logo
مفاوضات شائكة وانتظارات ثقيلة في مؤتمر بون للمناخ يونيو 2025

مفاوضات شائكة وانتظارات ثقيلة في مؤتمر بون للمناخ يونيو 2025

بلدنا اليوممنذ 5 ساعات

في قلب مدينة بون الألمانية، التي تحوّلت لعقدين إلى العاصمة الرمزية للحوكمة المناخية، عادت الأنظار الدولية مجددًا إلى مقر مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ ، حيث انطلقت الدورة الثانية والستون للهيئتين الفرعيتين SB62، استعدادًا لـمؤتمر الأطراف COP30 المنتظر عقده في مدينة بليم البرازيلية في ديسمبر القادم.
لكن انطلاقة المؤتمر لم تكن بسلاسة المأمول، بل تعثرت في أول اختبار تنظيمي: جدول الأعمال.
مفاوضات متعثرة منذ اللحظة الأولى
منذ صباح 16 يونيو، تقاطر المندوبون إلى المركز العالمي للمؤتمرات، ليجدوا أنفسهم محاصرين بـ"دراما بروتوكولية"، وسط خلافات حادة حول بنود جدول الأعمال المقترحة. أبرزها:
بند المادة 9.1 من اتفاق باريس بشأن التزامات الدول المتقدمة في تمويل المناخ.
المقترحات حول التدابير الأحادية الجانب المقيدة للتجارة، والتي أثارت توترًا بين الدول الصناعية والدول النامية.
رئيسة الهيئة الفرعية للتنفيذ، جوليا جاردينر (أستراليا)، حاولت عبثًا تمرير جدول أعمال مؤقت توافقي. الاتحاد الأوروبي طرح تعديلات تضمنت توسيع تفسير المادة 9، فيما تمسكت مجموعة الـ77 والصين بإدراج بند صريح حول التمويل الإلزامي وتقييم التقدم. المجموعة العربية رفضت مقترحات الأوروبيين، معتبرة إياها انتقاصًا من الالتزامات القانونية.
السفير مصطفى الشربيني يطلق مبادرة "الإنصاف الأخضر الآن"
في تصريح صحفي من قاعة نيروبي 4، أطلق السفير د. مصطفى الشربيني ، الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ ، مبادرة جديدة تحمل عنوان:
"الإنصاف الأخضر الآن – Green Equity Now"
تسعير عادل للكربون مع الاعتراف بالتاريخ الاستعماري للانبعاثات.
تمويل ميسر للتكيف في مجالات الزراعة والمياه والصحة.
إصلاح هيكل الدين الدولي من خلال تبادل الديون مقابل العمل المناخي.
تمكين الشباب والمجتمع المدني من أدوات التمويل البيئي.
ابتكار أدوات تمويلية جديدة بالشراكة مع القطاع الخاص.
كما أكد الشربيني أن مصر تواصل ريادتها الإقليمية منذ استضافتها قمة COP27، من خلال مبادرات مثل "نوفي – NWFE"، التي ربطت مشاريع المناخ بالتمويل المستدام.
الأرقام تتحدث: 490 مؤشرًا للتكيف... والبرازيل تقترح 13 تريليون دولار
رغم التعطيلات، شهدت القاعات الجانبية فعاليات إلزامية مهمة، أبرزها ورشة عمل حول مؤشرات الهدف العالمي للتكيف (GGA)، حيث رحّب الحاضرون بالقائمة النهائية التي تضم 490 مؤشرًا، بعد تصفية أولية من أكثر من 9000 مؤشر مقترح.
هذه المؤشرات تغطي مجالات رئيسية: المياه ، الزراعة ، التنوع البيولوجي، الصحة ، والفئات الهشة.
كما أثار مقترح البرازيل الجدل بعد دعوتها إلى رفع سقف تمويل المناخ العالمي إلى 13 تريليون دولار سنويًا بحلول 2030، ما اعتبره بعض المندوبين "استفزازًا سياسياً" لكنه في الوقت ذاته يعكس حجم الهوة المالية بين الوعود والتنفيذ.
أيام من "الانتظار العبثي"
في مشهد بدا مألوفًا لمتابعي مسرحيات صامويل بيكيت، بدا اليوم الأول وكأنه نسخة سياسية من "في انتظار غودو"، حيث طالت الاجتماعات المغلقة، وتوالت التأجيلات دون أي نتائج حاسمة.
داخل قاعات المؤتمر، جلس المندوبون في حالة ترقب "عقيمة". قال أحدهم ممازحًا: "ننتظر المفاوضات كما ننتظر القطار الذي لا يصل، ونعدّ مؤشرات التكيف بدلًا من ساعات الوقت الضائع."
اليوم الثاني: انطلاقة بطيئة ولكنها واعدة
في 17 يونيو، وبعد مخاض طويل، تم اعتماد جدول الأعمال بشكل غير مكتمل، عبر تفاهمات جزئية حول المادة 9.1 والتدابير التجارية. مع ذلك، أبدت الدول النامية استياءها من رفض الدول المتقدمة مناقشة التمويل الإلزامي، مما ينذر بتكرار معارك COP27 وCOP28.
وقدّم الأمين التنفيذي سيمون ستيل خطابًا انتقاديًا حمل بين سطوره لهجة لاذعة، مؤكدًا أن "الثلاثين ساعة الأولى من المفاوضات لم تعكس الإلحاح المطلوب"، داعيًا الوفود إلى "إثبات أن التعاون المناخي ليس وهمًا."
الأحداث التقنية والمجتمع المدني: بصيص أمل في قلب الجمود
رغم الشلل في المسار التفاوضي، شهدت الفعاليات الجانبية زخمًا كبيرًا:
ورشة "النوع الاجتماعي" ناقشت تعديل خطة العمل وفق التجارب الميدانية.
الاجتماع السابع عشر لحوار البحث استعرض تحديثات الهيئة الحكومية الدولية IPCC، مؤكدة أن 2024 كان أكثر الأعوام حرارةً على الإطلاق (+1.55 درجة).
حوار المحيط والمناخ شدد على ضرورة دمج "الكربون الأزرق" والطاقة البحرية ضمن مساهمات الدول المحددة وطنيًا (NDCs).
ولعل اللافت كان الاهتمام المتزايد بدور الذكاء الاصطناعي ، حيث امتلأت قاعة فعالية " الذكاء الاصطناعي والمناخ"، وسط تعليقات مازحة بأن " الذكاء الاصطناعي قد يُنقذ مفاوضات يعجز عنها البشر."
خلاصة: من بون إلى بليم... اختبار النضج المناخي مستمر
إذا كان مؤتمر SB62 مؤشرًا على ملامح COP30، فإن العالم أمام تحدٍ ثلاثي الأبعاد: بطء في إزالة الوقود الأحفوري، فجوة تمويل تتسع، وخلافات مزمنة حول " العدالة المناخية".
ومع ذلك، فإن صوت المجتمع المدني – كما عبّر عنه السفير مصطفى الشربيني – بات أكثر وضوحًا وجرأة، داعيًا إلى شراكة عالمية جديدة قائمة على الإنصاف والمسؤولية التاريخية.
في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المتبقية من المؤتمر، يظل الأمل معقودًا على أن لا يتكرر انتظار "غودو" في قاعات COP30.
أبرز الأرقام:
490 مؤشرًا تقنيًا للتكيف.
110+ دولة قدمت تقارير ثنائية.
تمويل مناخي مطلوب: من 300 مليار إلى 1.3 تريليون (أو 13 تريليون بحسب المقترح البرازيلي).
أكثر من 9 فعاليات إلزامية تغطي النوع الاجتماعي، التنوع الاقتصادي ، المحيطات، والذكاء الاصطناعي و مؤتمر صحفي عن إنجازات مؤسسة الفريق التطوعي للعمل الانساني بقاعة نيروبي ٤ وما قدمته المؤسسة ومبادرة سفراء المناخ في كلمة قدمها اللواء الدكتور محمد حسين المحاضر باكاديمية الشرطة وممثلا لسفراء المناخ ، حيث تعد هذه المبادرة أولي المبادرات العالمية لسفراؤ المناخ بالشركة مع الأمم المتحدة للتنمية المستدامة برئاسة السفير مصطفى الشربيني والتي كان لها السبق في تدريب وتأهيل مدققين البصمة الكربونية وسفراء المناخ بالتعاون مع وزارة الصناعة والجامعات المصرية ، وقد بثت فيلم مدته ١٦ دقيقة علي الموقع الرسمي للمؤتمر بانجازات عالمية في تاهيل وتدريب خبراء الكربون والاستدامة علي المستوي العربي والدولي.
شهد اليوم الثالث من مؤتمر بون لتغير المناخ 2025 انطلاقة فعلية للمفاوضات الموضوعية، بعد تأخير بسبب التوافق على جداول الأعمال. طغى على أروقة المؤتمر جو من الحماس ، لكن أيضًا التوتر بسبب الخلافات العميقة بين الأطراف، خاصة في محور التخفيف.
رغم انطلاقة المفاوضات الفعلية، لا تزال الخلافات السياسية حول التمويل والعدالة المناخية تعرقل التقدم، مما يضع ضغطًا كبيرًا على ما تبقى من أيام المؤتمر
أولًا: التكيف (Adaptation)
الهدف العالمي للتكيف (GGA):
اتفقت الأطراف على إعداد قائمة مؤشرات عامة (100 مؤشر تقريبًا) لقياس التقدم، لكن ظهرت خلافات كبيرة حول كيفية التعامل مع "وسائل التنفيذ" مثل التمويل وبناء القدرات.
الاتحاد الأوروبي اقترح رؤية شاملة تتضمن الترتيبات المؤسسية، بينما عارضت اليابان وأستراليا إدراج مؤشرات التمويل.
التكيف التحويلي:
انقسمت الآراء بشأن تنظيم فعالية حول التكيف التحويلي في 2025، إذ اعتبرته مجموعة "GRUPO SUR" غير ناضج بعد.
خطط التكيف الوطنية (NAPs):
رحّبت الدول بتكاملها مع مؤشرات GGA، وأبرز الاتحاد الأوروبي ضرورة الانتهاء من الخطط بحلول 2025.
الدول الأقل نموًا أعربت عن "إحباط عميق" من صعوبة الحصول على التمويل، بينما وعدت كندا والنرويج والاتحاد الأوروبي بإغلاق فجوات الدعم.
ثانيًا: التخفيف (Mitigation)
برنامج عمل التخفيف (MWP):
تصاعدت حدة النقاش. مجموعة الدول الجزرية الصغيرة (AOSIS) دعت إلى نتائج ملموسة للوصول لهدف 1.5 درجة.
الدول النامية، مثل الهند والمجموعة العربية ، شددت على أهمية التعاون دون فرض أهداف جديدة.
الاتحاد الأوروبي دعا لقرار سياسي في مؤتمر COP30 (بلِم، البرازيل) بشأن نتائج التقييم العالمي (GST).
المادة 6.2 من اتفاق باريس:
نوقشت كيفية تحسين التعاون الثنائي في تنفيذ الالتزامات، وتم التأكيد على وجود تحديات في تتبع النتائج القابلة للنقل وتعديلها.
ثالثًا: الخسائر والأضرار (Loss and Damage)
تم تكليف المنسقين بإعداد مسودة قرار بشأن آلية وارسو وشبكة سانتياغو، بناء على اقتراح من مجموعة الـ77 والصين.
رابعًا: التمويل المناخي (Finance)
خارطة طريق باكو - بلِم:
دعا رئيس مؤتمر COP29 إلى تعبئة 1.3 تريليون دولار.
أبرزت الدول النامية الحاجة لتبسيط الوصول إلى التمويل وتحديد أهداف ملزمة خاصة بالدول الجزرية.
اقترحت المجموعة العربية مصادر تمويل مبتكرة مثل ضرائب المعاملات المالية والسلع الفاخرة.
المادة 2.1(c) من اتفاق باريس:
ركزت الجلسات على التحديات في التخطيط الانتقالي، خاصة آثار إنتاج الوقود الأحفوري على المجتمعات المحلية والاقتصادات الاستعمارية.
خامسًا: التقييم العالمي (Global Stocktake)
لم يتم التوصل إلى توافق حتى الآن بشأن آلية تنفيذ نتائج التقييم العالمي.
معظم الدول تدعم بدء حوار التنفيذ في COP30 ومواصلته سنويًا حتى 2028.
جدل حول دور المصادر العلمية، حيث دعمت الدول الإفريقية والجزرية دور تقارير IPCC، بينما دعت الصين والبلدان النامية لإدراج المعرفة المحلية.
سادسًا: قضايا أخرى
العدالة الانتقالية: جددت الدول النامية تأكيدها على أهمية معالجة الإجراءات الأحادية، مثل الضرائب الحدودية، ودعت إلى تمويل وتكنولوجيا عادلة.
برنامج تنفيذ التكنولوجيا (TIP): التركيز على دعم احتياجات الدول النامية ومراعاة المعايير النوعية وتضمين حلول السكان الأصليين.
بناء القدرات: بدأت مراجعة شاملة خامسة، وتركزت المطالب على التمويل والاحتفاظ بالخبرات الفنية.
البحث والرصد المنهجي: أثيرت انتقادات لغياب ممثلي الدول النامية في جلسات الحوار البحثي، ودعوات لتعزيز المعرفة الأصلية.
من الكواليس:
رغم امتلاء القاعات بالحيوية والمناقشات الجادة، برزت فجوة واضحة بين الواقع والقرارات. تصريحات أحد سكان "وادي السرطان" – ضحية للتلوث الصناعي – أعادت التذكير بأن هذه المفاوضات تمس حياة ملايين البشر. كما حذّرت الدول الأقل نموًا من أن التكيف ليس رفاهية بل "قضية كرامة وبقاء".
هل سيكون مؤتمر بليم قمة العدالة الدولي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

34 شهيدًا جراء القصف الإسرائيلي في قطاع غزة
34 شهيدًا جراء القصف الإسرائيلي في قطاع غزة

الدستور

timeمنذ 44 دقائق

  • الدستور

34 شهيدًا جراء القصف الإسرائيلي في قطاع غزة

استشهد 34 فسلطينيًا وأصيب آخرون، صباح اليوم، في مجزرتين جديدتين ارتكبهما جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وأفاد مستشفى العودة في مخيم النصيرات، بوصول جثامين 23 شهيدا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمنتظري المساعدات بالقرب من "مفترق الشهداء" شمال المخيم، وسط القطاع. ارتقاء 11 مواطن وإصابة آخرين في دير البلح وأشارت مصادر طبية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى استشهاد 11 مواطنا وإصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال منزلا بمنطقة المعسكر غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلا النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة نحو 186 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال. الأمم المتحدة التي لا تزال تعمل في القطاع المدمر ومع مرور أكثر من 100 يوم على الحصار الإسرائيلى الكامل للوقود فى قطاع غزة، حذرت وكالات الأمم المتحدة التى لا تزال تعمل فى القطاع الُمدمر، من أن الخدمات الحيوية على بعد "ساعات" فقط من التوقف. وقالت أولجا تشيريفكو من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا)، إن مضخات المياه توقفت فى أحد مواقع النازحين هناك يوم الأربعاء "لعدم وجود وقود"، بحسب الموقع الرسمى للأمم المتحدة.

تراجع أسعار النفط وسط ترقب لقرار ترامب في الصراع الإسرائيلي الإيراني
تراجع أسعار النفط وسط ترقب لقرار ترامب في الصراع الإسرائيلي الإيراني

24 القاهرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • 24 القاهرة

تراجع أسعار النفط وسط ترقب لقرار ترامب في الصراع الإسرائيلي الإيراني

انخفضت أسعار النفط، خام برنت بنحو دولارين اليوم الجمعة 20 يونيو 2025، وجاء ذلك التراجع تزامنًا مع تصريحات البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيحدد قراره بشأن التدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني خلال الأسبوعين المقبلين. انخفاض العقود الآجلة انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بحلول الساعة 02:55 بتوقيت جرينتش، 1.89 دولار أو 2.4% لتصل إلى 76.96 دولار للبرميل، لكنها ارتفعت 3.8% على أساس أسبوعي حتى الآن. فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم يوليو 53 سنتا أو 0.7% إلى 75.67 دولار، ولم يتم تسويتها أمس الخميس، لأنه كان عطلة في الولايات المتحدة وينتهي أجلها اليوم الجمعة، وفقًا لـ رويترز. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم أغسطس الأكثر تداولا 0.2% أو 17 سنتا إلى 73.67 دولار. تراجع أسعار النفط تزامنا مع صراع إيران وإسرائيل تباين أسعار النفط مع ترقب الأسواق لقرار ترامب بشأن إيران وفي سياق متصل قال دانيال غالي، استراتيجي السلع لدى تي دي سيكيوريتيز، إن السوق تمر بحالة ترقب حادة قبيل عطلة نهاية الأسبوع، مشيرًا إلى أن الأنظار تتجه نحو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا، وكيف سيكون شكل هذا التدخل، وتداعياته المحتملة. وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد أنهى اجتماعا مع كبار مستشاريه يوم الأربعاء، دون صدور تصريحات حاسمة من البيت الأبيض بشأن الخطوة التالية. وردا على سؤال حول احتمال توجيه ضربة لإيران، قال ترامب: قد أفعل ذلك، وقد لا أفعل، ووفقا لتقارير نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال، فإن الرئيس ترامب وافق في وقت سابق من الأسبوع على خطة عسكرية للهجوم، لكنه أرجأ تنفيذها النهائي بانتظار ما إذا كانت طهران ستستجيب لمطالبه.

«الرصاصة الأخيرة».. ماذا لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟ (السيناريوهات)
«الرصاصة الأخيرة».. ماذا لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟ (السيناريوهات)

المصري اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • المصري اليوم

«الرصاصة الأخيرة».. ماذا لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟ (السيناريوهات)

مع التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل، عاد طرح إغلاق مضيق هرمز إلى واجهة التوتر العالمي، باعتباره الورقة الاستراتيجية الأخطر التي تملكها طهران. جاء تصريحٌ من قائد الحرس الثوري الإيراني السابق، وزيارة عسكرية للمضيق قبل مقتله، تبعه تلويح مباشر من نوّاب برلمانيين إيرانيين بأن « إغلاق المضيق » خيار مطروح على الطاولة، رغم ما قد يسببه من أضرار على إيران نفسها. فهل تملك طهران القدرة فعلًا على إغلاقه؟ وماذا لو فعلت؟. لماذا مضيق هرمز مهم لهذه الدرجة؟ يعتبر مضيق هرمز واحدا من أهم نقاط الاختناق البحرية في العالم، حيث يمر عبره نحو 20٪ من إمدادات النفط العالمية ، بما يعادل حوالي 20 مليون برميل يومياً ، أو تجارة سنوية تقدر بـ 600 مليار دولار. يربط المضيق الخليج العربي بخليج عُمان وبحر العرب، وتمرّ عبره صادرات السعودية، العراق، الكويت، الإمارات، وحتى إيران نفسها. هل يمكن لإيران إغلاق مضيق هرمز؟ بحسب تقارير البنتاجون ومراكز أبحاث أمريكية، لدى إيران عدة طرق لتعطيل حركة الملاحة أو إغلاق المضيق، منها: زرع الألغام البحرية: يمكن نشرها عبر زوارق سريعة وغواصات صغيرة. مضايقة السفن: باستخدام زوارق هجومية تطلق أعيرة تحذيرية. استهداف مباشر لناقلات النفط: كما حدث خلال الثمانينيات. الإعلان عن حظر ملاحي أحادي ، ما يخلق حالة من الذعر ويؤثر على التأمين البحري. لكن رغم كل ذلك، فإن إغلاق المضيق بالكامل يتطلب مواجهة بحرية مفتوحة مع الولايات المتحدة، القوة الأكثر حضورًا في الخليج. من الأكثر تضررًا؟ الدول الأكثر اعتمادًا على المضيق: السعودية: تُصدر عبره أكثر من 6 مليون برميل يوميًا. الإمارات والعراق والكويت: يعتمدون عليه بشكل شبه كامل. الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان: أكبر مستوردي النفط من الخليج. الولايات المتحدة: تستورد نحو 700 ألف برميل يوميًا عبره. الدول الأقل تضررًا نسبيًا: أوروبا: تعتمد بشكل أقل على النفط الذي يمر عبر المضيق. إيران نفسها: تبيع جزءًا كبيرًا من نفطها للصين عبر المضيق، ما يجعل أي إغلاق كامل «ضربة ذاتية». ماذا عن البدائل؟ في السنوات الماضية، عملت دول الخليج على تطوير بدائل لتقليل اعتمادها على المضيق: السعودية: خط أنابيب «شرق- غرب» ينقل 5 مليون برميل يوميًا إلى البحر الأحمر. الإمارات: خط أنابيب يصل إلى ميناء الفجيرة على خليج عُمان. إيران: دشنت خط «غوره- جاسك» إلى خليج عُمان لكنه يعمل بطاقته الدنيا (350 ألف برميل). لكن رغم هذه البدائل، تبقى غير كافية لتغطية كامل الإمدادات العالمية. هل تجرؤ إيران على الضغط على الزناد؟ وصف محللون تلويح إيران بهذا الخيار بـ«الرصاصة الأخيرة»، إذ أن الخسائر الاقتصادية والسياسية ستكون كارثية: سيتضرر الحلفاء أكثر من الأعداء: خاصة الصين، أكبر مستورد للنفط الإيراني. ستُتهم طهران بـ«ابتزاز الطاقة»، ما قد يسرّع عقوبات دولية شاملة أو حتى تدخل عسكري. سيؤدي ذلك إلى ارتفاع جنوني في أسعار النفط عالميًا، وربما ركود اقتصادي عالمي. السيناريوهات المحتملة هل يتكرر سيناريو الثمانينيات؟ في حرب الناقلات بين إيران والعراق (1980–1988)، لم تُغلق الملاحة في المضيق، لكن الألغام والهجمات رفعت تكلفة الشحن بشكل جنوني. أصيب حينها عدد من السفن، واضطر الأسطول الأمريكي لتأمين المرور البحري تحت علمه، فيما سقطت طائرة ركاب إيرانية بصاروخ أمريكي خطأً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store