
انتصارات الموساد وإخفاقاته: أبرز العمليات في تاريخه
قد تشكل الضربات الإسرائيلية المتكررة على المنشآت النووية والمواقع العسكرية في إيران، وما تبعها من تصعيد مستمر بين الطرفين، نقطة تحوّل بارزة تعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط بشكل جذري ودائم.
وقد كشفت هذه الضربات عن ثغرات أمنية واستخباراتية كبيرة داخل إيران، ما وضع النظام في مواجهة واحدة من أكثر اللحظات حساسية وتعقيدًا في تاريخه منذ 1979.
ورغم أن الضربات نُفذت من الجو، يُشتبه في أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" لعب دورا رئيسيا في تحديد الأهداف وتوجيه العمليات من الأرض.
ويُعتقد أن عملاء الموساد استخدموا طائرات مسيّرة هُربت إلى داخل البلاد لاستهداف أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية المتبقية.
وسبق أن أقرّت السلطات الإيرانية بأنها تشتبه في تعرض قواتها الأمنية لاختراق من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
في 13 يونيو/ حزيران، طالت الضربات عددا من كبار العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين ما يشير إلى أن إسرائيل كانت تملك معلومات استخباراتية عن مواقعهم.
ومن الصعب تقييم دور الموساد في هذه الأحداث - إذ نادرا ما تعلق إسرائيل على أنشطة هذا الجهاز. وقد لا يكون الموساد الجهاز الوحيد الذي شارك في اختراق إيران.
ولإسرائيل عدة أجهزة للاستخبارات، أهمها:
جهاز الاستخبارات الخارجي "الموساد"
جهاز الأمن العام الداخلي"الشاباك"
جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"
وهذا ما نعرفه عن أبرز العمليات المنسوبة إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
عمليات ناجحة
اغتيال إسماعيل هنية
في 31 تموز/يوليو 2024، قُتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، داخل غرفته في دار ضيافة تابعة للحرس الثوري إثر حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن عملية الاغتيال، لكن بعد بضعة أشهر، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن بلاده كانت وراء تنفيذها.
وتتضارب الروايات حول ظروف مقتل هنية؛ فبينما يقول القيادي في حماس، خليل الحية، إنه قُتل بصاروخ مباشر، تشير تقارير صحفية، بينها "نيويورك تايمز"، إلى أنه قُتل في انفجار عبوة ناسفة زُرعت قبل شهرين من تنفيذ العملية في المبنى الذي كان يقيم فيه.
في حين لم تتمكن بي بي سي من التحقق من صحة أيٍّ من الروايتين.
ويُعد هنية أحد أبرز قادة حماس الذين قُتلوا في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي شنتها الحركة على بلدات في جنوب إسرائيل.
ومن أبرزهم: زعيم حماس السابق والعقل المدبر للهجوم يحيى السنوار، وشقيقه محمد، بالإضافة لقائد الجناح العسكري محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى.
انفجار أجهزة تابعة لحزب الله
على نحوٍ متزامن، وفي مناطق متفرقة من لبنان، انفجرت آلاف أجهزة النداء اللاسلكي (البيجر) في أيدي عناصر من حزب الله.
وأسفرت تلك الانفجارات التي وقعت في 17 أيلول/سبتمبر 2024 عن سقوط قتلى وجرحى من مستخدمي الأجهزة، إضافة إلى عدد من المارة، ما أثار حالة من الارتباك في الشارع اللبناني.
وتكررت العملية في اليوم التالي، ولكن من خلال تفجير أجهزة اتصالات لاسلكية من نوع "ووكي توكي آيكوم".
جاء هذا الهجوم غير المسبوق في ظل تصاعد حدة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، وذلك بعد أن استهدف حزب الله مواقع إسرائيلية في اليوم التالي لهجمات السابع من أكتوبر.
ووفقاً لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية آنذاك، فقد اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد شهرين بأن إسرائيل تقف خلف الهجوم.
وفي مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية، كشف عميلان سابقان أن الموساد زرع عبوات متفجرة داخل بطاريات أجهزة الاتصال اللاسلكي المعروفة بـ"ووكي توكي" كجزء من تفاصيل العملية.
وأوضحا أن حزب الله، دون علمه، اشترى قبل نحو عشر سنوات أكثر من 16 ألف جهاز من تلك الأجهزة من شركة وهمية وب"سعر جيد"، كما اقتنى لاحقًا حوالي 5 آلاف جهاز بيجر، بحسب ما نقلته شبكة "سي بي إس".
وشكّل هجوم "البيجر" محطة مفصلية ضمن سلسلة هجمات استهدفت قيادات حزب الله.
ومن بين أبرز العمليات التي نفذت في تلك الفترة اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، والمرشح المحتمل لخلافته، هاشم صفي الدين، بالإضافة إلى كبير مستشاريه، فؤاد شكر، وقادة عسكريين بارزين مثل حسين سرور.
فخري زاده "عراب النووي"
في 2020، تعرضت سيارة محسن فخري زاده، الملقب بـ"عرّاب البرنامج النووي الإيراني"، لهجوم مسلح في منطقة أبسرد، شرقي طهران.
وقُتل زاده بواسطة رشاش يتم التحكم فيه عن بُعد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
و في نهاية 2022 اتهمت إيران تسعة أشخاص بـ"التخابر مع إسرائيل" في عملية الاغتيال هذه.
ومنذ أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وجّهت طهران اتهامات لجهاز المخابرات الإسرائيلي بتنفيذ سلسلة اغتيالات استهدفت علماء نوويين. ولم ترد إسرائيل على هذه الاتهامات.
وعلّق الصحفي في بي بي سي الفارسية، جيار جول، في تقرير له عام 2022، على العملية قائلاً إن" تنفيذ اغتيال بتلك الدقة على هدف متحرك، ودون سقوط أي ضحايا مدنيين، يتطلب توفر معلومات استخباراتية دقيقة وفورية على الأرض".
وفي عام 2018، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مجموعة ملفات قال إنها جزء من الأرشيف النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن "جهاز الموساد حصل عليها سابقًا خلال عملية جريئة استهدفت منشأة تخزين تبعد نحو 30 كيلومترًا عن طهران". وقد أكد الرئيس الإيراني آنذاك، حسن روحاني، لاحقا وقوع هذه العملية.
وخلال مؤتمر صحفي، سلّط نتنياهو الضوء على الدور المحوري لفخري زاده في برنامج سري لتطوير أسلحة نووية.
وكرر قائلا: "الدكتور محسن فخري زاده... تذكروا هذا الاسم."
محمود المبحوح
عام 2010، وُجدت جثة المسؤول العسكري البارز في حركة حماس، محمود المبحوح، في غرفة بفندق في دبي.
بدا الأمر كأنه يتعلق بوفاة طبيعية في البداية لكن شرطة دبي تمكنت في النهاية من التعرف على فريق الاغتيال بعد مراجعة كاميرات المراقبة.
وأعلنت الشرطة آنذاك أن المبحوح قُتل صعقاً بالكهرباء ثم خنق في عملية اشتُبه بأنها من تدبير الموساد وأثارت حينها غضباً دبلوماسياً إماراتياً.
لكن الدبلوماسيين الإسرائيليين قالوا إنه لا توجد أدلة على تورط الموساد في العملية، رغم أنهم لم ينكروا ذلك اتساقاً مع سياسة الحكومة الإسرائيلية في إبقاء الأمور "غامضة".
يحيى عياش والهاتف المفخخ
وفي عملية مشابهة عام 1996، اغتال "الشاباك" صانع القنابل في حركة حماس، يحيى عياش، عبر هاتف محمول من طراز "موتورولا ألفا"، تم تفخيخه بنحو 50 غراما من المتفجرات.
يحيى عياش كان قائدا بارزا في كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس، واشتهر بقدرته الفائقة على تصنيع المتفجرات وتنفيذ هجمات معقدة ضد أهداف إسرائيلية، ما جعله هدفا رئيسيا لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
وفي أواخر عام 2019، رفعت الرقابة الإسرائيلية الحظر عن بعض تفاصيل عملية الاغتيال تلك، ونشرت القناة 13 الإسرائيلية تسجيلا صوتيا للمكالمة الأخيرة بين عياش ووالده.
وتُعد عمليات تصفية عياش والهمشري جزءاً من تاريخ طويل ومعقد في استخدام التقنيات الحديثة لتنفيذ الاغتيالات.
محمود الهمشري .. "اتصال قاتل"
في عام 1972، قامت جماعة أيلول الأسود الفلسطينية المسلحة بقتل عضوين من الفريق الأولمبي الإسرائيلي في أولمبياد ميونيخ واحتجزت 9 آخرين قُتلوا لاحقاً في محاولة إنقاذ فاشلة قامت بها شرطة ألمانيا الغربية.
وبعد ذلك، استهدف الموساد عدداً من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية، ومن بينهم محمود الهمشري. قُتل إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت في الهاتف في شقته في باريس. وفقد الهمشري ساقه في الانفجار وتوفي في النهاية متأثرا بجروحه.
عملية عنتيبي
ينظر لعملية "عنتيبي" على أنها واحدة من أكثر العمليات نجاحاً في تاريخ إسرائيل.
وقعت هذه العلمية في تموز/ يوليو عام 1976 في مطار "عنتيبي" بأوغندا وحملت اسمه لاحقا.
وتمكنت قوات كوماندوز إسرائيلية بناءً على معلومات للموساد، من تحرير نحو 100 رهينة كانوا لا يزالون محتجزين في مطار "عنتيبي" .
بدأت الأزمة عندما اختطف أربعة مسلحين - فلسطينيان من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وشريكان لهما من جماعة "بادر ماينهوف" الألمانية - الطائرة وحولوا وجهتها نحو أوغندا، حيث انضم إليهم شركاء آخرون.
استمرت أزمة احتجاز الرهائن لمدة أسبوع تقريبًا قبل أن تنتهي بعملية الإنقاذ العسكرية الإسرائيلية.
وانتهت العملية بمقتل الخاطفين وثلاث رهائن، بالإضافة إلى جنود أوغنديين، كما قُتل قائد العملية، يوناتان نتنياهو، شقيق رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو.
مطاردة الضابط النازي أدولف أيخمان
تُعد عملية اختطاف الضابط النازي، أدولف آيخمان، من الأرجنتين في عام 1960 واحدة من أشهر العمليات الاستخباراتية الناجحة التي نفذها الموساد.
وكان آيخمان أحد المهندسين الرئيسيين للهولوكست التي راح ضحيتها حوالي 6 ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية.
طارد فريق من الموساد، مكون من أربعة عشر شخصاً، الضابط النازي الذي استقر في الأرجنتين بعد تنقله بين عدة دول، وتمكنوا من اقتياده إلى إسرائيل حيث حُوكِم وأُعدم.
إخفاقات
على الرغم من تحقيق نتائج عديدة، لم تسر جميع العمليات كما هو مخطط لها. كما سُجلت إخفاقات في رصد المعلومات الاستخباراتية.
محاولة اغتيال خالد مشعل
عام 1997، تعرض رئيس حركة حماس السابق، خالد مشعل، لمحاولة اغتيال فاشلة في الأردن.
وحُقن بمادة سامة أثناء سيره في أحد شوارع العاصمة عمّان في واحدة من العمليات التي تسببت في أزمة دبلوماسية كبيرة.
وأُلقت السلطات الأردنية القبض على العملاء الإسرائيليين المتورطين، وطالب ملك الأردن الراحل، الحسين بن طلال، إسرائيل بتوفير المصل المضاد للمادة السامة.
هددت العملية معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، ما دفع الرئيس الأمريكي آنذاك، بيل كلينتون، للتدخل والضغط على نتنياهو الذي أرسل رئيس الموساد إلى عمان ومعه الترياق الذي أنقذ حياة مشعل.
محاولة اغتيال محمود الزهار
في عام 2003، حاولت إسرائيل اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود الزهار، عبر قصف منزله.
نجا الزهار من العملية، لكن ابنه وزوجته قُتلا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمن مونيتور
منذ 3 ساعات
- يمن مونيتور
هل الحوثيون في ورطة؟ صراع إيران وإسرائيل يضعهم على المحك!
ترجمة وتحرير 'يمن مونيتور' كتبه: صموئيل راماني ( The New Arab ) في 15 يونيو/حزيران، زعم المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع أن الجماعة اليمنية قصفت إسرائيل بـ 'صواريخ باليستية فرط صوتية' بالتنسيق مع الجيش الإيراني. تباهى سريع بأن عمليات الحوثيين ضد 'أهداف إسرائيلية حساسة' في يافا قد 'حققت أهدافها بنجاح'. بينما تتطلب ادعاءات سريع الصارخة حول فعالية صواريخ الحوثيين تحققًا مستقلاً، تنظر إسرائيل إلى اليمن على أنه مسرح حاسم في صراعها المتنامي مع إيران. في 10 يونيو/حزيران، نفذت سفن كورفيت إسرائيلية من طراز 'ساعر 6' ضربات صاروخية بعيدة المدى ضد ميناء الحديدة على البحر الأحمر. وقبل الضربات الصاروخية على يافا، أفادت تقارير أن إسرائيل حاولت اغتيال رئيس أركان الحوثيين محمد عبد الكريم الغماري. من المرجح أن تؤدي الضربات الإسرائيلية المكثفة على الأهداف اليمنية إلى مشاركة حوثية أوسع نطاقاً في جهود إيران الانتقامية. في حين أن تدهور القدرات الصاروخية الإيرانية قد يوجه ضربة لسلاسل الإمداد إلى الحوثيين، لا تزال المخاوف قائمة بشأن احتمال تحول الحرب الإسرائيلية الإيرانية إلى صراع إقليمي. تظاهر متظاهرون رافعين أعلام إيران وحزب الله اللبناني في ساحة الثورة بطهران خلال عطلة نهاية الأسبوع. الصورة: atta kenare/AFP/Getty Images كيف استجاب الحوثيون للصراع الإسرائيلي الإيراني؟ مع بدء إسرائيل عملياتها الهجومية، أصدر الحوثيون بيانات عامة للتضامن مع إيران. أدان القيادي في الحركة اليمنية، محمد الحوثي، 'الهمجية والإرهاب' الذي يمارسه 'العدو الصهيوني' واستنكر الهجمات على إيران باعتبارها غير شرعية. على النقيض تماماً من إداناتها السابقة لروابط السعودية والإمارات بقوى غربية عدوانية، أشادت قناة 'المسيرة' الإعلامية التابعة للحوثيين بتضامن العالم العربي ضد الهجمات الإسرائيلية. بما أن الحوثيين قد أوفوا بوعودهم من خلال الضربات الصاروخية على الأراضي الإسرائيلية، فإنهم يميزون أنفسهم عن مجموعات الوكلاء الأخرى المتحالفة مع إيران. وقد حث الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الوزراء نجيب سلام حزب الله على البقاء على الهامش بينما تسعى لبنان للتعافي من 11 مليار دولار من الدمار الاقتصادي الناجم عن الحرب. في حين نظمت ميليشيات الحشد الشعبي العراقية مسيرات مؤيدة لإيران وهاجمت القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق، إلا أنها امتنعت عن التصعيد ضد إسرائيل. على الرغم من أن الحوثيين لديهم فرصة ذهبية لترسيخ مكانتهم كطليعة 'محور المقاومة'، إلا أن نقاط الضعف العسكرية الحالية لإيران قد تحد من نطاق انتقامهم. يحتاج الحوثيون إلى موازنة دقيقة بين الحفاظ على تحالفهم مع إيران وتجنب الإفراط في التوسع الذي يهدد قبضتهم على السلطة في شمال اليمن. صرح عبد الرسول ديفسالار، باحث أول في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، لصحيفة 'العربي الجديد' أن الحوثيين فاعلون براغماتيون في الأساس ويريدون التحوط ضد القدرات الإيرانية المتناقصة، ومن غير المرجح أن يصعدوا بشكل كبير ضد إسرائيل. إذا مارس الحوثيون ضبط النفس، يرى ديفسالار أن هذا يؤكد حقيقة أن لديهم قدراً من الاستقلال ولا يتلقون أوامر من طهران. كما أشار إبراهيم جلال، الخبير في الصراع اليمني وأمن الخليج، إلى أن الضربات الانتقامية كانت محدودة بسبب 'حساب المخاطر العالية والضغط الأمريكي السابق'. وقال جلال لـ 'العربي الجديد' إن هذا التقييد سيستمر على الأرجح ما لم 'تشارك أي قوة غربية بشكل مباشر في الصراع' أو 'تُعطل إيران البنية التحتية للنفط والغاز الخليجي'. الضربات الإسرائيلية على إيران وسلاسل إمداد الحوثيين منذ أن صعدت إسرائيل تدخلها العسكري ضد إيران الأسبوع الماضي، ألحقت أضراراً كبيرة بمنشآت تخزين الصواريخ الإيرانية. تكشف صور الأقمار الصناعية من ماكسار أن إسرائيل دمرت مبانٍ متعددة في قاعدة صاروخية رئيسية للحرس الثوري في كرمانشاه بغرب إيران. بينما توجد العديد من أهم مخازن الصواريخ الإيرانية تحت الأرض، فقد كانت كرمانشاه بمثابة مركز تخزين للصواريخ التي تنقلها طهران إلى الميليشيات الوكيلة المتحالفة معها. يزيد معدل استهلاك إيران للصواريخ من قدرتها على إعادة إمداد الحوثيين. بينما يُعتقد أنها كانت تمتلك 3000 صاروخ باليستي قبل التصعيد الأخير، فقد تضاءل هذا العدد بالفعل إلى 2000 بسبب عمليات الإطلاق المتكررة والهجمات الإسرائيلية. يشير هذا إلى أن الحوثيين سيتعين عليهم الاعتماد على سلاسل الإمداد الموجودة لديهم لتنفيذ هجمات على إسرائيل، وهناك درجة من عدم اليقين بشأن مصدر شحنات صواريخهم المستقبلية. الأثر العملي لقيود إمدادات الصواريخ الإيرانية على الأنشطة العسكرية للحوثيين غير واضح. يمتلك الحوثيون ترسانة عسكرية كبيرة ويمكنهم تحمل صدمات الإمداد قصيرة المدى للمجمع الصناعي العسكري الإيراني. لديهم أيضاً شبكة متنوعة من الشركاء خارج إيران، حيث يحافظون على روابط أمنية مع جماعات الميليشيات الشيعية في العراق وحركة الشباب في الصومال، بالإضافة إلى علاقات دبلوماسية راسخة مع روسيا والصين. 'قدرات الحوثيين لا تزال سليمة، مع إنتاج محلي وطرق تهريب متنوعة من الصين إلى القرن الأفريقي'، قال إبراهيم جلال لـ 'العربي الجديد'. تتفق دينا اسفندياري، رئيسة قسم الشرق الأوسط في بلومبرج إيكونوميكس، مع هذا التقييم. وقالت لـ 'العربي الجديد' إنه 'يوجد الكثير من الأسلحة بالفعل في اليمن ليستخدمها الحوثيون' وشددت على القيمة الاستراتيجية لفتح جبهة ثانية ضد إسرائيل. في حين أن الحفاظ على هجوم متعدد الجبهات ضد إسرائيل له مزايا استراتيجية، قد يكون لإيران أيضاً أسباب لتقليص دعمها للحوثيين. مع تبديد القدرات العسكرية لإيران، ستواجه ضغوطاً متجددة للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة واستئناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي. يشير سابقة سعي الحوثيين للسلام مع الولايات المتحدة في مايو/أيار 2025 إلى أن إيران يمكن أن تستخدم شراكتها مع الجماعة اليمنية كورقة ضغط دبلوماسية. صرح علي ألفونه، زميل أقدم في معهد دول الخليج العربي في واشنطن العاصمة، لـ 'العربي الجديد' أن النظام الإيراني 'يقاتل من أجل بقائه ولديه أولويات أخرى غير إمداد أنصار الله اليمنيين'. بسبب وضعها المتزايد اليأس، يرى ألفونه أنه 'إذا انخرطت إيران والولايات المتحدة في مفاوضات، فلن تضحي إيران بالحوثيين كورقة مساومة'. حرب اليمن وأمن الخليج إذا تعطل الدعم العسكري الإيراني للحوثيين بسبب الإجراءات الهجومية الإسرائيلية، فإن الحرب الأهلية المستمرة في اليمن قد تشهد تحولات ملحوظة في ديناميكياتها. في أكتوبر/تشرين الأول 2024، نشر الحوثيون مئات الجنود والصواريخ في محافظة تعز جنوب غرب اليمن. في ديسمبر/كانون الأول 2024، شن الحوثيون هجوماً على مواقع الحكومة اليمنية في تعز. وقد أدى هذا العمل الهجومي إلى أعنف أعمال عنف مجتمعية في تعز منذ عام 2022 وأثار مخاوف من تصعيد أكبر بكثير. وأدى التدخل العسكري الأمريكي ضد الحوثيين إلى تدهور المواقع العسكرية للجماعة اليمنية في تعز وأحبط مؤقتاً تصعيداً كبيراً. بعد أن سعى الحوثيون للسلام مع الولايات المتحدة، بدأوا في إعادة بناء قدراتهم العسكرية في تعز. يزعم أن الحوثيين بنوا بنية تحتية للأنفاق لتبسيط نقل الأسلحة والأفراد إلى تعز وبنوا مرافق تدريب جديدة للتحضير لهجمات جديدة. من المرجح أن يكون الصراع الإسرائيلي الإيراني قد أجبر الحوثيين على تأجيل طموحاتهم الهجومية في تعز، وقد استفاد خصومهم بالفعل من هذا التطور. في 17 يونيو/حزيران أعلنت الحكومة اليمنية عن القبض على خلايا حوثية في تعز وعدن، يُزعم أنها تورطت في تجسس غير قانوني ضد القوات اليمنية الجنوبية المنافسة. كما أن لقاء الرئيس اليمني رشاد العليمي الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له أهمية في هذا السياق، حيث يشير إلى أن الحكومة اليمنية تحاول إحداث شرخ في العلاقة الروسية الحوثية المتشددة. في حين أن معارضة المملكة العربية السعودية للضربات الإسرائيلية ضد إيران قد ردعت الحوثيين عن ضرب المملكة، لا تزال المخاوف قائمة في الرياض بشأن احتمال التصعيد. صرح عزيز الغشيان، خبير الأمن الدولي السعودي وزميل غير مقيم في منتدى الخليج الدولي، لـ 'العربي الجديد' أن المزاج في المملكة العربية السعودية هو 'قلق لا يصدق' ورفض فكرة أن الرياض تشجع سراً هذه الضربات. منذ أن بدأت إسرائيل عملياتها الهجومية ضد المواقع النووية الإيرانية في 13 يونيو/حزيران لم يقرن الحوثيون خطابهم الصارم بعمل عسكري واسع النطاق. من المرجح أن يستمر هذا التباين مع تضاؤل قدرة إيران على مساعدة الجماعة اليمنية ورغبة الحوثيين في تجنب الإفراط في التوسع العسكري الذي قد يكون مدمراً. المصدر: The New Arab


اليمن الآن
منذ 5 ساعات
- اليمن الآن
انتصارات الموساد وإخفاقاته: أبرز العمليات في تاريخه
قد تشكل الضربات الإسرائيلية المتكررة على المنشآت النووية والمواقع العسكرية في إيران، وما تبعها من تصعيد مستمر بين الطرفين، نقطة تحوّل بارزة تعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط بشكل جذري ودائم. وقد كشفت هذه الضربات عن ثغرات أمنية واستخباراتية كبيرة داخل إيران، ما وضع النظام في مواجهة واحدة من أكثر اللحظات حساسية وتعقيدًا في تاريخه منذ 1979. ورغم أن الضربات نُفذت من الجو، يُشتبه في أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" لعب دورا رئيسيا في تحديد الأهداف وتوجيه العمليات من الأرض. ويُعتقد أن عملاء الموساد استخدموا طائرات مسيّرة هُربت إلى داخل البلاد لاستهداف أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية المتبقية. وسبق أن أقرّت السلطات الإيرانية بأنها تشتبه في تعرض قواتها الأمنية لاختراق من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. في 13 يونيو/ حزيران، طالت الضربات عددا من كبار العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين ما يشير إلى أن إسرائيل كانت تملك معلومات استخباراتية عن مواقعهم. ومن الصعب تقييم دور الموساد في هذه الأحداث - إذ نادرا ما تعلق إسرائيل على أنشطة هذا الجهاز. وقد لا يكون الموساد الجهاز الوحيد الذي شارك في اختراق إيران. ولإسرائيل عدة أجهزة للاستخبارات، أهمها: جهاز الاستخبارات الخارجي "الموساد" جهاز الأمن العام الداخلي"الشاباك" جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" وهذا ما نعرفه عن أبرز العمليات المنسوبة إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. عمليات ناجحة اغتيال إسماعيل هنية في 31 تموز/يوليو 2024، قُتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، داخل غرفته في دار ضيافة تابعة للحرس الثوري إثر حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن عملية الاغتيال، لكن بعد بضعة أشهر، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن بلاده كانت وراء تنفيذها. وتتضارب الروايات حول ظروف مقتل هنية؛ فبينما يقول القيادي في حماس، خليل الحية، إنه قُتل بصاروخ مباشر، تشير تقارير صحفية، بينها "نيويورك تايمز"، إلى أنه قُتل في انفجار عبوة ناسفة زُرعت قبل شهرين من تنفيذ العملية في المبنى الذي كان يقيم فيه. في حين لم تتمكن بي بي سي من التحقق من صحة أيٍّ من الروايتين. ويُعد هنية أحد أبرز قادة حماس الذين قُتلوا في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي شنتها الحركة على بلدات في جنوب إسرائيل. ومن أبرزهم: زعيم حماس السابق والعقل المدبر للهجوم يحيى السنوار، وشقيقه محمد، بالإضافة لقائد الجناح العسكري محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى. انفجار أجهزة تابعة لحزب الله على نحوٍ متزامن، وفي مناطق متفرقة من لبنان، انفجرت آلاف أجهزة النداء اللاسلكي (البيجر) في أيدي عناصر من حزب الله. وأسفرت تلك الانفجارات التي وقعت في 17 أيلول/سبتمبر 2024 عن سقوط قتلى وجرحى من مستخدمي الأجهزة، إضافة إلى عدد من المارة، ما أثار حالة من الارتباك في الشارع اللبناني. وتكررت العملية في اليوم التالي، ولكن من خلال تفجير أجهزة اتصالات لاسلكية من نوع "ووكي توكي آيكوم". جاء هذا الهجوم غير المسبوق في ظل تصاعد حدة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، وذلك بعد أن استهدف حزب الله مواقع إسرائيلية في اليوم التالي لهجمات السابع من أكتوبر. ووفقاً لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية آنذاك، فقد اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد شهرين بأن إسرائيل تقف خلف الهجوم. وفي مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية، كشف عميلان سابقان أن الموساد زرع عبوات متفجرة داخل بطاريات أجهزة الاتصال اللاسلكي المعروفة بـ"ووكي توكي" كجزء من تفاصيل العملية. وأوضحا أن حزب الله، دون علمه، اشترى قبل نحو عشر سنوات أكثر من 16 ألف جهاز من تلك الأجهزة من شركة وهمية وب"سعر جيد"، كما اقتنى لاحقًا حوالي 5 آلاف جهاز بيجر، بحسب ما نقلته شبكة "سي بي إس". وشكّل هجوم "البيجر" محطة مفصلية ضمن سلسلة هجمات استهدفت قيادات حزب الله. ومن بين أبرز العمليات التي نفذت في تلك الفترة اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، والمرشح المحتمل لخلافته، هاشم صفي الدين، بالإضافة إلى كبير مستشاريه، فؤاد شكر، وقادة عسكريين بارزين مثل حسين سرور. فخري زاده "عراب النووي" في 2020، تعرضت سيارة محسن فخري زاده، الملقب بـ"عرّاب البرنامج النووي الإيراني"، لهجوم مسلح في منطقة أبسرد، شرقي طهران. وقُتل زاده بواسطة رشاش يتم التحكم فيه عن بُعد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. و في نهاية 2022 اتهمت إيران تسعة أشخاص بـ"التخابر مع إسرائيل" في عملية الاغتيال هذه. ومنذ أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وجّهت طهران اتهامات لجهاز المخابرات الإسرائيلي بتنفيذ سلسلة اغتيالات استهدفت علماء نوويين. ولم ترد إسرائيل على هذه الاتهامات. وعلّق الصحفي في بي بي سي الفارسية، جيار جول، في تقرير له عام 2022، على العملية قائلاً إن" تنفيذ اغتيال بتلك الدقة على هدف متحرك، ودون سقوط أي ضحايا مدنيين، يتطلب توفر معلومات استخباراتية دقيقة وفورية على الأرض". وفي عام 2018، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مجموعة ملفات قال إنها جزء من الأرشيف النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن "جهاز الموساد حصل عليها سابقًا خلال عملية جريئة استهدفت منشأة تخزين تبعد نحو 30 كيلومترًا عن طهران". وقد أكد الرئيس الإيراني آنذاك، حسن روحاني، لاحقا وقوع هذه العملية. وخلال مؤتمر صحفي، سلّط نتنياهو الضوء على الدور المحوري لفخري زاده في برنامج سري لتطوير أسلحة نووية. وكرر قائلا: "الدكتور محسن فخري زاده... تذكروا هذا الاسم." محمود المبحوح عام 2010، وُجدت جثة المسؤول العسكري البارز في حركة حماس، محمود المبحوح، في غرفة بفندق في دبي. بدا الأمر كأنه يتعلق بوفاة طبيعية في البداية لكن شرطة دبي تمكنت في النهاية من التعرف على فريق الاغتيال بعد مراجعة كاميرات المراقبة. وأعلنت الشرطة آنذاك أن المبحوح قُتل صعقاً بالكهرباء ثم خنق في عملية اشتُبه بأنها من تدبير الموساد وأثارت حينها غضباً دبلوماسياً إماراتياً. لكن الدبلوماسيين الإسرائيليين قالوا إنه لا توجد أدلة على تورط الموساد في العملية، رغم أنهم لم ينكروا ذلك اتساقاً مع سياسة الحكومة الإسرائيلية في إبقاء الأمور "غامضة". يحيى عياش والهاتف المفخخ وفي عملية مشابهة عام 1996، اغتال "الشاباك" صانع القنابل في حركة حماس، يحيى عياش، عبر هاتف محمول من طراز "موتورولا ألفا"، تم تفخيخه بنحو 50 غراما من المتفجرات. يحيى عياش كان قائدا بارزا في كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس، واشتهر بقدرته الفائقة على تصنيع المتفجرات وتنفيذ هجمات معقدة ضد أهداف إسرائيلية، ما جعله هدفا رئيسيا لأجهزة الأمن الإسرائيلية. وفي أواخر عام 2019، رفعت الرقابة الإسرائيلية الحظر عن بعض تفاصيل عملية الاغتيال تلك، ونشرت القناة 13 الإسرائيلية تسجيلا صوتيا للمكالمة الأخيرة بين عياش ووالده. وتُعد عمليات تصفية عياش والهمشري جزءاً من تاريخ طويل ومعقد في استخدام التقنيات الحديثة لتنفيذ الاغتيالات. محمود الهمشري .. "اتصال قاتل" في عام 1972، قامت جماعة أيلول الأسود الفلسطينية المسلحة بقتل عضوين من الفريق الأولمبي الإسرائيلي في أولمبياد ميونيخ واحتجزت 9 آخرين قُتلوا لاحقاً في محاولة إنقاذ فاشلة قامت بها شرطة ألمانيا الغربية. وبعد ذلك، استهدف الموساد عدداً من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية، ومن بينهم محمود الهمشري. قُتل إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت في الهاتف في شقته في باريس. وفقد الهمشري ساقه في الانفجار وتوفي في النهاية متأثرا بجروحه. عملية عنتيبي ينظر لعملية "عنتيبي" على أنها واحدة من أكثر العمليات نجاحاً في تاريخ إسرائيل. وقعت هذه العلمية في تموز/ يوليو عام 1976 في مطار "عنتيبي" بأوغندا وحملت اسمه لاحقا. وتمكنت قوات كوماندوز إسرائيلية بناءً على معلومات للموساد، من تحرير نحو 100 رهينة كانوا لا يزالون محتجزين في مطار "عنتيبي" . بدأت الأزمة عندما اختطف أربعة مسلحين - فلسطينيان من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وشريكان لهما من جماعة "بادر ماينهوف" الألمانية - الطائرة وحولوا وجهتها نحو أوغندا، حيث انضم إليهم شركاء آخرون. استمرت أزمة احتجاز الرهائن لمدة أسبوع تقريبًا قبل أن تنتهي بعملية الإنقاذ العسكرية الإسرائيلية. وانتهت العملية بمقتل الخاطفين وثلاث رهائن، بالإضافة إلى جنود أوغنديين، كما قُتل قائد العملية، يوناتان نتنياهو، شقيق رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو. مطاردة الضابط النازي أدولف أيخمان تُعد عملية اختطاف الضابط النازي، أدولف آيخمان، من الأرجنتين في عام 1960 واحدة من أشهر العمليات الاستخباراتية الناجحة التي نفذها الموساد. وكان آيخمان أحد المهندسين الرئيسيين للهولوكست التي راح ضحيتها حوالي 6 ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية. طارد فريق من الموساد، مكون من أربعة عشر شخصاً، الضابط النازي الذي استقر في الأرجنتين بعد تنقله بين عدة دول، وتمكنوا من اقتياده إلى إسرائيل حيث حُوكِم وأُعدم. إخفاقات على الرغم من تحقيق نتائج عديدة، لم تسر جميع العمليات كما هو مخطط لها. كما سُجلت إخفاقات في رصد المعلومات الاستخباراتية. محاولة اغتيال خالد مشعل عام 1997، تعرض رئيس حركة حماس السابق، خالد مشعل، لمحاولة اغتيال فاشلة في الأردن. وحُقن بمادة سامة أثناء سيره في أحد شوارع العاصمة عمّان في واحدة من العمليات التي تسببت في أزمة دبلوماسية كبيرة. وأُلقت السلطات الأردنية القبض على العملاء الإسرائيليين المتورطين، وطالب ملك الأردن الراحل، الحسين بن طلال، إسرائيل بتوفير المصل المضاد للمادة السامة. هددت العملية معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، ما دفع الرئيس الأمريكي آنذاك، بيل كلينتون، للتدخل والضغط على نتنياهو الذي أرسل رئيس الموساد إلى عمان ومعه الترياق الذي أنقذ حياة مشعل. محاولة اغتيال محمود الزهار في عام 2003، حاولت إسرائيل اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود الزهار، عبر قصف منزله. نجا الزهار من العملية، لكن ابنه وزوجته قُتلا.


اليمن الآن
منذ 6 ساعات
- اليمن الآن
تحليل: اللاعبون الدوليون في المواجهة الإيرانية–الإسرائيلية
يقيّم الخبراء الأدوار التي قد تسعى مختلف الفاعلين لأدائها أثناء وبعد الصراع، بما في ذلك حزب الله والحوثيون والميليشيات العراقية والفصائل الفلسطينية والقوى الدولية مثل الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي. سواء تصاعد القتال بين إيران وإسرائيل، أو استقر على حاله، أو سار في اتجاهات غير متوقعة، فإن الحلفاء والخصوم على حد سواء سيتطلعون لضمان مصالحهم الخاصة في القتال أو، على أقل تقدير، تجنب الانجرار إلى المعمعة. كيف ينظر الفاعلون داخل وخارج الشرق الأوسط إلى المواجهة، وكيف يمكن لقراراتهم أن تساعد أو تعيق أهداف السياسة الأمريكية؟ سبعة خبراء من معهد واشنطن يقدمون توقعات حول أكثر اللاعبين تأثيراً. حزب الله من المؤشر أن حزب الله لم يحرك بنيته التحتية العسكرية (أو ما تبقى منها) منذ أن أطلقت إسرائيل عملية "الأسد الصاعد" ضد إيران في 12 حزيران/يونيو. إحدى المهام الأساسية للجماعة هي الدفاع عن رعاتها في النظام في طهران كلما شعروا بالتهديد، وعادة ما كانت تستجيب بالقوة خلال الأزمات السابقة. في المواجهة الحالية، مع ذلك، اقتصر قادة حزب الله على بيان إدانة علني واحد---تبعته بسرعة تصريحات إعلامية مطمئنة للمستمعين أنهم لن يتدخلوا. هذا لا يعني أنهم ابتعدوا عن إيران أو لم يعودوا يريدون مهاجمة إسرائيل. بل إنهم مقيدون بعاملين رئيسيين. أولاً، قرار حزب الله في 2023 بفتح جبهة أخرى في حرب غزة انتهى بتدمير معظم بنيته التحتية العسكرية وقيادته. لا يزال لدى حزب الله بعض الصواريخ والمقذوفات المتبقية، لكن معظم هذه الأسلحة قصيرة المدى، والباقي صعب المناورة لوجستياً مع الطائرات الإسرائيلية المسيرة التي لا تزال تراقب كل تحركاتهم. في بيئة ما بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، يفهم قادة حزب الله أن إطلاق صاروخ واحد إضافي على إسرائيل قد يكلفهم ما تبقى من ترسانتهم ومستوياتهم العليا. والأهم من ذلك، أن الديناميكيات الداخلية لقاعدة حزب الله الأساسية---الطائفة الشيعية في لبنان---لا تحبذ التورط في الصراع الإيراني-الإسرائيلي. خلال العامين الماضيين، لم تفعل إيران شيئاً على الإطلاق بينما هاجمت إسرائيل لبنان وقتلت شخصيات مفتاحية مثل "حسن نصر الله". شعر الشيعة المؤيدون لحزب الله بخيانة عميقة من هذا التقاعس، ومشاعرهم تجاه طهران لم تتعافَ. بالإضافة إلى هذه النكسات الداخلية، فقد حزب الله عمقه الإقليمي عندما أُطيح بنظام "الأسد" في سوريا المجاورة. لذلك تشعر الجماعة بعزلة أكبر من أي وقت مضى وأعادت تركيزها على الحفاظ على الركيزة الأخيرة لقوتها المحلية: التمثيل السياسي. مع اقتراب الانتخابات البرلمانية للعام القادم، تشعر الجماعة أنه ليس لديها خيار سوى الاستماع لقاعدتها والانسحاب. الحوثيون في 15 حزيران/يونيو، أقل من ثلاثة أيام بعد بدء عملية "الأسد الصاعد"، ادعى الحوثيون اليمنيون إطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل في هجوم مشترك مع إيران. إذا تكثفت الأزمة، قد تُظهر الجماعة دعمها لراعيها طويل الأمد بإطلاق مزيد من الصواريخ على إسرائيل، أو استئناف الهجمات البحرية في الممرات المائية الإقليمية الحيوية، أو كليهما. علاوة على ذلك، إذا تدخلت الولايات المتحدة بشن ضرباتها الخاصة ضد المنشآت النووية الإيرانية، قد يستهدف الحوثيون الأصول الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك الشحن التجاري. يمكنهم فعل ذلك رغم موافقتهم في أيار/مايو على التوقف عن مهاجمة السفن الأمريكية مقابل توقف واشنطن عن حملتها العسكرية في اليمن. بالإضافة إلى تكثيف إطلاق صواريخهم على الأراضي الإسرائيلية، قد يستهدف الحوثيون مناطق يعتقدون أن السفن التجارية الإسرائيلية تعمل فيها، بما في ذلك بحر العرب والمحيط الهندي. العام الماضي، هاجموا سفناً تجارية في تلك الممرات المائية بعد استنتاجهم أن السفن مرتبطة بإسرائيل. احتمال المزيد من هذه الضربات مقلق نظراً لأن سجل الجماعة في التحديد الدقيق للسفن ضعيف في أحسن الأحوال. طبيعة ونطاق أي هجمات بحرية جديدة ستعتمد على مسار الصراع الإيراني-الإسرائيلي---كلما استمر القتال أطول، زاد خطر اعتماد الحوثيين تكتيكات جديدة تهدد الأرواح وتعطل التجارة العالمية. حماسهم لدعم إيران في هذا الصراع ليس مفاجئاً نظراً للدور الذي لعبته طهران في تسليحهم بأسلحة متطورة ومعرفة عسكرية. إذا انهار النظام في إيران، سيفقد الحوثيون حليفهم الأجنبي الأول ومورّدهم. في ضوء هذه العوامل، يجب على الولايات المتحدة وشركائها مراقبة المخاطر على الشحن في الأيام والأسابيع القادمة عن كثب، ليس فقط في الخليج الفارسي، بل أيضاً في البحر الأحمر والممرات المائية الأخرى في متناول الحوثيين. تبقى الجماعة مسيطرة على العبور عبر مضيق باب المندب وقد تقرر تجديد الأعمال العدائية هناك دعماً لإيران. الميليشيات العراقية إلى حد كبير، بقي شركاء إيران في ما يُسمى "محور المقاومة" خارج الأزمة الحالية. يبقى الحوثيون منخرطين في صراع مع إسرائيل، لكن هذا كان الحال قبل 12 حزيران/يونيو. أعلن حزب الله اللبناني في 13 حزيران/يونيو أنه لن يبدأ ضربات دفاعاً عن إيران. بعد يومين، تردد هذه الرسالة من إحدى كبريات الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، كتائب حزب الله. مشيرة إلى أن طهران قادرة على مواجهة إسرائيل بمفردها، دعت الجماعة الفصائل العراقية للتركيز على ردع الولايات المتحدة من الانضمام المباشر للقتال عبر تهديد القواعد الأمريكية المحلية. تصرفت الميليشيات العراقية بهذه الطريقة من قبل---بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل، ركزت في البداية على ردع التورط الأمريكي. منذ اندلاع الصراع الحالي، جدد قادة ميليشيات عراقية مختلفون---مثل قائد كتائب سيد الشهداء "أبو علاء الولائي" ورئيس حركة حزب الله النجباء "أكرم الكعبي"---دعواتهم لطرد القوات العسكرية الأمريكية وإغلاق السفارة الأمريكية. لكن في الوقت الحالي، يبدو أن إيران تحتفظ بهم "في الاحتياط" للاستخدام إذا تدخلت واشنطن. تجنبت الميليشيات بعناية ضرب القوات الأمريكية في العراق أو استخدام الأراضي العراقية لمهاجمة إسرائيل. أُبلغ عن حوادث حركية مختلفة هناك في الأيام الأخيرة، لكن عند الفحص الدقيق تبين أنها طائرات إيرانية مسيرة تتحرك عبر المجال الجوي العراقي في طريقها إلى إسرائيل وتم اعتراضها عندما مرت قريباً جداً من المنشآت الأمريكية في قاعدة عين الأسد الجوية ومطار أربيل. لنكن واضحين، الموقف الحالي للميليشيات من التقاعس ليس بسبب أي قيود فرضتها عليهم الحكومة العراقية الضعيفة. بل إنهم مقيدون بحذرهم الداخلي الطبيعي والتعليمات الظاهرة من طهران للحفاظ على ملف منخفض والمحافظة على أصولهم. تتصرف الجماعات العراقية أيضاً بتماسك ظاهر---لم يُبلغ عن هجمات "حرة" من جماعات أصغر. هذا النوع من التماسك عادة ما يكون نتيجة توجيهات واضحة من قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإسلامي الإيراني. إذا أصبحت الولايات المتحدة أكثر تورطاً مباشرة في الصراع، قد تحيي طهران نهج "وحدة الجبهات" الذي استخدمته ضد إسرائيل خلال حرب غزة. في ذلك السيناريو، لن يعود التماسك قيداً، ويمكن توقع رؤية ضربات ميليشيات عراقية واسعة على المنشآت الأمريكية في العراق وسوريا والأردن وربما حتى دول الخليج. أخيراً، مع تراكم تأثيرات الحملة الإسرائيلية، ستحتاج طهران الضعيفة أصدقاءها في العراق أكثر من أي وقت مضى---كنقطة دخول إلى الشبكات المالية العالمية والمشتريات وتهريب النفط؛ كوكلاء مسلحين لتهديد الأصول الأمريكية والخليجية بشكل غير مباشر؛ وربما كملاذ إذا انتهى الأمر بقادة النظام مضطرين للهرب. الساحة الفلسطينية في ردود أفعالهم الرسمية على القتال، لم تبتعد السلطة الفلسطينية وحماس كثيراً عن استعداداتهم السياسية المختلفة. حماس، حليف إيران والمتلقي طويل الأمد لكرمها، أدانت هجمات إسرائيل، بينما بقيت السلطة الفلسطينية صامتة---جزئياً لأنها عانت طويلاً من دعم طهران لمنافسيها الإسلاميين والتهريب الواسع للأسلحة وتمويل الإرهاب في الضفة الغربية. في هذه الأثناء، هُمش الصراع كلا من أجندتيهما. كانت السلطة الفلسطينية تأمل في لحظة نادرة تحت الأضواء عبر مؤتمر سلام دولي برعاية سعودية/فرنسية حول حلول الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. المخطط أصلاً لهذا الأسبوع، أُجل الحدث الآن إلى أجل غير مسمى. من جانبها، كانت حماس تأمل أن يحسن النفاد الدولي المتزايد مع إسرائيل موقفها التفاوضي في محادثات وقف إطلاق النار في غزة. لكن العديد من البلدان الأوروبية التي عبرت عن هذا النفاد قبل الأزمة الحالية خرجت منذ ذلك الحين لدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إيران. على المدى الطويل، ستُشعر حماس بتأثير الصراع الإيراني بشدة أكبر. طوال حرب غزة، تضاءلت العناصر التي جلبت الحركة الإرهابية أقرب إلى طهران سابقاً: كتائب عز الدين القسام مدمرة الآن، وقُتل قادة مثل "يحيى السنوار" و"إسماعيل هنية" و"صالح العاروري". هزيمة إيرانية في القتال الحالي ستميل بميزان القوة بوضوح لصالح مسؤولي حماس الذين يدعون علاقات أقوى مع قطر وتركيا---بلدان قد تكون راغبة في دعم الجماعة سياسياً لكنها لن تساعد في إعادة بناء قدراتها العسكرية والإرهابية. لكن هذه التحولات لن تترجم بالضرورة إلى اختراق فوري في محادثات الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة. يواصل القادة العسكريون لحماس على الأرض امتلاك الكلمة الأخيرة في هذه الأمور، والإزالة المستمرة للقادة الكبار تركت الجماعة تكشط قاع البرميل. القائد الحالي للجماعة في غزة، "عز الدين الحداد"، مجهول إلى حد كبير وليس لديه خبرة سياسية. ليس واضحاً إذا كان يفهم التطورات الإقليمية الأكبر التي تحدث نتيجة للمواجهة الإيرانية-الإسرائيلية، والقيادة السياسية لحماس في الدوحة لديها نفوذ قليل عليه. الصين رد بكين حتى الآن هو استمرار لنهجها في المنطقة بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي شهد المسؤولين الصينيين يتخلون عن أي محاولات تقليدية للحياد لصالح إلقاء اللوم بانتظام على إسرائيل. في مكالمة 14 حزيران/يونيو مع نظيره الإيراني، أدان وزير الخارجية "وانغ يي" "الانتهاك المتهور لسيادة إيران" من قبل إسرائيل وحذر من أن العملية الجارية "وضعت سابقة خطيرة مع عواقب كارثية محتملة." ثم أخبر نظيره الإسرائيلي أن الصين تعارض أعمال إسرائيل، واصفاً إياها بـ"انتهاك للقانون الدولي." في النهاية، ستكون بكين على الأرجح لاعباً هامشياً في حل هذه الأزمة. المسؤولون الصينيون مهتمون أساساً بالحفاظ على التدفق المستمر للطاقة والتجارة من وإلى الشرق الأوسط. صادرات الطاقة الإيرانية تشكل حوالي 10 بالمائة من إجمالي واردات الصين، لكن العراق يزود حوالي نفس الكمية، والسعودية تزود أكثر من كليهما (14 بالمائة). الأهم بكثير لبكين هو الاستقرار العام للتجارة من وإلى المنطقة وعدم الاستقرار الإضافي المحتمل الذي قد يحدث. لذلك ستسعى بكين لمنع التصعيد مع تسجيل نقاط دبلوماسية في محكمة الرأي العالمي، جزئياً برسم أعمال إسرائيل كحالة أخرى من المغامرة العسكرية المدعومة أمريكياً. مقال رأي في منفذ الحزب الشيوعي الصيني باللغة الإنجليزية أشار إلى "التنسيق قبل الضربة" بين إسرائيل والولايات المتحدة، محتجاً أن "التهديدات الصريحة" من واشنطن ضد إيران زادت التوترات أكثر. وخلال ملاحظات في الأمم المتحدة نهاية هذا الأسبوع، دعا السفير "فو كونغ" "البلد ذو التأثير الكبير على إسرائيل" إلى "لعب دور بناء"---إشارة مبطنة بشكل خفيف إلى الولايات المتحدة. تعمقت العلاقة الصينية-الإيرانية في السنوات الأخيرة، لكنها تبقى زواج مصلحة لبكين أكثر من اتحاد حيوي استراتيجياً. في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد قبل اندلاع القتال بوقت قصير، انضمت الصين إلى روسيا في التصويت بـ"لا" على قرار يعلن أن إيران انتهكت التزاماتها النووية. لكن القرار مر على أي حال، وهذا الغطاء الدبلوماسي الأدنى على الأرجح بقدر ما تريد بكين الذهاب إليه في الوقت الحالي. يجب على القادة الصينيين موازنة مصالحهم الاقتصادية الأوسع في المنطقة وكذلك علاقاتهم المتنامية مع دول الخليج العربي، لذا سيضغطون على الأرجح على طهران لتحديد التداعيات الاقتصادية لاستجاباتها العسكرية. باختصار، يمكن توقع أن تواصل الصين إعطاء الأولوية لتخفيف التصعيد، وإصدار إدانات للأعمال الإسرائيلية (والأمريكية بالتمديد)، ومحاولة وضع نفسها كحكم "غير متحيز" للأمن الإقليمي. روسيا اتبع رد موسكو على الأزمة نمطاً يمكن التنبؤ به: إدانة خطابية لإسرائيل تليها عروض للوساطة. لسنوات، قدم الرئيس "فلاديمير بوتين" نفسه كشخص يمكنه التحدث إلى الأطراف المتعارضة عبر الشرق الأوسط، رغم أنه في الواقع مكّن القوى المعادية لأمريكا: وهي إيران ووكلاؤها الإقليميون و(حتى وقت قريب) نظام "الأسد" في سوريا. يبدو أن الحملة الإسرائيلية فاجأت الكرملين. لم يقدم "بوتين" أي تعليقات علنية بعد، رغم أن الكرملين أصدر بياناً حول مكالماته المنفصلة مع الرئيس الإيراني "مسعود بزشكيان" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو". في كلتا الحالتين، كرر على ما يبدو إدانة روسيا للضربات الإسرائيلية. أكثر بكثير من حصول إيران على سلاح نووي، أكبر مخاوف موسكو كان تحول طهران إلى الموالاة للغرب، وهذا الخوف يبقى على الأرجح أهم شيء في الأزمة الحالية. حملة إسرائيلية محدودة ضد إيران لن تضر بالضرورة مصالح الكرملين؛ في الواقع، ارتفاع جدي في أسعار النفط يمكن أن يعطي روسيا عائدات إضافية لاستخدامها على جبهات أخرى مثل أوكرانيا (الزيادات في الأسعار كانت ضئيلة حتى الآن، لكن ذلك قد يتغير). والأهم، إذا اشترى الغرب فكرة "بوتين" كوسيط، فإن ذلك سيعوض الضرر السمعة من عدم إنقاذ إيران ويخدم أهداف موسكو الجيوستراتيجية الأوسع. لكن إذا أشارت إسرائيل أو فاعلون آخرون أنهم يعتزمون تغيير النظام، قد تتغير حسابات "بوتين". في كانون الثاني/يناير، وقعت إيران وروسيا معاهدة شراكة استراتيجية شاملة، والتي تدعو لتعزيز العلاقات الدفاعية وكذلك التشاور والتعاون حول التهديدات الأمنية المشتركة. بالتأكيد، الوثيقة لا تتطلب من أي بلد الدفاع عن الآخر إذا تعرض للهجوم، بل مجرد الامتناع عن مساعدة المهاجم و"تسوية" أي نزاعات من هذا القبيل "على أساس ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأخرى المعمول بها للقانون الدولي." نظراً لمخاوفه حول تغيير النظام، مع ذلك، قد يقرر "بوتين" تقديم المساعدة إذا طلبتها طهران رسمياً، كما رُئي عندما تدخل لإنقاذ نظام "الأسد" في 2015. حتى بدون طلب رسمي، يمكن لروسيا تقديم مساعدة سرية، بما في ذلك توفير محتمل لأنظمة الدفاع الجوي S-300. مهما كان الحال، يجب على الولايات المتحدة أن تبقي عينها على الصورة الأكبر، معاملة روسيا وإيران كمجموعة استراتيجية واحدة وعدم نسيان أبداً أن هدف موسكو النهائي هو تفكيك النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة. أوروبا رغم الارتفاع السابق في انتقاد إسرائيل بسبب حصارها الإنساني لغزة، عبرت البلدان الأوروبية عن دعم قوي لإسرائيل منذ هجومها على إيران. على سبيل المثال، المستشار الألماني "فريدريش ميرتس" شكك بقسوة في الأهداف العسكرية الإسرائيلية في غزة قبل أسابيع قليلة، لكنه ثم وصف حملتها في إيران بـ"العمل القذر الذي تقوم به إسرائيل لنا جميعاً." هذه البيانات تُظهر الإدراك الأوروبي والأمريكي والإسرائيلي المشترك لإيران كمصدر رئيسي لزعزعة الاستقرار الإقليمي. لكن الدعم الأوروبي الأولي سيُختبر إذا استمر القتال، أو اتسع نطاق الأهداف داخل إيران، أو ارتفع عدد الضحايا بشكل كبير. في النهاية، ستكون لفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة (المعروفة بـ E3) دور في حل الأزمة. جميع البلدان الثلاثة طرف في الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، وواصلوا التعامل مع طهران حتى بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق في 2018. هذا يمنحهم القدرة على تفعيل "الإرجاع السريع" لعقوبات الأمم المتحدة، بما في ذلك حظر السفر وتجميد الأصول والقيود العميقة الأخرى المعلقة بموجب اتفاق 2015. نفوذهم العام يبقى محدوداً، مع ذلك، ويواصلون السعي للتنسيق الوثيق مع كل من الولايات المتحدة واللاعبين الإقليميين. المسؤولون الأوروبيون يشاركون إدارة "ترامب" خطها الصارم تجاه طهران، كما عُبر عنه في بيان مجموعة السبع في 16 حزيران/يونيو أمس وقناعتهم المعبر عنها مراراً أن إيران يجب ألا يُسمح لها أبداً بالحصول على سلاح نووي. لكنهم يشاركون أيضاً مخاوف المنطقة حول خطر حرب أوسع، التي قد تشمل عواقبها هجمات إرهابية على الأراضي الأوروبية. لهذا السبب يدعو مسؤولو E3 لتخفيف التصعيد ويحثون كلا الطرفين على العودة للمحادثات النووية. في الوقت نفسه، ستبذل البلدان الأوروبية قصارى جهدها لمنع روسيا من لعب أي نوع من أدوار الوساطة. ينظرون إلى موسكو كمخرب محتمل بسبب تدفق الإمدادات العسكرية التي أرسلتها إيران إلى روسيا للاستخدام ضد أوكرانيا.