logo
اتفاق الـ 7 مليارات.. هل تعيد الطاقة رسم ملامح سوريا الجديدة؟

اتفاق الـ 7 مليارات.. هل تعيد الطاقة رسم ملامح سوريا الجديدة؟

يورو نيوزمنذ يوم واحد

الاتفاق الذي جرى توقيعه في دمشق بحضور رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع ومبعوث ترامب لسوريا توماس باراك، يمثل تحوّلًا محوريًا في السياسة الاقتصادية للمرحلة الانتقالية، كما يعكس بوضوح اتجاهًا دوليًا جديدًا نحو الانخراط في عملية إعادة إعمار سوريا.
وفق تصريحات وزير الطاقة السوري محمد البشير، يشمل المشروع أربع محطات غازية في:
دير الزور (شرق البلاد)
محردة وزيزون (ريف حماة)
تريفاوي (ريف حمص) وسط البلاد، إضافة إلى محطة طاقة شمسية بسعة 1000 ميغاواط في منطقة وديان الربيع جنوب البلاد.
وسيتم تنفيذ المشروع باستخدام تقنيات أمريكية وأوروبية عبر شركات منضوية ضمن مجموعة UCC العالمية، التي تضم مؤسسات من تركيا، قطر، والولايات المتحدة، وتهدف هذه المشاريع إلى تعزيز الاستقرار الكهربائي، وتقليص ساعات التقنين التي أرهقت السوريين على مدار السنوات السابقة.
بحسب ما أعلنه رامز الخياط، الرئيس التنفيذي لشركة "أورباكون القابضة" (التي يقع مقرها في قطر)، من المتوقع أن يولد المشروع 50 ألف فرصة عمل مباشرة، و250 ألف فرصة غير مباشرة الأمر الذي قد ينعكس بشكل إيجابي على سوق العمل المحلي الذي يعاني من سنوات، ومن شأن الاتفاق إذا ما نُفذ بالطريقة الصحيحة أن يحرّك قطاعات مرتبطة بالطالقة بشكل مباشر مثل المقاولات والخدمات اللوجستية.
من جانبه، أكد وزير الطاقة أن المشروع "يشكل نقطة تحول لإعادة بناء البنية التحتية المتهالكة في قطاع الكهرباء"، و"يعزز مشاريع الطاقة المتجددة"، في بلد يمتلك احتياطيات غاز مؤكدة تقدر بـ 8.5 تريليونات قدم مكعب، مع إنتاج يومي يقارب 250 مليون متر مكعب من الغاز غير المصاحب.
في خطوة مفاجئة، أعلنت الولايات المتحدة عن رفع جزئيللعقوبات المفروضة على سوريا، عبر ترخيص عام أصدرته وزارة الخزانة في 23 مايو/أيار، تبع قرارًا سياسيًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 13 من الشهر ذاته.
المبعوث الأمريكي توماس باراك اعتبر الاتفاقية "لحظة لا تتكرر"، مؤكدًا أن واشنطن "تدعم جهود الاستقرار والتنمية"، وناقلاً تحيات ترامب للحكومة السورية الجديدة.
هذا التحول في السياسة الأمريكية تجاه دمشق يشير إلى رغبة حقيقية في الاستثمار بالاستقرار دون التورط السياسي المباشر، خاصة في ظل تعقيدات المشهد السوري خلال السنوات الماضية، وانسداد الأفق السياسي لفترة طويلة.
مشاركة شركات من قطر وتركيا والولايات المتحدة في المشروع، تحمل دلالات تتجاوز الأبعاد الاقتصادية، إذ تُظهر هذه الاتفاقية توافقًا سياسياً بين أطراف دولية كانت ولاتزال فاعلة بالملف السوري، كما يفتح الاتفاق المجال أمام نموذج تشاركي جديد لإعادة الإعمار، مختلف تماماً عن الأطراف التقليدية التي كان يعوّل عليها النظام السابق.
هذا التحالف يضع سوريا ضمن منظومة إقليمية اقتصادية ناشئة، ويمكن أن يخلق توازنات جديدة في سوق الطاقة لمنطقة شرق المتوسط.
رغم التفاؤل الكبير الذي رافق توقيع الاتفاق، إلا أن هناك بعض الحقائق التي لا يمكن إنكارها، فالمشروع يواجه عدة تحديات جوهرية، ولعل أبرز هذه التحديات هي الهشاشة الأمنية في بعض مناطق المشروع، خصوصًا دير الزور وريف حماة، التي لا تزال عرضة لخروقات أمنية وتدخلات من أطراف مسلحة، ما قد يهدد سلاسة تنفيذ الأعمال، كما أن أداء الحكومة الحالية لا يزال تحت الاختبار، وهو ما يجعل من استدامة الدعم الدولي رهنًا بالأداء الداخلي والتوافق الإقليم، كل هذا يضاف إليه الجانب الأهم وهو تقلبات الموقف الأمريكي، فعلى الرغم من رفع العقوبات، إلا أن واشنطن كانت واضحة جداً في هذا الملف، من خلال الاعتماد على مبدأ " خطوة بخطوة"، واضعة الكرة في ملعب حكومة وقيادة دمشق.
صحيح أن الاتفاقية تمثل دون شك خطوة اقتصادية جريئة نحو بناء سوريا الجديدة التي تعتمد على التنمية لا على النزاعات، لكن نجاحها لن يتحقق بمجرد التوقيع أو الإعلان، بل يحتاج إلى توافر شروط دقيقة من الشفافية، الاستقرار والمساءلة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يضاعف الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم
ترامب يضاعف الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم

يورو نيوز

timeمنذ 9 ساعات

  • يورو نيوز

ترامب يضاعف الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم

أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه قرر مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50% في محاولة لحماية الصناعة الأمريكية. وقال ترامب خلال زيارة لمصنع "مون فالي ووركس–إيرفين" التابع لشركة "يو. إس. ستيل" (U.S. Steel) بالقرب من بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا إن هذه الخطوة ستعزز صناعة الصلب المحلية وتؤمن مستقبلها. وأضاف، في تدوينة لاحقة على منصته "Truth Social" أن التعريفات على واردات الألومنيوم ستُضاعف أيضًا إلى 50%، مشيرًا إلى أن القرارين سيبدأ تنفيذهما يوم الأربعاء المقبل. وجاءت تصريحات ترامب في ظل ارتفاع أسعار الصلب محليًا بنسبة 16% منذ توليه الرئاسة في يناير، وفقًا لمؤشر الأسعار الصادر عن الحكومة الأمريكية. وبحسب بيانات وزارة التجارة الأمريكية، بلغ سعر الطن المتري من الصلب في الولايات المتحدة 984 دولارًا في مارس 2025، مقارنة بـ690 دولارًا في أوروبا و392 دولارًا في الصين. كما أكد دعمه لصفقة استحواذ شركة "نيبون ستيل" اليابانية على "يو. إس. ستيل"، بعد أن كان قد عارض سابقًا الصفقة. وأشار إلى أن الاتفاق يهدف إلى الحفاظ على الهوية الأمريكية للشركة، التي تُعد رمزًا اقتصاديًا واستراتيجيًا. وقال بعد عودته إلى واشنطن إن الصفقة ما زالت بحاجة إلى موافقته النهائية، مؤكدًا أن الشركة ستبقى تحت إدارة أمريكية وستحتفظ بمقرها في بيتسبرغ. وكشف مسؤولون مطلعون على تفاصيل الصفقة أن "نيبون ستيل" ستشتري "يو. إس. ستيل" وستخصص مليارات الدولارات لتحديث مرافقها في عدة ولايات، بما في ذلك بنسلفانيا وإنديانا وألاباما وأركنساس ومينيسوتا. ومن المنتظر أن تخضع الشركة لإدارة معظمها أمريكية، مع ضمان حكومي عبر آلية "السهم الذهبي". بدورها، أعربت نقابة عمال الصلب (United Steelworkers) عن تحفظاتها، خصوصًا بشأن التأثير المحتمل للصفقة على الأمن الوطني والوظائف في المصانع. من جانبه، أكد جيسون زوجاي، نائب رئيس النقابة المحلية للمصنع الذي زاره ترامب، أن الاستثمار الياباني يمثل فرصة لتحديث البنية التحتية القديمة للمصانع وتعزيز الإنتاج. وتأتي هذه التطورات في إطار تركيز الإدارة الحالية على دعم الصناعة الأمريكية وخلق فرص عمل، وهو ملف يحظى بأولوية خاصة لدى الرئيس ترامب، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا، حيث تلعب الصناعات الثقيلة دورًا محوريًا في الانتخابات القادمة.

رغم مغادرته منصبه الرسمي… ترامب يؤكد استمرار ماسك مستشارا في مشهد لإظهار الوحدة
رغم مغادرته منصبه الرسمي… ترامب يؤكد استمرار ماسك مستشارا في مشهد لإظهار الوحدة

فرانس 24

timeمنذ 13 ساعات

  • فرانس 24

رغم مغادرته منصبه الرسمي… ترامب يؤكد استمرار ماسك مستشارا في مشهد لإظهار الوحدة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة أن الملياردير إيلون ماسك سيبقى مستشارا مقربا له، حتى بعد أن يغادر الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا الإدارة الأمريكية عقب فترة فوضوية استمرت أربعة أشهر شهدت تعطيله عشرات الوكالات الخارجية في إطار جهوده لخفض الإنفاق الحكومي. وخلال مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض، أشاد ترامب بماسك ودافع عن حملته لخفض التكاليف خلال إشرافه على إدارة الكفاءة الحكومية. وألغت إدارة الكفاءة آلاف الوظائف، كما ألغت نفقات بمليارات الدولارات، بما في ذلك غالبية المساعدات الخارجية الأمريكية، لكنها لم ترق حتى الآن إلى مستوى الوعود الأولية الكبيرة التي أطلقها ماسك. وصرح ترامب بالمكتب البيضاوي وإلى يمينه ماسك "لن يغادر إيلون كليا. سيعود بين الحين والآخر". ووفق مراقبين، بدا أن المؤتمر الصحفي يهدف إلى إظهار الوحدة بعد أن أثار ماسك الإحباط بين مسؤولي البيت الأبيض هذا الأسبوع بانتقاده مشروع قانون ترامب الشامل للضرائب والإنفاق، ووصفه بأنه مكلف للغاية. وأفاد مصدر مطلع أن بعض كبار المسؤولين رأوا في تصريحات ماسك حول مشروع قانون الضرائب انفصالا صريحا عن الإدارة. وكانت الإدارة الأمريكية وكبار مساعدي ترامب قد أكدوا في وقت سابق من ولاية ترامب أن ماسك، أغنى رجل في العالم، شخصية رئيسية ولن تترك الإدارة. لكنهم بدأوا في الآونة الأخيرة يشيرون إلى انتهاء ولايته التي استمرت 130 يوما كموظف حكومي خاص، والتي كان من المقرر أن تنتهي في الأصل في 30 مايو/أيار تقريبا. من جهته، أكد ماسك إنه يعتزم تكريس معظم طاقته لإمبراطوريته التجارية، التي تشمل شركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، بعد أن عبر بعض المستثمرين عن قلقهم من أن إدارة الكفاءة الحكومية كانت تشغل الكثير من وقته. وقال ماسك أيضا إنه يخطط لتقليص تبرعاته السياسية، بعد أن أنفق ما يقرب من 300 مليون دولار لدعم حملة ترامب الرئاسية وجمهوريين آخرين في عام 2024. لكنه قال للصحفيين الجمعة إنه سيظل جزءا من دائرة مستشاري ترامب. وتابع "أتوقع أن أظل صديقا ومستشارا، وبالتأكيد، إذا كان هناك أي شيء يريد مني الرئيس أن أفعله، فأنا في خدمة الرئيس". فرانس24/ رويترز

ترامب يتعهد بمضاعفة رسوم واردات الصلب إلى 50 بالمئة
ترامب يتعهد بمضاعفة رسوم واردات الصلب إلى 50 بالمئة

فرانس 24

timeمنذ 17 ساعات

  • فرانس 24

ترامب يتعهد بمضاعفة رسوم واردات الصلب إلى 50 بالمئة

تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة بمضاعفة رسوم استيراد الصلب إلى 50 بالمئة، وذلك خلال كلمة ألقاها في مصنع في بنسلفانيا، مثنيا على "شراكة" بين "يو أس ستيل" الأمريكية و"نيبون ستيل" اليابانية. وأكد ترامب "سنرفع تعرفة واردات الصلب إلى الولايات المتحدة من 25 بالمئة إلى 50 بالمئة، ما سيشكل ضمانة أكبر لقطاع صناعة الصلب". وتابع في كملته أمام عمّال في الولاية التي ساهمت في فوزه بالرئاسة في الاستحقاق الأخير "لن يفلت أحد من ذلك". ويذكر أنه منذ بداية ولايته الرئاسية الثانية غير المتتالية في كانون الثاني/يناير، عمد ترامب إلى فرض رسوم جمركية على حلفاء الولايات المتحدة وخصومها. وفي نفس السياق، فرض تعرفات بلغت 25 بالمئة على سلع قطاعات الصلب والألمنيوم والسيارات. الجمعة، قال ترامب إن الرسوم ساهمت في حماية الشركة الأمريكية، مضيفا أن المصنع كان سيزول لو لم يفرض أيضا رسوما على واردات المعادن إبان ولايته الرئاسية الأولى. وخلال كلمته، أكد ترامب أيضًا أن "يو إس ستيل ستبقى تحت سيطرة الولايات المتحدة". وأشار إلى أن أي عمليات تسريح لموظفين لن تحصل، كما لن تحصل أي تعاقدات خارجية بموجب الصفقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store