
لواء عسكري: دخول أميركا الحرب وضع 3 أشياء تحت المجهر
في لحظة حرجة من التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة، أعادت الضربة الجوية الأميركية على منشأة "فوردو" النووية إلى الواجهة أسئلة كبرى عن فاعلية القوة الجوية والقاذفات الاستراتيجية مثل "بي2"، ومصير المشروع النووي الإيراني، وقدرة طهران على الرد.
اللواء السعودي المتخصص في الشأن الإيراني أحمد الميموني، يقدم قراءة عسكرية واستخباراتية للمشهد، تستند إلى معرفة عميقة بالسلوك الإيراني وتاريخه، وتكشف عن صورة أكثر تعقيداً مما يظهر في التصريحات السياسية.
يرى أن دخول الولايات المتحدة المباشر في الحرب مع إيران يتجاوز التقديرات الإعلامية السطحية، إذ يعتقد أن هذا التدخل جاء نتيجة تراكم ضغوط سياسية واستراتيجية داخلية على الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ رئاسته السابقة، إضافة إلى تحديات متزايدة تتعلق بسمعة وكفاءة السلاح الأميركي.
رمز استقلالية لا يمكن التفريط فيه
ويفسر الميموني غياب المرونة الإيرانية، على رغم وضوح جدية ترمب، باعتبارات تتجاوز اللحظة السياسية، قائلاً إن "لإيران أولويات تمليها أيديولوجيتها غير المرنة، ومن ضمنها اعتزازها ببرنامجها النووي كرمز للاستقلالية، كذلك فإن هذا البرنامج بالنسبة إلى إيران هو دليل على التقدم والمعرفة التقنية، ومصدر للشرعية". ويوضح أن النظام الإيراني استثمر موارد ضخمة في هذا البرنامج وفرط في سبيله بـ"فرص ضائعة مهولة"، فضلاً عن اعتباره ورقة تفاوضية مركزية في علاقاته مع الشرق والغرب. ويتابع: "كان المطلوب من إيران التخلي عن كل ذلك، وهو خط أحمر بالنسبة إلى المرشد والنظام ككل".
ويشير إلى أن طهران ربما راهنت على قدرتها في إدارة مفاوضات طويلة وشاقة شبيهة بتجربة 2015، ضمن ما تصفه بـ"الصبر الاستراتيجي"، لكنها لم تدرك – بحسب تعبيره – أن ترمب "أمام اختبار لصدقيته، وإثبات قدرته على الفعل، كذلك فإنه قليل الصبر وتقع عليه ضغوط كبيرة جراء الضربات التي أصبحت مؤثرة في الإسرائيليين وفي سمعة وكفاءة الأسلحة الأميركية".
ماذا تقول معركة "تورا بورا" اليوم؟
وعن مدى تأثير الضربة الأميركية على المشروع النووي الإيراني، يقر اللواء الميموني وهو أيضاً قيادي في معهد "رصانة" للدراسات الإيرانية بأن "الضربة بلا شك مؤثرة وتؤخر قدرة إيران وتقدم برنامجها، بعدما كانت على مقربة من إنتاج سلاح نووي خلال أسابيع إذا أرادت"، لكنه في المقابل يلفت إلى أن "تقدير الأضرار الناجمة غير معلن، كذلك فإن إيران بحسب التصريحات قد نقلت مخزونها من اليورانيوم المخصب لمكان آخر، وقد تستخدم هذه المادة لاحقاً".
ويربط الميموني مستقبل المشروع النووي الإيراني بعوامل عدة، من أبرزها "خروج المرشد الإيراني بسلام من هذه الأزمة وبقاء النظام، وخياراته المستقبلية في شأن البرنامج النووي"، مؤكداً أن "من السابق لأوانه الحديث عن المشروع النووي الإيراني بينما يواجه النظام ككل تحدياً وجودياً".
وعند مقارنته بما حدث في "تورا بورا" الأفغانية لدى مطاردة أميركا بن لادن، يرى اللواء الميموني أن "المعايير تختلف بين مواجهة الدولة ومواجهة تنظيمات"، فالدول، كما يقول، "لديها ما تخسره من مقومات بشرية ومادية، بينما الميليشيات عادة تسعى إلى تحقيق ميزة من لا شيء، والقدرة على التضحية لديها عالية". ويعتبر أن النظام الإيراني يقف أمام أخطار تتجاوز الجغرافيا، فهو يواجه تهديداً وجودياً حقيقياً بفقدان ما يسميه "الفكرة الإيرانية" المرتبطة بالثورة والمرجعية، إضافة إلى احتمال "تقسيم البلاد" وخسارة "مشروع وطني دفع ثمنه الشعب الإيراني عقوداً من الزمن".
لكنه يقر بحضور معادلة أن "الهجمات الجوية ليست حلاً نهائياً لتحقيق الغايات الكبرى، فمن دون تحرك على الأرض تفقد الهجمات معناها". ويذكر بأن "حكومة 'طالبان' لم تسقط إلا بالدخول البري في 2001، ونظام صدام لم ينهر إلا بعد اجتياح بري"، بوصف ذلك أحد دروس الأنظمة العسكرية بعد فشل الهدف من عملية "تورا بورا"، بالقبض على زعيم تنظيم "القاعدة" بعد الـ11 من سبتمبر (أيلول).
هل لا يزال حلم "القنبلة" ممكناً؟
وعن تصريح ترمب بأن المشروع الإيراني قد انتهى، يقول الميموني "الضرر ربما حدث وبتأثير كبير، لكن القدرة على الاستعادة ممكنة في حال توفرت للإيرانيين فرصة لإعادة تجميع القدرات المادية والبشرية وتنظيم عملها مرة أخرى"، لكنه يستدرك بالإشارة إلى أن ذلك "سيتطلب وقتاً طويلاً، بخاصة في ظل الأوضاع المادية الصعبة للبلاد". ويذكر أن "إيران كانت على مقربة من تصنيع قنبلة نووية، وأن الاتفاق النووي في 2015 كان يقوم على أساس إبقاء إيران على بعد عام من امتلاك سلاح نووي"، لكنه يرجح أن "الضربة التي قام بها ترمب ربما جعلت الوقت أطول بكثير".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ما يتعلق بمخزون إيران من اليورانيوم المخصب، يشير اللواء الميموني إلى أن "التقديرات تشير إلى أن مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة يمكن إيران من إنتاج عدد من القنابل في فترة قصيرة إذا أرادت"، لكنه في الوقت ذاته يؤكد أن "المعضلة تكمن في حاجة إيران إلى حل معضلتها مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات"، محذراً من أن الإصرار على المضي قدماً في التسلح النووي "سيقود إلى أخطار كبرى من توجه أميركي – إسرائيلي لإطاحة النظام".
إيران بارعة في إدارة الأزمات
وعن احتمال تغيير العقيدة النووية الإيرانية، يرى الميموني أن النظام في طهران "لديه خبرة طويلة في إدارة الأزمات، ولديه قدرة على المناورة، وربما ينحني للعاصفة من أجل الحفاظ على بقاء النظام"، معتبراً أن هذا يتطلب "ألا يظهر تحد في ما يتعلق بالملف النووي، لا سيما أن لأخطار محدقة في الوقت الراهن". ويرجح أن تقتصر ردود إيران على "مناوشات ضد إسرائيل للإبقاء على حال من الردع، وعدم التعرض لهجوم أميركي – إسرائيلي شامل".
أما إذا قررت إيران المضي نحو إنتاج سلاح نووي، فيقول "ليس هناك صعوبة في ذلك في حال قررت هذا التوجه، لكن الأخطار كما سبقت الإشارة محدقة، ومن الحكمة أن يتم تهدئة أي قرارات تتعلق بالطاقة النووية، ما لم يكن هناك دعم من إحدى الدول الكبرى".
وفي ما يتعلق بتقارير تعيين المرشد ثلاثة خلفاء له، يرى الميموني أن "هذا ليس مستغرباً"، موضحاً أن "كثيراً من التكهنات تشير إلى أن ذلك طبيعي لظروف المرحلة، والتهديدات التي توجهها الولايات المتحدة وإسرائيل للمرشد مباشرة". ويعتقد أن "الرسالة الداخلية موجهة إلى عموم الإيرانيين والمجتمع الديني بأنه حتى ولو اغتيل خامنئي فإن الدولة لن تسقط، وأن ثمة بدائل ستقود الدولة وتواجه العدوان وتحافظ على إرث الثورة الإسلامية"، أما خارجياً فيشير إلى أن الرسالة واضحة كذلك "النظام لن يسقط بتوجيه ضربة إلى مفاصله باغتيال خامنئي أو غيره، إذ ثمة من سيرفع الراية نفسها وبالنهج ذاته".
وفي شأن ما إذا كانت إيران أصبحت أكثر عقلانية في إدارتها المواجهة، ينفي الميموني ذلك، موضحاً أن "النظام الإيراني يعتبر بقاءه أولوية قصوى، ويدرك أن هناك تفاوتاً كبيراً في ميزان القوة مع إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة". ويضيف "هناك خطوط حمراء إذا تجاوزها فإنه يضحي بنفسه، ومن ثم فإنه اعتمد استراتيجية تجمع بين التصعيد العسكري وعدم استفزاز الولايات المتحدة مع إبداء الاستعداد للعودة إلى الدبلوماسية". ويرى أن إيران "أكثر إدراكاً للخلل في ميزان القوة، وتفضل عدم الانتحار، لا أنها أصبحت أعقل بالمعنى السياسي".
سر الاختراقات و3 مؤشرات تستحق المراقبة
ويعزو الميموني حجم الاختراقات التي شهدها الداخل الإيراني أخيراً إلى تراكمات سابقة، قائلاً إن "حال الاختراق في الداخل الإيراني لم تكن جديدة"، مشيراً إلى "عمليات اختراق كبرى مثل سرقة الملف النووي عام 2017، واغتيال عدد من العلماء النوويين". ويعيد ذلك إلى "البيئة الداخلية في إيران التي وفرت الفرصة للاختراق، بما في ذلك ضعف الولاء الشعبي، وامتداد الحدود، واستنزاف مقدرات البلاد في مشاريع خارجية"، مما جعل "النظام والشعب لقمة سهلة للتجنيد".
ويختتم اللواء الميموني تقييمه بثلاثة مؤشرات يجب مراقبتها في المرحلة المقبلة، وهي: رد فعل إيران الفعلي – الذي قد يتضمن استهداف الأصول الأميركية أو إغلاق الممرات البحرية، ثانياً، مدى رغبة إيران في إشعال حرب إقليمية عبر أذرعها، وثالثاً، إمكان لجوء ترمب إلى خفض التصعيد عبر الوساطة والدفع نحو طاولة المفاوضات. ويؤكد أن "مسار الحرب ومستقبل النظام سيتحددان وفق هذه التحولات الثلاثة".
وفصل المحلل العسكري ذلك أكثر بالقول "علينا أن نراقب رد فعل إيران، حيث سيتوقف عليه مسار الحرب، وربما مستقبل النظام ككل، فقد تلجأ إيران إلى التصعيد واستهداف المصالح والأصول الأمريكية في المنطقة، واغلاق مضيق هرمز وباب المندب، او استهداف السف الامريكية، هذا بلا شك لن يبقى دون رد أمريكي، بل سيعطي ترامب سببا كافيا من أجل توجيه ضربات بهدف إسقاط النظام".
وأضاف "علينا ان نراقب كذلك ما إن كانت إيران معنية بإشعال حرب إقليمية عبر إشراك الجماعات المسلحة التابعة لها في الحرب، ومن ثم اشتعال الحرب في اليمن والعراق ولبنان، أم أن إيران قد تكتفي بضربة رمزية من أجل حفظ ماء الوجه لأي من القواعد العسكرية دون أضرار ومع إبلاغ مسبق".
وأخيراً يرى أن "علينا أن نرى ما إن كان ترامب سيضغط من أجل وقف الحرب، وذلك عبر الضغط على نتنياهو من أجل خفض التصعيد، ودفع الوسطاء من أجل إقناع إيران بالعودة لطاولة المفاوضات".
كانت الضربة الأميركية لثلاث منشآت إيرانية رئيسة للبرنامج النووي في "فوردو" وأصفهان ونطنز، أحاطت المنطقة بكثير من المخاوف وأسئلة التوتر، حول التداعيات داخل إيران وخارجها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
أضرار موقع "فوردو" النووي كما سجلتها الأقمار الاصطناعية
أظهرت الأقمار الاصطناعية أن الجبال في موقع "فوردو" النووي تحت الأرض تضررت من الضربات الأميركية، بحسب الصور التي حللتها وكالة "أسوشييتد برس". وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مصدر إيراني كبير قوله إنه جرى تقليص عدد العاملين في موقع "فوردو" إلى الحد الأدنى بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الضربات الأميركية دمرت بصورة تامة وكاملة ثلاث منشآت نووية هي "فوردو" و"أصفهان" و"نطنز". وأعلنت السلطات الإيرانية أنه لم تسجَل أية علامات على تلوث بعد الضربات، وأنه "لا يوجد أي خطر على السكان الذين يعيشون حول المنشآت" الواقعة في وسط إيران. وأكد ترمب أن منشآت التخصيب النووي في طهران "دمرت بالكامل"، بعد سلسلة ضربات أميركية غير مسبوقة اليوم الأحد، اعتبرتها طهران "تجاوزاً للخط الأحمر" من قبل واشنطن وحليفتها إسرائيل التي تواصل استهداف أراضي إيران منذ اندلاع الحرب بينهما قبل 10 أيام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبعد أيام من الغموض حول إمكان التدخل إلى جانب إسرائيل في الحرب التي بدأتها في الـ13 من يونيو (حزيران) الجاري، شنت الولايات المتحدة ضربات على المنشآت الرئيسة لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي "نطنز" و"فوردو" و"أصفهان". ولم يتضح بعد حجم الضرر الذي لحق بهذه المنشآت، وما إذا كانت الضربات أسفرت عن وقوع إصابات، وتوعد الحرس الثوري الإيراني بجعل الولايات المتحدة "تندم" على هجماتها.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
ما مدى فاعلية "الضربات الأميركية" وماذا سيكون رد طهران؟
أثارت الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية ليل السبت - الأحد تساؤلين رئيسين ما مدى فاعليتها؟ وماذا سيكون رد طهران؟ وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الغارات الجوية بأنها "نجاح عسكري باهر"، قائلاً إنها "دمرت بالكامل" المواقع النووية الرئيسة في إيران. وفي الجانب الإيراني، لم تدلِ طهران سوى بمعلومات ضئيلة عن طبيعة ردها المرتقب، مع تحذير وزير الخارجية عباس عراقجي من أن "الولايات المتحدة تجاوزت خطاً أحمر كبيراً جداً". تلقي وكالة الصحافة الفرنسية في ما يأتي الضوء على تأثير الضربات والخيارات المطروحة أمام إيران. تدمير كامل؟ استهدفت الغارات الأميركية ثلاثة مواقع نووية رئيسة، بينها منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم، وهي موقع محصن تحت الأرض على عمق يقارب 90 متراً. وأعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن الضربات الأميركية على هذه المواقع خلال الليل "دمرت" برنامج طهران النووي. ومع غياب تأكيد رسمي لحجم الأضرار، سرت تكهنات بأن المواد النووية الحساسة نقلت مسبقاً إلى مواقع أخرى. وقالت الخبيرة النووية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إيلواز فاييت إن صور الأقمار الاصطناعية التي تظهر نشاطاً في محيط فوردو "تشير إلى احتمال نقل مخزون اليورانيوم المخصب إلى مواقع غير خاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأضافت "كنا نملك معرفة، وإن غير كاملة، عن البرنامج النووي بفضل عمليات تفتيش (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)، أما الآن فلا عمليات تفتيش ممكنة". وتابعت "أما بالنسبة إلى الخبرات التقنية الإيرانية فلا يمكن تدميرها، إذ إن آلاف الأشخاص شاركوا في برنامج إيران النووي". ووصف الخبير في شؤون الشرق الأوسط أندرياس كريغ من جهته الضربة بأنها "عملية عالية الأخطار ذات نتائج غير متوقعة"، بالنظر إلى تحصين المنشآت المستهدفة. إيران: الأضرار سطحية وأضاف أن "ترمب استند إلى معلومات استخباراتية مفتوحة المصدر ليؤكد تدمير 'فوردو'، في حين يؤكد الإيرانيون أن الأضرار سطحية فقط". أما مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز، فقال إن تدميرها "لن ينهي بالضرورة البرنامج النووي الإيراني"، مشيراً إلى أن طهران أنتجت "مئات أجهزة الطرد المركزي المتطورة خلال الأعوام الأخيرة خُزنت في أماكن غير معروفة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ورأى كريغ أن إيران ستسعى إلى "رد مدروس واسع النطاق بما يكفي ليسمع، لكنه محسوب لتجنب التصعيد". وأورد المحلل الأمني مايكل هورفيتز أن خيارات طهران قد تشمل استهداف أصول أميركية أو إغلاق مضيق هرمز، الشريان الأساس لتجارة النفط العالمية، أو حتى مهاجمة منشآت نفطية في الخليج الذي يستضيف قواعد عسكرية أميركية عدة. لكن بحسب هورفيتز، فإن "أيّاً من هذه الخيارات لا يحقق مكاسب فعلية"، معتبراً عبر منصة "إكس" أن الرد الإيراني قد يكون "أقرب إلى حفظ ماء الوجه" وأن "الأخطار، من جهة أخرى، كبيرة". "رد رمزي" وتحدث عن سيناريو أكثر ترجيحاً يتمثل في رد رمزي ضد الولايات المتحدة، يتبعه تصعيد ضد إسرائيل، قبل الدخول في مفاوضات لاحقاً. وبالنسبة إلى ريناد منصور من مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث، فإن إيران باتت تتعامل مع الوضع باعتباره تهديداً وجودياً، يحاكي ما عاشته خلال حربها مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي. وقال منصور "إنها وضعية البقاء"، متوقعاً "مزيداً من العنف" على المدى القصير، يعقبه "خفض تصعيد مدروس" ومفاوضات محتملة. من جانبه، رجح الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميد رضا علي أن تُفسح طهران المجال أمام "نصر رمزي" لترمب، عبر رد يطاول أهدافاً إسرائيلية فقط. وقال عبر منصة "إكس" إن ذلك "يُبقي واشنطن خارج الحرب مع تكثيف الضغوط على تل أبيب. بذلك، يبقى الخطر المتمثل في دخول أكبر للولايات المتحدة مرتبطاً بالخطوة المقبلة التي سيتخذها ترمب". وأضاف "إذا واصل ترمب ضرب إيران من دون استفزاز جديد، فسيبدو ذلك كأنه يخوض حرباً بالوكالة عن إسرائيل، مما سيكون مكلفاً سياسياً، نظراً إلى معارضة الرأي العام الأميركي لحرب مع إيران". في الأثناء، قد تنفي إيران معرفتها بمصير اليورانيوم المخصب لديها، فتتجنب تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع إمكان الانسحاب لاحقاً من معاهدة عدم الانتشار النووي. وختم علي "قد يكون ترمب أحرز فوزاً تكتيكياً، لكن إذا أحسنت طهران ممارسة اللعبة، فقد تسلمه قنبلة سياسية وتنقل اللعبة النووية إلى مستوى أكثر غموضاً وخطورة".


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
آخرها ضرب إيران... كل وعود ترمب التي تعهد بها لم تتحقق
بتوجيه من دونالد ترمب قصفت طائرات "بي-2" الشبحية الأميركية ثلاث منشآت نووية إيرانية هي "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان" في خطوة تهدد بتعريض الوجود العسكري الأميركي في المنطقة للخطر، وهو ما عارضه في حملتيه الانتخابيتين عامي 2016 و2024 وأدى إلى انقسام بين مؤيديه. وبذلك يكون ترمب قد نكث عهده المناهض للحرب مثلما فعل دائماً في عهود أخرى سابقة، من وقف حربي أوكرانيا وغزة إلى الاستيلاء على غرينلاند وقناة بنما، ومن الرسوم الجمركية الشاملة إلى قضايا الهجرة والرعاية الصحية، فما تداعيات ذلك؟ طموح زائف عندما تطرق الرئيس الجمهوري، العائد حديثاً إلى السلطة في خطاب تنصيبه، إلى الشؤون الدولية، كان طموحاً بصورة غريبة، فقد تعهد بأن يكون صانع سلام وموحداً بين عالم منقسم، وبعد وقت قصير قال ستكون الولايات المتحدة أمة لا مثيل لها، مليئة بالرحمة والشجاعة والاستثنائية، وستوقف القوات الأميركية جميع الحروب وتجلب روحاً جديدة من الوحدة إلى عالم كان غاضباً وعنيفاً وغير قابل للتنبؤ على الإطلاق، ومن ثم ستحظى أميركا بالاحترام والإعجاب من جديد. لكن يبدو أن ما توقعته صحيفة "نيويورك تايمز" آنذاك كان صحيحاً، إذ فشل ترمب فشلاً ذريعاً بعدما تبين أن الظروف الدولية كانت أكثر غضباً وعنفاً وتقلباً مما توقع. وفي حين تمتع ترمب بشرعية ديمقراطية وتفويض لتحقيق ما وعد به خلال حملته الانتخابية، وعلى رأسه وضع "أميركا أولاً" وإنهاء انتظام الولايات المتحدة في صراعات خارجية محفوفة بالأخطار ومكلفة، إلا أن دعمه لهجمات إسرائيل المتصاعدة على إيران وتورط الولايات المتحدة بصورة مباشرة في الصراع يشيران إلى أنه خان تفويضه المناهض للحرب. ناقض نفسه كثيراً ما روج ترمب لنفسه كمرشح سلام خلال مسيرته السياسية. ففي عام 2016 انتقد بصورة لاذعة سياسة هيلاري كلينتون الخارجية، مجادلاً بأنها متسرعة في إطلاق النار وأن المغامرات الخارجية لم تنتج سوى الاضطرابات والمعاناة والموت. وفي حملته الانتخابية لعام 2024 عاد إلى هذه الرسالة بوعده باستعادة السلام بعدما زعم أن الرئيس جو بايدن دفع العالم إلى شفا حرب عالمية ثالثة، وعندما تولت كامالا هاريس زمام قيادة الديمقراطيين، حذر ترمب من أنه في حال انتخابها، سينتهي الأمر بأبناء الناخبين الأميركيين وبناتهم إلى التجنيد للقتال في حرب في بلد ما. كانت ادعاءاته مشكوكاً ومبالغاً فيها، ولكن في كلتا حملتيه الناجحتين أدرك ترمب عن حق ما غفل عنه عديد من الخبراء والسياسيين والليبراليين، وهو أن مواقف مؤسسة الحزب الديمقراطي في السياسة الخارجية لا تتوافق مع آراء معظم الأميركيين، إذ وجد استطلاع رأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث في أبريل (نيسان) الماضي أن غالبية الأميركيين (53 في المئة) لا يعتقدون أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية مساعدة أوكرانيا في صراعها مع روسيا. ووفقاً لاستطلاع رأي أجرته وكالة "أسوشيتد برس" ومركز أبحاث الشؤون العامة "نورك" في مارس (آذار)، فإن غالبية كبيرة من الأميركيين يقولون إنهم يريدون وقف إطلاق النار في كل من الصراع الأوكراني - الروسي (61 في المئة) والصراع الإسرائيلي - الفلسطيني (59 في المئة). ووجد استطلاع رأي أجرته جامعة ميريلاند في مايو (أيار) أن غالبية أكبر من الأميركيين يفضلون التفاوض مع إيران (69 في المئة) ولم يوافق على ضرب منشآتها النووية سوى 14 في المئة فقط. كيف تحول ترمب؟ كان أحد إنجازات ترمب الإيجابية التي لا لبس فيها في ولايته الأولى، هو أنه تمكن من تجنب توريط القوات الأميركية في أي صراعات جديدة واسعة النطاق. ويبدو أن خطابه المناهض للحروب، إضافة إلى رفض هاريس الانفصال عن بايدن في السياسة الخارجية، وتبنيها تأييد عائلة تشيني المرتبطة بحرب العراق، وتحديدها إيران (بدلاً من روسيا أو الصين) كأكبر عدو للولايات المتحدة، كلها عوامل دفعت عديداً من الأميركيين إلى اعتبار ترمب المرشح الأكثر ميلاً للسعي إلى السلام، وبفارق واضح وثق الناخبون بترمب على هاريس في التعامل مع النزاعات الخارجية، لكن توريط ترمب أميركا الآن في حرب من النوع الذي قضى أعواماً في إدانته، فقد ناقض نفسه وانضم إلى سلفه في السماح للتعقيدات الدولية بعرقلة الأجندة المحلية التي انتخب لتنفيذها. رفض الأميركيون مراراً طريق الحرب في صناديق الاقتراع خلال العقد ونصف العقد الماضيين، منذ أن انطلق باراك أوباما في حملته الانتخابية عام 2007 بخطاب وصف فيه حرب العراق بأنها خطأ مأسوي، واستذكر العائلات التي فقدت أحباءها والقلوب التي تحطمت، وهو ما أدركه ترمب أيضاً أكثر من غالبية السياسيين، وبعدما وعد بشيء مختلف أراده الناخبون بشدة وهو التركيز على القضايا الداخلية بدلاً من الصراعات الخارجية، جر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى قد تكون كارثية، ولا يعرف أحد كيف ومتى تنتهي على رغم تعهده في السابق بإبرام اتفاق نووي مع إيران، لأن العواقب "مستحيلة" على حد وصفه. أحلام تبددت خلال زيارته الأخيرة للشرق الأوسط أعلن ترمب عن قربه من تحقيق اختراقات دبلوماسية حين أكد أن العالم أصبح أكثر أماناً الآن، وعبر عن اعتقاده أنه سيكون أكثر أماناً خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن بعد خمسة أشهر من توليه منصبه، تبددت توقعات ترمب في شأن قدرة إدارته على وقف جميع الحروب وبعث روح جديدة من الوحدة في العالم، بل إن الأوضاع في أوكرانيا وغزة وإيران أسوأ الآن مما كانت عليه عندما أدلى بتصريحاته المرة الأولى. طوال حملته الانتخابية، واصل ترمب تعهداته بأنه سينهي الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة فحسب، وبأنه سيحاول جاهداً التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و"حماس" لوقف القتال في غزة، غير أن عهوده في شأن حل حرب روسيا في أوكرانيا ما زالت تمثل إحراجاً مستمراً، وموقف الجمهوريين الأخير هو عملياً، الكف عن المحاولة، بل إن ترمب نفسه قال قبل أسبوعين: "أحياناً يكون من الأفضل تركهم يتقاتلون لفترة" في إشارة إلى صراع كرر كثيراً أنه سينهيه في يومه الأول. وجاءت وعود ترمب بحل أزمة غزة عقب تأكيده في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على مدى سهولة الصراع مقارنة بالحرب في أوكرانيا. وعلى رغم أنه بدأ دورته الرئاسية الثانية بعدما أسهم مبعوثه ستيف ويتكوف في عقد هدنة بين إسرائيل و"حماس"، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عاد إلى الحرب من جديد، وعندما زار البيت الأبيض فاجأ ترمب الجميع بخطة تحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهدد بالجحيم إذا لم تقبل "حماس" بالإفراج عن المختطفين الإسرائيليين. وبعد أسابيع من القتل والتدمير، عملت حكومة نتنياهو على تجويع الفلسطينيين، وشاركت إدارة ترمب الحكومة الإسرائيلية في فرض نظام جديد لتوزيع المساعدات الغذائية والإنسانية على سكان غزة، وهو نظام انتقدته الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. وبينما لا يزال الفلسطينيون يعانون سوء إدارة هذا النظام ويتعرضون للقتل بالعشرات كل يوم، تتركز أنظار العالم على الحرب بين إيران وإسرائيل. نتنياهو لا يزال يطيل أمد حربه ضد "حماس" ويتخلى عن الرهائن بناءً على طلب حلفائه القوميين والدينيين المتطرفين، فيما يبدو ترمب عاجزاً عن إيقافها ويظهر علامات فقدان الاهتمام. رفض الأميركيون مراراً طريق الحرب في صناديق الاقتراع (أ ف ب) غرينلاند وبنما حتى تعهداته بالاستحواذ على غرينلاند التي تعد أكبر جزيرة في العالم وتتبع الدنمارك عضو تحالف "الناتو" الذي تقوده الولايات المتحدة، ما زالت تراوح مكانها على رغم مواصلة إدارة ترمب مراقبة غرينلاند في شأن دورها المحتمل في الحفاظ على أمن أميركا الشمالية، وفقاً لشهادة أدلى بها وزير الدفاع بيت هيغسيث خلال مثوله الأسبوع الماضي أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، حيث أوضح أن مهمة وزارة الدفاع هي وضع خطط لأي طارئ، مشيراً إلى أن وزارته تتطلع إلى العمل مع غرينلاند لضمان أمنها من أي تهديدات محتملة، في وقت زار فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غرينلاند في الفترة الأخيرة بهدف تعزيز الدعم السياسي الأوروبي للدنمارك وإقليمها شبه المستقل. كما ظل تهديد ترمب بالسيطرة على قناة بنما أو إجبارها على مرور السفن التجارية والعسكرية منها مجاناً، فارغاً من محتواه. فقد أعلنت هيئة قناة بنما بأنه لم تطرأ أي تغييرات على نظام الرسوم المعمول به، وعلى رغم ما أكدته وزارة الخارجية الأميركية في البداية بأن بنما قد وافقت على الإعفاء من الرسوم، تراجعت الولايات المتحدة عن هذا التصريح لاحقاً، وأقرت بأن لبنما إجراءاتها القانونية الخاصة. من الرسوم الجمركية إلى الهجرة لا يقتصر نكث عهود ترمب على أوكرانيا وغزة وإيران وغرينلاند وبنما، فقد أعلن عن فرض الرسوم الجمركية العالمية الشاملة التي يحبها كثيراً، ثم ما لبث أن جمدها لمدة 90 يوماً على أمل أن يعقد 90 اتفاقاً منفصلاً مع 90 بلداً خلال الـ90 يوماً على حد وصف أحد كبار مساعديه، لكن إدارته لم تعقد سوى تفاهمين اثنين فقط مع المملكة المتحدة والصين، في حين ما زالت المفاوضات مع البلدان الأخرى تتعثر وتراوح مكانها، وهو ما يهدد برفع الأسعار على الأميركيين إذا انتهت مهلة الـ90 يوماً. وفي قضية الهجرة وعد الرئيس ترمب مؤيديه بأكبر برنامج ترحيل للمهاجرين غير الشرعيين في التاريخ الأميركي، لكنه بعيد كل البعد من تحقيق ذلك، حيث رحلت إدارة الرئيس باراك أوباما 438421 شخصاً عام 2013 ولم يقترب أي رئيس منذ ذلك الحين من معادلة هذا الرقم القياسي، بما في ذلك ترمب خلال ولايته الأولى. وعلى رغم نجاح إدارة ترمب في تقييد أعداد القادمين الجدد عبر الحدود لتصل إلى 7181 شخصاً في مارس الماضي بانخفاض قدره 95 في المئة عن مارس 2024، فإن ترمب يواجه صعوبة في تكثيف عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، إذ ازدادت المعارضة في المناطق الليبرالية، حيث يقيم عديد من المهاجرين غير المسجلين للتعاون مع سلطات الهجرة الفيدرالية. ورداً على ذلك ذهب توم هومان مسؤول الحدود في إدارة ترمب إلى حد تهديد المسؤولين الديمقراطيين بالاعتقال لحمايتهم المهاجرين من الترحيل، ومع ذلك يتمسك المسؤولون الديمقراطيون بموقفهم. حاول ترمب استخدام أساليب أخرى، وشن مداهمات على أماكن العمل في جميع أنحاء كاليفورنيا، مما أثار احتجاجات حاشدة في لوس أنجليس، كادت تشعل مزيداً من التوترات في كافة أرجاء الولايات المتحدة، بعدما أصر على نشر قوات الحرس الوطني وقوات "المارينز" للحيلولة دون انتشار التظاهرات والعنف. كما حشد موارد فيدرالية من الحرس الوطني إلى مصلحة الضرائب لتحديد هوية المهاجرين غير الشرعيين واعتقالهم، وحث نصف مليون مهاجر من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا على ترحيل أنفسهم. وذهبت الإدارة أبعد من ذلك، حين أرادت إلغاء حق المواطنة بالولادة من الأبناء الذين ولدوا من آباء غير شرعيين أو غير مواطنين، مثل المقيمين موقتاً، مما سيزيد بصورة كبيرة من عدد السكان غير الشرعيين الآن ومستقبلاً، وفقاً لمعهد سياسات الهجرة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) واقع معاكس إضافة إلى ذلك تتزايد الشواهد على واقع معاكس لما يتعهد به ترمب. فقد أقسم على سبيل المثال بالحفاظ على الدستور وحمايته والدفاع عنه، ولكن هذا ليس ما يفعله، فهو يحاول هدم جدار التعديل الأول للدستور الذي يفصل الدين عن الدولة، وحدود الفترات الرئاسية بموجب التعديل الـ22، والتعديل الـ14 في شأن حق المواطنة بالولادة، والمادة الأولى من المكافآت وبنود أمر الإحضار. ووعد أيضاً بأنه سيحيط نفسه بأفضل الأشخاص وأكثرهم جدية، إلا أنه بدا مهتماً بكيفية ظهورهم على شاشة التلفزيون وبخاصة قناة "فوكس نيوز" التي يفضلها، وليس بخبرتهم أو كفاءتهم أو ذكائهم. وتشير صحيفة "نيويوركر" إلى أن هذه الحكومة هي الأقل كفاءة في التاريخ، فوزير دفاعه متهم بالسكر والاعتداء الجنسي ووزيرة التعليم لا تجيد التعامل مع الحسابات البسيطة ووزير الصحة والخدمات الإنسانية مشكك في اللقاحات العلمية ولديه نظريات طبية خطرة ورئيس مركز مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الأمن الداخلي متدرب سابق عديم الخبرة يبلغ من العمر 22 سنة، تخرج لتوه من الجامعة. وحينما تعهد ترمب بعدم تمزيق البلاد وتنفيذ القانون والنظام وأرسل قوات لقمع التظاهرات في لوس أنجليس لدعم ضباط إنفاذ القانون الفيدراليين الذين يواجهون احتجاجات ضد حملات الترحيل الجماعي التي شنها، تساءل كثر عن تجاهله إرسال نفس القوات عندما تعرضت قوات إنفاذ القانون في الكونغرس الأميركي للهجوم في السادس من يناير (كانون الثاني) 2001، وبدلاً من ذلك دعم المعتدين العنيفين، واصفاً إياهم بالأبطال، وأصدر عفواً عن المجرمين المدانين وأعضاء العصابات الذين اعتدوا على رجال الشرطة بسبب ادعاءاته في شأن سرقة الانتخابات. تعهد ترمب أيضاً بأنه لن يمس برنامج الرعاية الطبية "ميديكيد" لأصحاب المدخول المنخفض والمتوسط، لكن مشروع قانونه لتخفيض ضرائب المليارديرات يخفض نحو 600 مليار دولار من مخصصات برنامج "ميديكيد"، مما يعني أن نحو 10.9 مليون شخص قد يفقدون تغطيتهم الصحية خلال العقد المقبل، وقد يموت كثر نتيجة ذلك، كما جرى اقتطاع مئات الملايين من برنامج المساعدة التكميلية للتغذية المخصص للفقراء. وإذا كانت صحيفة "واشنطن بوست" رصدت ما قاله ترمب خلال ولايته الأولى، وتوصلت إلى قائمة تضم 309573 ادعاءً كاذباً أو مضللاً أدلى به كرئيس، فسينتظر الأميركيون رصد ادعاءاته وتعهداته التي ينكثها في دورته الرئاسية الثانية، ومن ثم يعقدون مقارنة تحسم أي الدورتين تفوز.