
العين على السلاح... هل انتهى زمن الدبلوماسية؟
بدوره، لفتَ الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى أنَّ على حزب الله أن يقتنع بأن احتفاظه بسلاح ثقيل سيجلب الويلات على لبنان، كما أن ترسانة حزب الله لم تجد أمام إسرائيل، مشيراً إلى أنَّ الحكومة اللبنانية فككت الجزء الأكبر من ترسانة الحزب بالجنوب، فيما الأمن لا يستطيع حتى الآن تفكيك سلاح حزب الله بشمال الليطاني وغير مناطق.
وفي تعليقه على أحداث السويداء خلال مقابلة مع شبكة "العربية"، ذكر جنبلاط أن الأمور هادئة اليوم بالسويداء لكن لا بد من حل من أجل سوريا موحدة، مضيفاً: لا أوافق على تشكيل ما يسمى بجيش السويداء لأنه يعني التقسيم، ومشيراً إلى أنَّ "تصرفات بعض الدروز في لبنان وسوريا ستؤدي لعزل الطائفة".
جنبلاط دعا إلى معالجة الأمور في السويداء والدخول في مصالحة، معتبراً أن إسرائيل تريد تفتيت المنطقة واليوم أكثر من أي وقت مضى بعد زوال دول عربية مركزية.
طي صفحة الدبلوماسية
وفي ظلّ الصورة القاتمة المهيمنة على المشهد الداخلي، يستمر رئيس الجمهورية جوزاف عون في سعيه لحلّ معضلة السلاح، من خلال التواصل المباشر مع "حزب الله"، بهدف إحراز أي تقدّم من شأنه أن يغيّر التعامل الأميركي الجديد مع الملف اللبناني، والذي اتسم بالحدية، فبرّأك نفسه لم يكتفِ بتحديد إيقاع المرحلة المقبلة، بل وضع حداً للمماطلة عبر سحب آخر الأوراق التفاوضية، مشدداً على أن لا ضمانات أميركية بوقف إطلاق النار أو الاغتيالات أو الاعتداءات الإسرائيلية، ما لم يُحسم ملف السلاح. وهذه المعادلة تشكّل انقلابًا واضحًا على منطق التفاوض المتوازن الذي كان سائداً في السابق.
في السياق، لفتَ الصحافي علي حمادة إلى أنَّه ثمّة معلومات في واشنطن تشير إلى أن مهمة برّأك في لبنان قد تكون شارفت على نهايتها، فيما سيتم تكليف شخصية جديدة بالملف اللبناني، أو الإبقاء على المهمة اللبنانية محصورة بالسفارة الأميركية في بيروت بانتظار وصول السفير الأميركي الجديد.
وفي حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية، رأى حمادة أن برّاك مثقل بالمهمات ولا سيما لجهة الملف السوري، حيث أن مهمته في سوريا تحمل طابعاً يجعلها أهم من مهمته في لبنان، فالإدارة الأميركية تعتبره أولوية إقليمية، لافتاً إلى أن لبنان جزء من الإقليم لكنه ليس قلبه، أيّ سوريا، وفق ما تصفها السياسة الأميركية في المنطقة، إذ إن معالم سقوط نظام بشار الأسد بدأت تتضح نظراً للدور الذي لعبته في قلب المعادلة ألإقليمية رأساً على عقب وأخرج إيران من المعادلة.
حمادة اعتبرَ أن برّاك أوصل الرسالة، وإن كانت مغلفة بالتصريحات، لكن الأساس يبقى في تقييم الأميركيين لمسار الدولة اللبنانية على المستويات كافة، ووفقاً للنتائج التي تحققها على صعيد المطلب الدولي الإقليمي المتمثل بتسليم السلاح والذي لم يتم ترجمته على أرض الواقع، كاشفاً عن احتمال ارتفاع منسوب التصعيد الإسرائيلي في الاسابيع الثلاثة المُقبلة مع اقتراب موعد نهاية ولاية قوات اليونيفيل والمباحثات الجارية للتجديد لها، في وقتٍ تسعى إسرائيل لإلغاء مهمتها وجعل الجيش يتحكل المسؤولية كاملة، فيما أميركا تريد البت بتعديلات جوهرية عبر توسيع صلاحيات القوات الدولية، وبالتالي فنحن أمام جزء من عملية التفاوض في نيويورك في مجلس الأمن وتفاوض بالنار ميداني.
توازياً، أشار حمادة إلى أن الساحة اللبنانية باتت مهمشة، في ظلّ التقييم السلبي لمسار السلطات اللبنانية الناتج عن غياب أي إنجازات حقيقية تُمثل تطبيقاً للوعود وأوّلها مسألة حصر السلاح بيد الدولة، وبسط سلطتها، كما تطبيق الإصلاحات في المجالات كافة.
تنسيق مستمر لدرء الفتنة
في سياق منفصل، وفي ضوء الأحداث المتسارعة التي شهدتها محافظة السويداء في سوريا، والتي اتخذت طابعًا مقلقًا من الناحية الأمنية والطائفية، يستمر الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان باجتماعاته التنسيقية داخليًا ومع مرجعيات محلية في المناطق كافة، وذلك في محاولة واضحة لدرء أي ارتدادات قد تُهدد السلم الأهلي، وتحسّبًا لأي توتّر أمني قد يُستثمر لزرع الفتنة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صيدا أون لاين
منذ ساعة واحدة
- صيدا أون لاين
الجيش الإسرائيلي يرمي مناشير فوق كفركلا... ويواصل تحصين الموقع المستحدث
أفاد مراسل "ليبانون ديبايت" أن طائرة مسيّرة إسرائيلية ألقت، عصر اليوم الأحد، مناشير دعائية فوق بلدة كفركلا، تضمّنت صورة "تراكتور" مرفقة بعبارة تحريضية جاء فيها: "هذا التراكتور يعمل لصالح ومصلحة حزب الله الذي يستمر بتهديد المنطقة وجرّها للخطر. لا فائدة اقتصادية من المعاملات المشكوك فيها مع حزب الله". وكما سجل قيام حفارات الاحتلال الاسرائيلي بمواصلة عمليات توسيع وتحصين الموقع المستحدث داخل الاراضي اللبنانية في تلة الحماص قرب سهل الخيام


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
الدولة غائبة والحزب يتفرّد بالقرار.. بو عاصي: لا حل إلا بحصرية السلاح
شدّد عضو تكتل 'الجمهورية القوية' النائب بيار بو عاصي على أن غياب الدولة ومؤسساتها التنفيذية هو السبب الأساسي للفوضى والتراجع، معتبرًا أن 'حزب الله' يتصرّف كتنظيم أمني-عسكري مرتبط بالكامل بإيران، ولا نية لديه بتسليم سلاحه أو الخضوع للسلطة الشرعية. لا مشروع للدولة… والسلاح خارجها وفي حديث لقناة الـMTV، قال بو عاصي إن الدولة اللبنانية اليوم بلا رؤية ولا مشروع واضح، مشيرًا إلى أن 'تلكؤها عن فرض السيادة تحت ذريعة تفادي الحرب الأهلية يعني أن المكونات الوطنية غير متماسكة أصلاً'، ومضيفًا: 'على الدولة ألا تخضع لأي ابتزاز من حزب الله، والحل الوحيد هو أن تبسط سلطتها على كامل أراضيها وتملك حصرية السلاح، وإن اعترض الحزب، فليتحمّل مسؤوليته كمجموعة خارجة عن القانون'. التجربة الأليمة لـ1975… والدرس المنسي ذكّر بو عاصي بما جرى عام 1975، حين تخلّت الدولة عن دورها، فاندلعت الحرب الأهلية، محذّرًا من تكرار السيناريو نفسه في حال استمرت سياسة الضعف والتنازل. لا دور للحزب في مواجهة الاحتلال أكّد النائب القواتي أن مواجهة الاحتلال هي مسؤولية الدولة حصراً، وقال: 'إذا كانت السلطة التنفيذية رهينة لحزب الله، فهذا فشل ذريع وانعدام للجرأة. الحزب لم يفكك منظومته العسكرية، بل سلّم بعض المخازن، وما زالت له مواقع جنوب الليطاني لا يصل إليها الجيش أو اليونيفيل'. كما اعتبر أن ما يُقال عن عجز الجيش غير واقعي، لأن المشكلة الأساسية في القرار السياسي، لا في التسليح. التنسيق الأمني وحماية السيادة ورأى بو عاصي أن هناك ضرورة لتفعيل التنسيق الأمني الجدي مع سوريا لضبط الحدود، إضافة إلى التعاون مع دول غربية وعربية تمتلك معلومات عن الخلايا الإرهابية. حماية الكيان… ونداء أخير 'القوات اللبنانية حمت لبنان والوجود المسيحي، وإذا انهارت الدولة – لا سمح الله – فستتجه الأمور إلى المجهول'.


OTV
منذ ساعة واحدة
- OTV
مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الاحد 27 تموز 2025
بالشعارات اختارت السلطة السياسية اللبنانية مقاربة الضغوط الخارجية المتزايدة، سعيا الى كسب الوقت في انتظار التطورات الخارجية من جهة، وفي محاولة مكشوفة للهرب الى الامام من مواجهة اسئلة الرأي العام المتراكمة عن مصير الوعود من جهة اخرى. ولكن، على نسق معادلة 'مخايل الضاهر او الفوضى' الشهيرة عام 1988 التي رسم عبرها المبعوث الاميركي يومها ريتشارد مورفي حدا فاصلا بين مرحلتين في تاريخ لبنان، معادلة من نوع آخر رسمها المبعوث الاميركي توم براك، هي 'الالتزام والتصرف الفوري او الجمود المتعثر'، حيث كتب عبر اكس: ترتكز مصداقية الحكومة اللبنانية على قدرتها على التوفيق بين المبادئ والممارسات. واضاف: كما كرر المسؤولون اللبنانيون مرارًا، من الضروري أن يكون للدولة وحدها حق احتكار السلاح، لكن ما دام حزب الله يحتفظ بسلاحه، فلن تكفي الأقوال، وعلى الحكومة وحزب الله أن يلتزما بالكامل ويتصرفا فورًا، حتى لا يُحكم على الشعب اللبناني بالبقاء في حالة الجمود المتعثر، ختم براك. وفي المقابل، اكد رئيس الجمهورية جوزاف عون انه يتفهم توق الناس لتنفيذ خطاب القسم خلال فترة قصيرة، مضيفاً: أنا إسمي يوسف وليس مار يوسف وليست هناك عصا سحرية لتحقيق كل المتطلبات. لكن في مقابل خطر الجمود المستدام محليا، وفي موازاة المراوحة القاتلة في غزة، حركة اقليمية دائمة، حيث نقلت وسائل اعلام اميركية عن مبعوث الرئيس دونالد ترامب الى الشرق الاوسط ستيف ويتكوف ان التوتر في سوريا في الطريق إلى التسوية وان والمفاوضات مع إيران ستعود إلى مسارها وان اتفاقيات ابراهام للسلام ستتوسع ولن يكون مفاجئا إذا انضمت نحو 10 دول بنهاية العام، على حد تعبيره.