
إيطاليا تتحرك لتقليص نفوذ الصين وسط ضغوط أميركية وتوترات تجارية
وتأتي هذه التحركات في ظل واقع اقتصادي أوروبي هش، حيث تحاول الحكومات إعادة صياغة علاقاتها التجارية مع الصين بما يخدم مصالحها الأمنية والاقتصادية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على تنسيق وثيق مع سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الساعية لعزل بكين اقتصاديًا.
استهداف شركات إستراتيجية
وتشمل الإجراءات المقترحة -بحسب بلومبيرغ- شركات خاصة ومملوكة للدولة تعتبر حيوية للأمن الاقتصادي الإيطالي، من بينها شركة تصنيع الإطارات "بيريلي" التي تمتلك مجموعة "سينوكيم" الصينية المملوكة للدولة 37% من أسهمها.
مصادر مطلعة ذكرت أن دبلوماسيين صينيين حذروا من أن العلاقات التجارية بين روما وبكين قد تتضرر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق ودي بشأن "بيريلي".
في المقابل، حذرت واشنطن الشركة من أن إطاراتها المزودة بحساسات إلكترونية قد تواجه قيودًا في السوق الأميركية، في ظل تشديد القيود على الأجهزة والبرمجيات القادمة من شركات خاضعة للسيطرة الصينية، بدعوى مخاطر "جمع البيانات"، وفق ما أوردته بلومبيرغ.
ضغوط أميركية وانتقائية أوروبية
وأوضحت بلومبيرغ أن هذه التحركات تعكس محاولة أوروبا السير على خط دقيق بين الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية مع بكين، وبين التماشي مع توجهات البيت الأبيض، خاصة مع سعي الأوروبيين لاجتذاب استثمارات صينية في قطاعات "النمو الأخضر" كصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، مقابل إبعادها عن البنى التحتية الحيوية مثل الموانئ وشبكات الطاقة.
وتشمل القائمة التي تستهدفها روما لإخراج المستثمرين الصينيين أيضًا شركة "سي دي بي ريتي"، المالكة لحصص مسيطرة في شبكات الطاقة الإيطالية والمملوكة بنسبة 35% لشركة تابعة لـ"ستيت غريد" الصينية، إضافة إلى "أنسالدو إنيرجيا" المنتجة لمحطات الطاقة، حيث خفضت "شنغهاي إلكتريك" حصتها من 40% إلى 0.5%، لكن مجرد وجود المساهم الصيني يعيق دخول الشركة في بعض العطاءات الأميركية، وفق بلومبيرغ.
أرقام تعكس حدة المعركة التجارية
وتشير بيانات بلومبيرغ إلى أن نحو 700 شركة إيطالية لديها مساهمون صينيون، لكن تركيز الحكومة ينصب على الكيانات الكبرى في قطاعات الطاقة والنقل والتكنولوجيا والتمويل.
وفي السياق ذاته، أظهرت بيانات وزارة الخزانة الأميركية -كما نقلت بلومبيرغ- أن إيرادات الرسوم الجمركية الأميركية بلغت مستوى قياسيًا جديدًا في يوليو/تموز، مسجلة نحو 28 مليار دولار، بزيادة 273% عن العام الماضي، في مؤشر على اتساع نطاق الحرب التجارية، وتأثيرها المباشر على سلاسل الإمداد والاستثمارات العابرة للحدود.
هذه الأرقام، كما ترى بلومبيرغ، تعكس بيئة اقتصادية عالمية أكثر انقسامًا واحتدامًا، حيث تحولت الرسوم من أداة تفاوض إلى سلاح اقتصادي واسع التأثير.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
ترامب يتعهد بإلغاء الاقتراع عبر البريد قبل انتخابات التجديد النصفي
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الاثنين، أنه سيقود "حركة للتخلص من التصويت عبر البريد"، الذي يشكل أحد هواجسه الرئيسية، في حين لم يعترف حتى الآن بهزيمته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2020. وكتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "سأقود تحركا للتخلص من الاقتراع عبر البريد، وأيضا من أجهزة التصويت "غير الدقيقة والمكلفة للغاية والمثيرة للجدل بشكل كبير". وأضاف "سنبدأ هذا الجهد، الذي سيعارضه الديمقراطيون بشدة لأنهم يغشون بمستويات لم نشهدها من قبل، من خلال التوقيع على أمر تنفيذي للمساعدة في تحقيق النزاهة في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026″. وكان ترامب وقّع أمرا تنفيذيا في 25 مارس/آذار يستهدف الانتخابات، لكن تم تعطيله من قبل المحاكم بعد رفع دعاوى قضائية من ولايات يقودها ديمقراطيون. وتجري كل ولاية من الولايات الخمسين انتخاباتها على حدة، لكن ترامب طالبهم بالامتثال للأمر. ولم يعترف ترامب قط بهزيمته في الانتخابات الرئاسية في 2020 أمام جو بايدن، مؤكدا، من دون أيّ دليل، أنّه كان ضحية عمليات تزوير انتخابي واسع النطاق، خصوصا في التصويت عبر البريد، وهي طريقة مستخدمة على نطاق واسع في الولايات المتحدة. وتوقع ترامب الاثنين أن يعارض الديمقراطيون رغبته في إلغاء التصويت عبر البريد، لأنهم، حسب قوله، "يمارسون الغش على نحو غير مسبوق". وسبق لترامب أن وقّع أمرا تنفيذيا في نهاية مارس/آذار، يهدف إلى فرض ضوابط أكثر صرامة على تسجيل الناخبين وقيود عدّة على التصويت عبر البريد. وتقع مسؤولية تنظيم الانتخابات الفدرالية في الولايات المتحدة على عاتق حكومات الولايات، بينما يقوم الكونغرس بوضع إطار معيّن لها. لكن ترامب يريد إعادة النظر في هذا الإجراء، معتبرا أن سلطة الحكومة الفدرالية تعلو على سلطة الولايات. وقال "للتذكير، الولايات هي مجرد وكيل للحكومة الفدرالية في فرز الأصوات واحتسابها، وينبغي أن تفعل ما تُمليه عليها الحكومة الفدرالية، ممثلة برئيس الولايات المتحدة، لما فيه مصلحة بلدنا" وتأتي تعليقات ترامب بعد اجتماعه مع نظيره الروسي يوم الجمعة. وقال ترامب خلال الاجتماع إن فلاديمير بوتين يوافقه الرأي بشأن إنهاء الاقتراع عبر البريد. واعتبر خبراء أن القرار الموقع في مارس/آذار يُمثل سوء استخدام للصلاحيات الرئاسية. وقال ريك هاسن، أستاذ في قانون الانتخابات بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إن هذا الأمر التنفيذي يمثّل "انقلابا تنفيذيا"، كما أعلنت منظمات أنها ستطعن بالقرار أمام القضاء.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
الغاز الطبيعي الأميركي يتراجع بفعل الإنتاج والطقس
تراجعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بنحو 3% اليوم الاثنين مدفوعة بإنتاج يقترب من مستوى قياسي ووفرة في مخزونات الوقود وتوقعات بطقس أقل حرارة الأسبوع المقبل مقارنة بالتوقعات السابقة. وانخفضت العقود الآجلة للغاز الطبيعي تسليم سبتمبر/أيلول في بورصة نيويورك التجارية 1.78% إلى 2.86 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في أحدث التعاملات وذلك بعد أن تراجع إلى مستوى 2.79 دولار. وتوقع المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة أن يتحرك الإعصار إيرين، الذي كان قريبا من جزر البهاما، شمالا ثم شرقا قبالة الساحل الشرقي للبلاد، لبقية الأسبوع من دون أن يضرب اليابسة. تأثير العواصف وعلى الرغم من أن العواصف قد ترفع أسعار الغاز من خلال تعطيل إنتاجه في خليج المكسيك، فإن المحللين أوضحوا أن العواصف من المرجح أن تخفض الطلب والأسعار جراء إغلاق محطات تصدير الغاز الطبيعي المسال وانقطاع الكهرباء عن ملايين المنازل والشركات، مما يقلل من كمية الغاز التي تحتاجها مولدات الكهرباء. ويأتي حوالي 2% فقط من إجمالي غاز الولايات المتحدة من مواقع بحرية اتحادية في خليج المكسيك، بينما يأتي أكثر من 40% من الكهرباء المنتجة محليا من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالغاز. ووفقا لمجموعة بورصات لندن ، فإن متوسط إنتاج الغاز في الولايات 48 السفلى ارتفع إلى 108.2 مليارات قدم مكعبة يوميا منذ بداية أغسطس/آب حتى الآن ارتفاعا من أعلى مستوى شهري على الإطلاق عند 107.9 مليارات قدم مكعبة يوميا في يوليو/تموز.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
أفريكا أنتليجنس: رجل أعمال جنوب أفريقي وراء التصعيد مع إدارة ترامب
كشف موقع "أفريكا أنتليجنس" الفرنسي عن دور مثير للجدل لرجل الأعمال الجنوب أفريقي أندريه بينار في تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين بريتوريا والولايات المتحدة ، وسط اتهامات متبادلة تتعلق بالتمييز ضد الأقلية البيضاء وموقف جنوب أفريقيا من الحرب على غزة. ووفقا للتقرير، تشتبه السلطات الجنوب أفريقية في وقوف بينار، مؤسس مجموعة الحوكمة الرشيدة "جي 3" (G3) والمستثمر بالأمن السيبراني عبر صندوقه "سي 5 كابيتال" في لندن، وراء حملة إعلامية هدفت إلى تشويه صورة السياسة الخارجية لبلاده في واشنطن. غير أن بينار نفى هذه الاتهامات، واصفا إياها بأنها "خاطئة تماما". دعم سياسي وعلاقات أميركية يُعرف بينار بدعمه لحزب التحالف الديمقراطي المعارض، الذي دخل في شراكة مع حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم منذ يوليو/تموز 2024. كما يتمتع بعلاقات واسعة داخل الأوساط المحافظة في الولايات المتحدة، حيث تحتفظ شركته بمكتب دائم في واشنطن العاصمة. زيارات مثيرة للجدل وتحقيقات أمنية أشارت تحقيقات أجرتها وكالة الأمن القومي الجنوب أفريقية إلى زيارة قام بها شخصان بارزان من حزب التحالف الديمقراطي إلى واشنطن -في مارس/آذار الماضي- هما إيما باول المتحدثة السابقة باسم العلاقات الدولية، وأندرو ويتفيلد الوزير المساعد السابق للتجارة والصناعة. وبحسب تقرير استخباراتي نشرته صحيفة "ذا سويتان" استغلت باول زيارتها لنشر معلومات اعتُبرت مغلوطة وأثّرت سلبا على صورة بريتوريا. وقد استقالت باول في يوليو/تموز بعد أسبوع من نشر التقرير، في حين أقال الرئيس سيريل رامافوزا الوزيرَ المساعد السابق للتجارة والصناعة في يونيو/حزيران بعد سفره دون إذن رسمي، وذلك عقب اكتمال التحقيق. ورغم نفي باول أي صلة لبينار بزيارتها، ورد اسمه في أكثر من موقع زاره الوفد، من بينها معهد هدسون المحافظ الذي كان يجري مفاوضات مع صندوق "سي 5 كابيتال" للحصول على تمويل، وهو ما نفاه بينار أيضًا. تسريبات وتأشيرات دبلوماسية في تطور لاحق، نشرت باول بيانا قالت فيه إن الولايات المتحدة رفضت منح تأشيرة دبلوماسية لـمكبيسي جوناس المبعوث الخاص للرئيس رامافوزا مما أثار شكوكا حول دور كريس أوبرمان شريك بينار في "سي 5 كابيتال" في تسريب المعلومة. ويُدير أوبرمان مبادرة "أفريكانر" التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين المجتمعات في جنوب أفريقيا. كما أشار التقرير إلى حملة إعلامية جديدة تسعى لتصوير حكومة جنوب أفريقيا على أنها "معادية للسامية" مستندة إلى الدعوى التي رفعتها بريتوريا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. وبينما نفى بينار أي علاقة له بهذه الحملة، قال إن موقف بلاده من إسرائيل "واضح ولا يحتاج إلى تحقيق". علاقات تجارية تحت المجهر يرتبط اسم بينار في الولايات المتحدة بمحاولات دعم شركة أمازون ويب سيرفيسز "إيه دبليو إس" (AWS) للفوز بعقد "جيه إي دي آي" (JEDI) الخاص بتوحيد البنية التحتية الرقمية لوزارة الدفاع الأميركية. ورغم إلغاء المشروع عام 2021، يتهمه خصومه بالمساهمة في تمويل شركة استشارية مرتبطة بالمستشارة سالي دونلي المقربة من وزير الدفاع السابق جيم ماتيس، وهو ما نفاه أيضا. ورغم صدور تقرير رسمي عام 2020 برّأ ماتيس ودونلي من أي مخالفات، فإن تحقيقا آخر يقوده السيناتور الجمهوري تشاك غراسلي لا يزال جاريا.