logo
شحنة الأسلحة الإيرانية المضبوطة تكشف مزاعم التصنيع الحوثية

شحنة الأسلحة الإيرانية المضبوطة تكشف مزاعم التصنيع الحوثية

الشرق الأوسطمنذ 6 ساعات
مثّل ضبط شحنة الأسلحة الإيرانية المتوجهة إلى الحوثيين قبل أيام تفنيداً لمزاعم الجماعة بشأن قدرتها على تسليح نفسها محلياً، والاكتفاء الذاتي من الصواريخ الباليستية، والأسلحة الفرط صوتية، وحتى البنادق الآلية، وكشفت محتويات الشحنة التي ضبطتها المقاومة الوطنية، الأربعاء الماضي، أن دور الحوثيين يقتصر على إعادة تسمية المنتجات العسكرية الإيرانية.
ومنذ عام 2017، كانت الدول الكبرى تقطع بأن الجماعة الحوثية تحصل على شحنات مهربة من الأسلحة الجوية الإيرانية، ورغم تأكيدات تقارير لجنة خبراء الأمم المتحدة سنوياً، والحكومة اليمنية، باستمرار إيران في إرسال الأسلحة، فإن طهران واصلت الإنكار، في حين تمسكت الجماعة بادعائها امتلاك تقنية صناعة الصواريخ والقوارب والطائرات المسيّرة.
وكانت الأدلة التي قدمتها الحكومة اليمنية ودول التحالف الداعم لها، والتي شملت بقايا القذائف والصواريخ التي أطلقها الحوثيون، تؤكد أن مصدر التسليح الحوثي إيراني الصنع، إلى جانب اعترافات عدد من البحارة الذين أُلقي القبض عليهم متورطين في تهريبها، والتي عززت من تلك التأكيدات، إلا أن الجانبين، الإيراني والحوثي، واصلا الإنكار والنفي.
وقدمت محتويات السفينة التي ضبطتها قوات المقاومة الوطنية التابعة للحكومة اليمنية، أدلة قطعية جديدة على أن كل ما كان يقوله الحوثيون وينكره داعموهم غير صحيح، وما هو إلا محاولة للترويج لقدرات عسكرية غير حقيقية يملكها الحوثيون، وإبعاد أصابع الاتهام عن الحكومة الإيرانية.
جانب من شحنة الأسلحة التي ضُبطت في البحر الأحمر مؤخراً (إعلام حكومي)
ويؤكد العميد وضاح الدبيش، المتحدث الرسمي باسم القوات الحكومية في الساحل الغربي، أن الشحنة المضبوطة هي أكبر وأخطر شحنة مهربة كانت في طريقها إلى الحوثيين عبر البحر الأحمر، وأن محتواها يفضح مجدداً «كذبة» الاكتفاء والتصنيع العسكري التي تتغنى بها الجماعة الحوثية.
وذكر المسؤول اليمني أن ما تم ضبطه لم يكن سوى «ترسانة إيرانية كاملة من الأسلحة المتطورة»، وأن الحديث عن القدرة التصنيعية للحوثيين ليس سوى واجهة دعائية لتغطية عمليات التهريب المنظمة بإشراف «الحرس الثوري» الإيراني، عبر شبكات تهريب بحرية معقدة تمر عبر المياه الإقليمية والدولية.
لم يتوقف الدعم الإيراني للحوثيين خلال سنوات الحرب، وتكشف عمليات متعددة لضبط الأسلحة اعتماد الجماعة على شبكات تهريب معقدة تنشط عبر البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب، وتستفيد من ثغرات أمنية على طول هذه المسارات.
صاروخ «قائم 118» الإيراني يعيد الحوثيون تسميته بـ«صقر 4» (إعلام حكومي)
يؤيد عدنان الجبرني، الباحث المتخصص بشؤون الجماعة الحوثية، ما ذهب إليه القائد العسكري اليمني الدبيش، ويجزم بأن هذه هي أهم وأخطر عملية ضبط لشحنة تهريب أسلحة إيرانية للحوثيين، سواء من حيث الكمية أو النوع؛ إذ إن أكبر شحنة ضبطتها القوات اليمنية كانت على متن سفينة «جيهان» في عام 2013، وكانت حمولتها 48 طناً فقط، كما أنها شحنة أسلحة عادية باستثناء صواريخ «سام».
وفي يناير (كانون الثاني) من عام 2013، تم القبض على سفينة إيرانية تسمى «جيهان»، وهي محملة بالأسلحة في طريقها إلى ميناء ميدي، شمال غربي البلاد، الذي يسيطر عليه الحوثيون.
ومن بين الأسلحة التي كانت تحملها السفينة «جيهان»، صواريخ «سام 2» و«سام 3» المضادة للطائرات، وتقدمت الحكومة اليمنية حينها بطلب لمجلس أمن الأمم المتحدة للتحقيق في القضية، في حين نفت الحكومة الإيرانية علاقتها بالأمر.
ويشير الجبرني إلى أحد محتويات الشحنة الجديدة، وهو صاروخ «قائم 118» الإيراني للدفاع الجوي، ويقول إن الجيش الإيراني كشف عنه في فبراير (شباط) من هذا العام، منبهاً إلى تزويد الحوثيين بهذا النوع من الصواريخ منذ العام الماضي؛ أي قبل الإعلان الرسمي عنه، ويسمى لدى الحوثيين «صقر 4» (تقريباً)، وفاعليته جيدة ضد المسيّرات.
ينوه الجبرني بأن الشحنة شملت مكونات لمعظم ما يظهر في العروض العسكرية للجماعة الحوثية وعلى قنواتها الفضائية؛ إذ تشمل الشحنة صواريخ «كروز بحرية» يعيد الحوثيون تسميتها بـ«المندب 1 - سجيل»، ونحو خمس منظومات دفاع جوي شبه متكاملة، وعدداً كبيراً من الرؤوس الحربية لصواريخ باليستية حديثة، وحساسات.
جنديان يحملان بعضاً من شحنة أسلحة إيرانية صودرت في خليج عمان (البحرية البريطانية)
كما تحتوي الشحنة على أجهزة توجيه وتتبع للصواريخ التي يسمونها «فرط صوتية»، من نوعية الصواريخ التي أعلنوا عنها في عام 2020، وأجهزة استشعار حرارية، ومناظير متقدمة، وأجزاء حساسة لمنصات إطلاق الصواريخ الباليستية، وقطع خاصة بمنصات الإطلاق، ومحركات للطائرات من دون طيار.
ورأى في ذلك تعبيراً عن «اهتمام إيراني واضح» ببناء قدرات الجماعة، في إشارة إلى أجزاء منظومات دفاع جوي حديثة كانت من بين محتويات الشحنة.
وقال إن المفارقة تكمن في أن إيران نفسها فشلت في استخدام هذه المنظومات أثناء الضربات الإسرائيلية عليها، خصوصاً في الأيام الأولى. وعدّ ذلك انعكاساً لحرص الإيرانيين على أن يشمل دعمهم للحوثيين كل شيء، حتى أدوات حفر الأنفاق والملاجئ في الجبال.
جزء من مكونات شحنة أسلحة للحوثيين أوقفتها قوات يمنية حكومية (إعلام حكومي)
وينشر الباحث الجبرني صورة لصواريخ «كروز بحرية» من عائلة «قادر - نور» الإيرانية، ويقول إنها عندما تصل إلى الحوثيين يقومون بإعادة تسميتها بـ«المندب 1» وكتابة «صنع محلي يمني» عليها.
ويبين أن هذا النوع من الصواريخ أعلنت عنه إيران في عام 2014، وبدأ تهريبه إلى الحوثيين في عام 2017 ضمن شحنات صغيرة، مثل التي أعلنت المقاومة الوطنية ضبطها.
ووفقاً للجبرني، فإن ميزة هذا الصاروخ تكمن في إمكانية إطلاقه من فوق متن سيارة دفع رباعي معدّلة، عبر تثبيت قاعدته الصغيرة نسبياً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فيصل بن فرحان يؤكد لروبيو أهمية احترام استقلال سوريا وسيادتها
فيصل بن فرحان يؤكد لروبيو أهمية احترام استقلال سوريا وسيادتها

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

فيصل بن فرحان يؤكد لروبيو أهمية احترام استقلال سوريا وسيادتها

أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، إدانة بلاده الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، والتدخلات في شؤونها الداخلية، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، الخميس. وشدَّد وزير الخارجية السعودي على أهمية احترام استقلال سوريا وسيادتها، وضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها، مؤكداً ضرورة تضافر الجهود لدعم إجراءات الحكومة السورية لتحقيق الأمن، وبسط سيادة القانون على كامل أراضيها، بما يحفظ وحدة سوريا، ويُحقِّق سلمها الأهلي. من جانبها، ذكرت المتحدثة باسم «الخارجية» الأميركية، تامي بروس، أن الوزيرَيْن «ناقشا هاتفياً قضايا الأمن الإقليمي، بما في ذلك الجهود المبذولة لإنهاء العنف في سوريا». وأضافت بروس، في بيان، الخميس، أن الجانبين «بحثا المساعي الدبلوماسية المبذولة بشأن إيران، والتعاون الأميركي - السعودي الرامي لضمان أمن البحر الأحمر، وكذلك وقف القتال في السودان». وأشارت المتحدثة إلى أن الأمير فيصل بن فرحان والوزير روبيو ناقشا أيضاً التعاون الجاري لتعزيز العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة.

كاتس: دمرنا برنامج إيران النووي بالتعاون مع أميركا.. وهيجسيث: غيرنا وجه المنطقة
كاتس: دمرنا برنامج إيران النووي بالتعاون مع أميركا.. وهيجسيث: غيرنا وجه المنطقة

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

كاتس: دمرنا برنامج إيران النووي بالتعاون مع أميركا.. وهيجسيث: غيرنا وجه المنطقة

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن تل أبيب تمكنت بالتعاون مع واشنطن من القضاء على قدرات إيران النووية، فيما أشار نظيره الأميركي بيت هيجيسث إلى أن ما فعلته الولايات المتحدة وإسرائيل "أعاد تشكيل المنطقة بالكامل". وأوضح كاتس خلال لقاء مع هيجيسث في واشنطن الجمعة، "لقد دمرنا البرنامج النووي الإيراني، واستهدفنا مواقع التخصيب والعلماء النوويين، وكذلك منشآت إنتاج الصواريخ"، مضيفاً: "هدفنا المشترك هو منع إيران من إعادة بناء برنامجها النووي، أو توسيع قدراتها الصاروخية". وتابع بالقول: "الشراكة بين إسرائيل والولايات المتحدة قوية جداً، وسنعمل على تعزيزها في مجالات الدفاع الصاروخي والطائرات المسيّرة"، منوهاً بأن الضربات الأميركية ضد مواقع نووية إيرانية "كانت قراراً تاريخياً وجريئاً من الرئيس الأميركي دونالد ترمب". وفي إشارة إلى الضربات الأميركية، قال هيجيسث: "لقد أظهرت هذه العملية قدرات الجيش الأميركي، خاصة في استهداف 3 مواقع نووية إيرانية تم تدميرها بالكامل، رغم أن بعض وسائل الإعلام لم تستوعب ذلك بعد". ومضى هيجيسث يقول: "ما رأيناه هو رسالة واضحة للعالم: أميركا قادرة على الطيران لمدة 37 ساعة دون أن تُكتشف، والدخول إلى دولة معادية، وتنفيذ ضربات دقيقة وحاسمة بأسلحة لا تملكها سوى واشنطن، ثم العودة بأمان. هذه رسالة استراتيجية للعالم بأسره". واستطرد قائلاً إن "ما فعلته إسرائيل وما فعلناه نحن أعاد تشكيل المنطقة، وخلق فرصاً هائلة، ونأمل أن تختار إيران طريق السلام". وشدد على "التزام الولايات المتحدة بدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، قائلاً: "سواء تعلق الأمر بقدرات دفاعية جديدة أو سلام دائم، نحن نتطلع إلى تعزيز التعاون بيننا". تقييم أميركي جديد عن منشآت إيران النووية أظهر تقييم أميركي جديد أن الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة، الشهر الماضي، ضد منشآت نووية في إيران، دمّرت موقعاً واحداً فقط من بين 3 مواقع، أما الموقعان الآخران فلم يتعرضا لأضرار كبيرة، ويُرجّح أن تتمكن طهران من استئناف عمليات التخصيب فيهما خلال أشهر، حسبما ذكرت شبكة NBC News. ونقلت الشبكة عن 5 مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أن "أحد مواقع تخصيب اليورانيوم الثلاثة تم تدميره بالكامل (فوردو)، مما تسبب في تأخير كبير في الأنشطة النووية هناك"، لكن التقييم أشار إلى أن الموقعين الآخرين (نطنز وأصفهان) لم يتضررا بالقدر نفسه، ويُعتقد أن حجم الضرر فيهما قد يسمح لطهران باستئناف التخصيب في الأشهر القليلة المقبلة، إذا رغبت في ذلك. ويأتي هذا التقييم كجزء من جهود إدارة ترمب المستمرة لتحديد واقع برنامج إيران النووي بعد الضربات، وقد جرى إطلاع عدد من أعضاء الكونجرس ومسؤولين في وزارة الدفاع ودول حليفة على نتائجه خلال الأيام الماضية، وفقاً لـ4 مسؤولين. وشهدت المنطقة تصعيداً غير مسبوق خلال "حرب الـ12 يوماً" في يونيو الماضي، بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وإيران من جهة أخرى، استُهدفت خلالها منشآت نووية وعسكرية إيرانية بضربات قوية، فيما ردت إيران بقصف مكثف استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية وقاعدة أميركية في قطر، مستخدمة صواريخ باليستية وطائرات مسيرة.

أمجاد الماضي في حروب الحاضر
أمجاد الماضي في حروب الحاضر

العربية

timeمنذ 4 ساعات

  • العربية

أمجاد الماضي في حروب الحاضر

تنتشر في شوارع طهران هذه الأيام لافتات وصور لملوك وقادة إيران القديمة، على ما تحمل تقارير وكالات الأنباء، في إحياء لعصر ذهبي يُرجى أن يُلهم الحاضر الصعب. صورة للشاه الساساني شابور تقول: "جندي إيران". وأخرى للنقش الشهير لاستسلام الإمبراطور الروماني فاليريان للشاه ذاته بعد هزيمة الرومان في معركة أديسا (الرها في العصر الإسلامي– أورفا حاليا) سنة 260 للميلاد، تتشارك الفضاء العام في المدن الإيرانية مع صور ضخمة للمرشد علي خامنئي وللمسؤولين الذين قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على إيران في يونيو/حزيران الماضي. ولفت اهتمام الكثير من المتابعين، طلب المرشد من قارئ السيرة الحسينية، تلاوة نشيد "يا إيران" الذي يمزج بين المشاعر الدينية والقومية أثناء إحياء مراسم عاشوراء. العودة إلى الماضي المجيد لتعبئة أمة تخوض صراعا صعبا، ليس بالأمر الجديد. وشهيرة الشعارات التي رفعها الزعيم السوفياتي يوسف ستالين عن "روسيا المقدسة" و"تلبية نداء الوطن الأم" وطلبه إلى الكنيسة الأرثوذكسية حث المؤمنين (أو من تبقى منهم بعد حملات التطهير) على الانخراط في الدفاع عن الاتحاد السوفياتي في الأيام الحالكة للهجوم النازي الألماني على الدولة السوفياتية التي من المفترض أنها تضم عشرات العرقيات والشعوب والأديان والمذاهب إلى جانب الشعب الروسي والمذهب الأرثوذكسي. ولم يكن غريبا أن يشكل الماضي القيصري الروسي ملجأ أيديولوجياً لروسيا ما بعد الشيوعية، حيث برز الاهتمام الشديد بشخصيات ذلك الزمن خصوصا بطرس الأكبر الذي أدخل روسيا إلى أوروبا الحديثة، مع تبرئة إيفان "الرهيب" من جرائمه بذريعة انكبابه على بناء الدولة وتكريس وجودها. الصين بعد ماو تسي تونغ سارت على درب مشابه إذ تراجعت النزعة الأممية التي نادت الماوية بها– في نسخة تختلف عن الأممية السوفياتية– واتجهت من دون تردد إلى تمجيد الماضي الصيني سواء في كفاحه ضد الأعداء الأجانب كالغزاة اليابانيين والمغول، أو في تقديمه الصين كبلد متقدم تقنيا وثقافيا. أما صدام حسين وأثناء حربه ضد إيران بين 1980 و1988 التي أسماها "قادسية صدام"، فقد بعث تراثا كاملا من العداء العربي–الفارسي والأدبيات التي تتراوح بين النصوص الدينية ومقتطفات من السجالات أثناء الحقبة العباسية الرافضة لظاهرة الشعوبية والزندقة، والتي تبخس الفرس وتمجد العرب. وليس مهماً إذا كان الماضي المستعاد، في المقام هذا، متخيلا أو واقعيا. فنازيو ألمانيا شيدوا خرافة تربط التاريخ المفترض بمستقبل يحمل الازدهار طوال ألف عام مقبل للشعب الألماني. وأضافوا كل ذلك على حفنة من "الأدلة" الزائفة عن التفوق العرقي للشعب الآري المتخيل. ولا يغيب عن البال الاستخدام الكثيف للنصوص والعبارات الدينية التي تطرحها إسرائيل في حروبها والأسماء الرمزية لعملياتها، ناهيك عن تصريحات مسؤوليها التي لا تغيب عنها الاستعارات التوراتية والتذكير بمواقف لأنبياء اليهود وأقوالهم. وفي جميع الحالات المذكورة وغيرها، تبدو العودة إلى الماضي غير مكلفة ومضمونة النتائج وتوفر ملجأ للسلطات التي تبحث في دفاترها القديمة عما يساعدها في تجاوز محنها من دون أن تتنازل في واقع الأمر عن شيء يذكر من خطابها. وإذا كانت الأمثلة أعلاه ترجع كلها إلى دول تحضر فيها الأيديولوجيا بأوجهها المتعددة، الدينية والستالينية والنازية والصهيونية، بقوة في حياتها السياسية وتشمل اجتماعها واقتصادها، وتحارب في الميدان وخارجه ضد أعداء الأمة، فإن التجربة تفيد بأن كل تحضير لأرواح الماضي لا يحمل خيرا لشعوب الدول التي تنحو المنحى هذا. فـ"الهندوتفا" في الهند القائمة على تمجيد الإنجازات الإمبراطورية والثقافية القديمة، على سبيل المثال، تحمل بذور هيمنة عرقية ودينية ضد مواطنين آخرين. فيما يشكل شعار "عودة بني أمية" غطاء لما قد يصل إلى حد الحرب الأهلية انتقاما لما تعرض له سنّة سوريا في العقود الستة الماضية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store