logo
كيف استطاعت حماس الاستمرار في دفع جزء من رواتب الموظفين المدنيين؟

كيف استطاعت حماس الاستمرار في دفع جزء من رواتب الموظفين المدنيين؟

BBC عربيةمنذ 9 ساعات
بعد نحو عامين من الحرب، أصبحت القدرة العسكرية لحركة حماس ضعيفة، وباتت قيادتها السياسية تحت ضغط شديد.
ومع ذلك، استمرت حماس طوال فترة الحرب في استخدام نظام سري لدفع رواتب 30 ألف موظف مدني نقداً، بإجمالي يبلغ 7 ملايين دولار (5.3 ملايين جنيه إسترليني).
وتحدثت بي بي سي مع ثلاثة موظفين مدنيين، أكدوا أنهم تلقوا خلال الأسبوع الماضي ما يقارب 300 دولار لكل واحد منهم.
ويُعتقد أن هؤلاء من بين عشرات الآلاف من الموظفين الذين يتلقون كل عشرة أسابيع، ما يزيد قليلًا عن 20 في المئة من رواتبهم التي كانت قبل الحرب.
وفي ظل التضخم المتصاعد، تسبب هذا الراتب الرمزي، الذي لا يمثل سوى جزء بسيط من الراتب الكامل، في تزايد الاستياء حتى بين أتباع الحركة.
ولا تزال أزمة نقص الغذاء الحادة - التي تُلقي وكالات الإغاثة باللوم فيها على القيود الإسرائيلية - مستمرة في غزة، حيث بلغ سعر كيلوغرام الدقيق في الأسابيع الأخيرة ما يصل إلى 80 دولاراً، وهو أعلى سعر على الإطلاق.
ومع غياب نظام مصرفي فعّال في غزة، أصبحت عملية استلام الرواتب معقدة وخطيرة في بعض الأحيان.
إذ تعمل إسرائيل بانتظام على تحديد واستهداف موزّعي الرواتب التابعين لحماس، في محاولة لتعطيل قدرة الحركة على الحكم.
وغالباً ما يتلقى الموظفون، من ضباط الشرطة إلى موظفي الضرائب، رسالة مشفرة على هواتفهم، تطلب منهم الذهاب إلى موقع محدد في وقت محدد "لمقابلة صديق على كوب شاي".
وفي نقطة اللقاء، يقترب شخص - رجل أو أحياناً امرأة - من الموظف ويسلّمه بسرية ظرفاً مغلقاً يحتوي على المال، ثم يختفي.
وتحدث موظف في وزارة الأوقاف في غزة، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، عن المخاطر التي يواجهها عند استلام راتبه.
ويقول: "في كل مرة أذهب فيها لاستلام راتبي، أودّع زوجتي وأطفالي. أعلم أنني قد لا أعود. في عدة مناسبات، استهدفت الغارات الإسرائيلية نقاط توزيع الرواتب، وقد نجوت من أحد تلك الضربات التي استهدفت سوقاً مزدحمة في مدينة غزة".
أما علاء، الذي غيّرنا اسمه حفاظاً على هويته، يعمل معلماً في مدرسة حكومية، ويعيل عائلة مكونة من ستة أفراد.
وقال لبي بي سي: "استلمت 1000 شيكل (حوالي 300 دولار) من أوراق نقدية بالية، لكن لم يقبلها أي تاجر. فقط 200 شيكل كانت قابلة للاستخدام، والباقي، بصراحة، لا أعرف ما أفعل به".
وأضاف: "بعد شهرين ونصف من الجوع، يدفعون لنا نقوداً ممزقة. غالباً ما أضطر للذهاب إلى نقاط توزيع المساعدات على أمل الحصول على القليل من الطحين لإطعام أطفالي. أحياناً أعود بشيء قليل، لكن في معظم الأحيان أفشل".
وفي مارس/آذار، أعلنت القوات الإسرائيلية أنها قتلت إسماعيل برهوم، رئيس الشؤون المالية لحكومة حماس، خلال غارة على مستشفى ناصر في خان يونس، متهمةً إياه بتحويل الأموال إلى الجناح العسكري للحركة.
ولا يزال من غير الواضح كيف تتمكن حماس من مواصلة دفع الرواتب، رغم تدمير جزء كبير من بنيتها الإدارية والمالية.
غير أن مسؤولاً رفيعاً في حماس، شغل مناصب عليا ويعرف جيداً آليات تمويل الحركة، قال لـبي بي سي، إن الحركة خزّنت ما يقرب من 700 مليون دولار نقداً، إلى جانب مئات الملايين من العملة المحلية (الشيكل) داخل أنفاق تحت الأرض قبل هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على بلدات إسرائيلية في منطقة غلاف غزة، الذي أشعل الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمّرة.
ويُعتقد أن هذه الأموال كانت تحت إشراف مباشر من قائد الحركة السابق يحيى السنوار وشقيقه محمد، واللذين قتلا خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية.
"طرود غذائية لعائلات عناصرها"
واعتمدت حماس تاريخياً على الإيرادات من الرسوم الجمركية والضرائب المفروضة على سكان غزة، بالإضافة إلى ملايين الدولارات من الدعم القطري.
أما كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، والذي يعمل عبر نظام مالي منفصل، فتتلقى تمويلها بشكل رئيسي من إيران.
كما قال مسؤول كبير في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، التي تعتبر أحد أقوى التنظيمات الإسلامية في العالم، إن حوالي 10 في المئة من ميزانيتهم كانت تُوجّه أيضاً لحماس.
ومن أجل تحقيق إيرادات خلال الحرب، واصلت حماس فرض الضرائب على التجّار، كما قامت ببيع كميات كبيرة من السجائر بأسعار مبالغ فيها وصلت إلى 100 ضعف سعرها الأصلي. فقبل الحرب، كان ثمن علبة السجائر (20 سيجارة) يبلغ 5 دولارات، أما الآن فقد تجاوز 170 دولاراً.
وبالإضافة إلى المدفوعات النقدية، وزّعت حماس طروداً غذائية على أعضائها وعائلاتهم عبر لجان طوارئ محلية، يتم تغيير قيادتها باستمرار خشية الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة.
وقد أثار ذلك غضباً شعبياً، حيث يتهم العديد من سكان غزة الحركة بتوزيع المساعدات فقط على أنصارها، وتجاهل بقية السكان.
واتهمت إسرائيل حماس بسرقة المساعدات التي دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا العام، وهو ما تنفيه حماس.
ومع ذلك، أفادت مصادر من داخل غزة لبي بي سي، بأن كمية من المساعدات استولت عليها حماس بالفعل خلال تلك الفترة.
وقالت نسرين خالد، وهي أرملة تعيل ثلاثة أطفال بعد وفاة زوجها بالسرطان قبل خمس سنوات، لبي بي سي: "عندما اشتدّ الجوع، لم يكن أطفالي يبكون فقط من الألم، بل من رؤيتهم لأطفال جيراننا الذي يتبعون لحماس وهم يتلقون طروداً غذائية وأكياس دقيق. أليسوا هم سبب معاناتنا؟ لماذا لم يؤمّنوا الغذاء والماء والدواء قبل مغامرتهم في 7 أكتوبر/ تشرين الأول؟".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاستيلاء على غزة يعزز مخاوف قتل رهائن وجنود إسرائيليين- مقال رأي في الإندبندنت
الاستيلاء على غزة يعزز مخاوف قتل رهائن وجنود إسرائيليين- مقال رأي في الإندبندنت

BBC عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • BBC عربية

الاستيلاء على غزة يعزز مخاوف قتل رهائن وجنود إسرائيليين- مقال رأي في الإندبندنت

نستعرض في عرض صحف اليوم، مجموعة من مقالات الرأي، فوسط مخاوف إسرائيلية من "فشل" خطة رئيس الوزراء نتنياهو احتلال غزة، اهتمت الصحف البريطانية بقضايا أخرى منها توثيق مجزرة جديدة في مخيم زمزم بالسودان، وكذلك حث ترامب على "هزيمة بوتين" ووقف الحرب في أوكرانيا. والبداية من صحيفة الإندبندنت، التي حصلت على معلومات حول خطة الحكومة الإسرائيلية لتوسيع الحرب في غزة واحتلال القطاع بالكامل. ووصفت الصحيفة في تقرير أعده الصحفي أليكس كروفت، وبيل ترو، كبيرة مراسليها الدوليين في الضفة الغربية، الخطة الإسرائيلية بأنها "ستُعرّض الجنود والرهائن الإسرائيليين للخطر"، وهو ما حذر منه قادة إسرائيليون بينهم إيال زامير، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. ووصفت الصحيفة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه "محاصر" بضغوط لإنهاء الحرب المستمرة منذ 22 شهراً، وتسببت في "أعلى" حصيلة وفيات في صفوف الجنود الإسرائيليين منذ 50 عاماً. ونقلت الصحيفة عن مصادر حصرية في إسرائيل أن جنود الجيش والاحتياط والجميع "منهكون بشدة". وحذرت المصادر من أن المزيد والمزيد من الجنود "يموتون يومياً"، والاحتلال الكامل مع جنود ليسوا في أفضل حالاتهم يمثل "مشكلة." مئات المسؤولين الإسرائيليين السابقين يناشدون ترامب المساعدة في إنهاء حرب غزة اجتماع مرتقب للكابينت الإسرائيلي وسط توقعات بإقراره "سيطرة عسكرية كاملة" على قطاع غزة آلاف العائلات تواجه خطر المجاعة في مدينة الفاشر السودانية، وتقارير عن "تفشٍ كبير" للكوليرا غربي البلاد وأشارت إلى أن نتنياهو يواجه أيضاً "إدانة" من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، الذين يتهمون رئيس الوزراء "بقيادة إسرائيل والرهائن نحو الدمار." وحذر عاموس هاريل، الزميل البارز في معهد بروكينغز وخبير الدفاع الإسرائيلي، لصحيفة الإندبندنت من أن المخاطرة "بموت جماعي للرهائن" مغامرة كبيرة لرئيس الوزراء، الذي سيضطر أيضاً إلى استدعاء المزيد من جنود الاحتياط لإتمام الخطة. وقال: "يعني هذا (التخلص) من ضغط عدد كبير من الناخبين الإسرائيليين، بمن فيهم أعضاء اليمين الراغبين في عودة الرهائن إلى ديارهم، ولديهم مخاوف متزايدة من أن هذه (الخطة) ستفشل أيضاً، وستؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح دون تحقيق أي نصر فعلي." وأشارت الصحيفة إلى أن خطوة احتلال غزة، قد تزيد من "عزلة" إسرائيل المتزايدة على الساحة الدولية، في وقت يتخذ فيه حلفاؤها مواقف "أكثر صرامة" تجاه نتنياهو، خاصة في ظل تقارير عن المجاعة في القطاع وتقارير شبه يومية عن مقتل فلسطينيين بالرصاص أثناء سعيهم للحصول على المساعدة. هجوم زمزم أجرت صحيفة الغارديان تحقيقاً حول هجوم قوات الدعم السريع، على مخيم زمزم للنازحين، شمالي دارفور غربي السودان، وقالت إنه أودي بحياة 1500 شخص من المدنيين، ومازال هناك الكثير من المفقودين. السودان: كيف يؤثر الإعلان عن حكومة موازية في أزمة البلد ومستقبله؟ وقالت الصحيفة في التحقيق الذي نشره مارك توينسيد، إن ضحايا هجوم الدعم السريع، الذي وقع في أبريل/نيسان الماضي، "أكبر بكثير" من التقديرات الحالية، وهو ما يعد "ثاني أكبر جريمة" حرب في "الصراع الكارثي" الذي تشهده البلاد. وكشف التحقيق أن هجوم قوات الدعم السريع استمر 72 ساعة على مخيم زمزم، وهو أكبر مخيم للنازحين بسبب الحرب في البلاد، وأكدت شهادات متماثلة عن وقوع إعدامات جماعية وعمليات اختطاف واسعة، ولا يزال مئات المدنيين في عداد المفقودين. وأشارت تقارير سابقة إلى أن الهجوم الذي وقع بين 11 و14 أبريل/نيسان، تسبب في مقتل 400 مدني غير عربي، بينما قالت الأمم المتحدة إن "المئات" لقوا حتفهم، لكن اللجنة المشكلة للتحقيق في عدد القتلى "أحصت" أكثر من 1500 قتيل، في الهجوم الذي وقع عشية مؤتمر تقوده الحكومة البريطانية في لندن بهدف إحلال السلام في السودان. وقال محمد شريف، عضو اللجنة من الإدارة السابقة لزمزم، إن العدد النهائي للضحايا سيكون أعلى بكثير، حيث لم يتم انتشال العديد من الجثث بعد من المخيم الذي تسيطر عليه الآن قوات الدعم السريع. وقال شريف للغارديان: "جثثهم ملقاة داخل المنازل، وفي الحقول، وعلى الطرق"، وهو ما يعني أن العدد قد يرتفع ربما إلى 2000 شخص. وأضاف شهود عيان لم يكشفوا عن هويتهم وكان لديهم أقارب بين الضحايا، أن مستويات العنف كانت "صادمة"، حتى عند مقارنتها بـ "مذابح الإبادة الجماعية" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، بحق الجماعات العرقية الأفريقية في دارفور خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وقال عبد الله أبو قردة، من جمعية شتات دارفور البريطانية، إن "ما لا يقل عن 2000 من سكان زمزم ما زالوا في عداد المفقودين." وقالت كلير نيكوليه، نائبة رئيس قسم الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، إن الهجوم استهدف "أحد أكثر الناس ضعفاً على وجه الأرض". وأضافت أن الناجين تعرضوا لعمليات "نهب واسعة وعنف جنسي وهجمات أخرى أثناء تنقلهم، وعانوا من ظروف معيشية مروعة في مواقع النزوح". كما اختُطفت أعداد كبيرة من النساء. ويواجه طرفا النزاع في السودان اتهامات بارتكاب جرائم حرب، واتُهم الجيش السوداني بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في غارات جوية عشوائية. "إرادة ترامب وهزيمة بوتين" اهتمت صحيفة التليغراف بالمباحثات المباشرة الحالية بين الولايات المتحدة وروسيا، وقالت في تقرير لمراسل شؤون الدفاع والأمن كون كوغلين، إنه لو كان لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "الإرادة"، لكان من الممكن "هزيمة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي لديه "خيارات أكثر من مجرد توسيع نظام العقوبات ضد موسكو." ترامب يؤكد تحقيق "تقدم كبير" في المحادثات الأمريكية الروسية، ويفرض رسوماً على الهند بسبب شرائها النفط الروسي وأضافت أن الصراع الدائر في أوكرانيا على مدى ثلاث سنوات ونصف، يُعلّمنا أن فلاديمير بوتين، "لن يُحقق" النصر الذي يسعى إليه بإصرار. وأضاف أن البيت الأبيض ألمح بقوة إلى استعداده لمعاقبة أي دولة تواصل التعامل التجاري مع موسكو، وهو ما قد يلحق ضرراً أكبر بالاقتصاد الروسي، مما يحد من قدرة بوتين على مواصلة حملته العسكرية في أوكرانيا. وأشارت إلى أن هذا التهديد أثار اهتمام الكرملين، وأكد مسؤولون روس استعدادهم للنظر في وقف إطلاق النار في الحرب الجوية، القصف المتواصل بالطائرات المسيرة والصواريخ التي تطلقها موسكو على أوكرانيا بشكل شبه يومي، لتجنب العقوبات. وشددت الصحيفة على أن أي تنازلات من بوتين ستكون استجابة لقرار ترامب تقديم موعد إنذاره لإنهاء الأعمال العدائية إلى يوم الجمعة، وإذا كان ترامب "جاداً" في إنهاء الصراع، عليه رفض أي مبادرة سلام من الروس تمكنهم من مواصلة حملتهم لإخضاع أوكرانيا، لأن وقف الحرب الجوية لا يعني انتهاء الهجوم البري. وقالت إن على ترامب أن "يُدرك" أن لدى الولايات المتحدة خيارات أكثر بكثير من مجرد التهديد بتوسيع نظام العقوبات ضد موسكو، ومناقشة فرض رسوم جمركية بنسبة 500 في المئة على الدول التي تُواصل شراء النفط والغاز الطبيعي واليورانيوم الروسي، للإضرار بالاقتصاد الروسي. وبالتزامن مع زيادة الرسوم الجمركية، يمكن لواشنطن أيضاً رفع القيود المفروضة على تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى وأسلحة متطورة أخرى لإحداث فرق ملموس في ساحة المعركة. ويوف تسمح "رفع القيود" المفروضة على استخدام الصواريخ بعيدة المدى، للأوكرانيين باستهداف مواقع عسكرية رئيسية داخل روسيا، مما سيكون له نفس "التأثير المُدمر" على قدرة روسيا مثلما نجحت إسرائيل "في التأثير" على البرنامج النووي الإيراني، بضربات مركزة. واختتمت الصحيفة التقرير بأن ترامب لو اختار "مزيجاً" من العقوبات الصارمة ضد موسكو وتعزيز الإمدادات العسكرية لكييف، فلن يكون أمام بوتين خيار سوى إنهاء "حملته العسكرية الكارثية" في أوكرانيا.

الضفة.. جيش الاحتلال يفجر منزلين لعائلة أسير فلسطيني‎- (شاهد)
الضفة.. جيش الاحتلال يفجر منزلين لعائلة أسير فلسطيني‎- (شاهد)

القدس العربي

timeمنذ 3 ساعات

  • القدس العربي

الضفة.. جيش الاحتلال يفجر منزلين لعائلة أسير فلسطيني‎- (شاهد)

رام الله: فجر جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الخميس، منزلين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، يعودان لعائلة أسير فلسطيني في سجون الاحتلال. وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال فجر منزلين لعائلة الأسير عبد الرحيم الهيموني في حي وادي أبو كتيلة، بعد ساعات من اقتحام المدينة بقوات كبيرة. لحظة تفجير قوات الاحتلال منزل الأسير عبد الرحيم الهيموني في واد أبو اكتيلة بالخليل — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 7, 2025 وأضاف الشهود أن 'الجيش وصل الحي منتصف ليلة الأربعاء/الخميس وشرع على الفور في زرع متفجرات في شقتين سكنيتين في طابقين من بناية سكنية تتكون من خمس طبقات'. وأشاروا إلى انتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي وإغلاق شوارع في محيط البناية المستهدفة طوال فترة التجهيز لعملية التفجير، قبل أن ينسحب من الحي صباح الخميس. ومساء الأربعاء، قال شهود عيان إن 'قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مدينة الخليل وتوجهت إلى حي وادي أبو كتيلة وحاصرت منزلا لعائلة الهيموني'. وأضاف الشهود أن الجيش حضر بأعداد كبيرة من المركبات العسكرية وأحضر معه معدات تستخدم عادة في التحضير لتفجير المنازل. مشاهد من منزل الأسير عبد الرحيم الهيموني بعد أن فجره الاحتلال الليلة في مدينة الخليل، حيث يتهمه بالمشاركة في عملية 'تل أبيب' التي أسفرت عن مقتل 7 مستوطنين مطلع أكتوبر من العام الماضي. — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 7, 2025 وفي 24 يونيو/ حزيران أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي نيته هدم الشقة السكنية التي كان يقيم فيها الأسير الهيموني، متهما إياه بالمشاركة في هجوم استهدف محطة القطار الخفيف بمدينة تل أبيب مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وأدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة 15 آخرين. وفي 5 مارس/ آذار فجر جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلين لفلسطينيين اتهمهما بالمشاركة في العملية وهما أحمد الهيموني، ومحمد مسك. وحينها، أعلنت 'كتائب القسام' الجناح المسلح لحركة 'حماس'، مسؤوليتها عن 'عملية يافا البطولية التي نفذها المجاهدان القساميان محمد راشد مسك وأحمد عبد الفتاح الهيموني من مدينة الخليل'. وخلال يوليو/ تموز نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي 75 عملية هدم في الضفة طالت 122 منشأة، بينها 60 منزلا مأهولا، و11 منزلا غير مأهول، و22 منشأة زراعية، و26 مصدر رزق وغيرها، وفق تقرير شهري لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الحكومية الفلسطينية. وبموازاة إبادة غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1013 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية. (الأناضول)

تبريرات واشنطن لاحتلال إسرائيل غزة لم تهبط من فراغ
تبريرات واشنطن لاحتلال إسرائيل غزة لم تهبط من فراغ

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

تبريرات واشنطن لاحتلال إسرائيل غزة لم تهبط من فراغ

في معرض رده على سؤال، أمس الأول الثلاثاء، عما إذا كان يعتزم دعم احتلال إسرائيل قطاع غزة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن "هذا يعود لإسرائيل أن تقرر بشأنه"، وفي اليوم التالي ذهب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى أبعد من ذلك. ففي رده على السؤال نفسه خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، كرر ما قاله ترامب، مضيفا ما مفاده أن إسرائيل هي الأدرى بما "تحتاجه لأمنها". وبذلك بدا رئيس الدبلوماسية الأميركية الذي قلما أدلى بدلوه في ملف غزة وكأنه يسطّر قاعدة استثنائية في القانون الدولي تجيز لإسرائيل احتلال الأرض المجاورة لها إذا ارتأت أن "حاجتها الأمنية" تستدعي ذلك. منح إسرائيل هذا الضوء الأخضر الفاقع مع تبسيط المسألة باعتبارها مجرد "تصريح" ينبغي "الاستفسار من إسرائيل" عن مقاصده، كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، عزّز الانطباع بأن الموضوع جرى التوافق حوله خلال زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الأسبوع الماضي إلى إسرائيل وغزة وبعد دفن مشروع وقف إطلاق النار. قد يكون التلويح باحتلال القطاع محاولة ضغط على حركة حماس لحملها على "حلحلة" موضوع المحتجزين الإسرائيليين. كما لا يستبعد محللون ألا يكون في ذلك "أكثر من هروب إلى الأمام" بالنسبة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدما لم تنجح حرب الإبادة على غزة في تحقيق أغراضها الأساسية. كما أنه ربما يكون قد لجأ إلى خيار الاحتلال سبيلاً لمواصلة الحرب استرضاءً للجناح اليميني المتطرف في حكومته وبما يضمن عدم سقوطها، وبالتالي بقاءه في منصبه. لكن هناك تفسيرات تتقاطع عند الاعتقاد بأن هذه النقلة النوعية والخطيرة "لم تهبط من فراغ"، بل جاءت في سياق تراكمات تحكّمت بها حكومة نتنياهو لتبلغ هذا المآل. ومن أبرز تلك التراكمات ما جاء به ترامب في بداية رئاسته الثانية، عندما اقترح في 25 يناير/ كانون الثاني تهجير الفلسطينيين من غزة، وصرّح أكثر من مرة عن رغبته في "امتلاك غزة" وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وذلك تحت مزاعم إعادة إعمارها. يومذاك سارع نتنياهو إلى التقاط الفكرة والعمل على مراكمة ظروف ترجمتها من خلال سد الطرق أمام البدائل وبالتحديد مفاوضات وقف إطلاق النار، التي لم يخف ويتكوف بأنها "صارت من الماضي"، نزولاً عند رغبة نتنياهو وفق ما بدا. إدارة ترامب لا تعارض هذا التوجه من حيث المبدأ، لكنها تخشى متاعب وأكلاف "اليوم التالي"، وهذا ما يفسر كلامها عن ترك القرار لإسرائيل في الموضوع. فقد ذكرت معلومات، ومنها إسرائيلية، أن كلفة الاحتلال تقدّر "بعشرة مليارات دولار بالإضافة إلى تجديد البنية التحتية". للخلاص من هذه الأعباء ومتاعبها، عاد تسليط الأضواء على معزوفة "التهجير"، تارة بالترغيب في "حياة مريحة وآمنة"، وتارة بوعد أهل القطاع "بالرحيل الطوعي"، كما بدأ يتردد في الأيام الأخيرة. إسرائيل لا بد أنها تراهن على ثلاثي الدمار وحرب التجويع والقتل المنظم وصفةً للدفع باتجاه التهجير. الإدارة تتحدث عن عزمها على "زيادة المعونات الإنسانية ومراكز توزيعها" في غزة، لكن الواقع على الأرض يكذب ذلك. والمعروف أن إسرائيل هي التي تتحكم بدخول الكميات وتوزيعها عبر ما تُسمى " مؤسسة غزة الإنسانية " المرتبطة بها والمدعومة منها والتي لم تصدر توصية عن ويتكوف بكف يدها عن عملية التوزيع، رغم المآخذ العديدة على دورها. تحليلات التحديثات الحية زيارة ويتكوف إلى غزة: بروباغندا إعلامية لمعالجة بالمسكّنات على العكس، بعض المعنيين في الإدارة أشادوا بجهودها، بعكس الإجماع في صفوف المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة على إدانة دورها "المتواطئ مع القوات الإسرائيلية" لإثارة فوضى والتجويع، وبالتالي استهداف منتظري المساعدات الذين سقط من بينهم منذ 27 يونيو/ حزيران الفائت أكثر من ألف شهيد عند مراكز التوزيع. نتنياهو يتحدث عن احتلال كامل القطاع مدخلاً لضمه. فهو يعلم أن إدارة ترامب التي وافقت على ضم إسرائيل القدس والجولان المحتلين، لن تتردد في الاعتراف بضمها القطاع الذي تطمح للاستثمار فيه باعتباره منتجعاً كانت أول من طرح وروّج لفكرته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store