logo
رئاسة «الإيكاس» تُشعل توتراً جديداً بين الكونغو ورواندا وتُهدد مساعي السلام

رئاسة «الإيكاس» تُشعل توتراً جديداً بين الكونغو ورواندا وتُهدد مساعي السلام

الشرق الأوسطمنذ 4 ساعات

محطة جديدة من الخلافات بين الكونغو الديمقراطية وجارتها رواندا، عقب عرقلة كينشاسا وصول كيغالي للرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا «إيكاس»، مما يهدد مساعي السلام الحالية بين البلدين، التي كان يتوقع أن تشهد خلال شهر يونيو (حزيران) الحالي اتفاقاً برعاية أميركية.
رواندا التي تنفي عادة دعم المتمردين في شرق الكونغو، لوحت بالانسحاب من المجموعة، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أنه يزيد من الفجوات بين البلدين، ويضعف فرص نجاح أي محادثات قريبة.
وبعد يومين من مقترح قطري لإحياء مفاوضات السلام بشرق الكونغو، مُنعت رواندا السبت من تولي الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا «إيكاس» بسبب النزاع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بحسب ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية» الأحد.
وكان من المقرر أن تنتقل رئاسة مجموعة «إيكاس» التي تضم 11 دولة إلى كيغالي، لكن الكونغو الديمقراطية وحليفتها بوروندي اعترضتا على الأمر خلال اجتماع للمنظمة الإقليمية، في مالابو، وتم إرجاء الأمر لموعد لاحق، والإبقاء على غينيا الاستوائية رئيسة لها لمدة عام وفق بيان للمجموعة، فيما وصف مسؤول في «إيكاس» الأجواء بين رواندا وممثلي الكونغو الديمقراطية بأنها «متوترة».
فيما قالت رواندا في بيان للخارجية إنها ستنسحب من المجموعة الاقتصادية، وندّدت بما حدث بوصفه انتهاكاً لحقوق الدولة، و«استغلال» كينشاسا للتكتل.
ويرى الخبير في الشأن الأفريقي، محمد تورشين، أن التطورات في شرق الكونغو وراء الأزمة الجديدة بين كينشاسا وكيغالي في أحد أبرز التكتلات الإقليمية و«هي مرشحة للاتساع»، مشيراً إلى أن هذه الخطوة «ستسهم في تعقيد مسار المفاوضات» الذي كانت هناك آمال لأن يضع حلا لأزمة شرق الكونغو.
وباعتقاد المحلل السياسي التشادي، المختص بالشؤون الأفريقية، صالح إسحاق عيسى، فإن قرار الكونغو الديمقراطية تعطيل تولي رواندا الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا لم يكن مفاجئاً في مضمونه، لكنه شديد الدلالة من حيث التوقيت والرسالة، إذ «يعكس درجة متقدمة من فقدان الثقة» بين الطرفين، ويؤشِّر إلى «انسداد جديد» في المسارات السياسية التي لطالما عوّل عليها المجتمع الدولي بسبب دعم كيغالي لحركة «إم 23» المتمردة.
ولو تحقق احتمال انسحاب رواندا من المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، فلن يكون مجرّد خطوة رمزية احتجاجية، بل سيعيد رسم خطوط التماس الإقليمي، ويُضعف إحدى أدوات العمل الجماعي الأفريقي التي «يُفترض أن تكون منصات لحوار لا ساحات إقصاء»، بحسب عيسى، متوقعاً أن خروج كيغالي من هذه المنظومة سيمنحها هامشاً أوسع للتحرك خارج الأطر الدبلوماسية، ما قد يُترجم على الأرض بمزيد من التصعيد العسكري أو السياسي.
ويأتي هذا التطور الجديد بعد يومين من تقديم وسطاء قطريين إلى حكومة الكونغو الديمقراطية، وحركة «إم 23» «مقترح سلام» لإنهاء النزاع، وفقاً لما ذكره مصدر مطلع على المحادثات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وذلك المقترح أحدث حلقة في الزخم المتواصل لوقف التمرد المتسع في شرق الكونغو منذ مطلع العام الحالي، وأواخر مايو (أيار) الماضي، نقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، عن مصدرين مقربين من المفاوضات، أن «مسؤولين من الكونغو الديمقراطية متفائلون بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع واشنطن في نهاية يونيو الحالي، لتأمين استثمارات أميركية في المعادن الحيوية، فضلاً عن دعم الولايات المتحدة جهود إنهاء التمرد المدعوم من رواندا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية».
وترى كينشاسا أن نهب ثرواتها المعدنية محرك رئيس للصراع بين قواتها ومتمردي «حركة 23 مارس»، المدعومة من رواندا في شرق الكونغو، الذي اشتد منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وتتهم كيغالي بتهريب معادن بعشرات الملايين من الدولارات عبر الحدود شهرياً لبيعها من رواندا.
ووقَّعت رواندا والكونغو الديمقراطية، يوم 25 أبريل (نيسان) الماضي «إعلان مبادئ» في واشنطن، بحضور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وذلك عقب يومين من إعلان حكومة الكونغو الديمقراطية، وحركة «إم 23»، في بيان مشترك، اتفاقهما، عقب وساطة قطرية، على «العمل نحو التوصُّل إلى هدنة».
وتزامن ذلك مع حراك لحل يدفع إليه الاتحاد الأفريقي أيضاً وفرنسا، خصوصاً أنه منذ 2021 أُقرَّ أكثر من 10 اتفاقات هدنة في منطقة شرق الكونغو الديمقراطية، لكن كلّ المحاولات الدبلوماسية لإنهاء النزاع باءت بالفشل.
وبحسب تورشين، فإن «أي فرصة لنجاح أي محادثات في الأيام المقبلة ستكون محدودة للغاية»، خصوصاً وهناك تعقيدات صارت أكبر أمام الوسطاء في ظل الخلاف الجديد بين الكونغو الديمقراطية ورواندا.
ويرى عيسى أن محاولات الوساطة، ومنها المبادرة القطرية الأخيرة «تواجه تعقيدات متنامية»، خصوصاً في ظل المعطيات الجديدة التي لا يبدو أن جهود السلام تمضي نحو اختراق وشيك، بل «تعود إلى نقطة الصفر»، ويبقى شرق الكونغو مسرحاً لصراع لا يعرف نهاية قريبة، حتى وإن تعدّدت مبادرات السلام واختلفت عواصم إطلاقها، سواء إقليمية أو دولية.
ويستدرك: «ربما ما يحدث قد يُفسَّر أنه ضغوط تصعيدية تسبق اتفاقاً وشيكاً، أو أنه مؤشِّر على انزلاق جديد نحو نفق أكثر ظلمة في أزمة متفاقمة»، موضحاً أنه «في الوقت الذي تُكثَّف فيه الوساطات وتتحرك بعض الأطراف الإقليمية والدولية، تتعمَّق الانقسامات، ويزداد التوتر بين كينشاسا وكيغالي، وسط انهيار الثقة وتنامي النفوذ المسلح على الأرض».
وتطلُّع واشنطن إلى تحقيق اختراق في ملف شرق الكونغو هذا الشهر بحسب عيسى «يحمل بُعداً استراتيجيّاً واضحاً، خصوصاً في ظل رغبتها في كبح النفوذ الصيني الزائد في أفريقيا، وتثبيت حضورها في مناطق النزاع التي تمسّ الأمن الإقليمي والدولي، ومع ذلك فإن تحقيق هذا الهدف يصطدم بجدار ضعف الإرادة السياسية والثقة بين كينشاسا وكيغالي».
ورغم ذلك يرى عيسى أن «واشنطن تملك أوراق ضغط مهمة، لا سيما عبر الدعم العسكري والاقتصادي والشرعية الدولية، ويمكن أن تلعب دور الضامن لأي اتفاق محتمل، كما أن التقاطع مع مبادرات أفريقية خصوصاً مع تحركات قطرية وأوغندية محتملة، قد يُنتج فرصة مشتركة تضغط على الطرفين للجلوس إلى الطاولة»، مستدركاً: «لكن، ورغم هذا التفاؤل الحذر، يبقى المسار هشّاً وقابلاً للتأجيل في حال لم يتم احتواء التصعيد الرمزي، مثل قضية رئاسة رواندا لـ(إيكاس)، أو احتمالات الانسحاب منها».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القيادة تعزي رئيس زامبيا في وفاة الرئيس السابق
القيادة تعزي رئيس زامبيا في وفاة الرئيس السابق

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

القيادة تعزي رئيس زامبيا في وفاة الرئيس السابق

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية عزاء ومواساة، لفخامة الرئيس هاكيندي هيشيليما رئيس جمهورية زامبيا، في وفاة الرئيس السابق السيد إدغار شاغوا لونغو. وقال الملك المفدى: «تلقينا نبأ وفاة الرئيس السابق لجمهورية زامبيا السيد إدغار شاغوا لونغو، ونعرب لفخامتكم ولأسرة الفقيد ولشعبكم الصديق عن أحر التعازي، وأصدق المواساة، متمنين ألا تروا أي سوء أو مكروه». من جهته، بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية عزاء ومواساة، لفخامة الرئيس هاكيندي هيشيليما رئيس جمهورية زامبيا، في وفاة الرئيس السابق السيد إدغار شاغوا لونغو. وقال سمو ولي العهد: «تلقيت نبأ وفاة الرئيس السابق لجمهورية زامبيا السيد إدغار شاغوا لونغو، وأعرب لفخامتكم ولأسرة الفقيد كافة عن بالغ التعازي، وصادق المواساة، متمنيًا لكم دوام الصحة والسلامة، وألا تروا أي سوء».

فن الصفقة لدى خصوم ترمب
فن الصفقة لدى خصوم ترمب

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

فن الصفقة لدى خصوم ترمب

يتوعّد الرئيس دونالد ترمب بحل النزاع بين أوكرانيا وروسيا مذ كان مرشحاً رئاسياً، ويشير إلى رغبته في الوصول لاتفاق نووي أو أكثر من نووي مع إيران منذ أن عاد إلى البيت الأبيض. ويعلم الكثيرون عن دونالد ترمب، مؤلف كتاب فن الصفقة، أنه يهدف دائماً للوصول إلى صفقة، وأنه يرنو للحصول على نوبل للسلام منذ فترته الأولى ولقائه بالرئيس الكوري الشمالي، مما يجعل بعض الوعود العسكرية غير مخيفة للبعض، وإن كان قصف الحوثيين ودعم معارك نتنياهو في بداية فترته. وبينما كان يسعى لحل النزاع الأوكراني الروسي في ٢٤ ساعة، ثم نجح في تحقيق اتفاق المعادن مع كييف، بدا أن الأوروبيين وخاصة ألمانيا وفرنسا بالإضافة للخصم التاريخي للروس بريطانيا غير مقتنعين بإيقاف الحرب، أو تقديم تنازلات للقيصر سواء عن شبه جزيرة القرم أو أجزاء من الشرق الأوكراني ذي الأغلبية الروسية. من جانب آخر ورغم التراجع الكبير في نفوذها في المنطقة، سواء عبر خسارة الأسد البالغة التكلفة في سوريا، أو ما تعرض له حزب الله من خسارات متتالية في لبنان، ما زالت جولات المفاوضات الأمريكية الإيرانية لم ترَ النور بعد، رغم عدة جولات بين روما ومسقط تضاربت الأنباء حولها بين تقدم وعقد للحل. أخبار ذات صلة كما أن فرص الحل في غزة وإخراج الرهائن وتحقيق إيقاف دائم لوقف إطلاق النار لم يتحقق بعد، حيث يبدو من جهة نتنياهو أن الاستمرار في الحرب تحت أي مسوغ خيار مثالي لمستقبله السياسي، ويبدو أن حماس وجدت في تفاوض الأمريكيين مع الحوثيين فرصة لتحسين شروط التفاوض، وتجاوز أي شرط يخرج حماس من الحل السياسي. وفي وسط تعقيد هذه الملفات الثلاثة والسعي الحثيث للإدارة الأمريكية لحسمها معاً، يأتي تحرك مهم على رقعة الشطرنج، حيث يتوجه الرئيس بوتين إلى طهران، ويعرض وساطة بين الإيرانيين والأمريكيين للوصول لحل سلمي للاتفاق النووي. هذا التحرك يدعونا للتفكر في نقطة مختلفة، وهي كيف يدير مفاوضو ترمب فن الصفقة معه، سواء كانوا صنّاع سجاد أم محترفي شطرنج، فكل لعبة لها طرفان، وكل فعل له ردة فعل كما علمنا نيوتن في الفيزياء. الأرجح أن الرئيس فلاديمير بوتين يراهن على خفوت العلاقات الأمريكية الأوروبية، وعلى رغبة الرئيس الأمريكي الشديدة في إنهاء الحروب والملفات الخلافية، ليقدم عرضاً قد تتنازل فيه إيران أكثر، ربما عبر نسب تخصيب اليورانيوم دون 3.76 (النسبة التي سمح بها اتفاق أوباما)، أو بجعله اتفاقاً لآجال أطول من 25 سنة كما يهدف المبعوث الأمريكي ويتكوف. ولا بد أن ثمّن ذلك سيكون ضم شبه جزيرة القرم، ومنع أوكرانيا من دخول الناتو بتاتاً، بالإضافة لرفع شامل للعقوبات عن روسيا، وربما قضم بعض الشرق الأوكراني، وهي فرصة لنختبر ردود الفعل في فن الصفقة.

زيلينسكي: بوتين يسعى لإنزال «الهزيمة الكاملة» بأوكرانيا
زيلينسكي: بوتين يسعى لإنزال «الهزيمة الكاملة» بأوكرانيا

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

زيلينسكي: بوتين يسعى لإنزال «الهزيمة الكاملة» بأوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لشبكة تلفزيون «إيه بي سي» الأميركية، اليوم (الأحد)، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يرغب في وقف إطلاق النار، بل يريد «الهزيمة الكاملة» لأوكرانيا. وأضاف أن الضغط القوي من الولايات المتحدة وأوروبا فقط هو ما يمكن أن يجبر بوتين على التراجع. وقال: «حينه سيتوقفون عن الحرب». وشدد زيلينسكي خلال المقابلة على أهمية دعم الولايات المتحدة، وحاول بحذر توضيح أن تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن بوتين يريد السلام، غير دقيق. وقال زيلينسكي: «مع كل الاحترام للرئيس ترمب، أعتقد أنها مجرد وجهة نظر شخصية لديه». وأضاف: «أنا أشعر بقوة أن بوتين لا يريد إنهاء هذه الحرب. في ذهنه، من المستحيل إنهاء هذه الحرب دون هزيمة كاملة لأوكرانيا». وتابع: «ثق بي، نحن نفهم الروس وعقليتهم بشكل أفضل بكثير من الأميركيين لهم. نحن جيران منذ زمن طويل». لكن الرئيس الأوكراني حرص على عدم إغضاب ترمب، مشيراً إلى أن علاقته مع الرئيس الأميركي، بعد اجتماع كارثي في المكتب البيضوي في وقت سابق من هذا العام، قد تحسنت، خاصة بعد لقائهما وجهاً لوجه في الفاتيكان في أبريل (نيسان) الماضي، على هامش جنازة البابا فرنسيس. وقال: «خمس عشرة دقيقة في الفاتيكان، وجهاً لوجه، فعلت أكثر لإقامة الثقة مما فعل الاجتماع مع وجود الكثير من الأشخاص في المكتب البيضوي». وأضاف أنه «يريد أن يؤمن بأن لدينا علاقة مهنية طبيعية ومتساوية مع الولايات المتحدة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store