
إيران.. ونجاح صفقة S-500 ودورها في تغيير موازين القوى (٢)
هل تقايض روسيا بعلاقاتها بالغرب وتبيع نظام S-500 لإيران؟.. ثم ماهي التداعيات المحتملة على علاقات روسيا بالغرب وإسرائيل؟
العميد الركن دكتور حسن حسين الرصابي /
هل تقايض روسيا بعلاقاتها بالغرب وتبيع نظام S-500 لإيران؟.. ثم ماهي التداعيات المحتملة على علاقات روسيا بالغرب وإسرائيل؟
من يحاول قراءة العلاقات الايرانية الروسية يجد نفسه امام اسئلة عديدة حول طبيعة هذه العلاقات وابعادها الجيوسياسية..
فالغموض يكاد يطغى على نوعية هذه العلاقات.. فهي عميقة ومتينة ولكن يشوبها بعض غبار السياسة..اذا هناك مساحة من التوجس والتردد..
وهذا يجعلنا نتساءل حول العديد من المحددات.. فمثلا إن بيع روسيا لنظام دفاع جوي متقدم مثل S-500 لإيران سيكون له تداعيات كبيرة وسلبية على علاقاتها مع إسرائيل والغرب. من غير المرجح أن تتمكن روسيا من اتخاذ هذه الخطوة دون أن تتأثر هذه العلاقات بشكل جذري، وذلك للأسباب التالية:
المخاوف الأمنية لإسرائيل
تعتبر إسرائيل أي تعزيز لقدرات إيران ، خاصة في مجال الدفاع الجوي، تهديدًا مباشرًا لأمنها. نظام S-500 هو نظام دفاع جوي متطور للغاية وقادر على اعتراض مجموعة واسعة من الأهداف الجوية، بما في ذلك الطائرات الشبح والصواريخ الباليستية.
إن امتلاك إيران لمثل هذا النظام سيجعل أي عملية عسكرية إسرائيلية محتملة ضد منشآتها النووية أو أهداف أخرى أكثر صعوبة وخطورة، مما يزيد من احتمالات التصعيد الإقليمي. ستعتبر إسرائيل هذا البيع بمثابة تقويض لأمنها القومي وستمارس ضغوطًا دبلوماسية وسياسية قوية على روسيا.
المعارضة الغربية والعقوبات المحتملة
تعتبر الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون إيران دولة راعية للإرهاب ولديها برنامج نووي مثير للقلق. أي صفقة عسكرية متقدمة مع إيران ستعتبر تصعيدًا كبيرًا يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
* الولايات المتحدة: من المرجح جدًا أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات إضافية على روسيا بموجب قوانين مثل "قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات" (CAATSA)، الذي يستهدف المعاملات الكبيرة مع قطاع الدفاع الروسي، أو أي قوانين أخرى تمنع انتشار الأسلحة.
* الاتحاد الأوروبي: على الرغم من أن بعض عقوبات الأمم المتحدة على برامج الصواريخ الإيرانية قد انتهت، فإن الاتحاد الأوروبي لا يزال يحتفظ بقيوده الخاصة. أي بيع لنظام S-500 لإيران سيتعارض مع المصالح الأمنية الأوروبية وقد يؤدي إلى فرض عقوبات من قبل دول الاتحاد الأوروبي.
تداعيات سابقة وتوازن القوى
بيع روسيا لأنظمة S-400 لتركيا في عام 2019 أدى إلى أزمة دبلوماسية حادة بين أنقرة وواشنطن، وتم استبعاد تركيا من برنامج طائرات F-35. إن بيع نظام أكثر تطوراً لإيران سيثير رد فعل أقوى بكثير.
سيؤدي بيع S-500 إلى تغيير توازن القوى في الشرق الأوسط بشكل كبير. ستنظر إسرائيل والدول العربية الحليفة مثل السعودية والإمارات إلى ذلك بقلق بالغ وستسعى لتعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة هذا التهديد الجديد، مما قد يؤدي إلى سباق تسلح في المنطقة.
الخلاصة
و جود نظام S-500 في إيران: كابوس وهول رادع امام أي عدوان خارجي على جمهورية إيران الإسلاميةو بينما تسعى روسيا لتعزيز علاقاتها مع إيران، خاصة في ظل الدعم الإيراني لروسيا في أوكرانيا، فإنها تحاول أيضًا الحفاظ على درجة من العلاقات مع إسرائيل لضمان مصالحها في المنطقة، لا سيما وجود قاعدة لها في سوريا.
إن بيع نظام S-500 لإيران قد يضر بشكل كبير بهذه العلاقة المتوازنة. تاريخيًا، كانت روسيا حذرة في نقل التكنولوجيا العسكرية الأكثر حساسية إلى إيران. من المستبعد جدًا أن تتمكن روسيا من بيع نظام S-500 لإيران دون أن تتأثر علاقاتها بإسرائيل والغرب بشكل سلبي وشديد. ستشمل التداعيات فرض عقوبات جديدة على روسيا، وتصعيد التوترات الإقليمية، وتقويض أي جهود دبلوماسية متبقية لاستقرار المنطقة.
سيكون هذا خطوة استراتيجية جريئة من جانب روسيا تشير إلى تغيير أولوياتها الجيوسياسية على حساب علاقاتها مع القوى الغربية وإسرائيل.
وهناك من يرجح ان تحاول موسكو التملص من هذا الالتزام في العلاقات. وسوف تعمل على التسويف والمماطلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
تحذير أممي من كارثة وشيكة ستضرب اليمن!
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من اتساع العجز المالي في خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2025، رغم حصولها الأسبوع الماضي على دعم جديد بقيمة 36 مليون دولار من المفوضية الأوروبية واليابان وعدد من المانحين. وأوضح المكتب في أحدث تقاريره أن إجمالي التمويل المخصص للخطة حتى 9 أغسطس الجاري بلغ نحو 374.6 مليون دولار، ما يمثل 15.1% فقط من إجمالي الاحتياجات المقدرة بـ 2.48 مليار دولار. كما وصل إجمالي ما تلقته اليمن من مختلف القنوات إلى 480.6 مليون دولار، بينها 106 ملايين دولار خارج إطار الخطة. وأكد "أوتشا" أن فجوة التمويل المتزايدة تهدد بتوقف برامج الإغاثة الأساسية، مما قد يعرّض ملايين اليمنيين لخطر فقدان المساعدات المنقذة للحياة، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتسريع التعهدات وضمان استمرار الدعم قبل تفاقم الأزمة الإنسانية.


اليمن الآن
منذ 5 ساعات
- اليمن الآن
الأمم المتحدة: فجوة تمويلية خطيرة تهدد ملايين اليمنيين بفقدان المساعدات
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا من أن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2025 تواجه عجزًا ماليًا واسعًا، رغم تدفق دعم جديد بقيمة 36 مليون دولار خلال الأسبوع الماضي من المفوضية الأوروبية واليابان وعدد من المانحين. ووفقًا لآخر تحديث صادر عن المكتب، فإن التمويل الإجمالي المخصص للخطة حتى 9 أغسطس الجاري وصل إلى نحو 374.6 مليون دولار، أي ما يعادل 15.1% فقط من إجمالي الاحتياجات البالغة 2.48 مليار دولار، فيما بلغ إجمالي ما حصلت عليه اليمن من مختلف القنوات 480.6 مليون دولار، منها 106 ملايين خارج إطار الخطة. وأكد أوتشا أن اتساع فجوة التمويل يهدد بإيقاف برامج الإغاثة الحيوية ويعرّض ملايين السكان لخطر فقدان المساعدات المنقذة للحياة، مشددًا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بسرعة لتسريع التعهدات وضمان استمرارية الدعم قبل تفاقم الكارثة الإنسانية.


اليمن الآن
منذ 6 ساعات
- اليمن الآن
أوتشا تحذر من فجوة تمويلية كبيرة تهدد ملايين اليمنيين
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من استمرار فجوة تمويلية كبيرة في خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2025، رغم حصولها على 36 مليون دولار إضافية خلال الأسبوع الأخير من المفوضية الأوروبية واليابان وجهات مانحة أخرى. وأوضح المكتب، في بيان حديث، أن إجمالي التمويل المخصص للخطة حتى 9 أغسطس الجاري بلغ نحو 374.6 مليون دولار، بزيادة 36.1 مليون دولار مقارنة بالأسبوع السابق، فيما ارتفع إجمالي التمويل الموجه لليمن من مختلف المصادر إلى 480.6 مليون دولار، منها 106 ملايين خارج إطار خطة الاستجابة. وأشار "أوتشا" إلى أن الخطة، التي تتطلب 2.48 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، لم تتلقَّ حتى الآن سوى 15.1% فقط من إجمالي المتطلبات، ما يهدد ملايين الأشخاص بفقدان المساعدات المنقذة للحياة. وأكد المكتب أن استمرار فجوة التمويل يعرقل تنفيذ برامج الإغاثة الحيوية، داعيًا المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى تسريع وتيرة التعهدات وتقديم الدعم اللازم لتفادي تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.