ماذا تريد إسرائيل من غزة؟!
حاولتُ أن أعثر على بعض المقالات المهمة التي يقرؤها زعماء إسرائيل لمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لإعلان الدولة يوم 14-5-1948، اطَّلعتُ على مقالات أبرز الكتاب والصحافيين المؤثرين، ممن اعتادوا أن يكتبوا مقالاتهم عند قرب حلول هذه الذكرى، اخترتُ في هذا المقال مقالاً للكاتبة الإسرائيلية، روتي بلوم وهي صحافية بارزة ومحررة في الصحيفة الصهيونية المركزية (JNS) عملتْ هذه الصحافية مستشارة في مكتب نتنياهو، حصلت على جوائز عديدة، وهي ضيفة دائمة في قنوات فوكس نيوز، وسكاي نيوز وعشرات المحطات الفضائية!
هذه الصحافية اختارت سبعة وسبعين توجيهاً ونصيحة بعدد سنوات ولادة إسرائيل، كتبتها يوم 4-5-2025، اخترت منها بعض النصائح الموجهة للقارئين والمسؤولين في إسرائيل، وأبرز هذه النصائح: «تقوية اتفاقية أبراهام مع العرب، والسعي للتطبيع مع المملكة العربية السعودية، وإلغاء (حلم) حل الدولتين، الفلسطينية واليهودية! وتقوية إسرائيل كأبرز قوة في الشرق الأوسط، وإبراز ملف دعم السلطة الفلسطينية بالمال للإرهابيين بأنه مخالف للسلام والتعايش بين الشعبين، وقطع أكسجين الحياة عن الإرهاب في غزة، وتوجيه الرأي العام العالمي إلى أن الهدف الرئيس للعملية العسكرية هو القضاء على الإرهاب، وليس التفاوض مع الإرهابيين، فهزيمة الأعداء قضية أخلاقية، وليست عملية عسكرية، والرد بقوة على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، وتعزيز الروح المعنوية وإعادة ضبط الثقة بالنفس في جيش إسرائيل، والتأكيد على أن الدماء اليهودية ليست رخيصة، لذلك سيبقى الأسرى جوهر المهمات المطلوب تنفيذها، مع الاعتناء بأمرين: الأول هو توحيد وتعزيز الروح المعنوية للشعب اليهودي كله، والعمل على إلغاء تهمة ارتكاب إسرائيل مجازر في غزة، وإحياء الحركة الصهيونية كحركة تحرر وطنية حضارية، وتعزيز الإعمار في الشمال والجنوب، والعناية بتولي الشباب المهمات الرئيسة، وإرسال رسالة لإيران مفادها أن إسرائيل دولة غير قابلة للإبادة» (انتهى الاقتباس)!
أما محللونا السياسيون ممن ركبوا موجة حرب الإبادة في غزة، هؤلاء المحللون قولبوا تحليلاتهم وفق سياسات هذه الفضائيات، ليتمكنوا من جني أكبر قدر من الأرباح!
لا يزال الجدلُ قائماً بين هؤلاء المحللين حول مُسبب هذه الإبادة، فهل هو مخطط إسرائيلي منذ زمن بعيد لتنفيذ عدة مخططات في المنطقة، أبرزها تغيير الشرق الأوسط بكامله فقد استطاعت إسرائيل بذكاء التغرير بحركة حماس، أوقعتها في الفخ الاحتلالي القاضي بالتخلص من غزة باعتبارها من أبرز جواهر النضال الفلسطيني؟ أم أنها ثانياً ترجع إلى قلة الوعي السياسي لقادة حماس، ممن أشعلوا حرباً اجتهادية ضروساً، فهم لم يحسبوا نتائجها، لأنهم ركبوا موجة السياسة بمحض الصدفة؟ أما التحليل الثالث فيعتبر مشعلي هذه الحرب من المأجورين الذين جرى إعدادهم منذ وقت طويل لينفذوا هذا المخطط؟!
إن هذه التحليلات الثلاثة هي الطبق الشعبي لمعظم محللي فضائيات الإعلام، ولا يزال كثيرون يجادلون في أي الاحتمالات الثلاثة السابقة هو الأكثر صدقاً وواقعية، وهم لا يقترحون وصفات لتعزيز جماهيرهم!
بناء على هذه الخلافات انقسم الإعلام الفلسطيني كله إلى الفئات الثلاث الجدلية السابقة، الفئة الأولى هي فئة (مدمني) المقاومة المسلحة كحلٍ رئيس لكل مشاكلنا بصرف النظر عن الجهة التي تتبنى هذه المقاومة، وهل هذه الجهة تعي التعريف الوطني لمعنى المقاومة المسلحة، مع العلم بأن هؤلاء أنفسهم عندما يتحدثون في السر عن المقاومة، فإنهم ينتقدونها، فهم يعترفون بأن هناك بوناً شاسعاً بين مقاومة غزة الاجتهادية بصواريخها البدائية، وجيش إسرائيل وهو في مراتب دول العالم القوية الأولى في العالم، هؤلاء أنصار المجموعة الأولى من مدمني المقاومة المسلحة عندما يظهرون في الفضائيات ينقضون ما قالوه سراً، ويُشعِرون المستمعين بأننا على أعتاب مرحلة نهاية إسرائيل، هؤلاء هم من بقايا اليساريين، ومن أنصار حركة حماس، يمكن تسميتهم أيضاً بأنهم من أتباع عصر المقاومة (السلفية)!
أما محللو الفئة الثانية قليلو المعرفة بالسياسة هم في الغالب من المنسوبين لحركة حماس، هؤلاء المحللون يتجنبون قول الحقيقة والاعتراف بالخطأ، لذا فهم يهربون من الحقيقة، يبدون منفرين، مكروهين بخاصة من جماهير الغزيين المعذبين في الأرض، ويبرز على رأس هؤلاء حزبيو وقادة حركة حماس ممن اعتادوا تبرير ما حدث، وهؤلاء في الغالب يُدمنون تكرار القول، إن إسرائيل كانت قد أعدت هذا المخطط منذ زمن بعيد، وهم لا يكتفون بذلك بل إنهم يشبهون ما يحدث في غزة والضفة الغربية، تارة يشبهونه بفيتنام، وطوراً آخر بحركة التحرير الجزائرية الباسلة، مع أن الفارق كبيرٌ جداً بين الطرفين، الفرق كبيرٌ بين المستعمر الفرنسي في الجزائر والأميركي في فيتنام من جهة، وبين الاحتلال الإسرائيلي الراهن من جهة ثانية، كذلك يكمن الفرق في ظروف المقاومة واختلاف مفهومها عن مفهوم المقاومة عند حركة حماس في غزة، وهم يغضون الطرف عن الفروق بين قدرات أميركا وفرنسا العسكرية في تلك الحقبة، وقدرات إسرائيل الحربية في هذه الإبادة، وهم بالتأكيد يجهلون أن مساحة الجزائر تساوي مليونين وثلاثمائة ألف كيلو متر، وأن عدد سكانها حوالى أربعة وأربعين مليونا، وأن فيتنام مساحتها حوالى نصف مليون كيلو متر وأن سكانها يبلغون مائة مليون فرد!
أما محللو القسم الثالث فهم الأكثر شعبية، وهم الذين يتهمون مقاومة حركة حماس بأنها مقاومة يقودها متواطئون مع الاحتلال، هؤلاء المحللون لهم جمهور كبير من المنكوبين، ومعظمهم ممن ينتقدون حركة حماس لأنها مسؤولة عن إعدام مدينة غزة التاريخية، واحتلال الضفة الغربية!
مع العلم أن الأنواع الثلاثة من المحللين لم يقدموا حلولاً مستقبلية، كما فعلت الصحافية، روتي بلوم، وهي التي ختمت مقالها قالت: «علينا أن نتذكر دائماً الحكمة التي قالها، ونستون تشرشل: «واصل السير، حتى وإن كان طريقك يتجه نحو الجحيم»!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


قدس نت
منذ 2 ساعات
- قدس نت
حوار هادئ مع حركة حماس ...!
بقلم: أكرم عطا الله أكرم عطا الله:- تأخر هذا المقال كثيراً، لا أعرف لماذا نتردد كثيراً في مخاطبة حركة حماس، هل لأننا ندرك أن «حماس» لا تستمع إلا من مقربيها ومواليها ولا فائدة من الحوار؟ أم لأنها تشتبه بمن هو خارجها، معتبرة أن الجميع يتربص بها وأن الجميع يتآمر عليها ويريد تجريدها من سلطتها؟ أم إدراكاً بأن الواقع السياسي ترسمه جنازير الدبابات وليس أقلام الكتاب كما قال محمود درويش، «لا تكتب التاريخ شعراً ... فالسلاح هو المؤرخ» وبالتالي لا فائدة حتى من حوار معلن قد يساء فهمه في ظل التشكيك بالنوايا والحالة النفسية التي تمر بها الحركة كما يقول علم النفس، «الناجح أكثر ثقة بنفسه لقبول الرأي الآخر أما الفاشل فهو أكثر عصبية في تلقي الانتقادات». و»حماس» لم تنجح هذه المرة. ما قمتم به في السابع من أكتوبر هو عمل كبير جداً أطاح لساعات بدولة تبجحت بالأمن والتكنولوجيا والجدران، ولكن تقتضي الصراحة أن نقول، إنه كان عملاً انتحارياً أقدمت عليه الحركة كلها. صحيح أن اسرائيل ترنحت لساعات لكن عملا بهذا المستوى لا يستطيع شعبنا ولا أي شعب يقف معه تحمل تبعاته وقد كان، ليس فقط على صعيد غزة التي تحولت إلى كومة من الركام وحالة نزوح ومجاعة وانهيار مجتمع بل أيضاً لبنان و»حزب الله». بتلك العملية الكبيرة، كنتم قد حكمتم على أنفسكم بالإعدام، ودون تضليل لكم بما تحبون سماعه فلن يقبل الإسرائيلي وخلفه الأميركي والأوروبي وجودكم كقوة في غزة أو بقاء حكمكم أو بقاء السلاح بيدكم لأسباب تاريخية ونفسية طويلة. فالإسرائيلي يعتبر نفسه طريد التاريخ ومطلوبا للقتل وقد وافق على حكمكم لغزة ووفر لكم ما يكفي من ممكنات البقاء من أموال قطرية لإجهاض مشروع التفاوض والدولة الفلسطينية، أي درء الخطر السياسي، ولكن ما قمتم به من تهديد أمني فاق قدرته على احتمالية بقائكم. لذا فإن قدرنا وقدركم السيئ يقول، إنه لن تتوقف الحرب ما دمتم موجودين في غزة ولديكم السلاح، وتلك معضلة الحرب التي تطالبون بوقفها وتلك أيضاً تعكس عدم إدراككم لمأزق اللحظة وقراءة السياسة، يظهر ذلك من اعتقادكم بأن هناك أي إسرائيلي مستعد لوقف الحرب وعودة حكمكم كما قبل السابع من أكتوبر وكأن الأمر لم يكن، وهو ما ظهر في إحدى اللافتات الكبيرة في غزة منذ أشهر قليلة التي تقول على لسانكم، «نحن اليوم التالي» وهذا ما أطال زمن الحرب وما زاد أرقام الخسارات هو عدم إدراككم لواقعكم وواقع السياسة. أزمتنا في العقل الإسرائيلي المهووس الذي يعتقد أن بقاءكم يعني أن هناك طوفان أقصى قادم، وهو الخط الأحمر الذي بسببه لن يوقف الحرب قبل ما أعلنه نتنياهو من أهداف أولها ملاحقة الحركة وسيلاحقونكم أفراداً وجماعات وهم يفعلون ذلك ومعكم يُقتل ويجوع عشرات آلاف من المدنيين. وها هو يبدأ عمليته باجتياح القطاع وتنفيذ مشروعه بترحيل سكان الشمال، والاعتقاد بأن اسرائيل ستعقد صفقة مقابل وقف الحرب هو اعتقاد ينم عن جهل سياسي ولكنه شديد الكلفة، وآن الأوان للتفكير بشكل أكثر واقعية. لم يحشد نتنياهو ستين ألف جندي ليقوم بتسريحهم بعد أن وجد صعوبة في تجنيدهم لدرجة أن اضطر وزيريّ المالية والدفاع إلى الاتفاق على جملة إغراءات تشجيعية للاحتياط كي يستكمل التجنيد، فالتهدئة تعني تسريحهم مع فرصة قليلة بإعادة التجنيد مرة أخرى، لذا كان واضحاً أن الأمر أقرب للذهاب لعمليته التي أطلق عليها «عربات جدعون» منها لأي تهدئة أو وقف للحرب وفرصة التجنيد التي لاقت صعوبة في الكنيست لن تتكرر بالنسبة لنتنياهو. منذ بداية الحرب، قدم العارفون قراءات شديدة الوضوح كانت خلاصتها أن بقاءكم بعد الانتحار ووقف الحرب ضدان لن يلتقيا وإذا لم تفهموا ذلك سيكون الثمن أكبر من قدرتكم وقدرة شعبكم على دفعه، وطالبوكم بسرعة الإعلان عن نهاية حكمكم لغزة لكنكم اعتبرتم أن تلك أصوات هدفها التآمر عليكم وتجريدكم السلطة وهي أصوات «مرجفين ومعادين ومن يقفون في الجانب الآخر من المقاومة» ومن تلك اللازمة التي اعتادها كل من ينصحكم أو يقول كلاماً واقعياً لا ينسجم مع رغبات الحركة غير الواقعية أو مع جزء من روايتها. الخيارات تضيق على شعبنا وعليكم ولو أخذتم بالنصائح قبل عام قبل احتلال رفح والمعبر ووجود أهم قائدين كان النزول عن الشجرة يحمل من الكرامة ما يغطي هذا النزول، وأن التأخر في فهم سياقات الحرب سيجعل الأمر أكثر صعوبة. نحن أمام خيارين لا أرى ثالثا لهما: إما بقاء الحرب تحت تبرير ملاحقتكم والقضاء عليكم أو تبدؤون التفاوض على اليوم التالي بدونكم مدركين واقع الميدان والنتائج ومآلات الاستمرار إذا ما تمكن الإسرائيلي من اجتياح القطاع وحشر الناس في معازل وتحديداً رفح يقول سموتريتش، إن تلك مقدمة لإخراجهم من غزة. الخلاصة أن حدث السابع من أكتوبر حدث كبير جدا وتبعاته أكبر، وضع غزة أمام خيارين: إما أن تتم «التضحية بـ(حماس)» أو التضحية «بالشعب ومستقبله». الخيار يعود لكم ومن الصعب أن يعتقد الناس أن الحركة يمكن أن تضحي بشعبها من أجل نفسها ... إلا إذا كان هناك خيار ثالث لا يبدو أنه قائم حسب فهم الأحداث وحركة التاريخ وتعقيداته. جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت


فلسطين أون لاين
منذ 3 ساعات
- فلسطين أون لاين
صندوق إغاثة غزة: مشروع بمبادرة إسرائيلية وأيدٍ أميركية خفية
ترجمة عبد الله الزطمة كُشف مؤخرًا، من خلال تحقيق موسع أجرته صحيفة نيويورك تايمز، أن صندوق المساعدات الإنسانية لغزة الذي قدم على أنه "مبادرة أميركية محايدة"، تقف خلفه فعليًا شخصيات إسرائيلية بارزة من ضباط احتياط ورجال أعمال، سعوا منذ الأسابيع الأولى لحرب الإبادة الجماعية على غزة إلى إنشاء آلية بديلة لتوزيع المساعدات تتجاوز الأمم المتحدة. بداية القصة: منتدى "ميكفيه إسرائيل" في أواخر عام 2023، اجتمع ضباط احتياط ورجال أعمال مقربون من دوائر القرار في مدرسة "ميكفيه إسرائيل" التاريخية قرب (تل أبيب)، حيث بدأوا بلورة خطة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة عبر مقاولين من القطاع الخاص بدلاً من الوكالات الأممية. الهدف المعلن: "تقويض حماس" وتجاوز ما وصفوه بـ"العداء الأممي لإسرائيل". من أبرز أعضاء هذا المنتدى وفق التقرير الذي نُشر اليوم الأحد: يوتام هكوهين، ابن لواء متقاعد ومستشار في وحدة منسق العمليات بالأراضي الفلسطينية، وليران تانكمان، رجل أعمال في مجال التكنولوجيا، والمستثمر الأميركي الإسرائيلي مايكل إيزنبرغ. الدور الأميركي أُسند تنفيذ الخطة إلى شركة أمن أميركية يديرها فيليب بي. رايلي، ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية (CIA) خدم في نيكاراغوا وأفغانستان. شركته، "Safe Reach Solutions"، ستتولى الإشراف على نقاط توزيع المساعدات في جنوب غزة ضمن صندوق جديد باسم "GHF". ورغم تقديم الصندوق كمشروع إنساني دولي، تكشف الوثائق أن رايلي نسّق مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين، وأن مؤسسته، التي يفترض أنها مستقلة، تأسست بضغط وترويج من منتدى "ميكفيه إسرائيل". انتقادات وتحذيرات ترى الأمم المتحدة أن المشروع يعزز سيطرة (إسرائيل) على المساعدات ويوسّع نطاق تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث تُقام مبدئيًا مواقع التوزيع. المنظمة حذرت من أن النظام "يعرض المدنيين للخطر" ويقوّض جهود الإغاثة الدولية. الخلاصة في الوقت الذي يعيش فيه الفلسطينيون في غزة أزمة إنسانية خانقة، تكشف الوثائق والتقارير عن مشروع إغاثة تغلفه الشعارات الإنسانية، لكنه في جوهره مبادرة سياسية وأمنية تهدف إلى إعادة رسم المشهد في القطاع. المصدر / فلسطين أون لاين


قدس نت
منذ 18 ساعات
- قدس نت
الاحتلال يصادر أموال الفلسطينيين في غزة: كيف تدير إسرائيل أكبر عملية نهب مالي منذ بدء الحرب؟
كتبت صحيفة هآرتس العبرية تحت عنوان:' 100 مليون شيكل نقداً، و5600 قطعة سلاح، هذه غنائم الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة'، وفي بيان نشره الجيش الإسرائيلي جاء فيه، 2600 قطعة سلاح خفيف، وحسب التقديرات الجيش الإسرائيلي قتل 20 ألف مسلح خلال الحرب، بيانات نشرت بعد دعوى تقدمت بها جمعية إسرائيلية تحمل اسم 'جمعية النجاح'. المعطيات الرقمية التي نشرها الجيش الإسرائيلي الأربعاء 21-5-2025 حول ما سماه الغنائم من قطاع غزة خلال الحرب ستثير الكثير من التساؤلات قياساً بالأرقام المُعلن عنها عن عدد قتلى حماس منذ بداية الحرب، التقديرات بأن عدد القتلى من حركة حماس وصل ل 20 ألف، وعدد الأسرى الأمنيين وصل ل 7000 أسير، بالإضافة إلى 2600 قطعة سلاح خفيف، ما يؤشر على أن عدد قليل من سلاح عناصر حماس الذين قتلوا أو أسروا أخذ كغنائم من قبل الجيش الإسرائيلي. وتابعت هآرتس العبرية: من تتبع مليارات الدولارات القطرية التي دخلت لقطاع غزة في العشر سنوات التي سبقت حرب السيوف الحديدية وتوقع أن يعثر عليها خاب ظنه بعد تقرير الجيش الإسرائيلي الذي تم الكشف عنه بعد الاستئناف الذي تقدمت به 'جمعية النجاح لتعزيز المجتمع العادل'. حسب تقرير الجيش الإسرائيلي، منذ أيلول 2023 وحتى نهاية العام 2024 عثر الجيش الإسرائيلي على 100 مليون شيكل في قطاع غزة، منها 15 مليون ضبطت في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2023، و87 مليون شيكل في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2024، والتي كان فيها العملية البرية الأولى في قطاع غزة، وهذه المبالغ تثير أسئلة، إن تبقت أموال في غزة، وأين مخبأة هذه الأموال. إلى جانب الغنائم النقدية، تضاف 2600 قطعة سلاح خفيف تم ضبطها على يد الجيش الإسرائيلي، غالبيتها في الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، و130 سلاح على علاقة بالصواريخ وقذائف الهاون، و105 مركبات، وهنا أيضاً، غالبية الغنائم ضبطت في الأشهر الأولى من الحرب. وعن تكلفة الأسلحة التي ضبطت في قطاع غزة كتبت هآرتس، ثمن قطعة السلاح الخفيف يتراوح ما بين 10 إلى 20 ألف شيكل، التقديرات بأن تكلفة السلاح الذي ضبط في قطاع غزة حوالي 40 مليون شيكل، تكلفة قذيفة إنتاج ذاتي لحركة حماس 1000 دولار، ما يعني تكلفة الغنائم في هذا القطاع مئات آلاف الشواقل. وحسب المعطيات التي قدمها الجيش الإسرائيلي ل 'جمعية النجاح'، حتى الآن لم تعيد إسرائيل أيٍ من الغنائم لأي طرف، الأموال النقدية التي يتم ضبطها، يتم عدها وتحويلها لقسم المالية في وزارة الحرب الإسرائيلية، أما الأسلحة التي يتم ضبطها يتم تسجيلها في مخزون الجيش الإسرائيلي، ومنها ما ينقل لقسم الأبحاث الأمنية في الجيش الإسرائيلي. وعن لبنان كتبت الصحيفة العبرية: في لبنان لم يصل الجيش الإسرائيلي للمؤسسات المالية لحزب الله، وعليه لم يتم ضبط أموال نقداً، ولكن كميات الأسلحة التي وقعت في يد الجيش الإسرائيلي خاصة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2024خلال العملية العسكرية البرية في لبنان أكبر بكثير من تلك التي ضبطت في قطاع غزة، ضبط في لبنان 3000 قطعة سلاح خفيف، و4400 سلاح بعيد المدى، و22 مركبة، والتقديرات أن 4000 عنصر من حزب الله قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي. الساحة السورية كانت أقل الساحات من حيث حجم الغنائم، 172 قطعة سلاح خفيف وقعت في يد الجيش الإسرائيلي، و569 سلاح بعيد المدى، وفي الضفة الغربية لم يكن للجيش الإسرائيلي أية غنائم. وبعيداً عما ذكرته صحيفة هآرتس العبرية والذي جاء فيه أن الجيش الإسرائيلي لم يأخذ غنائم من الضفة الغربية، كانت صحيفة يديعوت أحرنوت قد ذكرت قبل عدة أيام في تقرير لها عن الحالة الأمنية في الضفة الغربية، أن الجيش الإسرائيلي صادر منذ بداية الحرب على غزة من الضفة الغربية 46 مليون شيكل كانت مخصصة لجماعات المقاومة الفلسطينية، وتلك المصادرات كانت من 23 محل صرافة في الضفة الغربية، ولكن لم يصنفها الجيش الإسرائيلي كغنائم كما هو الحال في قطاع غزة. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة