حركة حماس إنها مستعدة "للاستئناف الفوري للمفاوضات" بشأن وقف إطلاق النار في غزة فور انتهاء الأزمة الإنسانية.
وفي بيان نُشر على تلغرام أمس، قالت الحركة إن "استمرار المفاوضات في ظل الجوع، يجعلها بلا معنى وعديمة الجدوى".
وفي وقت سابق من اليوم ذاته، قالت حماس إنها مستعدة لحلّ قضية الرهائن في إطار اتفاق يشمل وقف إطلاق النار، وانسحاباً إسرائيلياً كاملاً من القطاع، وفتح المعابر، والبدء الفوري في إعادة الإعمار.
ونشرَت وزارة الخارجية المصرية أمس منشوراً معلوماتياً (إنفوغراف) عبر صفحتها على فيسبوك، يتضمن عشرة "مزاعم" بشأن معبر رفح وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأكّدت الخارجية المصرية في المنشور أن القاهرة لم تُغلق المعبر من جهتها، وسلّطت الضوء على جهودها لإيصال المساعدات إلى غزة.
وكانت القاهرة قد تحدثت مؤخراً عن "حملات خبيثة" تهدف إلى تقويض دعمها للفلسطينيين.
كما ردّ كبار المسؤولين المصريين على تصريحات لحركة حماس انتقدت دور مصر في إيصال المساعدات إلى القطاع.
"إنتهاء عملية عربات جدعون"
ميدانياً، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية صباح اليوم بانتهاء عملية "عربات جدعون"، وهي عملية عسكرية بدأت في مايو/أيار الماضي بهدف السيطرة على أراضٍ في غزة حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي حينها.
وبحسب موقع "واي نت" الإخباري، فإن الجيش الإسرائيلي أنهى فعلياً عملية "عربة جدعون"، موضحاً "أن الجيش ألحق الهزيمة بثلاثة ألوية تابعة لحماس كانت محددة كأهداف في كل من رفح وخان يونس وشمال قطاع غزة". وأضاف الموقع أن هناك لواءين آخرين لا يزالان في مدينة غزة ووسط القطاع.
وأشار التقرير إلى أن الجيش بدأ بتقليص قواته داخل غزة، وإعداد خطط لاستمرار الحرب.
سرايا القدس تنشر فيديو لرهينة إسرائيلي
في غضون ذلك، نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مقطع فيديو جديداً أمس يُظهر الرهينة روم براسلافسكي، أحد الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
ويُعد هذا الفيديو الثاني الذي تصدره الحركة لبراسلافسكي، إذ ظهر وهو يشاهد قناة الجزيرة القطرية التي كانت تعرض مشاهد لأطفال جائعين في غزة.
رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: "لن أسكت بعد الآن"
وتحدّث براسلافسكي باللغة العبرية، وبدا عليه البكاء، وطلب من السلطات الإسرائيلية إرسال الطعام إلى غزة قبل أن "يموت جوعاً".
وقالت الحركة إن الفيديو صُوّر قبل أيام من فقدانها الاتصال مع المجموعة التي كانت تحتجز براسلافسكي، مضيفة أن مصيره غير معروف.
وركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الفيديو دون أن تبث مضمونه، بناءً على طلب من عائلة الرهينة، فيما قالت قناة "كان 12" إنها لن تبث الفيديو "حتى لا تروّج لدعاية التنظيمات الإرهابية"، على حد وصفها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
مؤتمر مأرب يشكل لجانه التحضيرية للاحتفال بذكرى التأسيس ويدين تصعيد الحوثي ضد قياداته
العرش نيوز – مأرب عقد فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة مأرب، اجتماعًا موسعًا برئاسة الشيخ عبدالواحد القبلي نمران، رئيس الفرع، ضمّ قيادات الفروع في المديريات والقطاع النسائي، عبر الاتصال المرئي، لمناقشة التحضيرات للاحتفال بالذكرى الـ43 لتأسيس الحزب، إلى جانب عدد من القضايا التنظيمية والمستجدات الوطنية. وأقر الاجتماع تشكيل اللجنة التحضيرية العليا للاحتفال برئاسة الشيخ محسن بن حمد بن جلال، وتسمية رؤساء اللجان الفرعية، مع توجيه كل لجنة بإعداد خطتها التنفيذية استعدادًا للمناسبة. وناقش الاجتماع العديد من الملفات التنظيمية، كما توقف أمام التطورات الاقتصادية، لا سيما التحسن الملحوظ في قيمة العملة الوطنية، داعيًا إلى ضرورة انعكاس ذلك على أسعار السلع، واتخاذ إجراءات صارمة بحق المتلاعبين من المصارف والتجار، الذين يستمرون في المماطلة رغم التحسن الكبير في سعر الصرف. وشدد المشاركون على أهمية مواصلة الإصلاحات الاقتصادية من خلال منح صلاحيات واسعة للجنة الاستيراد، وتشكيل لجنة مدفوعات، واستكمال شبكة التحويلات المالية الموحدة، بالإضافة إلى نقل كافة المؤسسات الإيرادية من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن، في مقدمتها قطاع الاتصالات والملاحة والإنترنت. وطالبت قيادة المؤتمر الرئاسي والحكومة والبنك المركزي، بتشكيل جهاز معني بمكافحة شبكات غسيل الأموال المرتبطة بمليشيا الحوثي، والتواصل مع الإدارة الأمريكية لإدراجها ضمن قوائم العقوبات، مؤكدين أهمية ضبط حركة الأموال المشبوهة والمنظمات المتواطئة مع الجماعة. كما دعا الاجتماع إلى إلزام الأمم المتحدة ومبعوثها باعتماد البنك المركزي اليمني منفذًا وحيدًا للمساعدات الإنسانية، ووقف التواطؤ القائم مع الحوثيين في توزيعها، باعتبار ذلك مصدرًا لتمويل المجهود الحربي للجماعة. وطالبت قيادة المؤتمر بتحسين أداء الأجهزة الرقابية، ومكافحة الفساد، وتحصيل الإيرادات العامة، مع إعادة ضبط الإنفاق في السفارات اليمنية بالخارج، والتقليل من أعباء السلك الدبلوماسي غير الفعال. وأدان فرع المؤتمر بمأرب ما وصفه بـ'الحملات القمعية المتصاعدة' من قبل مليشيا الحوثي تجاه قيادات المؤتمر في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها، محملاً الجماعة كامل المسؤولية عن حياة القيادات الخاضعة للإقامة الجبرية أو المعتقلين والمخفيين قسرًا منذ سنوات. وأكد الشيخ القبلي، في كلمته خلال الاجتماع، على الموقف الوطني الثابت لمؤتمر مأرب في مواجهة انقلاب الحوثيين منذ عام 2014، وتضحيات أعضائه في سبيل الدفاع عن الجمهورية، مشيدًا بدور القطاع النسائي في دعم الحزب ومشاركته الفاعلة في الفعاليات الوطنية، خصوصًا الحضور اللافت في احتفال ذكرى التأسيس العام الماضي. ودعا القبلي إلى رفع الجاهزية والاستعداد للمرحلة المقبلة، التي وصفها بأنها 'الأكثر خطورة'، مؤكداً ضرورة التحشيد لخوض معركة الخلاص الوطني وتحرير العاصمة صنعاء وبقية المناطق الخاضعة للمليشيا، واستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء المشروع الطائفي الإيراني في اليمن. غرِّد شارك انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X معجب بهذه: إعجاب تحميل... مرتبط


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
الإرياني: مليشيات الحوثي حولت المساعدات الإنسانية إلى مصدر تمويل لحربها ومصدر إثراء لقياداتها
[04/08/2025 05:03] عدن - سبأنت قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني "أن مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الايراني حولت المساعدات الإنسانية الدولية إلى أحد روافد اقتصادها الموازي، ومصدر تمويل رئيسي لآلة الحرب".. محذراً من أن استمرار تغاضي المجتمع الدولي عن هذه الممارسات يفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن ويطيل أمد الحرب. وأضاف معمر الإرياني في تصريح صحفي "أن المليشيا لم تكتف بتدمير مؤسسات الدولة ونهب مواردها الاقتصادية، بل سيطرت على مفاصل العمل الإنساني في مناطق سيطرتها، وفرضت قبضتها على منظمات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة، محوّلة المساعدات الإنسانية إلى أدوات للاستقطاب والتحشيد والتمويل". وكشف الإرياني أن اليمن تلقت منذ 2015 وحتى منتصف 2024 مساعدات إنسانية دولية تفوق 23 مليار دولار، خُصص نحو 75 بالمائة منها لمناطق سيطرة المليشيا الحوثية، التي عمدت إلى نهبها واستغلالها لتمويل عملياتها العسكرية، وإثراء قياداتها، بدلا من أن تصل إلى ملايين الفقراء والمرضى والمحتاجين. وأكد الإرياني، أن مليشيا الحوثي أنشأت ما يُسمى بـ"المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي" (SCMCHA)، وربطته بجهاز الأمن والمخابرات، ليتحول إلى أداة ابتزاز وتحكم في برامج الأمم المتحدة، حيث يُمنع أي نشاط إنساني دون موافقته. وأضاف" أن المليشيا فرضت المئات من المنظمات التابعة لها كشركاء تنفيذ للوكالات، وقيّدت حركة المنظمات الدولية، وأجبرتها على التعامل مع موردين وشركات تابعة لها، ما أدى إلى سيطرة شبكاتها على التوريدات والصفقات". وأشار الإرياني إلى أن تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة لعام 2019، أكد أن الحوثيين لا يحترمون استقلال العمل الإنساني، ويمارسون عراقيل ممنهجة ضد المنظمات، ويضغطون لتوظيف موالين، ويعتدون على الموظفين، ويمنعون التأشيرات، في محاولة لفرض هيمنتهم على كل مفاصل العملية الإنسانية. وأوضح الإرياني، أن مليشيا الحوثي مارست أنماطاً متعددة من النهب، شملت الاستيلاء المباشر على الغذاء والدواء وبيعه في الأسواق، والتلاعب بقوائم المستفيدين وتحويل الدعم إلى أسر قتلاها ومقاتليها، وتزوير برامج الدعم النقدي وفرض استقطاعات على المستفيدين، وفرض ضرائب بنسبة 2% على المساعدات بذريعة نفقات تشغيلية، وتحويل المساعدات إلى ميناء الحديدة بدلا من عدن، وربط التعامل بالبنوك المعتمدة لديها. ويضيف الارياني "أن تقارير أممية تشير إلى أن نحو 60 بالمائة من المساعدات لا تصل إلى مستحقيها في مناطق الحوثيين، فيما كشف برنامج الغذاء العالمي عن اختفاء كميات ضخمة من المساعدات عام 2019، كما كشف تقرير لمبادرة "استعادة الأموال المنهوبة - REGAIN YEMEN" أن 13.5 مليار دولار من المساعدات تم توجيهها لمناطق الحوثيين، نُهب منها أكثر من 80 بالمائة". ولفت الإرياني إلى تقارير دولية كشفت أن وكالات أممية دفعت رواتب تصل إلى 10 آلاف دولار شهرياً لرئيس "سكمشا" ونائبه، فضلا عن تمويل نفقات إدارية وتأثيث، منها مليون دولار كل ثلاثة أشهر من المفوضية السامية للاجئين، و200 ألف دولار من وكالة الهجرة. وأكد الوزير أن المليشيا اعتمدت على منظمات واجهة لنهب المساعدات، أبرزها: مؤسسة "بنيان التنموية" التابعة للقيادي محمد المداني، ومؤسسة "يمن ثبات" التابعة لـ فواز الحامد، والمركز اليمني لحقوق الإنسان التابع لإسماعيل المتوكل، وشركة "أركان النهضة" التي حصلت على عقود توزيع مساعدات بأكثر من نصف مليون دولار في الحديدة. وأكد الإرياني أن هذه الممارسات تسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية، وتقويض ثقة المانحين، وتراجع حجم التمويل الدولي لليمن، وزادت من معاناة ملايين اليمنيين، خاصة النازحين والجوعى، حيث تم استغلال معاناتهم لتمويل حرب المليشيا ومشاريعها التخريبية. ودعا الإرياني المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة إلى وقف سياسة "غض الطرف"، ومراجعة آليات العمل الإنساني في اليمن، وتطهير سلاسل التوزيع من الأذرع الحوثية، وفرض رقابة ميدانية شفافة..مؤكداً أن ما تقوم به المليشيا يُعد "نهبا منظما"، يرقى إلى مستوى الجريمة المنظمة. واختتم الإرياني بالإشارة إلى أن ملف نهب المساعدات الإنسانية، يكشف عن اقتصاد مافيوي تديره المليشيا خارج مؤسسات الدولة، قائم على النهب والاستغلال، محذرا من أن السلام في اليمن سيظل رهينة هذا الاقتصاد الحربي ما لم يتم تجفيف مصادر تمويله، ومحاسبة المتورطين في نهب المساعدات.


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 4 ساعات
- وكالة الصحافة اليمنية
شهيد وأربعة جرحى في غارة 'إسرائيلية' على بلدة الخيام جنوب لبنان
بيروت/وكالة الصحافة اليمنية// استشهد مواطن لبناني وأصيب أربعة آخرون، اليوم الإثنين، جراء غارة نفذتها طائرة مسيّرة تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت بلدة الخيام في قضاء مرجعيون جنوب لبنان. يأتي ذلك في تصعيد جديد لانتهاكات الاحتلال بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان. وأكدت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة أسفرت عن استشهاد مواطن، متأثراً بجراحه البالغة، في حين نُقل المصابون إلى المستشفيات المجاورة لتلقي العلاج، بعضهم في حالة حرجة. وقال سكان محليون إن الطائرة المسيّرة استهدفت منزلاً سكنياً في حي مأهول، ما أحدث دويّ انفجار قوي وأثار حالة من الذعر بين المدنيين، وسط تساؤلات عن سبب استمرار صمت الدولة تجاه الاعتداءات المتكررة. وكشف السكان، أن الغارة اسفرت عن استشهاد علي أبو عباس وإصابة 4 أخرين بينهم طفلين. وأشار الأهالي إلى أن بلدة الخيام، رغم بعدها عن خطوط التماس المباشر، لا تزال تدفع ثمن الصراعات السياسية والانقسام الداخلي'، مؤكدين أن صمت الحكومة تجاه العدوان يُعد تواطؤًا مرفوضًا. وقال موقع 'تاكتيكس' على منصة 'إكس': 'ثمانية أشهر مرت على نهاية الحرب، لكن الجنوب لا يزال يعيش تحت نيران الطائرات الإسرائيلية، بينما السلطة تتواطأ مع العدو بصمتها المعيب وتبيع دماء الجنوبيين على طاولة الخنوع السياسي'. وتأتي هذه الغارة في سياق تصعيد متواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي على مناطق الجنوب اللبناني، ضمن سياسة استنزاف ميداني تنتهجها قوات الاحتلال منذ الأيام الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، في ظل غياب موقف لبناني رسمي واضح يردع هذه الخروقات المتكررة. وتثير الاعتداءات 'الإسرائيلية' على بلدات الجنوب، بما فيها الخيام، قلقًا متزايدًا في الأوساط الشعبية، لا سيما مع تكرار الاستهداف المباشر للمدنيين، ما يعيد إلى الأذهان مشاهد حرب يوليو 2006، وسط خشية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع.