
حين يُمتحن التاريخ… من يقف مع الحق ؟
في زمن تعرت فيه الأقنعة وسقطت الشعارات الكاذبة ، لم تعد المعارك مجرد صراع على أرض أو منشأة نووية أو توازنات سياسية ، المعركة اليوم هي بين الحق والباطل ، بين من ينصر المظلوم ومن يدعم جلاده ، بين من يحفظ كرامة الأمة ومن يبيعها على طاولات المصالح .
لنترك المذاهب جانبًا ، لا مكان اليوم لتصنيفات 'سني' و'شيعي' حين تسقط الصواريخ على مدن المسلمين، وتُدك قواعد المقاومة ، ويُذبح الأبرياء على مرأى من عالم أعمى وأصم ، إن الحرب لا تفرق بين مذهب ومذهب ، بل تلتهم الجميع إذا ما استمر الصمت .
بينما كانت إيران تخوض مفاوضات فنية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي ، نفذت 'إسرائيل' عدوانًا مباشرًا على مواقع داخل العمق الإيراني ، بحجة 'الردع الاستباقي' هذا ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز ، بأن 'الضربة الإسرائيلية ضد إيران أتت رغم علم واشنطن الكامل بمسار التفاهمات النووية الجارية ، وهو ما يطرح علامات استفهام حول النوايا الحقيقية من التصعيد'.
وهذا ما أكده أيضًا الباحث الأميركي Trita Parsi في حديثه مع قناة MSNBC بأن 'الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر ضمنيًا للكيان الإسرائيلي ، لتوريط إيران وردعها عن أي نفوذ إقليمي ، حتى ولو تم ذلك على حساب أمن المنطقة بالكامل'.
رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يكن تقليديًا ، حيث استخدمت لأول مرة منظومات هجومية متطورة، وصواريخ دقيقة ضربت عمق الأراضي المحتلة ، وهو ما وصفه المحلل العسكري في Haaretz بأنه 'أخطر ما واجهته إسرائيل منذ حرب تشرين عام 1973″.
أما وزير الأمن الإسرائيلي السابق موشيه يعلون ، فقالها صراحة في برنامج بثته القناة 12 العبرية
' لم تعد لدينا اليد العليا ، لقد تغيرت قواعد الاشتباك بشكل لم نكن نتوقعه ، وإيران باتت تملك زمام المبادرة في ساحة الردع .'
من يظن أن الأمر سينتهي عند حدود طهران فهو واهم ، مشروع الصهيونية لا يقف عند نقطة خلاف دبلوماسي ، بل يحمل مشروع تفكيك كامل للمنطقة ، الباحث جوشوا لانديز كتب في Foreign Affairs
'إن استمرار الضربات الإسرائيلية ومشروع التوسّع الصامت ، ينذر بتحول الخليج العربي إلى دويلات صغيرة خاضعة ضمن صفقة إقليمية يطلق عليها الناتو العربي _ الإسرائيلي والهدف منها ضمان التفوق الإسرائيلي المطلق لعقود قادمة.'
أما الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، فحذر في خطابه الأخير بمؤتمر طهران للأمن الإقليمي قائلاً :
' كل دولة تصمت اليوم على عدوان الكيان ، ستدفع ثمن صمتها غدًا ، نحن نعلم ما يُخطط للمنطقة ، ولكننا لا نخاف المعركة '
يا من تصطفون على الحياد وتظنون أن النار لن تمسكم ، تذكروا أن الذي يصمت عن الظلم اليوم ، سيكون أول ضحاياه غدًا ، انتصروا للإسلام ، لا لشيعة علي ، فهم ليسوا بحاجة لاستغاثتكم ، فقد علمونا كيف يكون الرجال ، أشداء على الكفار رحماء بينهم .
لكنهم أيضًا ، حين يُخذلون من إخوتهم ، لا يسقطون … بل يصنعون النصر وحدهم .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة الإعلام العراقي
منذ ساعة واحدة
- شبكة الإعلام العراقي
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا مخاوف من انبعاث إشعاعات بعد استهداف مفاعل آراك الإيراني
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الخميس، عدم وجود مخاوف من انبعاث إشعاعات بعد استهداف مفاعل آراك الإيراني. وذكرت رويترز نقلاً عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية: 'علمنا بتعرض مفاعل آراك النووي في إيران للقصف الصهيوني'. وأضافت: 'لا مخاوف من انبعاث إشعاعات بعد ضرب مفاعل آراك لأنه لا يحتوي على مواد نووية'. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الأربعاء، أن الكيان الصهيوني، قصف موقعين إيرانيين لصناعة أجهزة الطرد. وذكرت الوكالة في بيان تابعته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن 'الكيان الصهيوني استهداف موقعين إيرانيين لإنتاج واختبار أجزاء تستخدم في صناعة أجهزة الطرد بالعاصمة الإيرانية طهران'. كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الأربعاء ، عدم وجود جهد ممنهج لتطوير سلاح نووي بإيران. وقال المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي في تصريح تابعته وكالة الأنباء العراقية (واع): إنه 'لا دليل على وجود جهد ممنهج لتطوير سلاح نووي في إيران'. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت سابق ، أنه لا تغيير بشأن منشأتي فوردو وأصفهان الإيرانيتين يمكن الإعلان عنه. ودعا غروسي جميع الأطراف إلى 'ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى عواقب إشعاعية وخيمة ويعوق الحلول الدبلوماسية، وأن مجلس المحافظين تبنى الأسبوع الماضي قراراً مهماً حول التزامات إيران بضمانات الوكالة'، مشدداً على أن 'الحلول يجب أن تبقى دبلوماسية، وأنا مستعد للسفر الفوري إلى إيران أو أي مكان آخر بهدف تأمين المنشآت النووية وضمان الاستخدام السلمي للطاقة النووية، إذ إن الوكالة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا النوع من النزاعات التي تهدد الأمان النووي كما فعلت سابقاً في النزاع بين روسيا وأوكرانيا'. المصدر : وكالة الانباء العراقية


الأنباء العراقية
منذ 3 ساعات
- الأنباء العراقية
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا مخاوف من انبعاث إشعاعات بعد استهداف مفاعل آراك الإيراني
متابعة– واع أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الخميس، عدم وجود مخاوف من انبعاث إشعاعات بعد استهداف مفاعل آراك الإيراني. وذكرت رويترز نقلاً عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "علمنا بتعرض مفاعل آراك النووي في إيران للقصف الصهيوني". وأضافت: "لا مخاوف من انبعاث إشعاعات بعد ضرب مفاعل آراك لأنه لا يحتوي على مواد نووية". وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الأربعاء، أن الكيان الصهيوني، قصف موقعين إيرانيين لصناعة أجهزة الطرد. وذكرت الوكالة في بيان تابعته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "الكيان الصهيوني استهداف موقعين إيرانيين لإنتاج واختبار أجزاء تستخدم في صناعة أجهزة الطرد بالعاصمة الإيرانية طهران". كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الأربعاء ، عدم وجود جهد ممنهج لتطوير سلاح نووي بإيران. وقال المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي في تصريح تابعته وكالة الأنباء العراقية (واع): إنه "لا دليل على وجود جهد ممنهج لتطوير سلاح نووي في إيران". وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت سابق ، أنه لا تغيير بشأن منشأتي فوردو وأصفهان الإيرانيتين يمكن الإعلان عنه. ودعا غروسي جميع الأطراف إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى عواقب إشعاعية وخيمة ويعوق الحلول الدبلوماسية، وأن مجلس المحافظين تبنى الأسبوع الماضي قراراً مهماً حول التزامات إيران بضمانات الوكالة"، مشدداً على أن "الحلول يجب أن تبقى دبلوماسية، وأنا مستعد للسفر الفوري إلى إيران أو أي مكان آخر بهدف تأمين المنشآت النووية وضمان الاستخدام السلمي للطاقة النووية، إذ إن الوكالة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا النوع من النزاعات التي تهدد الأمان النووي كما فعلت سابقاً في النزاع بين روسيا وأوكرانيا".


ساحة التحرير
منذ 4 ساعات
- ساحة التحرير
إيران… التهديد الذي يخشاه الكيان، لا الذي يهدد العالم!مؤيد الأزيرجاوي
إيران… التهديد الذي يخشاه الكيان، لا الذي يهدد العالم! بقلم: د. مؤيد الأزيرجاوي في خضمّ التصعيد الإقليمي، ومحاولات خلط الأوراق، يصرّ الإعلام الغربي والصهيوني، ومعه جوقة المطبّعين، على شيطنة إيران وتقديمها كتهديد مباشر للمنطقة والعالم، في حين أن الكيان الصهيوني، الذي تتكتم القوى الدولية عن إجرامه، هو التهديد الحقيقي والأخطر ليس فقط لإيران بل للإنسانية جمعاء. لكن من أراد الحقيقة، فليستمع لأرقام المقارنة، ولينظر في سجلّات الطرفين دون تحيّز: ⸻ * أولًا: سجلّ العدوان • إيران لم تشنّ أي حرب على جيرانها منذ انتصار ثورتها الإسلامية عام 1979. لم تعتدِ على أي دولة خليجية أو عربية أو آسيوية. وكل المعارك التي خاضتها كانت دفاعًا عن النفس أو دعمًا للمستضعفين. • أما الكيان الصهيوني، فلا تكاد تُحصى الدول التي استهدفها: • مصر (1956، 1967، 1973)، • لبنان (اجتياح 1978، احتلال 1982، حرب 2006)، • سوريا (مرات لا تُعدّ، وآخرها استهداف مطارات مدنية وعسكرية)، • الأردن (الاغتيالات والاختراقات الأمنية)، • العراق (قصف المفاعل النووي في 1981، والهجمات الأخيرة على مواقع سيادية وفصائل مقاومة). بل وتمادى الكيان، فهاجم إيران نفسها أكثر من مرة، عبر عمليات اغتيال وتخريب سيبراني وعسكري، رغم أن بينهما مئات الكيلومترات، ودول عديدة تفصل بينهما! ⸻ * ثانيًا: الملف النووي… من المجرم ومن الشفاف؟ • إيران وقعت على معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) منذ عام 1968، وتخضع بشكل دوري لتفتيش صارم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم تُثبت أي جهة دولية حتى الآن امتلاكها لسلاح نووي. • الكيان الصهيوني، بالمقابل، لم يوقّع على المعاهدة، ولا يعترف أصلاً بامتلاكه للأسلحة النووية، رغم أن العالم كله يعلم أنه يمتلك ما يقارب 475 رأسًا نوويًا، مخبأة خلف جدران الغموض والإنكار. هذا الكيان يتمتع بحصانة دولية من الرقابة، وهو الوحيد في المنطقة الذي يرفض حتى الجلوس على طاولة الالتزام. ⸻ * ثالثًا: من يُهدد من؟ • إيران تسعى لبناء محور مقاومة يدعم الشعوب المظلومة، وتُعلن صراحة وقوفها إلى جانب فلسطين والمستضعفين، وتبني علاقاتها على أساس الندية ورفض الهيمنة. • بينما الكيان الصهيوني هو مشروع توسّعي استيطاني، قائم على الدم والقتل والاحتلال. لا يعترف بالحدود، ولا بالشرعية الدولية، ويمتلك تاريخًا طويلًا من المجازر، والحصار، وتدمير المدن، وقتل الأطفال. ⸻ * الخلاصة: لا أحد يملك أدنى منطق في اعتبار إيران 'تهديدًا نوويًا أو عسكريًا'، بينما الكيان الصهيوني يعوم على بحر من الأسلحة النووية، ويعيش على نهج العدوان المستمر. الكيان لا يخشى من سلاح إيران، بل يخشى من مشروعها الاستقلالي المقاوم، ومن قدرتها على إحياء ثقافة الرفض والتحرر والكرامة في شعوب المنطقة. ** إن التهديد الحقيقي لا يصدر من عاصمة تتعرض لعقوبات منذ 40 عامًا، بل من كيان يقتل يوميًا ويحتلّ منذ أكثر من 70 عامًا، ويملك الدعم الكامل من القوى الكبرى! وإذا كان هناك من تهديد يجب أن يُواجه، فهو تهديد هذا الكيان الغاصب، الذي لا يعرف حدودًا لأطماعه، ولا قانونًا يردعه… إلا المقاومة. 2025-06-19 The post إيران… التهديد الذي يخشاه الكيان، لا الذي يهدد العالم!مؤيد الأزيرجاوي first appeared on ساحة التحرير.