
لا تزال طرق الحرب على غزة طويلة!سعادة مصطفى أرشيد
لا تزال طرق الحرب على غزة طويلة!
سعادة مصطفى أرشيد*
تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات بين المقاومة وحكومة الاحتلال تهدف لإنهاء الحرب برعاية قطرية أميركية وكما أوردت الفضائيّات العبرية أن الإدارة الأميركية قد تقدّمت بطلب للحكومة (الإسرائيلية) تدعوها الى تأجيل عمليتها العسكرية في غزة لعدة أيام بهدف إنجاح المفاوضات، فيما العملية العسكرية (الإسرائيلية) قد انطلقت بوحشية غير مسبوقة ولا يبدو أنها ستتوقف فبنيامين نتنياهو يريد أن يفاوض تحت النار متخذاً من نموذج كيسنجر في مفاوضاته مع الفيتناميين نموذجاً يتّبعه.
نتنياهو مستمرّ في هذه الحرب وهو يدرك مقدار انخفاض جدّية الإدارة الأميركية في طلبها المذكور أعلاه، فهذا الضغط الأميركيّ هو موضع شك، حيث إن الإدارة الأميركية لو أرادت ذلك حقاً لاستطاعت إلزامه لا بوقف هذه العملية العسكرية وإنما بوقف الحرب برمّتها ونتنياهو يعرف أنه يستطيع أن يشاغب على الأميركيين أو أن يماطل، ولكنه كما غيره من قادة (إسرائيل) لا يستطيع رفض الأوامر الأميركية إن شعر بجديّتها.
لا أحد جاد في إيقاف إجرام نتنياهو وربما لا أحد يستطيع، فقط واشنطن التي تستطيع الفرض وإلزام تل أبيب، أما المطبّعون الإبراهيميّون فيبدو أنهم لا يرغبون بذلك أصلاً بل إن أخباراً تتردّد أن سفير الإمارات في واشنطن العتيبي قد طالب صراحة في اجتماعاته بضرورة الإسراع بتهجير أهل غزة حتى ينطلق مشروع إعادة الإعمار، وأوروبا بدورها غير جادّة وإنما تعطيه مهلاً إضافية بحجة درس نصوص اتفاقية الشراكة التجارية خاصة في بندها الثاني وفحص إن كانت (إسرائيل) تخالف قواعد حقوق الإنسان – وكأن الأمر يحتاج إلى إثبات – أما داخل الكيان (الإسرائيلي) الذي أصبح يُبدي قلقاً متزايداً من مفاعيل الحرب على المدى الطويل ومقدار تأثيرها على (إسرائيل) فعلينا أن نسمع موشي يعلون نائب رئيس الحكومة ووزير الدفاع السابق يقول: إن الحرب على غزة تملك كامل مواصفات حروب الإبادة. وهو يقول أيضاً: لقد أصبحت أعتذر عن المشاركة في أي مؤتمر في الخارج أو أن أقابل الصحافة الأجنبية إلا أنني لا أستطيع الدفاع عن «إسرائيل» ويرى هو وغيره أن الرواية الأهم التي تمّ ترويجها دعماً لـ(إسرائيل) منذ ثلاثينيّات القرن الماضي كانت رواية الهلوكوست الألماني الذي عرفه العالم بأسره من خلال الروايات والأفلام السينمائيّة والوثائقيّة ولم يشاهده مباشرة ولكنه يرى اليوم في غزة هولوكوست حقيقياً، ولكن المجرم القاتل هو اليهوديّ.
لكن بنيامين نتنياهو لا يلقي بالاً لكل ذلك فهو ماض في حربه ويرى أن الهدف ليس إطلاق سراح الأسرى أو استعادة جثامين القتلى، فذلك ليس إلا أضراراً جانبية وخسارة محدودة، ولا يكتفي بضمان القضاء على المقاومة التي تمت تصفية معظم قياداتها السياسية والعسكرية، فنتنياهو يرى أن الحرب هي الهدف ويرى أن التهجير هو الهدف والقضاء على المقاومة فقط وإنما على كل غزة وأهلها هو الهدف، وهذا ما يتفق في خلاصاته الأخيرة مع الخطة المعلنة للرئيس الأميركي ولعل الحرب عند نتنياهو هي فرصته الأخيرة والأثمن التي إن فاز بها فهو قادر على الحفاظ على بقائه السياسيّ وربح جولة جديدة في الانتخابات.
هكذا نستطيع أن نقول إن الحرب لا زالت طويلة وإن خطط نتنياهو للخلاص من غزة لا زالت موضع شك في نجاحها فالقتل والتدمير لا يصلح انتصاراً والتهجير بشكله التطوّعي أو القسري لا زال يثبت أنّ الباقين في غزة برغم الخطر والجوع والمرض والحر والبرد ما زالوا أكثر بكثير من الذين غادروها أو سيغادرونها، استطاع نتنياهو ولا شك ذبح ما يزيد عن 60 ألف في غزة وأن يدمّر معظم القطاع وأن يقتل معظم القادة السياسيين والعسكريين وحتى معظم مَن شارك في مفاجأة صبيحة السابع من تشرين الأول 2023 لكن النتيجة أنه لم يحقق أهدافه ولن يحقق أهدافه وربحت غزة والمقاومة في قلب صورة (إسرائيل) وإعادة صناعة الهولوكوست بشكل مقلوب وهذه النتائج سيكون حصولها في مصلحتنا كبيراً وبطريقة التراكم وليس سريعاً.
2025-05-28

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 2 أيام
- ساحة التحرير
لا تزال طرق الحرب على غزة طويلة!سعادة مصطفى أرشيد
لا تزال طرق الحرب على غزة طويلة! سعادة مصطفى أرشيد* تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات بين المقاومة وحكومة الاحتلال تهدف لإنهاء الحرب برعاية قطرية أميركية وكما أوردت الفضائيّات العبرية أن الإدارة الأميركية قد تقدّمت بطلب للحكومة (الإسرائيلية) تدعوها الى تأجيل عمليتها العسكرية في غزة لعدة أيام بهدف إنجاح المفاوضات، فيما العملية العسكرية (الإسرائيلية) قد انطلقت بوحشية غير مسبوقة ولا يبدو أنها ستتوقف فبنيامين نتنياهو يريد أن يفاوض تحت النار متخذاً من نموذج كيسنجر في مفاوضاته مع الفيتناميين نموذجاً يتّبعه. نتنياهو مستمرّ في هذه الحرب وهو يدرك مقدار انخفاض جدّية الإدارة الأميركية في طلبها المذكور أعلاه، فهذا الضغط الأميركيّ هو موضع شك، حيث إن الإدارة الأميركية لو أرادت ذلك حقاً لاستطاعت إلزامه لا بوقف هذه العملية العسكرية وإنما بوقف الحرب برمّتها ونتنياهو يعرف أنه يستطيع أن يشاغب على الأميركيين أو أن يماطل، ولكنه كما غيره من قادة (إسرائيل) لا يستطيع رفض الأوامر الأميركية إن شعر بجديّتها. لا أحد جاد في إيقاف إجرام نتنياهو وربما لا أحد يستطيع، فقط واشنطن التي تستطيع الفرض وإلزام تل أبيب، أما المطبّعون الإبراهيميّون فيبدو أنهم لا يرغبون بذلك أصلاً بل إن أخباراً تتردّد أن سفير الإمارات في واشنطن العتيبي قد طالب صراحة في اجتماعاته بضرورة الإسراع بتهجير أهل غزة حتى ينطلق مشروع إعادة الإعمار، وأوروبا بدورها غير جادّة وإنما تعطيه مهلاً إضافية بحجة درس نصوص اتفاقية الشراكة التجارية خاصة في بندها الثاني وفحص إن كانت (إسرائيل) تخالف قواعد حقوق الإنسان – وكأن الأمر يحتاج إلى إثبات – أما داخل الكيان (الإسرائيلي) الذي أصبح يُبدي قلقاً متزايداً من مفاعيل الحرب على المدى الطويل ومقدار تأثيرها على (إسرائيل) فعلينا أن نسمع موشي يعلون نائب رئيس الحكومة ووزير الدفاع السابق يقول: إن الحرب على غزة تملك كامل مواصفات حروب الإبادة. وهو يقول أيضاً: لقد أصبحت أعتذر عن المشاركة في أي مؤتمر في الخارج أو أن أقابل الصحافة الأجنبية إلا أنني لا أستطيع الدفاع عن «إسرائيل» ويرى هو وغيره أن الرواية الأهم التي تمّ ترويجها دعماً لـ(إسرائيل) منذ ثلاثينيّات القرن الماضي كانت رواية الهلوكوست الألماني الذي عرفه العالم بأسره من خلال الروايات والأفلام السينمائيّة والوثائقيّة ولم يشاهده مباشرة ولكنه يرى اليوم في غزة هولوكوست حقيقياً، ولكن المجرم القاتل هو اليهوديّ. لكن بنيامين نتنياهو لا يلقي بالاً لكل ذلك فهو ماض في حربه ويرى أن الهدف ليس إطلاق سراح الأسرى أو استعادة جثامين القتلى، فذلك ليس إلا أضراراً جانبية وخسارة محدودة، ولا يكتفي بضمان القضاء على المقاومة التي تمت تصفية معظم قياداتها السياسية والعسكرية، فنتنياهو يرى أن الحرب هي الهدف ويرى أن التهجير هو الهدف والقضاء على المقاومة فقط وإنما على كل غزة وأهلها هو الهدف، وهذا ما يتفق في خلاصاته الأخيرة مع الخطة المعلنة للرئيس الأميركي ولعل الحرب عند نتنياهو هي فرصته الأخيرة والأثمن التي إن فاز بها فهو قادر على الحفاظ على بقائه السياسيّ وربح جولة جديدة في الانتخابات. هكذا نستطيع أن نقول إن الحرب لا زالت طويلة وإن خطط نتنياهو للخلاص من غزة لا زالت موضع شك في نجاحها فالقتل والتدمير لا يصلح انتصاراً والتهجير بشكله التطوّعي أو القسري لا زال يثبت أنّ الباقين في غزة برغم الخطر والجوع والمرض والحر والبرد ما زالوا أكثر بكثير من الذين غادروها أو سيغادرونها، استطاع نتنياهو ولا شك ذبح ما يزيد عن 60 ألف في غزة وأن يدمّر معظم القطاع وأن يقتل معظم القادة السياسيين والعسكريين وحتى معظم مَن شارك في مفاجأة صبيحة السابع من تشرين الأول 2023 لكن النتيجة أنه لم يحقق أهدافه ولن يحقق أهدافه وربحت غزة والمقاومة في قلب صورة (إسرائيل) وإعادة صناعة الهولوكوست بشكل مقلوب وهذه النتائج سيكون حصولها في مصلحتنا كبيراً وبطريقة التراكم وليس سريعاً. 2025-05-28


ساحة التحرير
منذ 2 أيام
- ساحة التحرير
النفق… منبر الاحتلال الجديد!نضال بن مصبــاح
النفق… منبر الاحتلال الجديد! بقلم: نضال بن مصبــاح لم يكن نتنياهو بحاجة للميكروفون هذه المرة، بل اختار مكبّرًا أعمق من الصوت… اختار 'النفق'. من تحت المسجد الأقصى، أولى القبلتين، وأقدس مقدسات المسلمين، خرج زعيم الاحتلال ليبشّر بما سمّاه 'بشرى بشأن الأسرى'. لكنه لم يكن يزف خبراً، بل كان يدفن شيئاً آخر… ربما الحقيقة، وربما وجهاً من وجوه الزمن الذي يحاول طمسه. هل تسمعون الصوت؟ إنه صوت الحفّار، إنها 'بشرى' محمولة على المعول، تعبر عظام التاريخ، وتخرق ذاكرة المكان، لتقول: نحن هنا… لا في السطح، بل في العمق. اختار نتنياهو هذا الموضع بدقة جرّاح جغرافي وزعيم استعمار. لم يقف أمام الكنيست، بل في قلب النفق، في عتمة المسروق، ليُعلن 'النور' لأسرى غارقين في ظلام غزة! أي عبث هذا؟ كم نحتاج من الصفعات حتى نستفيق؟ هذه ليست صدفة، ولا لقطة ارتجالية. إنها ذروة الفعل الاستفزازي… حيث تصبح 'قدس الأقداس' نصراً سياسياً لمجرم ، والاقصى مسرحًا للخطاب الاستعماري. النفق، كما يعلم الجميع، ليس مجرد ممرّ تحت الأرض، بل هو سرديّة كاملة. إنه الشريان السريّ لتهويد القدس، والمعول الذي يحفر في جسد الأمة، حجراً حجراً، ويقدّمه للعالم على أنه 'إرث يهودي'. وكلما تعمّق النفق… تعمّق صمت العرب. فحين يعلن منه نتنياهو عن 'بشرى الأسرى'، فهو لا يبشّر، بل يصفع: صفعة للزمان، وأخرى للمكان. صفعة للتاريخ الذي يُعاد تركيبه، وللجغرافيا التي تُمسخ تحت أقدام المحتلين. صفعة لـ'القيم الإنسانية' التي تُعلن من قلب الانتهاك، وتُجمّل بطلاء الأمل للمستوطن و مشبعة برائحة الدم والخراب لصاحب الحق دعونا نقرأ الصورة كما هي، لا كما يريدون: مجرم حرب يعلن تحرير أسراه من تحت مسجدٍ أسير. يبشّر بـ'الفرج' من داخل موقع يُقترف فيه الجُرم ضد الإنسانية وضد ذاكرة الأمة. وهو لا يفعل ذلك فقط للداخل الإسرائيلي، بل للغافلين منّا أيضاً، لمن يتابعون الخبر كأنه 'تطور إيجابي للمفاوضات'، لا كأنه خنجرٌ في خاصرة المعنى. منذ متى تُزف البشرى من النفق؟ منذ متى يتحول الانتهاك إلى منصة للخطاب الإنساني؟ وهل نسي العالم أن هذا النفق ليس فقط موقعًا أثريًا متنازعًا، بل شاهدًا على عملية اقتلاع مستمرة للحق العربي والإسلامي في القدس؟ نتنياهو يعلم تمامًا ماذا يفعل. إنه يمارس حربًا على الوعي، لا على الأرض فقط. هو لا يحفر النفق، بل يحفر الشكّ داخل العقول: هل القدس فعلاً لنا؟ هل الأقصى فعلاً فوق الأرض؟ وهل نحن فعلاً على قيد المعنى؟ هو لا يخاطبنا نحن، بل يخاطب أبناءنا في الغد، ليقول لهم: 'ها قد كنتُ تحت الأقصى… ولم يمنعني أحد.' وهنا تصبح 'البشرى' ليست عن الأسرى، بل عن الاستيلاء الرمزي الكامل. إنه يقول للعالم: إن كنتم تتفاوضون معنا على أسير، فنحن نفاوض على القدس كلها. وإن كنتم تنتظرون خبراً سعيداً، فاعلموا أن الحفرة التي خرج منها الخبر… أعمق من كل جراحكم. هذا هو الوجه الجديد للدعاية الصهيونية: دعونا نحفر تحت قداساتكم… ثم نعلن 'الإنسانية' من وسط الركام. دعونا نسرق المكان، ونزفّ الأخبار 'الجميلة' من قلب المذبحة. ولم يكن نتنياهو في النفق يبحث عن الضوء، بل كان يدفن ما تبقى من ظلال الحقيقة. ومن هناك… من عتمة النفق، لم يكن يحرّر أحدًا، بل يدفن المعنى. لم يعلن 'بشرى'، بل وثّق لحظة: أن الرواية باتت تُصاغ تحت الأرض. أن الخطاب لم يعد على المنابر، بل في السراديب. أن العدسة لم تعد شاهدة على الحقيقة، بل شريكة في اقتلاعها. وأن من لم يمت تحت القصف… مات تحت البثّ. فحين يتحوّل النفق إلى منبر، والجريمة إلى خبر سار، والاغتصاب إلى مؤتمر صحفي، نكون أمام مرحلة جديدة، لا تحتاج إلى أسلحة… بل إلى وعي لا يُخدع. لكن.. هل مات فينا الوعي؟ إن كانت إجابتك 'نعم'، فترحّم على روحك! أما أنا، فالغضب في صدري حيّ… لن يُدفن قبلي.. 2025-05-28


شفق نيوز
منذ 3 أيام
- شفق نيوز
"الشاباك الإسرائيلي بحاجة إلى الاستقرار، لا إلى الدراما السياسية"
نبدأ جولتنا من صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، التي تناولت ما يحدث من جدل في إسرائيل حول جهاز الشاباك الإسرائيلي. تستهل الصحيفة الافتتاحية بالحديث عن أهمية جهاز الأمن العام في إسرائيل (شاباك) - والذي يعرف أيضاٍ باسم "شين بيت" - للأمن اليومي للإسرائيليين، مؤكدة أنه "يُحبط هجمات إرهابية مُصممة لقتل العشرات في حال نجاحه. وعندما يفشل، كما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تقع المأساة"، وذلك في إشارة لهجوم حماس الذي وقع عام 2023. وأشارت الصحيفة إلى أن أهمية الجهاز "تزداد حالياً وإسرائيل على أعتاب هجوم جديد على غزة، وهي عملية تعتمد بشكل كبير على معلومات استخباراتية دقيقة". وتأتي هذه الافتتاحية على خلفية قرار رئيس الوزراء، الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل أيام، تعيين ديفيد زيني، هو أحد قادة الجيش، رئيساً للشاباك خلفاً لرئيس الجهاز الحالي رونين بار، الذي تنتهي ولايته في منتصف يونيو/ حزيران 2025، الأمر الذي لاقى معارضة من المحكمة العليا والمدعية العامة في إسرائيل، ومن أحزاب المعارضة الإسرائيلية، وتسبب أيضاً في استياء قائد الجيش الذي لم يتم التشاور معه بهذا الشأن. ISRAELI PRESS - SOCIAL MEDIA تنتقد الصحيفة الطريقة التي اختار بها نتنياهو الجنرال زيني – الذي لا يزال تعيينه بحاجة إلى موافقة لجنة مراجعة وموافقة المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) – وتصفها بأنها "مضحكة(…) ومُقلقة للغاية وتستحق إدانة واسعة النطاق، وليس مجرد الاستهجان والتجاهل". "تذكروا، هذا هو المرشح الثاني الذي يسميه نتنياهو بعد اختياره ثم تراجعه عن تعيين قائد البحرية السابق الأدميرال المتقاعد، إيلي شارفيت، قبل شهرين"، تقول الصحيفة. كان نتنياهو قد رشح إيلي شارفيت، لتولي منصب رئيس الشاباك خلفاً لـ رونين بار، في مارس/ آذار الماضي، ثم تراجع عن قراره بعدها بساعات فقط، إذ تفاجأ بأن شارفيت كان قد شارك سابقا في تظاهرات شعبية مناهضة لسياساته، وفق تقارير. تستعرض الصحيفة تأكيد المحكمة العليا مؤخراً رفضها محاولات نتنياهو إقالة الرئيس الحالي للشاباك رونين بار، وكذلك رفض المدعية العامة في إسرائيل، غالي بهاراف-ميارا، قراره تعيين الجنرال زيني ونقلت عنها قولها "إن تضارب مصالح نتنياهو - الناجم عن تحقيق الشاباك في فضيحة قطر غيت التي تورط فيها كبار مستشاريه - يمنعه من التعيين". ثم تتابع الصحيفة في انتقاد الطريقة التي اختار بها نتنياهو مرشحه الجديد. "كيف اختير زيني؟ ليس من خلال عملية تدقيق مُنظَّمة، أو بحثٍ مهني، أو جولة مُتأنِّية من المقابلات - بل خلال زيارةٍ لرئيس الوزراء إلى قاعدته العسكرية في وقتٍ سابق من هذا الشهر، والتي ورد أنهما أجريا خلالها محادثةً قصيرةً في سيارة نتنياهو". "ومما زاد الطين بلة، تجاوز نتنياهو البروتوكول المُتعارف عليه، الذي يمنع السياسيين من مُخاطبة الجنرالات دون تنسيقٍ مُسبق مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي". وأفادت تقارير بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، علم بالتعيين قبل ثلاث دقائق فقط من إعلان نتنياهو. "لقد شعر بالصدمة والتهميش، فأقال زيني من الجيش في اليوم التالي، ما زاد من تفاقم التوتر بين الجيش والحكومة". وشبهت الصحيفة الوضع الراهن فيما يتعلق بأزمة الشاباك بمسرحية هزلية سياسية، داعية جميع الأطراف المعنية إلى تسوية خلافاتهم. "الأمر خطير للغاية. ولذلك... فإن الرد المناسب الوحيد ليس الضحك، بل صرخة إحباط موجهة إلى جميع المعنيين: المحكمة، والمدعية العامة، ورئيس الوزراء، وكبار مستشاريه، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي. من أجل الوطن، رتّبوا البيت. وبسرعة". "اليمين المتطرف يطرق أبواب السلطة في أوروبا" ننتقل إلى صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، التي كتبت افتتاحية بعنوان "اليمين المتطرف في أوروبا يطرق أبواب السلطة". تأتي هذه الافتتاحية تعليقاً على فوز نيكوسور دان، رئيس بلدية بوخارست الليبرالي المؤيد للاتحاد الأوروبي، على منافسه جورج سيميون الذي وصفته الصحيفة بـ"اليميني القومي المتطرف"، " في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في رومانيا التي جرت قبل نحو أسبوع، وذلك بعد أشهر من الاضطرابات السياسية. لكن الصحيفة تحذر من أن سيميون فاز بنسبة 46 في المئة من الأصوات. "صحيح أنه قد خسر، لكنه لم يتم إقصاؤه". ترى الصحيفة أن رومانيا جزء من قصة أوروبية أكبر. "الأحزاب اليمينية المتطرفة أو القومية الشعبوية تدق أبواب السلطة. فاز اليمين المتطرف في الانتخابات في النمسا وهولندا، وجورجيا ميلوني، المحافظة القومية، تحكم، بطريقة براغماتية حتى الآن، في إيطاليا. أما أحزاب اليمين المتطرف، فقد احتلت المركز الثاني في العديد من الدول الأخرى، أبرزها ألمانيا، ومؤخرًا في البرتغال". وترى الصحيفة أن الاختبار التالي للتيار الرئيسي المؤيد للاتحاد الأوروبي هو الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية البولندية، الأحد المقبل. "إذا فاز مرشح حزب القانون والعدالة القومي المحافظ، كارول ناوروكي، على مرشح يمين الوسط، رافال رزاسكوفسكي، فمن المرجح أن يُعيق محاولات الحكومة الائتلافية لاستعادة استقلال القضاء والإصلاحات الديمقراطية الأخرى". "تُظهر بولندا أيضاً سمة مقلقة أخرى لليمين المتطرف في أوروبا: فالتطرف قد يجذب الناخبين بدلاً من أن يُنفّرهم". وترى الصحيفة أن وباء كورونا وارتفاع التضخم وحرب أوكرانيا، كانت خلال السنوات الخمس الماضية سبباً قوياً في زيادة حظوظ الشعبويين في أوروبا. وبمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحوا بارعين في الاستقطاب وتبسيط القضايا والتنديد بسياسات الحكومات القائمة. واختتمت الصحيفة: "تحتاج الأحزاب المعتدلة إلى سياسات أكثر جرأة، وطرح واضح، وشخصيات أكثر إقناعاً لمواجهتهم. لن تُجدي الوسطية المتهالكة نفعاً. إذا لم تبدأ هذه الأحزاب بتحقيق نتائج ملموسة، فقد تفوز أحزاب اليمين التي تأتي في المرتبة الثانية الآن". "ترامب يدير فوضى عارمة وقبيحة" ونختم جولتنا من صحيفة ديلي صباح التركية، ومقال بعنوان "فوضى عارمة وجميلة يديرها ترامب"، كتبه حقي أوجال. يرى الكاتب أن ما ينويه أو يُدبّره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يبدو - من منظور إيجابي - دليلاً على تفكير ذكي. "ولكن في المجمل، فإن ما يُدبّره لمحو الدولة العميقة من الإدارة الأمريكية، وما يُدبّره لمنع الطلاب الباكستانيين من الالتحاق بجامعة هارفارد، وما يعده لدولة ما لتوقيع اتفاقيات إبراهام، في الواقع، سيُسبّب فوضى عارمة لبلده، ولبلدنا (أو بلدكم)". يستعرض الكاتب في مقاله أمثلة على محاولات ترامب التدخل في سياسات جامعة هارفارد، سعياً لمنع طلاب من جنسيات معينة من الالتحاق بها، وسعيه لإعادة تنظيم مجلس الأمن القومي وتقليص عدد أعضائه بعد "تقليص حجم وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"، وكذلك "حربه الجمركية المتقطعة مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين، والتي جعلت علاقات بلاده سيئة مع معظم دول العالم". يتطرق الكاتب بعد ذلك إلى مشروع قانون ضريبي قدمه ترامب إلى الكونغرس، الأسبوع الماضي، ووصفه بأنه "مشروع قانون كبير وجميل". يتضمن القانون تمديد تخفيضات ضريبية كان من المقرر أن تنتهي قريباً - والتي أُقرّت خلال إدارة ترامب الأولى عام 2017 - ولكنه في جوهره يوفر تدفقاً مالياً ضخماً للإنفاق الدفاعي، وفق الكاتب. حظي مشروع القانون بموافقة مجلس النواب بأغلبية ضئيلة، ويُحال الآن إلى مجلس الشيوخ، الذي ستتاح له فرصة الموافقة على مشروع القانون أو تعديل بنوده. ينقل الكاتب عن ستيف بانون - الذي شغل منصب كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض خلال الأشهر السبعة الأولى من إدارة ترامب الأولى قبل أن يُقيله – قوله إنه "منزعج للغاية" من مشروع القانون، ووصفه لهذا الإنفاق الدفاعي بأنه "مبالغ فيه وغير مقبول". يرى الكاتب أن هذه الأموال لن تُنفق على دفاع الولايات المتحدة، وإنما على إسرائيل. وكتب: "ليس لدى السيد نتنياهو طائرة ليهديها لترامب، لكن جماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة تملك ما يزيد عن قيمة طائرة بوينغ 747 جامبو"، وذلك في إشارة إلى الطائرة الفاخرة العملاقة، التي أهدتها دولة قطر لترامب خلال زيارته الأخيرة لمنطقة الخليج. "تذكروا أن ترامب وافق على مساعدات عسكرية ومبيعات أسلحة لإسرائيل، تجاوزت 14 مليار دولار خلال ثلاثة أشهر فقط". واختتم متسائلاً: "من سوف يهتم بالفوضى العارمة القبيحة التي ستقع فيها الولايات المتحدة، طالما أن مشروع القانون الضخم الجميل هذا يمهد الطريق لمزيد من المليارات لحكومة إسرائيل مجرمة الحرب؟".