
وثائق تكشف «فساد إخوان اليمن» في تعز.. مليارات تنهب وسط أزمة اقتصادية خانقة
ويتجلى هذا الفساد في النهب المنظم للمال العام من قبل قيادات منخرطة في المؤسسة العسكرية بتعز، وتعمل ضمن الجناح العسكري لحزب الإصلاح، ذراع الإخوان السياسية، حيث تُنهب مليارات الريالات شهريًا دون توريدها للبنك المركزي اليمني وعبر الأوعية المالية القانونية والرسمية.
وثيقة تكشف المستور
تكشف وثيقة رسمية خاصة صادرة عن مصلحة الضرائب اليمنية بتاريخ 14 يوليو/تموز الجاري، حصلت "العين الإخبارية" عليها، عن نهب قيادات إخوانية في محور تعز العسكري أكثر من مليار و849 مليونًا و900 ألف ريال يمني فقط من ضريبة القات، وهو نبات يمضغه غالبية اليمنيين.
الوثيقة، المرفوعة إلى رئيس الوزراء اليمني سالم بن بريك، وحملت عنوان "توقف تفصيل ضريبة مبيعات القات في محافظة تعز"، أكدت "جسامة المبالغ الناتجة عن استحواذ الجهات العسكرية الإخوانية التابعة لمحور تعز على ضريبة مبيعات القات".
وكشفت الوثيقة أن "الضريبة المستحوذ عليها من قبل الجهات العسكرية الإخوانية في تعز خلال العام 2024 بلغت 546 مليون ريال يمني، بالإضافة إلى نهب مليار و303 ملايين و900 ألف ريال خلال الفترة من 22 مايو/أيار 2025 وحتى 12 يوليو/تموز الجاري".
وأكدت الوثيقة الرسمية أن "إجمالي المبالغ التي استحوذت عليها الجهات الإخوانية العسكرية في تعز من ضريبة مبيعات القات في المحافظة وصلت إلى مليار و849 مليونًا و900 ألف ريال يمني (سعر الدولار الواحد 2857 ريالًا يمنيًا)".
وطالبت الوثيقة رئيس الوزراء اليمني "بالتوجيه لوزير الدفاع لإلزام تلك الألوية العسكرية بإعادة المبالغ المستحوذ عليها من ضريبة مبيعات القات إلى حساباتها لدى البنك المركزي، وبموجب حوافظ التوريد التي ستلزم مكتب الضرائب في المحافظة بتحريرها لضمان توريد تلك المبالغ إلى حساباتها الخاصة عن فترة استحقاقها، وبما يمكّن مكتب الضرائب في المحافظة من القيام بواجباته في تحصيل الضريبة وتوريدها إلى حساباتها، بموجب القوانين النافذة، وعدم تكرار ما حدث من قبل تلك الجهات العسكرية مستقبلًا".
نهب بلا توقف
لا يتوقف الأمر عند نهب ضريبة القات، فمصادر خاصة تكشف لـ"العين الإخبارية" أن "الجهات الإخوانية العسكرية في تعز تستحصل شهريًا على 600 مليون ريال يمني من الجبايات المفروضة على المشتقات النفطية والغاز".
ويفرض الإخوان "مبلغ 20 ريالًا عن كل لتر ديزل وبترول يدخل تعز من منفذ الكدحة، في حين أن معدل الكمية الواصلة للمدينة يوميًا يتراوح من 600 ألف إلى مليون لتر، ما يعني أن المبالغ التي يتم تجميعها تتراوح من 16 إلى 20 مليون ريال يوميًا".
أما أسطوانة الغاز، فيُفرض عليها "مبلغ 500 ريال عن كل أسطوانة تدخل مدينة تعز، ومع وصول 10 آلاف أسطوانة غاز، يصل إجمالي الجباية إلى 5 ملايين ريال يوميًا"، وفقًا للمصادر.
ولم تسلم حتى السجائر من هذا النهب المنظم؛ إذ يُفرض 10 آلاف ريال عن كل صندوق كرتوني من السجائر، وتصل الكمية الواصلة إلى تعز إلى نحو 3 آلاف كرتون يوميًا، ما يُدر 30 مليون ريال يوميًا لجيوب الإخوان.
ووفقًا لذات المصادر، فإن "إخوان تعز ينهبون أيضًا أكثر من 100 مليون ريال شهريًا من مصلحة الهجرة والجوازات، حيث يفرضون جبايات بمعدل 3500 ريال على كل جواز، بما يعادل إصدار ألف جواز يوميًا".
وترسم هذه الأرقام صورة قاتمة للفساد الإخواني المستشري، الذي لا يكتفي باستنزاف الموارد الشحيحة للدولة، بل يعمّق معاناة الشعب اليمني الذي يئن تحت وطأة الحرب الحوثية المتواصلة منذ أكثر من عقد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 28 دقائق
- الوئام
'البيئة' تطرح فرصة استثمارية لتربية وتسمين اللحوم الحمراء بالمدينة المنورة
أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن طرح فرصة استثمارية جديدة في قطاع الثروة الحيوانية، تمهيدًا لإقامة مشروع متكامل لتربية وتسمين اللحوم الحمراء بمحافظة بدر في منطقة المدينة المنورة، وذلك على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع. وأوضحت الوزارة أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهودها الرامية إلى تطوير القطاع الحيواني ورفع كفاءته الإنتاجية، بهدف تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء في المملكة، تماشيًا مع مستهدفات رؤية 2030. وتسعى الوزارة من خلال هذا المشروع إلى تحفيز الاستثمار في القطاع الزراعي، وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص، وتطوير سلاسل الإمداد الغذائي المستدامة. اقرأ أيضًا: أمانة جدة تُصدر وتُجدد أكثر من 35.1 ألف شهادة صحية خلال 3 أشهر ودعت الوزارة المستثمرين الراغبين إلى الاطلاع على تفاصيل المشروع عبر منصة 'فرص' في موقعها الإلكتروني، مشيرةً إلى أن الموعد النهائي لتقديم العروض هو 20 أغسطس المقبل، على أن يتم فتح المظاريف في اليوم التالي، الموافق 21 من الشهر ذاتهولمعرفة المزيد من التفاصيل، يُرجى زيارة الرابط التالي: وكانت الوزارة قد كشفت في وقت سابق عن وجود فجوة استثمارية تقدر بنحو 37 مليار ريال في قطاعات الإنتاج النباتي والحيواني والثروة السمكية، بالإضافة إلى مشاريع المعالجة والتصنيع الزراعي، مؤكدة أن سد هذه الفجوة يتطلب مشاركة فاعلة من القطاع الخاص لدعم الأمن الغذائي، وتحقيق التنمية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية بالمملكة.


حضرموت نت
منذ 28 دقائق
- حضرموت نت
السفارة الأمريكية تدين إصدار مليشيا الحوثي عملات نقدية مزيفة
أدانت السفارة الأمريكية لدى اليمن، الخميس 17 يوليو/تموز 2025، إصدار ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران أوراقاً نقدية وعملات معدنية جديدة، ووصفتها بأنها 'غير قانونية' وصادرة عن جهة غير معترف بها. وقالت السفارة الأمريكية، إن السلطة النقدية اليمنية الوحيدة المعترف بها هي البنك المركزي، الذي يتخذ من العاصمة عدن المؤقتة مقرًا له. وذكرت السفارة، أن قرارات البنك المركزي في عدن وحدها تُعتبر شرعية من قبل المجتمع الدولي، ويجب على فرع صنعاء الامتثال لتوجيهاته دون تأخير.

سعورس
منذ 36 دقائق
- سعورس
إصلاحات اقتصادية عميقة عززت خفض معدلات البطالة بالمملكة
ولم يأتِ هذا الانخفاض مصادفة، بل هو نتيجة مباشرة لإصلاحات هيكلية شاملة طالت سوق العمل، وأعادت رسم العلاقة بين المواطن والوظيفة، وبين القطاعين الحكومي والخاص، في إطار تنموي طموح يضع الإنسان أولًا، وخلال سنوات قليلة، تحولت المملكة من دولة تواجه تحديات في توظيف مواطنيها، إلى بيئة تستقطب الطاقات الشابة وتوفر لها فرصًا متنامية في قطاعات متعددة، ورصدت «الرياض» واقع انخفاض البطالة، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نحو 143 ألف سعودي تم توظيفهم خلال الربع الأول من العام الحالي، بزيادة تجاوزت 90 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وبلغت مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل قفزة لافتة، إذ تجاوزت 36 %، بعد أن كانت تقف عند حدود 19 % قبل خمسة أعوام. ولم يكن هذا التحول ممكنًا لولا تدخلات حكومية ذكية ومدروسة، أبرزها برامج التوطين مثل «نطاقات»، والدعم المباشر الذي يقدمه صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف»، الذي صرف مؤخرًا أكثر من 1.8 مليار ريال لدعم برامج التدريب والتأهيل والتوظيف، كما ساهمت المبادرات النوعية في التعليم المهني، والتوسع في برامج التدريب المنتهي بالتوظيف، في رفع جاهزية الشباب السعودي لدخول السوق بكفاءة وثقة. وشدد خبراء اقتصاديون أن القطاع الخاص لم يعد مجرد خيار ثانٍ كما كان يُنظر إليه سابقًا، بل أصبح المجال الأكثر جذبًا للكوادر الوطنية، بعد أن شهد تغيرًا في ثقافته الإدارية، وتناميًا في وعيه بدوره كشريك حقيقي في التنمية، وبخاصة أن بيانات وزارة الموارد البشرية تشير إلى ارتفاع متسارع في نسبة السعوديين العاملين بالقطاع الخاص، مدفوعًا بمزيج من الحوافز والإصلاحات وسهولة الإجراءات. وأبان الخبراء بأنه لا يمكن فصل هذا النجاح عن السياق الأوسع لرؤية المملكة 2030، التي وضعت منذ انطلاقتها هدفًا واضحًا يتمثل في تمكين المواطن وتوسيع مشاركته في الاقتصاد الوطني، عبر تنمية القطاعات غير النفطية، وتعزيز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتحقيق الاستدامة المالية والاجتماعية في آن معًا، وقال عضو مجلس المنطقة الشرقية رجل الأعمال عبدالله آل نوح: «اليوم، حين نرى هذه المؤشرات تتحقق على الأرض، فإننا أمام تجربة إصلاح تستحق أن تُروى، لا كمجرد نجاح اقتصادي، بل كتحول اجتماعي شامل يعكس وعي الدولة، وإرادة المواطن، وديناميكية الشراكة بينهما». وأضاف «إنّ ما نشهده اليوم من تحوّلات اقتصادية في المملكة هو امتداد طبيعي للرؤية الطموحة التي أطلقتها القيادة الرشيدة تحت عنوان رؤية المملكة 2030، هذه الرؤية التي لم تعد مجرد إطار استراتيجي، بل أصبحت واقعًا ملموسًا نراه في تحسّن مؤشرات الأداء، وفي إعادة تشكيل العلاقة بين الدولة والمواطن، وبين القطاع العام والقطاع الخاص، فالانخفاض الملموس في معدلات البطالة، والتقدم الواضح في برامج التوطين، لم يكن ليتحقق لولا وجود إرادة سياسية جادة، وأدوات تنفيذية مرنة، ودعوة صريحة لكل شركاء التنمية للقيام بأدوارهم، وفي مقدمتهم رجال الأعمال». وتابع «نحن في القطاع الخاص لسنا متفرجين على هذا التحول، بل نحن جزء منه، وشركاء في صناعته. وأرى أن مسؤوليتنا اليوم تتجاوز التوظيف المباشر أو فتح المشاريع، إلى المساهمة في ترسيخ ثقافة عمل جديدة، تُقدّر الكفاءة الوطنية، وتمنحها المساحة للنمو والابتكار»، مضيفا «إن رؤية 2030 فتحت الأبواب على مصراعيها أمام الاستثمار والإنتاج والتطوير، لا سيما في المناطق الواعدة كالمنطقة الشرقية ، حيث نلمس أثر الإصلاحات الاقتصادية في تسهيل الإجراءات، ورفع كفاءة البنية التحتية، وتوفير الحوافز، ما شجّعنا كمستثمرين على التوسع بثقة في مختلف المسارات». وعن التحديات القائمة قال: «لا شك أن التحديات قائمة، لكن الفرص أكبر، وأجزم أن من يستوعب روح الرؤية ويتفاعل معها بوعي ومرونة سيكون من أوائل المستفيدين، والأهم من أوائل المساهمين في بناء مستقبل وطنٍ يُراهن على الإنسان ويستثمر في الطموح، والرهان الآن لم يعد على خفض البطالة فحسب، بل على الحفاظ على هذا الزخم، ومواصلة البناء عليه لتكون المملكة نموذجًا في استثمار الإنسان، وتحويل التحديات إلى فرص، والفرص إلى إنجازات». إلى ذلك شدد الكاتب محمد الصفيان على على أهمية الجانب الاعلامي في تعزيز خفض معدلات البطالة ومواكبة ذلك، وقال: «إن المملكة تبذل جهودا جبارة لخفض معدلات البطالة من خلال برامج واستراتيجيات متنوعة تستهدف تمكين الكفاءات الوطنية وخلق الفرص الوظيفية المناسبة ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030»، مضيفا «انعكست هذه الجهود في تزايد مشاركة السعوديين والسعوديات في سوق العمل وارتفاع نسب التوظيف في مختلف القطاعات، ومن هذا المنطلق يظهر دور الخطاب الاعلامي كعامل مهم ومساند لهذه التحولات الاقتصادية والاجتماعية، فالإعلام ليس مجرد ناقل للأرقام والبيانات بل هو صوت المجتمع ومرآة التنمية وصانع للوعي الجمعي». وتابع «كلما كان الخطاب الاعلامي مواكبا لحيوية سوق العمل وواقع التوظيف كلما ساهم في تعزيز ثقة المواطن بجدية الجهود المبذولة ودفعه للمبادرة والبحث عن الفرص»، مضيفا «شهد الاعلام السعودي في السنوات الاخيرة تطورا ملحوظا في تسليط الضوء على قضايا التوظيف وتمكين الشباب والنساء»، مستدركاً «لا نزال بحاجة الى مزيد من التفاعل مع قصص النجاح وتحليل التحديات وإبراز الانجازات بطريقة تبني الوعي وتعزز التفاؤل، ونحن امام مسؤولية اعلامية كبيرة تتطلب خطابا متجددا نابعا من الواقع متوجها للعقل والوجدان في آن واحد، فالاعلام القوي يعكس اقتصادا قويا ومجتمعا متماسكا وطموحا وطنيا يستحق الدعم والتقدير».