
ضغوطات اقتصادية خارجية
اضافة اعلان
يواصل الأردن خطواته نحو الإصلاح الاقتصادي وتحسين بيئة الأعمال، إلا أن التطورات الجيوسياسية الجديدة والدخول إلى مرحلة عسكرية ذات مغامرة عالية بالمنطقة، يضيف مزيدا من الضغوط على الاقتصاد الوطني، والذي يعتمد في جزء كبير منه على الاستقرار الإقليمي كمحرك لجذب الاستثمار وتنشيط السياحة.ويعود السؤال الاهم، هل الأردن قادر على تحصين اقتصاده من تداعيات الصراع الإقليمي؟ هذا سؤال يفرض نفسه بقوة اليوم، خاصة في ظل تزايد المخاوف لدى المستثمرين من توسع النزاع، فالاستثمار الأجنبي المباشر، رغم تسجيله تدفقات بقيمة 1.637 مليار دولار في عام 2024، وهو ما يعادل 3.1 % من الناتج المحلي الإجمالي، يبقى معرضا للانكماش في حال استمرت التوترات، حيث إن رأس المال يبحث بطبيعته عن الاستقرار ويهرب من المخاطرة، وبتأجيل العديد من المستثمرين قراراتهم أو تقليص التزاماتهم، قد يتأخر تنفيذ مشاريع كبرى كانت ستسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.وعلى ذات المسار، هل يتأثر القطاع السياحي بهذا المناخ؟ رغم أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن الدخل السياحي ارتفع بنسبة 17.5 % خلال شهر أيار ليبلغ 630 مليون دولار، وبنسبة 15.7 % خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام ليصل إلى 3.057 مليار دولار، إلا أن هذا الأداء المتميز يظل مرحليا في بيئة إقليمية متقلبة، فالسياحة قطاع حساس لأي اضطرابات، ويعتمد بشكل أساسي على ثقة السائح في سلامة الوجهة.وبينما تظهر بيانات البنك المركزي أن عدد السياح ارتفع بنسبة 20.6 % بدعم من الاستقرار في الأردن والترويج الفعّال، إلا أن تجدد التوترات على مقربة من حدود المملكة قد يغير هذا المشهد، خاصة مع تراجع الثقة بالمنطقة ككل في أذهان السياح الدوليين.التوترات الأمنية تتطلب، بطبيعتها، تعزيز مخصصات الدفاع والأمن، ما يفرض أعباء إضافية على الموازنة العامة، ومع ارتفاع كلفة الاقتراض وتزايد خدمة الدين العام، تجد الحكومة نفسها أمام خيار صعب بين الالتزام بمسار ضبط العجز المالي أو الاستجابة للضغوط الأمنية المتزايدة، وسينعكس ذلك على النمو الاقتصادي حيث تشير بيانات البنك الدولي إلى أن معدل النمو الاقتصادي الحقيقي في الأردن سيبلغ 2.4 % في عام 2025، بانخفاض قدره 0.2 نقطة مئوية عن التوقعات السابقة، وهو ما يعكس تأثير العوامل الإقليمية السلبية على الأداء الاقتصادي العام.وفي ظل هذه المعطيات، سيواجه الاقتصاد الأردني تحديات حقيقية، فالمسار الإصلاحي وحده لا يكفي ما لم يُدعم باستقرار سياسي وأمني في الإقليم، والمطلوب اليوم هو أن تُدار الأزمة بوعي اقتصادي، وأن يتم اتخاذ إجراءات مرنة توازن بين الحذر المالي والاستجابة للضغوط الميدانية، مع استمرار التركيز على السياحة المحلية وجذب الاستثمار.وفي نهاية المطاف، يبقى الاستقرار الإقليمي هو الحاضنة الأساسية لأي نمو حقيقي في الأردن، وما لم تُعالج جذور الأزمة السياسية في المنطقة، ستظل الإنجازات الاقتصادية الأردنية معرضة للكثير من الضغوط والتحديات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 32 دقائق
- رؤيا نيوز
ولي العهد: أمن الأردن وشعبه وسلامة أراضيه فوق أي اعتبار
أكد سمو الأمير الحسين بن عبدﷲ الثاني، ولي العهد، خلال زيارته للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، اليوم الأحد، أن أمن الأردن وشعبه وسلامة أراضيه فوق أي اعتبار. وأعرب سمو ولي العهد عن ثقته بكفاءة وجاهزية الجيش العربي في الدفاع عن سماء وأرض المملكة، مثمنا الدور المحوري للقوات المسلحة في حماية الأردنيين على امتداد حدود الوطن. واستمع سموه إلى إيجاز من رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي حول أبرز المستجدات في ظل التوترات بالإقليم، وآليات التعامل مع المخاطر الأمنية المحتملة. ولفت سمو ولي العهد إلى أهمية تلقي المواطنين المعلومات من مصادرها الموثوقة، مؤكدا أن المعلومات المضللة والحملات الممنهجة التي تستهدف الأردن لن تؤثر على الشعب الأردني وثقته بمؤسسات الدولة.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
الملك: الأردن لن يتهاون مع أي جهة تحاول العبث بأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه
الملك: الأردن لن يتهاون مع أي جهة تحاول العبث بأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه. وأعرب جلالته لدى لقائه شخصيات سياسية وإعلامية في قصر الحسينية، عن تقديره لدور النخب الوطنية في توضيح مواقف الدولة داخلياً وخارجياً، وتعزيز الوحدة الوطنية. وأشار جلالته إلى الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الأردن إقليمياً ودولياً من أجل التهدئة الشاملة في المنطقة واستعادة الأمن والاستقرار.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
الإعلام الاسرائيلي: القصف الإيراني استهدف مسكن عائلة نتنياهو
صرحت وسائل إعلام إسرائيلية: أن القصف الإيراني الأخير استهدف مسكن عائلة نتنياهو.