
إدارة ترامب تنهي الالتزام بإصلاحات منظمة الصحة العالمية بشأن الجوائح
منظمة الصحة العالمية
للجوائح، وعدّتها انتهاكاً لسيادة الولايات المتحدة الأميركية، بحسب ما صدر اليوم الجمعة. وكان ترامب قد عمد، فور عودته إلى البيت الأبيض في ولاية رئاسية ثانية في 20 يناير/ كانون الثاني 2025، إلى سحب الولايات المتحدة الأميركية من منظمة الصحة العالمية، في حين أفادت وزارة الخارجية، في حينه، بأنّ التغييرات التي أُقرّت في عام 2024 سوف تظلّ ملزمة لواشنطن.
لكنّ وزير الخارجية ماركو روبيو و
وزير الصحة
والخدمات الإنسانية روبرت كينيدي جونيور المشكّك في
اللقاحات
، في إدارة ترامب الحالية، قالا إنّ هذه التغييرات "تنطوي على خطر التدخّل غير المبرّر في حقّنا السيادي الوطني في ما يخصّ رسم السياسة الصحية". أضافا في بيان مشترك اليوم: "سوف نضع الأميركيين في المقام الأول في كلّ إجراءاتنا، ولن نتسامح مع السياسات الدولية التي تنتهك حرية التعبير أو الخصوصية أو الحريات الشخصية الخاصة بالأميركيين".
Today the U.S. rejected the 2024 amendments to the International Health Regulations, delivering on the Trump Administration's promise to fight for Americans in the international system.
@StateDept
and
@HHSGov
are working together to ensure our national sovereign right to make…
— Secretary Marco Rubio (@SecRubio)
July 18, 2025
وأعلن روبيو وكينيدي انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من سلسلة من التعديلات على اللوائح الصحية الدولية التي توفّر إطاراً قانونياً ل
مكافحة الجوائح
، كان قد جرى الاتفاق عليها في العام الماضي خلال جمعية الصحة العالمية بمدينة جنيف في شهر مايو/ أيار 2024. وقد تضمّنت التعديلات "التزاماً واضحاً بالتضامن والإنصاف" ينصّ على تشكيل مجموعة جديدة لدراسة احتياجات البلدان النامية في حالات الطوارئ المستقبلية.
وأمام الدول مهلة حتى يوم غدٍ السبت لإبداء تحفّظاتها على هذه التعديلات. وفي هذا السياق، شنّ ناشطون محافظون ومشكّكون في اللقاحات في المملكة المتحدة وأستراليا حملات عامة ضدّ هذه التعديلات. يُذكر أنّ التعديلات أُقرّت بعد فشل جمعية منظمة الصحة العالمية في تحقيق هدف أكثر طموحاً يتمثّل في التوصّل إلى اتفاق عالمي جديد بشأن الجوائح.
الجريمة والعقاب
التحديثات الحية
وزيرة عدل إدارة ترامب تسقط التهم عن طبيب أتلف لقاحات كورونا
وقد أثار الاتفاق الذي كان يجرى التفاوض بشأنه انتقادات شديدة من قبل أصوات محافظة في الغالب في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة ودول أخرى تشكّك في الجهود العالمية المبذولة لمكافحة الأمراض وتلك الخاصة باللقاحات. وكانت الولايات المتحدة الأميركية بقيادة الرئيس السابق جو بايدن آنذاك قد شاركت في المفاوضات، لكنّها أشارت إلى أنّها لم تتوصّل إلى توافق في الآراء بشأن مطالبتها بحماية حقوق الملكية الفكرية الأميركية في تطوير اللقاحات.
يُذكر أنّ وزير الخارجية الأميركي حينها أنتوني بلينكن رحّب بالتعديلات واصفاً إياها بأنّها تمثّل "تقدّماً"، عندما دعا إلى اجتماع بشأن الصحة العالمية في سبتمبر/ أيلول 2024 مع نظرائه من دول غالبيتها متطوّرة، وقد شمل كذلك الهند. وفي إطار رفضهما التعديلات المشار إليها آنفاً، رأى وزيرا الخارجية والصحة الحاليان، روبيو وكينيدي، أنّ التغييرات "لا تعالج قابلية وقوع منظمة الصحة العالمية تحت التأثير السياسي والرقابة، لا سيّما من قبل الصين، في أثناء تفشّي الأوبئة".
(فرانس برس، العربي الجديد)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
مسكن موظفي منظمة الصحة العالمية يتعرض للهجوم 3 مرات في دير البلح
أعلن مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن مسكن موظفي المنظمة في دير البلح، وسط قطاع غزة ، تعرض للهجوم 3 مرات، أمس الاثنين، بالإضافة إلى مستودعها الرئيسي، بعدما توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، فجر الاثنين، في المناطق الشرقية لمدينة دير البلح، بشكل محدود، وذلك للمرة الأولى منذ بدء العدوان البري في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأضاف غيبريسوس، في بيان، أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي دخلت مسكن موظفي المنظمة، وأجبرت النساء والأطفال على الإخلاء سيراً على الأقدام. وأوضح أن جيش الاحتلال قيّد أيدي الموظفين الرجال وأفراد عائلاتهم بالأصفاد وجردهم من ملابسهم، وحقق معهم، وقام بتفتيشهم تحت تهديد السلاح، لافتاً إلى أن جيش الاحتلال اعتقل اثنين من موظفي المنظمة في دير البلح واثنين آخرين من أفراد أسرهم، وأفرج لاحقاً عن ثلاثة منهم، بينما ما زال أحد الموظفين قيد الاحتجاز. وذكر أن 32 موظفاً وأفراد عائلاتهم جرى إخلاؤهم إلى مكتب منظمة الصحة العالمية حالما أصبح الولوج ممكناً. وشدد على أن المنظمة تطالب بالإفراج الفوري عن موظفيها المعتقلين وحماية جميع موظفيها، محذراً من أن أوامر الإخلاء الأخيرة في دير البلح أثرت بالكثير من مقرات منظمة الصحة العالمية، ما يقوض قدرتها على القيام بعملياتها في غزة ويدفع النظام الصحي نحو المزيد من الانهيار. وأشار غيبريسوس إلى أن مستودع منظمة الصحة العالمية الرئيسي الذي يقع في دير البلح هو ضمن منطقة الإخلاء، وتعرض لأضرار أمس حينما أدى هجوم إلى تفجيرات واشتعال النيران بالداخل. . @WHO 's staff residence in Deir al Balah, #Gaza , was attacked three times today as well as its main warehouse. Israeli military entered the premises, forcing women and children to evacuate on foot toward Al-Mawasi amid active conflict. Male staff and family members were… — Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) July 21, 2025 وقال إن منظمة الصحة العالمية أصبحت بعد إخراج مستودعها الرئيسي عن الخدمة ونفاد أغلب المستلزمات الطبية في قطاع غزة مقيدة بشدة لناحية تقديم الدعم المناسب للمستشفيات وفرق الطوارئ الصحية، وشركاء الصحة الذين يعانون أساساً بشكل حاد من غياب الأدوية، والوقود والتجهيزات. وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تدعو بشكل عاجل الدول الأعضاء للمساعدة في ضمان تدفق مستمر ومنتظم للإمدادات الطبية إلى غزة، مشدداً على أن وقف إطلاق النار ليس ضرورة فحسب، بل أمر تأخر كثيراً تحقيقه. صحة التحديثات الحية مجمّع ناصر الطبي في غزة تحوّل إلى جناح ضخم لعلاج الجرحى وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية والأحزمة النارية العنيفة على دير البلح التي تضم أعداداً كبيرة من المهجرين، طاولت عدداً من المساجد والمنازل ما تسبب في سقوط شهداء وجرحى. وأفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، بأن عدداً كبيراً من العائلات اضطرت للنزوح في ساعات الفجر الأولى لشدة القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي لمنطقة "أبو هولي" وشرق البركة وغربها في دير البلح والمناطق القريبة من منطقة "المطاحن". وبحسب شهود العيان، فإن عدداً من العائلات ما زالت محاصرة في تلك المناطق نتيجة لشدة القصف الإسرائيلي وعمليات السيطرة بالقوة النارية التي يستخدمها الاحتلال لمنع تحرك الفلسطينيين.


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
الحمى النزفية تتسبب في وفاة 30 عراقياً منذ مطلع 2025
أعلنت وزارة الصحة العراقية ، اليوم الاثنين، ارتفاع عدد وفيات الحمى النزفية منذ مطلع 2025 إلى 30 من بين 231 إصابة مؤكّدة، داعية إلى احترام إجراءات النظافة العامة عند التعامل مع المواشي إذ تساهم بانتقال هذا المرض الفيروسي. وبحسب منظمة الصحة العالمية، تنتقل حمى القرم-الكونغو النزفية إلى البشر "إمّا عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة". وكان العراق أعلن في 12 يونيو/حزيران تسجيل 19 وفاة بالحمى النزفية من بين 123 إصابة منذ مطلع العام. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر، اليوم الاثنين، للصحافيين إن "المجموع التراكمي خلال العام 2025 هو 231 إصابة مؤكدة منها 30 حالة وفاة" ست منها في العاصمة بغداد. ولا يوجد لقاح لهذا المرض سواء للإنسان أو الحيوان. أما أعراضه الأولية فهي الحمى وآلام العضلات وآلام البطن. لكن عند تطوره، يؤدي إلى نزف من العين والأذن والأنف، وصولا إلى فشل في أعضاء الجسم ما يؤدي إلى الوفاة، بحسب وزارة الصحة في العراق الذي سجل أولى الإصابات بهذا الفيروس عام 1979. وتؤدي الإصابة بفيروس الحمى النزفية إلى الوفاة بمعدل يراوح بين 10 إلى 40% من المصابين، وفق منظمة الصحة العالمية. وسُجّلت غالبية الإصابات هذا العام في العراق في محافظة ذي قار (84 إصابة)، وهي منطقة ريفية فقيرة في جنوب البلاد تربى فيها الأبقار والأغنام والماعز والجواميس، وكلها حيوانات وسيطة ناقلة لهذا المرض. ويعدّ مربو الماشية والعاملون في مجال الجزارة، وفقا لوزارة الصحة، الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. وشدّد البدر على ضرورة "اتخاذ الإجراءات الخاصة بمنع ظاهرة الرعي العشوائي والجزر العشوائي". صحة التحديثات الحية الحمى النزفية تحصد المزيد من الضحايا في العراق وفي 2022 بين الأول من يناير/كانون الثاني و22 مايو/أيار، سجل العراق ما لا يقلّ 212 إصابة و27 وفاة بالحمى النزفية، وفق بيانات لمنظمة الصحة العالمية مستندة إلى إحصاءات رسمية. وعزا مسؤول في المنظمة حينها ارتفاع عدد الإصابات إلى "فرضيات" عدة، مشيرا لوكالة فرانس برس إلى غياب حملات التعقيم التي أجرتها السلطات للحيوانات خلال عامي 2020 و2021، بسبب الإغلاق المرتبط بانتشار وباء كوفيد-19، ما أدّى إلى "تنامي أعداد الحشرات". (فرانس برس)


القدس العربي
منذ 4 أيام
- القدس العربي
الضوضاء وخطورتها القاتلة في دول الاتحاد الأوروبي
بروكسل: الهواء والماء هما أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن التلوث. ولكن الضوضاء، غير المرئية، تلوث لا يقل خطورة عنهما. موسم العطلات الصيفية في أوجه، ومن منا لا يتوق إلى الفرار لقرية جبلية هادئة أو لشاطئ منعزل؟ ولكن الوصول إلى هذه الأماكن، بالسيارة أو القطار أو الطائرة، يزيد من المستويات المرتفعة من التلوث الضوضائي الذي يؤثر على ملايين الأوروبيين في أنحاء القارة. ووفقا لأحدث تقديرات وكالة البيئة الأوروبية، يتعرض أكثر من واحد من بين كل خمسة مواطنين في الاتحاد الأوروبي لمستويات ضوضاء بيئية ضارة، على نحو مزمن، ويزداد الرقم في المناطق الحضرية. والمصدر الرئيسي لذلك هو النقل البري- سواء في المدن أو الريف- ثم السكك الحديدية والمطارات. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الضوضاء هي ثاني أكبر سبب بيئي للمشاكل الصحية، مباشرة بعد الهواء الملوث. والضوضاء جزء من أهداف المفوضية الأوروبية في القضاء على التلوث. وتهدف المفوضية إلى خفض نسبة الأشخاص الذين يعانون من الإزعاج المزمن بسبب ضوضاء النقل بنسبة 30% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2017. وحدد الاتحاد الأوروبي عتبة التلوث الضوضائي في ' توجيه الضوضاء البيئية'. ورغم ذلك، لا يضع التكتل حدودا للضوضاء ولا ينص على التدابير التي يتعين على الدول أن تتضمنها في خطط العمل لديها لإدارة الضوضاء. ويقع هذا الأمر ضمن اختصاصات الدول. كما أن التوجيه ينظم انبعاث الضوضاء من مصدرها، على سبيل المثال عبر سن تشريعات تحدد مقدار الضوضاء التي قد تصدرها المركبات. وتشير هذه الحدود إلى مستوى 55 ديسيبل، أو أكثر على مدار الليل والنهار (24 ساعة) و50 ديسيبل أثناء الليل. ويشير مستوى 55 ديسيبل إلى الأصوات المعتدلة، مثل ما يعادل الشارع السكني أو محادثة عادية. كيف تؤذينا الضوضاء! لا يبدو مستوى 55 ديسيبل مرتفعا، ولكن منظمة الصحة العالمية حذرت من آثار التعرض المزمن للضوضاء البيئية على الصحة البدنية والعقلية للإنسان، على حد سواء. وقالت المنظمة في عام 2018: 'يرتبط العيش في منطقة تتأثر بضوضاء النقل بزيادة خطر الإصابة بمجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بينها أمراض القلب والأوعية الدموية والأيض والصحة العقلية'. وحال تطبيق معايير منظمة الصحة العالمية الأكثر صرامة (متوسط 45 و53، و54 ديسيبل على مدار اليوم، للضوضاء التي تسببها الطائرات والطرق والسكك الحديدية على الترتيب) على الاتحاد الأوروبي، ترتفع نسبة التعرض من 20%- أو حوالي 106 مليون شخص- إلى أكثر من 30%. ويسهم التعرض لآثار الضوضاء على المدى الطويل في حدوث 000,48 حالة جديدة من أمراض القلب و000,12 وفاة مبكرة في أوروبا، سنويا. وعلاوة على ذلك، تشير التقديرات إلى معاناة أكثر من 22 مليون شخص من الانزعاج المزمن الشديد، و5ر6 مليون شخص من مشاكل في النوم. وكذلك ترتبط الضوضاء البيئية بالاضطرابات المعرفية والعقلية. وأوضحت الدكتورة ماريا أنخيليس بونماتي، من الجمعية الإسبانية للنوم، أن الضوضاء الليلية تحول دون الاسترخاء والانفصال الضروريين للخلود إلى النوم. وقالت بونماتي: 'يمكن أن توقظنا فجأة، أو تبقينا في مراحل سطحية من النوم، مما يؤدي إلى تدهور جودة النوم نتيجة للتغيرات في بنيته: نستغرق وقتا أطول في النوم، أو نستيقظ في وقت مبكر عما نحتاج إليه، أو نقضي وقتا في النوم العميق، إلى جانب اضطراب نوم حركة العين السريعة'. وأضافت أن تحمل الضوضاء أثناء النهار يرتبط بارتفاع ضغط الدم والتوتر، إضافة إلى تدهور الحالة المزاجية. وأوضحت: 'من المهم أن يستوعب المواطنون أهمية النوم والراحة بالنسبة لجيرانهم. وعلاوة على ذلك، من المهم أن تحمي المؤسسات سلعة نادرة مثل الصمت'. وإلى جانب صحة الإنسان، للضوضاء البيئية آثار سلبية على الحياة البرية والمائية، حيث تسبب اضطرابات سلوكية وصعوبات في التواصل وضعفا في القدرة على التكاثر. من الذي يصدر كل هذه الضوضاء؟ تم تحديد ضوضاء النقل كسبب رئيسي للضوضاء، وحركة المرور على الطرق كمصدر أساسي. وفي تقييم صدر في شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي- استنادا على بيانات تعود لعام 2022- رصدت الوكالة الأوروبية للبيئة تراجعا هامشيا في مجال التعرض لهذا للضوضاء، ولكنها حذرت في الوقت نفسه من أن هذا يمكن أن يقابله انتقال المزيد من الناس إلى المناطق الحضرية وبالتالي زيادة مستويات الحركة المرورية. ومع ذلك، كان التراجع في ضوضاء الطائرات الذي أظهرته البيانات- والذي ربما كان بسبب جائحة كوفيد-19 – قصير الأجل: فكما ذكرت وكالة مراقبة النشاط الجوي الأوروبي (يوروكونترول) في وقت سابق هذا الصيف، عاد حجم حركة الطائرات، إلى مستويات ما قبل الجائحة، مع وجود 37000 رحلة جوية في أيام الذروة، وبالتالي الضوضاء. وفي فرنسا، أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي تشديد شروط الرحلات الليلية بمطار باريس أورلي من أجل الحد من التلوث الضوضائي، دون الذهاب إلى خفض عدد الرحلات، كما طالب بذلك نشطاء حماية البيئة والسكان المحليون. وقالت وزارة النقل في بيان إن التدابير الجديدة تشمل 'فرض حظر تجول جزئي اعتبارا من الساعة العاشرة مساء على الطائرات الأكثر ضوضاء- حيث لن يسمح إلا للطائرات الأكثر هدوءا بالهبوط والإقلاع بعد العاشرة '. ولحماية نوم السكان المحليين، يخضع ثاني أكثر المطارات ازدحاما في فرنسا لحظر صارم على الطيران في الفترة بين الساعة 30ر11 مساء والسادسة صباحا. كما أعلنت الحكومة الفرنسية خطة وطنية لتعزيز استخدام الوسائل العازلة للصوت حول المطارات الرئيسية، وذلك في أعقاب الاحتجاجات المطولة التي قام بها أنصار البيئة والسكان ضد الضوضاء. انتبه! تتفاوت الجهود المبذولة في أنحاء أوروبا للحد من التلوث الضوضائي، وغاليا ما يعود الأمر إلى المقاطعات أو حتى البلديات. وأظهرت بيانات المعهد الإيطالي لحماية البيئة والأبحاث (إيسبرا)، أن جزءا كبيرا من السكان يتعرض لمستويات ضوضاء تتجاوز الحدود التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، بشكل عام أو خلال الليل. ورغم ذلك، تفتقر مناطق كثيرة إلى تشريعات خاصة بالتلوث الضوضائي، ووافق أقل من ثلثي البلديات على أداة لإدارة التلوث الضوضائي. وفي إسبانيا، يتعرض حوالي 60% من السكان، خلال النهار، لمستويات ضوضاء تتجاوز الحدود التي حددتها منظمة الصحة العالمية، بحسب بيانات منصة 'إس إي إس' الرقمية لعام 2024. ووفقا لوكالة البيئة الأوروبية، يتسبب التلوث الضوضائي في أكثر من ألف وفاة مبكرة، و4000 حالة دخول مستشفيات سنويا. ويمكن إرجاع بعض التلوث الضوضائي إلى البشر: ففي الأحياء التاريخية بمدريد وبرشلونة وبلنسية، حيث تفتقر العديد من المنازل إلى وجود أجهزة تكييف الهواء، ويصبح فتح النوافذ أمر ضروري للتبريد، يعد النوم الهادئ أثناء الليل أمرا مستحيلا في الصيف. وامتدت الإجراءات القانونية المتعلقة بالضوضاء إلى ما هو أبعد من الحانات، وظهرت جمعيات لمكافحة الضوضاء في أنحاء البلاد. وقال الكاتب الإسباني إجناسيو بيرو مؤخرا في صحيفة 'إل بايس' اليومية: 'الأمر الوحيد الذي يميزنا عن البلدان الأخرى هو أننا أكثر ضوضاء.' وفي ألمانيا، دعت عدة ولايات الحكومة الاتحادية في عام 2023 إلى فرض قوانين أكثر صرامة للحد من الضوضاء التي يسببها المرور. ووفقا لإحصاءات مكتب البيئة الاتحادي في نفس العام، تعرض حوالي 5ر8 مليون ألماني لمستويات ضوضاء تهدد الصحة، على الطرق الرئيسية وحدها، بينما عانى 6,4 مليون شخص من ضوضاء حركة السكك الحديدية الصاخبة. وتدعو مجموعة العمل البيئي في ألمانيا إلى وضع حد أقصى للسرعة، عند 30 كيلومترا في الساعة، داخل المناطق المأهولة كأداة فعالة للحد من ضوضاء الطرق. وفي مقدونيا الشمالية- المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي- تدور مستويات التلوث الضوضائي حول المتوسط الأوروبي، ولكنها أكثر هدوءا من حيث السياحة والازدحام مقارنة بالعديد من الوجهات السياحية الشهيرة. ووفقا لإحصاءات وزارة الداخلية المقدونية، تسجل مدينة أوهريد، الوجهة السياحية الأكثر شعبية، أكبر عدد من البلاغات عن حدوث إزعاج بسبب الضوضاء. هل حان الوقت الاستثمار في سدادات الأذن؟ وبحسب تقرير صدر في يناير/ كانون الثاني الماضي، قامت المحكمة الأوروبية للمدققين بدراسة سياسات مكافحة التلوث التي تطبقها المفوضية الأوروبية، وانتقدتها بسبب وجود ثغرات، وبسبب التأخير في تقييم التلوث الضوضائي والإبلاغ عنه من قبل الدول الأعضاء. كما أعربت المحكمة عن أسفها لعدم وجود قيم حدية أو أهداف للحد من الضوضاء في الاتحاد الأوروبي، وكتبت: 'نعتبر أن الافتقار لأهداف من قبل الاتحاد الأوروبي للحد من الضوضاء لا يشجع الدول الأعضاء على إعطاء أولوية لإجراءات الحد من التلوث الضوضائي بشكل فعال'. وأضافت المحكمة الأوروبية للمدققين أن المدن واجهت صعوبة في اتخاذ تدابير فعالة بسبب عدم التنسيق بين السلطات، وبسبب شكوك بشأن فعالية التدابير، ومقاومة السكان. وأوصت المحكمة بوضع أهداف على مستوى الاتحاد الأوروبي في إطار الاستراتيجية الأوروبية للحد من الضوضاء، ومواءمة هذه الأهداف مع ما توصي به منظمة الصحة العالمية، بحلول عام 2029. ومن الصعب تقييم التقدم الذي تحقق بسبب عدم وجود تقارير. وبالنظر إلى عام 2030، قالت وكالة البيئة الأوروبية في تقييمها لعام 2025 إن هدف خفض عدد المتضررين من ضوضاء النقل بنسبة 30% 'بعيد المنال'، حيث لم يتجاوز التقدم المحقق نسبة 2%، مقارنة بخط الأساس لعام 2017. (د ب أ)