
الغارديان: جرائم الإبادة لا تسقط بالتقادم.. ووزراء بريطانيا المتواطئون لن يفلتوا من المساءلة
ويعلّق جونز أن هذا أمر صادم للغاية، لكنه ليس مفاجئًا؛ ففي النهاية، مضى أكثر من 140 يومًا على الحصار الإسرائيلي الشامل على غزة. ففي أيار/ مايو، ألغت إسرائيل طريقة الأمم المتحدة الفعّالة لإيصال المساعدات، واستبدلتها بنظام بائس يجبر الفلسطينيين على التنافس على كميات شحيحة من المساعدات، غالبًا ما تكون غير صالحة للاستخدام، ويُطلق عليهم النار أثناء ذلك. وقُتل نحو ألف مدني أثناء بحثهم عن الطعام منذ نهاية أيار/ مايو.
ويصرّح أليكس دي وال، أحد أبرز خبراء الجوع في العالم، قائلًا: 'لم تُسجّل منذ الحرب العالمية الثانية حالة تجويع مُصمّمة ومتحكَّم بها بهذه الدقة'. وبموجب اتفاقيات جنيف، 'يُحظَر تجويع المدنيين كأسلوب حرب'.
أليكس دي وال، أحد أبرز خبراء الجوع في العالم: 'لم تُسجّل منذ الحرب العالمية الثانية حالة تجويع مُصمّمة ومتحكَّم بها بهذه الدقة'
ويشير جونز إلى سؤال طرحه كيت مالثاوس، الوزير السابق في حكومة المحافظين، يوم الاثنين في البرلمان، حين سأل وزير الخارجية ديفيد لامي عما إذا كان 'لا يرى خطرًا شخصيًا على نفسه، في ظل التزاماتنا الدولية، بأن ينتهي به المطاف في لاهاي بسبب تقاعسه؟'. انحنى لامي على طاولة الرد، وتبنّى نبرة خيبة أمل متعالية كما يفعل المرء عند السعي إلى الترفّع على إهانة غير مبررة، وردّ قائلًا: 'يجب أن أقول له إن إضفاءه طابعًا شخصيًا على حجّته بهذه الطريقة يحطّ من قدرها'.
لكن مالثاوس لم يوجّه إساءة. ولم يوبخه نائب رئيس مجلس النواب على أي لغة غير برلمانية. فقد خلط لامي عمدًا بين التدقيق والهجوم الشخصي لتجنّب الإجابة على السؤال.
ويقول جونز: 'للأسف، رئيس وزرائنا، وهو محامٍ بالمهنة، كان عليه أن يعلم أن اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 تحدد خمسة أفعال يُعاقب عليها، أحدها 'التواطؤ في الإبادة الجماعية'. وكان عليه أن يعلم أن الموقعين على الاتفاقية ملزمون قانونًا 'بمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها'. وكان عليه أيضًا أن يعلم أن بلاده وقّعت الاتفاقية يوم نشرها وأدرجتها في القانون قبل 55 عامًا'.
الموقف الرسمي لإسرائيل هو أنه عند انتهاء هذه الحرب، لن يبقى أي فلسطيني في غزة، إذ يتباهى بنيامين نتنياهو قائلًا علنًا: 'نحن ندمر المزيد والمزيد من المنازل، وليس لدى سكان غزة مكان يعودون إليه'. إنهم يبنون ما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت بأنه 'معسكر اعتقال' كخطوة أولى قبل ترحيل الناجين من غزة.
ويقول إيال بنفينستي، المحامي الإسرائيلي الذي يشارك في الفريق القانوني الذي يدافع عنها أمام محكمة العدل الدولية ضد اتهامات الإبادة الجماعية، إن هذا يُعدّ 'جريمة حرب' وينطبق عليه تعريف 'جريمة ضد الإنسانية'. وقد وقّع لاحقًا على رسالة تعلن أن هذه الخطة 'في ظل ظروف معينة، قد ترقى إلى جريمة الإبادة الجماعية'.
وفي الواقع، لا يترك القانون الدولي مجالًا للشك؛ فعندما صادقت بريطانيا على معاهدة تجارة الأسلحة عام 2014، وافقت على أنه يجب ألا 'تُؤذَن بأي نقل للأسلحة التقليدية إذا كانت لديها علم وقت التصديق بأنها ستُستخدم في ارتكاب إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب'. كما وافقت على أن هذا يشمل 'أجزاء ومكونات' أساسية لتشغيل 'الطائرات المقاتلة'. وتزوّد حكومة لامي إسرائيل بمكوّنات أساسية لتشغيل طائرات إف-35، التي تمزّق قنابلها البنية التحتية المدنية عشوائيًا وتُقطّع أجساد الأطفال الصغار.
ويعلم لامي أيضًا، بطبيعة الحال، أن بريطانيا عضو مؤسس في المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت العام الماضي مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وعند دفاعها عن بيع مكوّنات طائرات إف-35 أمام المحكمة العليا، قدّمت الحكومة تقييمها بأنها لم تر أي دليل على استهداف النساء والأطفال عمدا في غزة، وأنه لا يوجد خطر جدّي من وقوع إبادة جماعية.
ويتناقض هذا مع شهادات عشرات الأطباء والممرضين الأمريكيين الذين خدموا في غزة العام الماضي وأكدوا أنهم تلقّوا جثث أطفال فلسطينيين أصيبوا برصاص قنّاصة إسرائيليين في الرأس أو الصدر. وقد اعترف جنود إسرائيليون باستهدافهم المتعمد للأطفال. يقول نِك ماينارد، وهو طبيب بريطاني يعمل في مستشفى ناصر بغزة، إنه يرى مجموعات من المراهقين الصغار أُصيبوا بطلقات نارية في أجزاء مختلفة من أجسادهم: في يوم تكون الإصابة في البطن، وفي يوم آخر في الرأس أو الرقبة، وفي يوم آخر في الخصيتين. ويضيف: 'إذن هناك نمط واضح للغاية، وكأن هناك لعبة تُلعَب'.
لا تكتفي بريطانيا بتزويد إسرائيل بمكوّنات طائرات إف-35 الأساسية، بل ترفض حكومتها وصف أي فعل إسرائيلي بأنه 'جريمة حرب'
ويتناقض الموقف الرسمي للحكومة البريطانية المتمثّل في إنكار الإبادة الجماعية مع إجماع علماء الإبادة الجماعية الذين يكرّسون حياتهم لدراسة هذا المجال. يشمل ذلك أكاديميين إسرائيليين مثل عومير بارتوف، الأستاذ البارز في دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية، الذي قال إنه بصفته ضابطًا سابقًا في الجيش الإسرائيلي عانى طويلًا للوصول إلى استنتاجه: 'لكني أدرّس فصولًا عن الإبادة الجماعية منذ ربع قرن. أستطيع تمييز حالة عندما أراها'.
ويؤكد جونز أن أولئك الذين سهّلوا أو برّروا هذه الجريمة البشعة لا يملكون أعذارًا ولا مكانًا للاختباء. فقبل أكثر من عام، أعدّ الفريق القانوني لجنوب إفريقيا ملفًا من 121 صفحة يفصّل بيانات الإبادة الجماعية والنوايا الإجرامية الصادرة عن قادة ومسؤولين إسرائيليين، وهو الآن قديم بالكامل. هناك لقطات فيديو لمدنيين يُذبحون وبنية تحتية مدنية تُدمّر أكثر من أي جريمة حرب أخرى سُجّلت في التاريخ.
ومع ذلك، لا تكتفي بريطانيا بتزويد إسرائيل بمكوّنات طائرات إف-35 الأساسية، بل ترفض حكومتها وصف أي فعل إسرائيلي بأنه 'جريمة حرب'، لأنها تعلم أن ذلك يفرض التزامات قانونية شاملة. وتواصل بريطانيا تجارتها السنوية مع إسرائيل، التي بلغت قيمتها العام الماضي 5.8 مليار جنيه إسترليني. وبعد أيام من تعليق محادثات معاهدة التجارة كخطوة رمزية، احتفلت السفارة البريطانية في إسرائيل بوصول المبعوث التجاري البريطاني. وعندما فرضت بريطانيا عقوبات على وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف، فعلت ذلك بسبب 'لغتهما المتطرفة المروّعة'، وليس بسبب أفعالهما، لأن الأخيرة تورّط الحكومة البريطانية. ويواصل المسؤولون رفض فرض عقوبات جدية على إسرائيل نفسها.
بحظر منظمة 'بالستاين آكشن'، أكدت الحكومة أن معارضي الإبادة الجماعية هم من يواجهون تهديد المثول أمام المحكمة في هذه اللحظة
وبحظر منظمة 'بالستاين آكشن'، أكدت الحكومة أن معارضي الإبادة الجماعية هم من يواجهون تهديد المثول أمام المحكمة في هذه اللحظة. ويقول جونز: 'لا شك أن وزير خارجيتنا يعتقد أن الحصانة التي يتمتع بها القادة الغربيون وإسرائيل نفسها تقليديًا ستحميه هو وزملاءه إلى الأبد. هذا بافتراض أن الرياح لن تتغيّر أبدًا. ولا يوجد قانون تقادم للتواطؤ في الإبادة الجماعية. جريمة إسرائيل لم تكتمل بعد. لا بد أن لامي يعتقد أن حريته آمنة إلى الأبد: لن يطرق بابه أحد بعد خمس أو عشر أو عشرين سنة. هذا ما يراهن عليه'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
بينهم زوجان وابنتهما.. إسرائيل تقتل 50 فلسطينيا في أنحاء غزة منذ فجر الاثنين- (فيديو)
غزة: استشهد ما لا يقل عن 50 فلسطينيا وأصاب العشرات، منذ فجر الاثنين، إثر غارات جوية إسرائيلية على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وفق مصادر طبية وشهود عيان. وأفادت مصادر طبية بـ'وجود 19 شهيدا على الأقل وعدد من المفقودين تحت الأنقاض في قصف جوي إسرائيلي استهدف منازل جنوب ووسط قطاع غزة فجر اليوم'. كما 'استشهد 10 فلسطينيين وأصيب أكثر من 30 وفقد آخرون باستهداف جوي إسرائيلي لمنزل قرب محطة العطار بمواصي خان يونس جنوبي القطاع'، حسب شهود عيان. وأضاف الشهود أن 'المنزل المستهدف محاط بالعديد من خيام النازحين التي تضررت وأصيب مَن فيها'. وقالت مصادر طبية: 'استشهاد ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين، ومفقودون تحت الأنقاض؛ جراء غارة جوية إسرائيلية'. وأوضحت أن 'الغارة استهدفت ودمرت منزلا لعائلة نوفل في الحي الياباني غرب خان يونس، وهو محاط بخيام دُفنت في الرمال وأصيب مَن فيها من نازحين'. كذلك أفاد شهود عيان بأن 'جيش الاحتلال نفذ أعمال قصف ونسف عديدة لمبان في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، والأحياء الشرقية من مدينة خان يونس'. فيما 'وصلت إلى مستشفى شهداء الأقصى جثامين أب وزوجته وابنته إضافة إلى مصابين؛ إثر قصف إسرائيل منزلا لعائلة عابد في مخيم المغازي وسط القطاع'، وفق مصادر طبية. وتحدث شهود عيان عن 'شهيدة ومصابين بقصف جوي إسرائيلي على منزل لعائلة أبو السبح في منطقة البصة بدير البلح وسط القطاع'. والأحد، أعلن جيش إسرائيل 'سماحه' بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه 'تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية' في مناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات. واعتبر هيئات ومنظمات دولية أن خطوة إسرائيل 'تروّج لوهم الإغاثة'، بينما يواصل جيشها استخدام التجوع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر استمرار إغلاق المعابر بوجه المساعدات. ورغم شح المساعدات، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، ادعى الأحد أنه يسمح بـ'إدخال الحد الأدنى من المساعدات لغزة'، واتهم الأمم المتحدة بـ'اختلاق الأكاذيب'. وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة في غزة، صباح الأحد، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية 133 فلسطينيا، بينهم 87 طفلا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ومنذ ذلك اليوم تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال. ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم. وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967. (الأناضول)


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
طهران: لا خطط لمفاوضات مع واشنطن وسنردّ على تفعيل العقوبات
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، عدم وجود أي خطط لإجراء مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن، مضيفا أن الإدارة الأميركية استغلت جولات الحوار السابقة للعدوان على إيران، و"خانت الدبلوماسية"، مشددا على أن الشرط الأساسي لاستئناف أي مفاوضات جديدة هو "تغيير السلوك والرؤية الأميركيين تجاه أصل التفاوض"، وأشار في الوقت نفسه إلى أن بلاده لن تتردد في انتهاج الدبلوماسية متى رأت أن مصلحتها القومية يمكن أن تتحقق عن طريق التفاوض. في السياق، وجه بقائي تحذيرا للدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بشأن تفعيل آلية "سناب باك" التي تهدف إلى إعادة فرض العقوبات والقرارات الدولية على إيران، مؤكدا أن طهران سترد بحزم إذا اتُخذ مثل هذا الإجراء. كما قال إنه "لا يوجد أي أساس قانوني لإعادة فرض هذه العقوبات"، مجددا التأكيد أن أنشطة تخصيب اليورانيوم في إيران ستستمر، وأن عضوية إيران في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية يجب أن تؤمّن لها كامل حقوقها، بما فيها الحق في تخصيب اليورانيوم للطاقة النووية السلمية. وأعلنت الترويكا الأوروبية، المكونة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مؤخرا، أنها منحت إيران مهلة تمتد حتى نهاية شهر أغسطس/آب المقبل للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، فضلاً عن استئناف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكّدت الترويكا الأوروبية أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، فإنّها ستقوم بتفعيل آلية "سناب باك" أو "فض النزاع" المنصوص عليها ضمن الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والتي تتيح إعادة فرض العقوبات والقرارات الدولية تلقائيا على إيران. يشار إلى أن صلاحية استعمال هذه الآلية تنتهي بحلول 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مع انتهاء أجل الاتفاق. إيران: زيارة أحد مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في غضون أسبوعين من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن زيارة مرتقبة لأحد مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران خلال الأسبوعين المقبلين، مشيرا إلى أن هذه الزيارة ستخصص لمناقشة الجوانب الفنية للملف النووي الإيراني. وكان نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي قد أعلن أن وفدًا فنيًا تابعًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور إيران خلال "أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع"، من دون أن يُسمح له بدخول المواقع النووية. وقال غريب آبادي، في تصريح أدلى به لصحافيين في مقر الأمم المتحدة الأربعاء، إن الزيارة تهدف إلى مناقشة "ترتيبات جديدة" للعلاقة بين إيران والوكالة، بعدما حمّلت طهران الأخيرة جزءًا من المسؤولية عن الغارات الأخيرة على منشآتها النووية. ويوم الجمعة، قال المدير العام للوكالة رافاييل غروسي إن طهران مستعدة لاستئناف المحادثات الفنية. وأضاف خلال تعليقات في سنغافورة أن إيران يجب أن تكون واضحة بشأن المرافق والأنشطة لديها. كما أضاف للصحافيين على هامش محاضرة عامة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اقترحت على إيران بدء مناقشات حول "آليات استئناف أو بدء (عمليات التفتيش) من جديد". وتابع: "هذا ما نخطط للقيام به، ربما نبدأ بالتفاصيل الفنية، ثم ننتقل لاحقا إلى مشاورات عالية المستوى". وأشار إلى أن الفرق الفنية التي تُرسَل إلى إيران من أجل إجراء محادثات لن تشمل مفتشين في هذه المرحلة. أخبار التحديثات الحية وكالة الطاقة الذرية تزور إيران "قريبا" دون تفتيش المواقع النووية وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن من الضروري السماح لها باستئناف عمليات التفتيش بعد الغارات الجوية الإسرائيلية والأميركية الشهر الماضي، التي استهدفت تدمير البرنامج النووي لإيران وحرمانها من القدرة على صنع سلاح نووي. وكانت إيران قد حمّلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية جزءًا من المسؤولية عن الغارات التي استهدفت منشآتها النووية في يونيو/ حزيران، وعلّقت رسميًا، مطلع يوليو/ تموز، أي تعاون مع هذه الوكالة الأممية بموجب قانون أقره البرلمان. وفي ما يخص الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، قال بقائي إن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أطلق تحركات دبلوماسية في الأيام الأخيرة، مشيرا إلى أن تركيا، رئيسة الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، تسعى إلى عقد اجتماع طارئ للمنظمة حول غزة في أقرب وقت ممكن. وأكد استمرار الاتصالات مع السعودية، الدولة المضيفة للمنظمة، ومع تركيا، في هذا الإطار، معربا عن أمله أن تسفر هذه التحركات عن دفع المجتمع الدولي لدعم الشعب الفلسطيني في غزّة.


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
تزايد الإشارات الأميركية الملغومة حول مصير غزة بعد التجويع
قال السيناتور الأميركي، الجمهوري ليندسي غراهام الأحد، إن " إسرائيل تعتزم تغيير تكتيكها لتقوم بما قمنا به في طوكيو وبرلين (في الحرب العالمية الثانية)، بحيث تسيطر بالقوة على غزة بكاملها، ثم تبدأ فيها من جديد، وبما يوفر مستقبلاً أفضل للفلسطينيين، على أمل أن يتولى العرب بعد ذلك أمر الضفة والقطاع". بعده بساعات، وبعد نفيه وجود مجاعة في غزة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ، إن "على إسرائيل أن تقرر بشأن الخطوة التالية في غزة". في التوقيت والمضمون، كلا التصريحين مثقل بإشارات قاتمة حول مرحلة ما بعد حرب التجويع، خاصة أن هذا الكلام الملغوم يأتي على خلفية انسحاب واشنطن أواخر الأسبوع المنصرم من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والذي قال ترامب إنه لا يدري ما ستكون عليه الأحوال في القطاع بعد انهيار المفاوضات، من دون ولو أي تلميح، إلى احتمال استئنافها، وكأنه بذلك استبعد العودة إليها، على الأقل في المدى المنظور، وكأن الحرب تقرر أن يجري دفعها باتجاه انسداد الحلول، وبالتالي نحو خيارات دراماتيكية. ما كشف عنه السيناتور غراهام المقرّب من الرئيس ترامب، ومن مطبخ القرار الاسرائيلي، مريب وخطير. المقارنة مع طوكيو وبرلين لا تستقيم. ظروف البداية المزمعة في غزة غير متوفرة، كما كانت آنذاك في ألمانيا واليابان. الولايات المتحدة التي أنزلت الخراب بالبلدين هي نفسها التي ساهمت في نهوضهما، عبر مشروع مارشال في أوروبا ومن ضمنها ألمانيا، كما عن طريق المساعدة في إعادة تأهيل اليابان. في حالة غزة هذا غير وارد أصلاً، بل إن إسرائيل، أو على الأقل، الفريق النافذ في حكومتها، يعمل باتجاه الخلاص من فلسطينيي القطاع، عبر حرب "التطهير العرقي"، وهو تعبير صار متداولاً بصورة متزايدة ليس فقط من جانب أكاديميين وصحافيين إسرائيليين، بل أيضاً من يهود أميركيين. تقارير عربية التحديثات الحية إدخال المساعدات إلى غزة... إطالة أمد الحرب ودعاية مضادة والأخطر في طرح السيناتور، أنه يلغي حق الفلسطينيين في تقرير المصير بأي صورة من الصور، إذ يتحدث عن دور عربي "مأمول" لإدارة شؤون الضفة والقطاع، وفي ذلك دعوة ضمنية لمحو الهوية الفلسطينية. قد يكون كلامه غير المسبوق، للإرباك أو لذرّ الرماد في العيون، لحجب ما يتم تحضيره لغزة. لكن صدور طروحات من هذا العيار في هذه اللحظة المصيرية المفتوحة على سيناريوهات نوعية تشمل تحولات محتملة في الخرائط، يفرض أخذه على محمل الجدّ، خصوصاً أن الرئيس ترامب طالب إسرائيل "بأخذ القرار" المطلوب. وكأنه في ذلك يعطي الضوء الأخضر من جديد لوضع "البدائل الأخرى" التي أشار إليها بيان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عند إعلان الانسحاب من المفاوضات، موضع التنفيذ. وهذه "البدائل" ما زالت موضع تكهنات تتراوح بين خيار عسكري نوعي، وبين إجراءات تكون جزءاً من سياسة "تغيير وجه الشرق الأوسط" التي سبق وهدد بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. الواضح حتى اللحظة أن التوافق قائم بين نتنياهو والإدارة بشأن غزة. حتى الآن، الإدانة مفقودة، رغم الاعتقاد السائد بأن إسرائيل تمارس سياسة التجويع الفاقع. فقط في الكونغرس، جرى إعداد رسالة بتوقيع 20 سيناتوراً لرفعها اليوم الاثنين إلى وزير الخارجية ماركو روبيو حول الوضع في غزة. الإدارة غطّت على الإحراج، إما بالصمت والتجاهل، وإما بالنكران، رغم تزايد الرفض والنقمة ضد إسرائيل، سواء في الإعلام ووسائل التواصل، أو في المداولات والردود التي شارك فيها الأحد وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، خلال استضافة متلفزة أكّد فيها أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية "لإعادة الاعتبار إلى حل الدولتين". صورة الأوضاع المفجعة التي تنقلها الشاشات، خلقت حالة من النفور الواسع، خصوصاً في صفوف الرأي العام، حسب ما كشفته أرقام التبرعات المالية لأعضاء الكونغرس، حيث هبط التمويل العام لحملات المؤيدين لإسرائيل، لكن الإدارة في وادٍ آخر، تُعدّ العدة لترجمة "البدائل" التي لوّحت بها. وبانتظار ذلك، يجري ملء الوقت بهدنات يومية قصير، يتخللها فتح إضافي خفيف لحنفية الإمدادات الإنسانية، بغرض تنفيس الضغوط، وتخفيف درجة الإحراج.